Asharq Al-Awsat Saudi Edition

إيران: لدينا خيارات لتفادي العقوبات الأميركية

بالإضافة إلى إغلاق مضيق هرمز

- لندن: »الشرق الأوسط«

قــــالـــ­ـت إيــــــــ­ـــران، أمــــــــ­س، إن لديها خـيـارات كثيرة لتفادي الـــعـــق­ـــوبـــات الأمـــيــ­ـركـــيـــ­ة عـلـى صـــــادرا­تـــــهـــ­ــا الـــنـــف­ـــطـــيــ­ـة، وإن مـــطـــلـ­ــب الـــــــو­لايـــــــ­ات المـــتـــ­حـــدة المتعلق بكبح نفوذ طهران في المـنـطـقـ­ة »لا يـمـكـن تـحـقـيـقـ­ه«. وفــــــي غــــضــــ­ون ذلــــــك تــحــدثــ­ت تـــقـــار­يـــر فـــي وســـائـــ­ل الإعـــــل­ام التركية عـن أن منطقة سـراي بمقاطعة {وان} في تركيا قد تصبح بوابة جمركية جديدة لإيـران. ونقلت وكالة »تسنيم لـــلأنـــ­بـــاء« عــــن أمـــــين المـجـلـس الأعلى للأمن القومي الإيراني، عـلـي شـمـخـانـي، قـولـه »لدينا خـيـارات أخـرى بخلاف إغلاق مــضــيــق هـــرمـــز لـــوقـــف تــدفــق النفط إذا تعرضنا لتهديد«، مضيفاً أن لدى إيـران »خططاً جـــاهـــز­ة لـتـحـيـيـ­د الــعــقــ­وبــات الأميركية غير المشروعة على صــادراتــ­نــا الـنـفـطـي­ـة... لدينا الكثير من السبل لبيع نفطنا«.

وتسعى طهران إلى تعزيز علاقاتها التجارية مع العراق وتـــركـــ­يـــا وروســــــ­يــــــا، كــمــنــا­فــذ لاقــتــصـ­ـادهــا فــي ظــل تـصـاعـد التوتر بينها وبـين والـولايـا­ت المتحدة، بعد أن أعلن الرئيس الأمــيــر­كــي دونـــالــ­ـد تــرمــب في مايو (أيار) الماضي الانسحاب من الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع ٦ دول عالمية في عام ٢٠١٥، ثم أعادت واشنطن فرض الــعــقــ­وبــات عــلــى إيــــــرا­ن لـعـدم اقتناعها بـأن الاتفاقية كافية للحد مـن الأنـشـطـة العسكرية الإيـــران­ـــيـــة. مـــن جـانـبـهـم هــدد مــســؤولـ­ـون إيــرانــي­ــون بعرقلة شحنات النفط من دول الخليج إذا حــــاولــ­ــت واشـــنـــ­طـــن وقـــف صادرات النفط الإيرانية.

وفــــــــ­ـــي مــــــوسـ­ـــــكــــ­ــو، قــــالـــ­ـت متحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زهـاروفـا، أول من أمس، إن بلادها »ستواصل الــتــعــ­اون الــشــامـ­ـل مـــع إيـــــران، بما فـي ذلـك فـي مـجـال الطاقة النووية، رغم كل الضغوط من الــولايــ­ات المـتـحـدة«. وأضـافـت أن الـجـهـود الأميركية الرامية إلــى »تـخـويـف« روسـيـا بشأن التجارة مع إيران، غير مقبولة. وكـــثـــي­ـــراً مــــا تــســانــ­د مـوسـكـو مواقف طهران في نزاعاتها مع الولايات المتحدة. كما تعهدت تـركـيـا أيــضــاً بـأنـهـا لــن تـلـتـزم بــفــرض الــعــقــ­وبــات الأمـيـركـ­يـة الجديدة على إيران.

وتـعـتـبـر طـهـران أن العمل مع العراق وتركيا وروسيا هو مفتاح مساعدتها في التغلب عــلــى الـــعـــق­ـــوبـــات الأمــيــر­كــيــة، وإبــــقــ­ــاء اقـــتـــص­ـــادهـــا المـتـعـثـ­ر عـلـى قـدمـيـه. وكــجــزء مــن هـذا المفهوم تسعى إيران إلى إقناع شركائها فـي موسكو وأنـقـرة بذلك تصوير، كما تسعى إلى إظـــهـــا­ر نـفـسـهـا مــســاهــ­مــاً فـي الاستقرار الإقليمي.

ويـــمـــر يــومــيــ­اً ثــلــث حـجـم الـنـفـط الــعــالم­ــي المــنــقـ­ـول بـحـراً عبر مضيق هرمز الـذي يربط منتجي النفط الخام في الشرق الأوســـــ­ــط بــــأســـ­ـواق كـــبـــرى فـي منطقة آسيا والمحيط الهادي وأوروبــــ­ـــا وأمــيــرك­ــا الـشـمـالـ­يـة وغيرها.

وتأتي خطوة إعادة فرض العقوبات الأميركية فـي إطـار جهود أوسـع نطاقاً من جانب إدارة ترمب لإجبار إيـران على الــحــد مـــن بــرامــجـ­ـهــا الــنــووي­ــة والصاروخية، ودعمها لقوات موالية لها في اليمن وسوريا ولــبــنــ­ان ومــنــاطـ­ـق أخـــــرى مـن الــشــرق الأوســــط. كـمـا تضغط واشنطن على الحكومات لوقف وارداتـــه­ـــا مــن الـنـفـط الإيــرانـ­ـي بالكامل، لكنها منحت ٨ دول إعـــفـــا­ءات مــن الــعــقــ­وبــات على واردات النفط التي فرضت في نوفمبر (تشرين الثاني).

وقــــــــ­ـــــــــا­ل شــــــمــ­ــــخـــــ­ـانــــــي إن »إيـــــــر­ان قــــــادر­ة عــلــى مـواجـهـة أي تــهــديــ­د عـــســـكـ­ــري... يـــدرك تـرمـب وإســرائــ­يــل جـيـداً الـقـوة العسكرية لإيران، فهم يعلمون أنهم لا يستطيعون الدخول في حـرب مع إيــران. لذلك يلجأون إلى تهديدنا علناً.«

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia