Asharq Al-Awsat Saudi Edition

وعود أممية للشرعية بالتحقق من انسحاب الحوثيين من الحديدة

اليماني لـ : لا توافق في ملف الأسرى والميليشيا­ت تسير على خطى إيران

- جدة: سعيد الأبيض

تــلــقــت الـــحـــك­ـــومـــة الــيـمــن­ــيــة وعودا من الأمم المتحدة بالتحقق مـن إجــــراءا­ت المـرحـلـة الأولـــى في اتفاق الحديدة والذي ينص على الانــســح­ــاب الـكـامـل مــن مـيـنـاءي »الـصـلـيـف، ورأس عـيـسـى«، قبل الانــتــق­ــال لـلـمـرحـل­ـة الــثــانـ­ـيــة مـن الـخـطـة الـجـديـدة، لـلـتـأكـد مـن أن الميليشيات الانقلابية نفذت كافة البنود.

وقــــال خــالــد الــيــمــ­انــي وزيــر خارجية اليمن لـ »الشرق الأوسط« بأن حكومة بلاده تلقت وعدا من المبعوث الخاص مارتن غريفيث، والــجــنـ­ـرال مـايـكـل لـولـيـسـغ­ـارد، رئــيــس لـجـنـة الـتـنـسـي­ـق وإعــــادة الانـــتــ­ـشـــار، أنــــه لـــن يــكــون هـنـاك انـتـقـال لـتـنـفـيـ­ذ المـرحـلـة الـثـانـيـ­ة مـــن الــخــطــ­ة والـــتـــ­ي تــنــص عـلـى الانــســح­ــاب مــن الــحــديـ­ـدة وفـتـح الممر الآمن للمساعدات الإنسانية إلا بــعــد الــتــحــ­قــق مــــن أن كــافــة بـنـود المـرحـلـة قـد جـرى تنفيذها وتطبيقها مــن قـبـل الميليشيات الانقلابية، وعلى ألا يكون هناك تلاعب وادعاءات بتسليم الموانئ ويتضح فيما بعد وجود وانتشار عناصرهم في تلك المواقع.

وأشـــار الــوزيــر الـيـمـانـ­ي إلـى أن هـــذه الـــوعـــ­ود جــــاءت بـعـد أن تحفظت الحكومة على بعض ما ورد في الخطة الجديدة، إذ ترى أنه لا بد أن يوجد بعد انسحاب الميليشيات العاملون في الوظيفة الــعــامـ­ـة ضــمــن قـــوائـــ­م ٢٠١٤ فـي القطاعات الرئيسية والتي تشمل خفر السواحل، وسلطة الموانئ، وحــــرس المــنــشـ­ـآت، وأن لا يـكـون هــنــاك تــلاعــب وتـمـثـيـل­ـيـة مـكـررة لــلانــقـ­ـلابــيــي­ن لمــــا وقـــــع فــــي وقــت سابق وادعائهم تسليم الحديدة.

وتطرق اليماني إلى الوضع الــــحـــ­ـالــــي فـــــي الـــــحــ­ـــديـــــ­دة قــائــلا »الـجـنـرال لوليسغارد تمكن من وضـع خطة بسيطة جـدا مكونة من مرحلتين، يرتكز الجزء الأول من الخطة أن تنسحب الميليشيات مــن مــيــنــا­ءي »الــصــلــ­يــف، ورأس عــــيــــ­ســــى« والـــــخـ­ــــطـــــ­وة الـــثـــا­نـــيـــة الانـــســ­ـحـــاب الـــكـــا­مـــل مــــن مـيـنـاء الــحــديـ­ـدة وفـتـح المـمـر الإنـسـانـ­ي وهـذا ما جرت مناقشته ووافقت عليه الحكومة اليمنية، على أن يجري التحقق من الإجراءات قبل الانتقال إلى الجزء الثاني«.

ولــــم يـــخـــفِ وزيــــــر خــارجــيـ­ـة الـيـمـن، شـكـوكـه فـي تنفيذ بنود اتـــفـــا­ق الـــحـــد­يـــدة، واصـــفـــ­ا هــذه المرحلة بالاختبار الكبير ودوران الـــعـــج­ـــلـــة، مـــوضـــح­ـــا أن هــنــاك قــــراءتـ­ـــين حــــول مـــا يــجــري الآن، إحــداهــم­ــا أن تــكــون المـيـلـيـ­شـيـات اسـتـخـدمـ­ت قضية المـوافـقـ­ة على الانــســح­ــاب قـبـل جـلـسـة مجلس الأمــــن الأســـبــ­ـوع المـــاضــ­ـي، وأراد قادتها من ذلك أن يقدموا صورة عـلـى أنـهـم مـتـعـاونـ­ون، فــي حين أنهم قـد ينقلبون على مـا أبـدوه ويــضــعــ­ون الـعـراقـي­ــل أمــــام فـكـرة الانسحاب، لذا فهوا اختبار كبير لتحقيق السلام.

وأضـــــــ­ـــاف »تـــتـــجـ­ــه الـــــقــ­ـــراءة الثانية إلى وجود ضغوط دولية كافية مـورسـت على الميليشيات لــــيــــ­بــــدوا تــــجــــ­اوبــــا مـــــع الـــطـــر­ف الدولي .«

واستغرب الوزير، اليمني من أن مـارتـن غريفيث فـي إفـادتـه لم يشر إلى أن الميليشيات الحوثية هي من أعاقت العملية السلمية، رغـــــم أن كــــل الـــبـــي­ـــانـــات أشـــــارت إلـــى أن مــن يـعـيـق الــوصــول إلـى مطاحن البحر الأحمر، ومن أحرق جــــزءا مــن مــخــزون الــحــبــ­وب هم الحوثيون، وهذا أصبح واضحا للمجتمع الدولي.

ورجـــــــ­ح الـــيـــم­ـــانـــي أن الأمــــم المتحدة تتحدث بشكل عام حول تـعـاون الأطــــرا­ف عـلـى فـتـح ممر، والمقصود هنا الطريق من الميناء إلـى مطاحن البحر الأحمر وهذا مسيطر عليه من قبل الميليشيات الــحــوثـ­ـيــة ووضــــعــ­ــوا فــيــه آلاف الألــغــا­م ونــشــروا الــخــنــ­ادق على هــــذا الــطــريـ­ـق، والمــطــل­ــوب مـنـهـم الآن أن يرفعوا وجودهم من هذا الــطــريـ­ـق ويــتــركـ­ـوا فــــرق الألــغــا­م لتقوم بعملها من أجل أن يصلوا إلى المطاحن ومنها إلى ممر آمن عبر المناطق التي يسيطر عليها الـجـيـش الـوطـنـي إلــى أن يصلوا إلى خارج الحديدة.

واعتبر وزير خارجية اليمن أن إفــــــــ­ـادة وكـــيــــ­ل الأمــــــ­ـين الـــعـــا­م للشؤون الإنسانية لن تؤدي إلى شـــيء إيــجــابـ­ـي لمـصـلـحـة الـسـلام في اليمن، »لأنه تحدث وكأنه في عالم افتراضي، لا نعرف فيه من يتسبب فـي الـكـارثـة الإنـسـانـ­يـة، ومـن يسرق المـواد الإغاثية، ومن يــضــع الــعــراق­ــيــل أمـــــام الـعـامـلـ­ين فـي المـجـال الإنـسـانـ­ي، ولا نعرف مـن الــذي يمنع مـنـح الـتـأشـيـ­رات لـــدخـــو­لـــهـــم إلــــــى صـــنـــعـ­ــاء، وقـــد منحتهم الحكومة اليمنية هذه التصاريح لدخول البلاد، مرجعا هذه السياسة من المسؤول الأممي إلـــــى عـــــدة عــــوامــ­ــل لــعــل أبـــرزهــ­ـا محاولة إبقاء الخطوط مفتوحة مع الحوثيين.

وعــــــــ­ــــــــــ­ن مـــــــــ­لـــــــــ­ف الأســــــ­ــــــــــ­ــرى والمـعـتـق­ـلـين، قـــال الـيـمـانـ­ي بـأنـه لـم نصل حتى الآن إلـى توافقات فــــي هـــــذا المــــلــ­ــف، فـالمـيـلـ­يـشـيـات تسير على خطى إيـران وقيامها بتكتيكات مختلفة تجزئة المجزأ، فــقــد جــــرى الاتـــفــ­ـاق عــلــى إطـــلاق ســـراح الـجـمـيـع مـقـابـل الـجـمـيـع، وأن لا يـبـقـى أحــد فـي الـسـجـون، واليوم يتلاعبون ويتحدثون في كل مرة عن أعداد مختلفة في كل جـلـسـة، كـي يـسـتـخـدم­ـوا الأعـــداد المتبقية كــــأدوات للمقايضة في هذه الحرب، رغم تشديد الرئيس عبد ربـه منصور هــادي على أن ملف الأسرى موضوع إنساني ولا مجال للمساومة السياسية فيه، ونـحـن على اسـتـعـداد للعمل مع الأمــم المـتـحـدة والصليب الأحمر لإطلاق الجميع.

 ??  ?? وزير الخارجية اليمني خالد اليماني (إ.ب.أ)
وزير الخارجية اليمني خالد اليماني (إ.ب.أ)

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia