Asharq Al-Awsat Saudi Edition

وجبة الفطور: هل هي ضرورة أم يمكن إغفالها؟

البيض والزبادي والشاي الأخضر الأفضل صباحاً

- لندن: »الشرق الأوسط«

مــن الأقــــــ­وال الـشـائـعـ­ة أن وجبة الإفطار هي أهم وجبة يـومـيـة، وهـو قـول يفتقر إلى أسس علمية أو طبية كما تقول »خـــدمـــة الــصــحــ­ة الــوطــنـ­ـيــة« البريطانية التي تعمل بمثابة وزارة الصحة، وتـشـرف على جــمــيــع الـــخـــد­مـــات الـصـحـيـة فـي بريطانيا. وتشير خدمة الصحة الوطنية البريطانية إلى أن تناول إفطار صحي هو أفضل من عدم الإفطار كما أن الإفـطـار الــرديء هو أسـوأ من الصيام صباحاً.

وفــــي دراســــــ­ة عــلــى عـيـنـة مــن الأصــحــا­ء اسـتـمـرت ستة أسابيع تبين أن تناول الإفطار المنتظم يـومـيـاً لـم يـؤثـر على مــعــدل الـتـمـثـي­ـل الــغــذائ­ــي في الجسم مقارنة بـهـؤلاء الذين يغفلون تـنـاول الإفـطـار حتى منتصف النهار.

ولـــــم تــجــد الـــــدرا­ســـــة فـي نـهـايـتـه­ـا أي فــــروق واضـحـة فـي وزن الأشـخـاص أو نسبة الـدهـون فـي أجسامهم أو في نــســبــة الــكــولـ­ـســتــرول. ولـكـن الــــدراس­ــــة رصـــــدت فـــروقـــ­اً فـي المـــــــ­ـدى الـــقـــص­ـــيـــر مـــــن بـيـنـهـا أن هــــؤلاء الــذيــن صــامــوا في الــفــتــ­رة الــصــبــ­احــيــة تـغـيـرت لــديــهــ­م نـسـبـة الــغــلــ­وكــوز في الدم بوتيرة أعلى من غيرهم، وهـــي ظــاهــرة لــم يـتـم دراســـة آثـارهـا الطبية بالكامل بعد. وكـــان الاسـتـنـت­ـاج الـطـبـي هو عــــــدم الــنــصــ­يــحــة بــالــصــ­يــام صــبــاحــ­اً بـصـفـة يــومــيــ­ة، لأن ذلك من شأنه أن ينعكس على نـسـبـة الــطــاقـ­ـة والمـــــز­اج الـعـام للأشخاص.

وإذا كانت »خدمة الصحة الوطنية« البريطانية لم تتخذ موقفاً حازماً من أهمية وجبة الإفـــــط­ـــــار، مــفــضــل­ــة الـتـعـلـي­ـق بـــأن الـصـحـة الــعــامـ­ـة تتعلق بـــأســـل­ـــوب الـــحـــي­ـــاة الــصــحــ­ي مـن وجـبـات مـتـوازنـة والقيام بالمزيد من الحركة والتمرينات الرياضية، فإن هناك مصادر طبية أخرى تشير إلى أهمية الوجبة الصباحية.

ويــــذكــ­ــر مـــوقـــع »ويـــــــب إم دي« الطبي أن الإفـطـار ينشط معدل التمثيل الغذائي ويساعد عـــلـــى حــــــرق الــــســـ­ـعــــرات طــــوال الــيــوم. كـمـا يمنح الـفـرد طاقة يـحـتـاجـه­ـا لإنـجـاز الـنـشـاطـ­ات التي يقوم بها. ويشير الموقع إلى العديد من الدراسات التي تثبت أن تناول الإفطار يومياً يـدعـم الصحة ويـقـوي الـذاكـرة ويخفض نسب الكوليسترو­ل ويخفض أيضاً فرص الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والسمنة.

ولــكــن لــيــس مــن المــعــرو­ف إذا كان الإفطار هو سبب هذه الـــفـــو­ائـــد أم أن هــــــؤلا­ء الــذيــن يـــتـــنـ­ــاولـــون إفـــطـــا­رهـــم يـومـيـاً يـتـبـعـون أســلــوبـ­ـاً صـحـيـاً فـي حياتهم. ويعتقد خبراء الموقع أن إغـفـال وجـبـة الإفـطـار يربك نـــظـــام الـــجـــس­ـــم ويـــحـــر­مـــه مـن الطاقة التي يحتاجها لبداية يـوم نشيط. ويحصل الإنسان عــلــى الــفــيــ­تــامــيــ­نــات الـــلازمـ­ــة ليومه مـن الإفـطـار، خصوصاً من مكونات مثل اللبن الزبادي والحبوب والفواكه.

والــــخــ­ــروج مـــن المـــنـــ­زل بـلا إفطار قد يدفع المرء إلى تناول وجــــبـــ­ـات ســـريـــع­ـــة فــيــمــا بـعـد لتعويض الجوع، وهي وجبات رديـئـة ومشبعة بنسب عالية من الدهون والسكر.

وقـد يكون لوجبة الإفطار عــلاقــة بـالـحـفـا­ظ عـلـى الــــوزن. فـهـنـاك بـعـض الــدراســ­ات التي تـشـيـر إلــــى أن مـــن يـتـنـاولـ­ون إفــطــاره­ــم بـانـتـظـا­م يتمتعون بـأجـسـام صـحـيـة ولا يـعـانـون مـن السمنة. والـسـبـب فـي ذلك أن الألياف والبروتين في وجبة الـصـبـاح تـكـبـح الـشـهـيـة طـوال سـاعـات الـنـهـار. ومــع ذلــك فإن وجبة الإفطار لا تضمن نقص الـــوزن، فـلا فـرق هـنـاك فـي هذا المجال بين من يتناول الوجبة ومــــن يـغـفـلـهـ­ا. ولــكــن لمـن يـتـبـع حـمـيـة غـذائـيـة لإنــقــاص الـــوزن، فـــــإن تـوفـيـر الـسـعـرات بـــــإغــ­ـــفـــــا­ل وجــــــبـ­ـــــة الإفـــطــ­ـار هـــو أســـلـــو­ب خــاطــئ. فهناك دراسـات متعددة أن من يفقدون الوزن ويحافظون على الـرشـاقـة بـعـد ذلــك لا يغفلون وجبة الإفطار. ومع ذلك يجب مـراقـبـة حـجـم وجـبـة الإفــطــا­ر، فهؤلاء الذين يتناولون وجبة إفـطـار كبيرة يتناولون أيضاً وجبات كبيرة خلال اليوم.

وتعد وجبة الإفطار مهمة أيــضــاً لــلأطـفـا­ل حـيـث تـحـتـاج أجسامهم إلى البروتين والطاقة خــلال الــيــوم. والـطـفـل الـــذي لا يـتـنـاول إفــطــاراً يـجـد صعوبة فــي الـتـركـيـ­ز ويـشـعـر بالتعب وحـــدة المــــزاج. ويـعـانـي هــؤلاء ليس فقط من التعب الجسماني بل أيضاً من تراجع تحصيلهم المدرسي. ويلجأ هؤلاء الأطفال إلى تناول وجبات غير صحية أثناء النهار وينتهي بهم الأمر إلى زيادة الوزن.

وفي الحالات التي لا يريد فيها الأطـفـال تـنـاول إفطارهم يمكن للوالدين تحضير وجبة صحية لـلـتـنـاو­ل أثـنـاء النهار تحتوي على الفواكه والمكسرات وســـانـــ­دويـــتـــ­ش يــمــد الـتـلـمـي­ـذ بالطاقة. والأفضل في وجبات الإفـــــط­ـــــار أن تــــكــــ­ون مــتــنــو­عــة بــــين الـــنـــش­ـــويـــات والـــبـــ­روتـــين والــفــيـ­ـتــامــيـ­ـنــات. أمـــــا تــنــاول »دونــــات« سـريـعـة فـهـذا أخطر عــلــى الــجــســ­م مـــن عــــدم تــنــاول الإفطار.

أفضل الوجبات

حـتـى ولــو لــم يـكـن تـنـاول الإفطار ضرورياً، فإن الاختيار الصحي لأول وجبة يومية هو البديل الأفضل في كل الحالات عــــن عـــــدم تــــنــــ­اول الإفــــطـ­ـــار أو اخـتـيـار وجـبـات غـيـر صحية. والــــوجـ­ـــبــــة الـــصـــح­ـــيـــة تـمـنـح الـطـاقـة وتـنـظـم تـــوازن الجسم طــوال النهار وتمنع الإســراف في تناول الطعام في وجبات الـيـوم. والنخبة التالية تمثل أفــضــل المـــأكــ­ـولات الـصـبـاحـ­يـة التي يجب أن يحتوي بعضها إفطارك اليومي:

* الــــبـــ­ـيــــض: مــــــن أفـــضـــل مــكــونــ­ات الإفـــطــ­ـار ولـــه فـوائـد مــــتــــ­عــــددة حــــيــــ­ث يـــســـهـ­ــم فــي الشعور بالشبع لفترة طويلة ويــــــحـ­ـــــافـــ­ـــظ عـــــلـــ­ــى مـــســـتـ­ــوى الغلوكوز في الدم وهو يحتوي عـلـى مــــواد مــضــادة لـلأكـسـدة ويـحـافـظ على صحة العينين والمخ والكبد. ورغم أنه يحتوي عــلــى الــكــولـ­ـيــســتــ­رول فـــإنـــه لا يـــرفـــع نــســبــة الــكــولـ­ـيــســتــ­رول فـي معظم الأفــــرا­د، بـل ويـدعـم نـسـبـة الـكـولـيـ­سـتـرول الـجـيـد. ويــوفــر الـبـيـض نـسـبـة عـالـيـة مــن الــبــروت­ــين. كـمـا أنـــه سهل الـــتـــح­ـــضـــيــ­ـر ويـــمـــك­ـــن تـــنـــاو­ل البيض المسلوق خــارج المنزل وتحضيره للإفطار مسبقاً.

* الزبادي: وهو خفيف على المعدة ويمد الجسم بالبروتين ويــســاعـ­ـد فـــي المــحــاف­ــظــة على الــــــــ­ــــــوزن. وهــــــــ­و أيـــــضــ­ـــاً يـــوفـــر المـــزيــ­ـد مـــن الــحــمــ­ايــة لـلـجـسـم من العدوى ويزيد من فاعلية نظام المناعة، كما أنـه يحافظ عــلــى صــحــة الأمــــعـ­ـــاء بـفـضـل البكتريا الجيدة التي يحتوي عليها. ويمكن إضافة الفواكه لزيادة نسبة الفيتامينا­ت في الإفـــطــ­ـار. ويــجــب مـلاحـظـة أن الــــنـــ­ـوع الأفــــضـ­ـــل مـن الــزبــاد­ي هـو الـنـوع الـيـونـان­ـي الأبـيـض غير المـخـلـوط مسبقاً بالسكر أو المكونات الأخرى.

* وجبات الشوفان(Oats): وهـــــــي تـــحـــتـ­ــوي عـــلـــى نــســبــة عالية مـن الألـيـاف تـدعـم حالة الشبع خـلال اليوم، ولـه فوائد صـحـيـة مـتـعـددة مـنـهـا خفض نسبة الكوليسترو­ل. ويعتبر الــشــوفـ­ـان مــن المـــــوا­د المــضــاد­ة لــلأكــسـ­ـدة وهــــو أيـــضـــا خـالـي من الغلوتين (بشرط أن يكون تحضيره منعزلاً عن الحبوب الأخــــــ­ـــــــرى). ولمــــــن يـــعـــان­ـــي مـن الــحــســ­اســيــة ضــــد الــغــلــ­وتــين التأكد من أن عبوات الشوفان مـصـنـفـة عـلـى أنـهـا خـالـيـة من الغلوتين. ويلجأ البعض إلى تــحــضــي­ــر الـــشـــو­فـــان بــإضــافـ­ـة الحليب لزيادة نسبة البروتين فـيـه. كـمـا تـضـاف إلــى الوجبة عناصر أخرى غنية بالبروتين مثل البيض.

* الـــــتــ­ـــوت: وهــــــو مــتــعــد­د الأنواع ويشمل أيضاً (الفراولة - الــكــريـ­ـز) وجـمـيـعـه­ـا أقـــل في نسبة السكر من الفواكه الأخرى ولكنها أعلى في نسبة الألياف. ويوفر التوت نسبة عالية من الــفــيــ­تــامــيــ­نــات مــــع قــلــيــل مـن الـــســـع­ـــرات. ويــحــتــ­وي الــتــوت عـلـى مــــواد مــضــادة لـلأكـسـدة كــمــا أنــــه يــســاعــ­د عــلــى صـحـة الـقـلـب. ويـمـكـن إضـافـة الـتـوت إلـى الـزبـادي أو إلـى الجبن في وجبة الإفطار.

* المـكـسـرا­ت: وهــي تتميز بالطعم اللذيذ والقيمة الغذائية العالية وتمنح الشعور بالشبع لــفــتــر­ات طــويــلــ­ة. وهــــي أيـضـاً تسهم فـي منع السمنة، ورغـم أنها عالية في نسبة السعرات فـــــــإن الـــجـــس­ـــم لا يـــمـــتـ­ــص كـل الدهون منها. وتسهم المكسرات في منع أمراض القلب وخفض الالـــتــ­ـهـــابـــ­ات والمــــسـ­ـــاعــــد­ة فـي تنظيم الإنسولين. والمكسرات عـالـيـة فـي نـسـب الماغنيسيو­م والبوتاسيو­م والدهون المفيدة للقلب. كـمـا أنـهـا مـصـدر جيد لمادة السيلينوم وتساعد على خفض نسب الغلوكوز في الدم. ويـمـكـن إضــافــة المـكـسـرا­ت إلـى الزبادي في وجبات الإفطار.

* الــشــاي الأخـــضــ­ـر: وهــو من أفضل المشروبات الصحية على الإطلاق. ويحتوي الشاي الأخضر على الكافيين المنشط ولكن بنسبة النصف بالمقارنة مـع الـقـهـوة. وهـو مفيد بصفة خـاصـة لمـرضـى الـسـكـري حيث أثــبــتــ­ت ١٧ دراســـــة أنــــه يسهم فــــي خــفــض نــســب الــغــلــ­وكــوز ومـعـدلات الإنسولين فـي الـدم. وهو يحتوي على نسب عالية مـــن مــــضــــ­ادات الأكــــسـ­ـــدة الـتـي تحافظ على الجهاز العصبي وتدعم صحة القلب.

* مـــشـــرو­بـــات الـــبـــر­وتـــين: هـــــنـــ­ــاك الـــــعــ­ـــديـــــ­د مـــــــن أنــــــــ­ـواع مشروبات البروتين التي تفيد مـن الـنـاحـيـ­ة الـغـذائـي­ـة وأيـضـاً فــي خـفـض الـشـهـيـة لمــن يرغب فـي خفض الـــوزن. وهـي أيضاً تخفض نسب الغلوكوز في الدم عند تناولها كجزء مـن حمية لـخـفـض الــــوزن وخـفـض نسب النشويات. وهـي تحافظ على نـسـبـة الــعــضــ­لات فـــي الـجـسـم خصوصاً لدى كبار السن.

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia