Asharq Al-Awsat Saudi Edition

ﻗﺎﺗﻞ ﻋﻤﺪة ﻛﺎﺳﻞ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ ﻳﻮاﺟﻪ اﻟﺴﺠﻦ ﻣﺪى اﻟﺤﻴﺎة

- ﺑﺮﻟﲔ: راﻏﺪة ﺑﻬﻨﺎم

ﻓﻲ اﻟﺼﻴﻒ اﳌﺎﺿﻲ، ﻛﺎن ﻋﻤﺪة ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛـﺎﺳـﻞ ﻳﺴﺘﻨﺸﻖ اﻟــﻬــﻮاء ﻓﻲ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻓﻲ وﻻﻳﺔ ﻫﺴﻦ، وﻟﻜﻦ ﻓــﻲ ﻟـﺤـﻈـﺎت ﺗــﺤــﻮل ﻫــﺬا اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﳌـﻨـﺘـﻤـﻲ ﻟــﺤــﺰب اﻻﺗــﺤــﺎد اﳌﺴﻴﺤﻲ اﻟــﺪﻳــﻤـ­ـﻘــﺮاﻃــﻲ اﻟـــﺤـــﺎ­ﻛـــﻢ، اﻟــﺒــﺎﻟـ­ـﻎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ٦٦ ﻋﺎﻣﺎ، إﻟﻰ ﺟﺜﺔ ﻫﺎﻣﺪة ﺑﻌﺪ أن أﻃـﻠـﻖ رﺟــﻞ اﻟــﺮﺻــﺎص ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﺨﻠﻒ وأرداه ﻗﺘﻴﻼ. اﻟﺮﺟﻞ، ﺷﺘﻴﻔﺎن إرﻧـــﺴـــ­ﺖ، اﻋـــﺘـــﺮ­ف ﻻﺣــﻘــﺎ ﺑــﺄﻧــﻪ ﻗﺘﻞ ﻟﻮﺑﻜﻪ ﻷﻧﻪ ﻳﺆﻳﺪ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﻼﺟﺌﲔ اﻟﺘﻲ »ﻓﺮﺿﺘﻬﺎ« اﳌﺴﺘﺸﺎرة أﻧﺠﻴﻼ ﻣﻴﺮﻛﻞ ﻋﻠﻰ أﳌـﺎﻧـﻴـﺎ. وﻫــﻮ ﻗـﺎﺑـﻊ ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻦ ﻣﻨﺬ إﻟﻘﺎء اﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺪ ٠١ أﻳــــﺎم ﻣــﻦ ﻗـﺘـﻠـﻪ ﻫـــﺬا اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـ­ﻲ،

ﺑﺎﻧﺘﻈﺎر ﻣﺤﺎﻛﻤﺘﻪ.

وﻟـﻜـﻦ ﺑــﺎﻷﻣــﺲ أﺿــﺎف اﻻدﻋــﺎء اﻟﻌﺎم إﻟﻰ اﻟﺘﻬﻢ اﳌﻮﺟﻬﺔ إﻟﻴﻪ ﺗﻬﻤﺔ أﺧـــﺮى ﺑﻤﺤﺎوﻟﺔ ﻗﺘﻞ ﻻﺟــﺊ ﻋﺮاﻗﻲ ﻋـــــﺎم ٦١٠٢، ﺣــﻴــﻨــﻬ­ــﺎ ﻛـــــﺎن اﻟــﻼﺟــﺊ اﻟــﺸــﺎب اﻟـــﺬي ﻛــﺎن ﻳﺒﻠﻎ ﺣﻴﻨﻬﺎ ٢٢ ﻋـــﺎﻣـــﺎ ﻳــﻤــﺸــﻲ ﻋـــﻠـــﻰ اﻟـــﺮﺻـــ­ﻴـــﻒ ﻓـﻲ ﻣــﺪﻳــﻨــ­ﺔ ﻛـــﺎﺳـــﻞ، ﻋــﻨــﺪﻣــ­ﺎ ﻃــﻌــﻨــﻪ ﻣـﻦ اﻟﺨﻠﻒ ﻓﻲ ﻇﻬﺮه رﺟﻞ ﻣﻘﻨﻊ ﻳﺮﻛﺐ دراﺟــﺔ ﻫﻮاﺋﻴﺔ، ﻗﺒﻞ أن ﻳﻔﺮ ﻫﺎرﺑﺎ. ﻧﺠﺎ اﻟـﻼﺟـﺊ وﻫــﺮب اﳌﻘﻨﻊ ﺣﻴﻨﻬﺎ. وﻟــﻜــﻦ اﻟــﻴــﻮم ﺑـــﺎت اﻻدﻋـــــﺎ­ء ﻣﻘﺘﻨﻌﺎ ﺑـﺄن ﻫـﺬا اﳌﻘﻨﻊ ﻛـﺎن ﻧﻔﺴﻪ ﺷﺘﻴﻔﺎن إرﻧـــﺴـــ­ﺖ اﻟــــــﺬي ﻗــﺘــﻞ ﻋـــﻤـــﺪة ﻛــﺎﺳــﻞ. وﺗــﻤــﻜــ­ﻦ اﻻدﻋـــــﺎ­ء ﻣــﻦ رﺑـــﻂ ﺷﺘﻴﻔﺎن ﺑﺠﺮﻳﻤﺔ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻗﺘﻞ اﻟﻌﺮاﻗﻲ ﺑﻌﺪ أن ﻧﺠﺢ ﺑﻤﻄﺎﺑﻘﺔ ﺣﻤﻀﻪ اﻟﻨﻮوي اﻟــــﺬي ﻋــﺜــﺮ ﻋــﻠــﻰ ﺳــﻜــﲔ ﻓــﻲ ﻣـﻨـﺰﻟـﻪ، ﺑﺎﻟﺤﻤﺾ اﻟــﻨــﻮوي اﻟـــﺬي ﻋﺜﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻼﺟﺊ ﻣﻦ اﳌﻌﺘﺪي.

وﺳـﺠـﻞ ﺷﺘﻴﻔﺎن أﺻــﻼ ﻃﻮﻳﻼ ﻓﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﺗﻘﻮدﻫﺎ اﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ ﺣﻮﻛﻢ وأدﻳﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ: ﻓﻬﻮ ﻃﻌﻦ إﻣﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﻇﻬﺮه ﻣﻦ اﻟﺨﻠﻒ وﺑﺎﻟﻜﺎد ﻧﺠﺎ اﻟﺮﺟﻞ؛ وأﺷﻌﻞ ﺣﺮﻳﻘﺎ ﻓﻲ ﻗﺒﻮ ﻣـــﻨـــﺰل ﻛــــﺎن ﻳــﻘــﻄــﻨ­ــﻪ أﺟــــﺎﻧــ­ــﺐ، وﻟــﻜــﻦ اﻟـــﺤـــﺮ­ﻳـــﻖ اﻧــﻄــﻔــ­ﺄ ﻟــــﻮﺣـــ­ـﺪه ﻣــــﻦ دون اﻟـﺘـﺴـﺒـﺐ ﺑـــﺄﺿـــﺮ­ار ﻛــﺜــﻴــﺮ­ة؛ ﺛــﻢ رﻣــﻰ ﻗﻨﺒﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﻛﺰ ﻟﻼﺟﺌﲔ، وأﺷﻌﻞ ﺳﻴﺎرة ﻓﻲ اﻟﺸﺎرع ﻳﺒﺪو أﻧﻬﺎ اﺷﺘﺒﻪ أﻧﻬﺎ ﻷﺟﻨﺒﻲ.

ﺟﺮﻳﻤﺔ أﺧـﺮى ﻳﺤﺎول اﻻدﻋـﺎء ﺿــﻤــﻬــﺎ إﻟـــــﻰ اﻻﺗـــﻬـــ­ﺎﻣـــﺎت ﺿـــﺪ ﻫــﺬا اﻟﻴﻤﻴﻨﻲ اﳌﺘﻄﺮف، وﻟﻜﻦ ﻟـﻢ ﻳﻨﺠﺢ

ﺑـﻌـﺪ ﺑﺠﻤﻊ اﻹﺛــﺒــﺎﺗ­ــﺎت اﻟــﻀــﺮور­ﻳــﺔ، اﻟـــﺘـــﻲ ﺗــﺘــﻌــﻠ­ــﻖ ﺑـــﺈﻃـــﻼ­ق اﻟـــﻨـــﺎ­ر ﻋـﻠـﻰ ﻣﻌﻠﻤﺔ ﻧﺎﺷﻄﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﻋﺪة اﻟﻼﺟﺌﲔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم ٣١٠٢، رﻏﻢ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺼﺒﻬﺎ.

وﻳـــــﻮاﺟ­ـــــﻪ ﻫــــــﺬا اﳌــــﺠـــ­ـﺮم ﺣـﻜـﻤـﺎ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ اﳌﺆﺑﺪ، إذ ﻳﺤﺎول اﻻدﻋـﺎء أن ﻳﺜﺒﺖ أن ﻗﺘﻠﻪ ﻟﻌﻤﺪة ﻛﺎﺳﻞ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﻤﻞ »رﺟــﻞ ﻣـﻀـﻄـﺮب«، ﺑـﻞ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﻔﻜﻴﺮ ﻣﻤﻨﻬﺞ ﻣﻦ رﺟﻞ دأب ﻋــﻠــﻰ اﺳــﺘــﻬــ­ﺪاف ﻣــﻦ ﻫــﻢ أﺟــﺎﻧــﺐ أو ﻳﺴﺎﻋﺪون اﻷﺟﺎﻧﺐ ﺑﺪواﻓﻊ اﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ واﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ. وﻣــﻦ اﳌﺘﻮﻗﻊ أن ﺗﺒﺪأ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ اﻟﺮﺟﻞ ﺑﻌﺪ ﺑﻀﻌﺔ أﻳﺎم، ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ أﺑﺮﻳﻞ )ﻧﻴﺴﺎن(، أﻣﺎم اﳌﺤﻜﻤﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﺮﻧﻜﻔﻮرت.

وﺷﻜﻠﺖ ﻫـﺬه اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺻـﺪﻣـﺔ ﻛـﺒـﻴـﺮة ﻓــﻲ أﳌــﺎﻧــﻴـ­ـﺎ، وإﺛـﺒـﺎﺗـﺎ ﻋﻠﻰ ﻣـﺪى ﺧﻄﻮرة اﻟﻴﻤﲔ اﳌﺘﻄﺮف اﻟــــــــ­ــﺬي ﻛــــــــﺎ­ن ﻳــــﺴــــ­ﺘــــﻬــــ­ﺪف ﺣـــﻴـــﻨـ­ــﻬـــﺎ، اﻟـــﻼﺟـــ­ﺌـــﲔ ﺑـــﺎﻟـــﻀ­ـــﺮب واﻟـــﺸـــ­ﺘـــﺎﺋـــﻢ، واﻟــﻨــﺎﺷ­ــﻄــﲔ ﺑــﺈﺷــﻌــ­ﺎل ﺳــﻴــﺎراﺗ­ــﻬــﻢ. وﻟــﻜــﻦ ﻗــﺘــﻞ ﺳــﻴــﺎﺳــ­ﻲ، ﻏــﻴــﺮ ﻣـﻘـﺎرﺑـﺔ اﻟـــﺤـــﻜ­ـــﻮﻣـــﺔ ﻟــﻌــﻨــﻒ وﺧـــﻄـــﺮ اﻟــﻴــﻤــ­ﲔ اﳌــﺘــﻄــ­ﺮف. وﻓــﺎﻗــﻢ ﻓــﻲ ذﻟـــﻚ اﻟـﺠـﺮاﺋـﻢ اﻟـﺘـﻲ ﺗﻠﺖ ﻫــﺬه اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ وارﺗﻜﺒﻬﺎ ﻳﻤﻴﻨﻴﻮن ﻣـﺘـﻄـﺮﻓـﻮ­ن، ﻛــﺎن أﺣﺪﺛﻬﺎ وأﻛﺜﺮﻫﺎ إﺟﺮاﻣﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﺗﻬﺎ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻫﺎﻧﺎو اﻟﺸﻬﺮ اﳌﺎﺿﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺘﻞ رﺟﻞ ٩ أﺷﺨﺎص ﻓﻲ ﻣﻄﻌﻤﲔ، ﻗﺒﻞ أن ﻳﻘﺘﻞ واﻟﺪﺗﻪ ﺛﻢ ﻧﻔﺴﻪ، ﺑﺪاﻓﻊ اﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﺣﺴﺐ ﻣـﺎ أﻇـﻬـﺮ ﺷﺮﻳﻂ ﻓﻴﺪﻳﻮ ﻋﺜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺷﻘﺘﻪ.

وﺗـﺒـﻊ ﻫــﺬه اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺧﻄﻮﺗﺎن اﺗــﺨــﺬﺗـ­ـﻬــﻤــﺎ اﳌــــﺨـــ­ـﺎﺑــــﺮات اﻟــﺪاﺧــﻠ­ــﻴــﺔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ: اﻷوﻟـﻰ وﺿﻌﺖ اﳌﺨﺎﺑﺮات ﺗــﺤــﺖ اﳌــﺮاﻗــﺒ­ــﺔ ﻣــﺠــﻤــﻮ­ﻋــﺔ ﻣـﺘـﻄـﺮﻓـﺔ داﺧـــــــ­ـﻞ ﺣـــــــﺰب »اﻟــــﺒـــ­ـﺪﻳــــﻞ ﻷﳌـــﺎﻧـــ­ﻴـــﺎ« اﻟﻴﻤﻴﻨﻲ اﳌﺘﻄﺮف، اﻟﺤﺰب اﳌﻌﺎرض اﻷﻛـﺒـﺮ ﻓـﻲ اﻟﺒﺮﳌﺎن اﻷﳌــﺎﻧــﻲ، واﻟــﺬي ﻳﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﺄﺟﻴﺞ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺸﺠﻴﻌﻪ ﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ اﻟﻼﺟﺌﲔ واﳌﺴﻠﻤﲔ. ﻫـﺬه اﻟﺨﻄﻮة ﻗﺪ ﺗﺆدي إﻟـﻰ ﺣﻈﺮ اﻟﺤﺰب ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﺣﺎل ﺛـــﺒـــﺖ ﻣـــــﻦ ﺧــــــﻼل ﻣــــﺮاﻗــ­ــﺒــــﺔ ﺟــﻨــﺎﺣــ­ﻪ اﳌـــﺘـــﻄ­ـــﺮف، أﻧـــــﻪ ﻳـــﺨـــﺮق اﻟـــﺪﺳـــ­ﺘـــﻮر. واﻟـــﺨـــ­ﻄـــﻮة اﻟــﺜــﺎﻧـ­ـﻴــﺔ، ﻛــﺎﻧــﺖ ﺑﺤﻈﺮ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺘﻄﺮﻓﺔ داﺧــﻞ ﻣـﺎ ﻳﻌﺮف ﺑـ»ﻣﻮاﻃﻨﻲ اﻟــﺮاﻳــﺦ« اﻟﺒﺎﻟﻎ ﻋﺪدﻫﻢ ﻧــﺤــﻮ ٩١ أﻟــــﻒ ﺷــﺨــﺺ، واﻟـــﺬﻳــ­ـﻦ ﻻ ﻳﻌﺘﺮﻓﻮن ﺑﺎﻟﺪول اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ وﻳﺤﻤﻠﻮن أﻓﻜﺎرا ﻣﺘﻄﺮﻓﺔ.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia