خلل يُعطل »ربط« الحذاء الجديد لشركة »نايك«
هــنــاك عـــدة مـشـاهـد فــي صــــورة واحـــــدة: الأول في الـريـاض، الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يقوم بأول زيــــارة رسـمـيـة لــه خـــارج الـــولايـــات المــتــحــدة، فــي إطــار احتفالي غير مألوف لدى البلدين من قبل. الثاني، في بوينس آيرس، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يندفع لمصافحة الأمـيـر محمد بـن سلمان فـي قمة العشرين، بطريقة حماسية غير مـألـوفـة. الـثـالـث فـي نيودلهي، الزعيم الهندي مودي يخرق كل المراسم المعهودة ويقف عند سلم الطائرة لاستقبال ولي العهد السعودي. الرابع في الصين، الرئيس شي جينبينغ وضيفه الكبير وسط أعلام البلدين المنصوبة مثل أعمدة قلعة.
فـي اكتمال اللوحة تكتمل صــورة عـلاقـات شديدة المــــودة وخــارقــة لـلـمـقـايـيـس الــعــاديــة، بــين الـسـعـوديـة وأقطار القوى الرئيسية في العالم، غرباً وشرقاً. الحلفاء التقليديون والحلفاء الجدد. الثوابت الماضية والآفاق الجديدة. وهي آفاق بلا حدود، ومستقبل بلا سقوف.
لـلـمـرة الأولـــى فـي الـتـاريـخ الـحـديـث يـبـدو أن آسيا تـتـقـدم الـغـرب نـحـو عـصـور التكنولوجيا الـتـي سـوف تشكل حياة هذا الكوكب. رؤية ٢٠٣٠ هي أيضاً الشراكة الأممية فـي ٢٠٣٠. والسعودية تريد أن توطد مكانها وترسّخ موقعها في عالم متطور أصبحت حـدوده في الــفــضــاء. وخـــلال شـهـر واحـــد قــرأنــا عــن قـمـر صناعي ســعــودي، وآخـــر مـصـري، وثـالــث إسـرائـيـلـي، وإخـفـاق صاروخ إيراني للمرة الثانية.
تـــراقـــب قــطــر هــــذا الــشــريــط وتـــنـــدب وحـــيـــدة ســوء الحظ. شاهدت العالم ينبهر بزيارة بابا الكاثوليك إلى أبوظبي، فقالت هذا حصرم في حلب. ووحدها غردت أن هذا شيء لا يكون. وسمعت عن إعدام زمرة إرهابية في مصر فنقلت عن أحدهم: يا أمي لا تحزني عليّ.
يا للعاطفة الجياشة. لكن أمهات ضحايا تلك الزمرة قد حزنّ على أبنائهن وأطفالهن. العالم كله في مكان، وقطر من وراء الحصار تغني وحيدة ضد جميع الأمم وكل الناس، وتستعد لاستضافة أكبر مهرجان للروح الرياضية والمنافسة النبيلة.
غريب أن تخرج آسيا للقاء الأمير محمد بن سلمان والإعـلام القطري لم يخرج بعد من حماسيات بن لادن وزعيق مبشري الخراب. أعيدوا قراءة الأخبار. أعيدوا تأمل الصورة.
لقي حذاء »بي بي« الجديد من إنتاج شركة »نايك« العالمية المـــخـــتـــصـــة بــــإنــــتــــاج المــــلابــــس الـريـاضـيـة إشـــادة واسـعـة بعد أيـــــام مـــن عــرضــه فـــي الأســـــواق بـــاعـــتـــبـــاره حــــــــذاء المــســتــقــبــل، والسبب هو أنه يستخدم محركاً صــغــيــراً يـعـمـل عــلــى مـسـاعـدة المستخدم في ربط الحذاء حسب مقاس القدم من دون استخدام رباط تقليدي.
لكن تلك الخاصية الجديدة تعطلت عـن العمل بعد مـا فقد نظام تشغيل »أندرويد« القدرة على التواصل بشكل متزامن مع الأحذية المتصلة، ليفقد بعدها الحذاء الخاصية التي صمم بها وجعلت منه حذاءً ذكياً.
وتـسـبـبـت تـلـك المـشـكـلـة في طوفان من الشكاوى عبر منفذ بيع »غوغل بلاي ستور« بعدما اشتكى المستخدمون من تعطل الـــــحـــــذاء وعـــــــدم قـــدرتـــهـــم عـلـى ربــطــه. فـمـثـلاً كـتـب أحــدهــم في شـكـواه: »التطبيق لا يعمل مع الحذاء الأيسر«. فيما قال آخر: »عــنــدمــا أحــــــاول ربــــط حــذائــي تظهر رسالة تقول: خطأ، حاول مــرة أخـــرى، أو: الـنـظـام متصل بالفعل بحذاء آخر«. لكن غالبية الــشــكــاوى تـنـحـصـر فــي تعطل نظام التشغيل فـي حــذاء القدم الـيـسـرى تــحــديــداً، فـيـمـا يعمل الحذاء الأيمن بصورة طبيعية.
لـكـن نـسـخـة نــظــام تشغيل هـــواتـــف آبــــل »آي أو إس« مـن التطبيق ذاته مستمرة في العمل بـصـورة طبيعة مـع الـحـذاء، ما يعني أن المشكلة تكمن في نظام تشغيل »أندرويد«.
وقـد ظهرت المشكلة بعدما قــامــت شــركــة »نـــايـــك« بــإرســال تحديث لحل مشكلات الحذاء، لــكــن تـحـمـيـل تـطـبـيـقـه تـسـبـب فــي تـعـطـيـل نـظـام »أنـــدرويـــد«. لـلـحـذاء الـجـديـد نـظـام تشغيل يــــــدوي بــحــيــث يـسـتـطـيـع الشخص مرتدي الحذاء الانحناء لربطه بالطريقة التقليدية، إلا أن المشكلة تكمن في أن خواص ومزايا الحذاء مرتبطة بتشغيل التطبيق.