ﺳﺨﻂ ﻓﻲ إﻳﺮان ﻋﻠﻰ أﺻﺤﺎب اﻟﻨﻔﻮذ ﺑﻌﺪ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻟﺠﺪﻳﺪة
اﻟﻐﻀﺐ ﻳﺰداد ﻣﻊ ﻓﺮض أﻣﲑﻛﺎ ﻋﻘﻮﺑﺎت ﺗﻨﺎل ﻣﻦ اﻻﻗﺘﺼﺎد... وﻣﻮاﻃﻨﻮن ﻳﻨﺘﻘﺪون اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﱰﻧﺖ
رﻏـــــــﻢ إﺟــــــــــــــﺮاءات اﺗـــﺨـــﺬﺗـــﻬـــﺎ ﻃـﻬـﺮان ﻗﺒﻞ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﻣـﻦ اﻟﺤﺰﻣﺔ اﻟــﺜــﺎﻧــﻴــﺔ ﻟــﻠــﻌــﻘــﻮﺑــﺎت اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ، ﻋـﺒـﺮ إﻧــﺸــﺎء ﻫﻴﺌﺔ ﻟﻠﺘﻨﺴﻴﻖ ﺑﲔ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ واﻟـــﺒـــﺮﳌـــﺎن واﻟــﻘــﻀــﺎء، ﻓﻲ إﻃـﺎر ﺳﻤﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ »اﻟﺤﺮب اﻻﻗــــﺘــــﺼــــﺎدﻳــــﺔ اﻟـــﻨـــﻔـــﺴـــﻴـــﺔ«، ﻓـــﺈن اﻟﺸﺎرع اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻳﻠﻘﻲ ﺑﺎﻟﻠﻮم ﻋﻠﻰ أﺻﺤﺎب اﻟﻨﻔﻮذ واﳌﺎل ﻓﻲ ﺗﺪﻫﻮر اﻷوﺿﺎع اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ.
وﻛﺎن اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﺣﺴﻦ روﺣـﺎﻧـﻲ ﻗﺪ ﻃﺎﻟﺐ ﻣﻨﺬ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ )أﻳﻠﻮل( اﳌﺎﺿﻲ اﻟﺠﻬﺎت اﳌﺴﺆوﻟﺔ واﳌــﻨــﺎﺑــﺮ اﻹﻋــﻼﻣــﻴــﺔ اﻟـﺘـﺎﺑـﻌـﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﻨﺸﺮ اﻟـﺘـﻘـﺎرﻳـﺮ اﻹﻳـﺠـﺎﺑـﻴـﺔ ﺣـﻮل اﻻﻗـــﺘـــﺼـــﺎد اﻹﻳـــــﺮاﻧـــــﻲ، ﻣــﻤــﺎ أدى إﻟــــﻰ ﺗـــﺮاﺟـــﻊ ﻻﻓــــﺖ ﻓـــﻲ ﺗـﻐـﻄـﻴـﺎت وﺳــﺎﺋــﻞ اﻹﻋــــﻼم ﺑــﺸــﺄن ﺗــﻄــﻮرات اﻟﻮﺿﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎدي وﺗﺄﺛﻴﺮه ﻋﻠﻰ اﳌﻮاﻃﻨﲔ.
وﻗﺪ ﺑﺮرت اﻟﺴﻠﻄﺎت ﺗﺄﻛﻴﺪﻫﺎ ﻋــﻠــﻰ ﻧــﺸــﺮ اﻷﺧــــﺒــــﺎر اﻹﻳــﺠــﺎﺑــﻴــﺔ ﺑــﻤــﺨــﺎوف ﻣــﻦ ﺗــﺮاﺟــﻊ ﺛـﻘـﺔ اﻟـــﺮأي اﻟﻌﺎم اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻋـــﺠـــﺰ اﻟـــﺤـــﻜـــﻮﻣـــﺔ ﻓـــــﻲ ﻣـــﻮاﺟـــﻬـــﺔ اﻷزﻣــــــﺎت اﻟــﺪاﺧــﻠــﻴــﺔ واﻟــﺘــﺤــﺪﻳــﺎت اﻟﻔﺎﺋﻘﺔ.
وﻳــﻨــﻔــﻲ روﺣــــﺎﻧــــﻲ أن ﻳــﻜــﻮن اﻻﻗـــﺘـــﺼـــﺎد اﻹﻳـــــﺮاﻧـــــﻲ ﻓــــﻲ وﺿــﻊ ﻣـــــﺘـــــﺄزم، وﻗــــــــﺎل ﻧـــﺎﺋـــﺒـــﻪ إﺳـــﺤـــﺎق ﺟﻬﺎﻧﻐﻴﺮي إن إﻳــﺮان ﻓﻲ أوﺿﺎع ﻣــﺎﻟــﻴــﺔ »ﺟـــﻴـــﺪة«، وزﻋــــﻢ أﻧــﻬــﺎ ﻣﻦ »اﻟـــﺪول اﻟـﺜـﺮﻳـﺔ«، ﻗﺒﻞ أن ﻳﺘﺮاﺟﻊ أول ﻣﻦ أﻣﺲ وﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﻤﺼﺎرﺣﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﲔ ﺣﻮل ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت، ﻣﺤﺬرا ﻣﻦ »ﺗﺒﻌﺎت اﻟﻜﺬب«، إﻻ إﻧﻪ ﻓــﻲ اﻟــﻮﻗــﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻗـــﺎل: »ﻳـﺠـﺐ أن ﺗﺒﻘﻰ اﳌﺸﻜﻼت ﻓﻲ داﺧﻞ اﻷﺟﻬﺰة اﳌﻌﻨﻴﺔ واﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺣﻠﻮل ﻟﻬﺎ«.
وﻗﺒﻞ ﺟﻬﺎﻧﻐﻴﺮي ﺑﻴﻮم ﻗﺎل روﺣــﺎﻧــﻲ اﻻﺛـﻨـﲔ ﻓـﻲ أول ﺗﻌﻠﻴﻖ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﺤﺰﻣﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﻟـﻌـﻘـﻮﺑـﺎت اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ، إﻧــﻬــﺎ »ﻟـﻦ ﺗﻀﺮ أﺣــﺪا إﻻ اﻟﺸﻌﺐ اﻹﻳــﺮاﻧــﻲ، وﻟــــــــﻦ ﺗــــﺘــــﺄﺛــــﺮ أي ﺟــــﻬــــﺔ أﺧــــــﺮى ﺑﺎﻟﻌﻘﻮﺑﺎت«.
وﻳـﺘـﻌـﺎﻣـﻞ اﻹﻳــﺮاﻧــﻴــﻮن ﺑﺤﺬر وﺷﻜﻮك ﻣﻊ اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪر ﻣـــﻦ وﺳـــﺎﺋـــﻞ اﻹﻋـــــــﻼم اﻟــﺮﺳــﻤــﻴــﺔ، وﻳﻌﻮد ذﻟﻚ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﳌﻌﻠﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻄﺎت ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟـــﻌـــﻘـــﻮﺑـــﺎت. وﺗــﻤــﺘــﺪ ﺣـــﺎﻟـــﺔ ﻋــﺪم اﻟﺜﻘﺔ إﻟﻰ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﻨﺎﻃﻘﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔﺎرﺳﻴﺔ ﺧﺎرج اﻟﺒﻼد، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ اﻟﺘﻲ ﻓﻲ دول أﺟﻨﺒﻴﺔ ﺗﺪﻋﻢ ﺳــﻴــﺎﺳــﺎت روﺣـــﺎﻧـــﻲ ﺿــﺪ اﻟـﺘـﻴـﺎر اﻷﺻــﻮﻟــﻲ واﳌــﺘــﺸــﺪدﻳــﻦ اﳌـﻘـﺮﺑـﲔ ﻣــﻦ »اﻟــﺤــﺮس اﻟـــﺜـــﻮري« واﳌــﺮﺷــﺪ اﻹﻳـــﺮاﻧـــﻲ، وﻫـــﻮ ﻣــﺎ ﺷـﻜـﻞ ﻣﺼﺪر ﻏﻀﺐ ﻟﻺﻳﺮاﻧﻴﲔ. وﺗﻮاﺟﻪ اﺗﻬﺎﻣﴼ ﻣﺆﺧﺮﴽ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﻘﺪم ﺻﻮرة ﺑﻌﻴﺪة ﻋﻦ واﻗﻊ اﻟﺸﺎرع اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻟﺼﻼت اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺑﻄﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﻴﺎرﻳﻦ اﳌﻌﺘﺪل واﻹﺻﻼﺣﻲ.
وﺑــــﺤــــﺴــــﺐ ﺗــــﻘــــﺮﻳــــﺮ ﻧـــﺸـــﺮﺗـــﻪ وﻛﺎﻟﺔ »روﻳﺘﺮز« أﻣـﺲ، ﻳﺴﺘﺨﺪم اﻹﻳـــــﺮاﻧـــــﻴـــــﻮن ﻣــــﻮاﻗــــﻊ اﻟـــﺘـــﻮاﺻـــﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻏﻀﺒﻬﻢ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻌﺪوﻧﻪ »ﻓﺴﺎد وإﺳﺮاف اﻟﻘﻠﺔ ﺻـﺎﺣـﺒـﺔ اﻻﻣــﺘــﻴــﺎزات اﻟـﺘـﻲ ﺗﻨﻔﻖ ﺑــﺒــﺬخ ﻓــﻲ ﺣــﲔ ﺗـﻌـﺎﻧـﻲ اﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﺻﻌﻮﺑﺎت ﻛﺒﻴﺮة ﻓﻲ اﻗﺘﺼﺎد ﻳـــﻮاﺟـــﻪ ﻋــﻘــﻮﺑــﺎت أﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ أﻛـﺜـﺮ ﺻﺮاﻣﺔ«.
ووﻓﻘﺎ ﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﻣﺴﺘﻘﻠﲔ، ﻓﺈن ﻗﻨﻮات اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮن ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻋﺪم إﻗـﺒـﺎل وﻧــﺰف ﻓـﻲ ﻋــﺪد اﳌﺘﺎﺑﻌﲔ، ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻻﻫﺘﻤﺎم اﳌﺘﻨﺎﻣﻲ ﺑﺸﺒﻜﺎت اﻟـــــﺘـــــﻮاﺻـــــﻞ ووﺳـــــــﺎﺋـــــــﻞ اﻹﻋــــــــﻼم اﻟـﺠـﺪﻳـﺪة اﻟـﺘـﻲ أﺻﺒﺤﺖ ﻣﺼﺪرا أﺳﺎﺳﻴﺎ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد.
وﻧــــﺘــــﻴــــﺠــــﺔ ﻟـــــــﺬﻟـــــــﻚ، ﻓـــﺮﺿـــﺖ اﻟـــﺴـــﻠـــﻄـــﺎت ﺣــــﻈــــﺮا ﺧــــــﻼل اﻟـــﻌـــﺎم اﳌـــﺎﺿـــﻲ ﻋــﻠــﻰ ﻣــﻮﻗــﻊ »ﺗـــﻠـــﻐـــﺮام«، وﺗــــــــــﺪرس ﺣــــﺎﻟــــﻴــــﺎ ﺣــــﻈــــﺮ ﺷــﺒــﻜــﺔ »إﻧـــﺴـــﺘـــﻐـــﺮام« اﻟـــﺘـــﻲ ﺗــﻌــﺪ اﻷﻛــﺜــﺮ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻓــﻲ اﻟــﺒــﻼد ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺣﻈﺮ ﺗـﻔـﺮﺿـﻪ اﻟـﺴـﻠـﻄـﺎت ﻋـﻠـﻰ ﺷﺒﻜﺘﻲ »ﺗـــــﻮﻳـــــﺘـــــﺮ« و»ﻓـــــﻴـــــﺴـــــﺒـــــﻮك« ﻣــﻨــﺬ اﺣﺘﺠﺎﺟﺎت »اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺨﻀﺮاء« ﻓﻲ ٩٠٠٢.
وﺷـــــــﻬـــــــﺪت اﻟـــــــﺒـــــــﻼد ﻣــــﻮﺟــــﺔ اﺣـﺘـﺠـﺎﺟـﺎت ﺧــﻼل اﻟــﻌــﺎم اﻷﺧﻴﺮ اﺗـﺴـﻢ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﻨﻒ، ﻟﻜﻦ ﻣﻊ ازدﻳـــــﺎد اﻟــﻀــﻐــﻮط اﻻﻗــﺘــﺼــﺎدﻳــﺔ، ﻳــﺸــﻴــﺮ اﻟـــﻨـــﺎس ﺑــﺄﺻــﺎﺑــﻊ اﻻﺗــﻬــﺎم ﺑﺸﻜﻞ ﻣـــﺰداد إﻟــﻰ أﺻــﺤــﺎب اﳌــﺎل واﻟـــﻨـــﻔـــﻮذ؛ وﻣــﻨــﻬــﻢ رﺟـــــﺎل اﻟــﺪﻳــﻦ واﻟــﺪﺑــﻠــﻮﻣــﺎﺳــﻴــﻮن واﳌــﺴــﺆوﻟــﻮن وأﺳﺮﻫﻢ.
وﻣــــــــــﻦ ﺑـــــــﲔ اﳌــــﻨــــﻔــــﺴــــﲔ ﻋـــﻦ ﻫـــﺬا اﻟـﻐـﻀـﺐ ﺳـﻴـﺪ ﻣــﻬــﺪي ﺻـﺪر اﻟـــــــﺴـــــــﺎداﺗـــــــﻲ، وﻫــــــــﻮ رﺟــــــــﻞ دﻳــــﻦ ﻣــﻐــﻤــﻮر ﻧــﺴــﺒــﻴــﺎ ﻟـــﺪﻳـــﻪ أﻛـــﺜـــﺮ ﻣـﻦ ٦٥٢ أﻟــــﻒ ﻣــﺘــﺎﺑــﻊ ﻟــﺤــﺴــﺎﺑــﻪ ﻋﻠﻰ ﻣـﻮﻗـﻊ »إﻧـﺴـﺘـﻐـﺮام«، ﺣﻴﺚ ﻳﻜﺘﺐ ﻣﻨﺸﻮرات ﻻذﻋـﺔ ﺗﺴﺘﻬﺪف أﺑﻨﺎء اﻟﺼﻔﻮة ﺑﺤﺴﺐ »روﻳﺘﺮز«.
وﻓﻲ أﺣﺪ ﻣﻨﺸﻮراﺗﻪ اﻷﺧﻴﺮة اﻧﺘﻘﺪ »ﺣﻴﺎة اﻟﺒﺰخ« اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺸﻬﺎ ﻗــﺎﺋــﺪ »اﻟـــﺤـــﺮس اﻟـــﺜـــﻮري« واﺑــﻨــﻪ اﻟﺬي ﻧﺸﺮ ﺻﻮرة ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻧـــﺘـــﺮﻧـــﺖ وﻫــــﻮ ﻳــﻘــﻒ أﻣـــــﺎم ﻧﻤﺮ ﻣﺴﺘﻠﻖ ﻓﻲ ﺷﺮﻓﺔ ﻗﺼﺮ.
وﻣــــﺠــــﺮد اﻻﻧــــﺘــــﻘــــﺎد اﻟــﻌــﻠــﻨــﻲ ﻟـــﻌـــﻀـــﻮ ﺷـــﻬـــﻴـــﺮ ﻓــــــﻲ »اﻟـــــﺤـــــﺮس اﻟـــــﺜـــــﻮري«؛ اﻟــــﻮﺣــــﺪة اﻟــﻌــﺴــﻜــﺮﻳــﺔ اﻟـﻘـﻮﻳـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻻ ﺗﺨﻀﻊ ﳌﺴﺎءﻟﺔ أي ﺟـﻬـﺔ ﺳــﻮى اﳌــﺮﺷــﺪ اﻹﻳــﺮاﻧــﻲ ﻋـﻠـﻲ ﺧـﺎﻣـﻨـﺌـﻲ، ﻫــﻮ ﻓــﻲ ﺣــﺪ ذاﺗــﻪ ﻓﻌﻞ ﺗﺤﺪ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺘﺎد.
وﻛﺘﺐ ﺻﺪر اﻟﺴﺎداﺗﻲ ﻳﻘﻮل: »ﻧــﻤــﺮ ﻓــﻲ اﳌــﻨــﺰل؟ ﻣـــﺎذا ﻳــﺤــﺪث؟« وأﺿـﺎف: »وﻫﺬا ﻛﻠﻪ ﻟﺸﺎب ﻋﻤﺮه ٥٢ ﻋﺎﻣﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﻛﺴﺐ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺜﺮوة. اﻟﻨﺎس ﺗﻮاﺟﻪ ﺻﻌﻮﺑﺎت ﻛﺒﻴﺮة ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﺣﻔﺎﺿﺎت ﻷﻃﻔﺎﻟﻬﻢ«.
واﻧـــــﺨـــــﻔـــــﺾ ﺳــــﻌــــﺮ اﻟـــﻌــﻤــﻠـــﺔ اﻹﻳـــﺮاﻧـــﻴـــﺔ اﻟـــﺮﻳـــﺎل إﻟــــﻰ ٩٤١ أﻟــﻒ رﻳﺎل ﻟﻠﺪوﻻر ﻓﻲ اﻟﺴﻮق اﻟﺴﻮداء اﳌﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ أﻏﻠﺐ اﻟﺘﻌﺎﻣﻼت، ﻣــﻦ ﻧـﺤـﻮ ٣٤ أﻟــﻔــﴼ ﻓــﻲ ﺑــﺪاﻳــﺔ ﻋـﺎم ٨١٠٢ ﻋـــﻨـــﺪﻣـــﺎ ﺗــــﻮﻋــــﺪ اﻟـــﺮﺋـــﻴـــﺲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﺑﺎﻻﻧﺴﺤﺎب ﻣﻦ اﻻﺗﻔﺎق اﻟﻨﻮوي ﺑﲔ ﻃﻬﺮان وﻗﻮى ﻋﺎﳌﻴﺔ، اﻟـﺬي ﻳﻬﺪف إﻟـﻰ ﻛﺒﺢ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻬﺎ اﻟﻨﻮوي.
ودﻓــــــﻊ ذﻟـــــﻚ ﺗــﻜــﻠــﻔــﺔ اﳌــﻌــﻴــﺸــﺔ ﻟﻼرﺗﻔﺎع ﺑﺤﺪة، وﻗﻠﻞ اﻟــﻮاردات، ﻓـﻲ ﺣـﲔ دﻓــﻊ اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺑﻌﻘﻮﺑﺎت ﻣﺎﻟﻴﺔ أﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻣﻦ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻷﺟـﻨـﺒـﻴـﺔ ﻟـﻠـﺨـﺮوج ﻣــﻦ إﻳــــﺮان أو اﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻨﻬﺎ.
وﻗﺪ ﻳﺰداد اﻷﻣﺮ ﺳﻮءﴽ ﺑﻌﺪ أن ﺑﺪأ ﺳﺮﻳﺎن ﻋﻘﻮﺑﺎت إﺿﺎﻓﻴﺔ ﻫﺬا اﻷﺳﺒﻮع.
ﻗﺒﻞ ٣ أﺷـﻬـﺮ واﻓــﻖ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺘﺮح رﺋﻴﺲ اﻟﻘﻀﺎء ﺻﺎدق ﻻرﻳــــﺠــــﺎﻧــــﻲ ﻟـــﺘـــﺄﺳـــﻴـــﺲ ﻣــﺤــﺎﻛــﻢ ﺧﺎﺻﺔ ﻳﺘﺮﻛﺰ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺮاﺋﻢ اﳌﺎﻟﻴﺔ، ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺗﻨﺎﻣﻲ اﻟﺴﺨﻂ ﻣﻦ اﻟﺜﺮاء اﻟﻨﺴﺒﻲ ﻟﻘﻠﺔ ﻣﻦ ﺳﻜﺎن اﻟـﺒـﻼد اﻟـﺒـﺎﻟـﻎ ﻋـﺪدﻫـﻢ ١٨ ﻣﻠﻴﻮن ﻧﺴﻤﺔ.
وأﺻـــــــــﺪرت ﻫـــــﺬه اﳌـــﺤـــﺎﻛـــﻢ ٧ أﺣــﻜــﺎم ﺑــﺎﻹﻋــﺪام ﻋـﻠـﻰ اﻷﻗـــﻞ ﻣﻨﺬ ﺗــﺸــﻜــﻴــﻠــﻬــﺎ ﻓــــﻲ أﻏـــﺴـــﻄـــﺲ )آب( اﳌـــــﺎﺿـــــﲔ وﺑــــﻌــــﺾ اﳌـــﺤـــﺎﻛـــﻤـــﺎت أذاﻋﻬﺎ اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﻬﻮاء.
وﻣـــــﻦ ﺑــــﲔ اﳌـــﺤـــﻜـــﻮم ﻋـﻠـﻴـﻬـﻢ ﺑــﺎﻹﻋــﺪام وﺣﻴﺪ ﻣﻈﻠﻮﻣﲔ، اﻟـﺬي أﻃــﻠــﻖ ﻋﻠﻴﻪ اﻹﻋــــﻼم اﳌـﺤـﻠـﻲ ﻟﻘﺐ »ﺳـﻠـﻄـﺎن اﻟﻌﻤﻠﺔ« وﻫــﻮ ﻣﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣــــﺘــــﻬــــﻢ ﺑـــــﺎﻟـــــﺘـــــﻼﻋـــــﺐ ﻓـــــــﻲ ﺳـــــﻮق اﻟﺼﺮف، وﻣﻦ اﳌﺰﻋﻮم أﻧﻪ ﺿﺒﻂ ﺑﻄﻨﲔ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻼت اﻟﺬﻫﺒﻴﺔ؛ وﻓﻘﺎ ﳌــﺎ ذﻛــﺮﺗــﻪ »وﻛـــﺎﻟـــﺔ أﻧــﺒــﺎء اﻟﻄﻠﺒﺔ )إﺳﻨﺎ(« اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ.
وﻳــــﻮاﺟــــﻪ ﻛــــﻞ ﻣــــﻦ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ و»اﻟـــــﺤـــــﺮس اﻟـــــﺜـــــﻮري« اﺗــﻬــﺎﻣــﺎت ﺑﺸﺄن اﻟﺘﻼﻋﺐ ﺑﺎﻟﻌﻤﻠﺔ. وﻛﺎﻧﺖ اﻟــــﺤــــﻜــــﻮﻣــــﺔ ﻧــــﻔــــﺖ أي دور ﻟــﻬــﺎ ﺑـــــﺄن ﺗـــﻜـــﻮن وراء ارﺗـــــﻔـــــﺎع ﺳـﻌـﺮ اﻟــــﺪوﻻر، ﻓﻴﻤﺎ ﻳـﻘـﻮل اﻟـﺨـﺒـﺮاء إن اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻗـﺪ اﺗـﺨـﺬت ﻫــﺬا اﳌﺴﺎر ﻟـﺘـﻌـﻮﻳـﺾ ﻋــﺠــﺰ اﳌــﻴــﺰاﻧــﻴــﺔ ﺗﺤﺖ وﻃــﺄة اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ. ﻟﻜﻦ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﳌﺸﺪدة، ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ اﻟﺴﺨﻂ، وأﺻﺒﺢ ﻛﺒﺎر اﳌﺴﺆوﻟﲔ ورﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﻣﺮﻣﻰ ﻧﻴﺮان اﻻﻧﺘﻘﺎدات.
وﻗــــﺎل ﺳـﻌـﻴـﺪ ﻟـــﻴـــﻼز، اﳌـﺤـﻠـﻞ اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﳌﻘﻴﻢ ﻓﻲ ﻃــﻬــﺮان: »ﺑﺴﺒﺐ ﺗـﺪﻫـﻮر اﻟﻮﺿﻊ اﻻﻗـﺘـﺼـﺎدي، ﻳﺒﺤﺚ اﻟﻨﺎس ﻋﻤﻦ ﻳﻠﻘﻮن اﻟﻠﻮم ﻋﻠﻴﻪ، وﺑﻬﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻳﻨﺘﻘﻤﻮن ﻣﻦ اﻟﺰﻋﻤﺎء واﳌﺴﺆوﻟﲔ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد«.
وﻣـــــــــﻦ اﳌـــــــﺮﺟـــــــﺢ أن ﺗـــﺮﺣـــﺐ واﺷﻨﻄﻦ ﺑﺈﺷﺎرات ﺗﻌﺮض اﻟﻨﻈﺎم ﻓﻲ اﻟﺒﻼد ﻟﻀﻐﻮط؛ إذ ﺗﺄﻣﻞ ﻓﻲ أن ﺗﺠﺒﺮ ﻃﻬﺮان، ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻀﻐﻮط اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ، ﻋﻠﻰ ﻛﺒﺢ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻬﺎ اﻟﻨﻮوي واﻟﺘﺮاﺟﻊ ﻋﻦ ﺧﻄﻄﻬﺎ ﳌﺪ ﻧﻔﻮذﻫﺎ اﻟﻌﺴﻜﺮي واﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ.
وﻳــﺘــﺮاﻛــﻢ اﻟـﻐـﻀـﺐ اﻟــﻌــﺎم ﺑﲔ اﻹﻳــﺮاﻧــﻴــﲔ ﻣـﻨـﺬ ﻣـــﺪة؛ ﻓـﻘـﺪ ﺑــﺪأت اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت اﻻﻗـــﺘـــﺼـــﺎدﻳـــﺔ ﻓــــﻲ أواﺧـــــــﺮ اﻟــﻌــﺎم اﳌﺎﺿﻲ، واﻣﺘﺪت ﻓﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٨ ﻣﺪﻳﻨﺔ وﺑﻠﺪة، وأﺳﻔﺮت ﻋﻦ ﻣﻘﺘﻞ ٥٢ ﺷﺨﺼﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ.
وإﺿــــــﺎﻓــــــﺔ إﻟـــــــﻰ إﺳـــﻬـــﺎﻣـــﺎﺗـــﻪ اﳌــﻜــﺘــﻮﺑــﺔ، ﻧـﺸـﺮ ﺻـــﺪر اﻟــﺴــﺎداﺗــﻲ ﻓﻴﺪﻳﻮﻫﺎت ﳌﻨﺎﻇﺮات ﺑﻴﻨﻪ وﺑﲔ ﺑﻌﺾ ﻣﻨﺘﻘﺪﻳﻪ. وﻓﻲ إﺣﺪى ﻫﺬه اﳌﻨﺎﻇﺮات واﺟﻪ ﻣﻬﺪي ﻣﻈﺎﻫﺮي؛ اﺑﻦ ﻣﺤﺎﻓﻆ ﺳﺎﺑﻖ ﻟﻠﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي وﻛــــﺎن ﺗــﻌــﺮض ﻻﻧـــﺘـــﻘـــﺎدات ﻋﻠﻰ اﻹﻧـــــﺘـــــﺮﻧـــــﺖ ﺑـــﻌـــﺪ ﻧـــﺸـــﺮ ﺻـــــﻮرة ﻟـــﻪ ﻳـــﺮﺗـــﺪي ﻓـﻴـﻬـﺎ ﺳــﺎﻋــﺔ ذﻫـﺒـﻴـﺔ ﺿﺨﻤﺔ. وﺻﺎح ﺻﺪر اﻟﺴﺎداﺗﻲ وﺳـــﻂ اﻟــﻨــﻘــﺎش اﳌــﺤــﺘــﺪم ﻗــﺎﺋــﻼ: »ﻛـﻴـﻒ أﺻـﺒـﺤـﺖ ﻏـﻨـﻴـﺎ؟ ﺑـﻜـﻢ ﻣﻦ اﳌـــــﺎل ﺑـــــﺪأت ﺣــﻴــﺎﺗــﻚ وﻛــــﻢ ﻟــﺪﻳــﻚ اﻵن؟ ﻛــﻢ ﻗـﺮﺿـﴼ أﺧــــﺬت؟«، ﻓﻘﺎل ﻣــﻈــﺎﻫــﺮي، اﻟــــﺬي ﺑـــﺪا ﻏــﻴــﺮ ﻗــﺎدر ﻋــﻠــﻰ اﻟــــــﺮد، إﻧــــﻪ ﻣــﺴــﺘــﻌــﺪ ﻟﻨﺸﺮ وﺛﺎﺋﻖ ﻋﻦ أوﺿﺎﻋﻪ اﳌﺎﻟﻴﺔ.
وﺗـﻌـﺮض أﺑـﻨـﺎء أﻛﺜﺮ ﻣـﻦ ٠١ ﻣــﺴــﺆوﻟــﲔ آﺧـــﺮﻳـــﻦ ﻟــﻼﻧــﺘــﻘــﺎدات ﻋـﻠـﻰ اﻹﻧــﺘــﺮﻧــﺖ، وأﺻــﺒــﺢ ﻳﺸﺎر إﻟﻴﻬﻢ ﻛﺜﻴﺮا ﺑﺘﻌﺒﻴﺮ »أﻏـﺎ زادة« اﻟــﺬي ﻳﻌﻨﻲ ﺣﺮﻓﻴﺎ ﺑﺎﻟﻔﺎرﺳﻴﺔ: »ﻣﻦ ﻧﺴﻞ اﻟﻨﺒﻼء«، ﻟﻜﻨﻪ ﺗﻌﺒﻴﺮ ازدراﺋـﻲ ﻛﺬﻟﻚ ﻳﺴﺘﺨﺪم ﻟﻮﺻﻒ ﻣــــﺎ ﻳــــﺒــــﺪو ﻋــﻠــﻴــﻬــﻢ ﻣــــﻦ ﻣــﻈــﺎﻫــﺮ اﻟﺒﺬخ.