مسؤول فلسطيني يهدد »حماس« بقرارات تطال »مستقبل وجودها«
مع إطلاق الحركة مظاهرات تدعو إلى رحيل عباس
هـــاجـــم عــضــو الــلــجــنــة المــركــزيــة لــحــركــة فــتــح، حــســين الــشــيــخ، حـركـة حماس بشكل غير مسبوق، وهددها بـــاتـــخـــاذ »قــــــــــرارات وإجـــــــــــراءات حــول مستقبل وجـود الحركة على الساحة الفلسطينية«.
وغـرد الشيخ وهـو وزيـر الشؤون المدنية ومقرب من الرئيس الفلسطيني محمود عـبـاس، فـي »تـويـتـر«: »حركة حماس تستمر في تجاوز كل الخطوط الحمراء وتذهب بعيداً في تساوقها مع المتآمرين، وهذا سوف يدفعنا لاتخاذ قرارات وإجراءات حول مستقبل وجود حماس على الساحة الفلسطينية«.
وأضــــاف: »سـنـحـدد مـوقـفـاً تبنى عليه استراتيجية جديدة في التعامل معها ومع وجودها«.
وجــاءت تغريدة الشيخ قبل يوم مـــن إطــــــلاق الـــحـــركـــة حــمــلــة تـتـضـمـن مظاهرات تدعو لرحيل الرئيس محمود عباس. وتـرى »فتح« أن الهجوم الذي صعدته »حماس« بالتوازي مع هجوم إسـرائـيـلـي وأمـيـركـي آخــر ضـد عباس ليس بريئاً. وقــال الشيخ فـي تغريدة سابقة إنه »في الوقت الذي تشتد فيه الهجمة الإسرائيلية - الأميركية ضد القيادة الفلسطينية، حماس تدعو إلى مسيرات في غزة ضد الرئيس محمود عباس«. وتساءل: »هل هذا صدفة؟! أم انزلاق وتساوق مع المؤامرة؟«.
ولـــــم يـــشِـــر الــشــيــخ إلـــــى طـبـيـعـة الــــــقــــــرارات المــحــتــمــل اتــــخــــاذهــــا، لـكـن عـلـى طـاولـة الـسـلـطـة يـوجـد كـثـيـر من الإجراءات الممكنة القانونية والقضائية والمتعلقة بمستقبل قـطـاع غــزة الـذي تحكمه »حماس«.
ويـــفـــتـــرض أن يــطــلــق »الــــحــــراك الشعبي الرافض للإجراءات الانتقامية ضــد قـطـاع غـــزة« أول مـظـاهـرة لــه في قـطـاع غــزة الــيــوم (الأحـــــد)، للمطالبة برحيل الرئيس عباس. وهاجم القيادي في »حماس« حماد الرقب بشدة عباس، أمـس، مطالباً إيـاه بالرحيل. ووصف الرقب قطع عباس رواتب آلاف الموظفين بغزة بأنه »جريمة تمس بحال الصمود الوطني«. وأضاف في حديث مع إذاعة »الأقــصــى« الـتـابـعـة لــ »حـمـاس«: »لقد ضـــرب مـكـونـات الـشـعـب الفلسطيني وأخــــــل بـــالـــوحـــدة الـفـلـسـطـيـنـيـة بـين الـفـصـائـل، الأمــر الــذي أدى إلـى تفرده بـالـسـلـطـة وشــــرخ الــوضــع الـسـيـاسـي الفلسطيني الداخلي .«
وتـــدهـــورت الــعــلاقــة بــين حـركـتـي »فـتـح« و»حـمـاس« بعد رفـض الحركة الإسلامية التي تسيطر على غزة تسليم القطاع لحكومة التوافق الفلسطينية، قــبــل أن يـــقـــرر عـــبـــاس حـــل الـحـكـومـة وحـل المجلس التشريعي الفلسطيني وتـــشـــكـــيـــل حــــكــــومــــة وحــــــــــدة وطــنــيــة تـسـتـثـنـي »حـــمـــاس«، ثــم الــذهــاب إلـى انتخابات تشريعية جـديـدة. وجـاءت خـطـوات عـبـاس هـذه ضمن توصيات بزيادة الضغط على »حماس«، ضمن إجراءات أخرى شملت وقف دعم الوقود والكهرباء وتخفيض رواتــب موظفي السلطة في غزة وقطع بعضها وإحالة كثيرين للتقاعد. ورد عضو المجلس الثوري لحركة فتح، المتحدث باسمها أســــامــــة الـــقـــواســـمـــي عـــلـــى تــحــركــات »حـــــمـــــاس« ضــــد عــــبــــاس، قــــائــــلاً »إن تـحـالـف حـمـاس وخـفـافـيـش الـلـيـل مع إسرائيل ضد سيادة الرئيس محمود عــبــاس، هــو عـمـل جــبــان ومـــــدان، وإن مطالبة الجهتين - إسرائيل وحماس ومرتزقتها - بضرورة رحيل الرئيس أمر يدفع للريبة والشك.«
وأضــــاف فــي بــيــان: »إنــــه فــي ظل تـصـدي الـرئـيـس لـلـمـشـروع الأمـيـركـي - الإسـرائـيـلـي المتعلق بصفقة الـعـار، ولمــــحــــاولات الــضــغــط المـتـتـالـيـة الـتـي كان آخرها اقتطاع ٥٠٢ مليون شيقل مــن عـــائـــدات الــضــرائــب الـفـلـسـطـيـنـيـة كرواتب أسر الشهداء والأسرى، تخرج عـلـيـنـا أصــــوات جـبـانـة عـفـنـة تتقاطع فـــي أهــدافــهــا وأعــمــالــهــا مـــع المـخـطـط الإسرائيلي - الأميركي الهادف لتمرير صفقة العار من خلال بوابة المساعدات الإنسانية لغزة، ومن بوابة محاولاتهم ضرب شرعية منظمة التحرير وإفشال الجهود الروسية، والآن الهجوم على الرئيس محمود عباس في توافق كامل مـع الهجوم الأميركي - الإسرائيلي.« وحــــيّــــا الـــقـــواســـمـــي »أبـــــنـــــاء الــشــعــب الفلسطيني الـبـطـل فـي غــزة الصمود والإباء، الذين أثبتوا مرة أخرى عميق انتمائهم ودفاعهم عن المشروع الوطني الفلسطيني وقيادتهم الوطنية ممثلة بمنظمة الـتـحـريـر ورئـيـسـهـا محمود عباس .«
فــــــــــي غـــــــــضـــــــــون ذلــــــــــــــــــك، تـــجـــمـــع فـلـسـطـيـنـيـون فــي غــزة أمــس لتشييع جثمان صبي فلسطيني قتلته القوات الإســرائــيــلــيــة خــــلال احــتــجــاجــات فـي اليوم السابق، بحسب ما أوردت وكالة »رويترز«.
وقال مسؤولون بقطاع الصحة في قطاع غزة إن جنوداً إسرائيليين قتلوا بالرصاص صبياً فلسطينياً في الـ١٥ من العمر وأصابوا نحو ٥٠ آخرين في احـتـجـاج شــارك فيه آلاف على حـدود القطاع مع إسرائيل الجمعة.