اﻟﺴﺒﺖ اﻟـ٩١ ﻟـ »اﻟﺴﺘﺮات اﻟﺼﻔﺮاء«: اﻟﺠﻴﺶ إﻟﻰ اﻟﺸﻮارع وﺣﻈﺮ اﳌﻈﺎﻫﺮات ﻓﻲ اﻟﺸﺎﻧﺰﻟﻴﺰﻳﻪ
ﺗـﺘـﺮﻗـﺐ اﻟـﺴـﻠـﻄـﺎت اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺑــﻜــﺜــﻴــﺮ ﻣـــﻦ اﻟــﻘــﻠــﻖ ﻣـــﺎ ﺳـﻴـﺤـﺼـﻞ اﻟـــــﻴـــــﻮم ﻓـــــﻲ ﺑـــــﺎرﻳـــــﺲ وﻛـــﺜـــﻴـــﺮ ﻣــﻦ اﳌـﺪن اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﻧﻄﻠﻘﺖ ﻓـﻲ ٧١ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻟـﺜـﺎﻧـﻲ( اﳌــﺎﺿــﻲ. وﻟﻠﺘﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ اﳌـــــﺨـــــﺎوف ﻣــــﻦ ﺗــــﻜــــﺮار ﺳــﻴــﻨــﺎرﻳــﻮ اﻟﺴﺒﺖ اﳌﺎﺿﻲ اﻟﺬي ﺷﻬﺪ أﻋﻤﺎل ﺷﻐﺐ وﻧﻬﺐ وﻛﺮ وﻓﺮ، ﺧﺼﻮﺻﴼ ﻓﻲ ﺟﺎدة اﻟﺸﺎﻧﺰﻟﻴﺰﻳﻪ، ﻓﻘﺪ أﻟﻐﻰ رﺋﻴﺲ اﻟﻮزراء أدوار ﻓﻴﻠﻴﺐ زﻳﺎرة ﺧﺎرﺟﻴﺔ ﻛﺎن ﻣﻘﺮرﴽ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻬﺎ ﻣﻨﺬ أﺳﺎﺑﻴﻊ ﻟﻠﺒﻘﺎء ﻗﺮﻳﺒﴼ ﻣﻦ اﻟﻮﺿﻊ، وﺣــــﺘــــﻰ ﻻ ﻳـــﺘـــﻌـــﺮض ﻻﻧـــﺘـــﻘـــﺎدات ﺣﺎدة ﻛﺎﻟﺘﻲ اﻧﺼﺒﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣـﺎﻛـﺮون اﻟــﺬي ﻛـﺎن ﻳﺘﺰﻟﺞ اﻟﺴﺒﺖ اﳌـــﺎﺿـــﻲ ﺑــﻴــﻨــﻤــﺎ ﺑـــﺎرﻳـــﺲ »ﻛــﺎﻧــﺖ ﺗﺤﺘﺮق«. ووﻓﻘﴼ ﻟـﻘـﺮارات ﻣﺠﻠﺲ اﻟـﻮزراء، ﻓﻲ ﺟﻠﺴﺘﻪ ﻳﻮم اﻷرﺑﻌﺎء اﳌــﺎﺿــﻲ، ﻓـﻘـﺪ ﻗــﺮر ﻣــﺪﻳــﺮ اﻟﺸﺮﻃﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻣﻨﻊ اﳌﻈﺎﻫﺮات ﻓﻲ اﻟﺸﺎﻧﺰﻟﻴﺰﻳﻪ واﻟــﺸــﻮارع اﳌﺘﻔﺮﻋﺔ ﻋﻨﻬﺎ. ﻟﻜﻦ اﻟﻘﺮار اﻷﻫﻢ اﻟﺬي ﻳﺜﻴﺮ ﺟــــﺪﻻ واﺳــﻌــﴼ ﻳـﺘـﻤـﺜـﻞ ﺑـﺎﺳـﺘـﺪﻋـﺎء وﺣــﺪات اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻨﺎﺷﻄﺔ ﻟﺘﻜﻠﻒ ﺑـــــﺤـــــﺮاﺳـــــﺔ اﳌـــــــﺮاﻛـــــــﺰ اﻟـــﺤـــﻜـــﻮﻣـــﻴـــﺔ واﳌـﻮاﻗـﻊ اﻟﺤﺴﺎﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ واﳌﻨﺎﻃﻖ، وﻋـﺪد ﻫﺬه اﻟﻘﻮة ﻳﻘﺪر ﺑـ٧ آﻻف رﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻣﻞ اﻷراﺿﻲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ، وﻗــﺪ أﻧﺸﺌﺖ ﳌﺴﺎﻋﺪة اﻟــــــﻘــــــﻮى اﻷﻣــــﻨــــﻴــــﺔ ﻓــــــﻲ ﻣـــﻮاﺟـــﻬـــﺔ اﻟــﻌــﻤــﻠــﻴــﺎت اﻹرﻫــــﺎﺑــــﻴــــﺔ وﻃــﻤــﺄﻧــﺔ اﳌﻮاﻃﻨﲔ. وﻟﺘﺒﺮﻳﺮ ﻗﺮارﻫﺎ، ﻗﺎﻟﺖ اﻟـﺴـﻠـﻄـﺎت اﻟـﺤـﻜـﻮﻣـﻴـﺔ إن ﺗﻜﻠﻴﻒ ﻫـــــــﺬه اﻟـــــﻘـــــﻮة ﺑــــﺤــــﺮاﺳــــﺔ اﳌــــﻮاﻗــــﻊ اﻟﺤﺴﺎﺳﺔ واﳌﺮاﻛﺰ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻮاﻋﻬﺎ ﺳﻴﺴﺎﻋﺪ اﻟﻘﻮى اﻷﻣﻨﻴﺔ اﻟــﺪاﺧــﻠــﻴــﺔ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺘــﻔــﺮغ ﳌـﻮاﺟـﻬـﺔ اﳌــــﻨــــﺪﺳــــﲔ واﳌــــﺸــــﺎﻏــــﺒــــﲔ اﻟـــﺬﻳـــﻦ ﻗـــﺪر وزﻳــــﺮ اﻟــﺪاﺧــﻠــﻴــﺔ ﻛـﺮﻳـﺴـﺘـﻮف ﻛﺎﺳﺘﺎﻧﻴﺮ أﻋﺪادﻫﻢ اﻟﺴﺒﺖ اﳌﺎﺿﻲ ﺑـــــــــ٠٠٥١ ﺷـــﺨـــﺺ. وﻣــــﺎ ﻻ ﻳــﺮﻳــﺪه اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ ﻣــﺎﻛــﺮون، وﻻ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﻫــــﻮ أن ﺗــﻌــﻴــﺶ ﺑــــﺎرﻳــــﺲ »ﻳـــﻮﻣـــﴼ أﺳــﻮد« ﺷﺒﻴﻬﴼ ﺑﺎﻟﺴﺒﺖ اﳌﺎﺿﻲ، أو ﺑـــــﺎﻷول ﻣـــﻦ دﻳــﺴــﻤــﺒــﺮ )ﻛــﺎﻧــﻮن اﻷول( اﳌﻨﺼﺮم، ﺣﻴﺚ ﺗﺸﻜﻞ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻟﺘﲔ اﻧﻄﺒﺎﻋﴼ ﻣﻔﺎده أن اﻷﻣﻮر ﻗﺪ ﺧﺮﺟﺖ ﻋﻦ ﺳﻴﻄﺮة اﻟﺴﻠﻄﺎت، وأن اﻟﺸﺎرع أﺻﺒﺢ ﻣﻠﻚ اﳌﺸﺎﻏﺒﲔ، اﻷﻣــﺮ اﻟــﺬي ﻳﻨﺴﻒ ﻫﻴﺒﺔ اﻟـﺪوﻟـﺔ، وﻳــــــﺴــــــﻲء ﻟــــــﺼــــــﻮرة ﻓــــﺮﻧــــﺴــــﺎ ﻓــﻲ اﻟــــــﺪاﺧــــــﻞ واﻟــــــــﺨــــــــﺎرج، وﻳــﻀــﻌــﻒ ﻣﻮﻗﻒ ﻣـﺎﻛـﺮون، وﻳﻄﻴﺢ ﺑﺨﻄﻄﻪ اﻹﺻﻼﺣﻴﺔ، وﺧﻄﻄﻪ ﻹﻏﻼق ﻣﻠﻒ »اﻟﺴﺘﺮات اﻟﺼﻔﺮاء«، ﺑﻌﺪ اﻧﺘﻬﺎء اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺧﺼﺼﺖ ﻟـ»اﻟﺤﻮار اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﻜﺒﻴﺮ«.
وﻣـــــــــــــﻦ ﺑـــــــــﲔ اﻟـــــــــﺬﻳـــــــــﻦ ﺳـــﻠـــﻂ ﻓـــــﻮق رﻗـــﺒـــﺘـــﻪ ﺳـــﻴـــﻒ اﻻﻗـــﺘـــﺼـــﺎص ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺘﻘﺼﻴﺮ، وزﻳــﺮ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻛﺮﻳﺴﺘﻮف ﻛﺎﺳﺘﺎﻧﻴﺮ اﻟﺬي ﺗﺘﻬﻤﻪ اﳌــﻌــﺎرﺿــﺔ ﺑﺄﺷﻜﺎﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﻘﺼﻴﺮ، ﻓــﻴــﻤــﺎ اﻟــﻴــﻤــﲔ واﻟـــﻴـــﻤـــﲔ اﳌــﺘــﻄــﺮف ﻳﺪﻋﻮان إﻟﻰ إﻗﺎﻟﺘﻪ. ﻣﻦ ﻫﻨﺎ، ﺗﺄﺗﻲ اﻟــﻠــﻐــﺔ اﳌــﺘــﺸــﺪدة اﻟــﺘــﻲ ﻟــﺠــﺄ إﻟـﻴـﻬـﺎ ﻟــﺪى ﺗﺴﻠﻴﻢ ﻣـﺪﻳـﺮ ﺷـﺮﻃـﺔ ﺑﺎرﻳﺲ اﻟـﺠـﺪﻳـﺪ ﻣﻨﺼﺒﻪ، ﺑـﻌـﺪ اﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﺑﺴﻠﻔﻪ ﺑﺤﺠﺔ ﻋﺪم اﺗﺒﺎع اﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ اﻟﻮزارﻳﺔ. ﻓﻘﺪ دﻋﺎ ﻛﺎﺳﺘﺎﻧﻴﺮ اﻟﻘﻮى اﻷﻣــﻨــﻴــﺔ ﻟــــ»اﻟـــﺤـــﺰم« ﻓـــﻲ ﻣــﻮاﺟــﻬــﺔ اﻟﺘﻄﺮف واﻟﺸﻐﺐ، وﺗﺮك ﻟﻬﻢ ﺣﺮﻳﺔ ﺗﻘﺪﻳﺮ اﳌﻮاﻗﻒ واﻟﺘﺼﺮف ﺑﻮﺣﻴﻬﺎ.
ﺑﻴﺪ أن اﻟﺠﺪل اﻷﻛﺒﺮ ﻳﺘﻨﺎول اﺳﺘﺪﻋﺎء اﻟﺠﻴﺶ، واﳌـﺨـﺎوف ﻣﻦ أن ﻳﺘﺴﺒﺐ ذﻟــﻚ ﺑــﺄﺣــﺪاث ﻣﻤﻴﺘﺔ، ﺧـﺼـﻮﺻـﴼ أن اﻟــﻮﺣــﺪات اﳌﺴﻠﺤﺔ ﻟــﻴــﺴــﺖ ﻣـــﺪرﺑـــﺔ ﻟــﺤــﻔــﻆ اﻷﻣـــــﻦ، ﺑﻞ ﳌﺤﺎرﺑﺔ اﻷﻋــﺪاء، أﻛﺎن ذﻟﻚ إرﻫﺎﺑﴼ أو ﺟﻴﻮﺷﴼ ﻣﻌﺎدﻳﺔ. وﻳﺘﻔﻖ اﻟﻴﻤﲔ واﻟـــﻴـــﺴـــﺎر ﻋــﻠــﻰ اﻧـــﺘـــﻘـــﺎد ﺧـــﻴـــﺎرات ﻣــــــﺎﻛــــــﺮون اﻷﻣـــــﻨـــــﻴـــــﺔ. وﻗـــــــﺪ زادت اﳌـﺨـﺎوف ﺑﻌﺪ اﻟﺘﺼﺮﻳﺤﺎت اﻟﺘﻲ ﺻــــﺪرت أﻣــــﺲ ﻋـــﻦ ﺣــﺎﻛــﻢ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺑـــــﺎرﻳــــــﺲ اﻟـــﻌـــﺴـــﻜـــﺮﻳـــﺔ اﻟــــﺠــــﻨــــﺮال ﺑــــﺮوﻧــــﻮ ﻟــــﻮرﻳــــﻪ اﻟـــــــﺬي أﻋــــﻠــــﻦ ﻓــﻲ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت ﻹذاﻋﺔ »ﻓﺮاﻧﺲ أﻧﻔﻮ« أﻣـــﺲ أن وﺣـــــﺪات اﻟــﺠــﻴــﺶ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗــﺼــﻞ إﻟـــﻰ ﻣــﺮﺣــﻠــﺔ ﻓــﺘــﺢ اﻟــﻨــﺎر ﻋﻠﻰ اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ. وﻗــﺎل اﻟﺠﻨﺮال اﳌﺬﻛﻮر ﻣﺎ ﺣﺮﻓﻴﺘﻪ: »إن اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎت اﳌﻌﻄﺎة )ﻟﻠﻮﺣﺪات اﳌﺴﻠﺤﺔ( ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﺪﻗﺔ، وﻟﺪﻳﻬﺎ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻛﺎﻓﺔ ﻟﻠﺮد ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺗﻬﺪﻳﺪ، وﻫﺬا ﻗﺪ ﻳﺼﻞ إﻟﻰ إﻃـــﻼق اﻟــﻨــﺎر«. وأﺿـــﺎف اﻟـﺠـﻨـﺮال ﺑـﺮوﻧـﻮ ﻟﻮﻟﻴﻪ أﻧــﻪ ﺑـﻮﺳـﻊ اﻟﺠﻨﻮد »إﻃﻼق اﻟﺘﺤﺬﻳﺮات، واﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﺘﻬﺪﻳﺪات ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ اﳌﻼﺋﻢ«.
وﻓﻲ ﺟﻤﻠﺘﻲ اﻟﺤﺎﻛﻢ اﻟﻌﺴﻜﺮي اﻷﺧـﻴـﺮﺗـﲔ ﺑـﻴـﺖ اﻟـﻘـﺼـﻴـﺪ، ذﻟــﻚ أن ﻣـﻦ ﻳﺘﺤﺪث ﻋـﻦ إﻃــﻼق اﻟـﻨـﺎر ﻋﻠﻰ اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﻳﻌﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻋﻴﻨﻪ ﺳــﻘــﻮط ﻗــﺘــﻠــﻰ وﺟـــﺮﺣـــﻰ، واﻟــﺤــﺎل أن ﻋـﺸـﺮات اﻟـﺠـﺮﺣـﻰ ﺳﻘﻄﻮا ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺔ اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت، وﻟﺪى ﺳﻘﻮط أي ﺟــﺮﻳــﺢ ﻛــﺎﻧــﺖ أﺻــﺎﺑــﻊ اﻻﺗــﻬــﺎم ﺗـــﻨـــﺼـــﺐ ﻋــــﻠــــﻰ اﻟـــــﻘـــــﻮى اﻷﻣــــﻨــــﻴــــﺔ، ﺧﺼﻮﺻﴼ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ اﻟﻘﻨﺎﺑﻞ اﻟﺼﻮﺗﻴﺔ ﻟﺘﻔﺮﻳﻖ اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ، أو إﻃﻼق اﻟﺮﺻﺎص اﳌﻄﺎﻃﻲ. واﻟﺤﺎل أن اﻟﺠﻴﺶ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ أن ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ إﻻ ﺑــﺎﻟــﺸــﺪة ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋـﻠـﻰ ﻫﻴﺒﺘﻪ، وإذا ﻟــﺠــﺄ ﺣــﻘــﻴــﻘــﺔ ﻹﻃــــــﻼق اﻟــﻨــﺎر ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻋﻠﻰ اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ، ﻓﺈن ذﻟﻚ ﺳﻴﺜﻴﺮ أزﻣﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﻨﺘﺎﺋﺠﻬﺎ.
اﻟـﻼﻓـﺖ ﻓـﻲ ردود اﻟﻔﻌﻞ ﻋﻠﻰ اﺳـــﺘـــﺪﻋـــﺎء اﻟــــﻮﺣــــﺪات اﻟــﻌــﺴــﻜــﺮﻳــﺔ ﺷﺒﻪ اﻹﺟﻤﺎع اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ إداﻧﺔ اﻟــﺨــﻄــﻮة اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﻴــﺔ، واﻟـﺘـﺤـﺬﻳـﺮ ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻃﺮﻫﺎ. ﻣﻦ ﻫﻨﺎ، ﻣﺴﺎرﻋﺔ وزﻳﺮة اﻟﺪﻓﺎع ﻓﻠﻮراﻧﺲ ﺑﺎرﻟﻲ إﻟﻰ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻃﻤﺄﻧﺔ اﳌﺤﺘﺠﲔ، ﺑﻘﻮﻟﻬﺎ أﻣـــﺲ إﻧـــﻪ »ﻻ ﻳـﺨـﻄـﺮ ﺑــﺬﻫــﻦ أﺣــﺪ أن ﻳــﻮﺿــﻊ اﻟــﺠــﻴــﺶ ﻓــﻲ ﻣـﻮاﺟـﻬـﺔ اﳌﺤﺘﺠﲔ«. وﺑﺤﺴﺐ ﺑﺎرﻟﻲ، ﻓﺈن ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺠﻨﻮد ﻏﺮﺿﻪ »ﺗﺨﻔﻴﻒ اﻷﻋﺒﺎء ﻋﻦ اﻟﺸﺮﻃﺔ ورﺟﺎل اﻟﺪرك، وﻫــــﻲ ﻣــﻬــﻤــﺎت ﻳــﻘــﻮﻣــﻮن ﺑــﻬــﺎ ﻓﻲ إﻃــــــﺎر ﻣــﻜــﺎﻓــﺤــﺔ اﻹرﻫـــــــــــﺎب«. ﺑـﻴـﺪ أن ﻫــــﺬا اﻟـــﻘـــﻮل ﻟـــﻢ ﻳــﻄــﻤــﺌــﻦ أﺣـــﺪﴽ ﻷن ﺳـﻴـﻨـﺎرﻳـﻮ اﳌــﻮاﺟــﻬــﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﺳﺘﺒﻌﺎده، وﻷن اﳌﻘﺎرﻧﺔ ﺑﲔ ﺣﻔﻆ اﻷﻣـﻦ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺣﺼﻮل ﻣﻈﺎﻫﺮة وﻣــﻼﺣــﻘــﺔ اﻹرﻫـــــــﺎب ﻻ ﺗـﺴـﺘـﻘـﻴـﻢ. وﺣــــﺘــــﻰ اﻵن، ﻛــــﺎﻧــــﺖ اﻟـــــﻮﺣـــــﺪات اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺗﺘﻮﻟﻰ ﻣﻨﺬ ﻋـﺎم ٥١٠٢ ﺣــﻤــﺎﻳــﺔ أﻣــﺎﻛــﻦ اﻟــﻌــﺒــﺎدة واﳌــﻮاﻗــﻊ اﻟﺤﺴﺎﺳﺔ، ﻛـﺎﳌـﻄـﺎرات وﻣﺤﻄﺎت اﻟﻘﻄﺎرات، وأﻳﻀﴼ أﻣﺎﻛﻦ اﻟﺘﺠﻤﻊ اﻟﺴﻴﺎﺣﻲ، ﻣﺜﻞ ﺟﺎدة اﻟﺸﺎﻧﺰﻟﻴﺰﻳﻪ وﻣﺘﺤﻒ اﻟﻠﻮﻓﺮ وﺑﺮج إﻳﻔﻞ وﻗﻮس اﻟــﻨــﺼــﺮ واﳌــﺤــﻄــﺎت اﻟـﻜـﻬـﺮﺑـﺎﺋـﻴـﺔ، ﻟﻜﻦ ﻫﺬا ﻛﻠﻪ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ. وﻳﺘﺬﻛﺮ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻮن ﺣﺎدﺛﺔ ﻣﻘﺘﻞ اﻟﻄﺎﻟﺐ ﻣﺎﻟﻚ أوﺳﻜﲔ ﻓﻲ اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎت ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻣﻈﺎﻫﺮة ﻃﻼﺑﻴﺔ ﻓـﻲ اﻟـﺤـﻲ اﻟﻼﺗﻴﻨﻲ، وﻣﺎ أﺛﺎرﺗﻪ وﻗﺘﻬﺎ ﻣﻦ أزﻣﺎت ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ. وﻻ ﺷﻚ أن اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﳌﺰﻳﺪ ﻣﻤﺎ ﺗﻌﺮﻓﻪ ﻣـﻦ أزﻣــﺎت، ﻟﻜﻦ أوﻟـــﻮﻳـــﺘـــﻬـــﺎ اﻟــــﻴــــﻮم إﻋــــــــﺎدة ﻓـــﺮض اﻟﻨﻈﺎم، وإﻋﻼء ﻫﻴﺒﺔ اﻟﺪوﻟﺔ، ﻣﻤﺎ ﻳﺪﻓﻌﻬﺎ ﻟــ»اﳌـﺨـﺎﻃـﺮة« ﺑﺎﺳﺘﺪﻋﺎء وﺣـــــــــﺪات اﻟــــﺠــــﻴــــﺶ، ﻓـــﻬـــﻞ ﺳــﻴــﻤــﺮ اﻟﺴﺒﺖ اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﻲ اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﺑﺴﻼم أم أن دورة اﻟﻌﻨﻒ ﺳﺘﻨﺘﻘﻞ ﻣــﻦ ﺟــــﺎدة اﻟــﺸــﺎﻧــﺰﻟــﻴــﺰﻳــﻪ اﻟــﺘــﻲ ﻟﻢ ﺗﻨﺘﻪ ﻣــﻦ إﺻـــﻼح ﻣــﺎ أﺻـﺎﺑـﻬـﺎ ﻣﻦ ﺗـــﺪﻣـــﻴـــﺮ إﻟـــــﻰ ﺷــــــــﻮارع أﺧـــــــﺮى ﻓـﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ واﳌﺪن اﻷﺧﺮى؟