إﻳﻠﻴﺎ ﻛﺎزان... ﺳﻴﺮة ﻣﺨﺮج ﻋﺎﻧﻰ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ
ﺷﻬﺪ ﻋﻠﻰ رﻓﺎﻗﻪ ﺧﻼل اﳊﻤﻠﺔ اﳌﻜﺎرﺛﻴﺔ
إﺣـــــــــــــــــــــﺪى اﻟــــــــﺘــــــــﻈــــــــﺎﻫــــــــﺮات اﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ اﳌﻠﻐﺎة ﻓﻲ إﻃـﺎر ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻣﻪ ﺟﺎﻣﻌﺔ UCLA ﻓﻲ ﻟﻮس أﻧـﻐـﻠـﻴـﺲ واﺣــــﺪة ﻋــﻤــﺎدﻫــﺎ أﻓــﻼم اﳌـــﺨـــﺮج اﳌـــﻌـــﺮوف إﻳــﻠــﻴــﺎ ﻛــــﺎزان. ذﻟــﻚ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻲ اﻟـﺘـﺮﻛـﻲ اﳌـﻮﻟـﺪ )٩٠٩١(، اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﺬي ﺷــﺎرك اﻵﻻف ﺳــﻮاه ﻓـﻲ ﺗﻌﺮﺿﻪ وﻋﺎﺋﻠﺘﻪ إﻟﻰ اﻟﺘﻔﺮﻗﺔ اﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﺧـــﻼل اﻟـﻌـﻘـﺪ اﻟــﻌــﺎﺷــﺮ ﻣــﻦ ﻣﻄﻠﻊ اﻟــــﻘــــﺮن اﳌــــﺎﺿــــﻲ ﻋـــﻨـــﺪﻣـــﺎ ﻛــﺎﻧــﺖ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﺗﻌﻴﺶ وﺗﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ إﺳﻄﻨﺒﻮل.
ﻋﻜﺲ ﺑﻌﺾ ﺗﻠﻚ اﻟﺬﻛﺮﻳﺎت ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ »أﻣﻴﺮﻛﺎ أﻣﻴﺮﻛﺎ« اﻟﺬي ﺗـــﺤـــﻮل إﻟـــﻰ ﻓـﻴـﻠـﻢ ﻣـــﻦ إﺧــﺮاﺟــﻪ ﺳــﻨــﺔ ٣٦٩١ ﺣــﻴــﺚ وﺻــــﻒ ﻓﻴﻪ ﻣـــــﺎ ﺗـــــﻌـــــﺮض ﻟـــــﻪ وأﺳــــــﺮﺗــــــﻪ ﻣــﻦ اﺿــﻄــﻬــﺎد وﻛــﻴــﻒ ﻗـــﺮر اﻟـﻬـﺠـﺮة إﻟــﻰ اﻟــﻮﻻﻳــﺎت اﳌـﺘـﺤـﺪة ﻣﺤﻤﻼ ﺑﺮﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ اﻻﻧﻌﺘﺎق ﻣﻦ اﳌﺎﺿﻲ واﻟﻘﺒﻮل ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻟﻢ ﺟﺪﻳﺪ ﺣﻴﺚ دﺧــــــﻞ ﻣـــــﺪرﺳـــــﺔ اﻟــــــﺪراﻣــــــﺎ ﺳــﻨــﺔ ٢٣٩١ ﻟـﻴـﺆﺳـﺲ ﺑـﻌـﺪ ذﻟــﻚ ﻓﺮﻗﺔ ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ ﺛــﻢ ﻟـﻴـﺪﺧـﻞ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﺎم ٥٤٩١ وﻣﺎ ﺑﻌﺪ.
ﺷﻖ ﻛﺎزان ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ﻟــﻜــﻦ ﻣـــﺎ ذﻟــــﻞ ﻣــﺸــﺎﻗــﻪ اﻧــﺪﻓــﺎﻋــﻪ اﻟـﺸـﺪﻳـﺪ وﻣﻮﻫﺒﺘﻪ ﻓـﻲ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺳﻴﻨﻤﺎ ﺗﺴﺮد ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺸﺎﻫﺪ أن ﻳﻨﺠﺬب إﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﻨﺼﺮ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﻌﻤﻞ، اﻧﻄﻼﻗﴼ ﻣﻦ اﺧـﺘـﻴـﺎر اﳌــﻮﺿــﻮع إﻟــﻰ اﺧﺘﻴﺎر اﳌـﻤـﺜـﻠـﲔ، و- ﺑـﺎﻟـﻄـﺒـﻊ - ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻹﺧﺮاج.
أول ﻣــــﺴــــﺮﺣــــﻴــــﺔ ﻗـــــﺪﻣـــــﺖ ﺑﺎﺳﻤﻪ ﻛﺎﻧﺖ »ﺑﺸﺮة أﺳﻨﺎﻧﻨﺎ« ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺛﻮرﻧﺘﻮن واﻳﻠﺪر، ﺗﺒﻌﻬﺎ ﺑﻤﺴﺮﺣﻴﺔ »ﻋﺮﺑﺔ اﺳﻤﻬﺎ اﻟﻠﺬة« ﻟﺘﻨﻴﺴﻲ وﻟـﻴـﺎﻣـﺰ. أﺧـــﺮج ﻛﺬﻟﻚ ﻧــﺴــﺨــﺘــﻪ ﻣــــﻦ ﻣـــﺴـــﺮﺣـــﻴـــﺔ آرﺛــــﺮ ﻣﻴﻠﺮ »ﻣـــﻮت رﺟــﻞ أﻋــﻤــﺎل« ﻗﺒﻞ أن ﻳــﻌــﻮد إﻟــــﻰ رﺣـــــﺎب ﺗﻨﻴﺴﻲ وﻟـــﻴـــﺎﻣـــﺰ ﻟـــﻴـــﺨـــﺮج »ﻗــــﻄــــﺔ ﻓـــﻮق ﺻﻔﻴﺢ ﺳﺎﺧﻦ«.
ﺑـــﻌـــﺪ ﻧـــﺤـــﻮ ﻋـــﺸـــﺮ ﺳـــﻨـــﻮات ﻣـــﻦ اﻟــﻌــﻤــﻞ ﻓـــﻲ اﳌـــﺴـــﺮح ﺟـــﺮب اﻹﺧـــــــــﺮاج اﻟــﺴــﻴــﻨــﻤــﺎﺋــﻲ ﺑـﻔـﻴـﻠـﻢ ﻗﺼﻴﺮ )ﻣﻔﻘﻮد اﻟــﻴــﻮم( ﻋﻨﻮاﻧﻪ »أﻧــــﺎس ﻛـﻤـﺒـﺮﻻﻧـﺪ« )٧٣٩١( ﺛﻢ ﻋـﺎد ﻟﻠﻤﺴﺮح ﺣﺘﻰ ﺳﻨﺔ ٥٤٩١ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺮر إﺧﺮاج »ﺷﺠﺮة ﺗﻨﻤﻮ ﻓـــﻲ ﺑـــﺮوﻛـــﻠـــﲔ«، اﳌــﻘــﺘــﺒــﺴــﺔ ﻋـﻦ رواﻳﺔ ﻟﻠﻤﺆﻟﻔﺔ ﺑﺘﻲ ﺳﻤﻴﺚ ﺑﻌﺪ ﻋﺎﻣﲔ أﻧﺠﺰ ﻓﻴﻠﻤﴼ أﻓﻀﻞ وأﻫﻢ ﻫﻮ »ارﺗﺪاد« .(Boomerang) داﻧﺎ أﻧﺪروز، ﻣﻦ ﻧﺠﻮم اﻟﻔﺘﺮة، ﻟﻌﺐ دور وﻛﻴﻞ اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ اﻟﺬي ﻳﻜﺘﺸﻒ أن ﻣﻦ ﺳﻴﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ إداﻧﺘﻪ ﻫﻮ ﺑـــــــﺮيء ﻣـــﻤـــﺎ أﺳـــﻨـــﺪ إﻟــــﻴــــﻪ. ﻫـــﺬا اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻣـﻦ أﻓﻀﻞ أﻋـﻤـﺎل ﻛــﺎزان وﻣــﻦ أﻛـﺜـﺮﻫـﺎ ﺗﻌﺮﺿﴼ ﻟﺘﺠﺎﻫﻞ اﻟﻨﻘﺎد واﳌﺆرﺧﲔ ﺣﲔ ﻳﻘﺎرﻧﻮن
ﺑﻴﻨﻪ وﺑﲔ »ﻋﻨﺪ اﳌﻴﻨﺎء« و»ﻗﻄﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﻴﺢ ﺳﺎﺧﻦ« ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎم ﻛﺎزان ﺑﺘﺤﻮﻳﻞ اﳌﺴﺮﺣﻴﺘﲔ إﻟﻰ ﻓـﻴـﻠـﻤـﲔ ﺑـــﺎرزﻳـــﻦ ﻓـــﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﺨﻤﺴﻴﻨﺎت.
ﺷﻴﻮﻋﻲ ﺳﺎﺑﻖ
ﻗــــــﺒــــــﻞ ذﻟــــــــــــــﻚ، وﻓــــــــــــﻲ ﺳـــﻨـــﺔ ٧٤٩١ ﻗـــــﺎم ﺑــﺘــﺤــﻘــﻴــﻖ »اﺗـــﻔـــﺎق ﺟــــــﻨــــــﺘــــــﻠــــــﻤــــــﺎﻧــــــﻲ«)snameltneG (Agreement ﻋــﻦ رواﻳـــــﺔ ﳌــﻮس ﻫـــــﺎرت ﺣــــﻮل اﻟــﺼــﺤــﺎﻓــﻲ اﻟـــﺬي ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻳﻜﺘﺸﻒ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻣﻮاﻗﻒ ﻣﻌﺎدﻳﺔ ﻟﻠﺴﺎﻣﻴﺔ.
ﻓــــﻲ اﻟــــﻌــــﺎم اﻟـــﺘـــﺎﻟـــﻲ ﻛــﻮﻓــﺊ اﻟـﻔـﻴـﻠـﻢ ﺑــﺄرﺑــﻊ ﺟــﻮاﺋــﺰ أوﺳــﻜــﺎر ﻛــﺄﻓــﻀــﻞ ﻓــﻴــﻠــﻢ وأﻓـــﻀـــﻞ إﺧــــﺮاج وأﻓــــﻀــــﻞ ﺗــﻤــﺜــﻴــﻞ ﻧـــﺴـــﺎﺋـــﻲ أول )ﻟـﻮرﻳـﺘـﺎ ﻳــﻮﻧــﻎ( وأﻓــﻀــﻞ ﻣﻤﺜﻠﺔ ﻣﺴﺎﻧﺪة )ﺳﻴﻠﻴﺴﺘﺎ ﻫﻮم( وذﻟﻚ ﻣـﻦ ﺑـﲔ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﺗﺮﺷﻴﺤﺎت ﻓﻲ اﻹﺟﻤﺎل.
ﺑــــﻌــــﺪ ﻓـــﻴـــﻠـــﻢ ﻟـــــﻢ ﻳــــﺤــــﺮز أي ﻧـﺠـﺎح اﺳـﻤـﻪ »ﺑـﻴـﻨـﻜـﻲ« )٩٤٩١( ﻗﺎم ﺑﺈﺧﺮاج »ذﻋﺮ ﻓﻲ اﻟﺸﻮارع« .(Panic in the Streets ﻫـﻨـﺎ ﺣــــــــــﺎول اﳌــــــﺨــــــﺮج اﺳـــﺘـــﺤـــﻀـــﺎر اﳌــﻌــﺎﻟــﺠــﺔ اﻟـﺘـﺴـﺠـﻴـﻠـﻴـﺔ ﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ﺗـــــــﺪور ﻓــــﻲ رﺣــــــﻰ ﻳــــﻮﻣــــﲔ ﻧـــﺮى ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻃﺒﻴﺐ ﻋﺴﻜﺮي )رﺗـــﺸـــﺎرد ودﻣـــــــﺎرك( واﻷﺟـــﻬـــﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ اﻛﺘﺸﺎف ﻣـﻜـﺎن اﺧﺘﺒﺎء ﻗــــﺎﺗــــﻞ ﻣــــﺼــــﺎب ﺑـــﺠـــﺮﺛـــﻮﻣـــﺔ ﻗــﺪ
ﺗﺸﻜﻞ وﺑــﺎء. ﻳﻨﺘﻤﻲ اﻟﻔﻴﻠﻢ إﻟﻰ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ اﻟﺘﺸﻮﻳﻘﻴﺔ وﻓﻴﻪ ﻋﺪد ﻣﻦ ﻛﺒﺎر اﳌﺸﺨﺼﲔ Character) (Actors ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ زﻳﺮو ﻣﻮﺳﺘﻞ واﳌــﻤــﺜــﻠــﺔ ﺑـــﺎرﺑـــﺮا ﺑـــﻞ ﺟـﻴـﺪﻳـﺲ. ﻛـﺬﻟـﻚ ﻛــﺎن اﻟـــﺪور اﻷول ﻟﻠﻤﻤﺜﻞ ﺟﺎك ﺑﺎﻻﻧﺲ.
اﺧــﺘــﺎر ﻛـــــﺎزان اﳌــﻤــﺜــﻞ زﻳــﺮو ﻣﻮﺳﺘﻞ ﻣﺼﺮﴽ ﻋﻠﻰ إﺳﻨﺎد اﻟﺪور اﻟــﺬي ﻗـﺎم ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻔﻴﻠﻢ، رﻏـﻢ أن ﻣﻮﺳﺘﻞ ﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻣﻜﺎرﺛﻲ ﻛـﺸـﻴـﻮﻋـﻲ ﻣــﺎ أدى إﻟـــﻰ اﻣـﺘـﻨـﺎع ﻫـﻮﻟـﻴـﻮود ﻋـﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻣـﻌـﻪ. ﻟﻜﻦ اﳌـﺨـﺮج ﺑﻌﺪ ﻋﺎﻣﲔ وﺟـﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻓـــﻲ اﳌــﺤــﻜــﻤــﺔ اﳌـــﻜـــﺎرﺛـــﻴـــﺔ ﻣــﺎﺛــﻼ أﻣـــــﺎم ﻟــﺠــﻨــﺔ اﻟــﺘــﺤــﻘــﻴــﻘــﺎت اﻟــﺘــﻲ ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ اﻹﻓﺼﺎح ﻋﻦ أﺳﻤﺎء اﻟـــﻔـــﻨـــﺎﻧـــﲔ واﳌــﺜــﻘــﻔــﲔ اﻟــﺬﻳــﻦ ﻛــﺎﻧــﻮا ﻣـﻌـﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﺰب اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ.
ﻛﺎن ﻛــﺎزان اﻧﻀﻢ ﻟﻠﺤﺰب اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﻣـــﻄـــﻠـــﻊ اﻟــﺜــﻼﺛــﻴــﻨــﺎت ﺛــﻢ ﺗــﺮك اﻟــﺤــﺰب ﺑﻌﺪ ﻧــﺤــﻮ ﻋــﺎﻣــﲔ ووﺟــﺪ ﻧــﻔــﺴــﻪ ﺑــﻌــﺪ ﻛـــﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻬﺪدﴽ ﺑﻀﻤﻪ إﻟﻰ ﻻﺋﺤﺔ اﳌﻤﺘﻨﻌﲔ ﻋﻦ اﻹدﻻء ﺑﺸﻬﺎداﺗﻬﻢ وﻣﺎ ﺳﻴﺠﺮه ذﻟﻚ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ردود ﻓﻌﻞ ﻫﻮﻟﻴﻮود. ﺗﻤﻨﻊ ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﺛﻢ ﻛﺸﻒ ﻋﻦ أﺳﻤﺎء ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ رﻓﺎﻗﻪ وﺑﺬﻟﻚ أﻣﻦ اﺳﺘﻤﺮاره، ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﺆﻣﻦ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ إذ وﺿﻌﻪ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﺣﺮج أﻣﺎم
رﻓﺎق وزﻣﻼء اﻋﺘﺒﺮوا ﻣﺎ ﻗﺎم ﺑﻪ ﺧﻴﺎﻧﺔ. أﺣﺪﻫﻢ ﻛﺎن اﻟﻜﺎﺗﺐ آرﺛﺮ ﻣﻴﻠﺮ اﻟﺬي ﻗﻄﻊ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﻣﻌﻪ.
ﻣﻊ ﺑﺮاﻧﺪو
ﻛﺘﺐ ﻛــﺎزان ﻓﻲ ﻣﺬﻛﺮاﺗﻪ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ: »اﻛﺘﺸﻔﺖ ﺑﺎﻛﺮﴽ أن اﳌﻴﻮل اﻟــﺘــﻲ ﻗــﺎدﺗــﻨــﻲ ﻟــﻼﻧــﻀــﻤــﺎم إﻟــﻰ اﻟﺤﺰب ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺜﺎﻟﻴﺔ. ﻟﻜﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻴﺲ ﻛــﺬﻟــﻚ. اﻋـﺘـﺮﺿـﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ واﺟـﻬـﺘـﻪ ﻣــﻦ ﻣـﺤـﺎوﻟـﺔ اﺳﺘﺌﺜﺎر ﻓــﻲ اﻟــــﺮأي وﺗـﺤـﻜـﻴـﻢ ﻧـﻈـﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻴﺪﻧﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﺗﻔﻴﺪﻧﻲ«.
وﻋـﻠـﻰ ﺻﻔﺤﺔ أﺧــﺮى ﻧﻘﺮأ: »ﻛـــﺎن ﻟــﺪي ﻛــﻞ ﺳـﺒـﺐ ﺟـﻴـﺪ ﻟﻜﻲ أؤﻣــﻦ ﺑــﺄن ذﻟــﻚ اﻟـﺤـﺰب ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳـــﻄـــﺮد ﻣـــﻦ ﻣــﺨــﺎﺑــﺌــﻪ، ﻟــﻜــﻨــﻲ ﻟـﻢ أﻓﻌﻞ ﺷﻴﺌﴼ ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻘﺎل ﻋﻨﻲ إﻧﻲ ﺧﺎﺋﻦ. ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ )ﻻﺣﻘﴼ( ﻓﻌﻠﺘﻪ ﻷﻧـﻲ ﺻــﺎدق ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻲ«.
ﻟﻜﻦ اﻟﺤﻴﺎة ﺗﺴﺘﻤﺮ وﻫﺎ ﻫﻮ ﻛــﺎزان ﻳﻘﺪم ﻋﻠﻰ إﺧــﺮاج »ﻋﺮﺑﺔ اﺳــﻤــﻬــﺎ اﻟـــﻠـــﺬة« ﺳــﻨــﺔ ١٥٩١ ﺛﻢ »ﻋﻨﺪ اﳌﻴﻨﺎء« )أو On the Water (Front . وﻫﻤﺎ اﻟﻔﻴﻠﻤﺎن اﻟﻠﺬان ﺣــﻘــﻘــﺎ ﻟـــﻪ ﺗــﺄﻟــﻘــﴼ ﻛــﺒــﻴــﺮﴽ رﻏــــﻢ أن أوﻟﻬﻤﺎ ﻋﺎﻧﻰ ﻣـﻦ ﺣﺼﺮ ﻣﻌﻈﻢ ﻣﺸﺎﻫﺪه داﺧﻠﻴﴼ. ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﺈﻣﻜﺎن ﻛﺎزان ﻓﻌﻞ اﻟﻜﺜﻴﺮ أﻣﺎم ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ ﻛــﺘــﺒــﻬــﺎ وﻟـــﻴـــﺎﻣـــﺰ ﻋـــﻠـــﻰ أﺳــــﺎس وﻗﻮﻋﻬﺎ ﻓـﻲ ﻏﺮﻓﺔ واﺣـــﺪة، ﻟﻜﻦ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻨﻘﺎد آﻧـﺬاك ﺗﺠﺎوز ﻫﺬا اﻟـــﻮﺿـــﻊ وﺧـــــﺮج اﻟــﻔــﻴــﻠــﻢ ﺑــﺄرﺑــﻊ ﺟﻮاﺋﺰ أوﺳﻜﺎر ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ أوﺳـــﻜـــﺎر ﻛــــﺎن ﻣـــﺎرﻟـــﻮن ﺑــﺮاﻧــﺪو ﻳﺴﺘﺤﻘﻪ ﻓــﻲ ﻫــﺬا اﻟـﻠـﻘـﺎء اﻷول ﺑــﻴــﻨــﻪ وﺑــــﲔ ﻛــــــﺎزان اﻟـــــﺬي ﺗــﻜــﺮر ﻣﺮﺗﲔ ﻻﺣﻘﴼ.
ﺑـــــﺪوره ﻧـــﺎل »ﻋــﻨــﺪ اﳌــﻴــﻨــﺎء« ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﻮاﺋﺰ أوﺳﻜﺎر ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ أوﺳــﻜــﺎر أﻓــﻀــﻞ ﻣـﻤـﺜـﻞ وذﻫـﺒـﺖ إﻟـــﻰ ﺑـــﺮاﻧـــﺪو اﻟــــﺬي ﻣــﻴــﺰ اﻟـﻔـﻴـﻠـﻢ ﺑﺤﻀﻮره وأداﺋـﻪ اﳌﺘﻤﻴﺰ. ﺑﲔ اﻟﻔﻴﻠﻤﲔ ﻇﻬﺮ ﺑﺮاﻧﺪو ﺗﺤﺖ إدارة ﻛــﺎزان ﻓـﻲ ﻓﻴﻠﻢ ﻣﺘﻮﻋﻚ ﻋﻨﻮاﻧﻪ »ﻓﻴﻔﺎ زاﺑﺎﺗﺎ« )٣٥٩١(. وﻓﻲ ﺣﲔ
واﺻــــــــــــــﻞ اﳌــــــﺨــــــﺮج
ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻻﻣﻌﺔ ﻣﻦ اﻷﻓﻼم ﺑﻴﻨﻬﺎ »وﺟﻪ ﻓﻲ اﻟﺰﺣﺎم« )٧٥٩١( و»ﺑــﺪﻳــﻊ ﻋﻠﻰ اﻟـﻌـﺸـﺐ« )١٦٩١( ﺑﺪأ اﳌﺨﺮج ﻳﺤﻮم ﺣﻮل ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻓـﻴـﻠـﻢ ﻋـــﻦ ﺗــﺠــﺮﺑــﺘــﻪ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻓـــﻜـــﺎن »أﻣـــﻴـــﺮﻛـــﺎ أﻣـــﻴـــﺮﻛـــﺎ« ﺳـﻨـﺔ ٣٦٩١. آﺧـــﺮ ﻓـﻴـﻠـﻤـﲔ ﻟـــﻜـــﺎزان ﻟﻢ ﻳــﻜــﻦ ﻣـﺴـﺘـﻮاﻫـﻤـﺎ ﺑـﻤـﺴـﺘـﻮى ﻣﺎ ﺳﺒﻖ وﻫﻤﺎ »اﻟــﺰاﺋــﺮان« )٢٧٩١( و»اﻟــﺘــﺎﻳــﻜــﻮن اﻷﺧـــﻴـــﺮ« )٦٧٩١( اﻟــﺬي ﻛــﺎن آﺧــﺮ أﻋـﻤـﺎﻟـﻪ وأﻧـﺠـﺰه ﻗﺒﻞ ٧٢ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ وﻓﺎﺗﻪ.
ﻓﻲ ﻟﻘﺎء ﻣﻌﻪ ﺗﻢ ﺧﻼل دورة ﳌـــﻬـــﺮﺟـــﺎن اﻟــــﻘــــﺎﻫــــﺮة ﻗــــــﺎل ﻟــﻬــﺬا اﻟـﻨـﺎﻗـﺪ: »ﻻ أﻧــﺪم ﻋﻠﻰ أي ﺷﻲء ﻗــﻤــﺖ ﺑــﻪ ﻋــﻦ ﻗــﻨــﺎﻋــﺔ. وﻣـــﺎ ﻗﻤﺖ ﺑـــﻪ آﻧــــــﺬاك )اﻟــﺤــﻘــﺒــﺔ اﳌــﻜــﺎرﺛــﻴــﺔ( ﻛﻨﺖ ﻣﻘﺘﻨﻌﴼ ﺑﻪ. ﻛﻨﺖ أﻓﺮق ﺑﲔ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ واﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﺔ وﻟــﻢ أﺗــﺮك ﻋــﻤــﻠــﻲ ﻳــﻀــﻴــﻊ ﺑــﺴــﺒــﺐ ﻣــﻮاﻗــﻒ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻛﺪت أن أﺗﻮرط ﺑﻬﺎ«.