ﻣﺘﺤﻒ »ﻧﺠﻴﺐ ﻣﺤﻔﻮظ« ﻟﺘﺨﻄﻲ ﻋﻘﺒﺎت إﺗﻤﺎﻣﻪ... ووﻋﻮد ﺑﺎﻓﺘﺘﺎﺣﻪ اﻟﻌﺎم اﳌﻘﺒﻞ
اﻧﺘﻘﺎدات ﻟﺘﺄﺟﻴﻞ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮة
٢١ ﺳــﻨــﺔ ﻣــــﺮت ﻋــﻠــﻰ ﻗــــﺮار وزﻳـــﺮ اﻟـــﺜـــﻘـــﺎﻓـــﺔ اﻷﺳــــﺒــــﻖ ﻓــــــــﺎروق ﺣــﺴــﻨــﻲ، ﺑﺘﺨﺼﻴﺺ ﺗﻜﻴﺔ ﻣﺤﻤﺪ أﺑﻮ اﻟﺪﻫﺐ، ﻹﻧــــﺸــــﺎء ﻣــﺘــﺤــﻒ ﻟــــﻸدﻳــــﺐ اﳌـــﺼـــﺮي اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻧﺠﻴﺐ ﻣﺤﻔﻮظ، وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣـﻦ ﻛـﻞ ﻫــﺬه اﻟـﺴـﻨـﻮات ﻓــﺈن ﻣﻘﺘﻨﻴﺎت اﻟﺮواﺋﻲ اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﺮاﺣﻞ ﻻ ﺗﺰال ﺣﺒﻴﺴﺔ اﻷدراج، ﺑـﻌـﺪ ﺗـﺄﺟـﻴـﻞ وزارة اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﳌﺼﺮﻳﺔ ﻣﻮﻋﺪ اﻓﺘﺘﺎح اﳌﺘﺤﻒ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣـﺮة ﻓﻲ اﻵوﻧــﺔ اﻷﺧﻴﺮة. وأﻋﻠﻨﺖ إﻳــﻨــﺎس ﻋــﺒــﺪ اﻟـــﺪاﻳـــﻢ وزﻳـــــﺮة اﻟـﺜـﻘـﺎﻓـﺔ اﳌــﺼــﺮﻳــﺔ، أول ﻣـــﻦ أﻣــــﺲ، أن ﻣـﻮﻋـﺪ اﻓــــﺘــــﺘــــﺎح ﻣـــﺘـــﺤـــﻒ ﻧـــﺠـــﻴـــﺐ ﻣــﺤــﻔــﻮظ ﺳﻴﻜﻮن ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺷﻬﺮ ﻣﺎرس )آذار( ﻓﻲ اﻟﻌﺎم اﳌﻘﺒﻞ.
وﻗﺪ اﺧﺘﻴﺮت »ﺗﻜﻴﺔ أﺑﻮ اﻟﺪﻫﺐ« اﻷﺛﺮﻳﺔ ﻟﺘﻜﻮن ﻣﺘﺤﻔﺎ ﻟﻸدﻳﺐ ﻧﺠﻴﺐ ﻣــﺤــﻔــﻮظ، ﻧـــﻈـــﺮا ﻟــﻘــﺮﺑــﻬــﺎ ﻣـــﻦ اﳌــﻨــﺰل اﻟﺬي وﻟﺪ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺣﻲ اﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺑﻘﻠﺐ اﻟـــﻘـــﺎﻫـــﺮة اﻟــﺘــﺎرﻳــﺨــﻴــﺔ، وﻫــــﻮ اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ اﻟــﺬي اﺳـﺘـﻮﺣـﻰ ﻣﻨﻪ ﻣﺤﻔﻮظ أﻣﺎﻛﻦ وﺷﺨﺼﻴﺎت اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ رواﻳﺎﺗﻪ.
وأدى اﻋﺘﺮاض وزارة اﻵﺛﺎر ﻋﻠﻰ ﺑــﻌــﺾ أﻋـــﻤـــﺎل اﻟــﺘــﺠــﻬــﻴــﺰ اﳌــﺘــﺤــﻔــﻲ، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻻ ﺗﺠﻮز ﻓﻲ ﻣﺒﻨﻰ أﺛﺮي ﻟــﺘــﻌــﻄــﻞ اﻟـــﻌـــﻤـــﻞ ﺑــﺎﳌــﺘــﺤــﻒ ﻃـــﻮﻳـــﻼ، ﺑـــﺎﻹﺿـــﺎﻓـــﺔ إﻟـــــﻰ اﻛـــﺘـــﺸـــﺎف ﺻــﻬــﺮﻳــﺞ )ﺧﺰان ﻣﻴﺎه( ﺧﻼل أﻋﻤﺎل اﻟﺤﻔﺮ ﻟﻌﻤﻞ ﻣﺼﻌﺪ ﻓﻲ اﳌﺘﺤﻒ.
وﻗﺎﻟﺖ ﻋﺒﺪ اﻟﺪاﻳﻢ، ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت ﺻـﺤـﺎﻓـﻴـﺔ ﺧـــﻼل ﺟـﻮﻟـﺘـﻬـﺎ اﻟـﺘـﻔـﻘـﺪﻳـﺔ ﻟﻠﻤﺘﺤﻒ أول ﻣـﻦ أﻣــﺲ إن »اﳌﺘﺤﻒ ﺳﻴﻔﺘﺘﺢ ﻓﻲ ﻳﻮم ١٣ ﻣﺎرس اﳌﻘﺒﻞ، ﻓﻲ أﻋﻈﻢ ﻣﻜﺎن ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺮة اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ، ﺑﻌﺪ أن ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺷﺮﻛﺔ )اﳌـﻘـﺎوﻟـﻮن اﻟﻌﺮب( ﻣــﻦ إﻧــﺸــﺎﺋــﻪ«. وأﺿـــﺎﻓـــﺖ: »اﳌــﻨــﺸــﺂت اﻷﺛـﺮﻳـﺔ اﳌــﻮﺟــﻮدة ﻓـﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ راﺋﻌﺔ ﺟﺪﴽ، وﻃﺮازﻫﺎ اﳌﻌﻤﺎري ﻓﺮﻳﺪ، وﻫﻨﺎك ﻣﺠﻬﻮد ﻛﺒﻴﺮ ﻳﺒﺬل ﻟﺘﻄﻮﻳﺮﻫﺎ«.
وأﺿﺎﻓﺖ ﻋﺒﺪ اﻟﺪاﻳﻢ: »ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺧﻄﺔ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ ﺟﻬﺎز اﻟﺘﻨﺴﻴﻖ اﻟﺤﻀﺎري، وﺳﻨﻔﺘﺢ أﻛﺜﺮ ﻣـﻦ ﻣﺪﺧﻞ ﻟﻠﻤﺘﺤﻒ، ﻣـﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ وزارة اﻵﺛﺎر ﻟﻔﺘﺢ ﻣﺪﺧﻞ ﻟﻠﻤﺘﺤﻒ ﻋﻠﻰ ﺷﺎرع اﻷزﻫﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮة«.
ﺑـﺪوره، ﻗﺎل اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻓﺘﺤﻲ ﻋﺒﺪ اﻟـــﻮﻫـــﺎب، رﺋــﻴــﺲ ﺻـــﻨـــﺪوق اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ، ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت ﺻﺤﺎﻓﻴﺔ، إن »اﻟﺼﻨﺪوق ﻳﻌﻤﻞ ﺣﺎﻟﻴﴼ ﻋﻠﻰ وﺿﻊ ﺗﺼﻮر ﻹدارة ﻣﺘﺤﻒ ﻧﺠﻴﺐ ﻣﺤﻔﻮظ ﺑـ )ﺗﻜﻴﺔ أﺑﻮ اﻟﺪﻫﺐ(، ووﺿﻊ اﻷﻧﺸﻄﺔ واﻟـﻌـﺮوض اﻟﻔﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻘﺎم ﻋﻘﺐ اﻓـــﺘـــﺘـــﺎح اﳌــــﺘــــﺤــــﻒ«، وﻟــــﻔــــﺖ إﻟــــــﻰ أن »اﻟـــﺼـــﻨـــﺪوق ﻳـــــﺪرس ﺷــﻜــﻞ اﻟــﻌــﺮض اﳌﺘﺤﻔﻲ، وﺷﻜﻞ اﻟﻘﺎﻋﺎت ﺑﺎﳌﺘﺤﻒ«.
وﻗـــــﺎل اﻟــﻜــﺎﺗــﺐ اﳌـــﺼـــﺮي ﻳــﻮﺳــﻒ اﻟــﻘــﻌــﻴــﺪ ﻟــــ»اﻟـــﺸـــﺮق اﻷوﺳــــــــﻂ«: »ﻣــﻦ دون اﻷﺧــــﺬ ﻓـــﻲ اﻻﻋــﺘــﺒــﺎر ﻟــﺨــﻼﻓــﺎت وزارة اﻟـــﺜـــﻘـــﺎﻓـــﺔ ﻣـــــﻊ وزارة اﻵﺛــــــﺎر ﻟﻠﺸﺆون اﻟﻔﻨﻴﺔ واﻹﻧﺸﺎﺋﻴﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻓــﻲ اﳌــﺘــﺤــﻒ، ﻳـﺠـﺐ اﻓـﺘـﺘـﺎﺣـﻪ ﻓــﻲ ١١ دﻳــﺴــﻤــﺒــﺮ )ﻛــــﺎﻧــــﻮن اﻷول( اﳌــﻘــﺒــﻞ«. وأﺿــــﺎف: »ﻗــــﺮار ﺗﺨﺼﻴﺺ اﳌﺘﺤﻒ ﺻﺪر ﻣﻨﺬ ٢١ ﺳﻨﺔ، وﻫﺬا ﻳﻜﻔﻲ ﻟﻴﻜﻮن ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻣﺘﺤﻒ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺎﻷدﻳﺐ اﻟﺮاﺣﻞ«.
وﺗﺠﻮﻟﺖ »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ« داﺧﻞ ﻣـﺒـﻨـﻰ ﺗـﻜـﻴـﺔ ﻣـﺤـﻤـﺪ ﺑــﻚ أﺑـــﻮ اﻟــﺪﻫــﺐ، ﻟــﺮﺻــﺪ اﻷﻋـــﻤـــﺎل اﻹﻧــﺸــﺎﺋــﻴــﺔ واﳌـﺒـﻨـﻰ اﻷﺛـــــــﺮي ﺻـــﺎﺣـــﺐ اﻟــــﻄــــﺮاز اﳌــﻌــﻤــﺎري اﻟــﻔــﺮﻳــﺪ، ﻓـﻔـﻲ اﻟـﺒـﻬـﻮ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻟﻠﺘﻜﻴﺔ، ﺗﺪاﺧﻠﺖ إﺿـــﺎءة اﻟﺸﻤﺲ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻣﻊ إﺿﺎء ة اﳌﺼﺎﺑﻴﺢ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ، ﻓﻴﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻈﻬﺮ اﻷﻋﻤﺪة اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ اﳌﻨﻤﻘﺔ ذات اﻟــﻠــﻮن اﻷزرق، ﺑـﺸـﻜـﻞ ﻫﻨﺪﺳﻲ راﺋــﻊ، ﺑﻄﻮل ﻃـﻮاﺑـﻖ اﳌﺒﻨﻰ اﻷرﺑـﻌـﺔ. وﻋــﻠــﻰ ﺟــﺎﻧــﺒــﻲ اﻟــﻄــﺮﻳــﻖ اﳌﺴﺘﻄﻴﻠﺔ داﺧﻞ اﻟﺘﻜﻴﺔ، ﻗﺎم ﻋﻤﺎل ﺑﻨﺎء اﻟﺸﺮﻛﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﳌﻨﻔﺬة ﻟﻠﻤﺘﺤﻒ ﺑﺮص ﺷﻜﺎﺋﺮ ﻣﻮاد اﻟﺒﻨﺎء، وﻛﺎن ﻳﺘﻢ اﻟﺼﻌﻮد إﻟﻰ أﻋﻠﻰ ﻋﺒﺮ ﻣﻤﺮ ﺟﺎﻧﺒﻲ.
وﻳــــﺠــــﺮى ﺣـــﺎﻟـــﻴـــﴼ اﻻﻧــــﺘــــﻬــــﺎء ﻣــﻦ ﺗﺮﻣﻴﻢ وﺗﺠﺪﻳﺪ اﻟﺤﻮاﺋﻂ واﻷرﺿﻴﺎت ﺗﻤﻬﻴﺪﴽ ﻹﻗﺎﻣﺔ واﺟﻬﺎت ﻋﺮض ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻤﻘﺘﻨﻴﺎت اﻷدﻳﺐ اﻟﻌﺎﳌﻲ اﻟﺮاﺣﻞ ﻣﺜﻞ أدواﺗـــﻪ اﳌﻜﺘﺒﻴﺔ وﻣـﻼﺑـﺴـﻪ وﻧﻈﺎرﺗﻪ اﻟــﺸــﻬــﻴــﺮة، وﺑــﻌــﺾ اﳌـــﺴـــﻮدات اﻟـﺘـﻲ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﺑﺨﻂ ﻳﺪه«.
وﺳـﺒـﻖ ﻟــﻮزﻳــﺮ اﻟـﺜـﻘـﺎﻓـﺔ اﻟـﺴـﺎﺑـﻖ، ﺣﻠﻤﻲ اﻟﻨﻤﻨﻢ زﻳﺎرة اﳌﺘﺤﻒ، ﻗﺒﻞ ﻧﺤﻮ ﻋــﺎم، ﻣـﻊ وزﻳــﺮ اﻵﺛـــﺎر اﻟـﺪﻛـﺘـﻮر ﺧﺎﻟﺪ اﻟﻌﻨﺎﻧﻲ، ﺑﺼﺤﺒﺔ ﻫﺪى ﻣﺤﻔﻮظ، اﺑﻨﺔ اﻷدﻳﺐ ﻣﺤﻔﻮظ، ﺑﻌﺪﻣﺎ دﻋﺎﻫﺎ وزﻳﺮ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﻬﺬه اﻟﺠﻮﻟﺔ. وﻗﺎﻟﺖ ﺣﻴﻨﻬﺎ: »وﻋــــﺪت ﺻــﻨــﺪوق اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ )اﳌــﺸــﺮف ﻋﻠﻰ اﳌــﺸــﺮوع( ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﻛﻞ ﻣـﺎ ﻟــﺪي وﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑــﻮاﻟــﺪي، ﻛـﻲ ﻳﻜﻮن ﺿﻤﻦ ﻣﻘﺘﻨﻴﺎت اﳌﺘﺤﻒ«.
وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻣﻦ اﳌﻘﺮر اﻓــﺘــﺘــﺎح اﳌــﺘــﺤــﻒ ﻗــﺒــﻞ ﻧــﻬــﺎﻳــﺔ اﻟــﻌــﺎم اﳌــﺎﺿــﻲ، ﻓــﻲ ذﻛـــﺮى ﻣـﻴـﻼد ﻣﺤﻔﻮظ، ﺑـﺠـﺎﻧـﺐ ذﻛــــﺮى ﻣــــﺮور ٠٣ ﻋــﺎﻣــﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺼﻮﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋﺰة ﻧﻮﺑﻞ، ﻓﺈن ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺑﺴﺒﺐ ﺑﻂء ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ. وﺣﻤﻞ ﺑﻌﺾ ﻣﺴﺆوﻟﻲ وزارة اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ، وزارة اﻵﺛﺎر ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺗﺒﺎﻃﺆ ﻋﻤﻠﻴﺎت إﻧـﺸـﺎء اﳌـﺘـﺤـﻒ، ﺑﺴﺒﺐ ﺗـﺄﺧـﺮ إﺧـﻼء اﻟﺘﻜﻴﺔ، ﺧﻼل أﻋﻤﺎل اﻟﺘﺮﻣﻴﻢ.
وﺗــﻌــﺪ ﺗــﻜــﻴــﺔ أﺑــــﻮ اﻟـــﺪﻫـــﺐ اﻟـﺘـﻲ ﻳﺮﺟﻊ ﺗﺎرﻳﺦ إﻧﺸﺎﺋﻬﺎ إﻟﻰ ﻋﺎم ٧٨١١ ﻫﺠﺮي، ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ، ﻣﻦ أﻫــــــﻢ اﳌـــﺠـــﻤـــﻮﻋـــﺎت اﻷﺛــــــﺮﻳــــــﺔ، اﻟــﺘــﻲ ﺗــﺠــﺴــﺪ روﻋـــــﺔ اﻟــﻌــﺼــﺮ اﻹﺳـــﻼﻣـــﻲ، ﺑﻌﺪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟــﻐــﻮري، وﻣــﺎ ﻳﻤﻴﺰ ﻫﺬا اﻷﺛﺮ اﻟﻜﺒﻴﺮ، أﻧﻪ ﻳﺠﻤﻊ ﻣﺎ ﺑﲔ ﺷﻜﻞ اﻟﺠﺎﻣﻊ واﻟﺘﻜﻴﺔ، وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻟﺘﻜﻴﺔ ﻻ ﻳﺘﻮاﺟﺪ ﺑﻬﺎ ﻣﺌﺬﻧﺔ أو ﻣﻨﺒﺮ، ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻳﻮﺟﺪ ﺑﻬﺎ ﻣﺤﺮاب ﻟـﻠـﺘـﻌـﺒـﺪ وﻹﻗـــﺎﻣـــﺔ اﻟـــﺼـــﻼة، وأﻳــﻀــﺎ ﻹﻗﺎﻣﺔ ﺣﻠﻘﺎت اﻟﺬﻛﺮ.
وﻗـــــﺪ ﺷــــﻴــــﺪت ﻟــﺘــﻜــﻮن ﻣــﺪرﺳــﺔ ﺗﺴﺎﻋﺪ اﻷزﻫﺮ ﻓﻲ رﺳﺎﻟﺘﻪ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ، ﻋــﻠــﻰ أﻳــــﺪي ﻣـﺤـﻤـﺪ ﺑــﻚ أﺑـــﻮ اﻟــﺪﻫــﺐ أﺣــــﺪ أﻣـــــﺮاء ﻣــﺼــﺮ، ﺑــﺎﻹﺿــﺎﻓــﺔ إﻟــﻰ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻟﻠﻌﺒﺎدة واﻟﺘﺼﻮف وﻣـــــــﺴـــــــﺎﻋـــــــﺪة ﻋـــــــﺎﺑـــــــﺮي اﻟــــﺴــــﺒــــﻴــــﻞ، وأﺻﺒﺤﺖ ﻣﻦ أﻫﻢ اﻟﻌﻤﺎﺋﺮ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﳌـﻬـﻤـﺔ، ﻛـﻤـﺎ أﻧــﻬــﺎ ﻗـﺎﻣـﺖ ﺑـــﺪور آﺧـﺮ وﻫﻮ ﻋﻼج اﳌﺮﺿﻰ.
ﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ أن ﻣﺤﻔﻮظ، اﳌﻮﻟﻮد ﻓﻲ ﺣﻲ اﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺮة ﻋﺎم ١١٩١، أول رواﺋﻲ ﻋﺮﺑﻲ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋﺰة ﻧﻮﺑﻞ ﻓﻲ اﻷدب. وﺑﺪأ ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻣﻨﺬ أرﺑــﻌــﻴــﻨــﺎت اﻟــﻘــﺮن اﳌــﺎﺿــﻲ، واﺳـﺘـﻤـﺮ ﺣــﺘــﻰ ٤٠٠٢، وﺗـــــﺪور أﺣـــــﺪاث ﺟﻤﻴﻊ رواﻳﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ، وﺗﻈﻬﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻤﺎت ﻣــﺘــﻜــﺮرة، وﻫـــﻲ اﻟــﺤــﺎرة اﻟــﺘــﻲ ﺗـﻌـﺎدل اﻟﻌﺎﻟﻢ. وﻣﻦ أﺷﻬﺮ أﻋﻤﺎﻟﻪ »اﻟﺜﻼﺛﻴﺔ« و»أوﻻد ﺣــﺎرﺗــﻨــﺎ«، و»اﻟــﺤــﺮاﻓــﻴــﺶ«. وﻳﺼﻨﻒ أدب ﻣﺤﻔﻮظ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره أدﺑﴼ واﻗﻌﻴﴼ، وﻫﻮ أﻛﺜﺮ أدﻳﺐ ﻋﺮﺑﻲ ﺣﻮﻟﺖ أﻋﻤﺎﻟﻪ إﻟﻰ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ واﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮن.