ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺗﻨﺤﻨﻲ ﻟﺤﻘﺒﺔ »ﺑﺮﻳﻜﺴﺖ«
ﺑـﲔ ﻛـﻞ ﻓﺘﺮة وأﺧـــﺮى، ﻳﺒﺪو أن ﻋﺎﻟﻢ اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﻳــﻄــﺮح ﺻــــﻮرة ﻣــﺠــﺎزﻳــﺔ ﺗـﺠـﺴـﺪ ﻋــﻠــﻰ ﻧــﺤــﻮ ﻣﺜﺎﻟﻲ ﻟﺤﻈﺔ وﻃﻨﻴﺔ ﺗﻌﺎﻳﺸﻬﺎ اﻷﻣﺔ. وﻳﺘﺠﺎوز اﻷﻣﺮ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺼﺎدﻓﺔ ﺣﺰﻳﻨﺔ، ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ أﻋﻠﻦ ﻧﺠﻢ اﻟﺘﻨﺲ اﳌﻨﺘﻤﻲ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ اﳌﺘﺤﺪة آﻧﺪي ﻣﻮراي، اﻟﺠﻤﻌﺔ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﺘﻠﺊ ﻋﻴﻨﺎه ﺑﺎﻟﺪﻣﻮع، أن ﺑﻄﻮﻟﺔ أﺳﺘﺮاﻟﻴﺎ اﳌﻔﺘﻮﺣﺔ اﳌﻨﻌﻘﺪة ﻫـﺬا اﻟﺸﻬﺮ ﻗﺪ ﺗﺸﻬﺪ آﺧـﺮ ﻣﺸﺎرﻛﺎﺗﻪ ﻓﻲ »ﻏــﺮاﻧــﺪ ﺳـــﻼم«، ﺑــﺪا ﻟﻮﻫﻠﺔ ﻛـﺄﻧـﻪ ﻳـﻮﺟـﺰ ﻓـﺼـﻼ ﻣﻦ ﻣﻠﺤﻤﺔ »ﺑﺮﻳﻜﺴﺖ«.
ﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ أﻧﻪ ﻓﻲ أﻋﻘﺎب اﻟﺼﺪﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﻨﻴﺖ ﺑﻬﺎ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ إزاء ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء اﻟﺬي ﻋﻘﺪ ﻓﻲ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮان( ٦١٠٢ ﺣﻮل اﻻﻧﻔﺼﺎل ﻋﻦ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ ﺑﻔﺘﺮة ﻗﺼﻴﺮة، ﻓﺎز ﻣﻮراي ﺑﺜﺎﻧﻲ ﻟﻘﺐ ﻟﻪ ﻓﻲ وﻳﻤﺒﻠﺪون، ﻟﻴﻌﺰز ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻜﺎﻧﺘﻪ واﺣﺪﴽ ﻣﻦ أﻋﻈﻢ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﲔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺒﻼد. اﳌﻌﺮوف أن ﻣﻮراي اﺳﻜﻮﺗﻠﻨﺪي، وﺗﺮﺗﺒﻂ اﺳﻜﻮﺗﻠﻨﺪا ﺑﻌﻼﻗﺎت ﻣﻌﻘﺪة ﻣﻊ ﺑﺎﻗﻲ أرﺟﺎء اﳌﻤﻠﻜﺔ اﳌﺘﺤﺪة، ﻟﻜﻦ ﺑﺪءﴽ ﻣﻦ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﻲ ﻓﺎز ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺑﺄول ﺑﻄﻮﻟﺔ وﻳﻤﺒﻠﺪون ﻟﻪ، ﻟﻴﻨﻬﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﺘﺮة اﻧﺘﻈﺎر ﻃﺎﻟﺖ ٧٧ ﻋﺎﻣﴼ ﻟﻈﻬﻮر ﺑﻄﻞ رﺟﻞ، ﺳـﺮﻋـﺎن ﻣـﺎ اﺣﺘﻀﻨﻪ ﺳـﺎﺋـﺮ أﺑـﻨـﺎء اﳌﻤﻠﻜﺔ اﳌﺘﺤﺪة ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره رﻣﺰﴽ وﻃﻨﻴﴼ.
ﺑــﺎﻟــﻨــﺴــﺒــﺔ ﻷﻧــــﺼــــﺎر اﻻﻧــــﻔــــﺼــــﺎل ﻋــــﻦ اﻻﺗـــﺤـــﺎد اﻷوروﺑــﻲ، ﻓﻘﺪ ﺷﻌﺮوا ﺑﺴﻌﺎدة ﻏﺎﻣﺮة إزاء ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺳﻴﻄﺮ اﻟﺤﺰن ﻋﻠﻰ أﻧﺼﺎر اﻟﺒﻘﺎء ﻓﻲ اﻻﺗﺤﺎد، ﺑﻞ وﺳﻘﻂ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﻧﻜﺎر. ﻓﻲ وﻗﺖ ﺳﺎﺑﻖ ﻣﻦ اﻟﺒﻄﻮﻟﺔ، وﺟﻪ ﻣﺮاﺳﻞ ﺳﺆاﻻ ﳌﻮراي ﺣـــﻮل ﺷــﻌــﻮره إزاء ﻛــﻮﻧــﻪ »اﻷﻣــــﻞ اﻷﺧــﻴــﺮ« ﻟـﻠـﺒـﻼد. وأﺟﺎب ﻣﻮراي: »ﻟﻴﺲ ﺳﻴﺌﴼ، أﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؟«.
ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻗﻴﻤﺖ ﺑﻄﻮﻟﺔ وﻳﻤﺒﻠﺪون ﻋﺎم ٧١٠٢، ﺑﺪا ﻣﻮراي ﻣﺘﺄﳌﴼ وﺑﻌﻴﺪﴽ ﻛﻞ اﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﺼﻮرة اﳌﺘﺄﻟﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﺎم واﺣﺪ ﻣﻀﻰ. وﺧﺴﺮ ﻣﻮراي أﻣﺎم اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ اﻟﻔﺎرع اﻟﻄﻮل ﺳﺎم ﻛﻮﻳﺮي ﻓﻲ ﻣﺒﺎراة رﺑـــﻊ ﻧـﻬـﺎﺋـﻲ ﺟـــﺮت ﻓــﻲ ﺧـﻤـﺲ ﻣـﺠـﻤـﻮﻋـﺎت ﺷـﻬـﺪت ﻟﺤﻈﺎت ﻛﺎن ﻣﻦ اﳌﺆﻟﻢ ﻣﺸﺎﻫﺪﺗﻬﺎ.
وأﻋﻘﺐ ذﻟﻚ ﺟﺮاﺣﺔ وﻓﺘﺮة إﻋــﺎدة ﺗﺄﻫﻴﻞ وﻋﺪة ﺑــﺪاﻳــﺎت ﻛــﺎذﺑــﺔ أدت ﻓــﻲ ﻧـﻬـﺎﻳـﺔ اﻷﻣـــﺮ إﻟـــﻰ اﳌـﺆﺗـﻤـﺮ اﻟـﺼـﺤـﺎﻓـﻲ اﻟـﻌـﺎﻃـﻔـﻲ اﻟـــﺬي ﻋـﻘـﺪ ﻳـــﻮم اﻟـﺠـﻤـﻌـﺔ ﻓﻲ ﻣﻠﺒﻮرن. وﺑﺪا واﺿﺤﴼ أن اﻷﻣﻮر ﻟﻢ ﺗِﺴﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ اﳌﺨﻄﻂ ﻟﻬﺎ. وﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟـﺬي ﻗﺎل ﻓﻴﻪ ﻣـﻮراي إﻧﻪ ﻳﺄﻣﻞ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺰال ﺑﻌﺪ وﻳﻤﺒﻠﺪون ﻫﺬا اﻟﻌﺎم، ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺛﻘﺔ ﻣـﻦ أﻧــﻪ ﺳﻴﺘﻤﻜﻦ ﻣـﻦ ﻗﻄﻊ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﺣﺘﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻘﻄﺔ، ﻓﻘﺪ ﻋﺎﻧﻰ ﻣﻦ آﻻم ﻣﺴﺘﻤﺮة وﻗﺪ ﻳﺸﻜﻞ ذﻟﻚ ﻋﺒﺌﴼ ﻣﻔﺮﻃﴼ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ.
ﻣـــﻦ ﺟـــﺎﻧـــﺒـــﻪ، ﻣـــﻦ اﳌـــﻘـــﺮر أن ﻳـــﺼـــﻮت اﻟــﺒــﺮﳌــﺎن اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎق »ﺑﺮﻳﻜﺴﺖ« اﻟﻴﻮم اﻟﺜﻼﺛﺎء، وﻫـــﻮ أﻣـــﺮ ﻻ ﺗـﻨـﻈـﺮ إﻟــﻴــﻪ أي ﻣـــﻦ اﻷﻃــــــﺮاف اﳌـﻌـﻨـﻴـﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻧﺼﺮﴽ، ﺑﻞ وﺛﻤﺔ اﺣﺘﻤﺎل أن ﺗﺮﺣﻞ اﳌﻤﻠﻜﺔ اﳌﺘﺤﺪة ﻋﻦ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ ﺑﻌﺪ أرﺑﻌﺔ ﻋﻘﻮد ﻣﻦ دون اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﺷﺮوط اﻻﻧﻔﺼﺎل. اﻟﻴﻮم، ﻟﻢ ﺗﻌﺪ رﺋﻴﺴﺔ اﻟــﻮزراء ﺗﻴﺮﻳﺰا ﻣﺎي ﺗﺘﺤﺪث ﻋﻦ »اﻟﻨﺠﺎح« و»ﺑــﺮﻳــﻜــﺴــﺖ« ﻓـــﻲ اﻟــﺠــﻤــﻠــﺔ ذاﺗـــﻬـــﺎ، وإﻧـــﻤـــﺎ ﺗــﺤــﺎول ﻓﺤﺴﺐ، ﺗﻤﺎﻣﴼ ﻣﺜﻞ ﻣﻮراي اﳌﺼﺎب، اﻻﺳﺘﻤﺮار داﺧﻞ اﻟﻠﻌﺒﺔ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻮارت أﺣﻼم اﻟﻔﻮز ﺑﺎﻟﺒﻄﻮﻟﺔ.
ﺟــﺪﻳــﺮ ﺑــﺎﻟــﺬﻛــﺮ أﻧــــﻪ أﺛـــﻨـــﺎء ﺑــﻄــﻮﻟــﺔ وﻳــﻤــﺒــﻠــﺪون اﻟـــﺘـــﺎرﻳـــﺨـــﻴـــﺔ ﻋــــــﺎم ٦١٠٢، ﺑــــــﺪا أﺳـــــﻄـــــﻮرة اﻟــﺘــﻨــﺲ اﻟﺴﻮﻳﺴﺮي روﺟﺮ ﻓﻴﺪرر ﻣﺘﺤﻔﻈﴼ ﺣﻴﺎل اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻋﻠﻰ »ﺑﺮﻳﻜﺴﺖ«.
وﻗﺎل ﻣﻮﺟﻬﴼ ﺣﺪﻳﺜﻪ إﻟﻰ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﲔ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﺑﺪا ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺤﻤﻞ ﻧﺒﻮءة ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ: »ﻻ أرﻏـﺐ ﺣﺘﻰ ﻓــﻲ ﻣـﺠـﺮد اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓــﻲ اﳌــﻔــﺎوﺿــﺎت اﻟـﺠـﺎرﻳـﺔ ﺣﻮل ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﻟﻲ. وأﻋﺘﻘﺪ أن اﻷﻣﺮ ﺳﻮف ﻳﺴﺘﻐﺮق ﺳﻨﻮات ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺎوض«، ﻟﻜﻨﻪ ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﺤﺪث ﺑﺎﻟﻨﺒﺮة اﳌﺘﻔﺎﺋﻠﺔ اﳌﻤﻴﺰة ﻟﻠﺮﻳﺎﺿﻴﲔ ﺑﻮﺟﻪ ﻋﺎم، وﻗﺎل: »ﻣﻦ اﻟﻠﻄﻴﻒ أن ﻟﺪﻳﻜﻢ دﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻫﻨﺎ، وأن أﻣﺎﻣﻜﻢ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻠﺘﺼﻮﻳﺖ. ﻫﺬا أﻣﺮ راﺋﻊ«.