ﻗﺮارات ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ »ارﺗﺠﺎﻟﻴﺔ« ﺗﺮﺑﻚ ﻋﻄﻠﺔ اﻟﻌﻴﺪ ﻓﻲ اﻷردن
ﻣﺨﺎوف ﻣﻦ أن ﻳﺪﻓﻊ اﳌﻮاﻃﻦ ﺛﻤﻨﻬﺎ ﻛﻠﻔﺔ ﺻﺤﻴﺔ
ﻳﺒﺪأ اﻟﻴﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻓﺮض اﻟﺤﻈﺮ اﻟــﺸــﺎﻣــﻞ اﻟــﻜــﻠــﻲ ﻓـــﻲ اﻷردن ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺣﺘﻰ ﻓﺠﺮ اﻻﺛﻨﲔ، ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ أﻋﻠﻨﺖ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻷردﻧﻴﺔ أول ﻣﻦ أﻣﺲ، وﺳﻂ ﺣـﺎﻟـﺔ ﻣــﻦ اﻟـﻐـﻀـﺐ اﳌﺠﺘﻤﻌﻲ ﻋﺒﺮت ﻋــﻨــﻪ ﻗــﻄــﺎﻋــﺎت ﻣـﺨـﺘـﻠـﻔـﺔ، إذ ﻓــﺎﺟــﺄت اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﺸﺎرع اﻷردﻧﻲ ﺑﺈﻟﻐﺎء ﻗﺮار ﺳﺎﺑﻖ ﺳﻤﺢ ﺑﺤﺮﻛﺔ ﻣﺸﺮوﻃﺔ ﻟﻠﻤﺎرة واﻟﺴﻴﺎرات ﺧﻼل اﻷﻳﺎم اﳌﻘﺒﻠﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺰاﻣﻦ ﻣﻊ ﻋﻄﻠﺔ ﻋﻴﺪ اﻟﻔﻄﺮ.
وﻓـــــﻴـــــﻤـــــﺎ ﺳــــﻤــــﺤــــﺖ اﻟــــﺤــــﻜــــﻮﻣــــﺔ ﻟﻠﻤﻮاﻃﻨﲔ ﺑﺎﻟﺤﺮﻛﺔ ﻳﻮﻣﻲ اﻟﺨﻤﻴﺲ واﻷرﺑــــﻌــــﺎء اﳌــﺎﺿــﻴــﲔ ﺣــﺘــﻰ اﻟـﺴـﺎﻋـﺔ اﻟـــــﺤـــــﺎدﻳـــــﺔ ﻋـــــﺸـــــﺮة ﻣــــــﺴــــــﺎء، ﺗــﺴــﺒــﺐ اﻟـــﻘـــﺮار ﺑــﺘــﺪاﻓــﻊ ﻛـﺒـﻴـﺮ إﻟـــﻰ اﻷﺳـــــﻮاق، وازدﺣـﺎﻣـﺎت ﺳﻴﺮ ﺧﺎﻧﻘﺔ، ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﺗﺴﺎء ل ﻓﻴﻪ ﻣﺮاﻗﺒﻮن ﻋﻦ ﺟﺪوى اﻟــﺘــﻀــﺎرب ﺑــﲔ اﻟــــﻘــــﺮارات اﻟـﺮﺳـﻤـﻴـﺔ، ﻟﺘﻌﻮد ﻟﺠﻨﺔ اﻷوﺑــﺌــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻨﻘﺪ اﻟـﻘـﺮارات اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻣﺠﺪدا، ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن رﺋﻴﺴﻬﺎ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻧﺬﻳﺮ ﻋﺒﻴﺪات.
ﺣﺎﻟﺔ اﻹرﺑﺎك اﻟﺘﻲ أﺣﺪﺛﻬﺎ اﻟﻘﺮار اﻟــﺠــﺪﻳــﺪ، ﻟــﻢ ﺗﺴﺘﻨﺪ اﻟـﺤـﻜـﻮﻣـﺔ ﻓﻴﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﺴﻮﻏﺎت ﻣﻘﻨﻌﺔ، ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﻮﺑﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد ﺣﻴﺚ ﻻ ﺗﺰال أﻋﺪاد اﻹﺻﺎﺑﺎت واﻧﺘﺸﺎرﻫﺎ ﺗﺤﺖ اﻟﺴﻴﻄﺮة اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ.
وﻗــﺎل رﺋﻴﺲ ﻏﺮﻓﺔ ﺗـﺠـﺎرة ﻋﻤﺎن ﺧــﻠــﻴــﻞ اﻟــــﺤــــﺎج ﺗـــﻮﻓـــﻴـــﻖ، ﻓــــﻲ ﺣــﺪﻳــﺚ ﻟـ »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ« إن اﻟﻘﺮار اﻟﺤﻜﻮﻣﻲ أرﺑﻚ ﺟﻤﻴﻊ ﻗﻄﺎﻋﺎت اﻟﺘﺠﺎر.
وﻋـﺒـﺮ ﻋــﻦ ﺧﺸﻴﺘﻪ ﻣــﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻟﺬﻟﻚ »ﻛﻠﻔﺔ ﺻﺤﻴﺔ ﺳﻴﺪﻓﻌﻬﺎ اﳌﻮاﻃﻦ ﻧــﺘــﻴــﺠــﺔ ﺿــﻌــﻒ إﺟـــــــــﺮاءات اﻟــﺴــﻼﻣــﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ«.
ﺗﺄﺗﻲ اﻟـﻘـﺮارات اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻋﺸﻴﺔ ارﺗـــــﻔـــــﺎع أﻋـــــــــﺪاد اﳌــــﺼــــﺎﺑــــﲔ ﺑــﻤــﺮض ﻓــﻴــﺮوس ﻛــﻮروﻧــﺎ اﳌـﺴـﺘـﺠـﺪ، ﻟﻴﺴﺠﻞ ﻳـﻮم اﻷرﺑـﻌـﺎء اﳌـﺎﺿـﻲ ﻋــﻮدة ﻻرﺗﻔﺎع أﻋـــــﺪاد اﻟـــﺤـــﺎﻻت ﺑــﻌــﺪ أن ﺳـﺠـﻠـﺖ ٣٢ إﺻـﺎﺑـﺔ ﺟـﺪﻳـﺪة، ﻓـﻲ أرﺑــﻊ ﻣﺤﺎﻓﻈﺎت ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ، ﻣـﺎ ﻳـﻬـﺪد ﺑـﺎﻟـﻌـﻮدة ﻟـﻘـﺮارات إﻏﻼق اﳌﺪن وﺣﻈﺮ اﻟﺘﺠﻮل ﻓﻴﻬﺎ.
ﻟﻜﻦ ﻋﻮدة اﻹﺻﺎﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺒﻘﻰ ﺿﻤﻦ زﻳـــﺎدات ﻣــﺤــﺪودة، ﻛﺸﻔﺖ ﻋﻦ ﺿــﻌــﻒ اﻹﺟـــــــﺮاءات اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﻴــﺔ ﻋﻠﻰ اﻟـــﺤـــﺪود اﻟــﺒــﺮﻳــﺔ ﻣــﻄــﻠــﻊ ﺷــﻬــﺮ ﻣــﺎﻳــﻮ )أﻳـــــﺎر( اﻟــﺤــﺎﻟــﻲ وأﻇــﻬــﺮت ﺟـﺎﻧـﺒـﺎ ﻣﻦ اﻟــﻘــﺼــﻮر اﻟــﺮﺳــﻤــﻲ، ﺑـﻌـﺪ أن ﺗﺴﺮﺑﺖ ﺣﺎﻟﺔ ﻟﺴﺎﺋﻖ ﺷﺎﺣﻨﺔ أﺻﻴﺐ ﺑﻔﻴﺮوس ﻛﻮروﻧﺎ، وﺧﺎﻟﻂ اﻟﻌﺸﺮات، ﻣﺎ ﺗﺴﺒﺐ ذﻟــــﻚ ﻓـــﻲ إﺻـــﺎﺑـــﺔ ﻧــﺤــﻮ ٠٨ ﻣــﻮاﻃــﻨــﺎ ﺑﺎﳌﺮض وﻓﻖ إﺣﺼﺎءات ﺻﺤﻴﺔ، ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻟﻄﲔ ﻟﻠﺴﺎﺋﻖ ﻧﻔﺴﻪ.
وﻳـﻤـﻀـﻲ اﻷردﻧـــﻴـــﻮن ﻋﻄﻠﺔ ﻋﻴﺪ اﻟﻔﻄﺮ ﻓﻲ ﻣﻨﺎزﻟﻬﻢ، ﺑﻌﺪ ﻗﺮار ﺣﻜﻮﻣﻲ ﺑـﺘـﻨـﻔـﻴـﺬ اﻟــﺤــﻈــﺮ اﻟــﺸــﺎﻣــﻞ ﻓــﻲ اﻟــﺒــﻼد اﻋـﺘـﺒـﺎرﴽ ﻣــﻦ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﺠﻤﻌﺔ، وﺣﺘﻰ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﻟﻴﻠﺔ اﻷﺣﺪ، ﻟﻴﺴﺘﺄﻧﻒ اﻟـﻌـﺎﻣـﻠـﻮن ﻓــﻲ اﻟـﻘـﻄـﺎع اﻟــﻌــﺎم ﻋﻤﻠﻬﻢ ﺻﺒﺎح اﻟﺜﻼﺛﺎء اﳌﻘﺒﻞ، ﺧﻼل ﺳﺎﻋﺎت ﻓﻚ اﻟﺤﻈﺮ اﻟﺠﺰﺋﻲ ﻣﻦ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﺻﺒﺎﺣﺎ وﺣﺘﻰ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻣﺴﺎء.
وﻓـــــﻲ اﻟــــﻮﻗــــﺖ اﻟـــــــﺬي أﻋـــــــﺪت ﻓـﻴـﻪ اﻟـﺤـﻜـﻮﻣـﺔ ﺧـﻄـﺔ ﻋـــﻮدة اﳌــﻮﻇــﻔــﲔ ﻓﻲ اﻟــﻘــﻄــﺎع اﻟـــﻌـــﺎم ﺑـــﺎﻟـــﺘـــﺪرﻳـــﺞ، ﺑـﺤـﺴـﺐ ﺧﺎرﻃﺔ ﻧﺸﺮﻫﺎ دﻳﻮان اﻟﺨﺪﻣﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻌﻪ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ، ﻣﺎ ﺗﺰال أزﻣﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﻓﻲ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺨﺎص ﻣﺘﻔﺎﻋﻠﺔ ﺑــﻌــﺪ ﺗـﻌـﺜـﺮ ﺷــﺮﻛــﺎت ﻓــﻲ دﻓـــﻊ رواﺗـــﺐ اﻟﻌﺎﻣﻠﲔ، وﺗﻬﺪﻳﺪ ﻗﻄﺎﻋﺎت واﺳﻌﺔ ﺑﺘﺴﺮﻳﺢ ﻋﻤﺎﻟﺘﻬﺎ.
إﻟـــــﻰ ذﻟـــــﻚ ﻣـــﺎ ﺗــــــﺰال ﺧــﻄــﺔ ﻋـــﻮدة اﻷردﻧـﻴـﲔ ﻣﻦ اﻟﺨﺎرج ﻃـﻮر اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ، ﺑـﻌـﺪ ﻋـــﻮدة اﻟــﺪﻓــﻌــﺔ اﻟـﺜـﺎﻧـﻴـﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗﻢ ﺗـﻨـﻔـﻴـﺬ اﻟــﺤــﺠــﺮ اﻟــﺼــﺤــﻲ ﻋـﻠـﻴـﻬـﺎ ﻓﻲ ﻓــــﻨــــﺎدق اﻟـــﻌـــﺎﺻـــﻤـــﺔ، ﻓــــﻲ ﺣــــﲔ ﺑــــﺪأت ﻋــﻤــﻠــﻴــﺎت إﺧــــﻼء اﻟــﺪﻓــﻌــﺔ اﻷوﻟـــــﻰ ﻣﻦ ﻓﻨﺎدق اﻟﺒﺤﺮ اﳌﻴﺖ ﻗﺒﻞ ﻋﻴﺪ اﻟﻔﻄﺮ.
وﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻷﺳﺒﻮع، اﺳﺘﻘﺒﻠﺖ اﳌﻤﻠﻜﺔ ٥٥٨٦ ﻣﻦ اﻷردﻧﻴﲔ اﳌﻐﺘﺮﺑﲔ واﻟــﻌــﺎﻟــﻘــﲔ ﻓــﻲ اﻟـــﺨـــﺎرج؛ ﺿـﻤـﻦ ﻋـﺪة ﻣﺮاﺣﻞ ﻟﻌﻮدة اﳌﻐﺘﺮﺑﲔ، ﻋﻠﻰ أن ﺗﺒﺪأ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ٨٢ ﻣﺎﻳﻮ )أﻳﺎر( اﻟﺠﺎري ، وذﻟﻚ ﻣﻦ أﺟﻞ إﺟﻼء آﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ دول ﺟﺪﻳﺪة ﻛﺎﻟﺴﻮدان واﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻫﻨﻐﺎرﻳﺎ وﺑﻌﺾ اﻟــﺪول اﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ وﻓﻠﺴﻄﲔ، ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ أﻋﻠﻨﺖ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻷﺳﺒﻮع اﳌﺎﺿﻲ.
وﺗﺘﺼﺎﻋﺪ ﺣﻤﻠﺔ اﻧﺘﻘﺎدات ﻟﻮزﻳﺮ اﻟــﺼــﺤــﺔ اﻷردﻧـــــــﻲ ﺳــﻌــﺪ ﺟـــﺎﺑـــﺮ ﻋـﺒـﺮ ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﺧﺼﻢ ﻋـــﻼوات اﻟــﻜــﻮادر اﻟﻄﺒﻴﺔ اﻟــــﺘــــﻲ ﻋــﻤــﻠــﺖ ﺧــــــﻼل ﻓــــﺘــــﺮة اﻹﻏــــــﻼق ﳌﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻔﻴﺮوس.
واﻋـﺘـﺒـﺮ ﻧـﺸـﻄـﺎء أن ﻗـــﺮار اﻟﺤﻈﺮ اﻟﺸﺎﻣﻞ ﺧﻼل إﺟـﺎزة اﻟﻌﻴﺪ، ﻫﻮ ﻗﺮار ﺟﺎﺋﺮ وﻏﻴﺮ ﻣﺪروس وﻏﻴﺮ ﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﺎﺋﻖ.