ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺗﺪﻳﻦ ﻣﻬﻨﺪﺳﴼ ﺳﻮرﻳﴼ ﻟﻨﺸﺮه ﻣﻘﺎﻃﻊ ﺗﺴﺎﻧﺪ اﻹرﻫﺎب ﻋﺒﺮ »ﻓﻴﺴﺒﻮك«
أداﻧــــﺖ ﻣﺤﻜﻤﺔ »ﻧـﻴـﻮﻛـﺎﺳـﻞ ﻛــــﺮاون« اﻟـﺒـﺮﻳـﻄـﺎﻧـﻴـﺔ ﻣﺴﺘﺨﺪم ﻣـــﻮﻗـــﻊ اﻟـــﺘـــﻮاﺻـــﻞ اﻻﺟــﺘــﻤــﺎﻋــﻲ »ﻓــﻴــﺴــﺒــﻮك«، ﺑـﺠـﺮﻳـﻤـﺔ ﻣـﺴـﺎﻧـﺪة اﻹرﻫــﺎب ﻟﻨﺸﺮه ﻣﻘﺎﻃﻊ دﻋﺎﺋﻴﺔ ﻣﺼﻮره ﺗﺮوج ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ »داﻋﺶ« اﻹرﻫــــﺎﺑــــﻲ، ﻋــﺒــﺮ ﺻـﻔـﺤـﺘـﻪ ﻋﻠﻰ اﻟــﺮﻏــﻢ ﻣــﻦ اﻟـﺤـﻈـﺮ اﻟــــﺬي ﻓـﺮﺿـﻪ اﳌﻮﻗﻊ ﻋﺪة ﻣﺮات.
وﻛــــــﺎن اﳌـــﻬـــﻨـــﺪس اﻟـــﺴـــﻮري اﻷﺻــﻞ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺸﺮﺑﺎﺗﻲ ﻗــﺪ ﺗـﻠـﻘـﻰ ﺗــﺤــﺬﻳــﺮات ﻛــﺜــﻴــﺮة ﻣﻦ اﻟـﻘـﺎﺋـﻤـﲔ ﻋـﻠـﻰ ﻣـﻮﻗـﻊ اﻟـﺘـﻮاﺻـﻞ »ﻓﻴﺴﺒﻮك« ﺑﺄن ﻣﻘﺎﻃﻌﻪ اﳌﺼﻮرة اﳌـــﺘـــﻄـــﺮﻓـــﺔ اﳌــﺘــﻌــﻠــﻘــﺔ ﺑـــﺎﻟـــﺼـــﺮاع اﻟﺪاﺋﺮ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ، اﻟﺘﻲ ﻧﺸﺮﻫﺎ ﻋــﺒــﺮ ﺻــﻔــﺤــﺘــﻪ ﺗــﻨــﺘــﻬــﻚ ﻗــﻮاﻧــﲔ اﳌﻮﻗﻊ ﻗﺒﻞ أن ﺗﺘﻌﺮض ﺻﻔﺤﺘﻪ ﻟﻠﺤﺠﺐ ﻧﻬﺎﺋﻴﴼ.
وﻋــــﻠــــﻰ اﻟـــــﺮﻏـــــﻢ ﻣـــــﻦ ﺣــﺠــﺐ اﻟﺼﻔﺤﺔ ﻋﺪة ﻣﺮات ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ، ﻧـﺸـﺮ اﳌــﻬــﻨــﺪس ﺳـــﻮري اﻷﺻـــﻞ، )٢٣ ﻋــﺎﻣــﴼ ﻣـــﺘـــﺰوج وأب(، ﺳﺘﺔ »ﻣــﻨــﺸــﻮرات إرﻫــﺎﺑــﻴــﺔ« ﻓــﻲ ﻳـﻮم واﺣـــــﺪ ﻋــﺒــﺮ ﺻــﻔــﺤــﺘــﻪ، اﳌـﺴـﺠـﻞ ﺑـﻬـﺎ ﻧـﺤـﻮ ٠٠٠٥ ﺻــﺪﻳــﻖ، وﻛــﺎن ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻓﺒﺮاﻳﺮ )ﺷﺒﺎط( ﻣﻦ اﻟﻌﺎم اﻟﺤﺎﻟﻲ.
واﻃــــﻠــــﻌــــﺖ اﳌـــﺤـــﻜـــﻤـــﺔ ﻋــﻠــﻰ اﳌــﻘــﺎﻃــﻊ اﻹرﻫـــﺎﺑـــﻴـــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻇﻬﺮ ﻓــﻴــﻬــﺎ رﺟــــــﺎل ﻓــــﻲ زي ﻋــﺴــﻜــﺮي ﻳــﺘــﻌــﺮﺿــﻮن ﻟـﻠـﻘـﺘـﻞ ﻓــﻲ »ﻫــﺠــﻮم اﻧــــﺘــــﻘــــﺎﻣــــﻲ«، وﻣــــﻘــــﺎﻃــــﻊ أﺧـــــﺮى ﺗــﺼــﻒ اﻟــﻘــﺘــﻠــﻰ ﻣـــﻦ اﻹرﻫــﺎﺑــﻴــﲔ ﺑــــــ»اﻟـــــﺸـــــﻬـــــﺪاء«، ﻓــﻴــﻤــﺎ أﻇـــﻬـــﺮت ﻣــﻘــﺎﻃــﻊ أﺧــــــﺮى أﻃــــﻔــــﺎﻻ ﻧــﺸــﺄوا وﺗــﻠــﻘــﻮا ﺗــﺪرﻳــﺒــﺎت ﻋـﺴـﻜـﺮﻳـﺔ ﻓﻲ ﺳـﻮرﻳـﺎ ﺗﻤﻬﻴﺪﴽ ﻟﺘﺤﻮﻳﻠﻬﻢ إﻟﻰ »اﺳﺘﺸﻬﺎدﻳﲔ«.
وأﻓﺎد اﳌﺪﻋﻮن ﺧﻼل ﺟﻠﺴﺔ اﳌﺤﺎﻛﻤﺔ ﺑــﺄن اﳌﻘﺎﻃﻊ اﳌﺼﻮرة ﺗــﺤــﺾ ﻛــﻞ ﻣــﻦ ﻳــﺸــﺎﻫــﺪﻫــﺎ ﻋﻠﻰ »ارﺗﻜﺎب أﻓﻌﺎل إرﻫﺎﺑﻴﺔ«. وﻋﻘﺐ اﻗﺘﺤﺎم ﻗــﻮات ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻹرﻫــﺎب ﳌﻨﺰﻟﻪ ﺑـﺸـﺎرع »ﻧــﻮﺑــﻞ« ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ »ﺳﺎﻧﺪرﻻﻧﺪ« اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ، ﺻﺎدر اﻟﻀﺒﺎط ﻫﺎﺗﻔﻪ ﺣﻴﺚ ﻋﺜﺮوا ﻋﻠﻰ إرﺷــــــﺎدات ﻟـﺼـﻨـﺎﻋـﺔ اﳌـﺘـﻔـﺠـﺮات ﺗﺤﺖ ﻋـﻨـﻮان »ﻣﺘﻔﺠﺮات ﺳﻬﻠﺔ اﻟﺼﻨﻊ«.
ﺗﻀﻤﻦ اﳌﻠﻒ اﻟﺼﺎدم اﻟﺬي ﻳﺘﻜﻮن ﻣﻦ ٠٢١ ﺻﻔﺤﺔ ﻧﺼﺎﺋﺢ وإرﺷــﺎدات ﻟﺼﻨﺎﻋﺔ اﳌﺘﻔﺠﺮات، اﻟـــﺘـــﻲ ﺗــﺘــﻀــﻤــﻦ ﻃــﺮﻳــﻘــﺔ ﺣﻤﻠﻬﺎ ﺑــﺮﻓــﻖ وﻛــﺄﻧــﻬــﺎ »ﻣــﺨــﻠــﻮق ﺣــﻲ« ﺧﻼل ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺼﻨﻴﻊ.
وﻟﺪى ﺳﺆاﻟﻪ ﻋﻦ ﻣﻨﺸﻮراﺗﻪ، ﻗـــﺎل اﻟــﺸــﺮﺑــﺎﺗــﻲ: »ﻛـــﻞ ﻣــﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ أﻧـــﻨـــﻲ ﻧـــﺸـــﺮت اﻷﺧــــﺒــــﺎر ﻓـــﻘـــﻂ«. ووﺟـــﻬـــﺖ اﳌــﺤــﻜــﻤــﺔ ﻟــﻠــﺸــﺮﺑــﺎﺗــﻲ ﺳﺘﺔ اﺗﻬﺎﻣﺎت، ﻣﻨﻬﺎ ﻧﺸﺮ ﻣﻘﺎﻃﻊ إرﻫﺎﺑﻴﺔ وﺣـﻴـﺎزة وﺛﻴﻘﺔ ﺗﺤﻮى ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت إرﻫﺎﺑﻴﺔ. وﺑﻌﺪ ﺟﻠﺴﺔ داﻣـــــﺖ أﻗــــﻞ ﻣـــﻦ ﺛــــﻼث ﺳـــﺎﻋـــﺎت، اﻧﺘﻬﺖ اﳌﺤﺎﻛﻤﺔ ﺑﺈداﻧﺘﻪ. وﺧﻼل اﻟﺠﻠﺴﺔ زﻋـﻢ اﻟﺸﺒﺎﺗﻲ إﺻﺎﺑﺘﻪ ﺑﻤﺮض ﻋﻘﻠﻲ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻳﻌﺘﻘﺪ أﻧﻪ اﳌﺴﻴﺢ ﻋﻴﺴﻰ )ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم(.
وﻣــﻦ اﳌـﻘـﺮر أن ﻳـﺼـﺪر ﺣﻜﻢ ﻧــﻬــﺎﺋــﻲ ﻋــﻠــﻰ اﳌـــﻬـــﻨـــﺪس ﺧــﺮﻳــﺞ »ﺟـــــﺎﻣـــــﻌـــــﺔ ﺳـــــــﺎﻧـــــــﺪرﻻﻧـــــــﺪ« ﻓــﻲ دﻳﺴﻤﺒﺮ )ﻛــﺎﻧــﻮن اﻷول( اﳌﻘﺒﻞ ﺑــﻌــﺪ ﻋــﺮﺿــﻪ ﻋــﻠــﻰ اﺧـﺘـﺼـﺎﺻـﻲ ﻧـــﻔـــﺴـــﻲ ﻗـــﺒـــﻞ اﻟـــﻨـــﻄـــﻖ ﺑــﺎﻟــﺤــﻜــﻢ اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ.
وﻛﺎﻧﺖ اﳌﺤﻜﻤﺔ ﻗﺪ اﺳﺘﻤﻌﺖ إﻟـــﻰ اﺧـﺘـﺼـﺎﺻـﻴـﲔ ﻧﻔﺴﻴﲔ ﻟﻢ ﻳــﺘــﻔــﻘــﺎ ﻋــﻠــﻰ ﺗــﺸــﺨــﻴــﺺ ﻣــﺤــﺪد ﻟﺤﺎﻟﺔ اﳌﺘﻬﻢ، وﻋﻠﻴﻪ ﻗﺮر اﻟﻘﺎﺿﻲ اﺳﺘﺪﻋﺎء ﺧﺒﻴﺮ ﺛﺎﻟﺚ ﻟﻠﻔﺼﻞ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺘﻪ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ.
وذﻛــﺮ اﳌـﺪﻋـﻲ دان ﺑﺎوﺳﻮن أﻣـــــــﺎم اﳌـــﺤـــﻜـــﻤـــﺔ أن اﻟـــﺸـــﺮﺑـــﺎﺗـــﻲ ﻧـﺸـﺮ ٠٠٤ ﺗﻌﻠﻴﻖ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻋﺒﺮ ﺻــﻔــﺤــﺘــﻪ ﺧــــﻼل اﻟــﻔــﺘــﺮة ﻣـــﻦ ٤٢ ﻳﻨﺎﻳﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ( ٦٢ ﻓﺒﺮاﻳﺮ )ﺷــــﺒــــﺎط( اﳌـــﺎﺿـــﻴـــﲔ، ٠٧ ﻣـﻨـﻬـﺎ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻨﻈﻴﻢ »داﻋــــﺶ«، و٠٤ ﺗﻌﻠﻴﻘﴼ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑـ »اﻻﺳﺘﺸﻬﺎد«.
وأﺿـــــﺎف اﳌــﺪﻋــﻲ أن اﳌـﺘـﻬـﻢ ﻟـﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﻣــﺎ ﻳـﻔـﻌـﻠـﻪ، ﺑــﻞ إﻧـــﻪ أﻳــﻀــﴼ ﺗﻠﻘﻰ ﺗﺤﺬﻳﺮات ﺻﺮﻳﺤﺔ ﻋﺪة ﻣﺮات ﻣﻦ إدارة »ﻓﻴﺴﺒﻮك« ﺑـﺄن ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﻳـﻌـﺪ ﻣـﺨـﺎﻟـﻔـﺔ ﺻـﺮﻳـﺤـﺔ ﻟـﻘـﻮاﻋـﺪ اﺳــﺘــﺨــﺪام »ﻓــﻴــﺴــﺒــﻮك« وﻣـــﻦ ﺛﻢ أﻏﻠﻘﺖ ﺻﻔﺤﺘﻪ. وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﳌﻘﺎﻃﻊ اﻹرﻫـﺎﺑـﻴـﺔ، ﻓﻘﺪ ﻧﺠﺢ اﳌﻬﻨﺪس اﻟﺸﺎب ﻓﻲ إﻗﻨﺎع إدارة »ﻓــﻴــﺴــﺒــﻮك« ﺑــﺈﻋــﺎدة ﻓﺘﺢ ﺻﻔﺤﺘﻪ، ﻟﻜﻨﻪ ﻋﺎد إﻟﻰ ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺴﻠﻮك ذاﺗﻪ ﻣﺮة أﺧﺮى.