ﻣﻴﺮو... ﻓﺘﺢ اﻟﻨﻮاﻓﺬ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻟﻢ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﻼ ﻋﻨﻒ
اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺗﺴﺘﻌﻴﺪه ﰲ ﻣﺌﻮﻳﺔ اﳊﺮب اﻟﻜﱪى
ﻷن ﻓـــﻲ اﻟـــﺨـــﻄـــﺐ اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ ﻣـﺎ ﻳﺸﺒﻪ اﻟِﺸﻌﺮ اﻟـــﺮديء، ﻓﻴﻪ ﻣﻦ اﻟـﺠـﻤـﺎل ﺑـﻘـﺪر ﻣــﺎ ﻓـﻴـﻪ ﻣــﻦ اﻟــﻜــِﺬب، وﻷن ﻣـﻌـﻈـﻢ اﻟـــﺬﻳـــﻦ ﺗـــﻮاﻓـــﺪوا إﻟــﻰ اﻟـﻌـﺎﺻـﻤـﺔ اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـﻴـﺔ ﻓــﻲ اﻟـﺴـﺎﻋـﺔ اﻟﺤﺎدﻳﺔ ﻋﺸﺮة ﻣﻦ اﻟﻴﻮم اﻟﺤﺎدي ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺸﻬﺮ اﻟﺤﺎدي ﻋﺸﺮ ﻟﻼﺣﺘﻔﺎل ﺑﻤﺌﻮﻳﺔ اﻟﺤﺮب اﻟﻜﺒﺮى، ﻣﺎ زاﻟﻮا ﻳﻌﺘﺒﺮون أن ﻃﺎﻟﺐ اﻟِﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳـﺴـﺘـﻌـﺪ ﻟـﻠـﺤـﺮب، ذﻫﺒﻨﺎ ﻟـﺰﻳـﺎرة ذﻟــﻚ اﻟﻄﻔﻞ اﻟــﺬي رﺣــﻞ ﻋﻦ ٠٩ ﻋﺎﻣﴼ أﻣﻀﺎﻫﺎ ...» ﺳﺎﻋﻴﴼ إﻟﻰ ﻓﺘﺢ اﻟﻨﻮاﻓﺬ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻟﻢ ﺟﺪﻳﺪ ﺿﺪ ﻛﻞ أﺷﻜﺎل اﻟﻌﻨﻒ واﻟﺤﺮوب« ﻛﻤﺎ ﻛــــﺎن ﻳـــﻘـــﻮل. ذﻫــﺒــﻨــﺎ إﻟــــﻰ »اﻟــﻘــﺼــﺮ اﻟﻜﺒﻴﺮ« اﻟـﺬي ﻳﺴﺘﻀﻴﻒ ﻣﻌﺮﺿﴼ اﺳــــﺘــــﺮﺟــــﺎﻋــــﻴــــﴼ ﺿـــﺨـــﻤـــﴼ ﻟـــﻠـــﺮﺳـــﺎم اﻹﺳﺒﺎﻧﻲ ﺟﻮان ﻣﻴﺮو اﻟﺬي ارﺗﻘﻰ ﺑــﺼــﻔــﺎء أﻋــﻤــﺎﻟــﻪ وﻧــﻘــﺎوﺗــﻬــﺎ ذروة اﳌـﺮاﺣـﻞ اﻷﺧـﻴـﺮة ﻣـﻦ اﻟﺤﺪاﺛﺔ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺒﺪأ ﺑﺘﺪﻣﻴﺮ ﺟﻤﺎﻟﻴﺘﻬﺎ، ﻣﺘﺄﺛﺮﴽ ﺑﻔﻈﺎﺋﻊ اﻟﺤﺮب وأﻫﻮاﻟﻬﺎ، ﻟﻴﻤﻬﺪ اﻟﻄﺮﻳﻖ أﻣﺎم اﳌﺪارس اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻓﻲ اﻟﻨﺼﻒ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ .
ﻳﻌﻮد ﻣﻴﺮو إﻟﻰ » ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻨﻮر « ﻣــﻦ اﻟــﺒــﻮاﺑــﺔ اﻟــﻜــﺒــﺮى، ﻓــﻲ ﻣﻌﺮض أﻧـــﻄـــﻮﻟـــﻮﺟـــﻲ ﻳــﺴــﺘــﻌــﻴــﺪ ﺷــﻮاﻏــﻠــﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﺒﺮ ٠٥١ ﻣـــﻦ ﻟــﻮﺣــﺎﺗــﻪ وأﻋــﻤــﺎﻟــﻪ اﻟـﺮﺋـﻴـﺴـﻴـﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺟــِﻤــﻌــﺖ ﻷول ﻣـــﺮة ﻣـﻨـﺬ ﻋـﺎم ٤٧٩١، وذﻟﻚ ﺑﻔﻀﻞ اﻟﺠﻬﺪ اﻟﻜﺒﻴﺮ واﳌــﺴــﺎﻋــﻲ اﻟـــﺪؤوﺑـــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺑـﺬﻟـﻬـﺎ ﻣﺪﻳﺮ اﳌﻌﺮض ﺟﺎن ﻟﻮي ﺑﺮات اﻟﺬي ﻛﺎن ﺻﺪﻳﻘﴼ ﺣﻤﻴﻤﴼ ﻟﻠﺮﺳﺎم ﺣﺘﻰ وﻓﺎﺗﻪ ﻋﺎم ٣٨٩١.
اﳌـــــﻮﻋـــــﺪ اﻷﺧـــــﻴـــــﺮ ﻟــﻠــﻌــﺎﺻــﻤــﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻣﻊ ﺟﻮان ﻣﻴﺮو ﻛﺎن ﻓﻲ ﻋﺎم ٤٠٠٢ ﻋﻨﺪﻣﺎ اﺳﺘﻀﺎف ﻣﺮﻛﺰ ﺟــــﻮرج ﺑــﻮﻣــﺒــﻴــﺪو ﻣــﻌــﺮﺿــﴼ ﻛـﺒـﻴـﺮﴽ ﻷﻋــﻤــﺎﻟــﻪ اﻷوﻟــــــﻰ ﻛــﻤــﺪﺧــﻞ ﻟــﻘــﺮاء ة إﻧﺘﺎﺟﻪ اﻟﻼﺣﻖ ﻓﻲ اﻟﺮﺳﻢ واﻟﻨﺤﺖ واﻟـﺨـﺰف. أﻣـﺎ ﻫـﺬا اﳌﻌﺮض ﻓﻴﺮﻛﺰ ﻋـﻠـﻰ ﻣـﺮﺣـﻠـﺔ اﻟـﺘـﺤـﻮل اﻟـﻜـﺒـﺮى ﻓﻲ ﻣﺴﺎره اﻟﻔﻨﻲ، ﻋﻨﺪﻣﺎ راح ﻳﻨﻔﺾ ﻋﻨﻪ ﺗﺄﺛﻴﺮات اﳌــﺪارس واﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ اﻟﺘﻲ أﺳﻬﻤﺖ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ، وﺑـﺪأ ﻳﻮﻏﻞ ﻓــﻲ ﻋــﺎﳌــﻪ اﻟــﺪاﺧــﻠــﻲ ﻳﺴﺘﻨﺒﻂ ﻣﻨﻪ أﺳــﻠــﻮﺑــﻪ اﻟـﺘـﻌـﺒـﻴـﺮي اﻟــﻔــﺮﻳــﺪ اﻟــﺬي أﺻﺒﺢ ﻋﻼﻣﺔ ﻣﻤﻴﺰة ﻟﻜﻞ إﻧﺘﺎﺟﻪ.
ﻳﻘﻮل ﺑﺮات: »إن أﺳﻠﻮب ﻣﻴﺮو ﻧــﺴــﻴــﺞ وﺣــــــﺪه ﻓــــﻲ ﺗــــﺎرﻳــــﺦ اﻟــﻔــﻦ، اﺳﺘﻘﻰ ﻣـﻦ ﻣــﺪارس ﻛﺜﻴﺮة وﺧـﺮج ﻋﻨﻬﺎ ﻛﻠﻴﴼ ﻟﻴﻨﻘﻞ إﻟﻴﻨﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺬي ﻛــﺎن ﻳﺤﻠﻢ ﺑــﻪ، وﻳـﺆﻣـﻦ ﺑــﻪ، وﻟﻴﺲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺬي ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻨﺎ .« وﻛﺎن ﻣﻴﺮو ﻳﺮدد أﻣﺎم أﺻﺪﻗﺎﺋﻪ أن اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻔﻨﻲ ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﻪ وﻻ ﺑﺪاﻳﺔ، ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻟﺮﻳﺢ ﺳﺎﺋﺮة دوﻣﴼ ﺑﻼ ﻫﻮادة . وﻛﺎن ﻳﻘﻮل إﻧﻪ ﻳﺸﻌﺮ » ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟـــﻰ أﻛــﺜــﻒ ﻣــﺮاﺗــﺐ اﻟـﺘـﻌـﺒـﻴـﺮ ﺑــﺄﻗــﻞ ﻗــﺪر ﻣﻤﻜﻦ ﻣـﻦ اﻟـﻮﺳـﺎﺋـﻞ«، إﻟــﻰ أن ﻛـﺎن اﳌﻨﻌﻄﻒ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮﺗﻪ اﻟــﺸــﺨــﺼــﻴــﺔ واﻟــﻔــﻨــﻴــﺔ ﻋــﻨــﺪﻣــﺎ ﺑــﺪأ ﻳﺴﺘﺸﻌﺮ ﺧﻄﺮ اﻟﻔﺎﺷﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ ﺛﻼﺛﻴﻨﺎت اﻟــﻘــﺮن اﳌــﺎﺿــﻲ، ﻗﺒﻞ أن ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻓـﻲ اﻟﺤﺮب اﻷﻫـﻠـﻴـﺔ اﻹﺳـﺒـﺎﻧـﻴـﺔ، وراح ﻳﺒﺘﺪع ﻟـﻐـﺔ ﺗﻌﺒﻴﺮﻳﺔ ﺟــﺪﻳــﺪة ﺣــﺎدﺳــﴼ أن ﺛﻤﺔ أﻣﻼ ﻻ ﺑﺪ أن ﻳﺘﻮﻟﺪ ﻣﻦ ﺑﺮاﻛﲔ اﻟﻌﻨﻒ واﻟـﻌـﺒـﺚ، وأن ...» ﺧﻼص اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ ﻓــﻲ اﻟـــﻌـــﻮدة إﻟـــﻰ اﻟـﻄـﻔـﻮﻟـﺔ واﻟﻄﺒﻴﻌﺔ .«
ﻫـــــﺬا اﻟــــﺨــــﻼص ﻳــﺘــﺠــﺴــﺪ ﻓـﻲ واﺣــــــــﺪة ﻣــــﻦ أﻫـــــــﻢ ﻟـــﻮﺣـــﺎﺗـــﻪ اﻟــﺘــﻲ ﺗــــﺘــــﻮﺳــــﻂ اﳌـــــﻌـــــﺮض ﻓـــــﻲ اﻟــﻘــﺼــﺮ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﺑﻌﻨﻮان » ﻻ ﻣﺎﺳﻴﺎ « ، واﻟﺘﻲ وﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺎم ٢٢٩١، وﻫﻲ ﻣﻌﺎرة ﻣﻦ ﻣﺘﺤﻒ »اﻟﻨﺎﺷﻴﻮﻧﺎل ﻏﺎﻟﻴﺮي« ﻓــﻲ واﺷــﻨــﻄــﻦ اﻟــــﺬي اﺷــﺘــﺮاﻫــﺎ ﻣﻦ ورﺛــــﺔ اﻟــﻜــﺎﺗــﺐ اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻲ أرﻧــﺴــﺖ ﻫـﻤـﻴـﻨـﻐـﻮاي . » ﻣــﺎﺳــﻴــﺎ « ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻜﺎﺗﺎﻟﻮﻧﻴﺔ ﻳﻌﻨﻲ اﻟﺒﻴﺖ اﻟــﺮﻳــﻔــﻲ أو »اﻟـــﻌـــﺰﺑـــﺔ«، ﺣــﻴــﺚ ﻛــﺎن ﻣـــﻴـــﺮو ﻳــﻘــﻀــﻲ ﻋــﻄــﻠــﺘــﻪ اﻟـﺼـﻴـﻔـﻴـﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﺻﻐﻴﺮﴽ.
وﻳـــــﻘـــــﻮل ﻣــــﺪﻳــــﺮ اﳌـــــﻌـــــﺮض إن ﻫـــﺬه اﻟــﻠــﻮﺣــﺔ اﳌــﺮﻛــﺰﻳــﺔ ﻓــﻲ إﻧــﺘــﺎج ﻣـــــﻴـــــﺮو، اﻟــــﺘــــﻲ ﺗـــﺘـــﻜـــﺮر ﺑـــﺎﻧـــﺘـــﻈـــﺎم وﺑــــﺄﺷــــﻜــــﺎل ﺷــــﺘــــﻰ ﻓــــﻲ ﻛـــﺜـــﻴـــﺮ ﻣــﻦ أﻋﻤﺎﻟﻪ »ﺗﺴﺘﺤﻀﺮ ﻫﻨﺎء اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ واﻷرض اﻟﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻴﻪ اﻹﻧـﺴـﺎن ﻟﻠﺴﻌﺎدة واﻟﺒﻘﺎء... واﻟـــﺴـــﻤـــﺎء اﻟـــﺘـــﻲ ﺳــﻴــﺤــﺎول ﻣــﻴــﺮو ﺑﻠﻮﻏﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ أوﺗــﻲ ﻣﻦ ﻋﺒﻘﺮﻳﺔ وﻋﺬوﺑﺔ .«
وﻓـــﻲ اﳌـــﻌـــﺮض أﻋـــﻤـــﺎل ﻛـﺜـﻴـﺮة ﻣـﺴـﺘـﻮﺣـﺎة ﻣــﻦ ﻣــﻨــﺰل اﻟـــﺮﺳـــﺎم ﻓﻲ أرﻳﺎف » ﺗﺎراﻏﻮﻧﺎ « ﺣﻴﺚ ﻛﺎن ﻳﺘﺮدد ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ﻣﻨﺬ رﺣﻠﺘﻪ اﻷوﻟـﻰ إﻟﻰ ﺑـــﺎرﻳـــﺲ ﻋــــﺎم ٩١٩١. وﻗــــﺪ ﺣــﺎﻓــﻆ ﻣـــﻴـــﺮو ﻋـــﻠـــﻰ ﺻـــﻠـــﺔ وﺛـــﻴـــﻘـــﺔ، ﺷـﺒـﻪ رﺣﻤﻴﺔ، ﺑﻤﻨﺰل ﻃﻔﻮﻟﺘﻪ وﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺮﺑﻄﻪ ﺑﺎﻷرض اﻟﻜﺎﺗﺎﻟﻮﻧﻴﺔ، ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎن ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺘﻮﺳﻄﻴﴼ وﺿﺪ اﻻﻧــﻌــﺰال داﺧــﻞ اﻟـﻬـﻮﻳـﺎت اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ اﻟﻀﻴﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﺤﺬر داﺋﻤﴼ ﻣﻦ أﺧﻄﺎرﻫﺎ .
وﻳــــﺬﻛــــﺮ ﺑـــــــﺮات ﻓــــﻲ اﻟــــﺪراﺳــــﺔ اﻟـــﺘـــﺤـــﻠـــﻴـــﻠـــﻴـــﺔ اﻟـــــﺘـــــﻲ ﻳــــﻤــــﻬــــﺪ ﺑــﻬــﺎ ﻟــﻠــﻤــﻌــﺮض أن »ﻣــــﻴــــﺮو ﻋـــــﺎش ﻓـﻲ ﺣــﺎﻟــﺔ ﻣــﻦ اﻟــﺘــﺠــﺪد اﻟـــﺪاﺋـــﻢ ﺳﺎﻋﻴﴼ ﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ أﻳﺎﻣﻪ إﻟﻰ اﻣﺘﻼك ﻟﻐﺔ اﻟﺤﺮﻳﺔ.« اﻟﺤﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ أدرك، ﺑـﻌـﺪ ﻣـﺮﺣـﻠـﺔ أوﻟـــﻰ اﺳﺘﻠﻬﻢ أﻋــﻤــﺎﻟــﻪ ﺧــﻼﻟــﻬــﺎ ﻣـــﻦ اﻟـــﺠـــﺪارﻳـــﺎت اﻟﺮوﻣﺎﻧﻴﺔ واﳌﻨﻤﻨﻤﺎت اﻟﻔﺎرﺳﻴﺔ، أن ﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺴﺘﻤﺪة ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟـﺨـﺎرﺟـﻲ، ﺑـﻞ ﻣـﻦ اﻟﻌﻮاﻟﻢ اﻟـﺪاﺧـﻠـﻴـﺔ واﳌــﻮازﻳــﺔ اﳌﺨﻔﻴﺔ وراء اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ اﻟــﺨــﺎرﺟــﻲ، اﻟـﺘـﻲ أﺻﺒﺤﺖ ﻣﺼﺪر إﻟﻬﺎﻣﻪ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺳﻌﻴﻪ إﻟـﻰ ﻣﺎ ﻛـﺎن ﻳﺼﻔﻪ ﺑﺄﻧﻪ »ﺣـﺮﻛـﺔ ﻻ ﺣﺮاك ﻓﻴﻬﺎ وﺻﻤﺖ أﻓﺼﺢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺗﻌﺒﻴﺮ .«
ﻛـــﺎن ﻣــﻴــﺮو ﻣــﺘــﻌــﺪد اﳌـــﻮاﻫـــﺐ، ﺟﻤﻊ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ واﻟﺸﻌﺮ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺮﺳﻢ ﺑﺄﺷﻜﺎﻟﻪ اﳌﺘﻌﺪدة واﻟﻨﺤﺖ، وﻛﺎن ﻳﻌﺘﺒﺮ أن »ﺛﻤﺔ ﻳﻘﻴﻨﴼ واﺣﺪﴽ ﻻ ﻏــﻴــﺮ ﻓـــﻲ اﻟــﺤــﻴــﺎة، ﻫـــﻮ أن اﻟـﻐـﺪ آٍت، وأن اﻷﺷــــﻴــــﺎء، ﻛــﻤــﺎ اﻟــﺤــﻴــﺎة، ﻟﻴﺴﺖ ﺑﻈﻮاﻫﺮﻫﺎ، ﺑﻞ ﺑﻤﺎ ﻻ ﺗﺮاه اﻟــﻌــﲔ اﳌـــﺠـــﺮدة، وﻻ ﻳـﻤـﻠـﻚ ﺳـﺮﻫـﺎ ﺳﻮى اﻷﻃﻔﺎل.« اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﺠﻤﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻴﻮﺑﻪ ﺧﻼل ﻧﺰﻫﺎﺗﻪ ﻋــﻠــﻰ اﻟـــﺸـــﺎﻃـــﺊ أو ﻓــــﻲ اﻷرﻳـــــــﺎف، وﻳﻌﻮد ﺑﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﺤﺘﺮﻓﻪ ﻳﺴﺘﻠﻬﻢ ﻣﻨﻬﺎ وﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﺤﻮﺗﺎﺗﻪ، اﻟــﺘــﻲ ﻛــﺘــﺐ ﻋـﻨـﻬـﺎ ﻓــﻲ رﺳــﺎﻟــﺔ إﻟــﻰ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻣﺎﺗﻴﺲ ﻋـﺎم ٦٣٩١ ﻳﻘﻮل: »أﺷــــــﻌــــــﺮ ﺑــــــﺠــــــﺎذب ﻣــﻐــﻨــﺎﻃــﻴــﺴــﻲ ﻳـــﺸـــﺪﻧـــﻲ إﻟــــﻰ اﻷﺷــــﻴــــﺎء، ﻣـــﻦ ﻏـﻴـﺮ ﺳﺎﺑﻖ ﺗﺼﻤﻴﻢ، ﺛﻢ ﺗﺠﺬﺑﻨﻲ أﺷﻴﺎء أﺧﺮى ﻋﻠﻰ ﺻﻠﺔ ﺑﺎﻷوﻟﻰ، وﺗﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺸﺒﻪ اﻟﺼﺪام اﻟﺸﻌﺮي اﻟـــﺬي ﻳــﻬــﺰ أﻋــﻤــﺎﻗــﻲ وﻣــﻨــﻪ أﺳـﺘـﻤـﺪ اﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ.«
» ﻟـــﻮن أﺣــﻼﻣــﻲ « ﻫــﻮ اﻟـﻌـﻨـﻮان اﻟــــﺬي اﺧـــﺘـــﺎره اﳌــﻨــﻈــﻤــﻮن ﳌـﻌـﺮض ﻣﻴﺮو اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻌﺘﺒﺮ أن »اﻟﻔﻦ ﻓﻲ اﻧﺤﻄﺎط داﺋﻢ ﻣﻨﺬ آﻻف اﻟﺴﻨﲔ«، وأﻣـــﻀـــﻰ ﺣــﻴــﺎﺗــﻪ ﻳـــﺮﺳـــﻢ اﻟــﺴــﻤــﺎء واﻟـــﻘـــﻤـــﺮ واﻟــــﻨــــﺠــــﻮم، وﻳــﺤــﻠــﻢ ﺑــﺄن ﺗــﻜــﻮن أﻋــﻤــﺎﻟــﻪ »ﻗــﺼــﺎﺋــﺪ ﻳﻠﺤﻨﻬﺎ رﺳﺎﻣﻮن .«