اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ اﳌﻘﱪة رﻗﻢ »٥٦«
ﻗﺪ ﻻ ﻳﻌﺮف ﻛﺜﻴﺮون أن اﳌﻘﺎﺑﺮ اﻟﺘﻲ ﻋــﺜــﺮ ﻋـﻠـﻴـﻬـﺎ ﻓـــﻲ وادي اﳌـــﻠـــﻮك اﻟــﺸــﺮﻗــﻲ ووادي اﳌﻠﻮك اﻟﻐﺮﺑﻲ، ﻋﺜﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ أﺟﺎﻧﺐ، وﻟﻢ ﻳﻌﻤﻞ أﺛﺮي ﻣﺼﺮي واﺣﺪ ﻓﻲ اﻟﻮادي. وﻳﻮﺟﺪ داﺧﻞ اﻟﻮادي اﻟﺸﺮﻗﻲ ٠٦ ﻣﻘﺒﺮة؛ ﻣﻨﻬﺎ ٤٢ ﻣﻘﺒﺮة ﳌـﻠـﻮك ﻋـﻈـﺎم، ﻣﺜﻞ ﺗﻮت ﻋـﻨـﺦ آﻣــــﻮن، وﺳـﻴـﺘـﻲ اﻷول، ورﻣـﺴـﻴـﺲ اﻟـﺜـﺎﻧـﻲ، وﺗﺤﺘﻤﺲ اﻟــﺜــﺎﻟــﺚ... وﻛــﻞ ﻫـﺬه اﳌﻘﺎﺑﺮ ﻋﺜﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ أﺟﺎﻧﺐ. أﻣﺎ وادي اﳌﻠﻮك اﻟـﻐـﺮﺑـﻲ ﻓـﻘـﺪ ﻋـﺜـﺮ داﺧــﻠــﻪ ﻋـﻠـﻰ ٤ ﻣﻘﺎﺑﺮ؛ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻘﺒﺮة اﳌﻠﻚ أﻣﻨﺤﺘﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ؛ اﻷب اﻟﺮوﺣﻲ ﻷﺳﺮة اﻟﻌﻤﺎرﻧﺔ، وﻛﺬﻟﻚ ﻣﻘﺒﺮة اﳌــﻠــﻚ »آي« اﻟــــﺬي ﺣــﻜــﻢ ﺑــﻌــﺪ ﺗـــﻮت ﻋﻨﺦ آﻣﻮن ﻣﺒﺎﺷﺮة وﺗﺰوج ﻣﻦ أرﻣﻠﺔ ﺗﻮت ﻋﻨﺦ آﻣﻮن وﻫﻲ اﳌﻠﻜﺔ ﻋﻨﺦ - أس - إن - آﻣﻮن، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ وﺟﻮد ﻣﻘﺒﺮﺗﲔ رﻗﻤﻲ »٤٢« و»٥٢«، واﻷﺧﻴﺮة ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺨﺼﺼﺔ ﻟﻠﻤﻠﻚ إﺧﻨﺎﺗﻮن وﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﺪﻓﻦ ﻓﻴﻬﺎ، ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺄﻧﺎ ﺳﻌﻴﺪ ﻷﻧﻨﻲ وﻓﺮﻳﻘﻲ اﳌﺼﺮي اﻟﺬي ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﻮادي اﻟﻐﺮﺑﻲ ﻗﺪ ﺳﺠﻞ اﻵن اﳌﻘﺒﺮة رﻗﻢ »٥٦«.
أﻣﺎ ﻗﺼﺔ اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻣﺪﺧﻞ اﳌﻘﺒﺮة؛ ﻓـﻘـﺪ أرﺳـــﻞ ﻟــﻲ ﻣــﺴــﺎﻋــﺪي ﻋﻔﻴﻔﻲ رﺣﻴﻢ ﺻـــﻮرة اﳌــﺪﺧــﻞ، وﻋـﻠـﻰ اﻟــﻔــﻮر وﺟـــﺪت أن اﳌـﺪﺧـﻞ ﻳﺸﺒﻪ ﺗﻤﺎﻣﴼ ﻣﺪﺧﻞ ﻣﻘﺒﺮة ﺗﻮت ﻋﻨﺦ آﻣﻮن، وﻟﺬﻟﻚ ﻓﻘﺪ أﺧﺬت أول ﻃﺎﺋﺮة وﺗـــﻮﺟـــﻬـــﺖ إﻟـــــﻰ اﻷﻗــــﺼــــﺮ ﻓــــــﻮرﴽ وﺑـــﺪأﻧـــﺎ ﻧﺤﻔﺮ ﺑﺤﺜﴼ ﻋـﻦ اﳌﻘﺒﺮة. وﻗـﺪ وﺟـﺪﻧـﺎ أن ﻫــﺬه اﳌـﻘـﺒـﺮة ﺗـﺘـﺸـﺎﺑـﻪ ﺗـﻤـﺎﻣـﴼ ﻣــﻊ اﳌﻘﺒﺮة رﻗــﻢ »٤٥« اﻟــﺘــﻲ ﻋـﺜـﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓــﻲ اﻟـــﻮادي اﻟﺸﺮﻗﻲ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻷﺛﺮي أﻳﺮﺗﻮن ﺑﺘﻤﻮﻳﻞ ﻣﻦ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ دﻳﻔﻴﺰ، وﻫـﻲ اﳌﻘﺒﺮة اﻟﺘﻲ اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﻓﻲ ﻣﺮاﺳﻢ دﻓﻦ اﳌﻠﻚ ﺗﻮت.
وﻗﺪ ﻋﺜﺮ ﻋﻠﻰ اﳌﻘﺒﺮة رﻗﻢ »٤٥« ﺑﺠﻮار ﻣﻘﺒﺮة اﳌـﻠـﻚ ﺳﻴﺘﻲ اﻷول؛ أي ﺗﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﻣﻘﺒﺮة ﺗـﻮت ﻋﻨﺦ آﻣـﻮن ﺑﻨﺤﻮ ٠٠١ ﻣﺘﺮ، وﻟــﻜــﻦ اﳌــﻘــﺒــﺮة اﻟــﺘــﻲ ﻋـﺜـﺮﻧـﺎ ﻋـﻠـﻴـﻬـﺎ أﻛـﺒـﺮ ﺣﺠﻤﴼ وﻋﻤﻘﴼ ﻣﻦ اﳌﻘﺒﺮة رﻗﻢ »٤٥«؛ ﺣﻴﺚ ﺗﺒﻠﻎ ﻣﺴﺎﺣﺘﻬﺎ ٥٫٢ ﻣﺘﺮ ﻋﺮﺿﴼ، و٥٫٥ ﻣﺘﺮ ﻃــﻮﻻ، وﺑﻌﻤﻖ ٥٫٣ ﻣﺘﺮ، وﻋﺜﺮ ﺑﺪاﺧﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ أدوات ﻧﺤﺖ وﺻﻘﻞ اﻟﺠﺪران، وﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣـﻴـﺎن أوان ﻓﺨﺎرﻳﺔ ﺑﻬﺎ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻟﻠﺘﺤﻨﻴﻂ، وﺑـﻌـﺾ اﻷدوات اﻟﺠﻨﺎﺋﺰﻳﺔ اﻟﺘﻲ رﺑﻤﺎ ﺗﻤﺜﻞ أدوات ﻟﻠﺤﻔﺮ أو أدوات ﻗــﻴــﺎس اﺳــﺘــﺨــﺪﻣــﺖ ﻓـــﻲ وﺿــــﻊ اﳌـﺨـﻄـﻂ ﻟﻠﻤﻘﺒﺮة، ﻛﻤﺎ ﻋﺜﺮ أﻳﻀﴼ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﳌﻘﺒﺮة ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻣﻞ ﺧﺸﺒﻲ ﻛﺒﻴﺮ ﻳﺒﻠﻎ ﻃﻮﻟﻪ ٥٫٢ ﻣﺘﺮ وﺑﻪ ﺗﺠﻮﻳﻒ ﻓﻲ اﳌﻨﺘﺼﻒ؛ رﺑﻤﺎ ﻛﺎن ﻳﺴﺘﺨﺪم ﻓــﻲ ﺣﻤﻞ اﻷﺳـــﺎس اﻟﺠﻨﺎﺋﺰي اﻟﺜﻘﻴﻞ إﻟــﻰ داﺧــﻞ اﳌـﻘـﺒـﺮة، وﻋﻠﻴﻪ ﻧﻘﺶ ﻫــﻴــﺮوﻏــﻠــﻴــﻔــﻲ ﻳــــﻘــــﺮأ: »ﺳــــﻴــــﺪ اﻷرﺿــــــﲔ ﻳـــﺸـــﺮق«، ﺑــﺎﻹﺿــﺎﻓــﺔ إﻟـــﻰ ﺑــﻘــﺎﻳــﺎ اﻟـﺒـﺼـﻞ واﻟـــﺜـــﻮم، وﻛــﺘــﺎن وﺟــﻠــﻮد وﺣــﺒــﺎل وﻓــﺮع ﺷﺠﺮة »ﺳﻨﻂ« ﻟﻬﺎ ﺻﻠﺔ ﺑﺎﻹﻟﻬﺔ إﻳﺰﻳﺲ، ورﻳﺶ ﻟﻠﻜﺘﺎﺑﺔ، وﻣﻨﻈﺮ ﻟﻘﺮد ﻣﺮﺳﻮم ﻋﻠﻰ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﺨﺎر ﻳﺴﺪ ﻓﻤﻪ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻳـﻘـﻮل: »ﺳــﻮف أﻏﻠﻖ ﻓﻤﻲ ﺣﺘﻰ ﻻ أﺧﺒﺮ أﺣﺪﴽ ﻋﻦ ﻣﻜﺎن اﳌﻘﺒﺮة اﳌﻠﻜﻴﺔ«.
وﻳﻌﺪ ﻫﺬا اﻟﻜﺸﻒ أﻫﻢ ﻣﺎ ﻛﺸﻒ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ اﻟﻮادي ﺑﻌﺪ أن ﻛﺸﻒ اﳌﻐﺎﻣﺮ اﻹﻳﻄﺎﻟﻲ ﻋﻦ ﻣﻘﺒﺮة اﳌﻠﻚ »آي« ﻋﺎم ٦١٨١.