ﻗﺮون اﻷﺑﻘﺎر ﺗﺜﻴﺮ اﻟﺠﺪل ﻓﻲ ﺳﻮﻳﺴﺮا
ﺗﺼﻮت ﺳﻮﻳﺴﺮا ﻳﻮم اﻷﺣﺪ اﳌـــﻘـــﺒـــﻞ ٥٢ ﻧـــﻮﻓـــﻤـــﺒـــﺮ )ﺗـــﺸـــﺮﻳـــﻦ اﻟــــﺜــــﺎﻧــــﻲ( ﻟـــﺤـــﺴـــﻢ ﻗـــﻀـــﻴـــﺔ ذات أﻫﻤﻴﺔ ﻗﻮﻣﻴﺔ أﺣـﺪﺛـﺖ اﻧﻘﺴﺎﻣﺎ داﺧــﻞ اﻟـﺒـﻼد وﻫــﻲ: ﻫـﻞ ﻳﺤﺼﻞ اﳌـــﺰارﻋـــﻮن اﻟــﺬﻳــﻦ ﻳــﺪﻋــﻮن ﻗــﺮون اﻷﺑــــﻘــــﺎر واﳌــــﺎﻋــــﺰ ﺗــﻨــﻤــﻮ ﺑـﺸـﻜـﻞ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻋﻠﻰ دﻋﻢ أم ﻻ؟
وأﻃﻠﻖ اﳌﺰارع أرﻣﲔ ﻛﺎﺑﻮل )٦٦ ﻋﺎﻣﺎ( ﻓﻜﺮة إﺟـﺮاء اﺳﺘﻔﺘﺎء ﻋــــﻠــــﻰ اﻟــــﺤــــﻔــــﺎظ ﻋــــﻠــــﻰ »ﻛـــــﺮاﻣـــــﺔ اﳌﺎﺷﻴﺔ«. وﻳﺼﻒ ﻛﺎﺑﻮل ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﺷﺨﺺ ﻣﺘﻤﺮد وﻳـﻘـﻮل إن »اﻻﺳﺘﻤﺎع« إﻟﻰ أﺑﻘﺎره اﻟﺜﻤﺎﻧﻲ ذات اﻟــــﻘــــﺮون أوﺣـــــﻰ ﻟـــﻪ ﺑـﻔـﻜـﺮة إﻃــــــﻼق ﺣــﻤــﻠــﺔ ﻟــﻠــﺤــﺼــﻮل ﻋـﻠـﻰ دﻋﻢ ﻣﺎﻟﻲ ﻟﺘﻮﻓﻴﺮ ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻟﺮﻋﻲ اﻹﺿــﺎﻓــﻴــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗــﺤــﺘــﺎج إﻟـﻴـﻬـﺎ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت ذات اﻟﻘﺮون، آﻣﻼ ﻓﻲ أن ﻳﺴﻬﻢ ذﻟـﻚ ﻓﻲ ﺗﻘﻠﻴﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ إزاﻟﺔ اﻟﻘﺮون.
وﻗـــــــــــﺎل ﻟـــــــــ»روﻳــــــــﺘــــــــﺮز« ﻓــﻲ ﻣﺰرﻋﺘﻪ اﻟﺼﻐﻴﺮة ﺑﺸﻤﺎل ﻏﺮﺑﻲ ﺳــــﻮﻳــــﺴــــﺮا: »ﻳـــﺠـــﺐ أن ﻧــﺤــﺘــﺮم اﻷﺑــــﻘــــﺎر ﻛــﻤــﺎ ﻫــــﻲ. اﺗــــﺮﻛــــﻮا ﻟـﻬـﺎ ﻗـــﺮوﻧـــﻬـــﺎ. ﻋــﻨــﺪﻣــﺎ ﺗــﻨــﻈــﺮ إﻟــﻴــﻬــﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ داﺋـﻤـﺎ ﻣـﺎ ﺗـﺮﻓـﻊ رؤوﺳـﻬـﺎ ﻋـــﺎﻟـــﻴـــﺎ وﺗـــﻔـــﺨـــﺮ. ﻋـــﻨـــﺪﻣـــﺎ ﺗــﺰﻳــﻞ اﻟﻘﺮون ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺤﺰن«.
وﺛـــــــﻼﺛـــــــﺔ أرﺑـــــــــــــﺎع اﻷﺑــــــﻘــــــﺎر اﻟـﺴـﻮﻳـﺴـﺮﻳـﺔ، وﻫــﻲ رﻣــﺰ وﻃﻨﻲ ووﺳـــﻴـــﻠـــﺔ ﻟــﻠــﺠــﺬب اﻟــﺴــﻴــﺎﺣــﻲ، إﻣــﺎ أزﻳــﻠــﺖ ﻗـﺮوﻧـﻬـﺎ أو أﻧـﻬـﺎ ﺑﻼ ﻗﺮون ﻷﺳﺒﺎب ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺠﻴﻨﺎت اﻟﻮراﺛﻴﺔ.
وﻳﺴﻌﻰ ﻛﺎﺑﻮل، اﻟﺬي ﻳﻘﻮل إن اﻟــﻘــﺮون ﺗﺴﺎﻋﺪ اﻷﺑــﻘــﺎر ﻋﻠﻰ اﻻﺗـﺼـﺎل وﺗﻨﻈﻴﻢ درﺟــﺔ ﺣـﺮارة أﺟـﺴـﺎﻣـﻬـﺎ، ﻷن ﺗﺤﺼﻞ اﳌـــﺰارع ﻋﻠﻰ إﻋـﺎﻧـﺔ ﺳﻨﻮﻳﺔ ﻗـﺪرﻫـﺎ ٠٩١ ﻓﺮﻧﻜﺎ ﺳﻮﻳﺴﺮﻳﺎ )٥٦٫١٩١ دوﻻر( ﻋﻦ ﻛﻞ ﺣﻴﻮان ذي ﻗﺮن.
وﻋـــــﻨـــــﺪﻣـــــﺎ ﻓــــﺸــــﻞ اﻟـــﻀـــﻐـــﻂ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، ﺟﻤﻊ اﻟﺮﺟﻞ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٠١ أﻟﻒ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﻹﺟﺮاء ﺗﺼﻮﻳﺖ ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺘﻮى اﻟﻮﻃﻨﻲ.
وأﻇﻬﺮ آﺧﺮ اﺳﺘﻄﻼع ﻟﻠﺮأي أﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ اﻟﺘﻜﻬﻦ ﺑﻨﺘﻴﺠﺔ اﻻﺳـــﺘـــﻔـــﺘـــﺎء. وأﺻــــﺒــــﺢ ﻛـــﺎﺑـــﻮل، وﻫــــﻮ ﺷــﺨــﺺ ﻣــﻤــﻴــﺰ ذو ﻟﺤﻴﺔ رﻣـــﺎدﻳـــﺔ ﻃــﻮﻳــﻠــﺔ وﻗــﺒــﻌــﺔ ﺣــﻤــﺮاء ﻣﺼﻨﻮﻋﺔ ﻳﺪوﻳﺎ، ﻧﺠﻤﺎ إﻋﻼﻣﻴﺎ ﻓﻲ ﺳﻮﻳﺴﺮا ﻧﻈﺮا ﻟﻠﻨﻬﺞ اﻟﺬي ﻳﺘﺒﻌﻪ.
وﻣــــــﻦ اﳌـــــﺮﺟـــــﺢ أن ﺗــﺤــﻈــﻰ ﺣﻤﻠﺘﻪ ﺑــﺪﻋــﻢ ﻣــﻦ أوﻟــﺌــﻚ اﻟـﺬﻳـﻦ ﻳﻌﺎرﺿﻮن ﻋﻤﻠﻴﺎت إزاﻟﺔ اﻟﻘﺮون اﻟـﺘـﻲ ﺗـﺘـﻢ ﺑــﺈﺣــﺮاق ﺑــﺮاﻋــﻢ ﻗــﺮون اﻟــﻌــﺠــﻮل ﺑـﻘـﻄـﻊ ﺣــﺪﻳــﺪ ﺳﺎﺧﻨﺔ وﺣﻤﺮاء ﻣﻦ ﺷﺪة اﻟﺘﻮﻫﺞ. وﻳﻘﻮل اﳌﻨﺘﻘﺪون إن ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻣﺆﳌﺔ وﻏــﻴــﺮ ﻃـﺒـﻴـﻌـﻴـﺔ، ﻟــﻜــﻦ اﳌــﺆﻳــﺪﻳــﻦ ﻳﺸﺒﻬﻮﻧﻬﺎ ﺑﺈﺧﺼﺎء اﻟﻘﻄﻂ أو اﻟـــﻜـــﻼب وﻳــﻘــﻮﻟــﻮن إﻧــﻬــﺎ ﻗﻀﻴﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺴﻼﻣﺔ.
وﻗﺎل اﻟﻄﺒﻴﺐ اﻟﺒﻴﻄﺮي ﺟﺎن ﻣـــــﺎري ﺳـــــﻮر، إن إزاﻟــــــﺔ اﻟــﻘــﺮون ﺑـﺎﻟـﺤـﺪﻳـﺪ اﻟــﺴــﺎﺧــﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻣـــﺆذﻳـــﺔ ﺧــــﻼل ﺳــﺒــﻊ ﺛـــــﻮان ﻟﻜﻦ اﻟــﺒــﻘــﺮة ﻗــﺪ ﺗــﻌــﺎﻧــﻲ ﺑــﻌــﺾ اﻷﻟــﻢ ﺑﻌﺪ أن ﻳﺬﻫﺐ ﻣﻔﻌﻮل اﳌﺴﻜﻨﺎت.
وﺗــــــــــــﻌــــــــــــﺎرض اﻟـــــﺤـــــﻜـــــﻮﻣـــــﺔ ﻫـــﺬه اﳌـــﺒـــﺎدرة اﻟــﺘــﻲ ﺗــﻘــﻮل إﻧـﻬـﺎ ﺳﺘﺴﺘﻨﺰف ٠٣ ﻣﻠﻴﻮن ﻓﺮﻧﻚ ﻣﻦ ﻣﻴﺰاﻧﻴﺘﻬﺎ اﻟﺰراﻋﻴﺔ اﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ﺛﻼﺛﺔ ﻣــﻠــﻴــﺎرات ﻓــﺮﻧــﻚ، وﺗـﻀـﻴـﻒ أﻧﻬﺎ ﺳﺘﺸﻜﻞ ﻋﺒﺌﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﺳﺘﻮر.
وﺗــــﻠــــﻘــــﻰ اﳌــــــــﺒــــــــﺎدرة أﻳـــﻀـــﺎ ﻣــﻌــﺎرﺿــﺔ ﻣــﻦ ﺑــﻌــﺾ اﳌــﺰارﻋــﲔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮن إن اﻷﺑﻘﺎر ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﺮك ﺑﺤﺮﻳﺔ، ﻣﻀﻴﻔﲔ أن اﻻﺣﺘﻔﺎظ ﺑﻘﺮوﻧﻬﺎ ﺳﻴﻀﻴﻖ اﳌﺴﺎﺣﺔ أﻣﺎﻣﻬﺎ.
وﻗـــــــﺎل ﺳــﺘــﻴــﻔــﺎن ﺟــﻴــﻠــﺠــﻦ، اﻟــﺬي ﺗﻨﺘﺞ أﺑــﻘــﺎره وﻋــﺪدﻫــﺎ ٨٤ ﺑﻘﺮة أﻟﻒ ﻟﺘﺮ ﻣﻦ اﻟﺤﻠﻴﺐ ﻳﻮﻣﻴﺎ: »ﻧﻈﺎﻣﻨﺎ اﻟـﺤـﺎﻟـﻲ ﻓـﻲ اﻟﺤﻈﻴﺮة ﻟـﻪ ﻣـﺰاﻳـﺎ، وﺗﺘﺴﺎﺑﻖ اﻷﺑـﻘـﺎر ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ أﻓﻀﻞ. إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻷﺑـــﻘـــﺎر ذات ﻗــــــﺮون، ﻓــــﺈن ﺧﻄﺮ ﺗـــﻌـــﺮض اﻟـــﺤـــﻴـــﻮاﻧـــﺎت واﻟــﺒــﺸــﺮ ﻟﻺﺻﺎﺑﺎت ﺳﻴﻜﻮن أﻛﺒﺮ«.
وأﺿــــﺎف: »ﻟـﺪﻳـﻨـﺎ ﻣﺸﻜﻼت أﺧﺮى ﻓﻲ اﻟﺰراﻋﺔ. ﻳﺠﺐ أن ﻳﺘﺮك اﻷﻣﺮ ﻟﻜﻞ ﻣﺪﻳﺮ ﻣﺰرﻋﺔ أن ﻳﻘﺮر ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﺳﻴﺤﺘﻔﻆ ﺑﺎﻟﻘﺮون أم ﻻ«.