ﺳﺎﻛﻨﺎت اﻟﻘﺼﻮر
ﻓﻲ ﻣﺬﻛﺮاﺗﻬﺎ اﻟﺼﺎدرة ﺣﺪﻳﺜﴼ، ﺗﻜﺘﺐ ﻣﻴﺸﻴﻞ أوﺑﺎﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻔﺘﺢ ﻧﺎﻓﺬة ﻃﻴﻠﺔ إﻗﺎﻣﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺑﻴﺾ ﻟﺜﻤﺎﻧﻲ ﺳﻨﻮات. ﻛﺎن ﻣﻦ ﻏﻴﺮ اﳌﻨﺎﺳﺐ ﻟﻬﺎ، وﻻﺑﻨﺘﻴﻬﺎ، ﻓﺘﺢ اﻟﺸﺒﺎﺑﻴﻚ واﻹﻃﻼﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺎرع. ﻫﻨﺎك داﺋﻤﴼ ﻛﺎﻣﻴﺮات وﻋﺪﺳﺎت ﻣﻘﺮﺑﺔ ﻗﻴﺪ اﻻﻧﺘﻈﺎر. ﺛﻢ اﻧﺘﻬﺖ وﻻﻳﺔ زوﺟﻬﺎ وﻏﺎدرت اﻟﻘﺼﺮ اﻟﺮﺋﺎﺳﻲ ﻟﺘﻘﻴﻢ ﻓـﻲ ﺑﻴﺖ ﻋــﺎدي ﻓـﻲ واﺷـﻨـﻄـﻦ. ﺧـﺮﺟـﺖ إﻟﻰ اﻟــﺤــﺪﻳــﻘــﺔ وﺗـﻤـﺘـﻌـﺖ ﺑـﺘـﻠـﻚ اﻟـﺒـﻬـﺠـﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ اﻟﻨﺎس اﻷﺣﺮار. ﺳﻤﻌﺖ ﻧﺒﺎح ﻛﻼب اﻟﺠﻴﺮان ﺗﺄﺗﻴﻬﺎ ﻣـﻦ ﺑﻌﻴﺪ وﺷـﻌـﺮت ﺑﺎﻟﻐﺒﻄﺔ. ﺗـﻘـﻮل إﻧـﻬـﺎ اﻟﺘﻔﺘﺖ إﻟﻰ ﻛﻠﺒﻴﻬﺎ »ﺑﻮ« و»ﺳﺎﻧﻲ« وﺷﻌﺮت ﺑﺎﻟﺮﺛﺎء ﻟﻬﻤﺎ ﻷﻧﻬﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺴﻤﻌﺎ أﺻﻮات ﻛﻼب أﺧﺮى ﻣﻦ ﻗﺒﻞ.
ﻛﺘﺎب ﻣﻴﺸﻴﻞ أوﺑﺎﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻔﺔ وﻟﺴﺎن. أﻏﺒﻂ ﻫﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻐﺎدرون اﳌﻮاﻗﻊ اﻟﻌﻠﻴﺎ وﻳﺴﺮﻋﻮن إﻟﻰ اﺳﺘﺜﻤﺎر ﻳﻮﻣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﻛﺘﺐ ﺗﺪر اﳌﻼﻳﲔ. ﻏﺎﻟﺒﴼ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻌﻴﻨﻮن ﺑﻤﻦ ﻳﺤﺮر ﻟﻬﻢ اﳌﺬﻛﺮات.
ﺧﺮﺟﺖ ﺑﺮﻧﺎدﻳﺖ ﺷﻴﺮاك ﻣﻦ ﻣﻘﺮ اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﻓﻠﻢ ﺗﻌﺮف أﻳﻦ ﺗﺮﺳﻞ ﺣﻘﺎﺋﺒﻬﺎ. ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﻋﺎﺷﺖ ﻟﺮﺑﻊ ﻗﺮن ﻓﻲ ﺑﻴﻮت اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ. أﻗﺎﻣﺖ ﻓﻲ اﻟﻘﺼﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ اﻟﻔﺨﻢ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺔ ﺣﲔ ﻛﺎن زوﺟﻬﺎ ﻋﻤﺪة ﻟﺒﺎرﻳﺲ. ﺛﻢ اﻧﺘﻘﻠﺖ إﻟـﻰ ﻗﺼﺮ »ﻣﺎﺗﻴﻨﻴﻮن« ﺣﲔ ﻛــﺎن ﺷــﻴــﺮاك رﺋﻴﺴﴼ ﻟــﻠــﻮزراء. وﺣــﲔ ﺻــﺎر رﺋﻴﺴﴼ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻧﺘﻘﻠﺖ إﻟﻰ ﻗﺼﺮ »اﻹﻟﻴﺰﻳﻪ« ﻟﺘﻤﻀﻲ ﻓﻴﻪ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠١ ﺳﻨﻮات. وﺑﻌﺪ وﻻﻳﺘﲔ رﺋﺎﺳﻴﺘﲔ اﻛﺘﺸﻔﺖ أن ﻻ ﺑﻴﺖ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻴﺪﺗﻬﺎ اﻷوﻟﻰ. وارﺗﻀﺖ أن ﺗﺤﻞ وزوﺟﻬﺎ ﺿﻴﻔﲔ ﻋﻠﻰ آل اﻟﺤﺮﻳﺮي ﻓﻲ ﺷﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﻔﺔ اﻟﺴﲔ. ﺻﺎر ﻓــﻲ ﻣــﻘــﺪورﻫــﺎ أن ﺗﻔﺘﺢ اﻟـﺸـﺒـﺎﺑـﻴـﻚ. وذات ﺻﺒﺎح رﺻـﺪﺗـﻬـﺎ اﻟـﻌـﺪﺳـﺔ اﳌـﻘـﺮﺑـﺔ ﻷﺣــﺪ اﳌـﺼـﻮرﻳـﻦ وﻫﻲ ﺗﺴﻘﻲ اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت ﻓﻲ ﺷﺮﻓﺔ اﻟﺸﻘﺔ. ﻋﺎدت ﺑﺮﻧﺎدﻳﺖ، ﻣﺜﻞ ﻣﻴﺸﻴﻞ أوﺑﺎﻣﺎ، إﻟﻰ ﻳﻮﻣﻴﺎت ﻋﻤﻮم اﻟﺒﺸﺮ.
ﻛﺎﻧﺖ داﻧﻴﻴﻞ، زوﺟــﺔ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﻴﺘﺮان، ﻋﺎﻗﻠﺔ ﺗﻜﺮه ﺗﻘﻠﺒﺎت اﻷﻧﻮاء اﻟﺠﻮﻳﺔ. ﻟﺬﻟﻚ ﺑﻘﻴﺖ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻬﺎ اﻟﻘﺪﻳﻢ وﻟﻢ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﻟﻺﻗﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻗﺼﺮ اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ. وﻓﻲ ﺣﻔﻼت اﻻﺳﺘﻘﺒﺎل اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ وﻋﺸﺎء ات اﻟﺪوﻟﺔ ﺗﺬﻫﺐ إﻟـــﻰ ﻫــﻨــﺎك وﺗـﺴـﺒـﻖ اﳌــﺪﻋــﻮﻳــﻦ وﺗــﻘــﻒ ﻣــﻊ زوﺟـﻬـﺎ ﻟﻠﺘﺮﺣﻴﺐ ﺑـﻬـﻢ. وﻣﺜﻠﻬﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﻛــﺎرﻻ ﺳــﺎرﻛــﻮزي. ﻓﻬﻲ ﺗﻤﻠﻚ ﻣـﻨـﺰﻻ ﻻﺋـﻘـﴼ وﻟــﻦ ﻳﺮﺿﻴﻬﺎ اﻟﺴﻜﻦ ﻓﻲ ﺟﻨﺎح ﺳﺒﻘﺘﻬﺎ إﻟﻴﻪ زوﺟﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ. وﻛﺎن اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﺘﺮك »اﻹﻟﻴﺰﻳﻪ« وﻳﺬﻫﺐ ﻟﺘﻤﻀﻴﺔ ﻧﻬﺎﻳﺎت اﻷﺳـﺎﺑـﻴـﻊ ﻓـﻲ ﻣـﻨـﺰل ﻛـــﺎرﻻ. وﻓــﻲ اﻟــﻌــﺮاق ﻳﺴﻤﻮﻧﻪ »ﻗﻌﻴﺪي«. أي ﻳﻘﻌﺪ ﻋﻨﺪ أﻫﻞ زوﺟﺘﻪ.
ﻓﻲ ﻋﺪد ﻣﻦ ﺑﻼدﻧﺎ ﻳﻬﺠﺮ اﳌﻴﺴﻮرون أﺣﻴﺎء ﻫﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻋﺮﻋﻮا ﻓﻴﻬﺎ وﻳﻨﻌﺰﻟﻮن ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻌﺎت ﺳﻜﻨﻴﺔ ﻣﺴﻴﺠﺔ، ﻳﺤﺮﺳﻬﺎ رﺟﺎل أﻣﻦ ﻋﻤﺎﻟﻴﻖ ﻣﻦ أﺻﺤﺎب اﻟـﺴـﻤـﺎﻋـﺎت ﻓــﻲ ﻋـــﺮوة اﻟـﺴـﺘـﺮة. ﻓــﻲ زﻣـﺎﻧـﻨـﺎ ﻛـﺎﻧـﻮا ﻳﺴﻤﻮﻧﻬﺎ »ﺗﻮﻛﻲ ووﻛـﻲ«. ﺟﻬﺎز أﺑﻬﺔ ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﺤﻮل إﻟﻰ ﻟﻌﺒﺔ أﻃﻔﺎل. ﻳﻜﺒﺮ أﺑﻨﺎء »اﻟﻜﻮﻣﺒﺎوﻧﺎت« دون أن ﻳﺴﻤﻌﻮا ﻧﺪاء ات اﻟﺒﺎﻋﺔ اﻟﺠﻮاﻟﲔ وﻻ زﻋﻴﻖ ﺳﻴﺎرات اﻟﺸﺮﻃﺔ أو ﻣﺸﺎﺟﺮات اﻟﺤﺎرات اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ. وﻗﺪ ﻓﺘﺤﻨﺎ أﻋﻴﻨﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﳌﺴﻠﺴﻼت اﳌﺼﺮﻳﺔ، أول ﻣﺎ ﻓﺘﺤﻨﺎﻫﺎ، ﺑﻤﺴﻠﺴﻞ ﻛﺎن اﺳﻤﻪ »ﺑﻨﺖ اﻟﺤﺘﺔ«. ﺛﻢ ﺗﻔﺘﺘﺖ اﻟﺤﺘﺖ وﻏـﺎدرﻫـﺎ أﺑﻨﺎؤﻫﺎ إﻟـﻰ ﻣﺴﺎﻛﻦ ﺟﺪﻳﺪة أو إﻟﻰ ﻋﺸﻮاﺋﻴﺎت. راح ﻣﺆﻟﻔﻮ اﳌﺴﻠﺴﻼت ﻳــﺤــﻨــﻮن إﻟـــﻰ أﻳـــﺎم اﻟـﺤـﻠـﻤـﻴـﺔ وزﻳــﺰﻳــﻨــﻴــﺎ وﻋـﺎﺑـﺪﻳـﻦ وﺷﺒﺮا.
ﻣـﺎ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺴﺖ ﻣﻴﺸﻴﻞ أوﺑــﺎﻣـﺎ ﺑﺤﻲ ﺷﺒﺮا؟ ﺗﻘﻮل ﻓﻲ ﻣﺬﻛﺮاﺗﻬﺎ إﻧﻬﺎ ﻧﺸﺄت ﻓﻲ ﺣﻲ ﺷﻌﺒﻲ ﻓﻘﻴﺮ ﻓــﻲ ﺷﻴﻜﺎﻏﻮ وﺗﺴﻠﺤﺖ ﺑـــﺪأب وﻃــﻤــﻮح ﻋﻈﻴﻤﲔ ﻟـﺘـﺒـﻠـﻎ ﻣــﺎ ﺑـﻠـﻐـﺘـﻪ. أﺣــﺒــﺖ اﻟــﺸــﺎب اﻟــﻮﺳــﻴــﻢ ﺑـــﺎراك وراﻫـﻨـﺖ ﻋﻠﻴﻪ. وﻣﻌﻪ ﺻــﺎرت أول ﺳﻴﺪة أﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺳﻮداء ﻟﻠﺒﻴﺖ اﻷﺑﻴﺾ. ﻟﻌﻞ ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ أﻧﻬﺎ اﺧﺘﺎرت ﳌﺬﻛﺮاﺗﻬﺎ ﻋﻨﻮان »أﺻﺒﺤﺖ«.
ﺣــﺬت ﺟـﻴـﻬـﺎن اﻟــﺴــﺎدات وﻧـــﻮر اﻟـﺤـﺴـﲔ ﺣـﺬو اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺎت وﻧﺸﺮت ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻛﺘﺎﺑﴼ ﻋﻦ ﺗﺠﺮﺑﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺼﻮر اﻟﺤﻜﻢ. وﺧﺮﺟﺖ ﻏﻴﺮﻫﻦ ﻣﻦ اﻟﻘﺼﻮر إﻟﻰ اﳌﻨﺎﻓﻲ. وﻣﺎ زاﻟﺖ ﻓﺮح ﺑﻬﻠﻮي ﺗﺘﻨﻘﻞ ﻓﻲ أرض اﻟﻠﻪ اﻟﻮاﺳﻌﺔ وﺗﺤﻠﻢ ﺑـﺄن ﻳﻌﻮد اﺑﻨﻬﺎ إﻟـﻰ ﻋﺮش اﻟﺸﺎﻫﻨﺸﺎﻫﺎت. اﻟﻌﺮش اﻟﺬي ﺗﺰوﺟﺖ إﻣﺒﺮاﻃﻮرﴽ ﻟﻜﻲ ﺗﻠﺪ ورﻳﺜﴼ ﻟﻪ. اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﺼﺎﺋﺮ وﺣﻈﻮظ.