Asharq Al-Awsat Saudi Edition

اﻟﺪوﻟﺔ ﺗﺴﺘﻌﺠﻞ ﺣﻞ أزﻣﺔ اﻟﻘﺮوض اﻟﺴﻜﻨﻴﺔ ﺗﻌﺰﻳﺰﴽ ﻟـ »اﻷﻣﻦ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ«

ﻣﻘﱰﺣﺎت ﻟـ »اﳌﺎﻟﻴﺔ« و»ﻣﺼﺮف ﻟﺒﻨﺎن«

- ﺑﲑوت: ﻧﺬﻳﺮ رﺿﺎ

}اﻹﻧﺸﺎءات{ ﻳﺸﻐﻞ ﺑﺎﳊﺪ اﻷدﻧﻰ ٤٣ ﻗﻄﺎﻋﴼ ﻣﺮﺗﺒﻄﴼ ﺑﻪ

وﺿـــﻌـــﺖ اﻟــــﺪوﻟـ­ـــﺔ اﻟــﻠــﺒــ­ﻨــﺎﻧــﻴــ­ﺔ ﺛـــﻼﺛـــﺔ ﻣـــﻘـــﺘـ­ــﺮﺣـــﺎت ﻟــﻠــﺘــﻌ­ــﺎﻣــﻞ ﻣـﻊ أزﻣــــــﺔ اﻟـــــﻘــ­ـــﺮوض اﻟــﺴــﻜــ­ﻨــﻴــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻗﺒﻞ ٦ أﺷــﻬــﺮ، ﻋﺒﺮ وزارة اﳌﺎل وﻣﺼﺮف ﻟﺒﻨﺎن، ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻻﺣﺘﻮاء اﻷزﻣﺔ اﳌﺘﻨﺎﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺬر ﺑـﺰﻋـﺰﻋـﺔ »اﻷﻣـــﻦ اﻻﺟـﺘـﻤـﺎﻋ­ـﻲ« ﻓﻲ ﺣﺎل اﺳﺘﻤﺮارﻫﺎ، وﺳﻂ ﻣﺆﺷﺮات »إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ« ﻋﻠﻰ ﻗﺮب إﻋﺎدة ﺗﻔﻌﻴﻞ اﻟﻘﺮوض اﻟﺴﻜﻨﻴﺔ اﳌﺪﻋﻮﻣﺔ، ﻛﻤﺎ ﻗـــﺎﻟـــﺖ ﻣـــﺼـــﺎد­ر ﻟــﺒــﻨــﺎ­ﻧــﻴــﺔ واﺳــﻌــﺔ اﻻﻃﻼع ﻟـ »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ«.

وﺗﺄﺗﻲ ﺗﻠﻚ اﳌﺆﺷﺮات ﻓﻲ ﻇﻞ ﻣـﻌـﻠـﻮﻣـﺎ­ت ﻋــﻦ أن ﻣــﺼــﺮف ﻟﺒﻨﺎن ﺳــﻴــﺼــﺪ­ر ﺣـــﺰﻣـــﺔ دﻋـــــﻢ ﻟـﺘـﻨـﺸـﻴـ­ﻂ اﻻﻗـــﺘـــ­ﺼـــﺎد اﻟــﻠــﺒــ­ﻨــﺎﻧــﻲ ﻓـــﻲ اﻟـﺴـﻨـﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ اﳌﻘﺒﻠﺔ أي ﻓﻲ اﻟﻌﺎم ٩١٠٢. و»ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ أن ﻳﻜﻮن ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺟــــﺰء ﻣــﺨــﺼــﺺ ﻟـــﺪﻋـــﻢ اﻟـــﻘـــﺮ­وض اﻟﺴﻜﻨﻴﺔ«، ﻓﻲ وﻗﺖ أﻛﺪت ﻣﺼﺎدر ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺎرزة ﻟـ »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ« أن ﺣـــﻞ أزﻣــــﺔ اﻟـــﻘـــﺮ­وض اﻟﺴﻜﻨﻴﺔ »ﻳﺠﺐ أن ﻳﺤﻞ، ﻷﻧﻪ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻷﻣﻦ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، وﻫــﻮ أﻣــﻦ ﻗﻮﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ«.

وﺗﺤﺮﻛﺖ وزارة اﳌﺎل اﻷﺳﺒﻮع اﳌﺎﺿﻲ ﻋﻠﻰ ﺧﻂ ﺣﻠﺤﻠﺔ ﻣﻌﻀﻠﺔ اﻟــﻘــﺮوض اﻟﺴﻜﻨﻴﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗﺠﻤﺪت ﻣــﻨــﺬ ﺷــﻬــﺮ ﻣـــــﺎرس )آذار( اﳌـﻘـﺒـﻞ إﺛـــﺮ اﺳـﺘـﻨـﻔـﺎ­د ﺣــﺰﻣــﺔ اﻟــﺪﻋــﻢ اﻟـﺘـﻲ وﻓــﺮﻫــﺎ ﻣــﺼــﺮف ﻟـﺒـﻨـﺎن ﻛـﻜـﻞ ﻋــﺎم، وﺧــــﺼـــ­ـﺺ ٠٦ ﻓــــﻲ اﳌــــﺎﺋــ­ــﺔ ﻣــﻨــﻬــﺎ ﻟﻠﻘﺮوض اﻟﺴﻜﻨﻴﺔ. وأﻓﺎدت وزارة اﳌــــﺎل ﻓـــﻲ ﺑــﻴــﺎن أﺧـــﻴـــﺮ، ﺑـــﺄن وزﻳـــﺮ اﳌـــــــﺎ­ل ﻋـــﻠـــﻲ ﺣـــﺴـــﻦ ﺧـــﻠـــﻴـ­ــﻞ، ﺟــــﺪد اﻟـﺘـﺄﻛـﻴـ­ﺪ ﻋـﻠـﻰ ﻣــﻮﻗــﻒ وزارة اﳌــﺎل اﻟـﻘـﺎﺿـﻲ ﺑﻤﻮاﻓﻘﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻤﻞ ﻓــﺎرق اﻟـﻔـﻮاﺋـﺪ اﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ﻟﻠﻘﺮوض اﻹﺳــــﻜــ­ــﺎﻧــــﻴـ­ـــﺔ اﻟـــــﺠــ­ـــﺪﻳـــــ­ﺪة، وأﻋـــﻠـــ­ﻦ أن ﺗـﺤـﻀـﻴـﺮ اﻵﻟـــﻴـــ­ﺎت اﻟــﻘــﺎﻧـ­ـﻮﻧــﻴــﺔ اﳌــﺮﺗــﻜـ­ـﺰة ﻋــﻠــﻰ ﻫـــﺬه اﳌــﻮاﻓــﻘ­ــﺔ ﺑــﺪأ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ إﻋﺪادﻫﺎ ﻟﺘﻜﻮن ﺟﺎﻫﺰة ﻓﻲ ﻓﺘﺮة وﺟﻴﺰة ﺟﺪﴽ.

وﺑـــــﻌــ­ـــﺪ أﻳــــــــ­ـﺎم ﻗـــﻠـــﻴـ­ــﻠـــﺔ، ﺗـــﻘـــﺪم ﻧـﻮاب ﺗﻜﺘﻞ »اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﻘﻮﻳﺔ« ﻣــﻦ رﺋــﻴــﺲ ﻣـﺠـﻠـﺲ اﻟــﻨــﻮاب ﻧﺒﻴﻪ ﺑـــﺮي، ﺑــﺎﻗــﺘــ­ﺮاح ﻗــﺎﻧــﻮن ﻳـﺮﻣـﻲ إﻟـﻰ ﺗـــﻤـــﻮﻳ­ـــﻞ دﻋـــــــﻢ ﻓـــــﻮاﺋـ­ــــﺪ اﻟــــﻘـــ­ـﺮوض اﻟـﺴـﻜـﻨـﻴ­ـﺔ، »ﻧــﻈــﺮﴽ ﻟــﻠــﻀــﺮ­ر اﻟـﺒـﺎﻟـﻎ اﻟـــــــﺬ­ي أﻟـــﺤـــﻘ­ـــﻪ إﻳــــﻘـــ­ـﺎف اﻟــــﻘـــ­ـﺮوض ﺑــﺸــﺮاﺋـ­ـﺢ اﺟــﺘــﻤــ­ﺎﻋــﻴــﺔ واﺳـــﻌـــ­ﺔ ﻣﻦ اﳌــﺠــﺘــ­ﻤــﻊ اﻟـــﻠـــﺒ­ـــﻨـــﺎﻧـ­ــﻲ«. وﺗــﻀــﻤــ­ﻦ اﻗـﺘـﺮاح اﻟـﻘـﺎﻧـﻮن: »إﻳـﺠـﺎد ﻣﺼﺎدر ﻟــﺘــﻤــﻮ­ﻳــﻞ دﻋـــــﻢ ﻓــــﻮاﺋــ­ــﺪ اﻟـــﻘـــﺮ­وض اﻟــﺘــﻲ ﺗـﻤـﻨـﺤـﻬـ­ﺎ اﳌــﺆﺳــﺴـ­ـﺔ اﻟـﻌـﺎﻣـﺔ ﻟــﻺﺳــﻜــ­ﺎن، وﺗــﺤــﺪﻳـ­ـﺪ اﳌﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻘﺮوض وﺗﻔﻌﻴﻞ اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺷﺮوط اﻻﺳﺘﻔﺎدة«.

ﻏــﻴــﺮ أن اﻷزﻣــــــ­ـﺔ ﻻ ﺗـﻨـﺤـﺼـﺮ ﺑـــــﺈﻳــ­ـــﻘـــــﺎ­ف اﻟـــــــﻘ­ـــــــﺮوض اﻟـــﺴـــﻜ­ـــﻨـــﻴــ­ـﺔ ﻓﺤﺴﺐ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻠﺤﻆ ﻣــﻌــﺎﻟــ­ﺠــﺔ ﻟــﻠــﺴــﻴ­ــﺎﺳــﺔ اﻹﺳــﻜــﺎﻧ­ــﻴــﺔ ﻛــﻜــﻞ. وﻗـــﺎل وزﻳـــﺮ اﻟــــﺪول ﻟـﺸـﺆون اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻣﻴﺸﺎل ﻓﺮﻋﻮن ﻟـ »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳــــــ­ـــﻂ«، ﺑــــﺄن اﻷزﻣــــــ­ـﺔ اﻟــﻘــﺎﺋـ­ـﻤــﺔ »ﺗﻜﻮن ﻣﻘﺎرﺑﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻛـﺬا ﻧﺎﺣﻴﺔ، أوﻟﻬﺎ اﻟﻘﺮوض اﻟﺴﻜﻨﻴﺔ، وﺛﺎﻧﻴﻬﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻹﺳﻜﺎﻧﻴﺔ«، ﻻﻓﺘﴼ إﻟﻰ أن اﻷزﻣﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻵن، اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ أن ﺗﺤﻞ، ﻟﻦ ﺗﻨﻬﻲ أزﻣﺔ ﻧﺸﺄت »ﺑﺴﺒﺐ ﻏـــﻴـــﺎب اﻟــﺘــﺨــ­ﻄــﻴــﻂ وﻋـــــــﺪ­م ﺗـﺒـﻨـﻲ اﻟــﺪوﻟــﺔ ﻛـﻜـﻞ ﺳـﻴـﺎﺳـﺔ إﺳـﻜـﺎﻧـﻴـ­ﺔ«، ﻣــﺸــﺪدﴽ ﻋـﻠـﻰ أن »ﺛــﻤــﺔ إﻣـﻜـﺎﻧـﻴـ­ﺎت ﻟﻠﺤﻞ، وﻫﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺘﺄﻟﻴﻒ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، وﺿﺮورة ﺣﻠﻬﺎ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣـﻦ أن ﻫﻨﺎك اﻧﻜﻤﺎﺷﴼ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد اﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﺗﻀﺎﻓﺮ ﻋﺪة ﻋﻮاﻣﻞ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺒﻌﻀﻬﺎ«.

وأوﺿﺢ ﻓﺮﻋﻮن أن اﳌﻮﺿﻮع ﻟﻪ ﺟﻮاﻧﺐ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻌﺪم اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻟﻜﺎﻓﻲ ﻓﻲ ﻫﺬه اﳌﺴﺄﻟﺔ، وأﺳﻔﺮ ﻋﻦ ﻋﺪم اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ، ﻣـﺸـﻴـﺮﴽ إﻟــﻰ أن »اﻟــﻘــﻄــ­ﺎع اﻟــﻌــﺎم ﻟﻢ ﻳﻘﻢ ﺑﺘﻨﺴﻴﻖ ﻛــﺎف ﺑـﲔ اﳌﺼﺎرف واﳌــﺼــﺮف واﳌــﺮﻛــﺰ­ي واﻟـﻘـﻄـﺎﻋ­ـﺎت وﺑﻌﺾ اﻟﻮزارات، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ أﻧﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ دول اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺎت ٠٨ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻜﺎن ﻳﻘﻄﻨﻮن ﻓﻲ اﳌـﺪن«، ﻻﻓﺘﴼ إﻟﻰ أن وزارﺗﻪ ﻋﻤﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺮوع ﺳــﻴــﺎﺳــ­ﺔ إﺳــﻜــﺎﻧـ­ـﻴــﺔ ﺗــﻌــﺎﻟــ­ﺞ أﻳـﻀـﴼ اﻟـﺴـﻜـﻦ ﻓــﻲ أﺣــﺰﻣــﺔ اﻟــﺒــﺆس ﺣـﻮل اﳌﺪن. وﻗﺎل: »ﻃﺎﻟﺒﻨﺎ ﻋﺒﺮ اﳌﺸﺮوع ﺑﺘﺤﺴﲔ اﻟﺤﻮﻛﻤﺔ ﻓﻲ إدارة اﳌﺪن واﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺤﻀﺮﻳﺔ«، داﻋﻴﴼ إﻟﻰ »اﺗﺨﺎذ ﻗﺮار ﻣﻨﺎﺳﺐ ﺗﺘﻢ إﺣﺎﻃﺘﻪ ﻣﻦ ﻛﻞ اﻟﺠﻮاﻧﺐ«. وﻗﺎل: »اﳌﻮﺿﻮع ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﺘﻔﻌﻴﻞ وﺗﻄﻮﻳﺮ واﺗﺨﺎذ اﻟــﻘــﺮار. اﻟـﻴـﻮم ﻫـﻨـﺎك أزﻣــﺔ ﻣﺤﺪدة ﻫﻲ اﻟﻘﺮوض اﻟﺴﻜﻨﻴﺔ، ﻟﻜﻦ ﺣﻠﻬﺎ ﺑﺈﻋﺎدة ﺗﺤﺮﻳﻚ اﻟﻘﺮوض ﻻ ﻳﻜﻔﻲ، إذ ﻳــﺠــﺐ أن ﺗــﻜــﻮن ﻫــﻨــﺎك دراﺳـــﺔ دﻗﻴﻘﺔ وﻣﻌﻤﻘﺔ ﻟﻠﺴﻨﻮات اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ اﳌﻘﺒﻠﺔ«.

وﻻ ﻳﺨﻔﻲ ﻓـﺮﻋـﻮن أن اﻷزﻣــﺔ اﻟـــــﻴــ­ـــﻮم ﺗــــﺆﺛـــ­ـﺮ ﻋـــﻠـــﻰ اﻟـــﻜـــﺜ­ـــﻴـــﺮ ﻣــﻦ اﻟـﻘـﻄـﺎﻋـ­ﺎت اﻻﻗـﺘـﺼـﺎد­ﻳـﺔ، ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ أن ﻗﻄﺎع اﻟﺒﻨﺎء ﻳﺸﻐﻞ ﺑﺎﻟﺤﺪ اﻷدﻧــــــ­ﻰ ٤٣ ﻗــﻄــﺎﻋــ­ﺎ ﻣــﺮﺗــﺒــ­ﻄــﴼ ﺑــﻪ، ﻣـــﺸـــﺪد­ﴽ ﻋــﻠــﻰ ﺿــــــﺮور­ة ﺣـــﻞ أزﻣـــﺔ اﻟﻘﺮوض اﻟﺴﻜﻨﻴﺔ.

وﻃـــﺮﺣـــ­ﺖ اﻟـــﺪوﻟــ­ـﺔ اﻟـﻠـﺒـﻨـﺎ­ﻧـﻴـﺔ ﺛــﻼﺛــﺔ ﻣــﻘــﺘــﺮ­ﺣــﺎت ﻹﻋــــﺎدة ﺗﻔﻌﻴﻞ اﻟــﻘــﺮوض اﻟـﺴـﻜـﻨـﻴ­ـﺔ، ﺗــﻀــﺎف إﻟـﻰ ﻣـــﻘـــﺘـ­ــﺮح ﺗــــﻘــــ­ﺪم ﺑــــﻪ ﻧـــــــﻮا­ب »ﺗـــﻴـــﺎر اﳌـﺴـﺘـﻘـﺒ­ـﻞ« اﻟـﺸـﻬـﺮ اﳌــﺎﺿــﻲ. ﻟﻜﻦ اﳌﻘﺘﺮﺣﺎت ﻟﻢ ﺗﺴﻔﺮ ﻋﻦ ﺣﻞ ﺣﺘﻰ اﻵن. ﻓــﺈﻟــﻰ ﺟــﺎﻧــﺐ اﳌــﻘــﺘــ­ﺮح اﻟــﺬي أﻋــﻠــﻨــ­ﺖ »اﳌـــﺎﻟـــ­ﻴـــﺔ« ﻋــﻨــﻪ اﻷﺳــﺒــﻮع اﳌﺎﺿﻲ، واﻟﺤﻞ اﳌﺘﻤﺜﻞ ﺑﺎﻟﺤﺰﻣﺔ اﳌـﺎﻟـﻴـﺔ ﳌـﺼـﺮف ﻟـﺒـﻨـﺎن ﻓــﻲ ٩١٠٢. ﻛﺎن ﻣﺼﺮف ﻟﺒﻨﺎن اﻗﺘﺮح ﻣﻘﺘﺮﺣﴼ ﻣﺸﺎﺑﻬﴼ ﻻﻗﺘﺮاح »اﳌﺎﻟﻴﺔ« ﻳﻐﻄﻲ ﻓـﻮاﺋـﺪ اﻟـﻘـﺮوض اﳌـﺪﻋـﻮﻣـﺔ أﻳﻀﴼ، ﻟﻜﻦ اﳌـﺼـﺎرف ﻟـﻢ ﺗﺘﺒﻨﻪ، ﺑﺤﺴﺐ اﻟﺨﺒﻴﺮ اﻻﻗـﺘـﺼـﺎد­ي اﻟﺒﺮوﻓﺴﻮر ﺟﺎﺳﻢ ﻋﺠﺎﻗﺔ ﻟـ »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ«، اﻟـــﺬي ﻗـــﺎل: »اﻟــﺤــﻞ ﻣــﻮﺟــﻮد، وﻫﻮ ﻧــﻔــﺴــﻪ ﻣـــﺎ اﻗــﺘــﺮﺣـ­ـﺘــﻪ وزارة اﳌـــﺎل وﻳﺘﺒﻨﺎه ﻣﺼﺮف ﻟﺒﻨﺎن ﻣﻨﺬ وﻗﺖ، أي أن اﳌــﺼــﺎرف ﺗـﻔـﺘـﺢ اﻟــﻘــﺮوض اﻟﺴﻜﻨﻴﺔ، وﺗﻐﻄﻲ اﻟـﺪوﻟـﺔ، ﺳﻮاء ﻣــﺼــﺮف ﻟـﺒـﻨـﺎن أم وزارة اﳌـﺎﻟـﻴـﺔ، ﻓــــــﺎرق اﻟــــﻔـــ­ـﻮاﺋــــﺪ، ﻟـــﻜـــﻦ اﳌـــﺼـــﺎ­رف ﺗﻤﺘﻨﻊ ﻋﻦ اﻟﺘﺴﻠﻴﻒ ﻣﻦ أﻣﻮاﻟﻬﺎ«. وأﺷــﺎر إﻟــﻰ أن اﳌﺎﻟﻴﺔ »ﺧﺼﺼﺖ ﻓـــﻲ ﻣـــﻮازﻧــ­ـﺔ ٨١٠٢ ﻣــﺒــﻠــﻎ ﺑﻘﻴﻤﺔ ٠٠١ ﻣـﻠـﻴـﺎر ﻟــﻴــﺮة ﻟــﺪﻋــﻢ اﻟــﻘــﺮوض اﻟــﺴــﻜــ­ﻨــﻴــﺔ«. ﻻﻓـــﺘـــﺎ »ﺻــﺤــﻴــﺢ أن ﻓـﻲ اﻟـﺪﺳـﺘـﻮر اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻻ وﺟـﻮد ﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣﺼﺮﻓﻴﺔ، إﻻ أن ﻟﻠﻤﺼﺎرف ﺗـﺄﺛـﻴـﺮا ﻓـﻲ اﻟــﻮاﻗــﻊ«، ﻣـﺸـﺪدﴽ ﻋﻠﻰ أن دواﻓــﻊ ﻣﺼﺮف ﻟﺒﻨﺎن ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻦ دواﻓﻊ اﳌﺼﺎرف اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ، إذ أن »ﻫﻤﻪ ﺛﺒﺎت اﻟﻠﻴﺮة اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ، و٠٨ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ أرﺑـﺎﺣـﻪ ﺗﺬﻫﺐ ﻟـــﻠـــﺨـ­ــﺰﻳـــﻨــ­ـﺔ اﻟـــﻠـــﺒ­ـــﻨـــﺎﻧـ­ــﻴـــﺔ، ﺑــﻴــﻨــﻤ­ــﺎ ﻳــﺬﻫــﺐ ٠٢ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﻣـﻨـﻬـﺎ ﻟﺪﻋﻢ اﻻﺣﺘﻴﺎط«.

وﻋـــــــﻦ اﻟــــــﺮز­ﻣــــــﺔ اﻟــﺘــﺤــ­ﻔــﻴــﺰﻳــ­ﺔ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎد ﻓﻲ ٩١٠٢. ﻗـﺎل ﻋﺠﺎﻗﺔ ﺑـــﺄﻧـــﻪ ﻣــــﻦ اﳌــﻨــﻄــ­ﻘــﻲ أن ﻳــﻮﻓــﺮﻫـ­ـﺎ ﻣــﺼــﺮف ﻟــﺒــﻨــﺎ­ن، ﻟــﻜــﻦ ﻣـــﻦ اﳌـﺒـﻜـﺮ ﻣـــﻌـــﺮﻓ­ـــﺔ ﻗــﻴــﻤــﺘ­ــﻬــﺎ، ﺑـــﺎﻟـــﻨ­ـــﻈـــﺮ إﻟـــﻰ أن اﳌــﺒــﻠــ­ﻎ »ﻳــﺘــﺤــﺪ­د ﻋــﻠــﻰ أﺳـــﺎس ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺘﻀﺨﻢ ﻓـﻲ اﻟـﻌـﺎم ٩١٠٢. وﻳــــﻘـــ­ـﻴــــﻢ ﺣــــﺴــــ­ﺎﺑــــﺎﺗــ­ــﻪ ﺑـــــﻨـــ­ــﺎء ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺘــﻮﻗـ­ـﻌــﺎت ﺑـﺎﻟـﺘـﻀـﺨ­ـﻢ ﻓــﻲ اﻟــﻌــﺎم اﳌــﻘــﺒــ­ﻞ«، ﻻﻓــﺘــﴼ إﻟـــﻰ أن ﺟــــﺰءﴽ ﻣﻦ اﻟﺤﺰﻣﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ »ﻳﺬﻫﺐ إﻟﻰ اﻟﻘﺮوض اﻟﺴﻜﻨﻴﺔ واﻟﺠﺰء اﻵﺧﺮ ﻟـﺪﻋـﻢ اﻟـﻘـﻄـﺎﻋـ­ﺎت اﻹﻧـﺘـﺎﺟـﻴ­ـﺔ ﻣﺜﻞ اﻟــﺼــﻨــ­ﺎﻋــﺔ واﻟــﺴــﻴـ­ـﺎﺳــﺔ واﻟـــﺰراﻋ­ـــﺔ واﻟﻘﻄﺎع اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ«.

 ??  ?? ﻣﺸﺎرﻳﻊ ﻋﻤﺮاﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺮوت... واﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻮ­ن ﻣﻘﻴﺪون ﺑﻮﻗﻒ اﳌﺼﺎرف دﻋﻤﻬﺎ ﻟﻠﻘﺮوض اﻟﻌﻘﺎرﻳﺔ )»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ«(
ﻣﺸﺎرﻳﻊ ﻋﻤﺮاﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺮوت... واﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻮ­ن ﻣﻘﻴﺪون ﺑﻮﻗﻒ اﳌﺼﺎرف دﻋﻤﻬﺎ ﻟﻠﻘﺮوض اﻟﻌﻘﺎرﻳﺔ )»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ«(

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia