٨ّ »اﻟﺴﻨﺔ اﳌﺴﺘﻘﻠﻮن« ﺗﺠﻤﻌﻬﻢ ﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺤﺮﻳﺮي وﻗﻮﺗﻬﻢ ﻣﻦ دﻋﻢ »ﺣﺰب اﻟﻠﻪ«
ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﻳﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ ﻛﺘﻞ ﻧﻴﺎﺑﻴﺔ ﰲ »ﻓﺮﻳﻖ آذار«
ﺗﺤﺖ ﺗﺴﻤﻴﺔ »اﻟﻠﻘﺎء اﻟﺘﺸﺎوري« ﺗﺠﻤﻊ ﺳﺘﺔ ﻧﻮاب ﻣﻦ اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ اﻟﺴﻨﻴﺔ ﻃــــﺎرﺣــــﲔ أﻧــﻔــﺴــﻬــﻢ ﻛـــ»ﻣــﺴــﺘــﻘــﻠــﲔ« ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺘﻤﺜﻴﻠﻬﻢ ﻓـﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﻟـﻴـﺘـﺤـﻮﻟـﻮا اﻟــﻴــﻮم إﻟـــﻰ ﻋــﻘــﺪة ﺗـﺤـﻮل دون ﺗﺄﻟﻴﻔﻬﺎ.
اﻟـــﻨـــﻈـــﺮ ﻓــــﻲ اﻧــــﺘــــﻤــــﺎءات ﻫــــﺆﻻء اﻟﻨﻮاب ﻳﻈﻬﺮ أن ﻣﺎ ﻳﺠﻤﻌﻬﻢ ﺑﺸﻜﻞ أﺳـــﺎﺳـــﻲ ﻫـــﻮ ﻣــﻌــﺎرﺿــﺘــﻬــﻢ ﻟـــ»ﺗــﻴــﺎر اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ« وﺗﺤﺎﻟﻔﻬﻢ ﻣﻊ »ﺣﺰب اﻟﻠﻪ« اﻟـﺬي رﻓﻊ راﻳـﺔ ﺗﻤﺜﻴﻠﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء راﻓﻀﺎ ﺗﺴﻠﻴﻢ أﺳﻤﺎء وزراﺋﻪ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ اﻟﺘﺠﺎوب ﻣﻊ ﻣﻄﻠﺒﻪ. وﻳﺮى ﺗـﻴـﺎر »اﳌـﺴـﺘـﻘـﺒـﻞ« أن ﺿـﻌـﻒ ﺗﻤﺜﻴﻞ ﻫــﺆﻻء ﺗـﺆﻛـﺪه اﻷرﻗـــﺎم اﻟﺘﻲ ﺣﺼﻠﻮا ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ، وﻫﻲ ﻻ ﺗﺘﺠﺎوز ٩٫٨ ﻣﻦ أﺻﻮات اﻟﻨﺎﺧﺒﲔ اﻟﺴﻨﺔ.
ّواﻟــﻼﻓــﺖ ﻓــﻲ ﻫـــﺬا اﳌـﻄـﻠـﺐ اﻟﺘﻲ ﺗـﺤـﻮل إﻟــﻰ ﻋـﻘـﺪة أﻃـﺎﺣـﺖ ﺑﺘﺸﻜﻴﻠﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﻛــﺎن اﻟﺮﺋﻴﺲ اﳌﻜﻠﻒ ﻳﺘﺠﻪ ﻟﺘﻘﺪﻳﻤﻬﺎ ﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ، أﻧــــــﻪ ﻛـــﻤـــﺎ ﺗـــﻘـــﻮل ﻣــــﺼــــﺎدر ﻓــــﻲ ﺗــﻴــﺎر »اﳌـﺴـﺘـﻘـﺒـﻞ« ﻛـــﺎن ﻣـﺴـﺘـﺠـﺪا أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻟﻢ ﻳﻘﺪﻣﻪ »ﺣﺰب اﻟﻠﻪ« ﻛﻤﻄﻠﺐ أﺳـﺎﺳـﻲ ﻣـﻦ اﻟﺒﺪاﻳﺔ رﻏــﻢ ﺗﺄﻛﻴﺪه أن ﻃﺮﺣﻪ ﻟﻴﺲ ﺟﺪﻳﺪا ﺑﻞ ﻛـﺎن ﺣﺎﺿﺮا ﻣﻨﺬ اﻟﻴﻮم اﻷول ﻟﺘﻜﻠﻴﻒ اﻟﺤﺮﻳﺮي. وإذا ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﻌﻘﺪة ﻣﺼﻮﺑﺔ ﺑﺸﻜﻞ رﺋﻴﺴﻲ ﺿﺪ رﺋﻴﺲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ورﺋﻴﺲ ﺗﻴﺎر اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﺳﻌﺪ اﻟﺤﺮﻳﺮي ﺑﺤﺠﺔ أن ﻫـــﻨـــﺎك ﻣــﻤــﺜــﻠــﲔ ﻏـــﻴـــﺮه ﻟـﻠـﻄـﺎﺋـﻔــﺔ اﻟــﺴــﻨــﻴــﺔ وﻟـــﻢ ﻳــﻌــﺪ ﻳـﺤـﺘـﻜـﺮ اﻟـﺴـﺎﺣـﺔ ﺑـﻤـﻔـﺮده، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻃـﺎﻟـﺖ أﻳـﻀـﺎ رﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻣﻴﺸﺎل ﻋﻮن اﻟﺬي أﻋﻠﻦ رﻓﻀﻪ ﻟﻬﺎ، ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻣﻊ ﺣﻠﻴﻔﻪ »ﺣــﺰب اﻟـﻠـﻪ«، وﻗـﺪ أدى ﻛﺬﻟﻚ إﻟﻰ ﻣﻄﺎﻟﺒﺎت ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻧﻮاب ﻓـﻲ ﻃـﻮاﺋـﻒ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻀﻮﻳﻦ ﻓﻲ ﻛﺘﻞ ﻣﻌﻴﻨﺔ.
وﻷن ﻋــــــــﺪم اﻧـــــــﻀـــــــﻮاء ﻫــــــﺆﻻء اﻟـﻨـﻮاب ﻓﻲ ﺗﻜﺘﻞ ﻧﻴﺎﺑﻲ ﻫﻮ اﻟﺴﺒﺐ اﻷﻫﻢ ﻓﻲ ﻋﺪم أﺣﻘﻴﺘﻬﻢ ﻓﻲ اﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑــﺘــﻤــﺜــﻴــﻠــﻬــﻢ، وﻓـــﻘـــﺎ ﻟــﻠــﻤــﻌــﺎﻳــﻴــﺮ اﻟــﺘــﻲ أﻋــﻠــﻨــﻬــﺎ اﻟـــﺤـــﺮﻳـــﺮي وﻫــــﻮ ﻣـــﺎ ﻳــﺪرﻛــﻪ »اﻟــﻨــﻮاب اﻟــﺴــﺘــﺔ«، اﺧــﺘــﺎروا اﻟﻠﺠﻮء إﻟـﻰ اﻹﻋــﻼن ﻋﻦ »اﻟﻠﻘﺎء اﻟﺘﺸﺎوري« ﺑﻌﺪ أﺳﺎﺑﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻠﻴﻒ اﻟﺤﺮﻳﺮي ﻟﺘﺸﻜﻴﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﻄﺎﻟﺒﲔ ﻷول ﻣﺮة ﺑﺘﻤﺜﻴﻠﻬﻢ ﻓـﻲ ٩١ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣـﺰﻳـﺮان( اﳌــﺎﺿــﻲ، وﻣـﺘـﺴـﻠـﺤـﲔ ﺑــﺪﻋــﻢ »ﺣــﺰب اﻟﻠﻪ« ﻟﻬﻢ.
ﻣﻊ اﻟﻌﻠﻢ، أن ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت أدت إﻟــﻰ ﻓــﻮز ﻋـﺸـﺮة ﻧــﻮاب ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﺧــﺎرج ﺗﻴﺎر اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ، وﻫــﻢ، رﺋﻴﺲ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ اﻟــﺴــﺎﺑــﻖ ﻧـﺠـﻴـﺐ ﻣﻴﻘﺎﺗﻲ وأﻣﲔ ﻋﺎم اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﻨﺎﺻﺮي أﺳـﺎﻣـﺔ ﺳﻌﺪ ورﺋـﻴـﺲ ﺣــﺰب اﻟـﺤـﻮار اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻓـﺆاد ﻣﺨﺰوﻣﻲ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻨﺎﺋﺐ ﻓﻲ »اﻟﻠﻘﺎء اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ«، ﺑﻼل ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ، وﻫــﺆﻻء ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ رﻓﻀﻮا اﻻﻧــﻀــﻤــﺎم إﻟـــﻰ اﻟــﻠــﻘــﺎء اﻟــﺘــﺸــﺎوري، وﻣــﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ اﻟـﻨـﺎﺋـﺐ ﺳـﻌـﺪ اﳌـﻌـﺮوف ﺑــﺘــﺤــﺎﻟــﻔــﻪ ﻣـــﻊ »ﺣـــــﺰب اﻟـــﻠـــﻪ« واﻟــــﺬي رﻓﺾ اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻴﻤﺎ ﺳﻤﺎﻫﺎ »اﳌﻌﺎرك اﳌــﺬﻫــﺒــﻴــﺔ«. ورﺳـــــﺎ ﺑــﺎﻟــﺘــﺎﻟــﻲ اﻟــﻠــﻘــﺎء ﻋﻠﻰ ﺳﺘﺔ ﻧﻮاب، ﻫﻢ أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﻞ ﻧﻴﺎﺑﻴﺔ أﺧﺮى ﻣﺤﺴﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ »ﻓﺮﻳﻖ ٨ آذار« وﻳﺤﻀﺮون اﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺗﻬﺎ، ﻋﻠﻰ ﻏــﺮار ﻓﻴﺼﻞ ﻛﺮاﻣﻲ وﺟﻬﺎد اﻟﺼﻤﺪ اﳌــﻨــﻀــﻮﻳــﻦ ﻓـــﻲ »اﻟــﺘــﻜــﺘــﻞ اﻟــﻮﻃــﻨــﻲ« ﺑــﺮﺋــﺎﺳــﺔ ﻃــﻮﻧــﻲ ﻓــﺮﻧــﺠــﻴــﺔ، واﻟــﻮﻟــﻴــﺪ ﺳﻜﺮﻳﺔ، اﻟﻨﺎﺋﺐ اﻟــﺬي ﻃﺎﳌﺎ ﻛـﺎن وﻻ ﻳــــﺰال ﻓــﻲ »ﻛـﺘـﻠـﺔ اﻟـــﻮﻓـــﺎء ﻟـﻠـﻤـﻘـﺎوﻣـﺔ« )ﺣــــﺰب اﻟـــﻠـــﻪ(، وﻗـــﺎﺳـــﻢ ﻫـــﺎﺷـــﻢ، أﺣــﺪ أﻋـﻀـﺎء ﻛﺘﻠﺔ »اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ واﻟﺘﺤﺮﻳﺮ«، ﻟــﻴــﺒــﻘــﻰ ﺑـــﺬﻟـــﻚ ﻓــﻘــﻂ ﻛـــﻞ ﻣـــﻦ اﻟـــﻮزﻳـــﺮ اﻟـﺴـﺎﺑـﻖ ﻋﺒﺪ اﻟـﺮﺣـﻴـﻢ ﻣــﺮاد وﻋـﺪﻧـﺎن ﻃﺮاﺑﻠﺲ، ﺧﺎرج أي ﻛﺘﻠﺔ.
أﻣـــﺎم ﻫـــﺬا اﻟـــﻮاﻗـــﻊ، ﻳــﺆﻛــﺪ ﻋﻀﻮ اﳌﻜﺘﺐ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ »ﺗﻴﺎر اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ« راﺷــﺪ ﻓـﺎﻳـﺪ، أن ﻣﺴﺎر ﺳﻠﻮك »ﺣـﺰب اﻟـــﻠـــﻪ« ﻣــﻨــﺬ ﺑــــﺪء ﻣــــﺸــــﺎورات ﺗﺸﻜﻴﻞ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ ﻟــﻐــﺎﻳــﺔ اﻟـــﻴـــﻮم ﻳــﺜــﺒــﺖ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳــﻘــﺒــﻞ اﻟــــﺸــــﻚ أﻧـــــﻪ ﻟــــﻢ ﻳـــﻜـــﻦ ﻳــﺮﻳــﺪ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻓﻲ ﺗﺄﻟﻴﻒ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ إﻟﻰ أن وﺻـــﻞ إﻟـــﻰ ﻣـﺮﺣـﻠـﺔ ﻟــﻢ ﻳـﻌـﺪ ﻓﻴﻬﺎ أﻣــﺎﻣــﻪ إﻻ اﻟـﺘـﺴـﻠـﺢ ﺑﺘﻤﺜﻴﻞ اﻟــﻨــﻮاب اﻟــﺴــﻨــﺔ، ﻣـﺮﺟـﺤـﺎ ﺑــﻘــﺎء اﻟــﻮﺿــﻊ ﻋﻠﻰ ﻣـﺎ ﻫـﻮ ﻋﻠﻴﻪ إﻟــﻰ ﻣـﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻋﻠﻰ إﻳﺮان ﺑﻔﺘﺮة ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻃﻮﻳﻠﺔ. وﻳـﻘـﻮل ﻟــ»اﻟـﺸـﺮق اﻷوﺳــﻂ« »أي أﻣﺮ ﻳﻘﺪم ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺰب اﻟﻠﻪ ﻳﺬﻛﺮﻧﺎ أﻧــﻪ ﺧـﺎﺿـﻊ ﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺗﺪﻳﺮﻫﺎ إﻳﺮان، وﻋﺪم رﻏﺒﺘﻪ ﺑﺘﺸﻜﻴﻞ اﻟــــﺤــــﻜــــﻮﻣــــﺔ واﻧـــــﺘـــــﻈـــــﺎر اﻟـــﻌـــﻘـــﻮﺑـــﺎت اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ اﳌﺘﻮﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ إﻳــﺮان ﺑﻌﺪ أﻳـــــــﺎم، ﺗــﺠــﺴــﺪ ﺑـــﺄﻣـــﻮر ﻋــــــﺪة أﻫــﻤــﻬــﺎ أﺛــــﺎرﺗــــﻪ ﻓــــﻲ وﻗـــــﺖ ﺳـــﺎﺑـــﻖ ﻣــﻮﺿــﻮع ﺿﺮورة زﻳﺎرة اﻟﺤﺮﻳﺮي إﻟﻰ ﺳﻮرﻳﺎ وأن ﻣــﻌــﺒــﺮ ﻧــﺼــﻴــﺐ اﻟـــــﺤـــــﺪودي ﻟـﻦ ﻳﻔﺘﺢ إﻻ إذا ﻛـﺎن ﻟﺒﻨﺎن ﻋﻠﻰ ود ﻣﻊ ﺳــﻮرﻳــﺎ، ﺛـﻢ ﻃـﺮﺣـﻪ ﻣـﻮﺿـﻮع اﻟﺒﻴﺎن اﻟـﻮزاري وﺗﻀﻤﻨﻪ »ﺳﻼح اﳌﻘﺎوﻣﺔ« وﻏــﻴــﺮﻫــﺎ ﻣــﻦ اﻹﺷـــــــﺎرات«. وﻳﻀﻴﻒ »أﻣﺎ اﳌﺸﺎورات اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻓﻬﻮ ﺑﻘﻲ ﻳﺘﻔﺮج ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎرﻫﺎ اﻟﺬي ﺗﻨﻘﻞ ﻣﻦ ﻋـﻘـﺪة إﻟــﻰ أﺧـــﺮى ﻣﻄﻤﺌﻨﺎ إﻟــﻰ أﻧﻬﺎ ﺗﻌﻴﻖ اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ، ﺣﺘﻰ أن ﺣﻠﻔﺎءه ﻣﻦ ﻫﺆﻻء اﻟﻨﻮاب ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺸﻜﻮن ﻣﻦ ﻋﺪم دﻋﻤﻪ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻄﻠﺒﻬﻢ، أﻣﺎ وﻗﺪ ذﻟﻠﺖ »ﻋﻘﺪة ﺣﺰب اﻟﻘﻮات« ﻓﻤﺎ ﻛﺎن أﻣﺎﻣﻪ إﻻ أن ﻳــﺮﻣــﻲ ﻣــﻄــﻠــﺐ ﺗـﻤـﺜـﻴـﻞ ﻫـــﺆﻻء اﻟﺴﻨﺔ، ﻣﺎﻧﻌﺎ ﺗﺸﻜﻴﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، وﻫﻲ اﻟــﻌــﻘــﺪة اﻟــﺘــﻲ ﻣــﻦ ﺷـﺄﻧـﻬـﺎ أن ﺗﺴﻘﻂ وﺗـﺠـﻌـﻞ ﻫـــﺆﻻء اﻟــﻨــﻮاب ﻳـﺘـﺮاﺟـﻌـﻮن ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ أي ﻟﺤﻈﺔ ﻳﻘﺮر اﻟﺤﺰب ذﻟﻚ«.
وﻳﺴﺄل ﻓﺎﻳﺪ »إذا ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻌﺘﺒﺮون أﻧــﻔــﺴــﻬــﻢ ﻧــــــﻮاب اﳌـــﻌـــﺎرﺿـــﺔ ﻓــﻠــﻤــﺎذا ﻳﺮﻳﺪون اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺧﺎﺻﺔ أن ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﻳﻨﺘﻤﻮن إﻟﻰ ﻛﺘﻞ ﻧﻴﺎﺑﻴﺔ أﺧـــﺮى وﻳــﺤــﻀــﺮون اﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﺎﺗـﻬـﺎ؟« وﻳﻀﻴﻒ »إذا ﻛــﺎن ﺣــﺰب اﻟـﻠـﻪ ﻳﺪﻓﻊ ﺑﺘﻤﺜﻴﻞ ﻫﺆﻻء اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻤﺎ ﻳﻘﻮل إن ﻟﻬﻢ ﺗﻤﺜﻴﻼ ﺷﻌﺒﻴﺎ، ﳌــﺎذا ﻻ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻫـــﺬا اﻷﻣـــﺮ ﻋـﻠـﻰ اﻟــﻨــﻮاب اﳌﺴﻴﺤﻴﲔ واﻟﺸﻴﻌﺔ؟ ﺣﺘﻰ أن اﻟﻨﻈﺮ ﺑـﺎﻷرﻗـﺎم اﻟــﺘــﻲ ﺣــﺼــﻞ ﻋـﻠـﻴـﻬـﺎ ﻫــــﺆﻻء اﻟــﻨــﻮاب ﻣـــﻘـــﺎرﻧـــﺔ ﻣــــﻊ ﻣـــﺮﺷـــﺤـــﲔ آﺧــــﺮﻳــــﻦ ﻟـﻢ ﻳــﺼــﻠــﻮا إﻟـــﻰ اﻟــﺒــﺮﳌــﺎن، ﻷن اﻟــﻘــﺎﻧــﻮن اﻟﻨﺴﺒﻲ ﻟﻢ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻬﻢ ﺑﺬﻟﻚ، ﺳﻴﺠﻌﻞ اﻟﺒﻌﺾ ﻳـﻘـﻮل إن ﻣــﻦ ﺣـﻘـﻪ اﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺘﻤﺜﻴﻠﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻨﻮاب«.
وﻓـﻲ اﳌﻘﺎﺑﻞ، أﻛﺪ ﻋﻀﻮ »اﻟﻠﻘﺎء اﻟﺘﺸﺎوري« اﻟﻨﺎﺋﺐ ﺟﻬﺎد اﻟﺼﻤﺪ، ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻲ أن »ﺗﻴﺎر اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﻟـﻢ ﻳﻌﺪ ﻫـﻮ اﳌﻤﺜﻞ اﻷوﺣـــﺪ ﻟﻠﻄﺎﺋﻔﺔ اﻟﺴﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن، ﺑﻌﺪﻣﺎ اﻧﺨﻔﻀﺖ ﻛﺘﻠﺔ اﻟﺤﺮﻳﺮي ﻣﻦ ٣٣ ﻧﺎﺋﺒﺎ إﻟﻰ ٠٢. وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺤﻖ ﻟﻪ اﻻﺳﺘﺌﺜﺎر ﺑﻜﺎﻣﻞ اﻟﺤﺼﺔ اﻟﺴﻨﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﻓﻴﻤﺎ ﻫﻨﺎك ٠١ ﻧﻮاب ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﺧﺎرج اﻟﺘﻴﺎر ﻳﺴﺘﺤﻘﻮن أن ﻳﻤﺜﻠﻮا«.
وﻓـﻴـﻤـﺎ ﺑـــﺪا ﻫـﺠـﻮﻣـﺎ ﻋـﻠـﻰ وزﻳــﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﺟﺒﺮان ﺑﺎﺳﻴﻞ ﻣﻦ دون أن ﻳﺴﻤﻴﻪ ﻗﺎﺋﻼ أن ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻤﻴﺖ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ رﺋﺎﺳﺔ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻤﻴﺖ ﻟﺮﺋﺎﺳﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﻓــﻲ إﺷــــﺎرة ﻣـﻨـﻪ إﻟـــﻰ اﻟــﺤــﺮﻳــﺮي، أﻛـﺪ »ﺣﲔ ﻳﻜﻮن ﻷﺣﺪ اﻷﻃﺮاف ١١ وزﻳﺮا، ﻳﺼﺒﺢ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ أن ﻳﻌﻄﻞ اﻟﺤﻜﻢ«.
واﻋــﺘــﺒــﺮ اﻟــﺼــﻤــﺪ أن »اﻟــﺜــﻨــﺎﺋــﻲ اﻟﺸﻴﻌﻲ )أﻣﻞ وﺣﺰب اﻟﻠﻪ( ﻟﻢ ﻳﻔﺘﻌﻞ ﻣـﺸـﻜـﻠـﺔ ﺗـﻤـﺜـﻴـﻞ ﺳـﻨـﺔ اﳌــﻌــﺎرﺿــﺔ ﻓﻲ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ، ﻷﻧـــﻪ ﺧـــﺎض اﳌــﻔــﺎوﺿــﺎت اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس روح اﻟﺘﻌﺎون واﻟﺘﺴﻬﻴﻞ ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ«. وﻟﻔﺖ إﻟﻰ أن اﻟﻠﻘﺎء ﺟﻤﺪ ﻟﻘﺎءه ﺑﺎﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﻮن ﺑﻌﺪ إﻋﻼن ﻣﻮﻗﻔﻪ اﻟﺮاﻓﺾ ﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻬﻢ.
وأﻛــــــــــــﺪ اﻟـــــﺼـــــﻤـــــﺪ أن »اﻟـــــﻠـــــﻘـــــﺎء اﻟـــــﺘـــــﺸـــــﺎوري ﻟــــﻠــــﻨــــﻮاب اﻟــــﺴــــﻨــــﺔ، ﻫــﻮ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﻮاب اﳌﺴﺘﻘﻠﲔ اﻟﺘﻘﻮا ﻣﻨﺬ ﻋــﺎم ٥٠٠٢، وﻟــﻢ ﻳﺴﺘﺤﺪث ﻫﺬا اﻟﻠﻘﺎء ﺑﻌﺪ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت، ﺑﻞ ﺗﻢ ﺗﻔﻌﻴﻠﻪ ﻓــﻲ ﻓــﺘــﺮة اﻻﺳـــﺘـــﺸـــﺎرات اﻟـﻨـﻴـﺎﺑـﻴـﺔ«، ﻣـــﺸـــﻴـــﺮا إﻟــــــﻰ أن »ﻃـــﺒـــﻴـــﻌـــﺔ ﻗـــﺎﻧـــﻮن اﻻﻧـﺘـﺨـﺎب اﳌﻌﻤﻮل ﺑـﻪ ﻻ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﺑﺎﻟﺘﻤﺜﻞ إﻻ ﺿﻤﻦ اﻟﻜﻮﺗﺎ اﻟﺴﻨﻴﺔ«، وﺳـــــﺄل »ﳌــــــﺎذا ﻳــﺤــﻖ ﻟــﻜــﺘــﻠــﺔ اﻟــﻨــﺎﺋــﺐ ﻃـﻼل أرﺳــﻼن ﺑﻮزﻳﺮ، وﻫـﻢ ﻣﻨﺘﻤﻮن إﻟﻰ ﺗﻜﺘﻞ ﻟﺒﻨﺎن اﻟﻘﻮي، وﻻ ﻳﺤﻖ ﻟﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﺑﻮزﻳﺮ؟«.
وﻛــــــــﺎن »ﺗـــــﻴـــــﺎر اﳌـــﺴـــﺘـــﻘـــﺒـــﻞ« ﻗــﺪ ﻧــﻔــﻰ ﺑــــﺎﻷرﻗــــﺎم ﻣـــﺎ ﻳـــــﺮوج ﻟـــﻪ »ﺣـــﺰب اﻟـــﻠـــﻪ« واﻟـــــﻨـــــﻮاب اﻟــﺴــﻨــﺔ ﻋــﻠــﻰ أﻧــﻬــﻢ ﻳـﻤـﺜـﻠـﻮن ﻣــﺎ ﺑــﲔ ٥٣ و٠٤ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﻣﻦ أﺻﻮات اﻟﻨﺎﺧﺒﲔ اﻟﺴﻨﺔ، ﻣﺆﻛﺪا أﻧــﻬــﻢ ﻻ ﻳــﻤــﺜــﻠــﻮن أﻛــﺜــﺮ ﻣـــﻦ ٩٫٨ ﻣﻦ اﻷﺻــﻮات، ﻣﻮزﻋﲔ ﻛﺎﻟﺘﺎﻟﻲ، ﻓﻴﺼﻞ ﻛــﺮاﻣــﻲ: ٤٦٥٦ ﺻـﻮﺗـﴼ ﺳﻨﻴﴼ وﺟﻬﺎد اﻟﺼﻤﺪ: ٤١١٠١ ﺻﻮﺗﴼ ﺳﻨﻴﴼ وﻋﺒﺪ اﻟـﺮﺣـﻴـﻢ ﻣــــﺮاد: ٠٤٦٠١ ﺻــﻮﺗــﴼ ﺳﻨﻴﴼ وﻋــﺪﻧــﺎن ﻃــﺮاﺑــﻠــﺴــﻲ: ٥٢٤١١ ﺻﻮﺗﴼ ﺳﻨﻴﴼ وﻗﺎﺳﻢ ﻫﺎﺷﻢ: ٤٠٥٣ أﺻـﻮات ﺳﻨﻴﺔ واﻟﻮﻟﻴﺪ ﺳﻜﺮﻳﺔ: ٣٥٠١ ﺻﻮﺗﴼ ﺳﻨﻴﴼ أي ﻣﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﻪ ٠٠٣٣٤ ﺻﻮﺗﴼ ﺗﻔﻀﻴﻠﻴﴼ ﺳﻨﻴﴼ ﻣﻦ أﺻﻞ ٠٨٦١٨٤ ﻫﻮ اﳌﺠﻤﻮع اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺻﻮات اﻟﺘﻔﻀﻴﻠﻴﺔ اﻟﺴﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﺪواﺋﺮ أي ﻣﺎ ﻳﻌﺎدل ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ اﳌﺌﻮﻳﺔ ٩٫٨ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ.