Asharq Al-Awsat Saudi Edition

ﻻﻋﺐ ﻛﺮة ﻳﺘﻔﻮق ﻋﻠﻰ »أﻣﺎزون« و»ﺳﺘﺎرﺑﻜﺲ«!

- ﻋﺜﻤﺎن ﻣﻴﺮﻏﻨﻲ

ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗــﺮأت اﻟﺨﺒﺮ، ﻟﻢ أﺻﺪق ﻟﻮﻫﻠﺔ، واﻧﻄﻠﻘﺖ أﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺼﺎدر أﺧـــﺮى، وﻇـﻨـﻲ أﻧـﻨـﻲ ﺳﺄﻛﺘﺸﻒ ﻣﺎ ﻳﺜﺒﺖ أن اﻟﻘﺼﺔ ﻣﻦ اﻷﺧﺒﺎر اﳌﻔﺒﺮﻛﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺞ ﺑﻬﺎ »اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ« ووﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ. ﻛﻴﻒ ﻳﻌﻘﻞ أن ﻻﻋﺐ ﻛﺮة ﻗﺪم ﻓﻲ اﻟﺪوري اﻹﻧﺠﻠﻴﺰي ﻳـــﺪﻓـــﻊ ﺿــــﺮاﺋــ­ــﺐ أﻛـــﺜـــﺮ ﻣــﻤــﺎ ﺗــﺪﻓــﻌــ­ﻪ اﻟــﺸــﺮﻛـ­ـﺘــﺎن اﻟــﻌــﻤــ­ﻼﻗــﺘــﺎن »أﻣـــــﺎزو­ن« و»ﺳﺘﺎرﺑﻜﺲ« ﻓﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ؟!

ﻣﺎ إن وﺿﻌﺖ اﺳﻢ ﻻﻋﺐ وﺳﻂ ﻓﺮﻳﻖ ﺗﺸﻴﻠﺴﻲ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰي، ﻧﻐﻮﻟﻮ ﻛـــﺎﻧـــﺘ­ـــﻲ )٧٢ ﻋــــﺎﻣـــ­ـﴼ(، ﻋـــﻠـــﻰ ﻣــﺤــﺮك اﻟـــﺒـــﺤ­ـــﺚ »ﻏـــــﻮﻏــ­ـــﻞ«، ﺣـــﺘـــﻰ ﺗــﺪﻓــﻘــ­ﺖ اﳌـــﻮﺿـــ­ﻮﻋـــﺎت اﻟــﺘــﻲ ﺗــﺘــﻨــﺎ­ول ﻋـﻘـﺪه اﻟﺠﺪﻳﺪ اﳌﻮﻗﻊ ﻗﺒﻞ أﻳـﺎم ﻣﻊ ﻧﺎدﻳﻪ، واﻟـــﺬي ﻗﻴﻞ إﻧــﻪ ﺳﻴﺪﻓﻊ ﺑﻤﻘﺘﻀﺎه ﺿﺮاﺋﺐ أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﺗﺪﻓﻌﻪ اﻟﺸﺮﻛﺘﺎن اﻷﻣــــﻴــ­ــﺮﻛــــﻴـ­ـــﺘــــﺎن ﻋـــــﻦ ﻧــﺸــﺎﻃــ­ﺎﺗــﻬــﻤــ­ﺎ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة ﻓﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ. ﻛﺎن اﻟﺨﺒﺮ ﻣﻨﺸﻮرﴽ ﻓﻲ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺼﺤﻒ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ واﳌﻮاﻗﻊ، وﻛﺎن ﻟﺘﻨﺎوﻟﻪ ﺑـﻬـﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣـﻐـﺰى. ﻓـــ»أﻣــﺎزون« و»ﺳﺘﺎرﺑﻜﺲ« واﺟﻬﺘﺎ ﻣﻊ »ﻏﻮﻏﻞ« ﻋﺎﺻﻔﺔ ﻣﻦ اﻻﻧﺘﻘﺎدات ﻓﻲ اﻟﺼﺤﻒ وﻓـــــﻲ اﻟـــﺒـــﺮ­ﳌـــﺎن اﻟــﺒــﺮﻳـ­ـﻄــﺎﻧــﻲ ﺧــﻼل اﻟـــﺴـــﻨ­ـــﻮات اﳌـــﺎﺿـــ­ﻴـــﺔ ﺑــﺴــﺒــﺐ ﺣـﺠـﻢ اﻟﻀﺮاﺋﺐ اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻓﻌﻬﺎ ﻋﻦ ﻧﺸﺎﻃﺎﺗﻬﺎ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ. ووﺻﻞ اﻷﻣﺮ إﻟﻰ ﺣﺪ ﺗﻮﺟﻴﻪ أﺳﺌﻠﺔ إﻟﻰ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ أﻣﺎم اﻟﺒﺮﳌﺎن ﻋﻤﺎ ﻋﺪه اﻟﺒﻌﺾ »ﻓﻀﻴﺤﺔ«، ووﺻﻔﻪ آﺧﺮون ﺑﺎﻷزﻣﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ. ﻛﺬﻟﻚ أﺧﻀﻌﺖ ﻟﺠﻨﺔ ﺑﺮﳌﺎﻧﻴﺔ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻣﺪﻳﺮﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﺜﻼث ﻟﻠﻤﺴﺎءﻟﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺿﺠﺔ اﻟﻀﺮاﺋﺐ.

ﺑــــﻌــــ­ﺪ ﺗــــﻤــــ­ﺪﻳــــﺪ ﻋــــﻘــــ­ﺪه ﻟــﺨــﻤــﺲ ﺳـﻨـﻮات أﺧــﺮى ﻣـﻊ ﻓﺮﻳﻖ ﺗﺸﻴﻠﺴﻲ ﺳــﻴــﺤــﺼ­ــﻞ ﻛـــﺎﻧـــﺘ­ـــﻲ، اﻟــﻔــﺮﻧـ­ـﺴــﻲ ﻣـﻦ أﺑــﻮﻳــﻦ ﻣــﻬــﺎﺟــ­ﺮﻳــﻦ ﻣــﻦ ﻣــﺎﻟــﻲ، ﻋﻠﻰ راﺗﺐ أﺳﺒﻮﻋﻲ ﻗﺪره ٠٩٢ أﻟﻒ ﺟﻨﻴﻪ إﺳــﺘــﺮﻟـ­ـﻴــﻨــﻲ، أي ﻣــﺎ ﻳــﺰﻳــﺪ ﻋــﻠــﻰ ٥١ ﻣﻠﻴﻮن ﺟﻨﻴﻪ ﺳﻨﻮﻳﴼ. وﻷن اﻟﻼﻋﺐ رﻓﺾ ﻣﻘﺘﺮﺣﺎت ﺑﺘﺤﻮﻳﻞ راﺗﺒﻪ إﻟﻰ ﺷﺮﻛﺎت ﺧﺎرج اﻟﺤﺪود »أوﻓﺸﻮر«، ﻓــﻲ أﻣــﺎﻛــﻦ ﺗـﻌـﺪ ﻣــــﻼذات ﺿﺮﻳﺒﻴﺔ، وأﺻﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﺪﻳﺪ ﻛﺎﻣﻞ اﻟﺘﺰاﻣﺎﺗﻪ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ، ﻓﺈﻧﻪ ﺳﻴﺪﻓﻊ ﺳـﻨـﻮﻳـﴼ ٦ ﻣــﻼﻳــﲔ وﺳـﺒـﻌـﻤـﺎ­ﺋـﺔ أﻟـﻒ ﺟﻨﻴﻪ ﺳﻨﻮﻳﴼ ﻛﻀﺮاﺋﺐ.

اﻟــﺼــﺤــ­ﻒ اﻟــﺒــﺮﻳـ­ـﻄــﺎﻧــﻴـ­ـﺔ ﻓﺘﺤﺖ ﺑــﺎب اﻟــﺠــﺪل ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗــﺎرﻧــﺖ ﻓـﺎﺗـﻮرة ﺿــﺮاﺋــﺐ ﻻﻋـــﺐ ﺧــﻂ وﺳــﻂ ﺗﺸﻴﻠﺴﻲ وﻣﻨﺘﺨﺐ ﻓﺮﻧﺴﺎ، ﻣـــــــﻊ ﻣـــــــﺎ ﺗــــﺪﻓـــ­ـﻌــــﻪ ﺷـــﺮﻛـــﺘ­ـــﺎ »أﻣــــــﺎز­ون« و»ﺳــﺘــﺎرﺑـ­ـﻜــﺲ« ﻟﺘﻮﺿﻴﺢ اﳌﻔﺎرﻗﺔ وﺗﺴﻠﻴﻂ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ ﻗﻀﻴﺔ ﺗﻔﺎدي ﺷﺮﻛﺎت ﻛﺒﺮى دﻓﻊ »ﺿﺮاﺋﺐ ﻋـﺎدﻟـﺔ«، ﻣﻦ ﺧـﻼل أﺳﺎﻟﻴﺐ ﺗﻘﻠﺺ ﺑﻬﺎ دﺧﻠﻬﺎ اﻟﺼﺎﻓﻲ ﻓـــﻲ ﺑــﺮﻳــﻄــ­ﺎﻧــﻴــﺎ وﺑــﺎﻟــﺘـ­ـﺎﻟــﻲ ﺣﺠﻢ ﻣﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺿـــﺮاﺋـــ­ﺐ. »أﻣــــــــ­ﺎزون« ﻣـﺜـﻼ دﻓﻌﺖ ﻟﻠﺨﺰاﻧﺔ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻣﻠﻴﻮﻧﴼ وﺳﺒﻌﻤﺎﺋﺔ أﻟــﻒ ﺟﻨﻴﻪ ﻋﻦ أرﺑـــﺎﺣــ­ـﻬـــﺎ ﻫــﻨــﺎ اﻟـــﺘـــﻲ ﺑــﻠــﻐــﺖ اﻟــﻌــﺎم اﳌـــــﺎﺿـ­ــــﻲ ٩٧ ﻣـــﻠـــﻴـ­ــﻮن ﺟـــﻨـــﻴـ­ــﻪ. أﻣـــﺎ »ﺳﺘﺎرﺑﻜﺲ« ﻓﻘﺪ ورد ﻓﻲ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ اﳌﻨﺸﻮرة ﻣﻊ ﻗﺼﺔ ﻛﺎﻧﺘﻲ أﻧﻬﺎ دﻓﻌﺖ اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ ٦ ﻣﻼﻳﲔ وﻣﺎﺋﺘﻲ أﻟﻒ ﺟﻨﻴﻪ ﺿﺮاﺋﺐ.

ﻟﻜﻦ ﺻﺤﻴﻔﺔ »اﻟﺪﻳﻠﻲ ﻣﻴﺮور« اﻟــﺒــﺮﻳـ­ـﻄــﺎﻧــﻴـ­ـﺔ ﻧـــﺸـــﺮت ﺧـــﻄـــﺎﺑ­ـــﴼ ﻣـﻦ ﻣــــــــﺎ­رﺗــــــــ­ﻦ ﺑـــــــــ­ــــﺮوك رﺋــــــﻴـ­ـــــﺲ ﺷــــﺮﻛـــ­ـﺔ »ﺳـﺘـﺎرﺑـﻜـ­ﺲ« ﻓـﻲ أوروﺑـــﺎ واﻟـﺸـﺮق اﻷوﺳــــــ­ﻂ وأﻓـــﺮﻳــ­ـﻘـــﻴـــﺎ، ﻳـــﻮﺿـــﺢ ﻓـﻴـﻪ أن اﻟــﺸــﺮﻛـ­ـﺔ اﺗــﺨــﺬت ﻋـــﺪة إﺟــــﺮاءا­ت ﻟﺘﻌﺪﻳﻞ وﺿﻌﻬﺎ اﻟﻀﺮﻳﺒﻲ، آﺧـﺬة ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺒﺎر اﳌﻼﺣﻈﺎت اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﺖ ﺧــــﻼل اﻟـــﺴـــﻨ­ـــﻮات اﻷﺧـــﻴـــ­ﺮة وأوﺟــــﻪ اﻟﻘﺼﻮر ﻓﻲ اﻟﺘﺰاﻣﺎﺗﻬﺎ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﻓــــــﻲ اﻟـــــﺴــ­ـــﺎﺑـــــ­ﻖ، وﺑــــــﺬﻟ­ــــــﻚ ارﺗـــﻔـــ­ﻌـــﺖ ﻣﺴﺎﻫﻤﺘﻬﺎ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ. وأﺷﺎر ﺑﺮوك إﻟـــﻰ أن ﺣــﺴــﺎﺑــ­ﺎت اﻟــﺸــﺮﻛـ­ـﺔ ﺗﻮﺿﺢ ﺑﺠﻼء أﻧﻬﺎ دﻓﻌﺖ ٣١ ﻣﻠﻴﻮﻧﴼ و٠٠٧ أﻟﻒ ﺟﻨﻴﻪ ﻛﻀﺮاﺋﺐ اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ، ﻻﻓﺘﴼ إﻟﻰ أن ﺻﺤﻴﻔﺔ »اﻟﻔﺎﻳﻨﺎﻧﺸﻴ­ﺎل ﺗـــــﺎﻳــ­ـــﻤـــــﺰ« ﺳــــﺒــــ­ﻖ ﻟــــﻬــــ­ﺎ أن ﻧـــﺸـــﺮت ﺗﻮﺿﻴﺤﴼ ﻣﻤﺎﺛﻼ ﺑﺸﺄن اﻟﻀﺮاﺋﺐ اﻟـــﺘـــﻲ ﺗــﺪﻓــﻌــ­ﻬــﺎ »ﺳـــﺘـــﺎر­ﺑـــﻜـــﺲ« ﻓـﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ. وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺨﻄﺎب ﺑﺮوك ﻋــــﺪﻟـــ­ـﺖ ﺑـــﻌـــﺾ اﻟـــﺼـــﺤ­ـــﻒ ﻗـﺼـﺘـﻬـﺎ ﻟـــﺘـــﺠـ­ــﻌـــﻞ اﳌـــــﻘــ­ـــﺎرﻧــــ­ـﺔ ﺑـــــﲔ ﺿــــﺮاﺋــ­ــﺐ ﻛﺎﻧﺘﻲ و»أﻣـــﺎزون« ﻓﻘﻂ، ﻋﻠﻤﴼ ﺑﺄن »ﺳﺘﺎرﺑﻜﺲ« ﻇﻠﺖ ﻟﺴﻨﻮات ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻻ ﺗﺪﻓﻊ أي ﺿﺮاﺋﺐ ﻓﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ أو ﺗﺪﻓﻊ ﺿﺮاﺋﺐ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺟﺪﴽ.

اﻟﺠﺪل اﻟﺬي أﺛﺎرﺗﻪ ﻗﺼﺔ ﻛﺎﻧﺘﻲ أﻋﺎد إﻟﻰ اﻷذﻫـﺎن اﻟﻀﺠﺔ اﻟﻮاﺳﻌﺔ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮات ﺣﻮل اﻟﻀﺮاﺋﺐ اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗﺪﻓﻌﻬﺎ ﺷــﺮﻛــﺎت ﻋـﻤـﻼﻗـﺔ ﻋﻦ ﻧﺸﺎﻃﺎﺗﻬﺎ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﻓﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ، وﻫﻮ اﻟﺠﺪل اﻟﺬي اﻧﺘﻘﻞ ﻣﻦ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋـــــــ­ــــــــــ­ـﻼم إﻟــــــﻰ اﻟﺒﺮﳌﺎن. وﻗﺘﻬﺎ ﺳﻠﻄﺖ اﻷﺿﻮاء ﻋـﻠـﻰ »أﻣــــﺎزون« و»ﻏـــــــــ­ــــــﻮﻏــ­ــــــــــ­ـــﻞ« و»ﺳـﺘـﺎرﺑـﻜـ­ﺲ« وﺳﻂ ﻣﻄﺎﻟﺒﺎت ﺑـــــــــ­ــــــــــ­ــــﺈﺟــــ­ــــــــــ­ـــــــــﺮ­اء ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﻮﺳﻊ ﺣـــــــــ­ﻮل ﻣـــﺴـــﺄﻟ­ـــﺔ اﻟــــــــ­ــﻀـــــــ­ـــﺮاﺋــــ­ــــــﺐ، واﻟــﻀــﻐـ­ـﻂ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ وﻋﻠﻰ اﻟـــﺸـــﺮ­ﻛـــﺎت ﻟـــﻠـــﻮﺻ­ـــﻮل إﻟـــــﻰ ﺻـﻴـﻐـﺔ ﺗﺠﻌﻞ اﳌﺴﺎﻫﻤﺔ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ أﻛﺒﺮ، وذﻟــﻚ ﺑﺈﻏﻼق ﺑﻌﺾ اﻟﺜﻐﺮات اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻠﺸﺮﻛﺎت اﻟﻜﺒﺮى ﺑﺘﻘﻠﻴﺺ ﺿﺮاﺋﺒﻬﺎ.

ﻟﻠﺘﻮﺿﻴﺢ، ﻓﺈﻧﻪ ﻟـﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﻨﺎك اﺗـــــﻬــ­ـــﺎﻣـــــ­ﺎت ﻟـــﻠـــﺸـ­ــﺮﻛـــﺎت ﺑـــﺎﻟـــﺘ­ـــﻼﻋـــﺐ اﻟــﻀــﺮﻳـ­ـﺒــﻲ، ﻓـﻬـﻲ ﺗـﺴـﺘـﺨـﺪم ﺛـﻐـﺮات وأﺳﺎﻟﻴﺐ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﺨﻔﺾ ﻓﺎﺗﻮرﺗﻬﺎ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ إﻟﻰ أﻗﺼﻰ ﺣﺪ ﻣﻤﻜﻦ، ﻟﻜﻦ اﻻﻧﺘﻘﺎدات ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟـــﻀـــﺮ­اﺋـــﺐ اﻟـــﻌـــﺎ­دﻟـــﺔ، واﳌــﺴــﺆو­ﻟــﻴــﺔ اﻻﺟــﺘــﻤـ­ـﺎﻋــﻴــﺔ ﻣـــﻦ ﺧــــﻼل اﳌــﺴــﺎﻫـ­ـﻤــﺔ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ، واﻟﺘﻮزﻳﻊ اﳌﻨﺼﻒ، ﻟﻜﻲ ﻻ ﻧﻘﻮل اﻟﻌﺎدل، ﻟﻠﺜﺮوات.

وﻓـﻲ ﻋﺼﺮ اﻟﻌﻮﳌﺔ ﻓـﺈن اﻟﺠﺪل ﻟﻴﺲ ﻣﻘﺘﺼﺮﴽ ﻋﻠﻰ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ، ﺑﻞ ﻳــــﺪور ﻣـﺜـﻠـﻪ ﻓــﻲ دول أﺧــــﺮى ﺑـﺸـﺄن أرﺑﺎح وﺿﺮاﺋﺐ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﻌﻤﻼﻗﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺎرس أﻧﺸﻄﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻛﺜﻴﺮة ﺣـﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ. ﻓﻬﻨﺎك ﺷـﺮﻛـﺎت ﺗﺘﺠﺎوز ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ اﻟﺴﻮﻗﻴﺔ اﻟــﻨــﺎﺗـ­ــﺞ اﻟــﻘــﻮﻣـ­ــﻲ ﻟــــــﺪول. ﺧــــﺬ ﻋـﻠـﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﳌــﺜــﺎل »آﺑـــﻞ« اﻟـﺘـﻲ أﺻﺒﺤﺖ ﻫـﺬا اﻟﻌﺎم أول ﺷﺮﻛﺔ ﺗﺒﻠﻎ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ اﻟﺴﻮﻗﻴﺔ ﺗﺮﻳﻠﻴﻮن دوﻻر، وﻟﺤﻘﺖ ﺑﻬﺎ ﺑﻌﺪ أﺳﺎﺑﻴﻊ »أﻣﺎزون«، وﻫﻨﺎك ﺷﺮﻛﺎت أﺧﺮى ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻼﻟﺘﺤﺎق ﺑــــﻬــــ­ﺬا اﻟـــــــﻨ­ـــــــﺎدي، وﻓــــﻘـــ­ـﴼ ﻟـــﺘـــﻮﻗ­ـــﻌـــﺎت أﺳـــــﻮاق اﳌــــﺎل اﻟــﻜــﺒــ­ﺮى، ﻣــﺜــﻞ ﺷـﺮﻛـﺔ »ﻣﺎﻳﻜﺮوﺳﻮﻓﺖ«، وﺷﺮﻛﺔ »أﻟﻔﺎﺑﺖ« اﳌــﺎﻟــﻜـ­ـﺔ ﻟـــ »ﻏــﻮﻏــﻞ«. ﻫـــﺬا ﺑـﺎﻟـﻄـﺒـﻊ ﻻ ﻳﺸﻤﻞ اﻟـﻌـﺪد اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣـﻦ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﻌﻤﻼﻗﺔ اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪر ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﺑﻤﺌﺎت اﳌﻠﻴﺎرات ﻣﻦ اﻟﺪوﻻرات.

ﻧﻤﻮ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﻜﺒﺮى ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ ﻣــﺴــﺆوﻟـ­ـﻴــﺎت أﻛــﺒــﺮ ﺗــﺘــﺠــﺎ­وز ﻣـﺠـﺮد اﻟﻌﻤﻞ ﻟﺘﺮاﻛﻢ اﻷرﺑـــﺎح ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻓﻲ وﻗــــﺖ ﻳــﺘــﺼــﺎ­ﻋــﺪ ﻓــﻴــﻪ اﻟـــﺠـــﺪ­ل ﺣــﻮل ﻗــﻀــﺎﻳــ­ﺎ اﻟــﻔــﻘــ­ﺮ، واﻟـــﺘـــ­ﻠـــﻮث اﻟـﺒـﻴـﺌـﻲ وﺗـﻐـﻴـﺮات اﳌــﻨــﺎخ، واﻟـﻀـﻐــﻮ­ط ﻋﻠﻰ ﻣﻴﺰاﻧﻴﺎت اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟــــﺨــ­ــﺪﻣــــﺎت اﻷﺧـــــــ­ﺮى اﻷﺳـــﺎﺳــ­ـﻴـــﺔ. ﻓــﺤــﺘــﻰ أواﺧـــــﺮ اﻟــﺴــﺒــ­ﻌــﻴــﻨــﺎ­ت ﻛـﺎﻧـﺖ اﻟﺸﺮﻛﺎت ﺗﺪﻓﻊ ﺿﺮاﺋﺐ ﻋﺎﻟﻴﺔ، وﻣﻊ ذﻟــﻚ ﺗﻨﻤﻮ وﺗﺤﻘﻖ أرﺑــﺎﺣــﴼ ﻛﺒﻴﺮة، وﺗﻨﺸﻂ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﻪ ﻟﻠﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓــــﻲ دﻋـــــﻢ ﻣـــﺆﺳـــﺴ­ـــﺎت اﻟــﺘــﻌــ­ﻠــﻴــﻢ أو اﻟﺼﺤﺔ، وﻣﺠﺎﻻت اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺨﻴﺮﻳﺔ اﻟﺘﺰاﻣﴼ ﺑﻤﺒﺪأ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﺗﺠﺎه اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺘﻲ ﺗــﻌــﻤــﻞ ﻓــﻴــﻬــﺎ. ﻣــﻨــﺬ اﻟــﺜــﻤــ­ﺎﻧــﻴــﻨــ­ﺎت ﻻ ﺳــﻴــﻤــﺎ ﻓـــﻲ ﻋــﻬــﺪي روﻧـــﺎﻟــ­ـﺪ رﻳــﻐــﺎن ﻓــــﻲ أﻣـــﻴـــﺮ­ﻛـــﺎ، وﻣــــﺎرﻏـ­ـــﺮﻳــــﺖ ﺛــﺎﺗــﺸــ­ﺮ ﻓــﻲ ﺑـﺮﻳـﻄـﺎﻧـ­ﻴـﺎ، ﺑــﺪأ ﺳـﺒـﺎق ﻟﺨﻔﺾ ﺿﺮاﺋﺐ اﻟﺸﺮﻛﺎت واﻷﻏﻨﻴﺎء، وﻣﻌﻪ اﻟﺠﺪل اﳌﺘﺼﺎﻋﺪ ﺣﻮل ﻋﺪاﻟﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻀﺮﻳﺒﻲ وﻗﻀﺎﻳﺎ ﻣﺜﻞ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻷﺧـــﻼﻗــ­ـﻴـــﺔ واﳌــﺠــﺘـ­ـﻤــﻌــﻴــ­ﺔ ﳌــﻮاﺟــﻬـ­ـﺔ اﻟــﻔــﺠــ­ﻮة اﻵﺧـــــﺬة ﻓـــﻲ اﻻﺗـــﺴـــ­ﺎع ﺑﲔ اﻷﻏﻨﻴﺎء واﻟﻔﻘﺮاء.

ﺗﻜﻔﻲ اﻹﺷﺎرة ﻫﻨﺎ إﻟﻰ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ اﻟـــــﺼــ­ـــﺎدم اﻟـــــﺼــ­ـــﺎدر ﻓــــﻲ ﺳــﺒــﺘــﻤ­ــﺒــﺮ )أﻳـﻠـﻮل( اﳌﺎﺿﻲ ﻋﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻷﻣﻢ اﳌــﺘــﺤــ­ﺪة اﻹﻧــﻤــﺎﺋ­ــﻲ ﺑــﺎﻟــﺘــ­ﻌــﺎون ﻣﻊ »ﻣـــــﺒـــ­ــﺎدرة أوﻛــــﺴــ­ــﻔــــﻮرد ﻓــــﻲ اﻟــﻔــﻘــ­ﺮ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ« اﻟــﺬي أورد أن ﻫـﻨـﺎك ﻣـﻠـﻴـﺎرﴽ و٠٠٣ ﻣﻠﻴﻮن إﻧﺴﺎن ﺗـــﺤـــﺖ ﺧــــﻂ اﻟـــﻔـــﻘ­ـــﺮ ﻓــــﻲ ٤٠١ دول. ﺻﺤﻴﺢ أن اﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ اﻟﻌﻈﻤﻰ ﻣﻦ ﻫـــــﺆﻻء ﻳــﻌــﻴــﺸ­ــﻮن ﻓـــﻲ دول ﻓـﻘـﻴـﺮة ﺧﺼﻮﺻﴼ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ وﺟـﻨـﻮب آﺳﻴﺎ، ﻟﻜﻦ اﻟﻔﻘﺮ ﻣﻮﺟﻮد أﻳﻀﴼ ﻓﻲ اﻟﺪول اﻟــﻐــﻨــ­ﻴــﺔ ﺑـــﺄرﻗـــ­ﺎم ﻟــﻴــﺴــﺖ ﻫــﻴــﻨــﺔ )١٤ ﻣﻠﻴﻮن ﺷﺨﺺ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻓﻲ ﻓﻘﺮ ﻓﻲ أﻣﻴﺮﻛﺎ، و٤٢ ﻣﻠﻴﻮﻧﴼ ﻓﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ، وﻓﻘﴼ ﻟﻸرﻗﺎم اﳌﻨﺸﻮرة(. أﺿﻒ إﻟﻰ ذﻟـﻚ أن اﻟﻔﺠﻮة ﺑﲔ اﻟــﺪول اﻟﻔﻘﻴﺮة واﻟــﻐــﻨـ­ـﻴــﺔ ﺗــــــﺰدا­د اﺗـــﺴـــﺎ­ﻋـــﴼ، وﻣـﻌـﻬـﺎ ﺗﺒﺮز ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻟﻬﺠﺮة وﺣﺮﻛﺔ اﻟﺒﺸﺮ، ﻛﻤﺎ ﺗﺘﻌﻘﺪ اﻟـﺼـﻮرة ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ ﻣــﺴــﺘــﻘ­ــﺒــﻞ اﻟــﻌــﻤــ­ﻞ واﻟــﺘــﻮﻇ­ــﻴــﻒ ﻣـﻊ ﺗــﻄــﻮر اﻟـــﺬﻛـــ­ﺎء اﻟــﺼــﻨــ­ﺎﻋــﻲ وﺣــﻠــﻮل اﻟﺮوﺑﻮﺗﺎت اﳌﺘﺰاﻳﺪ ﻣﺤﻞ اﻟﺒﺸﺮ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت واﻷﻋﻤﺎل.

ﻛــﻞ ﻫــﺬه اﻷﻣـــﻮر ﺗـﺸـﻜـﻞ ﺗﺤﺪﻳﴼ أﻣﻨﻴﴼ واﻗﺘﺼﺎدﻳﴼ وأﺧﻼﻗﻴﴼ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ، وﺗﻮﺿﺢ ﺟﺎﻧﺒﴼ ﻣﻦ اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟﺼﻌﺒﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗــﻮاﺟــﻪ اﻟــﺤــﻜــ­ﻮﻣــﺎت... وﻛـﺬﻟـﻚ اﻟــﺸــﺮﻛـ­ـﺎت ﻓــﻲ ﻋــﺎﻟــﻢ ﻳــــﺰداد ﺗﺸﺎﺑﻜﴼ وﺗﻌﻘﻴﺪﴽ.

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia