إﻳﺮان اﳌﺮﻛﺰ اﳌﺘﺨﺼﺺ ﺑﻨﺸﺮ اﻟﻔﻮﺿﻰ ﻓﻲ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ
ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺎﻫﻢ ﻣﻊ »اﻟﻘﺎﻋﺪة« إﻟﻰ ﻧﺸﺮ »ﺣﺮﺳﻬﺎ اﻟﺜﻮري« وﲤﻮﻳﻠﻪ آﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺘﻄﺮف واﻹرﻫﺎب
ﻗـــﺒـــﻞ ﺑـــﻀـــﻌـــﺔ أﻳـــــــــﺎم، وﺻــــــﻒ ﺟـــﻮن ﺑـــــﻮﻟـــــﺘـــــﻮن، ﻣـــﺴـــﺘـــﺸـــﺎر اﻷﻣـــــــــﻦ اﻟـــﻘـــﻮﻣـــﻲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ، إﻳﺮان ﺑﺄﻧﻬﺎ »اﳌﺼﺮف اﳌﺮﻛﺰي ﻟﻺرﻫﺎب ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ٩٧٩١ ﺣﺘﻰ اﻟـﺴـﺎﻋـﺔ«، وﺣــﺬر ﻣـﻦ أن »ﻧـﻈـﺎم اﳌـﻼﻟـﻲ« ﻳـــﺸـــﻜـــﻞ ﺗــــﻬــــﺪﻳــــﺪﴽ ﻷوروﺑـــــــــــﺎ واﻟـــــﻮﻻﻳـــــﺎت اﳌـﺘـﺤـﺪة. واﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أن ﺑـﻮﻟـﺘـﻮن ﻟـﻢ ﻳﻜﻦ أول ﻣﻦ اﺳﺘﺨﺪم ﻫﺬا اﻟﻮﺻﻒ ﻹﻳﺮان، إذ ﺳﺒﻘﺘﻪ إﻟﻴﻪ اﻟﺪﻛﺘﻮرة ﻛﻮﻧﺪوﻟﻴﺰا راﻳﺲ، وزﻳﺮة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ إدارة ﺟــﻮرج ﺑـﻮش اﻻﺑــﻦ، اﻟﺘﻲ اﻋﺘﺒﺮت إﻳﺮان »اﻟﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي ﻟﻺرﻫﺎب ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣـﻬـﻤـﺔ ﻓــﻲ اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳــــﻂ، ﻣـﺜـﻞ ﻟﺒﻨﺎن واﻟﻌﺮاق، وﻫﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﺳﺒﻘﺖ ﺑﻮﻟﺘﻮن ﻓﻲ ﺗﻮﺿﻴﺢ إرﻫــﺎب إﻳــﺮان اﻟـﺸـﺮق أوﺳﻄﻲ، ﻗﺒﻞ أن ﻳﻤﻀﻲ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ أوروﺑـﺎ وﺑﻘﻴﺔ اﻟﺪول اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ«.
ﻛﺎﻧﺖ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﺪورة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ واﻟـﺴـﺒـﻌـﲔ ﻣــﻦ أﻋــﻤــﺎل اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟــﻸﻣــﻢ اﳌــﺘــﺤــﺪة، ﻋـﻄـﻔـﴼ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﻔـﻌـﺎﻟـﻴـﺎت اﻟــــﺨــــﺎﺻــــﺔ »ﻣـــــﺘـــــﺤـــــﺪون ﺿـــــﺪ اﻹرﻫـــــــــﺎب اﻹﻳﺮاﻧﻲ«، ﻣﺴﻮﻏﴼ ﻹﻋـﺎدة اﻟﺘﻄﺮق ﻟﺪور إﻳﺮان ﻓﻲ ﺗﺸﺠﻴﻊ آﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺘﻄﺮف، ﻛــﻤــﺎ رأﻳـــﻨـــﺎ ﻓـــﻲ اﻟـــﻬـــﺠـــﻮم اﻷﺧـــﻴـــﺮ اﻟـــﺬي اﺳــﺘــﻬــﺪف ﻋــﺮﺿــﴼ ﻋــﺴــﻜــﺮﻳــﴼ ﻟـــ»اﻟــﺤــﺮس اﻟﺜﻮري« ﻓﻲ اﻷﺣﻮاز.
»اﳊﺮس«... ﻃﺮﻳﻖ اﻹرﻫﺎب
ﺣــﲔ ﻗـــﺪر ﻟﻠﺨﻤﻴﻨﻲ ﻧــﺠــﺎح ﺛـﻮرﺗـﻪ اﻟــﺪﻳــﻨــﻴــﺔ، اﺳــﺘــﺸــﺮف اﻟـــﺮﺟـــﻞ أن ﺳﺒﻴﻠﻪ اﻷﺿــﻤــﻦ ﻟـﺘـﺼـﺪﻳـﺮ اﻟــﺜــﻮرة إﻟـــﻰ اﻟــﺨــﺎرج ﻳﻤﺮ ﻋﺒﺮ ﻗﻮة ﻣﺴﻠﺤﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻪ ﻣﺒﺎﺷﺮة، ﺗﺤﻘﻖ ﻫﺪﻓﲔ ﻓﻲ آن ﻣﻌﴼ: اﻷول، ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪﻳﻨﻲ اﻟﺠﺪﻳﺪ اﻟﺤﺎﻛﻢ. واﻟﺜﺎﻧﻲ، ﺷــﻖ اﻟــﻄــﺮﻳــﻖ اﻟــﺜــﻮري إﻟـــﻰ دول اﻟــﺠــﻮار ﺑــﺪاﻳــﺔ، ﺛــﻢ ﺑﻘﻴﺔ اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ ﺗـﺎﻟـﻴـﴼ. ﻣــﻦ ﻫﻨﺎ، ﻧﺸﺄ »اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري« اﻟﺬي ﻳﺒﻠﻎ ﻋﺪده اﻟـﻴـﻮم ﻧﺤﻮ ٥٢١ أﻟــﻒ ﻣﻘﺎﺗﻞ، ﻳﻨﺘﻈﻤﻮن ﻓـﻲ وﺣــﺪات ﺑﺮﻳﺔ وﺑﺤﺮﻳﺔ وﺟـﻮﻳـﺔ، ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮد اﻟﺤﺮس ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎ »اﻟﺒﺴﻴﺞ«، وﻫﻲ ﻗﻮة ﻣﻦ اﳌﺘﻄﻮﻋﲔ »اﳌﺨﻠﺼﲔ« ﻟﻠﺜﻮرة.
ﻳﻌﻤﻞ »اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري« ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺮ آﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺘﻄﺮف اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ، ﻻ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻧﺸﺮ ﻓﻜﺮ أو اﻟﺘﺮوﻳﺞ ﳌﺜﺎل ﻧـــﻈـــﺮي، ﺑـــﻞ ﻣـــﻦ ﺧـــﻼل ﺗـــﺪرﻳـــﺐ وﺗـﻤـﻮﻳـﻞ »اﳌـــﻨـــﻈـــﻤـــﺎت اﻹرﻫـــــﺎﺑـــــﻴـــــﺔ« اﻟــــﺘــــﻲ ﻏــﺎﻟــﺒــﴼ ﻣــــﺎ ﺗــﺠــﻤــﻊ ﻓــــﻲ ﺻـــﻔـــﻮﻓـــﻬـــﺎ اﳌـــﺘـــﺸـــﺪدﻳـــﻦ واﳌــﺘــﻄــﺮﻓــﲔ، دﻳـﻨـﻴـﴼ وﻣـﺬﻫـﺒـﻴـﴼ. وﻳـﺠـﺮي اﻟــﺘــﺪرﻳــﺐ ﺑــﻌــﻴــﺪﴽ ﻋــﻦ أﻋـــﲔ اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ، ﻗﺒﻞ إﻋﺎدﺗﻬﻢ إﻟﻰ ﻣﻮاﻃﻨﻬﻢ اﻷﺻﻠﻴﺔ، ﻟﻴﻐﺪوا أذرﻋﴼ ﳌﻼﻟﻲ ﻃﻬﺮان، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻧﺮاه اﻟﻴﻮم ﻓﻲ اﻟﺤﻮﺛﻴﲔ ﻓﻲ اﻟﻴﻤﻦ، و»ﺣﻤﺎس« ﻓﻲ اﻟــﺪاﺧــﻞ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ، و»ﺣـــﺰب اﻟـﻠـﻪ« ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن، وﺟﻤﺎﻋﺔ »اﻟﺤﺸﺪ اﻟﺸﻌﺒﻲ« ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق.
ﻟــﻘــﺪ ﻛــــﺎن ﺣــﻠــﻢ اﻟــﺨــﻤــﻴــﻨــﻲ أن ﻳــﺮى ﻋــﻠــﻢ »ﺛــــﻮرﺗــــﻪ« ﻳـــﺮﻓـــﺮف ﻓــــﻮق اﻟــﻌــﻮاﺻــﻢ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻛﺎﻓﺔ، ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻫﺮة إﻟﻰ اﻟﺮﻳﺎض، وﻣﻦ ﺑﻐﺪاد إﻟﻰ دﻣﺸﻖ، ﻣﺮورﴽ ﺑﺒﻴﺮوت، ﻗـﺒـﻞ أن ﻳﻤﺘﺪ إﻟــﻰ ﺑﻘﻴﺔ أرﺟــــﺎء اﻷرض، ﺗﻬﻴﺌﺔ ﻟـــ»ﻋــﻮدة اﻹﻣــﺎم اﻟـﻐـﺎﺋـﺐ«. وﺣﻘﴼ، ﺗـﺄﻛـﺪ ارﺗــﺒــﺎط ﺳـﻠـﻄـﺎت إﻳـــﺮان اﻟﺨﻤﻴﻨﻴﺔ ﺑـﺎﻹرﻫـﺎب ﻓﻲ أﺳــﻮأ ﺻﻮرﻫﺎ ﻋـﺎم ٥٩٩١، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻈﻢ »اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري« ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ اﻋــﺘــﺒــﺎره »ﺷـﺒـﻜـﺔ إرﻫــﺎﺑــﻴــﺔ ﻋــﺎﳌــﻴــﺔ« ﻏﻴﺮ ﻣــﺴــﺒــﻮﻗــﺔ، ﺟــﺎﻣــﻌــﴼ ﻓـــﻲ ﻣــﺆﺗــﻤــﺮ ﻏـﺎﻟـﺒـﻴـﺔ اﻟــﺠــﻤــﺎﻋــﺎت اﳌــﺘــﻄــﺮﻓــﺔ )ﻳـﻤـﻴـﻨـﴼ وﻳــﺴــﺎرﴽ( ﺣﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻣﺜﻞ ﺗﻨﻈﻴﻢ »اﻟﺠﻴﺶ اﻷﺣﻤﺮ اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻲ«، و»اﻟﺠﻴﺶ اﻟﺴﺮي اﻷرﻣﻨﻲ«، و»ﺣــــﺰب اﻟــﻌــﻤــﺎل اﻟــﻜــﺮدﺳــﺘــﺎﻧــﻲ«، ﺟﻨﺒﴼ إﻟــﻰ ﺟﻨﺐ ﻣـﻊ ﺣــﺰب »اﻟــﺪﻋــﻮة« اﻟﻌﺮاﻗﻲ، و»ﺣـــﺰب اﻟـﻠـﻪ« اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ، وﻛــﺎن اﻟﻐﺮض ﺗﻬﻴﺌﺔ اﻷﺟـــﻮاء ﻟﻠﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ ﻣـﻘـﺪرات دول اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮﺑﻲ، واﻟـﺸـﺮق اﻷوﺳـﻂ ﺑﺄﺳﺮه، ﻋﺒﺮ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﳌﺴﺎﻋﺪات اﳌﺴﻠﺤﺔ ﻟــﺠــﻤــﺎﻋــﺎت ﺗــﺘــﻤــﺎﻫــﻰ ﻣـــﻊ رؤﻳـــــﺔ »إﻳـــــﺮان اﳌﻼﻟﻲ«، إن ﺟﺎز اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ.
إﻳﺮان و}اﻹﺧﻮان{
ﻳﻀﻴﻖ اﳌـﺠـﺎل ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻓـﻲ ﺗﺄﺻﻴﻞ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺟﺪﴽ ﺑﲔ آﻳﺔ اﻟﻠﻪ اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ وﻣﺆﺳﺲ ﺟﻤﺎﻋﺔ اﻹﺧﻮان اﳌﺴﻠﻤﲔ، اﻟﺬي ﻋﺮف دوﻣﴼ ﺑﻠﻘﺐ »اﳌﺮﺷﺪ اﻟﻌﺎم«. وﻛﺎﻧﺖ ﻫـــﻨـــﺎك ﺻـــــﻼت وﺟــــﺴــــﻮر ﺑــــﲔ اﻹﺧـــــــﻮان وﺷـﻴـﻌـﺔ إﻳــــﺮان. وﻟـــﺬا، ﻛــﺎن ﻣــﻦ اﳌـﺜـﻴـﺮ أن ﻳﺨﺘﺎر اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﺑﻌﺪ ﻧﺠﺎح ﺛﻮرﺗﻪ ﻟﻘﺐ »اﳌﺮﺷﺪ«، ﻟﻴﺼﺒﺢ ﺗﻤﻴﺰﴽ ﻟﻪ ﻋﻤﻦ دوﻧﻪ ﻣﻦ اﳌﻼﻟﻲ وﻛﺒﺎر رﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ. وﺣﲔ ﻧﺠﺤﺖ ﺛــــﻮرة اﻟــﺨــﻤــﻴــﻨــﻲ، ﻛـــﺎن ﻫــﻨــﺎك ﻓـــﻲ ﻣﺼﺮ رﺟﻞ ﺑﻌﻴﺪ اﻟﻨﻈﺮ، ﺗﺄﻣﻞ اﻟﻐﺮوب اﻹﻳﺮاﻧﻲ اﻟﺸﺎﻫﻨﺸﺎﻫﻲ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ، ﻗﺎﺋﻼ إن اﻟﺸﺮق اﻷوﺳـــﻂ ﻟـﻦ ﻳﺒﻘﻰ ﻛﻤﺎ ﻫـﻮ ﺑﻌﺪ وﺻـﻮل اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻟﺤﻜﻢ إﻳﺮان، وﻗﺪ ﺻﺪﻗﺖ رؤﻳﺔ اﻟﺮﺟﻞ ﺑﻌﺪ أﻗﻞ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ.
ﻛــﺎن ﻳــﻮم ٦ أﻛﺘﻮﺑﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻷول( ١٨٩١ ﻣﻮﻋﺪ اﻟﻌﺮض اﻟﻌﺴﻜﺮي اﻟﺴﻨﻮي ﻻﺣــﺘــﻔــﺎﻻت اﻟـــﻘـــﻮات اﳌــﺴــﻠــﺤــﺔ اﳌــﺼــﺮﻳــﺔ ﺑـ »اﻧﺘﺼﺎر أﻛﺘﻮﺑﺮ ٣٧٩١«. ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم، ﻗــﺘــﻞ اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ اﳌـــﺼـــﺮي أﻧـــــﻮر اﻟـــﺴـــﺎدات ﺑــﺮﺻــﺎص أﻓــــﺮاد ﺟـﻤـﺎﻋـﺔ إرﻫــﺎﺑــﻴــﺔ، ﺛﻤﺔ ﻣﻦ ﻳﺰﻋﻢ أﻧﻬﺎ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﻛﻨﻒ اﻹﺧﻮان اﳌﺴﻠﻤﲔ. وﻟﻢ ﺗﺄﻟﻮ إﻳﺮان ﺟﻬﺪﴽ ﻓﻲ دﻋﻢ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ اﳌﺘﻄﺮﻓﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ، ﺑـــﻞ ﻗـــﺪﻣـــﺖ ﻟــﻠــﻜــﺜــﻴــﺮﻳــﻦ ﻣــﻨــﻬــﻢ اﻟــﺘــﺪرﻳــﺐ واﻟﻌﺘﺎد واﳌﺎل، واﺳﺘﻘﺒﻠﺖ اﻟﻔﺎرﻳﻦ ﻣﻨﻬﻢ إﻟــــﻰ اﻟـــﺪاﺧـــﻞ اﻹﻳــــﺮاﻧــــﻲ، ﺑـــﻞ وﻛـــﻨـــﻮع ﻣﻦ أﻧــﻮاع اﳌـﻜـﺎﻳـﺪة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، أﻃﻠﻘﺖ ﻋﻠﻰ أﺣـﺪ ﺷــﻮارع ﻃﻬﺮان اﻟﻜﺒﺮى اﺳـﻢ »ﺧﺎﻟﺪ اﻹﺳﻼﻣﺒﻮﻟﻲ«، ﻗﺎﺗﻞ اﻟﺴﺎدات.
واﳌﺜﻴﺮ أﻧــﻪ ﻓـﻲ اﻟـﻮﻗـﺖ اﻟــﺬي ﻋﻤﻠﺖ ﻓﻴﻪ اﻟﻘﻴﺎدات اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ دﻋﻢ اﻟﺘﻄﺮف واﻹرﻫﺎب ﻓﻲ ﻣﺼﺮ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻮم ﺑﺈرﻫﺎب ﻣﻮاز ﻓﻲ اﻟﺪاﺧﻞ اﻹﻳﺮاﻧﻲ. وﻛﺎﻧﺖ ﺑﺪاﻳﺔ »اﻟــﻘــﺼــﻴــﺪة اﻟـﺨـﻤـﻴـﻨـﻴـﺔ« ﻳـــﻮم ٤ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ )ﺗـﺸـﺮﻳـﻦ اﻟــﺜــﺎﻧــﻲ( ٩٧٩١، ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ اﻗﺘﺤﻢ ﻧﺤﻮ ٠٠٥ ﻧﺎﺷﻂ إﻳﺮاﻧﻲ ﻣﺠﻤﻊ اﻟﺴﻔﺎرة اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ ﻓـــﻲ ﻃـــﻬـــﺮان، وأﻗــــﺪﻣــــﻮا ﻋﻠﻰ اﺣﺘﺠﺎز واﺳـﺘـﺮﻫـﺎن ٠٩ ﻣﻮﻇﻔﴼ وزاﺋـــﺮﴽ. وﻓــــــﻲ وﻗــــــﺖ ﻻﺣــــــــﻖ، أﻓــــــﺮﺟــــــﻮا ﻋـــــﻦ ﻏــﻴــﺮ اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻴـﲔ واﻟــﻨــﺴــﺎء واﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺎت ﻣﻦ أﺻـﻞ أﻓﺮﻳﻘﻲ، وﺗﺒﻘﻰ ٢٥ أﻣﻴﺮﻛﻴﴼ ﻇﻠﻮا ﻓﻲ اﻷﺳﺮ ﻛﺮﻫﺎﺋﻦ ﳌﺪة ٤٤٤ ﻳﻮﻣﴼ.
واﻟــــﺜــــﺎﺑــــﺖ أﻧــــــﻪ ﻣــــﻦ ﺧــــــﻼل أﻋـــﻀـــﺎء اﻟــﺠــﻤــﺎﻋــﺎت اﻹﺳـــﻼﻣـــﻴـــﺔ، اﻟــﺘــﻲ ﻛــــﺎن ﻓﻲ ﻣـﻘـﺪﻣـﺘـﻬـﺎ أﻳــﻤــﻦ اﻟــﻈــﻮاﻫــﺮي وﻣﺼﻄﻔﻰ ﺣﻤﺰة وﺳﻴﻒ اﻟﻌﺪل، ﻧﺸﺄ وﻧﻤﺎ ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟــﻘــﺎﻋــﺪة، وﻓــﻲ ﻣــﺎ ﺑـﻌـﺪ أﻓـــﺮز »اﻟــﻘــﺎﻋــﺪة« ﺟــﻤــﺎﻋــﺎت أﻛــﺜــﺮ ﻋــﻨــﻔــﴼ وﺗــﻄــﺮﻓــﴼ، ﺗﺠﺴﺪ أﺑﺮزﻫﺎ ﺑـ»داﻋﺶ«.
ﻋﻼﻗﺔ »اﻟﻘﺎﻋﺪة« وﻃﻬﺮان
ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ )أﻳﻠﻮل( اﻟﻔﺎﺋﺖ، أﺷـﺎر ﺗﻘﺮﻳﺮ وزارة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ اﻟﺴﻨﻮي ﻋﻦ اﻟﺤﺮب ﺿﺪ اﻹرﻫﺎب إﻟﻰ أن إﻳﺮان ﻣﺎ زاﻟﺖ ﺗﻨﺸﺮ اﻟﻔﻮﺿﻰ ﻓﻲ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳــﻂ، ﻋﺒﺮ اﻟﺴﻤﺎح ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻟﻘﺎﻋﺪة ﺑــﺎﻟــﻮﺟــﻮد ﻋـﻠـﻰ أراﺿــﻴــﻬــﺎ. وﻣــﺴــﺎء ﻳـﻮم ﺻـــﺪور اﻟــﺘــﻘــﺮﻳــﺮ، ﻛــﺎﻧــﺖ ﺷـﺒـﻜـﺔ »ﻓـﻮﻛـﺲ ﻧــﻴــﻮز« اﻹﺧــﺒــﺎرﻳــﺔ اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ، اﳌـﻌـﺮوﻓـﺔ ﺑﻤﻴﻮﻟﻬﺎ اﻟﻴﻤﻴﻨﻴﺔ، واﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺑﻴﺾ، ﺗﺆﻛﺪ ﻓﻲ ﺗﻘﺎرﻳﺮﻫﺎ أن ﻣﺎ ذﻛﺮﺗﻪ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﺻﺤﻴﺢ ﺑﺎﳌﻄﻠﻖ، وأن ﺳﻠﻄﺎت ﻃﻬﺮان ﻻ ﺗﺴﻤﺢ ﻓﻘﻂ ﻟـ »اﻟﻘﺎﻋﺪة« ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﻋﻤﻠﻴﺎت دوﻟـﻴـﺔ ﻣـﻦ داﺧــﻞ أراﺿـﻴـﻬـﺎ، ﺑﻞ ﻣـﺎ زاﻟــﺖ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﻌﺪة ﳌﺤﺎﻛﻤﺔ أﻋﻀﺎء ﺑـــــﺎرزﻳـــــﻦ ﻓــــﻲ اﻟــﺘــﻨــﻈــﻴــﻢ ﻳـــﻘـــﻴـــﻤـــﻮن ﻋـﻠـﻰ أراﺿـﻴـﻬـﺎ، وﻛـﺬﻟـﻚ رﻓـﻀـﺖ اﻹﻓــﺼــﺎح ﻋﻦ أﺳﻤﺎء ﻣﻦ ﺗﻌﺘﻘﻠﻬﻢ ﻣﻦ أﻋﻀﺎء »اﻟﻘﺎﻋﺪة«. وﻟﻘﺪ أﻃﻠﻊ ﻣﺼﺪر اﺳﺘﺨﺒﺎراﺗﻲ أﻣﻴﺮﻛﻲ »ﻓﻮﻛﺲ ﻧﻴﻮز« ﻋﻠﻰ أن »اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻴﻮم ﺑﲔ اﻟﻄﺮﻓﲔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻦ واﳌﺎل، ﺑﻤﻌﻨﻰ أن اﻟـﻄـﺮﻓـﲔ، وإن ﻛﺎﻧﺎ ﻻ ﻳﺘﻔﻘﺎن ﺑﺸﻜﻞ داﺋﻢ، ﻓﺈن اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻣﻼذ آﻣﻦ، واﻹﻳﺮاﻧﻴﻮن ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻬﻢ ﻳﺤﺼﻠﻮن ﻋﻠﻰ ﺣﺼﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺗﻬﺮﻳﺐ اﳌﺨﺪرات«.
ﻟـــﻜـــﻦ ﻫــــــﺬا اﻟــــﻮﺿــــﻊ اﻟـــﺤـــﺎﻟـــﻲ ﻋــﻠــﻰ أﻫﻤﻴﺘﻪ ﻻ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺒﻌﻴﺪة، اﻟﺘﻲ أﻣـﺎط ﻋﻨﻬﺎ اﻟﻠﺜﺎم ﻣﻮﻗﻊ »ﻧﻴﻮ أﻣﻴﺮﻛﺎ« أﺧﻴﺮﴽ، وﻛﺸﻒ ﻓــﻴــﻬــﺎ ﻋـــﻦ وﺟـــــﻮد ﻋـــﻼﻗـــﺎت ﺗـــﻌـــﺎون ﺑـﲔ ﻃـﻬـﺮان و»اﻟــﻘــﺎﻋــﺪة« ﻋﻠﻰ ﻣــﺪار ﺳـﻨـﻮات، ﻋﻤﻠﺖ ﻋﺒﺮﻫﺎ ﻃﻬﺮان ﻋﻠﻰ ﺗﻤﻜﲔ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻹرﻫﺎﺑﻲ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺧﺪﻣﺔ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ. وﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت »ﻧـﻴـﻮ أﻣـﻴـﺮﻛـﺎ« إﻻ ﻛﺸﻔﴼ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﺴﺮﻳﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺣـﺼـﻠـﺖ ﻋـﻠـﻴـﻬـﺎ »وﻛـــﺎﻟـــﺔ اﻻﺳــﺘــﺨــﺒــﺎرات اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ« )ﺳـﻲ آي آﻳــﻪ( اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ، ﺑﻌﺪ اﻟــﻬــﺠــﻮم ﻋــﻠــﻰ اﳌــﺠــﻤــﻊ اﻟــــﺬي ﻛـــﺎن ﻳــﺄوي زﻋــﻴــﻢ »اﻟـــﻘـــﺎﻋــﺪة«، أﺳــﺎﻣــﺔ ﺑــﻦ ﻻدن، ﻓﻲ ﺑﻠﺪة آﺑﻮت آﺑﺎد اﻟﺒﺎﻛﺴﺘﺎﻧﻴﺔ، ﻋﺎم ١١٠٢.
وﻣـــﺜـــﻴـــﺮ ﺟــــــﺪﴽ ﻣـــــﺎ ﺗــﻀــﻤــﻨــﺘــﻪ ﻧــﺤــﻮ ﺛﻼﺛﻤﺎﺋﺔ وﺛﻴﻘﺔ ﻣـﻌـﺮوﻓـﺔ، ﻣــﻊ أن ﻫﻨﺎك ﺑﺸﻜﻞ ﻗـﺎﻃـﻊ ﻣـﺎ ﻫـﻮ ﻣـﻐـﺮق ﻓـﻲ اﻟﺴﺮﻳﺔ، وﻟﻢ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻨﻪ، ذﻟﻚ أﻧﻪ رﻏﻢ ﻋﺪم اﻟﺘﻮاﻓﻖ اﻵﻳــﺪﻳــﻮﻟــﻮﺟــﻲ ﺑــﲔ إﻳــــﺮان و»اﻟــﻘــﺎﻋــﺪة«، واﻧﻌﺪام اﻟﺜﻘﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ، ﻓﺈﻧﻬﻤﺎ ﺑﻠﻮرا رؤﻳﺔ ﺑــﺮاﻏــﻤــﺎﺗــﻴــﺔ ﻋــﻠــﻰ أﺳــــﺎس اﺳـﺘـﺮاﺗـﻴـﺠـﻲ. واﻟـﻘـﺼـﺪ أن أي ﺗـﻌـﺎون ﻗـﺪ ﺗﻘﺪﻣﻪ إﻳــﺮان ﻟﻠﺘﻨﻈﻴﻢ ﺳﻴﻜﻮن ﻣﺒﻨﻴﴼ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺧﺪﻣﺔ ﺳــﻴــﺎﺳــﺎﺗــﻬــﺎ اﻟــﺨــﺎرﺟــﻴــﺔ ﺿـــﺪ اﻟـــﻮﻻﻳـــﺎت اﳌﺘﺤﺪة، اﻟﺘﻲ وﺻﻔﺘﻬﺎ إﺣـﺪى اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺑــﺄﻧــﻬــﺎ ﺗــﺘــﺴــﻢ ﺑــــ»ﺧـــﺼـــﻮﻣـــﺔ ﺣــﻘــﻴــﻘــﻴــﺔ«. وﺗـﻘـﻮل اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ اﳌـﺸـﺎر إﻟﻴﻬﺎ إن »إﻳــﺮان ﻣﺴﺘﻌﺪة ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ دﻋــﻢ وﻣـﺴـﺎﻋـﺪة ﺑﺎﳌﺎل واﻟﺴﻼح وﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻄﻠﻮب«، وﺗﻀﻴﻒ أن اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳـﺮاﻧـﻲ ﻳﺠﺴﺪ اﻟﺒﺮاﻏﻤﺎﺗﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﳌﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﺳــﺎس »اﻟﻐﺎﻳﺔ ﺗﺒﺮر اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ«.
أﻣـــﺎ ﺗـﻨـﻈـﻴـﻢ اﻟــﻘــﺎﻋــﺪة، ﻓــﻤــﻦ ﺟﺎﻧﺒﻪ اﻋــﺘــﺒــﺮ أن إﻳـــــﺮان اﻋــﺘــﻤــﺪت ﻓـــﻲ اﻟــﺒــﺪاﻳــﺔ ﺳـﻴـﺎﺳـﺔ ﻣــﺮﻧــﺔ ﺣـﻴـﺎﻟـﻪ ﻣـﻨـﺬ ﻧـﺸـﻮﺋـﻪ ﻋـﺎم ٨٨٩١. وﻟـﺬﻟـﻚ، ﻟـﻢ ﻳﺠﺪ أﻓــﺮاد اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ - ﺑﻞ ﺣﺘﻰ أﻓﺮاد أﺳﺮة ﺑﻦ ﻻدن - ﻏﻀﺎﺿﺔ ﻓــــﻲ اﻟـــﻠـــﺠـــﻮء إﻟـــﻴـــﻬـــﺎ ﺑـــﻌـــﺪ ﻫـــﺠـــﻤـــﺎت ١١ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ١٠٠٢، وﻣــﺎ ﺗـﻼﻫـﺎ ﻣــﻦ ﺳﻘﻮط ﺣﻜﻢ ﻃﺎﻟﺒﺎن.
اﻟﻌﺮاق وﻣﺨﻄﻄﺎت ﺳﻠﻴﻤﺎﻧﻲ
ﺧـــــــﻼل اﳌــــﺆﺗــــﻤــــﺮ اﻟــــــــﺬي ﻋـــﻘـــﺪ ﻋــﻠــﻰ ﻫـــﺎﻣــــﺶ أﻋــــﻤــــﺎل اﻟــﺠــﻤــﻌــﻴــﺔ اﻟــﻌــﻤــﻮﻣــﻴــﺔ ﻟﻸﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة، اﻟـﺨـﺎص ﺑــﺈﻳــﺮان، ﺗﺤﺪث ﻣﺴﺘﺸﺎر اﻷﻣــﻦ اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﺟﻮن ﺑﻮﻟﺘﻮن، ﻣﺸﺪدﴽ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺎﺳﺔ واﺷﻨﻄﻦ اﻟﺼﺎرﻣﺔ ﺗﺠﺎه إﻳـﺮان، ﻓﻘﺎل: »ﻟﻦ ﻧﺴﻤﺢ ﻟﺨﺎﻣﻨﺌﻲ )اﳌﺮﺷﺪ اﻟﺤﺎﻟﻲ( ﺑﺘﺪﻣﻴﺮ دول اﻟـﺸـﺮق اﻷوﺳـــﻂ«، وﺗـﺎﺑـﻊ: »ﺳﻨﺴﺘﻬﺪف ﻛﺒﺎر اﳌﺴﺆوﻟﲔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﲔ، وﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ )اﻟﺠﻨﺮال( ﻗﺎﺳﻢ ﺳﻠﻴﻤﺎﻧﻲ، وﺳﻨﻮاﺟﻪ ﻛﻞ اﻟﺨﻄﻂ اﻟﺸﺮﻳﺮة اﻟﺘﻲ ﻳﻨﻔﺬﻫﺎ«.
ﳌﺎذا ذﻛﺮ ﺑﻮﻟﺘﻮن اﺳﻢ ﺳﻠﻴﻤﺎﻧﻲ، ﻗــﺎﺋــﺪ »ﻓــﻴــﻠــﻖ اﻟـــﻘـــﺪس« ﻓـــﻲ »اﻟــﺤــﺮس اﻟــﺜــﻮري«، ﺑــﺎﻻﺳــﻢ؟ رﺑـﻤـﺎ ﻷﻧــﻪ اﻟـﺮﺟـﻞ اﳌـﺴـﺆول ﻋﻦ إرﻫــﺎب إﻳــﺮان ﻓﻲ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳــﻂ، واﻟﻌﻬﺪة ﻫﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻨﺮال دﻳﻔﻴﺪ ﺑﺘﺮاﻳﻮس، ﻗﺎﺋﺪ ﻗﻮات اﻟﺘﺤﺎﻟﻒ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق ﺳﺎﺑﻘﴼ، اﻟﺬي أدﻟﻰ ﻓﻲ أﺑﺮﻳﻞ )ﻧﻴﺴﺎن( ٨٠٠٢ ﺑﺸﻬﺎدة أﻣﺎم ﻟــﺠــﻨــﺔ اﻟـــﻘـــﻮات اﳌــﺴــﻠــﺤــﺔ ﻓـــﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸﻴﻮخ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ، أﻓــﺎد ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺘﺪﻓﻖ أﺳﻠﺤﺔ إﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻣﺘﻄﻮرة إﻟﻰ ﻣﺴﻠﺤﲔ ﺷﻴﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق.
واﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أن ﺳﻠﻴﻤﺎﻧﻲ ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﻤﺴﻚ ﺑﺰﻣﺎم اﻷﻣﻮر ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق، ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋـﻦ إﻳـــﺮان، وﻟـﻘـﺪ وﻗــﻊ ﺑﻌﺾ ﻣـﻦ أﺑـﺮز اﳌﺴﻠﺤﲔ اﻟﺸﻴﻌﺔ، وآﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﻘﻮة ﻋﻴﻨﻬﺎ، ﻓــﻲ أﻳــﺪي اﻟــﻘــﻮات اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ. وﻓﻲ ﺿﻮء اﺳﺘﺠﻮاﺑﻬﻢ، أﻣﻜﻦ ﺗﻘﺪﻳﺮ اﳌــــﻮﻗــــﻒ ﻋــــﻦ ﻣـــــﺪى وﻃــﺒــﻴــﻌــﺔ أﻋـــﻤـــﺎل اﻹرﻫـــــــــﺎب اﻹﻳــــﺮاﻧــــﻴــــﺔ ﻋـــﻠـــﻰ اﻷراﺿــــــﻲ اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ.
وﻫﻨﺎ، ﻧﺸﻴﺮ إﻟﻰ أﻧﻪ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ، ﺑﻌﺚ ﺳﻠﻴﻤﺎﻧﻲ ﺑﺮﺳﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﺑﺘﺮاﻳﻮس، ﺗــﻮﻟــﻰ ﻧـﻘـﻠـﻬـﺎ ﻗــﺎﺋــﺪ ﻋــﺮاﻗــﻲ ﻛــﺒــﻴــﺮ، ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﺑﺪأت ﻓﻴﻪ اﻟﻘﻮات اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ وﻗـــــــــﻮات اﻟـــﺘـــﺤـــﺎﻟـــﻒ ﻋــﻤــﻠــﻴــﺔ »ﺻـــﻮﻟـــﺔ اﻟــــﻔــــﺮﺳــــﺎن«... وﻫــــﻲ اﳌــﺴــﻌــﻰ اﳌـﻜـﺜـﻒ ﻻﺳﺘﻬﺪاف ﻣﺴﻠﺤﻲ اﻟﺸﻴﻌﺔ اﻟﻌﺮاﻗﻴﲔ ﻓـﻲ ﺑـﻐـﺪاد واﻟـﺒـﺼـﺮة. وﺟــﺎء ﻓـﻲ ﻧﺺ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ: »اﻟﺠﻨﺮال ﺑﺘﺮاﻳﻮس... ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﻌﺮف أﻧﻨﻲ ﻗﺎﺳﻢ ﺳﻠﻴﻤﺎﻧﻲ، اﻟــﺸــﺨــﺺ اﻟـــــﺬي ﻳــﺘــﺤــﻜــﻢ ﺑـﺎﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺘﺺ ﺑﺎﻟﻌﺮاق وﻟﺒﻨﺎن وﻏـﺰة وأﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن. وﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ، ﻓﺈن ﺳﻔﻴﺮﻧﺎ ﻓــﻲ ﺑــﻐــﺪاد ﻋـﻀـﻮ ﻓــﻲ )ﻓﻴﻠﻖ اﻟــﻘــﺪس(، وﻣــﻦ ﺳﻴﺨﻠﻔﻪ أﻳـﻀـﴼ ﻋﻀﻮ ﻓﻲ )ﻓﻴﻠﻖ اﻟﻘﺪس(«.
دﻋﻢ }ﺣﺰب اﻟﻠﻪ{
أﻳـــــﻀـــــﴼ، ﻳـــﻌـــﺘـــﺮف ﺳـــﻠـــﻴـــﻤـــﺎﻧـــﻲ، ﻓــﻲ رﺳــﺎﻟــﺘــﻪ ﻟــﺒــﺘــﺮاﻳــﻮس، وﺑــﻮﺿــﻮح ﻛـﺎﻣـﻞ، ﺑــــﺄن اﻷﻳـــــــﺎدي اﻹﻳـــﺮاﻧـــﻴـــﺔ اﻟـــﺘـــﻲ ﻳــﻘــﻮدﻫــﺎ ﻫــﻲ اﻟــﻔــﺎﻋــﻠــﺔ ﻓــﻲ ﺗــﻠــﻚ اﻟـــــﺪول )اﳌـــﺬﻛـــﻮرة آﻧـــﻔـــﴼ(، ﻣــﺎ ﻳـﻌـﻨـﻲ أن اﳌــﺨــﻄــﻂ اﻹرﻫــﺎﺑــﻲ اﻷﺻﻴﻞ ﻟﻠﺨﻤﻴﻨﻲ، وارﺗﻔﺎع أﻋﻼم اﻟﺜﻮرة اﻹﻳـــﺮاﻧـــﻴـــﺔ، ﻟــﻢ ﺗــﻜــﻦ ﻣـــﺮوﻳـــﺎت ﺗـﺎرﻳـﺨـﻴـﺔ، ﺑﻞ أﻫــﺪاف اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ. وﻟﻌﻞ واﺣﺪﴽ ﻣﻦ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺗﻨﺎوﻟﻮا دور اﻹرﻫﺎب اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻣﺎ ﺑﲔ ﻟﺒﻨﺎن وﻓﻠﺴﻄﲔ اﳌﺤﺘﻠﺔ ﻛﺎن اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺎﺛﻴﻮ ﻟﻴﻔﻴﺖ، ﻣﺪﻳﺮ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ »ﺳـــﺘـــﺎﻳـــﻦ« ﻟـــﻼﺳـــﺘـــﺨـــﺒـــﺎرات وﻣــﻜــﺎﻓــﺤــﺔ اﻹرﻫﺎب ﻓﻲ »ﻣﻌﻬﺪ واﺷﻨﻄﻦ ﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﺸﺮق اﻷدﻧــﻰ«، اﻟــﺬي ﻳﻘﻮل إﻧـﻪ ﻣﻦ ﺑﲔ ﺟـﻤـﻴـﻊ اﻟـﺠـﻤـﺎﻋــﺎت اﻟــﺘــﻲ رﻋـﺘـﻬـﺎ ﻃـﻬـﺮان ﺧﻼل اﻷﻋــﻮام اﳌﺎﺿﻴﺔ، ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻦ ﻫﻮ أﻫـــﻢ ﺑـﺎﻟـﻨـﺴـﺒـﺔ ﻹﻳــــﺮان ﻣــﻦ »ﺣـــﺰب اﻟــﻠــﻪ«، اﻟــﺬي ﻳﺤﺘﻔﻆ ﻧﺸﻄﺎؤه ﺑﻌﻼﻗﺎت وﺛﻴﻘﺔ ﻣــﻊ ﻣــﺴــﺆوﻟــﻲ اﻻﺳــﺘــﺨــﺒــﺎرات اﻹﻳــﺮاﻧــﻴــﺔ وأﻋـــﻀـــﺎء »اﻟـــﺤـــﺮس اﻟـــﺜـــﻮري« اﻹﻳــﺮاﻧـــﻲ اﳌﻨﺨﺮﻃﲔ ﺑﻌﻤﻖ ﻓﻲ أﻧﺸﻄﺔ اﻟﺼﻮارﻳﺦ اﻟﺒﺎﻟﻴﺴﺘﻴﺔ واﻻﻧﺘﺸﺎر اﻟﻨﻮوي واﻟﺘﺴﻠﺢ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد.