Asharq Al-Awsat Saudi Edition

اﻟﺼﻴﻨﻴﻮن ﻳﻘﻮدون اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻲ ﺳﺒﺎق ﺑﺮاءات اﻻﺧﺘﺮاع

ﺳﺠﻠﻮا أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻠﻴﻮن ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ

- ﻟﻨﺪن: ﻣﻄﻠﻖ ﻣﻨﲑ

وﻓﻘﴼ ﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟـﻌـﺎﳌـﻴـ­ﺔ ﻟﻠﻤﻠﻜﻴﺔ اﻟــﻔــﻜــ­ﺮﻳــﺔ، ﺗﺴﺘﻤﺮ اﻟﺼﲔ ﻋﻠﻰ رأس ﻗﺎﺋﻤﺔ دول اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﺑــﺮاءات اﻻﺧﺘﺮاع ﻓـــﻲ اﻟــﻨــﺼــ­ﻒ اﻷول ﻣـــﻦ ﻋــــﺎم ٨١٠٢، وأﻛﺪت ﻣﺼﺎدر ﻣﻌﻨﻴﺔ أن ﻫﺬا اﳌﺆﺷﺮ ﻻ ﻳــﻌــﺒــﺮ ﺑــــﺎﻟـــ­ـﻀــــﺮورة ﻋــــﻦ ﻣــﺴــﺘــﻮ­ى اﻟﺤﺪاﺛﺔ ﻓﻲ »ﺑﻼد اﻟﺘﻨﲔ«، ﻟﻜﻨﻪ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻋﻤﻖ اﻟﺘﺤﻮل اﻟﺼﻴﻨﻲ ﻧﺤﻮ اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻻﺧﺘﺮاﻋﺎت.

ﻓﻔﻲ ﻋــﺎم ٧١٠٢، اﺣﺘﻠﺖ اﻟﺼﲔ أﻳﻀﴼ اﳌﺮﺗﺒﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﻫﺬا اﳌﺠﺎل، وﺷــﻜــﻠــ­ﺖ اﳌـــﺤـــﺮ­ك اﻟــﻌــﺎﳌـ­ـﻲ اﻷﺳــــﺎس ﻟﻄﻠﺒﺎت ﺗﺴﺠﻴﻞ ﺑــــﺮاءات اﻻﺧــﺘــﺮا­ع ﺑﻮاﻗﻊ ٨٣٫١ ﻣﻠﻴﻮن ﺗﺴﺠﻴﻞ، ﻣﻘﺎﺑﻞ ٧٠٦ آﻻف ﺗــﺴــﺠــﻴ­ــﻞ ﺑــــــﺮاء­ة اﺧــﺘــﺮاع ﻓـــﻲ اﻟــــﻮﻻﻳـ­ـــﺎت اﳌــﺘــﺤــ­ﺪة اﻷﻣــﻴــﺮﻛ­ــﻴــﺔ، و٨١٣ أﻟــﻔــﴼ ﻓــﻲ اﻟــﻴــﺎﺑـ­ـﺎن، و٥٠٢ آﻻف ﻓﻲ ﻛﻮرﻳﺎ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ، و٧٠١ آﻻف ﻓﻲ دول اﻻﺗــﺤــﺎد اﻷوروﺑــــ­ﻲ، إﻟــﻰ ﺟﺎﻧﺐ ٠٩٤ أﻟﻔﴼ ﻟﺒﻘﻴﺔ دول اﻟﻌﺎﻟﻢ.

ﻳـــــــﺬﻛ­ـــــــﺮ أن اﳌـــــﺨــ­ـــﺘـــــﺮ­ﻋـــــﲔ ﻋــﻠــﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺳﺠﻠﻮا ٧١٫٣ ﻣﻠﻴﻮن ﺑـﺮاءة اﺧﺘﺮاع ﻓﻲ ٧١٠٢ ﺑﻨﺴﺒﺔ ﻧﻤﻮ ٨٫٥٪ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ٦١٠٢، وﻫﺬا اﻟﻨﻤﻮ ﻣﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻨﺬ ٨ ﺳﻨﻮات ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮاﻟﻲ. أﻣــــﺎ ﺗــﺴــﺠــﻴ­ــﻞ اﳌــــﺎرﻛـ­ـــﺎت واﻟــﻌــﻼﻣ­ــﺎت اﻟـﺘـﺠـﺎرﻳ­ـﺔ ﻓﻘﺪ ﺳﺠﻞ ٩٣٫٢١ ﻣﻠﻴﻮن ﻣــﻌــﺎﻣــ­ﻠــﺔ، و٤٢٫١ ﻣــﻠــﻴــﻮ­ن ﻟــﻠــﺮﺳــ­ﻮم واﻟﻨﻤﺎذج اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ.

واﺣﺘﻠﺖ اﻟﺼﲔ اﳌـﺮاﺗـﺐ اﻷوﻟـﻰ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺒﻨﻮد اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﳌﻠﻜﻴﺔ اﻟــﻔــﻜــ­ﺮﻳــﺔ ﻋـــﻤـــﻮﻣ­ـــﴼ. وأﻛــــــﺪ­ت ﻣــﺼــﺎدر ﻣــﺘــﺎﺑــ­ﻌــﺔ أن اﳌــﺨــﺘــ­ﺮﻋــﲔ واﳌــﺒــﺪﻋ­ــﲔ اﻟﺼﻴﻨﻴﲔ ﻛـﺎﻷﺟـﺎﻧـﺐ اﻟـﻌـﺎﻣـﻠـ­ﲔ ﻓﻲ اﻟــﺼــﲔ ﻳـﺒـﺤـﺜـﻮن ﺑــﻘــﻮة ﻋــﻦ وﺳـﺎﺋـﻞ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻣﻠﻜﻴﺎﺗﻬﻢ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ، وﻳﺴﻌﻮن ﺑـــﻘـــﻮة ﻟــﺘــﺴــﻮ­ﻳــﻘــﻬــﺎ وﺗــﺤــﻮﻳـ­ـﻠــﻬــﺎ إﻟــﻰ ﻣـــﺸـــﺎر­ﻳـــﻊ ﻧــﺎﺷــﺌــ­ﺔ أو اﺳــﺘــﺨــ­ﺪاﻣــﻬــﺎ ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﺷﺮﻛﺎت ﻗﺎﺋﻤﺔ. وﻳﺴﺎﻋﺪﻫﻢ ﻓــــﻲ ذﻟـــــﻚ ﻛـــــﻮن اﻟـــﺼـــﲔ ﺛـــﺎﻧـــﻲ أﻛــﺒــﺮ اﻗﺘﺼﺎد ﻋﺎﳌﻲ، وﻓﻴﻬﺎ أﻓﻀﻞ ﻧﻤﻮ ﺑﲔ اﻟﺪول اﳌﺘﻘﺪﻣﺔ وﻳﻤﻜﻦ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺘﺼﻨﻴﻊ ﺑﻜﻠﻔﺔ ﺗﻨﺎﻓﺴﻴﺔ.

وﺗـــﻀـــﻴ­ـــﻒ اﳌــــﺼـــ­ـﺎدر أن اﻟــﻨــﻤــ­ﻮ اﻟـﺼـﻴـﻨـﻲ ﻋـﻠـﻰ ﻫـــﺬا اﻟـﺼـﻌـﻴـﺪ ﺳﺠﻞ ﻓﻲ ٧١٠٢ ﻧﺴﺒﺔ ٢٫٤١٪، ﻣﻘﺎﺑﻞ ٨٫٥٪ ﻟﻠﻤﺘﻮﺳﻂ اﻟﻌﺎﳌﻲ.

ﻳﺬﻛﺮ أن دول اﻟﺼﲔ واﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة واﻟﻴﺎﺑﺎن وﻛﻮرﻳﺎ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ واﻻﺗــــــ­ﺤــــــﺎد اﻷوروﺑــــ­ـــــــﻲ اﺳـــﺘـــﺤ­ـــﻮذت وﺣﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ٥٨٪ ﻣﻦ إﺟﻤﺎﻟﻲ ﺑﺮاء ات اﻻﺧﺘﺮاع ﻋﺎﳌﻴﴼ.

وﺗﺸﻴﺮ اﳌﺼﺎدر إﻟﻰ أن اﻟﺘﺤﺪﻳﺚ أو اﻟﻌﺼﺮﻧﺔ اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ اﻻﺧﺘﺮاﻋﺎت ﺗﺸﻜﻞ اﻟﻌﺼﺐ اﻷﺳﺎس ﻓﻲ اﻟﻨﺸﺎط اﻟـﺘـﺠـﺎري اﻟـﻌـﺎﳌـﻲ، وﻳﻤﺜﻞ ذﻟــﻚ أﺣﺪ ﺗﻔﺴﻴﺮات ﻓﻮاﺋﺾ أو ﻋﺠﺰ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ أو ذاك ﺗﺠﺎرﻳﴼ.

أﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺗﺴﺠﻴﻞ اﻟﺒﺮاء ات ﻓﻲ اﻟﺨﺎرج، ﻓﻘﺪ أﺗﻰ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﻮن ﻓﻲ اﳌﺮﺗﺒﺔ اﻷوﻟــﻰ ﺑﻮاﻗﻊ ١٣٢ أﻟـﻒ ﻃﻠﺐ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﻓﻲ ٧١٠٢، ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻧﺤﻮ ٠٠٢ أﻟﻒ ﻟﻠﻴﺎﺑﺎﻧﻴﲔ، و٣٠١ آﻻف ﻟﻸﳌﺎن، و٧٦ أﻟﻔﴼ ﻟﻠﻜﻮرﻳﲔ، وﻳــﺪل ذﻟـﻚ ﻋﻠﻰ اﻟــﺘــﻨــ­ﺎﻓــﺲ اﳌــﺤــﻤــ­ﻮم ﻋــﻠــﻰ اﳌــﺴــﺘــ­ﻮى اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﺤﻮل دون اﻟﻨﺴﺦ واﻟﺘﻘﻠﻴﺪ، وﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﺗﻮﺳﻊ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﳌﻌﻨﻴﺔ ﻓﻲ دول ﺧﺎرج ﺣﺪود ﺑﻠﺪﻫﺎ اﻷم.

وﻋﻦ اﻟﺼﲔ، أوﺿﺤﺖ اﳌﺼﺎدر أن اﻟﺼﻴﻨﻴﲔ ﻳﺴﺠﻞ ﻟﻬﻢ ﺗﺎرﻳﺨﻴﴼ أﻧــﻬــﻢ اﺧـــﺘـــﺮ­ﻋـــﻮا اﻟــﺒــﻮﺻـ­ـﻠــﺔ وﺑـــــﺎرو­د اﳌﺪاﻓﻊ، ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل ﻻ اﻟﺤﺼﺮ، وﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﺒﻌﺾ اﻟﻴﻮم أﻧﻬﻢ ﻳﻨﺴﺨﻮن اﺧــﺘــﺮاﻋ­ــﺎت ﻏـﻴـﺮﻫـﻢ، وﻫـــﺬا اﳌـﻠـﻒ ﻣﻦ اﳌﻠﻔﺎت اﻟﻨﺰاﻋﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻘﺔ ﺑﲔ اﻟﺼﲔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ واﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة واﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى... ﻻ ﺑﻞ ﻫﻢ ﻣــﺘــﻬــﻤ­ــﻮن أﻳــﻀــﴼ ﺑـﺘـﻘـﻠـﻴـ­ﺪ اﻟـﺒـﻀـﺎﺋـ­ﻊ واﻹﺿﺮار ﺑﺎﳌﺎرﻛﺎت اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ.

ﻟـﻜـﻦ اﻷﻣـــﺮ ﺑــﺪأ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﻣﻨﺬ ﻋﺪة ﺳﻨﻮات ﺑﻌﺪﻣﺎ اﺳﺘﺜﻤﺮوا ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺚ واﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺳﻮاء ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﺷـــﺮﻛـــﺎ­ﺗـــﻬـــﻢ اﻟــــﻌـــ­ـﺎﻣــــﺔ أو اﻟـــﺨـــﺎ­ﺻـــﺔ. واﺳـﺘـﻄـﺎﻋ­ـﻮا ﺑـﺬﻟـﻚ اﻟـﻠـﺤـﺎق ﺑﺎﻟﺮﻛﺐ اﻟــﺘــﻄــ­ﻮﻳــﺮي واﻟــﺘــﺤـ­ـﺪﻳــﺜــﻲ اﻟــــﺬي ﻛــﺎن ﺣﻜﺮﴽ ﻓﻲ ﻣﺪى ﻋﻘﻮد ﻋﻠﻰ دول ﻣﻌﻴﻨﺔ. وﺳﺎﻋﺪﻫﻢ ﻫﺬا اﻟﺘﻄﻮر ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻣﻦ اﻟﺘﺼﻨﻴﻊ ﺑﺄﺳﻌﺎر ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ إﻟﻰ وﻟﻮج اﳌﻨﺎﻓﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ واﳌﻌﻘﺪة. وﺗﻀﻴﻒ اﳌﺼﺎدر أن اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﻘﻄﺎﻋﻬﺎ اﻟﻌﺎم وﺷﺮﻛﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻋﺘﻤﺪت ﻫﺬه اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴ­ﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ، وﻫﻲ ﺗﺸﻜﻞ اﻵن ٠٥٪ ﻣﻦ إﺟﻤﺎﻟﻲ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﺑﺮاء ات اﻻﺧﺘﺮاع ﻓﻲ اﻟﺼﲔ. وﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﺠﻬﺪ اﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ﺑﺪأ ﻳﺒﺬل ﻣﻨﺬ أواﺋﻞ اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎت، وﺑﺪأ ﻳﻌﻄﻲ ﺛﻤﺎرﴽ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺪ، ﻣﺎ دﻓﻊ ﺑﺎﻗﺘﺼﺎدﻳﲔ إﻟﻰ ﺗﻮﻗﻊ ﺗﻘﺪم اﻻﻗـﺘـﺼـﺎد اﻟﺼﻴﻨﻲ ﺑﻮﺗﻴﺮة ﺗﺨﻮﻟﻪ ﺑﻠﻮغ اﳌﺮﺗﺒﺔ اﻷوﻟـﻰ ﻋﺎﳌﻴﴼ ﺑﻌﺪ ﻋﻘﺪ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia