Asharq Al-Awsat Saudi Edition

اﻟﻄﺎﻗﺔ اﳌﺘﺠﺪدة: اﻷردن ﺿﺤﻴﺔ ﻧﺠﺎﺣﻪ؟

- * اﻷﻣﲔ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻤﻨﺘﺪى اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﺒﻴﺌﺔ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ )أﻓﺪ( ورﺋﻴﺲ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﻣﺠﻠﺔ »اﻟﺒﻴﺌﺔ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ«

»اﻷردن ﺿﺤﻴﺔ ﻧﺠﺎﺣﻪ«، ﻫﺬا ﻛﺎن ﻋﻨﻮان ﻣﻘﺎل ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺔ ﻋﺎﳌﻴﺔ ﻣﺨﺘﺼﺔ ﺑـﻘـﻮاﻧـﲔ اﻟـﻄـﺎﻗـﺔ، ﻋﻘﺐ ﻗــﺮار اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻷردﻧـــــ­ـﻴــــــﺔ إﻳــــﻘـــ­ـﺎف ﻣـــﻨـــﺢ اﻟـــﺘـــﺮ­اﺧـــﻴـــﺺ ﳌـﺸـﺮوﻋـﺎت اﻟـﻄـﺎﻗـﺔ اﳌــﺘــﺠــ­ﺪدة. ﻓﺎﻟﻘﺮار اﳌـــﻔـــﺎ­ﺟـــﺊ ﺟــــــﺎء ﻓــــﻲ وﻗـــــــﺖ وﺻــــــﻞ ﻓـﻴـﻪ ﻗﻄﺎع اﻟﻄﺎﻗﺔ اﳌﺘﺠﺪدة ﻓﻲ اﻷردن إﻟﻰ ﻣــﺴــﺘــﻮ­ﻳــﺎت ﻣــﺘــﻘــﺪ­ﻣــﺔ، واﺣــﺘــﻞ ﺻـــﺪارة ﻣﻨﺘﺪﻳﺎت اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻛﻘﺼﺔ ﻧﺠﺎح ﺑﺎﻫﺮة. وﺟﺎءت ﻫﺬه اﻟﺨﻄﻮة ﺑﻌﺪ ﺳﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺮار ﻣﻤﺎﺛﻞ، أﻟﻐﻰ اﻷردن ﺑﻤﻮﺟﺒﻪ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺘﺴﻬﻴﻼت اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﻟﺘﺸﺠﻴﻊ اﻟـــﺴـــﻴ­ـــﺎرات اﻟــﻜــﻬــ­ﺮﺑــﺎﺋــﻴـ­ـﺔ واﻟــﻬــﺠـ­ـﻴــﻨــﺔ، ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗﺠﺎوزت ﻧﺴﺒﺘﻬﺎ أﻋﻠﻰ اﳌﻌﺪﻻت اﻟـﻌـﺎﳌـﻴـ­ﺔ، اﻷﻣـــﺮ اﻟـــﺬي ﺟـﻌـﻞ ﻣــﻦ اﻷردن ﻣـــﺜـــﺎﻻ ﻳــﺤــﺘــﺬ­ى ﺑـــﲔ دول اﳌــﻨــﻄــ­ﻘــﺔ ﻓﻲ اﻟـﺘـﺤـﻮل إﻟــﻰ وﺳـﺎﺋـﻞ ﻧﻘﻞ أﻧـﻈـﻒ. ﻓﻬﻞ ﻫﻨﺎك ﻣﺎ ﻳﺒﺮر ﻫﺬه اﻟﺘﺮاﺟﻌﺎت اﳌﺘﺘﺎﻟﻴﺔ، وﳌﺎذا ﻳﻀﺮب ﺑﻠﺪ ﻧﺠﺎﺣﻪ ﺑﻴﺪه؟

أدت ﺳــﻴــﺎﺳــ­ﺎت اﻟــﻄــﺎﻗـ­ـﺔ اﳌـﺘـﺠـﺪدة اﳌﺘﻄﻮرة ﻓﻲ اﻷردن، اﻟﺘﻲ اﻋﺘﻤﺪت ﻋﺎم ٢١٠٢، إﻟـــﻰ ﺗــﻘــﺪم ﺳــﺮﻳــﻊ ﻓــﻲ اﻟـﻘـﻄـﺎع، إذ وﺻﻞ ﺗﻮﻟﻴﺪ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء ﻣﻦ اﻟﺸﻤﺲ واﻟــــﺮﻳـ­ـــﺎح إﻟــــﻰ أﻟــــﻒ ﻣـــﻴـــﻐـ­ــﺎواط. وﻛـــﺎن ﻣــﻦ اﳌــﺘــﻮﻗـ­ـﻊ، ﻟــﻮ اﺳـﺘـﻤـﺮ ﻧـﻤـﻮ اﻟـﻘـﻄـﺎع ﺑﺎﻟﻮﺗﻴﺮة ﻧﻔﺴﻬﺎ، أن ﺗﺼﻞ ﺣﺼﺔ إﻧﺘﺎج اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء ﻣﻦ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﳌﺘﺠﺪدة إﻟﻰ ٥٢ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﺳـﻨـﺔ ٠٢٠٢، و٠٥ ﻓــﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ ﺳﻨﺔ ٠٣٠٢. وﺗﻤﺜﻞ اﻟﺸﻤﺲ واﻟـﺮﻳـﺎح اﳌـــﺼـــﺪ­ر اﳌــﺤــﻠــ­ﻲ اﻟـــﺮﺧـــ­ﻴـــﺺ اﻟــﻮﺣــﻴـ­ـﺪ ﻟـﻠـﻄـﺎﻗـﺔ ﻓــﻲ اﻷردن، اﻟـــﺬي ﻳﻔﺘﻘﺮ إﻟـﻰ اﻟﻨﻔﻂ واﻟﻐﺎز واﻟﻔﺤﻢ اﻟﺤﺠﺮي. وﻛﺎن ﻧﺠﺎح اﺳﺘﻐﻼل اﻟﻄﺎﻗﺎت اﳌﺘﺠﺪدة أدى إﻟﻰ ﻓﺘﺢ ﻧﺎﻓﺬة أﻣﻞ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎد اﻷردﻧﻲ، اﻟـــــﺬي ﻳــﻌــﺘــﻤ­ــﺪ ﻋــﻠــﻰ اﺳـــﺘـــﻴ­ـــﺮاد اﻟــﻨــﻔــ­ﻂ واﻟﻐﺎز. وﺗﺼﺒﺢ اﳌﺴﺄﻟﺔ أﻛﺜﺮ ﺟﺎذﺑﻴﺔ ﺣﲔ ﻧﻌﺮف أن ﻛﻠﻔﺔ إﻧﺘﺎج اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء ﻣﻦ اﻟﺸﻤﺲ واﻟﺮﻳﺎح ﻓﻲ اﻷردن ﺣﺎﻟﻴﴼ ﺗﻘﻞ ﻋﻦ أي ﻣﺼﺪر آﺧﺮ.

اﻟﺤﺠﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﻋﺘﻤﺪﺗﻬﺎ اﻟــﺤــﻜــ­ﻮﻣــﺔ اﻷردﻧــــﻴ­ــــﺔ ﻓـــﻲ ﻗــــﺮارﻫـ­ـــﺎ ﻫﻲ أن اﻟـــﺸـــﺒ­ـــﻜـــﺔ اﻟـــﺤـــﺎ­ﻟـــﻴـــﺔ ﻻ ﺗــﺴــﺘــﻮ­ﻋــﺐ ﻣــﺰﻳــﺪﴽ ﻣــﻦ إﻣــــــﺪا­دات اﻟــﻜــﻬــ­ﺮﺑــﺎء. وﻫــﺬا ﻳــﻄــﺮح اﻟــﺘــﺴــ­ﺎؤل اﳌـــﺸـــﺮ­وع ﻋـــﻦ ﺳﺒﺐ اﻻﺳــﺘــﻤـ­ـﺮار ﻓــﻲ اﻹﻧـــﺘـــ­ﺎج ﻣــﻦ ﻣـﺤـﻄـﺎت ﺗﻌﻤﻞ ﺑــﺎﻟــﻮﻗـ­ـﻮد اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي اﳌـﺴـﺘـﻮرد، ﻣﻦ ﻧﻔﻂ وﻏﺎز، ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻟﺤﻞ اﳌﻨﻄﻘﻲ ﻓﻲ ﺗﺨﻔﻴﻒ ﻃﺎﻗﺘﻬﺎ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻟﺘﺤﻞ ﻣﺤﻠﻬﺎ، ﺗـﺪرﻳـﺠـﻴـ­ﴼ، اﻟـﻜـﻬـﺮﺑـ­ﺎء اﳌﻨﺘﺠﺔ ﻣـﻦ اﻟﺸﻤﺲ واﻟــﺮﻳــﺎ­ح. ﻓـﻜـﺄن اﳌﻘﺼﻮد ﺣـﻤـﺎﻳـﺔ ﻣـﺤـﻄـﺎت اﻟـﻜـﻬـﺮﺑـ­ﺎء اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ اﳌﻜﻠﻔﺔ واﳌـﻠـﻮﺛـﺔ، ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب اﻟﻄﺎﻗﺔ اﳌﺘﺠﺪدة اﻟﺮﺧﻴﺼﺔ واﻟﻨﻈﻴﻔﺔ.

ﺑــــﲔ ﻋـــﺎﻣـــﻲ ٤٠٠٢ و١١٠٢، ﻛـــﺎن اﻷردن ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻈﻢ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻪ ﻣﻦ اﻟﻐﺎز ﻟﺘﻮﻟﻴﺪ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء، ﻣﻦ ﻣﺼﺮ، ﺑﺄﺳﻌﺎر ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ. ﻟﻜﻦ ﺿﺦ اﻟﻐﺎز ﺗﻮﻗﻒ ﺳﻨﺔ ١١٠٢ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻔﺠﻴﺮ اﻷﻧﺎﺑﻴﺐ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺗﺨﺮﻳﺐ ﻣـﺘـﻜـﺮرة ﻓـﻲ ﺳﻴﻨﺎء، وﻣﺎ ﺗﺒﻌﻪ ﻣﻦ رﻓﻊ ﻟﻸﺳﻌﺎر، واﻟﺘﺰاﻣﺎت ﻣــﺼــﺮﻳــ­ﺔ أﺧــــﺮى أﺧـــــﺮت إﻋـــــﺎدة اﻟــﻀــﺦ. اﺿﻄﺮار اﻷردن ﺧـﻼل ﻫـﺬه اﻟﻔﺘﺮة إﻟﻰ دﻓﻊ أﺳﻌﺎر ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﺟﺪﴽ ﻻﺳﺘﻴﺮاد اﻟﻐﺎز اﳌﺴﻴﻞ واﻟﻨﻔﻂ ﻣﻦ ﻣﺼﺎدر أﺧﺮى ﻛﺎن ﻟﻪ أﺛﺮ إﻳﺠﺎﺑﻲ، إذ ﺷﻬﺪ ﺗﺤﻮﻻ ﺳﺮﻳﻌﴼ إﻟــﻰ اﻟــﻄــﺎﻗـ­ـﺎت اﳌــﺘــﺠــ­ﺪدة، ﺳﺒﻘﻪ وﺿـﻊ ﻗﻮاﻧﲔ وأﻃـﺮ ﻧﺎﻇﻤﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ، ﻣﺎ ﺟﺬب اﺳﺘﺜﻤﺎرات ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ ﺷﺮﻛﺎت ﻋﺎﳌﻴﺔ وﺣـــﻈـــﻲ ﺑـــﺪﻋـــﻢ ﻣــــﻦ ﺻـــﻨـــﺎد­ﻳـــﻖ ﺗـﻨـﻤـﻴـﺔ إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ودوﻟﻴﺔ، ﺑﺤﻴﺚ اﻧﺨﻔﻀﺖ ﻛﻠﻔﺔ اﻹﻧﺘﺎج ﻟﺘﻨﺎﻓﺲ أي ﻣﺼﺪر آﺧﺮ ﻟﻠﻄﺎﻗﺔ.

اﳌﺸﻬﺪ ﺑــﺪأ ﻳﺘﻐﻴﺮ اﻟـﻌـﺎم اﳌﺎﺿﻲ، ﺣـــــﲔ وﻗــــــــ­ﻊ اﻷردن ﻋــــﻘــــ­ﺪﴽ ﻣـــــﻊ ﺷــﺮﻛــﺔ أﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺗﺴﺘﺜﻤﺮ ﺣﻘﻼ ﻟﻠﻐﺎز ﻳﻘﻊ ﻓﻲ اﻟﺤﻮض اﳌﻘﺎﺑﻞ ﻹﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻓﻲ اﳌﺘﻮﺳﻂ، ﻟﺘﺰوﻳﺪﻫﺎ ﺑﺜﻼﺛﺔ ﻣﻠﻴﺎرات ﻣﺘﺮ ﻣﻜﻌﺐ ﺳﻨﻮﻳﴼ ﻟﻔﺘﺮة ٥١ ﺳﻨﺔ، اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ٠٢٠٢، وﻣﺎ ﻟﺒﺜﺖ ﻣﺼﺮ أن أﻋﻠﻨﺖ أﻧﻬﺎ ﺳــﺘــﺴــﺘ­ــﺄﻧــﻒ ﺿـــﺦ اﻟـــﻐـــﺎ­ز إﻟـــــﻰ اﻷردن ﺳــﻨــﺔ ٩١٠٢، وذﻟــــﻚ ﺑــﺄﺳــﻌــ­ﺎر ﻣﺨﻔﻀﺔ ﻟﻠﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋــﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﺨﺴﺎﺋﺮ اﻟﺘﻲ ﺳﺒﺒﻬﺎ ﻋـــﺪم ﻣـﺘـﺎﺑـﻌـﺔ اﻟـﻌـﻘـﺪ اﻟـﺴـﺎﺑـﻖ، ﺣـــﺘـــﻰ ﻳـــﺼـــﻞ ﺗـــﺪرﻳـــ­ﺠـــﻴـــﴼ إﻟـــــــﻰ ﻧــﺼــﻒ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﻷردن.

وﻳــﻈــﻬــ­ﺮ ﺣــﺴــﺎب ﺑــﺴــﻴــﻂ ﻟــﻸرﻗــﺎم اﳌـﻌـﻠـﻨـﺔ أن ﻛـﻤـﻴـﺎت اﻟــﻐــﺎز اﻟــﺘــﻲ ارﺗـﺒـﻂ اﻷردن ﺑﺸﺮاﺋﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻘﻮد ﻃﻮﻳﻠﺔ اﻷﺟـــﻞ ﺗـﻔـﻮق ﺣـﺎﺟـﺘـﻪ اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﺑﻤﻘﺪار ٠٥ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ. ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﺘﺒﲔ أن اﳌﺸﻜﻠﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻲ ﻣﺤﻄﺎت اﻟﺸﻤﺲ واﻟـﺮﻳـﺎح، ﺑـــﻞ ﻓـــﻲ ﻓـــﺎﺋـــﺾ إﻧـــﺘـــﺎ­ج اﻟـــﻜـــﻬ­ـــﺮﺑـــﺎء ﻣـﻦ اﻟــﻐــﺎز. وﻣــﻊ أن اﻟــﺘــﺤــ­ﻮل إﻟــﻰ اﻟـﻄـﺎﻗـﺎت اﳌﺘﺠﺪدة وإﻳﻘﺎف ﻣﺤﻄﺎت اﻟﻐﺎز ﺗﺒﺎﻋﴼ ﻛﺎن اﻟﺤﻞ اﳌﻨﻄﻘﻲ اﻷرﺧﺺ واﻷﻧﻈﻒ، إﻻ أن اﻻرﺗﺒﺎط ﺑﺸﺮاء ﻛﻤﻴﺎت إﻏﺮاﻗﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻐﺎز ﻛﺎن وراء ﻗﺮار ﻳﺠﺎﻓﻲ اﳌﻨﻄﻖ. ﻟﻜﻦ اﻟﻄﺎﻗﺎت اﳌﺘﺠﺪدة ﻛﺎﻧﺖ »اﻟﺤﻠﻘﺔ اﻷﺿـــــﻌـ­ــــﻒ«، وﺑـــﺎﻟـــ­ﺘـــﺎﻟـــﻲ أﻣـــﻜـــﻦ إﻟـــﻐـــﺎ­ء ﻋﻘﻮدﻫﺎ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ، ﻓﻲ وﻗﺖ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ اﳌﺘﻨﺎول إﻟﻐﺎء ﻋﻘﻮد اﻟﻐﺎز ﺑﻼ ﻋﻘﻮﺑﺎت وﻏﺮاﻣﺎت.

ﻳﺒﻘﻰ ﺳﺆال ﻣﺤﻴﺮ: ﳌﺎذا ﺗﻢ اﻻﻟﺘﺰام ﺑﻬﺬا اﻟﻔﺎﺋﺾ ﻣﻦ اﻟﻐﺎز اﳌﺴﺘﻮرد ﻵﺟﺎل ﻃﻮﻳﻠﺔ؟ اﻟﻐﺎﻟﺐ أﻧﻨﺎ ﻟﻦ ﻧﺠﺪ اﻟﺠﻮاب ﻓﻲ ﺳﻴﺎﺳﺎت اﻟﻄﺎﻗﺔ، وﻻ ﻓﻲ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﺒﻴﺌﺔ أو ﻗﻮاﻋﺪ اﻻﻗﺘﺼﺎد، ﺑﻞ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن آﺧﺮ.

ﺳﻮق اﻟﻄﺎﻗﺔ اﳌﺘﺠﺪدة ﻓﻲ اﻷردن ﻟﻦ ﺗﻌﻮد ﻟﻔﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪ ﻣــﻦ ازدﻫــــــ­ﺎر. ﻓــﺎﻟــﻀــ­ﺮﺑــﺔ اﻟــﻜــﺒــ­ﺮى اﻟـﺘـﻲ ﺗﻠﻘﺎﻫﺎ ﻫﻲ إﺷﺎرة ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﺜﻤﺮﻳﻦ ﺑﻌﺪم اﺳﺘﻘﺮار اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎت. وﻗﺪ ﻳﻜﻮن اﻟــﺤــﻞ اﻟــﻮﺣــﻴـ­ـﺪ اﳌــﺘــﺎح ﺗـﺼـﺪﻳـﺮ ﻓﺎﺋﺾ اﻟـــﻜـــﻬ­ـــﺮﺑـــﺎء اﳌــﻨــﺘــ­ﺠــﺔ إﻟـــــﻰ اﻟــﺴــﻌــ­ﻮدﻳــﺔ واﻟـــــﻌـ­ــــﺮاق وﺳـــــﻮرﻳ­ـــــﺎ وﻟــــﺒـــ­ـﻨــــﺎن، ﻣــــﺎ ﻗـﺪ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺎﺳﺘﺌﻨﺎف ﻣﺸﺮوﻋﺎت اﻟﻄﺎﻗﺔ اﳌﺘﺠﺪدة. وإذا ﻛـﺎن ﻟـﺪى ﺑﻌﺾ اﻟـﺪول ﺗﺤﻔﻈﺎت ﻋﻠﻰ ﺷﺮاء اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء اﻷردﻧﻴﺔ اﳌﻮﻟﺪة ﻣﻦ ﻏﺎز ﻻ ﺗﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺪره، ﻳــﻤــﻜــﻦ ﺣــﺼــﺮ اﻟــﺘــﺼــ­ﺪﻳــﺮ ﺑــﺎﻟــﻜــ­ﻬــﺮﺑــﺎء اﳌﻮﻟﺪة ﻣﻦ اﻟﻄﺎﻗﺎت اﳌﺘﺠﺪدة، اﳌﺤﻠﻴﺔ و»اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ«. وﻳﺒﺪو أن ﻫـﺬا اﻻﻗﺘﺮاح، اﻟــــﺬي ﻗــﺪﻣــﻨــ­ﺎه ﻋــﻨــﺪ اﻹﻋـــــﻼن ﻋــﻦ وﻗــﻒ ﺗﺮاﺧﻴﺺ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﳌﺘﺠﺪدة، ﺑـﺪأ ﻳﻠﻘﻰ ﻗﺒﻮﻻ. وﻇﻬﺮ ﻫﺬا ﻓﻲ اﻧﻄﻼق اﻟﺒﺤﺚ، ﻋــﻠــﻰ أﻋــﻠــﻰ اﳌــﺴــﺘــ­ﻮﻳــﺎت، ﺣـــﻮل ﺗــﺒــﺎدل ﻓــﺎﺋــﺾ اﻟــﻜــﻬــ­ﺮﺑــﺎء واﳌـــﻴـــ­ﺎه ﺑــﲔ اﻷردن وﻟﺒﻨﺎن.

ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺤﻞ اﻟﻌﻤﻠﻲ اﻟﺬي ﻳﺤﻤﻲ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ، إذ إن اﺳﺘﻴﺮاد اﻟﻐﺎز ﻟﻦ ﻳﺪوم، ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻟﺸﻤﺲ واﻟﺮﻳﺎح إﻧﺘﺎج ﻣﺤﻠﻲ.

ﻛﻞ ﻣﺎ ﻋـﺪا ﻫـﺬا ﻳﻌﻨﻲ ﻣـﻮت أﺣﻼم اﻟﻄﺎﻗﺔ اﳌﺘﺠﺪدة ﻓﻲ اﻷردن.

 ??  ?? ﻧﺠﻴﺐ ﺻﻌﺐ *
ﻧﺠﻴﺐ ﺻﻌﺐ *

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia