اﻓﺘﺘﺎح اﻟﻔﻨﺪق اﻷول ﻓﻲ اﻷﻧﺒﺎر ﻳﺠﺬب اﳌﺴﺘﺜﻤﺮﻳﻦ وﻳﺰﻋﺞ اﻟﻌﺸﺎﺋﺮ
أﻫﻞ اﶈﺎﻓﻈﺔ اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ اﺳﺘﻘﺒﻠﻮا اﻟﺰوار ﰲ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ ﻟﺴﻨﻮات
ﻓــﻲ وﺳــﻂ ﻣـﺪﻳـﻨـﺔ اﻟــﺮﻣــﺎدي اﻟـﻌـﺮاﻗـﻴـﺔ، ﻛـﺒـﺮى ﻣــﺪن ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ اﻷﻧــﺒــﺎر اﻟـﻐـﺮﺑـﻴـﺔ اﻟــﺼــﺤــﺮاوﻳــﺔ، ﺗـــــﻀـــــﻲء اﻷﻟـــــــــــــﻮان اﻟــــﻮاﺟــــﻬــــﺎت اﻷرﺑـــﻊ ﻟﻔﻨﺪق ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻫـﻮ اﻷول ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻷﻧﺒﺎر. ﻓﻘﺒﻞ أﺳﺎﺑﻴﻊ ﻗﻠﻴﻠﺔ، ﻛـﺎﻧـﺖ ﻣﻬﻤﺔ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻓـــﻨـــﺪق ﻓــــﻲ ﻏـــــﺮب اﻟــــﻌــــﺮاق أﻣــــﺮا ﻣﺴﺘﺤﻴﻼ، ﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪو أن ﻋﺸﺎﺋﺮ ﻣـﺤـﺎﻓـﻈـﺔ اﻷﻧـــﺒـــﺎر اﻟــﺘــﻲ أﺻــﺮت ﺳـــﺎﺑـــﻘـــﺎ ﻋـــﻠـــﻰ ﻣـــﻨـــﻊ أي ﻋـﻤـﻠـﻴـﺔ ﻟﺒﻨﺎء ﻣﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮه أﻣﺮا »ﻣﻌﻴﺒﺎ«، رﺿﺨﺖ ﻟﻸﻣﺮ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻴﻮم ﻣﻊ ﺑﻨﺎء أول ﻓﻨﺪق ﻓﻲ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ.
ﻳـــﻘـــﻮل ﻣـــﺪﻳـــﺮ ﻓـــﻨـــﺪق »روز ﺑـــﻼزا اﻟـﺴـﻴـﺎﺣـﻲ« ﻣﺤﻤﺪ ﻛﺴﺎر )٩٢ ﻋﺎﻣﺎ( إن »ﺑﻨﺎء اﻟﻔﻨﺪق ﻓﻲ وﺳﻂ اﻟﺮﻣﺎدي ﻟﻪ أﺳﺒﺎﺑﻪ«.
وﻳﻀﻴﻒ ﻫــﺬا اﻟـﺸـﺎب اﻟـﺬي ﻳﻘﺪم ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ رﺟﻞ أﻋﻤﺎل ﺑــﺎﻟــﻘــﻮل: »ﻧــﺤــﻦ ﻣــﺤــﺎﻓــﻈــﺔ ﻛــﺮم وﺿـــﻴـــﺎﻓـــﺔ (...) ﻟــﻜــﻦ ﻟــﻴــﺲ ﻣـﻦ اﳌـــﻌـــﻘـــﻮل ﳌــﺤــﺎﻓــﻈــﺔ ﺗــﻤــﺜــﻞ ﺛـﻠـﺚ ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻟﻌﺮاق وﻟﻬﺎ ﻣﻨﺎﻓﺬ ﻋﻠﻰ ﺛﻼث دول وﻣﺤﻄﺔ ﺗﺠﺎرﻳﺔ ﻣﻬﻤﺔ أن ﺗــﻜــﻮن ﺑــﻼ ﻓـــﻨـــﺪق«، ﺣﺴﺒﻤﺎ ﻧــﻘــﻠــﺖ ﻋـــﻨـــﻪ وﻛــــﺎﻟــــﺔ اﻟــﺼــﺤــﺎﻓــﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ أﻣﺲ.
ﻋﺎﺷﺖ ﺗﻠﻚ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟــﺤــﺪود ﻣـﻊ ﺳـﻮرﻳـﺎ ﺗﺤﺖ ﺳﻴﻄﺮة ﺗﻨﻈﻴﻢ داﻋﺶ اﳌﺘﻄﺮف ﻟﻔﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ، وﻛــﺎن اﳌﻐﺎﻣﺮون ﻓـــــﻲ دﺧـــــــــﻮل اﻟـــــــﺮﻣـــــــﺎدي ﻛـــﺒـــﺮى ﻣــــﺪن اﳌــﺤــﺎﻓــﻈــﺔ، ﻗــﻠــﻴــﻠــﲔ ﺣﺘﻰ ﺗﺤﺮﻳﺮﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم ٦١٠٢.
أﻣـــــــــﺎ اﻟــــــــﻴــــــــﻮم، ﻓـــﻴـــﺘـــﺴـــﺎﺑـــﻖ اﻟــــــــﺘــــــــﺠــــــــﺎر واﳌــــــﺴــــــﺘــــــﺜــــــﻤــــــﺮون واﳌﻘﺎوﻟﻮن واﻟﻌﻤﺎل إﻟﻰ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟـــــﺼـــــﺤـــــﺮاوﻳـــــﺔ اﻟـــــﺘـــــﻲ ﺗــــﺤــــﺎول اﺳـﺘـﻌـﺎدة اﻟـﺤـﻴـﺎة ﺑـﻌـﺪ ﺳـﻨـﻮات ﻣــــﻦ اﻟـــــﺮﻛـــــﻮد، وﺧـــﺼـــﻮﺻـــﺎ ﻣـﻦ اﳌﺤﺎﻓﻈﺎت اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ اﻷﺧﺮى.
ﻣﻦ ﺑﲔ ﻫﺆﻻء ﻟﺆي راﻓﻊ اﻟﺬي ﻗﻄﻊ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺔ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮ آﺗﻴﺎ ﻣـﻦ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺑـﻐـﺪاد ﻟﺘﺨﻠﻴﺺ ﻣﻌﺎﻣﻼت رﺳﻤﻴﺔ.
ﻟــﻜــﻦ ﻋــﻤــﻞ ﻫـــﺬا اﻟـﻌـﺸـﺮﻳـﻨـﻲ ﻟﻢ ﻳﻨﺘﻪ ﻓﻲ ﻳﻮم واﺣﺪ، واﺿﻄﺮ ﻟﻘﻀﺎء ﻟﻴﻠﺘﻪ ﻓـﻲ اﻟﻔﻨﺪق اﻟـﺬي ﻳــﺘــﺴــﻊ ﻟــﺜــﻤــﺎﻧــﲔ ﺷــﺨــﺼــﺎ ﻓـﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﺮﻣﺎدي.
ﻳـــــــﻘـــــــﻮل راﻓـــــــــــــــﻊ ﻟــــﻠــــﻮﻛــــﺎﻟــــﺔ اﻹﺧـــﺒـــﺎرﻳـــﺔ ذاﺗـــﻬـــﺎ: »أﺧـــﺠـــﻞ أن أﺑـــﺎت ﻓــﻲ ﻛــﻞ ﻣـــﺮة ﻟـــﺪى ﺻـﺪﻳـﻖ وأﺟــﻌــﻠــﻪ ﻳـﺘـﻘـﻴـﺪ ﺑــــﻲ، ﻓـﺤـﺠـﺰت ﻏــﺮﻓــﺔ ﻓــﻲ اﻟــﻔــﻨــﺪق. ﻫــﺬه ﺧﻄﻮة ﻧــﺸــﺠــﻊ ﻋــﻠــﻴــﻬــﺎ وﺗــﺴــﻬــﻞ ﺣــﻴــﺎة اﻟﺠﻤﻴﻊ«.
وﻣـــــــﻦ اﳌــــــﻌــــــﺮوف ﻓــــــﻲ ﻫــــﺬه اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ أن اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ اﻟﻌﺸﺎﺋﺮي ﻫـــــﻮ اﻟـــــﺤـــــﺎﻛـــــﻢ. ﻟـــــــــﺬا، ﻓـــــــﺈن ﺗــﻠــﻚ اﻟــــﻌــــﺸــــﺎﺋــــﺮ ﺗـــﻌـــﺘـــﺒـــﺮ اﻟــــﻔــــﻨــــﺎدق أﻣـــــﺮا ﻣــﺨــﺠــﻼ وﻣــﻨــﺎﻗــﻀــﺎ ﳌــﺒــﺪأ اﻟــــﻀــــﻴــــﺎﻓــــﺔ. وﻋــــﻨــــﺪﻣــــﺎ ﻳــﺒــﺎﺷــﺮ أﻫـﺎﻟـﻲ اﻷﻧــﺒــﺎر ﺑﺒﻨﺎء ﻣﻨﺎزﻟﻬﻢ، ﺗﻜﻮن اﳌﺴﺎﺣﺔ اﻷﻛﺒﺮ ﻣﺨﺼﺼﺔ ﻟـﻠـﺪﻳـﻮاﻧـﻴـﺔ )ﻗــﺎﻋــﺔ اﻻﺳـﺘـﻘـﺒـﺎل(، ﺣﺘﻰ ﻟـﻮ ﻛــﺎن ذﻟــﻚ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب ﺑﺎﻗﻲ ﻏﺮف اﳌﻨﺰل.
وﻓﻲ وﺳﻂ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﺮﻣﺎدي، ﻳﻮﺟﺪ ﻫﻴﻜﻞ ﺧﺮﺳﺎﻧﻲ ﻣﻬﺠﻮر، ﻛـــــﺎن ﻣـــﺤـــﺎوﻟـــﺔ ﻣــــﻦ ﻗــﺒــﻞ ﺷــﺮﻛــﺔ ﺗـﺮﻛـﻴـﺔ ﻟـﺒـﻨـﺎء ﻓـﻨـﺪق ﻓــﻲ اﻷﻧـﺒـﺎر اﻟﻌﺎم ٣١٠٢، ﻟﻜﻦ اﻷﻋﻤﺎل ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻣـﻊ ﺳﻴﻄﺮة »داﻋـــﺶ« ﻓـﻲ اﻟﻌﺎم ٤١٠٢، ﺣــﺘــﻰ أن اﳌــﺘــﻄــﺮﻓــﲔ ﻟﻢ ﻳﺪﺧﻠﻮا اﻟﻔﻨﺪق وﻓــﻖ ﻣـﺎ ﻳﺸﻴﺮ ﺳﻜﺎن.
ﻳــــﺆﻛــــﺪ اﻟـــﺴـــﻜـــﺎن اﻟــــﻴــــﻮم أن اﻟــــــﻔــــــﻨــــــﺎدق ﺿــــــــﺮورﻳــــــــﺔ أﻳــــﻀــــﺎ ﻓـــــﻲ ﻣـــﺴـــﺄﻟـــﺔ اﻟـــــﺘـــــﺠـــــﺎرة، إذ إن اﳌﺴﺘﺜﻤﺮﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺪ ﻳﺄﺗﻮن إﻟﻰ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ، ﻟـﻦ ﻳﺒﻘﻮا ﻷﻳــﺎم ﻋﺪة ﻓﻲ ﻣﻨﺰل ﺷﺨﺺ ﻣﻌﲔ. وأﻳﻀﺎ، ﻓـﺴـﻴـﻜـﻮن اﻟــﻔــﻨــﺪق ﻣــﺮﻛــﺰا ﺑﻌﻘﺪ ﻣﺆﺗﻤﺮات وﻧﺪوات واﺟﺘﻤﺎﻋﺎت، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻨﺘﻈﺮ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻧـﻬـﻀـﺔ ﻣــﺎ ﺑــﻌــﺪ دﺣـــﺮ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻹرﻫﺎﺑﻲ.
وﻟـﻢ ﻳﻨﺘﻪ وﺟـﻮد اﳌﺘﻄﺮﻓﲔ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻓﻲ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ، إذ ﻻ ﻳﺰال ﺑــﻌــﻀــﻬــﻢ ﻃــﻠــﻴــﻘــﺎ ﻓــــﻲ اﳌــﻨــﺎﻃــﻖ اﻟﺤﺪودﻳﺔ ﻣﻊ ﺳﻮرﻳﺎ.
ﻣــــﻌــــﺎﻧــــﺎة اﳌـــﺤـــﺎﻓـــﻈـــﺔ ﻋــﻠــﻰ ﻣــــــــﺪى ٥١ ﻋــــــﺎﻣــــــﺎ، وﻣــــﺤــــﺎوﻟــــﺔ إدﺧـﺎل ﻇﺎﻫﺮة ﺟﺪﻳﺪة، ﻻ ﺗﻠﻐﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺸﻴﺦ إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺧﻠﻴﻞ اﻟـﺤـﺎﻣـﺪ ﺿــــﺮورة اﻟـﺤـﻔـﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟـﺘـﻘـﺎﻟـﻴـﺪ. ﻳــﻘــﻮل ﺷـﻴـﺦ ﻋﺸﻴﺮة اﻟــﺒــﻮﻋــﻠــﻲ اﻷﻧـــﺒـــﺎرﻳـــﺔ ﺑــﻌــﺒــﺎء ﺗــﻪ اﻟـــﺴـــﻮداء وﻋــﻘــﺎﻟــﻪ اﳌــﺘــﺪﻟــﻲ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻴﻪ إن »ﻫـــﺬه ﻟـﻴـﺴـﺖ ﻋـــﺎدات آﺑـــﺎﺋـــﻨـــﺎ وأﺟــــــﺪادﻧــــــﺎ. اﻟــﻀــﻴــﻮف ﺗﺄﺗﻲ ﻟﻠﻌﺸﺎﺋﺮ، ﻫﺬا ﻣﺎ ﻧﻌﺮﻓﻪ، وﻫﺬه اﻟﻔﻨﺎدق ﺗﺆﺛﺮ ﺳﻠﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻤﻌﺘﻨﺎ«.