ﺻﻨﺎع اﳌﻮﺿﺔ ﻳﺴﺎﻫﻤﻮن ﻓﻲ اﻟﺤﺮب ﻋﻠﻰ »ﻛﻮروﻧﺎ«... ﺑﻠﻤﺴﺎت إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ
ﻟﻢ ﺗﺒﺎﻟﻎ اﳌﺴﺘﺸﺎرة اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ أﻧﺠﻴﻼ ﻣــﻴــﺮﻛــﻞ ﻋــﻨــﺪﻣــﺎ وﺻـــﻔـــﺖ، ﻓـــﻲ ﺧـﻄـﺎﺑـﻬـﺎ اﻷﺧـــــﻴـــــﺮ، ﻓــــﻴــــﺮوس ﻛـــــﻮروﻧـــــﺎ اﳌــﺴــﺘــﺠــﺪ ﺑــﺄﻧــﻪ »أﻛــﺒــﺮ ﺗــﺤــﺪ ﻣـﻨـﺬ اﻟــﺤــﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ«، ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﻠﻲ ﺑﺎﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻮﻋﻲ واﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﳌﻮاﺟﻬﺘﻪ. واﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أن ﻣــﻴــﺮﻛــﻞ ﻟــﻴــﺴــﺖ وﺣـــﺪﻫـــﺎ اﻟــﺘـــﻲ ﺗــﺮى أﻧـﻨـﺎ ﻧـﺨــﻮض ﺣـﺮﺑــﴼ ﻋـﺎﳌـﻴـﺔ ﺟــﺪﻳــﺪة ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻬﺎ. ﺻﻨﺎع اﳌﻮﺿﺔ أﻳﻀﴼ ﻳﺘﻌﺎﻣﻠﻮن ﻣـــﻊ اﻷﻣــــﺮ ﻋــﻠــﻰ ﻫـــﺬا اﻷﺳــــــﺎس، وﻛــﺎﻧــﻮا ﺳــﺒــﺎﻗــﲔ ﻟـﻠـﻤـﺴـﺎﻫـﻤـﺔ ﻓـــﻲ اﻟــﺘــﻌــﺎﻣــﻞ ﻣﻊ اﻟـﻮﺑـﺎء ﺑﻜﻞ ﻣـﺎ ﻓـﻲ أﻳﺪﻳﻬﻢ ﻣـﻦ أﺳﻠﺤﺔ. إذا ﻋـــﺪﻧـــﺎ ﺑـــﺎﻟـــﺬاﻛـــﺮة إﻟــــﻰ اﻟـــــــــﻮراء، ﻓــﺈن اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﻧﻊ اﻟﺴﻴﺎرات وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﳌﻨﺘﺠﺎت اﻟﻜﻤﺎﻟﻴﺔ، ﻏﻴﺮت ﻣﺴﺎرﻫﺎ ﺧـﻼل اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻣﻨﺘﺠﺎت ﺣﺮﺑﻴﺔ وأﺧــﺮى ﺗﻬﻢ اﳌﺠﺘﻤﻊ. ﻧﻔﺲ اﻟﺸﻲء ﻳﻨﻄﺒﻖ ﺣﺎﻟﻴﴼ ﻋﻠﻰ ﺻﻨﺎع اﳌﻮﺿﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﺣﻮﻟﻮا ﻣﺼﺎﻧﻌﻬﻢ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻌﻄﻮر وﻣﺴﺘﺤﻀﺮات اﻟﺘﺠﻤﻴﻞ أو ﻣﻌﺎﻣﻠﻬﻢ ﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻣﻄﻬﺮات وأﻗﻨﻌﺔ أو ﺷـــﺮاﺷـــﻒ ﻟـﻠـﻤـﺴـﺘـﺸـﻔـﻴـﺎت. ﺷــﻤــﻞ اﻷﻣـــﺮ ﺷﺮﻛﺔ ﻣﻮﻳﺖ ﻫﻴﻨﺴﻲ ﻟــﻮي ﻓﻴﺘﻮن »إل ﻓﻲ إم إﺗﺶ« اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ اﳌﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ إﻧــﺘــﺎج اﻟﺴﻠﻊ اﻟــﻔــﺎﺧــﺮة، واﻟــﺘــﻲ ﺗﻌﻬﺪت ﺑــﺈﻧــﺘــﺎج ﻛــﻤــﻴــﺎت ﻛــﺒــﻴــﺮة ﻣــﻦ اﳌــﻄــﻬــﺮات، ﺑﻌﺪ أن ﻧﻔﺪت ﻣﻦ اﻷﺳﻮاق، ﻋﻠﻰ أن ﺗﻘﻮم ﺑــﺘــﻮزﻳــﻌــﻬــﺎ ﻣــﺠــﺎﻧــﴼ ﻋــﻠــﻰ اﳌـﺴـﺘـﺸـﻔـﻴـﺎت اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ. ﺑﲔ ﻋﺸﻴﺔ وﺿﺤﺎﻫﺎ، ﺣﻮﻟﺖ ﻣﺼﺎﻧﻊ ﻛﺎﻧﺖ إﻟﻰ اﻷﻣﺲ اﻟﻘﺮﻳﺐ ﺗﻨﺘﺞ ﻋﻄﻮر ﻛﺮﻳﺴﺘﻴﺎن دﻳﻮر وﺟﻴﻔﻨﺸﻲ ﻟﺴﺪ اﻟﻌﺠﺰ اﻟﺤﺎﺻﻞ ﻓﻲ ﻫﺬا اﳌﺠﺎل. ﺷﺮﻛﺎت أﺧـﺮى، ﻣﺜﻞ »ﻫﺎﻳﻨﺲ« اﳌﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ ﺻـﻨـﺎﻋــﺔ »ﺗــﻴــﺸــﻴــﺮﺗــﺎت« ﻗـﻄـﻨـﻴـﺔ إﺿـﺎﻓــﺔ إﻟــﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ »إﻧـﺪﻳـﺘـﻜـﺲ« اﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ اﳌـــﺎﻟـــﻜـــﺔ ﳌــــﺤــــﻼت »زارا« و»ﻣـــﺎﺳـــﻴـــﻤـــﻮ دوﺗـــــــﻲ« وﻏـــﻴـــﺮﻫـــﺎ، ﺣـــﻮﻟـــﺖ ﻣـﺼـﺎﻧـﻌـﻬـﺎ ﻟﺼﻨﺎﻋﺔ اﻷﻗﻨﻌﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ، ﻧﻈﺮﴽ ﻟﺘﺰاﻳﺪ اﻟﻄﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﻣـﻦ ﺟﻬﺘﻪ أﻋﻠﻦ اﳌﺼﻤﻢ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻃﻮﻧﻲ ورد ﻣﺴﺎﻫﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﻫﺬا اﳌﺠﺎل، ﺑﻔﺘﺢ ﻣﻌﻤﻠﻪ اﻟﺨﺎص ﺑﺼﻨﺎﻋﺔ اﻷزﻳــــــــــﺎء اﻟــــﺮاﻗــــﻴــــﺔ ﻟـــﺼـــﻨـــﺎﻋـــﺔ ﺷـــﺮاﺷـــﻒ وأﻏــﻄــﻴــﺔ ﳌﺴﺘﺸﻔﻰ اﻟــﺤــﺮﻳــﺮي ﺑﻠﺒﻨﺎن. ﻋﺒﺮ ﺣﺴﺎﺑﻪ اﻟﺨﺎص ﻋﻠﻰ »إﻧﺴﺘﻐﺮام« ﻛﺘﺐ »ﻣــﻦ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻟـﻺﻧـﺘـﺎج إﻟــﻰ ﺳﻠﺴﺔ ﻟــﻠــﺘــﻀــﺎﻣــﻦ«. وﻓــــﻲ ﺣــﺪﻳــﺚ ﺻــﻮﺗــﻲ ﻣﻊ اﳌﺼﻤﻢ ﻗـﺎل ﻟـ»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳــﻂ« إﻧـﻪ ﻣﺎ إن ﻋﻠﻢ ﺑـﻮﺟـﻮد ﻧﻘﺺ ﻓـﻲ ﻫــﺬا اﻟﺠﺎﻧﺐ ﻓـﻲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ اﻟﺤﺮﻳﺮي اﻟــﺬي ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ اﳌﺼﺎﺑﲔ ﺑﻔﻴﺮوس »ﻛﻮﻓﻴﺪ - ٩١«. ﺣﺘﻰ ﺗﻮاﺻﻞ ﻣﻊ اﻟﺠﻬﺎت اﳌﺴﺆوﻟﺔ ﻟﻴﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺗﻐﻄﻴﺔ ﻫﺬا اﻟﻨﻘﺺ. ﻳﺘﺎﺑﻊ: »اﳌﺼﻤﻢ ﺟــﺰء ﻣــﻦ اﳌـﺠـﺘـﻤـﻊ وﻻ ﻳﻌﻴﺶ ﻓــﻲ )ﻻﻻ ﻻﻧـــﺪ( أو ﻓــﻲ ﺑــﺮج ﻋــﺎﺟــﻲ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﻓﻴﻪ ﺑـﺎﻵﺧـﺮ أو ﺑﻤﺎ ﻳـﺠـﺮي ﻣـﻦ ﺣـﻮﻟـﻪ. ﺧﻄﺄ ﺟـــﺪﴽ ذﻟـــﻚ اﻻﻋــﺘــﻘــﺎد ﺑـــﺄن ﻣــﺎ ﻳـﻬـﻤـﻨـﺎ ﻫﻮ ﺗﺤﻘﻴﻖ أﺣﻼم اﻣﺮأة ﺗﺮﻳﺪ ﻓﺴﺘﺎﻧﴼ أﻧﻴﻘﴼ ﻓـــﻲ أﻳـــــﺎم اﻟـــﻔـــﺮح. اﳌــﺼــﻤــﻢ إﻧـــﺴـــﺎن أوﻻ وأﺧــــﻴــــﺮﴽ. وﻣــــﻦ ﻫــــﺬا اﳌـــﻨـــﻈـــﻮر، اﺗـﺼـﻠـﺖ ﺑــﺎﻟــﺮﺋــﻴــﺲ اﻟــﺘــﻨــﻔــﻴــﺬي ﻓـــﻲ اﳌـﺴـﺘـﺸـﻔـﻰ، اﻟـﺪﻛـﺘـﻮر أﺑـﻴـﺾ اﻟـــﺬي أﺧـﺒـﺮﻧـﻲ ﺣﻴﻨﻬﺎ أﻧــﻬــﻢ ﻳـﺤـﻀـﺮون ﻟـــــ٠٥١ ﺳــﺮﻳــﺮﴽ إﺿﺎﻓﻴﴼ ﻓــﻲ اﳌــﺴــﺘــﺸــﻔــﻰ، ﻟـﻜـﻨـﻬـﻢ ﻳــﻔــﺘــﻘــﺪون إﻟــﻰ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺳﺎﺳﻴﺎت ﻣﺜﻞ اﻟﺸﺮاﺷﻒ واﻷﻏﻄﻴﺔ. ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺧﺒﺮﻧﻲ أﻧﻬﻢ ﻳﻄﻠﺒﻮن ﻣﻦ اﳌﺮﺿﻰ إﺣﻀﺎرﻫﺎ ﻣﻌﻬﻢ، ﻓﻜﺮت أن اﻟﺬي ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺼﻤﻢ ﻓﺴﺘﺎﻧﴼ ﻳﻤﻜﻨﻪ أن ﻳﺼﻨﻊ ﺷﺮﺷﻔﴼ وﻏـﻄـﺎء«. وﻻ ﻳﺨﻔﻲ ﻃﻮﻧﻲ ورد أن اﻷﻣﺮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺻﻌﺒﴼ، وﻟﻢ ﻳــﺆﺛــﺮ ﻋـﻠـﻴـﻪ ﺣــﺘــﻰ ﻣــﻦ اﻟــﻨـﺎﺣــﻴـﺔ اﳌــﺎدﻳــﺔ ﻛـﺜـﻴـﺮﴽ. ﻓـﻘـﺪ ﻟـﻘـﻲ ﺗـﺠـﺎوﺑـﴼ ﻛـﺒـﻴـﺮﴽ ﻣــﻦ ﻛﻞ اﻷﻃﺮاف، ﺑﻤﻦ ﻓﻴﻬﻢ اﳌﻮﻻت ﻓﻲ اﻷﺳﻮاق »ﻓــﻘــﺪ ﻗــﺪﻣــﻮا ﻟــﻲ أﺳــﻌــﺎرﴽ ﺟــﻴــﺪة ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﻠﻤﻮا ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻟﺼﺎﻟﺢ اﳌــﺮﺿــﻰ، ﻛﻤﺎ أن ﻛﻞ اﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﻣﻌﻲ ﺗﻄﻮﻋﻮا ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺣﺘﻰ ﻓـــﻲ إﺟـــــــﺎزات ﻧــﻬــﺎﻳــﺔ اﻷﺳـــﺒـــﻮع ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ اﳌﻄﻠﻮب«.
وﻟــــــﻦ ﻳـــﺘـــﻮﻗـــﻒ اﻷﻣـــــــﺮ ﻋـــﻨـــﺪ ﺗــﻮﻓــﻴــﺮ اﻟﺸﺮاﺷﻒ واﻷﻏﻄﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺼﻤﻢ. ﻓﻬﻮ ﻳﻌﻤﻞ ﺣﺎﻟﻴﴼ ﻋﻠﻰ دراﺳـــﺔ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻣﻼﺑﺲ وﻗﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﲔ ﻓﻲ اﳌﺴﺘﺸﻔﻰ وﻟــﻠــﺰوار ﻋﻠﻰ ﺣـﺪ ﺳــﻮاء، وﻳﻨﺘﻈﺮ ﻓﻘﻂ ﻣﻮاﻓﻘﺔ اﳌﺴﺆوﻟﲔ ﻓﻲ اﳌﺴﺘﺸﻔﻰ ﻟﻠﺒﺪء ﻓﻴﻬﺎ.