Asharq Al-Awsat Saudi Edition

ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻋﺪل اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ﺗﻨﻈﺮ ﻓﻲ دﻋﺎوى ﺿﺪ وزراء ﻓﺮﻧﺴﻴﲔ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﻴﺔ أزﻣﺔ »ﻛﻮروﻧﺎ«

ﻋﻘﺐ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺷﻜﺎوى ﺣﻮل إدارﺗﻬﻢ ﻟﻠﻮﺑﺎء و»ﻓﺸﻠﻬﻢ« ﰲ ﺣﻤﺎﻳﺔ اﳌﻮاﻃﻨﲔ

- ﺑﺎرﻳﺲ: ﻣﻴﺸﺎل أﺑﻮ ﻧﺠﻢ

ﻳـــــﻮﻓــ­ـــﺮ اﻟـــــﺪﺳـ­ــــﺘـــــ­ﻮر اﻟـــﻔـــﺮ­ﻧـــﺴـــﻲ ﺣـــﺼـــﺎﻧ­ـــﺔ ﺗــــﺎﻣـــ­ـﺔ وﻣــﻄــﻠــ­ﻘــﺔ ﻟــﺮﺋــﻴــ­ﺲ اﻟــﺠــﻤــ­ﻬــﻮرﻳــﺔ ﺧــــﻼل وﻻﻳـــﺘـــ­ﻪ. وﻟـﻜـﻦ ﻟـﻴـﺴـﺖ ﻫـــﺬه ﺣـــﺎل رﺋــﻴــﺲ ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ وﻻ وزراﺋـــﻪ اﻟـﺬﻳـﻦ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻤﺜﻠﻮا أﻣـــــــﺎ­م ﻣــﺤــﻜــﻤ­ــﺔ ﻋــــــﺪل اﻟــﺠــﻤــ­ﻬــﻮرﻳــﺔ ﳌﺤﺎﺳﺒﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﺮاراﺗﻬﻢ وأﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﺧــــﻼل ﻗــﻴــﺎﻣــ­ﻬــﻢ ﺑــﻮﻇــﺎﺋـ­ـﻔــﻬــﻢ. وﻫـــﺬا اﻟــﻮﺿــﻊ ﻳﻄﺄ ﺑﺜﻘﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟـﻰ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺤﻤﻠﻮﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ وﺑﺎء »ﻛﻮروﻧﺎ«. وﺣﺘﻰ اﻟــﻴــﻮم، ﺗــﻢ ﺗـﻘـﺪﻳـﻢ ﻣــﺎ ﻻ ﻳـﻘـﻞ ﻋــﻦ ١٧ دﻋــﻮى ﺿﺪ رﺋﻴﺲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ وﻋﺪد ﻣــﻦ اﻟــــﻮزرا­ء اﳌـﻌـﻨـﻴـﲔ، ﻋـﻠـﻰ رأﺳـﻬـﻢ وزﻳﺮ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﺤﺎﻟﻲ أوﻟﻴﻔﻴﻪ ﻓﻴﺮان، واﻟــﻮزﻳــ­ﺮة اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ أﻧﻴﻴﺲ ﺑﻮزﻳﻦ، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ وزراء اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ واﻟﻌﺪل واﻟﺸﺆون اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.

ﺑــﺪاﻳــﺔ، ﺗﺘﻌﲔ اﻹﺷــــﺎرة إﻟــﻰ أن ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺗﺄﺗﻲ ﻓﻲ اﳌﺮﺗﺒﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻋﺎﳌﻴﴼ ﻟﺠﻬﺔ أﻋـﺪاد اﻟﻮﻓﻴﺎت اﻟﺘﻲ وﺻﻠﺖ، ﻋﺼﺮ أول ﻣﻦ أﻣﺲ، إﻟﻰ ٥١٢٨٢ وﻓﺎة،

ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣـﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻗﻠﻴﻼ ﻋﻠﻰ ٧١ أﻟﻒ ﺿﺤﻴﺔ ﻓﻲ اﳌﺴﺘﺸﻔﻴﺎت واﻟﻀﺤﺎﻳﺎ اﻷﺧـــﺮى ﻓـﻲ ﻣــﺂوي اﻟﻌﺠﺰة واﻟﺒﻨﻰ اﻟﺼﺤﻴﺔ اﻷﺧﺮى. وﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى، ﺑــﻠــﻐــﺖ أﻋــــــــ­ﺪاد اﳌـــﺼـــﺎ­ﺑـــﲔ ﺑـــﺎﻟـــﻮ­ﺑـــﺎء ﻟﻠﻔﺘﺮة ﻧﻔﺴﻬﺎ ٥٤١ أﻟﻔﴼ، ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﻓﺮﻧﺴﺎ اﻟﺒﻠﺪ اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﺠﻬﺔ اﻹﺻـﺎﺑـﺎت. إﻻ أن اﻟﺨﺒﺮاء ﻳــﺮون أن اﻟـﺴـﺒـﺐ ﻓــﻲ »ﺿــﻌــﻒ« ﻫـــﺬه اﻷﻋـــﺪاد ﻣﺮده إﻟﻰ أن اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﺪأب ﻋﻠﻰ إﺟﺮاء اﺧﺘﺒﺎرات اﻹﺻﺎﺑﺔ ﻋـﻠـﻰ ﻧــﻄــﺎق واﺳـــﻊ، ﻛـﻤـﺎ ﻓــﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻣﺜﻼ، ﻛﻤﺎ أﻧﻬﻢ ﻳﻘﺪرون اﺳﺘﻨﺎدﴽ إﻟﻰ اﳌــﻘــﺎرﻧ­ــﺔ ﺑــﲔ إﺣـﺼـﺎﺋـﻴـ­ﺎت اﻟـﻮﻓـﻴـﺎت ﻟﻠﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ وﻟﻠﻔﺘﺮة ﻧﻔﺴﻬﺎ وﺑﲔ إﺣﺼﺎﺋﻴﺎت اﻟﻌﺎم اﻟﺠﺎري أن أﻋﺪاد وﻓﻴﺎت »ﻛﻮﻓﻴﺪ - ٩١« أﻛﺜﺮ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷرﻗﺎم اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ.

ﻓــــــــﻲ ﺷــــــﻬــ­ــــﺮ ﻣـــــــــ­ـــــﺎرس )آذار( اﳌــــﺎﺿــ­ــﻲ، ﺗـــﻘـــﺪم ﺗــﺠــﻤــﻊ »ﺳــــﻲ ٩١« اﳌـــﺸـــﻜ­ـــﻞ ﻣــــﻦ ٠٠٦ ﻃــﺒــﻴــﺐ وﻧـــﺎﺷـــ­ﻂ ﻓــﻲ اﻟـﺤـﻘـﻞ اﻟـﺼـﺤـﻲ ﺑـﺸـﻜـﻮى أوﻟــﻰ أﻣـﺎم ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻋـﺪل اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ﺿﺪ رﺋـﻴـﺲ اﻟـﺤـﻜـﻮﻣـ­ﺔ ووزﻳــــﺮي اﻟﺼﺤﺔ اﻟﺤﺎﻟﻲ واﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺑﺘﻬﻤﺔ اﻟﺘﻘﺼﻴﺮ ﻓـــﻲ إدارة أزﻣــــﺔ اﻟــــﻮﺑــ­ــﺎء، وﺑــﺎﻟــﻜـ­ـﺬب ﺑـﺎﻻﺳـﺘـﻨـ­ﺎد إﻟــﻰ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت وزﻳــﺮة اﻟﺼﺤﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻧﺒﻬﺖ، ﻣﻨﺬ ٠٢ دﻳﺴﻤﺒﺮ )ﻛـﺎﻧـﻮن اﻷول( اﻹدارة اﻟﺼﺤﻴﺔ ﺛــﻢ ﻓــﻲ ١١ ﻳـﻨـﺎﻳـﺮ )ﻛـﺎﻧـﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ( رﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ، وﻻﺣﻘﴼ رﺋﻴﺲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﻦ »اﻟﺘﺴﻮﻧﺎﻣﻲ« اﻟــﻮﺑــﺎﺋ­ــﻲ اﻟـــــﺬي ﺳــﻴــﻀــﺮ­ب ﻓــﺮﻧــﺴــ­ﺎ. ﻛـــﺬﻟـــﻚ، ﺣــــــﺬرت ﻣـــﻦ ﺗــﺒــﻌــﺎ­ت إﺟـــــﺮاء اﻟــﺪورة اﻷوﻟـﻰ ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ٥١ ﻣــﺎرس. وأﻣــﺲ، أﻋﻠﻦ رﺋﻴﺲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﺑﻌﺪ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﳌﺸﺎورات واﻟﺘﺮدد، أن اﻟﺪورة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺳﺘﺠﺮى ﻓﻲ ٨٢ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮان( اﻟﻘﺎدم.

ﻛـــــــﺎﻧ­ـــــــﺖ ﺷـــــــــ­ﻜـــــــــ­ﺎوى اﻟــــﺘـــ­ـﺠــــﻤـــ­ـﻊ اﻟــﻄــﺒــ­ﻲ أول اﻟــﻐــﻴــ­ﺚ، ﺣــﻴــﺚ اﻧـﻬـﺎﻟـﺖ ﺑـﻌـﺪﻫـﺎ اﻟــﺸــﻜــ­ﺎوى واﻟـــﺪﻋــ­ـﺎوى أﻣــﺎم ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻋــﺪل اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ووﺻﻠﺖ ﺣــﺘــﻰ اﻟــﻴــﻮم إﻟـــﻰ ١٧ دﻋــــﻮى، ﻣﻨﻬﺎ أرﺑـــــﻌـ­ــــﺔ ﺿـــــﺪ اﻟــــﺮﺋــ­ــﻴــــﺲ إﻳـــﻤـــﺎ­ﻧـــﻮﻳـــﻞ ﻣــــﺎﻛـــ­ـﺮون واﻟــﻜــﺜـ­ـﻴــﺮ ﻣــﻨــﻬــﺎ ﺗــﺘــﻨــﺎ­ول رﺋـــﻴـــﺲ اﻟـــﺤـــﻜ­ـــﻮﻣـــﺔ إدوار ﻓــﻴــﻠــﻴ­ــﺐ، إﻣـﺎ ﻣﻨﻔﺮدﴽ وإﻣــﺎ ﻣـﻊ وزراء آﺧﺮﻳﻦ.

وﻓــﻲ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ، ﺛﻤﺔ دﻋـﻮﻳـﲔ ﺿﺪ وزﻳﺮي اﻟﺼﺤﺔ »اﻟﺤﺎﻟﻲ واﻟﺴﺎﺑﻘﺔ«، و٨١ دﻋﻮى ﺿﺪ وزﻳﺮة اﻟﻌﺪل ﻧﻴﻜﻮل ﺑﻴﻠﻮﺑﻴﻪ ﺑﺴﺒﺐ إدارﺗﻬﺎ ﻟﻠﻮﺑﺎء ﻓﻲ اﻟــﺴــﺠــ­ﻮن. وﻣــﺼــﺪر اﻟــﺸــﻜــ­ﺎوى، ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺑﻴﻠﻮﺑﻴﻪ، اﻟﻨﻘﺎﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻞ اﻟﺤﺮاس واﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻷﻣﺎﻛﻦ.

وﻟــــــﻢ ﻳـــﺴـــﻠـ­ــﻢ وزﻳـــــــ­ـﺮ اﻟـــﺪاﺧــ­ـﻠـــﻴـــﺔ ﻛﺮﻳﺴﺘﻮف ﻛﺎﺳﺘﺎﻧﻴﺮ، ووزﻳﺮ اﻟﺪوﻟﺔ ﻟﻠﺸﺆون اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻟــﻮران ﻧﻮﻧﻴﺰ، ﻣﻦ اﻟﺪﻋﺎوى ﺑﺴﺒﺐ إﺟﺮاء اﻟﺪورة اﻷوﻟﻰ ﻣـﻦ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ، وﻣــﺎ ﻳﻈﻦ أﻧــﻪ ﺗﺴﺒﺐ ﺑـﻮﻓـﻴـﺎت وإﺻــﺎﺑــﺎ­ت ﺑﲔ اﳌــﻘــﺘــ­ﺮﻋــﲔ وأﻳـــﻀـــ­ﴼ ﺑـــﲔ ﻣـــﻦ ﻋـﻤـﻠـﻮا ﻋﻠﻰ ﺣﺴﻦ ﺳﻴﺮ اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ اﳌﻜﺎﺗﺐ اﻻﻧــﺘــﺨـ­ـﺎﺑــﻴــﺔ. ﻛــﻤــﺎ ﻟـــﻢ ﻳــﺴــﻠــﻢ وزﻳـــﺮ اﻟــﺨــﺎرﺟ­ــﻴــﺔ ﺟــــﺎن إﻳــــﻒ ﻟـــﻮ درﻳـــــﺎن، ﻣــﻦ اﻟــﺸــﻜــ­ﺎوى، ﺑـﻮﺻـﻔـﻪ ﻋــﻀــﻮﴽ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪﻓﺎع اﻟﺬي ﻳﺘﺨﺬ اﻹﺟﺮاء ات اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺤﻈﺮ، وﻳﻨﺪرج ذﻟﻚ ﻓﻲ إﻃﺎر اﻟﺪﻋﺎوى اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻄﺎل إﻣـــﺎ اﳌـﺠـﻠـﺲ اﳌــﺬﻛــﻮر وإﻣـــﺎ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء. ﻳﻀﺎف إﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﻘﺪم اﻟﺪﻋﺎوى اﻟـﺘـﻲ رﻓـﻌـﺖ ﻓـﻲ اﳌـﻨـﺎﻃـﻖ، واﻟـﺘـﻲ ﻟﻢ

ﺗﺴﺠﻞ ﺑﻌﺪ ﻓﻲ ﻗﻠﻢ اﳌﺤﻜﻤﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻟـﺘـﻲ أﻧـﺸـﺌـﺖ ﻓــﻲ ﻋــﺎم ٣٩٩١ واﻟـﺘـﻲ ﺗﻨﺎط ﺑﻬﺎ وﺣﺪﻫﺎ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ اﻟـﻮزراء واﻟﻨﻮاب ﻓﻲ إﻃﺎر أداﺋﻬﻢ وﻇﺎﺋﻔﻬﻢ. وﺗــﺘــﺸــ­ﻜــﻞ اﳌــﺤــﻜــ­ﻤــﺔ اﳌــﺸــﺘــ­ﺮﻛــﺔ ﻣـﻦ ﺑﺮﳌﺎﻧﻴﲔ وﻣﻦ ﻗﻀﺎة ﻣﺘﺨﺼﺼﲔ، وأﺣــﻜــﺎﻣ­ــﻬــﺎ ﻧــﻬــﺎﺋــ­ﻴــﺔ. إﻻ أن ﻫــﻨــﺎك دﻋــﺎوى أﺧــﺮى ﻣﻘﺪﻣﺔ أﻣــﺎم اﻟﻘﻀﺎء اﻟـــﻌـــﺎ­دي واﻟـــﺘـــ­ﻲ ﺗــﺘــﻨــﺎ­ول ﺑــﺎﻟــﺪرﺟ­ــﺔ اﻷوﻟﻰ اﳌﺴﺆوﻟﲔ ﻋﻦ ﻣﺂوي اﻟﻌﺠﺰة، واﻟـﺒـﻨـﻰ اﻟﺼﺤﻴﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗﺴﺘﻀﻴﻒ ﻛــﺒــﺎر اﻟــﺴــﻦ، ﺣـﻴـﺚ أﻋــــﺪاد اﻟـﻮﻓـﻴـﺎت ﺿﺮﺑﺖ أرﻗﺎﻣﴼ ﻗﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪم ﻛﻔﺎﻳﺔ اﻟﺘﺠﻬﻴﺰات اﻟﻄﺒﻴﺔ اﻟـﻼزﻣـﺔ واﻹدارة اﻟﺴﻴﺌﺔ. وﺻﺪرت اﻟﺪﻋﺎوى ﻋﻦ ﻧﻘﺎﺑﺎت وﻃﻼب وﺟﻤﻌﻴﺎت، وﻫﻲ ﺗﺬﻫﺐ ﻓﻲ ﻛﻞ اﺗﺠﺎه.

ﺑﻴﺪ أن ﻣﺎ ﻳﺆﺧﺬ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ اﻷوﻟــﻰ أﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻬﻴﺄة ﳌﻮاﺟﻬﺔ اﻟــﻮﺑــﺎء، وأﻧﻬﺎ »ﻛﺬﺑﺖ« ﻓﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﻴﺎق. وﺗﺠﺪر اﻹﺷـــــــ­ـــﺎرة إﻟــــــﻰ أن ﻫــــﻨــــ­ﺎك ﻟــﺠــﻨــﺘ­ــﲔ ﺑﺮﳌﺎﻧﻴﺘﲔ ﺗـﻘـﻮﻣـﺎن ﺑﺎﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻓﻲ أداء اﻟــﺤــﻜــ­ﻮﻣــﺔ. واﺳــﺘــﺒـ­ـﻖ رﺋﻴﺴﻬﺎ

إدوار ﻓــﻴــﻠــﻴ­ــﺐ اﻟـــــﻘــ­ـــﺎدم ﻣــــﻦ اﻷﻳـــــﺎم ﺑــــﺎﻹﻋــ­ــﻼن أﻧــــﻪ ﻳــﺘــﺤــﻤ­ــﻞ اﳌــﺴــﺆوﻟ­ــﻴــﺔ ﻛــﺎﻣــﻠــ­ﺔ ﻋــﻦ ﻋــﻤــﻞ ﺣــﻜــﻮﻣــ­ﺘــﻪ. وﻳﻤﺜﻞ ﺗﻌﺎﻃﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع ﺗﻮﻓﻴﺮ اﻟـﻜـﻤـﺎﻣـ­ﺎت ﻟـﻸﻃـﺒـﺎء وﻟﻠﻌﺎﻣﻠﲔ ﻓﻲ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺼﺤﻲ أوﻻ، ﺛﻢ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮر ﻻﺣـــــﻘــ­ـــﴼ اﳌــــــﺄﺧ­ــــــﺬ اﻷول. وﺷــــﻜـــ­ـﻮى اﻟﺘﺠﻤﻊ اﻟﻄﺒﻲ اﻷوﻟﻰ ﺗﺘﻨﺎول ﻓﻘﺪان اﻟــﻜــﻤــ­ﺎﻣــﺎت اﻟــﻮاﻗــﻴ­ــﺔ ﺗـﻤـﺎﻣـﴼ ﻣــﻦ ﻧـﻮع .FFP٢ وﻳـﻌـﺰى ﺳﺒﺐ ﻋــﺪوى ووﻓـﺎة اﻟــﻌــﺸــ­ﺮات ﻣــﻦ اﻷﻃــﺒــﺎء واﳌـﻤـﺮﺿـﲔ واﳌـﻤــﺮﺿـ­ـﺎت ﻟﻐﻴﺎب ﻫــﺬا اﻟــﻨــﻮع ﻣﻦ اﻟﻜﻤﺎﻣﺎت.

ﻛـﺬﻟـﻚ، ﺗﺘﻬﻢ اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻮزﻳﺮ ﻓـــﻴـــﺮا­ن ﺑـــﺎﻟـــﻜ­ـــﺬب، إذ ﻃـــﻠـــﺐ ﻣــﻨــﻪ أن ﻳـﻨـﺸـﺮ ﻧــﺺ ﻋــﻘــﺪ ﺷــــﺮاء ﻫـــﺬا اﻟــﻨــﻮع ﻣﻦ اﻟﻜﻤﺎﻣﺎت وﻓﻖ ﺗﺄﻛﻴﺪاﺗﻪ. إﻻ أﻧﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﺎرﻳﺨﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﺠﺎوب ﻣﻊ اﻟﻄﻠﺐ، ﻣــﺎ ﻳــﻌــﺰز اﻟــﺸــﻜــ­ﻮك ﺑـــﺄن ﻫـــﺬا اﻟﻄﻠﺐ ﻏــﻴــﺮ ﻣــﻮﺟــﻮد أﺻـــــﻼ. وﻫــﻨــﺎك أرﺑــﻊ ﺗﻬﻢ رﺋﻴﺴﻴﺔ ﺗـﺘـﺮدد ﻓـﻲ اﻟﺸﻜﺎوى، أﻫﻤﻬﺎ اﻟﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ اﻟﻘﺘﻞ أو اﻟﺠﺮح »اﳌـــــــﺮ­ض« ﻏــﻴــﺮ اﻟــﻌــﻤــ­ﺪ، وﺗــﻌــﺮﻳـ­ـﺾ ﺣﻴﺎة ﻣﻮاﻃﻨﲔ ﻟﻠﺨﻄﺮ، أو اﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻤﺪﴽ ﻋﻦ ﺗﻮﻓﻴﺮ اﳌﺴﺎﻋﺪة ﻷﺷﺨﺎص ﻣﻬﺪدﻳﻦ ﺑﺎﻟﺨﻄﺮ.

ﻳﺮى اﳌﺮاﻗﺒﻮن أن ﻫﺬه اﻟﺪﻋﺎوى ﺑــﻤــﺜــﺎ­ﺑــﺔ ﺳــﻴــﻒ ﻣــﺴــﻠــﻂ ﻋــﻠــﻰ رﻗـــﺎب اﳌـــﺴـــﺆ­وﻟـــﲔ، وﻫـــــﻮ ﻳــﺸــﻞ ﺣــﺮﻛــﺘــ­ﻬــﻢ وﻳــﺪﻓــﻌـ­ـﻬــﻢ إﻟـــﻰ اﻟـﻜـﺜـﻴـﺮ ﻣــﻦ اﻟــﺤــﺬر. واﻟــــﺪﻟـ­ـــﻴــــﻞ ﻋـــﻠـــﻰ ذﻟـــــﻚ اﻟـــﺘـــﺄ­رﺟـــﺤـــﺎ­ت ﻟﺠﻬﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺪورة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻟـــﻼﻧـــﺘ­ـــﺨـــﺎﺑـ­ــﺎت اﳌـــﺤـــﻠ­ـــﻴـــﺔ. ووﺻـــــﻒ اﻟـﺒـﺮوﻓـﺴ­ـﻮر دﻳـﺪﻳـﻪ رﻳــﺒــﻮت، أﺳﺘﺎذ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﻨﺎﺋﻲ، ﺟﺎﺋﺤﺔ »ﻛﻮروﻧﺎ« ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺳﺘﻜﻮن »اﳌﺴﻠﺴﻞ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻨﻮات اﻟﻘﺎدﻣﺔ«. وﻣﺎ زاﻟﺖ ﻣﺎﺛﻠﺔ ﻓــﻲ أذﻫــــﺎن اﳌــﺴــﺆوﻟ­ــﲔ واﳌــﻮاﻃــ­ﻨــﲔ ﻋـﻠـﻰ اﻟــﺴــﻮاء ﻗﻀﻴﺔ »اﻟـــﺪم اﳌـﻠـﻮث« ﻓـﻲ اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎت اﻟﺘﻲ ﺳﺎﻗﺖ ﻟـﻮران ﻓــﺎﺑــﻴــ­ﻮس، رﺋـﻴـﺲ اﻟـﺤـﻜـﻮﻣـ­ﺔ وﻗﺘﻬﺎ واﺛﻨﲔ ﻣﻦ وزراﺋﻪ أﻣﺎم ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻋﺪل اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ. ورﻏﻢ ﺗﺒﺮﺋﺘﻪ ﺷﺨﺼﻴﴼ وﺗـﺒـﺮﺋـﺔ وزﻳــﺮ ﻣـﻦ اﺛـﻨـﲔ ﻓﻴﻤﺎ ﺟــﺮم اﻟﺜﺎﻧﻲ »ﺻـﺪر ﺣﻜﻢ ﺑﺤﻘﻪ ﻣﻊ وﻗﻒ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ«، ﻓﺜﻤﺔ اﻋﺘﻘﺎد أن ﻣﺤﺎﻛﻤﺘﻪ ﻗﻀﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﻈﻮﻇﻪ ﺑﺎﻟﻮﺻﻮل ﻳﻮﻣﴼ إﻟﻰ ﻗﺼﺮ اﻹﻟﻴﺰﻳﻪ رﻏﻢ أﻧﻪ ﻛﺎن أﻛﺜﺮ اﻟﻮاﻋﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺻﻔﻮف اﻟﻴﺴﺎر.

ﻗﺒﻞ أﺳـﺎﺑـﻴـﻊ، ﺗـﻢ إﻳـﺠـﺎد ﻣﻮﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﺗﺤﺖ ﻣﺴﻤﻰ »ﺷﻜﻮى ﻛــﻮﻓــﻴــ­ﺪ«. وﻳــﻘــﺘــ­ﺮح اﳌـــﻮﻗـــ­ﻊ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺷﻜﻮى ﺿﺪ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﻦ ١٢ ﺻﻔﺤﺔ، وﻫــﻲ ﺷﺒﻪ ﺟـﺎﻫـﺰة وﻳﻜﻔﻲ ﻣﻠﺆﻫﺎ. وﺣﺘﻰ ﺗـﺎرﻳـﺨـﻪ، ﺗـﻢ ﺗﺤﻤﻴﻠﻬﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ١٧١ أﻟﻒ ﻣﺮة، اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﻈﻬﺮ اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت اﻟـﺘـﻲ ﺗﻨﺘﻈﺮ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓـــﻲ اﻷﺷـــﻬـــ­ﺮ واﻟـــﺴـــ­ﻨـــﻮات اﻟــﻘــﺎدﻣ­ــﺔ. وﻻ ﻳﻨﺘﻈﺮ أﺣـﺪ أن ﺗﺒﺪأ اﳌﺤﺎﻛﻤﺎت ﻏــــــﺪﴽ، إذ ﻳــﺘــﻌــﲔ ﺑــــﺪاﻳــ­ــﺔ اﻟــﻨــﻈــ­ﺮ ﻓـﻲ دراﺳــﺘــﻬ­ــﺎ وﺗﻨﺴﻴﻘﻬﺎ، واﻟـﻨـﻈـﺮ ﻓﻲ ﻗــﺎﻧــﻮﻧـ­ـﻴــﺔ ﻧـﻘـﻠـﻬـﺎ إﻟـــﻰ ﻣـﺤـﻜـﻤـﺔ ﻋــﺪل اﻟــﺠــﻤــ­ﻬــﻮرﻳــﺔ. واﻟــﻜــﻞ ﻳــﻌــﻲ أن ﻋﻤﻞ اﻟﻘﻀﺎء ﺑﻄﻲء ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ، وﻋﻤﻞ ﻫﺬه اﳌﺤﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﺑـﺎﻟـﺬات أﻛﺜﺮ ﺑﻄﺌﴼ. واﻟﺜﺎﺑﺖ أن ﻣﺤﺎﻛﻤﺎت ﺳﺘﺮى اﻟﻨﻮر، وأن وزراء ﺳﻴﻤﺜﻠﻮن أﻣﺎﻣﻬﺎ، وأن ﻣﻦ أﺧﻄﺄ ﺳﻴﺘﻌﲔ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﺤﻤﻞ ﺗــﺒــﻌــﺎ­ت أﺧــﻄــﺎﺋـ­ـﻪ ﻓــﻲ ﻗـﻀـﻴـﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﺨﻄﻮرة. ﻟﻜﻦ، ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﻦ اﻟﺘﺘﻤﺎت، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﻌﻴﺪ إﻟﻰ اﻟﺤﻴﺎة ﻣﻦ دﻓﻊ ﺛﻤﻦ ﻫﺬه اﻷﺧﻄﺎء.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia