أودﻳﺖ دﻳﻨﻴﺲ... ﻣﺼﻮرة دﻧﻤﺎرﻛﻴﺔ ﻏﻴﺮت زﻳﺎرة إﻟﻰ اﻷردن ﻣﺴﺎرﻫﺎ
»أودي« ﻗـــﺼـــﺔ ﻣـــﺜـــﻴـــﺮة ﺑـــــﺪأت ﺧﻼل إﺟـﺎزة ﺻﻴﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﺰﻳﺮة إﻟﺒﺎ اﻹﻳـﻄـﺎﻟـﻴـﺔ. ﻓـﻲ ﻳــﻮم ﻣﺸﻤﺲ، ذﻫﺒﺖ ﻓﻴﻪ اﳌــﺼــﻮرة اﻟﻔﻮﺗﻮﻏﺮاﻓﻴﺔ أودﻳــﺖ دﻳـﻨـﻴـﺲ ﻻﻟـﺘـﻘـﺎط ﺻــﻮر ﺧـﺎﺻـﺔ ﺑﻬﺎ أرادﺗﻬﺎ أن ﺗﻜﻮن ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻤﺎ ﺗﻘﻮم ﺑــــﻪ ﻋـــــــﺎدة ﻟـــﻠـــﻤـــﺠـــﻼت، ﺣـــﻴـــﺚ ﺗــﻜــﻮن ﻣﻠﺰﻣﺔ ﺑﺎﺣﺘﺮام رؤﻳﺔ اﳌﺨﺮج وﻣﺪﻳﺮ اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ وﺗﻮﺟﻪ اﳌﺠﻠﺔ. ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه ﻓــﺮﺻــﺘــﻬــﺎ ﻟــﻜــﻲ ﺗـــﺨـــﺮج ﻋـــﻦ اﻟــﻨــﺺ، وﺗﻜﺘﺐ ﻓﺼﻼ ﺟـﺪﻳـﺪﴽ. ﺗﻘﻮل: »أردت أن ﺗــﻜــﻮن ﻫـــﺬه ﻓــﺮﺻــﺔ ﻟـﻼﺑـﺘـﻌـﺎد ﻋﻦ اﻟــــﺮوﺗــــﲔ، واﻹﻳــــﻘــــﺎع اﻟـــﺴـــﺮﻳـــﻊ اﻟـــﺬي ﺗـــﻔـــﺮﺿـــﻪ ﻋـــﻠـــﻲ اﻟـــﺤـــﻴـــﺎة، واﻟــﺘــﺮﻛــﻴــﺰ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ وأﺳـﻠـﻮﺑـﻲ ﻓـﻲ اﳌﻘﺎﺑﻞ«. وﺑـﺎﻟـﻔـﻌـﻞ، ﺳـﺎﻋـﺪﺗـﻬـﺎ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺤﺬ ﻃﺎﻗﺘﻬﺎ، اﻟﻔﻨﻴﺔ واﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮاء.
ﺑﻌﺪ ﻋﻮدﺗﻬﺎ إﻟﻰ ﺑﻠﺪﻫﺎ اﻷم، ﺑﺪأت ﺗـﻨـﻔـﺬ ﻣــﺎ ﻓــﻜــﺮت ﺑـــﻪ، ﻣــﻦ ﺧـــﻼل إﻗـﺎﻣـﺔ ﻣﻌﺎرض ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻘﻮل إن ﻫﺬه اﻟﺮﺣﻠﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺎ ﻏﻴﺮ رؤﻳﺘﻬﺎ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﻓـﺤـﺴـﺐ، ﺑــﻞ ﻛــﺎﻧــﺖ رﺣــﻠــﺔ ﻗــﺎﻣــﺖ ﺑﻬﺎ إﻟــﻰ اﻷردن، وﺗـﺤـﺪﻳـﺪﴽ إﻟــﻰ ﻣﺨﻴﻤﺎت اﻟﺰﻋﺘﺮي.
ﻛــــﺎن ذﻟــــﻚ ﻓـــﻲ ﻋــــﺎم ٤١٠٢، ﺣﲔ ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺧﻴﺮﻳﺔ داﻧﻤﺎرﻛﻴﺔ اﻟﺬﻫﺎب إﻟﻰ اﻷردن، ﻣﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﳌﻮﺳﻴﻘﻴﲔ واﻟﻔﻨﺎﻧﲔ، ﺿﻤﻦ ﺣﻤﻠﺔ إﻧــﺴــﺎﻧــﻴــﺔ ﻫــﺪﻓــﻬــﺎ إدﻣـــــﺎج اﻟـﻼﺟـﺌـﲔ اﻟــﺴــﻮرﻳــﲔ ﻣـــﻦ ﺧـــﻼل اﻟـــﻔـــﻦ. ﺗـﺸـﺮح أودﻳـــــﺖ: »ﻛــــﺎن ﻋـﻠـﻴـﻨـﺎ ﻓــﻘــﻂ ﻣﻨﺤﻬﻢ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻤﺎ ﻳﻌﺘﻤﻞ ﺑﺪاﺧﻠﻬﻢ ﻣـــﻦ ﺧـــﻼل اﳌــﻮﺳــﻴــﻘــﻰ أو اﻟـــﺮﺳـــﻢ أو اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ. ﻓﺎﻟﻔﻦ أداة ﻗﻮﻳﺔ ﻟﻠﻐﻮص ﻓﻲ اﻷﻋﻤﺎق واﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ اﻟﻨﻔﺲ«. ﺗــﺬﻛــﺮ ﺟــﻴــﺪﴽ ﻃــﻔــﻼ أﺛـــﺮ ﻓـﻴـﻬـﺎ ﻛـﺜـﻴـﺮﴽ، ﻛــــﺎن »اﺳـــﻤـــﻪ أﺣـــﻤـــﺪ، وﻛــــﺎن ﺧــﺠــﻮﻻ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ«، ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮل »ﻟﻜﻦ ﻣﺎ إن أﻣﺴﻚ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻴﺮا ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﺤﻮل إﻟﻰ إﻧـﺴـﺎن ﻣﺘﻔﺎﻋﻞ ﻳﻄﺮح أﺳﺌﻠﺔ ذﻛﻴﺔ ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ ﻣﻮﻫﺒﺔ دﻓﻴﻨﺔ«.
ﻋــﻨــﺪﻣــﺎ ﻋـــــﺎدت إﻟــــﻰ أﻣـــﺴـــﺘـــﺮدام، ﻧـﻈـﻤـﺖ ﻣــﻊ ﻣــﺼــﻮرة أﺧـــﺮى راﻓﻘﺘﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﺨﻴﻢ اﻟﺰﻋﺘﺮي ﺑﺎﻷردن ﻣﻌﺮﺿﴼ اﺳﺘﻌﺮﺿﺘﺎ ﻓﻴﻪ ﺻﻮرﴽ اﻟﺘﻘﻄﻬﺎ ﻫﺆﻻء اﻷﻃــﻔــﺎل ﻟﻴﻌﺒﺮا ﺑﻬﺎ ﻋـﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﻢ. وﻋــــــﻦ ذﻟــــــﻚ ﺗــــﻘــــﻮل: »ﻛـــــــﺎن ﻻﻓــــﺘــــﴼ ﻓــﻲ ﺻﻮرﻫﻢ ﻣﺪى اﻟﺘﻔﺎؤل واﻟﺸﻘﺎوة اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻤﻴﺰون ﺑﻬﺎ رﻏﻢ ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻬﻢ. ﻛﺎن ﻫﺬا ﺗﺬﻛﻴﺮﴽ ﻟﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﴼ ﺑﺄﻧﻬﻢ، ﻣﺜﻞ أي ﻃﻔﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻳﺴﺘﺤﻘﻮن اﻟﺤﺐ واﻟﻔﺮح«. ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ واﻟﺼﻮر ﺗﺬﻛﻴﺮﴽ ﻟﻬﺎ ﺑﺄن ﺗﺨﻮض ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺟﺪﻳﺪة. ﺗﻘﻮل إن ﺳـــــﺆاﻻ واﺣـــــﺪﴽ ﺑــــﺪأ ُُ ﻳـﻠـﺢ ﻋﻠﻴﻬﺎ: »ﻣﺎ اﻟﻘﺼﺔ اﻟﺘﻲ أرﻳﺪ أن أوﺻﻠﻬﺎ ﻟﻠﻨﺎس ﻣﻦ ﺧﻼل ﻫﺬه اﻟﺼﻮر؟«. ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺮف أﻧﻬﺎ ﺗﻌﺸﻖ اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ، ﻓﻬﻮ ﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮد ﻣﻬﻨﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟــﻬــﺎ، ﺑــﻞ أﻳــﻀــﴼ ﻫﻮاﻳﺘﻬﺎ، ﻟﻬﺬا ﺑﺪأت ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻃﺮق ﻟﺘﻮﻇﻴﻒ ﻫﺬا اﻟﻔﻦ ﺑﺸﻜﻞ ﺗﺠﺎري ﻟﻐﺮض إﻧﺴﺎﻧﻲ. وزاد ﻫﺬا اﻟﺴﺆال إﻟﺤﺎﺣﴼ ﺑﻌﺪ إﻧﺠﺎﺑﻬﺎ ﻣﻮﻟﻮدﻫﺎ اﻷول، إذ ﺷﻌﺮت ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺑـــﺎﻟـــﺮﻏـــﺒـــﺔ ﻓــــﻲ ﺗـﻐـﻴـﻴـﺮ إﻳـﻘـﺎع ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﺗﻤﺎﻣﴼ، ﻓـــﺎﻧـــﺘـــﻘـــﻠـــﺖ إﻟــــــﻰ ﻣــﺴــﻘــﻂ رأس زوﺟـــــﻬـــــﺎ )إﺳــــﺒــــﺎﻧــــﻴــــﺎ(. وﻫــﻨــﺎك، ﻗـــﺮرت إﻃـــﻼق ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻹﻳــﺸــﺎرﺑــﺎت اﳌـﺼـﻨـﻮﻋـﺔ ﻣــﻦ اﻟﺤﺮﻳﺮ اﳌﺴﺘﺪام، ﺗﻄﺒﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺻﻮرﴽ ﻣﻦ اﻟﻔﻦ اﻟﺘﺠﺮﻳﺪي ﺗﻜﻮن ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻟﻮﺣﺎت ﻓﻨﻴﺔ. ﻣﻦ اﻟﺒﺪاﻳﺔ، ﻗـــــــﺮرت ﻃــﺮﺣــﻬــﺎ ﺑـــﻌـــﺪد ﻣــــﺤــــﺪود ﺟــــــﺪﴽ، وأن ﻳــﺬﻫــﺐ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ رﻳﻌﻬﺎ ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﻼﺟﺌﲔ اﻷﻃـــﻔـــﺎل، ﻟــﻬــﺬا ﻟــﻢ ﺗــﻘــﺪم ﺣـﺘـﻰ اﻵن ﺳــﻮى ﺛـﻼﺛـﺔ ﻧــﻤــﺎذج ﻓـﻘـﻂ، ﺑـــﺎﻷزرق واﻷﺻــــــﻔــــــﺮ واﻷﺧـــــــﻀـــــــﺮ، ﻛـــﻠـــﻬـــﺎ ﻣــﻦ اﻟﺤﺮﻳﺮ اﳌﺼﻨﻮع ﻓـﻲ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ، وﻻ ﺗﻔﻜﺮ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻊ ﻛﺜﻴﺮﴽ ﺣﺘﻰ ﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺧﺼﻮﺻﻴﺘﻬﺎ.