اﻟﺘﻤﺎﻳﺰ اﻟﻄﺒﻘﻲ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ »ﻛﻮروﻧﺎ«

راﺟـــــــﺖ ﻓــــﻲ اﻷﺳـــﺎﺑـــﻴـــﻊ اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﻧﺘﺸﺎر ﻓﻴﺮوس »ﻛــــﻮروﻧــــﺎ« ﺑــﻌــﺾ اﻷﻓــﻜــﺎر اﻟﺘﻲ اﻧﺘﺒﻬﺖ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص إﻟــــﻰ أن ﻫــــﺬا اﻟـــﻔـــﻴـــﺮوس ﻻ ﻳـﻔـﺮق ﺑـﲔ اﻟﻐﻨﻲ واﻟﻔﻘﻴﺮ، وﻻ ﺑﲔ اﻟﻘﻮي واﻟﻀﻌﻴﻒ، وﻻ ﺑـــــﲔ ﺻــــﺎﺣــــﺐ اﻟــــﺠــــﺎه وﻓــــﺎﻗــــﺪه. واﻧــﺘــﻌــﺸــﺖ أﻛـﺜـﺮ ﻫـﺬه اﻷﻓـﻜـﺎر ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺷﺎﻫﺪ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻴﻒ ﺗﻌﺮض رﺋﻴﺲ وزراء ﺑـﺮﻳـﻄـﺎﻧـﻴـﺎ ﺑــﻮرﻳــﺲ ﺟــــــــﻮﻧــــــــﺴــــــــﻮن ﻟــــــﻺﺻــــــﺎﺑــــــﺔ ﺑﺎﻟﻔﻴﺮوس، وأﻳﻀﴼ رﺋﻴﺲ اﻟﺒﺮازﻳﻞ ﻏﺎﻳﻴﺮ ﺑﻮﻟﺴﻮﻧﺎرو، ورؤﺳﺎء ﺑﺮﳌﺎﻧﺎت، ورﺋﻴﺲ وزراء روﺳــــﻴــــﺎ، وإﺻـــﺎﺑـــﺔ اﻷﻣــﻴــﺮ ﺗــﺸــﺎرﻟــﺰ وﻟـــﻲ ﻋﻬﺪ ﺑــــﺮﻳــــﻄــــﺎﻧــــﻴــــﺎ. أي أن ﺗــﻘــﻊ ﺷﺨﺼﻴﺎت ﺗﺤﻤﻞ وﻇﺎﺋﻒ ﻋــﻠــﻴــﺎ ﻓـــﻲ اﻟــــﺪوﻟــــﺔ ﺿـﺤـﻴـﺔ ﻓــﻴــﺮوس »ﻛـــﻮروﻧـــﺎ« أﻋﻄﻰ اﻧﻄﺒﺎﻋﴼ أن ﻫﺬا اﻟﻔﻴﺮوس ﻻ ﻳﻘﻬﺮ، وأﻧﻪ ﻋﺎدل وﻻ ﻳﺠﺎﻣﻞ وﻻ ﻳـﺴـﺘـﻬـﺪف اﻟــﻔــﻘــﺮاء ﻣﻦ دون ﻏﻴﺮﻫﻢ. ﺑﻞ إن ﺗﺼﺪر اﻟـــﻮﻻﻳـــﺎت اﳌــﺘــﺤــﺪة، اﻟــﻘــﻮة اﻷوﻟــــﻰ ﻓــﻲ اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ، ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﺪول اﻷﻛﺜﺮ إﺻﺎﺑﺔ ووﻓﺎة ﺑﺴﺒﺐ ﻓﻴﺮوس »ﻛﻮروﻧﺎ«، ﻗﺪ ﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻣﺎ راج ﻣﻦ أﻓﻜﺎر ﻟﻌﻨﺖ اﻟﻔﻴﺮوس، وﻟﻜﻨﻬﺎ اﻋﺘﺮﻓﺖ ﺑﻌﺪاﻟﺘﻪ.

إن ﻫـﺬه اﻷﻓﻜﺎر أو ﻫﺬه اﻻﺳــﺘــﻨــﺘــﺎﺟــﺎت ﻫـــﻲ ﻧــﺘــﺎج ﺻﺪﻣﺔ وﻓﻬﻢ ﺳﺮﻳﻊ أوﻟـﻲ، ﺑــﺪﻟــﻴــﻞ أن رواﺟــــﻬــــﺎ ﺧـﻔـﺖ وﻏــــﺎب ﺗـﻘـﺮﻳـﺒـﴼ ﻋــﻨــﺪ ﺑــﺪاﻳــﺔ ﺗــــــﺠــــــﺎوز ﻃـــــــــﻮر اﻟــــﺼــــﺪﻣــــﺔ وإﻃــــــــﺎﻟــــــــﺔ اﳌــــــﻼﺣــــــﻈــــــﺔ ﻓــﻲ اﻟــﺘــﻐــﻴــﻴــﺮات اﻟــﺘــﻲ أﺣـﺪﺛـﻬـﺎ اﻟﻔﻴﺮوس ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ.

وﻻ ﻧﻈﻦ أﻧﻨﺎ ﻧﺒﺎﻟﻎ إذا ﻗﻠﻨﺎ إن ﺗﻐﻴﺮ ﻧﻤﻂ اﻟﺤﻴﺎة وﻣــﻼزﻣــﺔ اﻟــﻨــﺎس ﻟﺒﻴﻮﺗﻬﻢ ﻗـــﺪ أﻃــــــﺎح اﻷﻓــــﻜــــﺎر اﻷوﻟـــــﻰ اﳌــﺘــﺴــﺮﻋــﺔ، وﻛــﺸــﻒ ﺑﺸﻜﻞ أﻛــــــﺜــــــﺮ ﻋــــﻤــــﻘــــﴼ ووﺿــــــﻮﺣــــــﴼ اﻟـــــﺘـــــﻤـــــﺎﻳـــــﺰ اﻟــــﻄــــﺒــــﻘــــﻲ ﻓـــﻲ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت، وﻛﻴﻒ أن ﻋﺎﻣﻞ اﻻﻧﺘﻤﺎء اﻟﻄﺒﻘﻲ ﻳﺆﺛﺮ ﻓﻲ اﻟﺤﺮب اﻟﺘﻲ ﻳﺸﻨﻬﺎ ﻛﻞ ﻓﺮد وﻛﻞ أﺳﺮة ﻋﻠﻰ »ﻛﻮروﻧﺎ«، ذﻟﻚ أﻧﻨﺎ ﻟﺴﻨﺎ ﻣﺘﺴﺎوﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﺘﺮﺳﺎﻧﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﻤﻠﻜﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺤﺮب، وﻫﻮ ﻣﺎ ﺟﻌﻞ ﺗــﺄﺛــﻴــﺮ اﻟــﺠــﺎﺋــﺤــﺔ ﻳـﺨـﺘـﻠـﻒ ﻣـــﻦ ﻃـﺒــﻘـﺔ اﺟــﺘــﻤــﺎﻋــﻴــﺔ إﻟــﻰ أﺧﺮى. وﻣﻦ ﺛﻢ، ﻓﺈن ﻓﻜﺮﺗﻨﺎ

ﻫــﻲأنﺟﺎﺋﺤﺔ اﻟـــــﻐـــــﺎﻟـــــﻲاﻟــــــﺬي »ﻛــــــــــــــــﻮروﻧــــــــــــــــﺎ« ﻳﻤﺘﻠﻜﻪاﻷﻃﻔﺎل ﻋـﻤـﻘـﺖاﻟﺘﻤﺎﻳﺰ اﳌـــــــــﻨـــــــــﺘـــــــــﻤـــــــــﻮن اﻟـــــــــــﻄـــــــــــﺒـــــــــــﻘـــــــــــﻲ ﻟــﻌــﺎﺋــﻼتﻏﻨﻴﺔ وﻛﺸﻔﺘﻪ.ﻛﻤﺎأن أواﻟــــــــــﻘــــــــــﺎدرة ﻫـــــﺬهاﻟــﺠــﺎﺋــﺤــﺔ ﻋـــــــــﻠـــــــــﻰﺷـــــــــــــﺮاء أﺧـﺬﺗـﻨـﺎﺑﺎﻟﻘﻮة ﻫــــــــﺬهاﻷﻟـــــﻌـــــﺎب إﻟـــــــــﻰﻣـــﻼﺣـــﻈـــﺔ اﻟــــــــــﺒــــــــــﺎﻫــــــــــﻈــــــــــﺔ أﺷـــــﻜـــــﺎلأﺧـــــﺮى اﻟــــــﺜــــــﻤــــــﻦ،ﻣـــﺜـــﻞ ﻟﻠﻔﻘﺮﻛﺎﻧﺖﻣﻦ اﻟﺒﻼيﺳﺘﻴﺸﻦ

د. آﻣﺎل ﻣﻮﺳﻰ ﻧـــــﻮعاﳌــﺴــﻜــﻮت وﻏــــــــــــﻴــــــــــــﺮﻫــــــــــــﺎ. ﻋــــﻨــــﻪ،أواﻟــــﺬي وﻟــﻘــﺪاﻧـﺘـﻌـﺸـﺖ ﻛـــــــــــﺎنﻳــــﻨــــﺎﻗــــﺶ ﺳـــــﻮقاﻷﻟـــﻌـــﺎب ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان ﻣﺨﺘﻠﻒ، ﻣﺜﻞ اﻹﻟـــﻜـــﺘـــﺮوﻧـــﻴـــﺔ ﺧـــــﻼل ﻓــﺘــﺮة اﻣﺘﻼك اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ اﻟــﺤــﺠــﺮ اﻟــﺼــﺤــﻲ، ﻓـﻜـﺎﻧـﺖ واﻣﺘﻼك اﻟﺘﻼﻣﻴﺬ واﻟﻄﻠﺒﺔ ﺗـــﻌـــﻮﻳـــﻀـــﴼ ﻟـــــﻸﻃـــــﻔـــــﺎل ﻋــﻦ ﻟـــﻠـــﺤـــﻮاﺳـــﻴـــﺐ، ﺣـــﻴـــﺚ ﻛـــﺎن اﻟــــــــــــﻨــــــــــــﻮادي اﻟـــــﺮﻳـــــﺎﺿـــــﻴـــــﺔ ذﻟﻚ ﻳﻄﺮح ﻓﻲ إﻃـﺎر اﻟﻨﻈﺮ واﻟـــــﺨـــــﺮوج... أﻣـــﺎ اﻷﻃــﻔــﺎل ﻓـﻲ ﻣــﺪى ﺷـﻴـﻮع اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟـــــــﺬﻳـــــــﻦ ﻻ ﻳـــﺴـــﺘـــﻄـــﻴـــﻌـــﻮن ﺗــــﻜــــﻨــــﻮﻟــــﻮﺟــــﻴــــﺎ اﻻﺗـــــﺼـــــﺎل ﺷــﺮاء ﻫـﺬه اﻷﻟـﻌـﺎب ﻓﻘﺪ ﺗﻢ اﻟـــــﺤـــــﺪﻳـــــﺜـــــﺔ، وﻟـــــﻴـــــﺲ ﻛــﻤــﺎ إﻗﺼﺎؤﻫﻢ ﻣﻦ اﻟﻠﻌﺐ اﻷﻛﺜﺮ ﻃــﺮﺣــﺘــﻪ اﻟــﺠــﺎﺋــﺤــﺔ اﻟــﻴــﻮم رواﺟﴼ ﻓﻲ اﻟﺤﺠﺮ اﻟﺼﺤﻲ. ﻛــﻤــﻈــﻬــﺮ ﻓـــﻘـــﺮ وﺧــﺼــﺎﺻــﺔ وﻧــــﺤــــﻦ ﻫـــﻨـــﺎ أﻣـــــــﺎم ﻣــﻈــﻬــﺮ ﻳﻤﻨﻌﺎن ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻣﻦ اﻷﻃﻔﺎل ﻣـﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﺤﺮﻣﺎن اﻟـﺬي واﻟــــﺸــــﺒــــﺎب ﻣــــﻦ اﻟـــﺘـــﻮاﺻـــﻞ ﻳﺤﻔﺮ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻴﺔ اﻟﻄﻔﻞ. اﻟﺒﻴﺪاﻏﻮﺟﻲﻋﻦﺑﻌﺪ. أﻳــــﻀــــﴼﺣـــــــﺎلاﻷﻃــــﻔــــﺎل

ﻓــــﺎﻟــــﺘــــﻤــــﺎﻳــــﺰ اﻟـــﻄـــﺒـــﻘـــﻲ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪرﺳﻮن ﻓﻲ اﳌﺪارس ﻳــﻌــﻠــﻦ ﻋـــﻦ ﻧــﻔــﺴــﻪ ﻓـــﻲ أدق اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺣﺎل اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ، وأوﻟــﻬــﺎ اﻟﺒﻴﺖ أﻃـــﻔـــﺎل اﳌـــــــﺪارس اﻟــﺨــﺎﺻــﺔ اﻟﻔﻀﺎء اﻟﺨﺎص ﺑﺎﻟﺤﺠﺮ. واﳌـــﺪارس اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ، ﺣﻴﺚ ﻓﻜﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﻠﻮم، ﻓﺈن أﻏﻠﺐ ﺗـﻤـﺎرس اﳌــﺪارس اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﺎت اﻟـﺴـﻜـﻨـﻴـﺔ ﻣﻨﺬ واﳌﺪارس اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋــﻘــﻮد اﻧــﺨــﺮﻃــﺖ ﺑــﻘــﻮة ﻓﻲ ﻋــــــﻦ ﺑـــــﻌـــــﺪ، وﻣـــــــﻦ ﺛــــــﻢ ﻓــﻘــﺪ اﻋﺘﻤﺎد أﻧـﻤـﻮذج اﻟﻌﻤﺎرات زاد ﻓـــــﻴـــــﺮوس »ﻛـــــﻮروﻧـــــﺎ« واﻟﺸﻘﻖ اﻟﺼﻐﻴﺮة، إﺿﺎﻓﺔ ﻓـــــــﻲ إﻇـــــــﻬـــــــﺎر ﻣـــــﺤـــــﺪودﻳـــــﺔ إﻟﻰ أن اﻟﻔﻘﺮاء ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻓﻲ دﻳــــﻤــــﻘــــﺮاﻃــــﻴــــﺔ اﻟـــﺘـــﻌـــﻠـــﻴـــﻢ، اﻟﻐﺎﻟﺐ ﻓﻲ ﺑﻴﻮت ﺻﻐﻴﺮة، ﻓــــﺎﻟــــﺘــــﻌــــﻠــــﻴــــﻢ اﻟــــﻌــــﻤــــﻮﻣــــﻲ ﻻ ﺗــﺘــﺠــﺎوز اﻟــﻐــﺮﻓــﺘــﲔ، ﻣﻊ ﺑــــﺎﺳــــﺘــــﺜــــﻨــــﺎء اﳌـــــﻨـــــﺎﻇـــــﺮات ﻛــﺜــﺮة ﻋـــﺪد أﻓـــــﺮاد اﻟـﻌـﺎﺋـﻠـﺔ. اﻟــــﻮﻃــــﻨــــﻴــــﺔ أﻧـــــﻬـــــﻰ اﻟـــﺴـــﻨـــﺔ أي ﻻ وﺟﻮد ﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟــﺪراﺳــﻴــﺔ ﻣـﺒـﻜـﺮﴽ، واﻛﺘﻔﻰ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻄﻔﻞ أو ﺑﻄﺎﻟﺐ، ﺑــﺎﺣــﺘــﺴــﺎب »ﺳـــﺪاﺳـــﻴـــﲔ«، وﻻ ﺗﺴﻤﺢ اﳌﺴﺎﺣﺔ واﻷﺛﺎث ﻓﻲ ﺣﲔ أن اﻟﺘﻼﻣﻴﺬ اﻟﺬﻳﻦ ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﻘﺴﻴﻢ. وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳـــــــﺪرﺳـــــــﻮن ﻓــــــﻲ اﳌــــــــــﺪارس ﻳﻌﻨﻲ أن اﻟﺘﺒﺎﻋﺪ اﻟﺠﺴﺪي اﻷﺟــــــﻨــــــﺒــــــﻴــــــﺔ واﳌــــــــــــــــــﺪارس وﻫــــــﻮ ﺷــــــﺮط أﺳــــﺎﺳــــﻲ ﻓـﻲ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻳﻮاﺻﻠﻮن اﳌﻘﺮرات اﻟــﺤــﺠــﺮ اﻟــﺼــﺤــﻲ ﻳـﺤـﺘـﺎج اﻟــــــــﺪراﺳــــــــﻴــــــــﺔ وﻳـــــﻌـــــﻘـــــﺪون ﺗـﺄﻣـﻴـﻨـﻪ إﻟـــﻰ ﺑـﻴـﺖ ﺷـﺎﺳـﻊ، ﻣـــــــﻊ اﻷﺳـــــــــﺎﺗـــــــــﺬة ﻟــــــﻘــــــﺎءات وأن ﺗــــــــﻜــــــــﻮن ﻟــــــﻜــــــﻞ ﻓــــــﺮد ﻋـــﺒـــﺮ ﺗــﻄــﺒــﻴــﻘــﺎت ﻣــﺘــﻄــﻮرة ﻏـــﺮﻓـــﺘـــﻪ، وﻫـــــﻮ أﻣـــــﺮ ﺗـﻌـﺠـﺰ وﻳــــــــﻨــــــــﺠــــــــﺰون أﻋـــــﻤـــــﺎﻟـــــﻬـــــﻢ ﻋـﻦ ﺗﺄﻣﻴﻨﻪ ﻃﺒﻘﺔ اﻟـﻔـﻘـﺮاء، ﺑﺎﻧﺘﻈﺎم. وأﻳــﻀــﴼ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟـﻮﺳـﻄـﻰ، ﻟـــﻘـــﺪوﺟـــــــــﺪتاﻟـــﺒـــﻠـــﺪان أو ﻣــﺎ ﺗـﺴـﻤـﻰ اﻟـﺒـﺮﺟـﻮازﻳـﺔ اﻟــﻔــﻘــﻴــﺮة وذات اﻹﻣــﻜــﺎﻧــﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة. اﻟـﻀـﻌـﻴـﻔـﺔﻧـﻔـﺴـﻬـﺎﻣـﺠـﺒـﺮة

اﻟﺠﺎﺋﺤﺔ ﻣﺎرﺳﺖ ﻗﻬﺮﴽ ﻋﻠﻰ ﻋﺪم اﻟﺘﻌﻮﻳﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﻞ ﻋـــﻠـــﻰ اﻷﻃـــــﻔـــــﺎل واﻟـــﺸـــﺒـــﺎب اﻟـﺘـﻌـﻠـﻴـﻢ ﻋــﻦ ﺑــﻌــﺪ، ﻷن ﻓﻲ اﻟــﻔــﻘــﺮاء، ﺣــﻴــﺚ إن اﻟـﺤـﺠـﺮ اﻋــﺘــﻤــﺎده اﻋـــﺘـــﺪاء ﺻـﺮﻳـﺤـﴼ ﺳﺠﻦ ﺣﻘﻴﻘﻲ؛ ﻻ إﻧﺘﺮﻧﺖ، ﻋــﻠــﻰ ﻣــﺒــﺪأ ﺗــﻜــﺎﻓــﺆ اﻟــﻔــﺮص وﻻ وﺳـــﺎﺋـــﻞ ﺗــــﻮاﺻــــﻞ، وﻻ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ. ﻓﺎﻟﻈﺎﻫﺮ اﻟﻌﺎم أﻟﻌﺎب إﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﻮع ﻳﻘﻮل إن اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻮﺻﻮل

ﺑﺎﻹﻧﺘﺮﻧﺖ اﻟﻴﻮم، واﻟﺠﻤﻴﻊ ﻟـــــﺪﻳـــــﻬـــــﻢ ﻫـــــــﻮاﺗـــــــﻒ ذﻛـــــﻴـــــﺔ، واﻟــﺤــﺎﺳــﻮب أﺻــﺒــﺢ ﻗﻄﻌﺔ ﺿـﺮورﻳـﺔ ﻻ ﺗـﻔـﺎرق اﻟﻄﺎﻟﺐ ﻣﺜﻼ. ﻟﻜﻦ »ﻛـﻮروﻧـﺎ« أﻇﻬﺮ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟــﻮاﻗــﻊ، وأن ﻧﺴﺒﺔ ﻏﻴﺮ اﳌﻮﺻﻮﻟﲔ ﺑﺎﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﻛﺒﻴﺮة، وأن اﻟـﺤـﺎﺳـﻮب ﻓﻲ ﺑﻠﺪاﻧﻨﺎ ذات اﻟﺘﻤﺎﻳﺰ اﻟﻄﺒﻘﻲ ﺗـــﺠـــﺪه ﻋــﻨــﺪ ﻃــﻔــﻞ ﻋـــﻤـــﺮه ٤ ﺳﻨﻮات، وﻳﻔﺘﻘﺮ إﻟﻴﻪ ﻃﺎﻟﺐ ﻓﻲ اﻟﻜﻠﻴﺔ، ﺗﻤﺎﻣﴼ ﻛﻤﺎ ﺗﺠﺪ ﻃــﻔــﻼ ﻳــﻤــﺘــﻠــﻚ ﻫــﺎﺗــﻔــﴼ ذﻛــﻴــﴼ ﺑـ٠٠٠٢ دوﻻر، وﻃﺎﻟﺒﴼ ﻫﺎﺗﻔﻪ ﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻪ ذﻛﺎؤه ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ إﺟﺮاء ﻣﻜﺎﳌﺎت ﻫﺎﺗﻔﻴﺔ.

ﻟـــــﺬﻟـــــﻚ، ﻓـــــــﺈن اﻟــﺘــﻌــﻠــﻴــﻢ ﻋـﻦ ﺑﻌﺪ ﻟﻴﺲ ﻓـﻲ ﻣﺘﻨﺎول اﻟﻔﻘﺮاء. وﻫﻮ ﺣﻞ ﳌﻦ ﻳﻤﻠﻚ أدواﺗﻪ.

ﻓــﻲ ﺗـﻮﻧـﺲ ﻣـﺜـﻼ ﻛﺸﻒ »ﻛﻮروﻧﺎ« ﻋﻦ ﻋﺪم إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﺒﻨﻲ ﺣﻞ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ، واﻟـــــﺤـــــﺎل أن ﻋـــــــﺪدﴽ ﻛــﺒــﻴــﺮﴽ ﻣــﻦ اﻟﻄﻠﺒﺔ ﻻ ﻳﻤﻠﻜﻮن ﻓﻲ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ اﳌـﺤـﺠـﻮرﻳـﻦ ﻓﻴﻬﺎ اﻹﻧـــﺘـــﺮﻧـــﺖ، وﻻ ﺣــﻮاﺳــﻴــﺐ ﺷـــــــﺨـــــــﺼـــــــﻴـــــــﺔ، وداﻓــــــــﻌــــــــﺖ اﻟــﻨــﻘــﺎﺑــﺔ ﻋــﻨــﻬــﻢ، وأﻗـــــﺮت أن اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋـﻦ ﺑﻌﺪ ﻟـﻦ ﻳﻠﻐﻲ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟــﺤــﻀــﻮري اﻟــﺬي ﺳـــﻴـــﺴـــﺘـــﺄﻧـــﻒ ﻓـــــﻲ ﻳــﻮﻧــﻴــﻮ )ﺣﺰﻳﺮان( اﳌﻘﺒﻞ، وﺳﺘﻌﻤﻞ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﻴﻒ دﻓﺎﻋﴼ ﻋﻦ ﻣﺒﺪأ ﺗﻜﺎﻓﺆ اﻟﻔﺮص.

ﺑـــــﻴـــــﺖ اﻟـــــﻘـــــﺼـــــﻴـــــﺪ، أن »ﻛــــــﻮروﻧــــــﺎ« أﻇـــﻬـــﺮ ﺑــﻀــﻮء ﻛـــﺎﺷـــﻒ اﻟــﻔــﺠــﻮة اﻟـﻄـﺒـﻘـﻴـﺔ ﻓـــﻲ ﻏــﺎﻟــﺒــﻴــﺔ ﻣـﺠـﺘـﻤـﻌـﺎﺗـﻨـﺎ، وﻗــــﺪ رﻛـــﺰﻧـــﺎ ﻋــﻠــﻰ اﻷﻃــﻔــﺎل واﻟﻄﻠﺒﺔ، ﻷﻧﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻔﺌﺎت اﻟـﺘـﻲ ﻧﻌﺘﻘﺪ أن »ﻛــﻮروﻧــﺎ« ﻻ ﻋــــﻼﻗــــﺔ ﻟـــــﻪ ﺑــــﻬــــﻢ، وأﻧـــــﻪ ﻳــﺴــﺘــﻬــﺪف ﻓــﺌــﺎت اﻟـﻜـﻬـﻮﻟـﺔ وﻣــــﺎ ﻓــﻮﻗــﻬــﺎ، واﻟــــﺤــــﺎل أﻧــﻪ اﺳــﺘــﻬــﺪف ﻧﻔﺴﻴﺔ اﻷﻃــﻔــﺎل واﻟﺸﺒﺎب اﻟﻔﻘﺮاء، ﻋﺒﺮ إذﻛﺎء اﻟﺘﻤﺎﻳﺰ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺔ وﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺠﺎﺋﺤﺔ، ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻤﻴﺴﻮري اﻟﺤﺎل. ﻓﻤﺘﻐﻴﺮ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻟﻸﺳﺮة ﻳﺤﺪث ﻓﻮارق ﻣﻬﻤﺔ ﺟﺪﴽ ﻓﻲ ﻗﻴﺎس ﺗﺪاﻋﻴﺎت »ﻛﻮروﻧﺎ«، وﺗﺄﺛﻴﺮات اﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺔ اﳌﺎدﻳﺔ ﻋـــﺎﻣـــﻞ ﻣــــﺤــــﺪد ﻓــــﻲ ﻛـﻴـﻔـﻴـﺔ ﻣــﻮاﺟــﻬــﺔ اﻟــﺠــﺎﺋــﺤــﺔ، اﻟـﺘـﻲ ﻗــــﺎﻣــــﺖ ﺑــﺘــﺼــﺤــﻴــﺢ أﻧــــــﻮاع اﻟﻔﻘﺮ وإﻇﻬﺎر ﺣﺠﻢ اﻟﻔﻘﺮاء اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ.