Asharq Al-Awsat Saudi Edition

أزﻣﺔ اﻟﺤﺪود اﻵﻳﺮﻟﻨﺪﻳﺔ ﻗﺪ ﺗﺆﺟﻞ اﻟﻘﻤﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ إﻟﻰ اﻟﺸﻬﺮ اﳌﻘﺒﻞ

- ﺑﺮوﻛﺴﻞ: »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ«

ﻳﺒﺪو أن اﻧﻌﻘﺎد ﻗﻤﺔ ﺑﲔ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑـﻲ وﻟﻨﺪن ﺑﺤﻠﻮل ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ( ﻟﻠﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ اﺗـﻔـﺎق ﺣــﻮل ﺑﺮﻳﻜﺴﺖ ﻻ ﻳــﺰال ﻏﻴﺮ ﻣـﺆﻛـﺪ ﺑﺴﺒﺐ أزﻣـﺔ اﻟﺤﺪود اﻵﻳﺮﻟﻨﺪﻳﺔ، ﻗﺒﻞ أﻗﻞ ﻣﻦ ﺧﻤﺴﺔ أﺷﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺧﺮوج ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ اﳌﻘﺮر ﻣﻦ اﻻﺗﺤﺎد.

وأﻋﻠﻦ ﻣﻴﺸﺎل ﺑﺎرﻧﻴﻴﻪ، ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻔﺎوﺿﻲ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑــــ­ــﻲ ﺣـــﻮل ﺑـﺮﻳـﻜـﺴـﺖ، أﻣـــﺲ ﻟـــــﻮزرا­ء اﻟــــﺪول اﻟــــ٧٢ اﳌﺠﺘﻤﻌﲔ ﻓﻲ ﺑﺮوﻛﺴﻞ أﻧﻪ »ﻟﻢ ﻳﺘﻢ اﻟﺘﻮﺻﻞ ﺑﻌﺪ« إﻟﻰ اﺗﻔﺎق ﺣﻮل ﺑﺮﻳﻜﺴﺖ، رﻏﻢ »ﺟﻬﻮد ﻣﻜﺜﻔﺔ« ﺗﺒﺬل ﺑﻬﺬا اﻟﺸﺄن، ﻛﻤﺎ ﻧﻘﻠﺖ وﻛﺎﻟﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ.

وﻗـــــﺎل ﻣــﺠــﻠــﺲ اﻻﺗــــﺤــ­ــﺎد اﻷوروﺑــــ­ــــﻲ ﻓـــﻲ ﺑــﻴــﺎن إن »ﻣﻴﺸﺎل ﺑﺎرﻧﻴﻴﻪ أوﺿــﺢ أن ﺟﻬﻮد ﺗـﻔـﺎوض ﻣﻜﺜﻔﺔ ﻻ ﺗﺰال ﻣﺘﻮاﺻﻠﺔ، ﻏﻴﺮ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ اﺗﻔﺎق ﺑﻌﺪ«، ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺑﺮزت ﺗﻜﻬﻨﺎت ﻛﺜﻴﺮة ﻣﻨﺬ ﺑﻀﻌﺔ أﻳﺎم ﻋﻦ ﻓﺮص اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ اﺗﻔﺎق ﺳﺮﻳﻊ. وﺗﺎﺑﻊ اﻟﺒﻴﺎن اﳌﻘﺘﻀﺐ اﻟﺬي ﺻﺪر ﻓﻲ ﺧﺘﺎم اﺟﺘﻤﺎع ﻣﻊ وزراء اﻻﺗﺤﺎد اﻟـ٧٢ اﳌﻜﻠﻔﲔ اﻟﺸﺆون اﻷوروﺑﻴﺔ، أن »ﺑﻌﺾ اﳌﺴﺎﺋﻞ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻻ ﺗﺰال ﻣﻮﺿﻊ ﻧﻘﺎش، وﻓﻲ ﻃﻠﻴﻌﺘﻬﺎ اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ ﺗﺴﻮﻳﺔ ﺗﺤﻮل دون ﻗﻴﺎم ﺣﺪود ﻓﻌﻠﻴﺔ ﺑﲔ آﻳﺮﻟﻨﺪا وآﻳﺮﻟﻨﺪا اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ«.

وﻣــﺎ زال اﻷوروﺑـــﻴ­ـــﻮن ﻳﻨﺘﻈﺮون ﻣﻘﺘﺮﺣﺎ ﺟﺪﻳﺪا واﺿﺤﺎ ﻣﻦ ﻟﻨﺪن ﺑﺸﺄن ﺣﻞ ﻳﺘﻔﺎدى ﻋـﻮدة ﺣـﺪود ﺑﲔ اﻵﻳﺮﻟﻨﺪﺗﲔ. وﻋﻠﻰ رﺋﻴﺴﺔ اﻟــﻮزراء اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺗﻴﺮﻳﺰا ﻣــﺎي إﻳـﺠـﺎد ﺗﺴﻮﻳﺔ ﻣﺪﻋﻮﻣﺔ ﻣـﻦ وزراﺋــﻬــ­ﺎ، ﺗﻨﺠﺢ ﻓﻲ ﺗﺠﺎوز اﺧﺘﺒﺎر اﻟﺒﺮﳌﺎن ﻓﻲ ﺣﲔ أن اﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎت ﻻ ﺗﺰال ﻗﺎﺋﻤﺔ. وﺻــﺮح اﳌﺘﺤﺪث ﺑﺎﺳﻤﻬﺎ ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﻴﲔ ﺑﺸﺄن اﳌﻔﺎوﺿﲔ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﲔ واﻷوروﺑﻴﲔ، أن »اﳌﻔﺎوﺿﺎت ﻣﺴﺘﻤﺮة. ﺟﺮت ﺣﺘﻰ اﻟﺴﺎﻋﺔ ٥٤:٢٠ ﺻﺒﺎﺣﺎ، وﻻ ﺗﺰال ﺟﺎرﻳﺔ«. وأﺿﺎف »ﻧﻮد إﺣﺮاز ﺗﻘﺪم ﻓﻲ أﺳﺮع وﻗﺖ ﻣﻤﻜﻦ ﻟﻠﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ اﺗﻔﺎق ﻓﻲ اﻟﺨﺮﻳﻒ«. ﺑــﺪوره، ذﻛﺮ ﻣﺼﺪر ﺣﻜﻮﻣﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻲ أن اﳌـﺒـﺎﺣـﺜـ­ﺎت ﻳﺠﺐ أن ﺗﺼﻞ إﻟﻰ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺑﺤﻠﻮل اﻷرﺑﻌﺎء، ﻟﻌﻘﺪ ﻗﻤﺔ ﺧﻼل اﻟﺸﻬﺮ اﻟﺤﺎﻟﻲ ﺣﻮل اﻻﺗﻔﺎق اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﺒﺮﻳﻜﺴﺖ.

واﻻﺛﻨﲔ، اﻧﺘﻘﺪ وزﻳـﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺑﻮرﻳﺲ ﺟـﻮﻧـﺴـﻮن اﳌــﺆﻳــﺪ ﻟﺒﺮﻳﺴﻜﺖ، ﻣــﺠــﺪدا ﻣـــﺎي ﺑــﺸــﺪة ﻓﻲ ﺻﺤﻴﻔﺔ »داﻳـﻠـﻲ ﺗﻠﻐﺮاف«، ﻣﺘﻬﻤﺎ إﻳﺎﻫﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ »ﻋﻠﻰ ﺷﻔﻴﺮ اﻻﺳﺘﺴﻼم اﻟﺘﺎم«، ودﻋﺎ وزراءﻫﺎ إﻟﻰ اﻟﻌﺼﻴﺎن. وﻗـﺪ اﺳﺘﻘﺎل ﺷﻘﻴﻘﻪ ﺟﻮ ﺟﻮﻧﺴﻮن، وﻫـﻮ ﻣﻦ ﻣﺆﻳﺪي اﻟﺒﻘﺎء ﻓـﻲ اﻻﺗــﺤــﺎد، ﻣـﻦ ﻣﻨﺼﺒﻪ ﻛـﻮزﻳـﺮ دوﻟــﺔ ﻟﺸﺆون اﻟﻨﻘﻞ اﺣﺘﺠﺎﺟﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﺗﻔﺎق اﻟﺬي ﻳﺘﻢ اﻟﺘﻔﺎوض ﺑﺸﺄﻧﻪ، واﺻﻔﺎ إﻳﺎه ﺑـ »اﻟﺨﻄﺄ اﻟﻜﺒﻴﺮ«. ودﻋﺎ إﻟﻰ اﺳﺘﻔﺘﺎء ﺟﺪﻳﺪ ﺣﻮل ﺑﺮﻳﻜﺴﺖ، وﻫﻮ أﻣﺮ ﺗﺴﺘﺒﻌﺪه ﻣﺎي.

وﻛﺎن اﻻﺗﺤﺎد ﻳﺄﻣﻞ ﻓﻲ اﳌﺼﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎق ﺧﻼل ﻗﻤﺔ ﻣﻘﺮرة ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ أﻛﺘﻮﺑﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻷول(، ﻟﻜﻨﻪ رأى ﻓﻲ ﻏﻴﺎب أي ﺗﻘﺪم ﻓﻲ اﳌﻠﻒ اﻵﻳﺮﻟﻨﺪي، أن اﻷﻣﺮ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ. إﻻ أن اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ وﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟــﻰ ﻣﻬﻠﺔ ﻗﺒﻞ اﺳﺘﺤﻘﺎق ﺑﺮﻳﻜﺴﺖ اﳌـﻘـﺮر ﻓﻲ ٩٢ ﻣﺎرس )آذار( ٩١٠٢. ﻟﻴﺘﺴﻨﻰ ﻟﻠﺒﺮﳌﺎﻧﲔ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ واﻷوروﺑﻲ اﳌﺼﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎق اﻻﻧﻔﺼﺎل.

وﻗﺎل وزﻳﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻵﻳﺮﻟﻨﺪي، ﺳﺎﻳﻤﻮن ﻛﻮﻓﻨﻲ، ﻓـــﻲ ﺑــﻴــﺎن إن »اﳌـــﻔـــﺎ­وﺿـــﺎت ﻓـــﻲ ﻣــﺮﺣــﻠــ­ﺔ ﺣــﺎﺳــﻤــ­ﺔ ﺟــﺪا وﺣﺴﺎﺳﺔ. ﻣﻦ اﻟﻀﺮوري اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺑﻮﺿﻮح ﻣﻊ أﻫﺪاف ﻟﻠﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ اﺗﻔﺎق ﻣﺮض«. وﻟﻢ ﻳﺪل ﺑﺎرﻧﻴﻴﻪ ﺑﺘﺼﺮﻳﺤﺎت ﺻﺤﺎﻓﻴﺔ ﺻﺒﺎح أﻣﺲ ﻓﻲ ﺑﺮوﻛﺴﻞ. وإﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻋﺮض ﺳﻴﺮ اﳌﻔﺎوﺿﺎت أﻣﺎم اﻟــﻮزراء اﻟــ٧٢. اﻟﺘﻘﻰ ﻛﻮﻓﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻧﻔﺮاد. ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻬﺎ، ﻗﺎﻟﺖ ﻧﺎﺗﺎﻟﻲ ﻟﻮازو اﻟﻮزﻳﺮة اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ اﳌﻜﻠﻔﺔ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻷوروﺑﻴﺔ ﻟﺪى وﺻﻮﻟﻬﺎ ﺻﺒﺎح أﻣﺲ إﻟﻰ اﻻﺟﺘﻤﺎع: »إﻧﻨﺎ ﻣﺼﻤﻤﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ اﺗﻔﺎق واﺗﻔﺎق ﺟﻴﺪ، ﻧﻌﺘﻘﺪ أن اﻷﻣﺮ ﻣﻤﻜﻦ«. وﺗﺎﺑﻌﺖ: »ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻫﻨﺎك ﻣﺘﺴﻊ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ«.

ﺑــــﺪوره، ﻗــﺎل وزﻳـــﺮ اﻟـﺨـﺎرﺟـﻴ­ـﺔ اﻟﺒﻠﺠﻴﻜﻲ دﻳﺪﻳﻴﻪ رﻳﻨﺪرز إﻧﻪ »ﻻ ﻣﺆﺷﺮات إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ« ﻋﻠﻰ اﳌﻘﺘﺮﺣﺎت ﺣﻮل إﻳﺮﻟﻨﺪا. وأﺿﺎف: »أﻋﺘﻘﺪ أن ذﻟﻚ ﺳﻴﺤﺼﻞ ﻓﻲ اﻷﺳﺎﺑﻴﻊ اﳌﻘﺒﻠﺔ«. وأﺣــﺪ اﻟﺨﻴﺎرات ﺳﻴﻜﻮن إﺑﻘﺎء ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻓﻲ اﺗﺤﺎد ﺟﻤﺮﻛﻲ ﻣﻊ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑـــﻲ، ﻟﻜﻦ ذﻟـﻚ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺤﺚ اﻻﺗﺤﺎد ﻟﻬﺬه اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ.

وﻳﺮى اﳌﺤﻠﻠﻮن ﻟﺪى »ﻳﻮراﺳﻴﺎ ﻏﺮوب« أﻧﻪ ﻓﻲ ﻏﻴﺎب ﺗﻘﺪم ﺑﺤﻠﻮل اﻷرﺑﻌﺎء، »ﺳﺘﻀﻄﺮ ﻣﺎي ﻟﻼﻧﺘﻈﺎر ﺣﺘﻰ ﻗﻤﺔ ﻣﻘﺮرة ﻓﻲ ٣١ و٤١ دﻳﺴﻤﺒﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻷول( ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﻓﻘﺔ اﻻﺗـﺤـﺎد ﻋﻠﻰ اﺗــﻔــﺎق«. وﺗﺴﺒﺒﺖ اﻟﺸﻜﻮك ﺣﻮل ﺳﺒﻞ اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ اﺗﻔﺎق ﺳﺮﻳﻊ ﻓﻲ ﺗﺮاﺟﻊ اﻟﺠﻨﻴﻪ اﻹﺳﺘﺮﻟﻴﻨﻲ ﻛﺜﻴﺮا أﻣــﺲ، إﻟـﻰ ‪٠٧٨٢ ١.‬ دوﻻرا ﻟﻠﺠﻨﻴﻪ اﻟﻮاﺣﺪ ﻣﻘﺎﺑﻞ ‪٠٧٩٢ ١،‬ ﻣﺴﺎء اﻟﺠﻤﻌﺔ.

 ??  ?? ﺗﻴﺮﻳﺰا ﻣﺎي ﺗﺘﻮﺟﻪ إﻟﻰ ﻣﻘﺮ إﻗﺎﻣﺘﻬﺎ ﻓﻲ داوﻧﻴﻨﻎ ﺳﺘﺮﻳﺖ أﻣﺲ )روﻳﺘﺮز(
ﺗﻴﺮﻳﺰا ﻣﺎي ﺗﺘﻮﺟﻪ إﻟﻰ ﻣﻘﺮ إﻗﺎﻣﺘﻬﺎ ﻓﻲ داوﻧﻴﻨﻎ ﺳﺘﺮﻳﺖ أﻣﺲ )روﻳﺘﺮز(

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia