ﻣﺬﺑﺤﺔ ﻧﻴﻮزﻳﻠﻨﺪا ﻧﺎﻗﻮس اﻟﺨﻄﺮ ﻟﻠﺒﺸﺮﻳﺔ
أﺷــــﺎر اﳌــﺴــﻠــﺢ اﻷﺳـــﺘـــﺮاﻟـــﻲ اﳌـــﻮﻟـــﺪ اﻟـــﺬي ﻗﺘﻞ ٠٥ ﺷﺨﺼﴼ اﻷﺳﺒﻮع اﳌﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﺮاﻳﺴﺘﺸﻴﺮش ﻓـﻲ ﻧﻴﻮزﻳﻠﻨﺪا إﻟـﻰ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ دوﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮﻣﺐ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره »رﻣﺰ ﺗﺠﺪد ﻫﻮﻳﺔ، واﻟﻬﺪف اﳌﺸﺘﺮك ﻟﻠﺒﻴﺾ« ﻟﻴﺮﺑﻂ ﺑﻴﻨﻪ وﺑﲔ أﻓﻜﺎره اﻟﺪﻣﻮﻳﺔ اﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﻮق اﻟﻌﺮق اﻷﺑﻴﺾ.
ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻪ، ﻧﺪد اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺗﺮﻣﺐ ﺑﺎﳌﺬﺑﺤﺔ وﻗﺎل إﻧﻪ ﻳﺠﺮي ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻟﻠﻮم إﻟﻴﻪ ﻇﻠﻤﴼ ﻋﻨﻬﺎ ﻓـﻲ إﺷـــﺎرة إﻟــﻰ وﺟـﻬـﺔ اﻟﻨﻈﺮ اﻟﺸﺎﺋﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗــﺮى أﻧــﻪ ﻳﻤﻴﻞ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ﻟﺘﺄﺟﻴﺞ ﻣﺨﺎوف وﺟــــﻮدﻳــــﺔ ﻓـــﻲ ﻧـــﻔـــﻮس اﻟــﻜــﺜــﻴــﺮ ﻣـــﻦ اﻟــﺒــﻴــﺾ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ أرﺟـــﺎء اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ. وﻗــﺪ ﺗـﺤـﺪث ﺗﺮﻣﺐ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻣﺜﻞ ﻣﺮﺗﻜﺐ اﳌﺬﺑﺤﺔ ﻋﻦ اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﺑــﺎﻋــﺘــﺒــﺎرﻫــﻢ »ﻏــــــــﺰاة« واﻹﺳــــــــﻼم ﺑــﺎﻋــﺘــﺒــﺎره »ﻣﺸﻜﻠﺔ«.
وﻣــــﻊ ﻫــــﺬا ﻓــــﺈن اﳌـــﺴـــﺎرﻋـــﺔ إﻟــــﻰ ﺗــﻮﺟــﻴــﻪ اﻟــﻠــﻮم ﻟﺘﺮﻣﺐ ﻋــﻦ ﺗﺄﺟﻴﺞ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ اﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﺗﻐﻔﻞ اﻟــﻘــﻮة اﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﻓــﻲ ﺗﺎرﻳﺦ ﺗـﻴـﺎر اﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ اﻟﺒﻴﻀﺎء داﺧــﻞ أﺳﺘﺮاﻟﻴﺎ. داﺧـــﻞ ﻫـــﺬه اﳌـﺴـﺘـﻌـﻤـﺮة اﻟــﺘــﻲ ﺳـﻴـﻄـﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺴﺘﻮﻃﻨﻮن، واﻟـﺘـﻲ اﺗﺒﻌﺖ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻓﺮﻳﺪة ﻣـﻦ ﻧﻮﻋﻬﺎ ﻗﺼﺮت اﻟﻬﺠﺮة إﻟــﻰ اﻟـﺒـﻼد ﻋﻠﻰ »اﻟﺒﻴﺾ ﻓﻘﻂ« وﻗﻴﺪت ﻫﺠﺮة ﻏﻴﺮ اﻷوروﺑﻴﲔ إﻟـﻴـﻬـﺎ ﺧـــﻼل اﻟــﻔــﺘــﺮة ﻣــﻦ ١٠٩١ ﺣـﺘـﻰ أواﺧـــﺮ اﻟﺴﺘﻴﻨﺎت، ﻇـﻬـﺮت ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻋﺎﳌﻴﺔ ﺗـﻘـﻮم ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮة ﺗﻌﺮض اﻟﺒﻴﺾ ﻟﻠﺤﺼﺎر.
وﻗﺪ أﺷﺎر ﺗﺮﻣﺐ ﻧﻔﺴﻪ إﻟﻰ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻳﻨﺎﻳﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ( ٧١٠٢، ﺑﻌﺪ ﻣﺮور ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ أﻳﺎم ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻟﻴﻪ ﻣﻨﺼﺐ اﻟﺮﺋﻴﺲ، ﻋﻨﺪﻣﺎ اﻋﺘﺮف ﺑﺸﻌﻮره ﺑﺎﻹﻋﺠﺎب ﺗﺠﺎه اﻹﺟﺮاء اﻷﺳﺘﺮاﻟﻲ اﻟﻮﺣﺸﻲ اﳌﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﺣﺘﺠﺎز اﻟﻼﺟﺌﲔ ﻓﻲ ﺟـــﺰر ﻧــﺎﺋــﻴــﺔ. وﻗـــﺎل ﻓــﻲ ﺣــﺪﻳــﺚ ﻣــﻊ ﻣﺎﻟﻜﻮﻟﻢ ﺗﻴﺮﻧﺒﻮل، رﺋﻴﺲ وزراء أﺳﺘﺮاﻟﻴﺎ: »ﻫﺬه ﻓﻜﺮة ﺟﻴﺪة، وﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻧﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻲء ﻫﻨﺎ أﻳﻀﴼ«. وأﺿﺎف: »أﻧﺘﻢ أﺳﻮأ ﻣﻨﻲ«.
وﻧﻈﺮﴽ ﻷﻧﻬﻢ ﻳﻌﻴﺸﻮن إﻟﻰ ﺟﻮار آﺳﻴﺎ، ﻟﻄﺎﳌﺎ ﺷﻌﺮ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺳﺘﺮاﻟﻴﲔ اﻟﺒﻴﺾ ﺑــﺎﻟــﺨــﻮف اﻟــﻌــﻨــﺼــﺮي ﻣـــﻦ أن ﻳـﺘـﻐـﻠـﺐ أﺑــﻨــﺎء اﻟـﺒـﺸـﺮة اﻟـﺪاﻛـﻨـﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ أو ﻳﻔﻮﻗﻮﻫﻢ ﻋــﺪدﴽ، ﺧــﺎﺻــﺔ أن اﻟــﻌــﻮﳌــﺔ واﻟـــﻬـــﺠـــﺮات اﻟـﺠـﻤـﺎﻋـﻴـﺔ ﺗﺴﺎرﻋﺖ وﺗﻴﺮﺗﻬﺎ ﻣﻨﺬ أواﺧﺮ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ.
وﺣﻤﻠﺖ اﻟﺤﺠﺔ اﻟﺘﻲ ﻃﺮﺣﻬﺎ ﺳﻔﺎح ﻛــــﺮاﻳــــﺴــــﺘــــﺸــــﻴــــﺮش ﺑﺄﻧﻪ ﺗﺤﺮك اﻧﻄﻼﻗﴼ ﻣﻦ دواﻓـﻊ دﻓﺎع ﻋﻦ اﻟــﻨــﻔــﺲ ﻋــﻨــﺼــﺮﻳــﺔ، وأﺻـــــﺪاء ﻧــﺺ ﻛـﺘـﺒـﻪ ﻋــﻨــﺼــﺮﻳــﻮن ﺑــﻴــﺾ ﻣﻦ ﻣـﺨـﺘـﻠـﻒ أرﺟـــــﺎء اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ ﻋـــﺎم ٣٩٨١ ﺑـﻌـﻨـﻮان »اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﻟﺸﺨﺼﻴﺔ: ﺗﻨﺒﺆات«.
ﺻــﺎغ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ أﻛﺎدﻳﻤﻲ أﺳﺘﺮاﻟﻲ ﺗﻠﻘﻰ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﻓﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ وﻳﺪﻋﻰ ﺗﺸﺎرﻟﺰ ﻫﻨﺮي ﺑﻴﺮﺳﻮن، وﺗﺪﻋﻲ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ أن اﻟﺮﺟﺎل اﻟﺒﻴﺾ ﻳﻮاﺟﻬﻮن ﺧﻄﺮ أن »ﻳﺰاﺣﻤﻬﻢ وﻳﻀﺎﻳﻘﻬﻢ، ﺑــﻞ ورﺑــﻤــﺎ ﻳﺰﻳﺤﻬﻢ أﺑــﻨــﺎء اﻷﻋــــﺮاق اﻟــﺴــﻮداء واﻟــﺼــﻔــﺮاء«. وأﺷــــﺎرت اﻟـﻮﺛـﻴـﻘـﺔ إﻟــﻰ اﻟﺼﲔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻣﺼﺪر ﺗﻬﺪﻳﺪ ﻟﻬﻴﻤﻨﺔ اﻟﺒﻴﺾ. وﺣﺚ ﺑﻴﺮﺳﻮن ﻗﺮاءه ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ »اﻟﺠﺰء اﻷﺧــــﻴــــﺮ ﻣــــﻦ اﻟـــﻌـــﺎﻟـــﻢ اﻟــــــﺬي ﻳــﻤــﻜــﻦ ﻟـــﻸﻋـــﺮاق اﻷﺳـﻤـﻰ اﻟﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ واﻟﺘﻨﺎﺳﻞ ﺑﺤﺮﻳﺔ، ﻣﻦ أﺟﻞ ﺣﻀﺎرة أرﻗــﻰ«. وﻧﺎﻟﺖ أﻓﻜﺎره اﻫﺘﻤﺎم ﺳﻴﺎﺳﻴﲔ أﺳﺘﺮاﻟﻴﲔ أﻗﺮوا ﺳﻴﺎﺳﺔ »أﺳﺘﺮاﻟﻴﺎ اﻟـﺒـﻴـﻀـﺎء« ﻓــﻲ أﻋــﻘــﺎب ﻧـﺸـﺮ اﻟـﻮﺛـﻴـﻘـﺔ ﺑﻔﺘﺮة ﻗﺼﻴﺮة، وﻛﺬﻟﻚ اﻫﺘﻤﺎم ﺑـﺎروﻧـﺎت إﻋﻼﻣﻴﲔ أﻣﺜﺎل ﻛﻴﺚ ﻣﺮدوخ )واﻟﺪ روﺑﺮت( واﻟﺬي ﺣﺮك اﻟﺼﺤﻒ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻠﻜﻬﺎ ﺑﺎﺗﺠﺎه ﻗﻀﻴﺔ اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻌﺮﻗﻴﺔ. وﻗﺪ ﺗﺮﻛﺖ ﻫﺬه اﻷﻓﻜﺎر ﺗﺄﺛﻴﺮﴽ ﻛﺒﻴﺮﴽ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﺗﻴﻮدور روزﻓﻠﺖ اﻟﺬي ﻛﺘﺐ إﻟﻰ ﺑﻴﺮﺳﻮن »ﻣﻦ ﺑﲔ ﺟﻤﻴﻊ رﺟﺎﻟﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ واﺷﻨﻄﻦ«. ﺑﻮادر ﻫﺠﺮة آﺳﻴﻮﻳﺔ«. وﻧﻈﺮﴽ ﳌﻌﺎﻳﻨﺘﻪ ﻗﺪرﴽ ﻣﺘﺰاﻳﺪﴽ ﻣﻦ أﻓﻜﺎر اﻟﺘﻔﻮق اﻟﻌﺮﻗﻲ اﻷﺑﻴﺾ، ﺗــﻮﻗــﻊ اﳌـﻔـﻜـﺮ اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻲ ﻣــﻦ أﺻـــﻮل أﻓﺮﻳﻘﻴﺔ دﺑﻠﻴﻮ إي ﺑﻲ دو ﺑﻮا ﻓﻲ ﺧﻮف ﻋﺎم ٠١٩١ أن ﺗﺼﺒﺢ »ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻫﻲ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺧﻂ اﻟﻠﻮن ـ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ اﻷﻋﺮاق ﺻﺎﺣﺒﺔ اﻟﻠﻮن اﻟﺪاﻛﻦ ﺑﺎﻷﻋﺮاق ﺻﺎﺣﺒﺔ اﻷﻟﻮان اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ«.
وﻋـــــﺎودت ﻫـــﺬه اﳌـﺸـﻜـﻠـﺔ اﻟــﻈــﻬــﻮر اﻟــﻴــﻮم ﻣﻊ ﻇﻬﻮر اﻹرﻫﺎب وﺻﻌﻮد اﻟﺼﲔ وﺗﻨﺎﻣﻲ اﻟـــﻬـــﺠـــﺮات اﻟــﺠــﻤــﺎﻋــﻴــﺔ ﻋــﻠــﻰ ﺧــﻠــﻔــﻴــﺔ ﺷــﻜــﻮك اﻗــﺘــﺼــﺎدﻳــﺔ. إﻻ أن اﻟـــﺨـــﻮف ﻣـــﻦ اﻻﻧـــﻘـــﺮاض اﻟﻌﺮﻗﻲ واﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﺗﺨﺎذ إﺟﺮاءات ﻣﺘﻄﺮﻓﺔ ﺿــــــــــــــﺪ أﺻــــــــــﺤــــــــــﺎب اﻟــــﺒــــﺸــــﺮة اﻟــــﺪاﻛــــﻨــــﺔ ﺳـــــــﺒـــــــﻘـــــــﺖ ﺗــــــﺮﻣــــــﺐ ﺑـــــﻜـــــﺜـــــﻴـــــﺮ، وﺟـــــــــﺮى اﻟـــــﺘـــــﻌـــــﺒـــــﻴـــــﺮ ﻋـــﻨـــﻬـــﺎ ﻋــﻼﻧــﻴــﺔ ﻣـــﻦ ﺟــﺎﻧــﺐ أﻓـــــــــــــــــــﺮاد ﻣـــﺒـــﺠـــﻠـــﲔ ﺑﺎﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺒﻴﻀﺎء.
ﻋﺎم ٧٠٠٢، ﻗﺎل اﻟﺮواﺋﻲ ﻣﺎرﺗﻦ أﻣﻴﺲ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ أﺟــﺮاﻫــﺎ ﻣﻌﻪ ﺻﺤﺎﻓﻲ ﻣــﻦ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﺗﺎﻳﻤﺰ أوف ﻟﻨﺪن« اﳌﻤﻠﻮﻛﺔ ﻟﺮوﺑﺮت ﻣﺮدوخ: »ﺛﻤﺔ رﻏﺒﺔ واﺿﺤﺔ ـ أﻟﻴﺴﺖ ﻟﺪﻳﻚ؟ أن ﺗﻘﻮل: )ﻋﻠﻰ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﺴﻠﻢ أن ﻳﻌﺎﻧﻲ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﺗﺐ أوﺿﺎﻋﻪ(. أي ﻧﻮع ﻣﻦ اﳌﻌﺎﻧﺎة؟ ﻋﺪم اﻟﺴﻤﺎح ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﺴﻔﺮ. اﻟﺘﺮﺣﻴﻞ ـ ﺣﺘﻰ آﺧــﺮ اﻟﻄﺮﻳﻖ. ﺗﻘﻴﻴﺪ اﻟﺤﺮﻳﺎت. ﺗﻮﻗﻴﻒ وﺗﻔﺘﻴﺶ اﻷﺷﺨﺎص اﻟـــﺬﻳـــﻦ ﻳــﺒــﺪو أﻧــﻬــﻢ ﻣـــﻦ اﻟـــﺸـــﺮق اﻷوﺳـــــﻂ أو ﺑﺎﻛﺴﺘﺎن«. وﺑﻌﺪ ﺗﻌﺮﺿﻪ ﻻﻧـﺘـﻘـﺎدات ادﻋـﻰ أﻣﻴﺲ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺪﻋﻮ ﳌﺜﻞ ﺗﻠﻚ اﻹﺟﺮاءات، وإﻧﻤﺎ ﻓﻘﻂ »ﻳﺼﻒ رﻏﺒﺔ ﻣﻠﺤﺔ«.
وأﻋﺮب اﻟﻜﺎﺗﺐ اﻟﺼﺤﺎﻓﻲ اﻟﻜﻨﺪي ﻣﺎرك ﺳﺘﺎﻳﻦ ﻋﺎم ٦٠٠٢ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ »أﻣﻴﺮﻛﺎ ﻟﻴﺴﺖ وﺣﺪﻫﺎ: ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻤﺎ ﻧﻌﺮﻓﻪ«، ﻋﻦ أﻣﻠﻪ ﻓــﻲ أن ﻳـــﺪرك اﻷوروﺑـــﻴـــﻮن ﻧﻬﺎﻳﺔ اﳌــﻄــﺎف ﻣﺎ أدرﻛﻪ اﻟﺼﺮب ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻓﻲ ﺣﺮﺑﻬﻢ ﺿﺪ ﻣﺴﻠﻤﻲ اﻟﺒﻮﺳﻨﺔ: »إذا ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ اﻟﺘﻔﻮق ﻋﻠﻰ ﻋﺪوك ﻓﻲ اﻟﺘﻨﺎﺳﻞ، ﻋﻠﻴﻚ ﻗﺘﻠﻪ«. وﻗﺪ أﺑﺪى ﺳﺘﺎﻳﻦ اﺑﺘﻬﺎﺟﻪ ﻋﺎم ٦١٠٢ ﺑﻔﻮز ﺗﺮﻣﺐ وﺷﺮح ﻻﺣﻘﺎ أﻧﻪ: »ﻛﻠﻤﺎ زاد ﺗﻨﻮﻋﻚ، ازداد ﻏﺒﺎؤك«. وﻗﺎل: »ﻻ ﻧــﺮﻳــﺪ أن ﻧــﺼــﺒــﺢ ﻓـــﻲ ﻋــﺎﻟــﻢ ﺗــﻨــﺰﻟــﻖ ﻓﻴﻪ اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ أﻋﻠﻰ ﻣﻨﺤﺪر«.
وﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ اﳌﺼﺎدﻓﺔ أن ﻳﻜﻮن أﻗﻮى داﻋﻢ ﻟﺘﺮﻣﺐ ﺑﺎرون إﻋﻼﻣﻲ وﻟﺪ وﺗﺮﻋﺮع ﻓﻲ أﺳﺘﺮاﻟﻴﺎ. ﻛﻤﺎ أن اﻟﺴﻴﻨﺎﺗﻮر اﻷﺳﺘﺮاﻟﻲ اﻟﺬي ﺷـــﺪد اﻟـــﻌـــﺎم اﳌـــﺎﺿـــﻲ ﻋــﻠــﻰ ﺿـــــﺮورة »وﺿـــﻊ ﺣــﻞ ﻧـﻬـﺎﺋـﻲ« ﻟﻠﻬﺠﺮة ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻓــﺮض ﺣﻈﺮ ﻋﻠﻰ اﳌﺴﻠﻤﲔ وآﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ »اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺜﺎﻟﺚ« اﺳــﺘــﻮﺣــﻰ اﻟـــﺠـــﺮأة ﻣــﻦ ﺛــﻘــﺎﻓــﺔ ﻋــﺎﳌــﻴــﺔ ﺗـﺆﻣـﻦ ﺑﺘﻔﻮق اﻟﻌﺮق اﻷﺑﻴﺾ ﻳﺪﻋﻤﻬﺎ إﻋﻼم ﻣﺮدوخ.
وأﺧـﻴـﺮﴽ ﻓـﺈن إﻟﻘﺎء اﻟﻠﻮم ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻣﺐ ﻋﻦ اﳌﺬاﺑﺢ اﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ أﻣﺮ ﺳﻬﻞ، ﻟﻜﻦ ﻣﺤﺎوﻻت اﻟـــﻘـــﻀـــﺎء ﻋـــﻠـــﻰ ﺧــــﻂ اﻟــــﻠــــﻮن ﻳـــﺠـــﺐ أن ﺗــﺒــﺪأ ﺑـــﺎﻻﻋـــﺘـــﺮاف ﺑــﺎﻟــﻄــﺮﻳــﻘــﺔ اﻟــﺘــﻲ رﺳــــﻢ ﺑــﻬــﺎ ﻓﻲ أواﺧﺮ اﻟﻘﺮن اﻟـ٩١ ﻓﻲ أﺳﺘﺮاﻟﻴﺎ وﻛﻴﻒ ﻋﺎود اﻟﻈﻬﻮر ﻣﻊ ﺗﺪاﻋﻴﺎت ﻣﺮوﻋﺔ داﺧﻞ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﳌﺨﺘﻠﻄﺔ ﻋﺮﻗﻴﴼ اﻟﻴﻮم.