٠٣٥ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر وﺗﺪﻣﻴﺮ ٠٤ ٪ ﻣﻦ اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ... ﺧﺴﺎﺋﺮ ﺳﻮرﻳﺎ ﻓﻲ ٩ ﺳﻨﻮات
دراﺳﺔ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺗﻜﺸﻒ »أرﻗﺎﻣﴼ ﻣﺨﻴﻔﺔ« ﻋﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﳊﺮب... وﲢﺬر ﻣﻦ ﺳﻌﻲ اﳌﺘﺤﺎرﺑﲔ إﻟﻰ اﺳﺘﻤﺮار اﻟﻌﻨﻒ
ﺑـــــﻠـــــﻎ إﺟــــــﻤــــــﺎﻟــــــﻲ اﻟــــﺨــــﺴــــﺎﺋــــﺮ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ ﺧﻼل ﺗﺴﻊ ﺳــﻨــﻮات ﻣــﻦ اﻟــﺤــﺮب أﻛــﺜــﺮ ﻣــﻦ ٠٣٥ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر أﻣـﻴـﺮﻛـﻲ، ذﻟــﻚ ﺑﺰﻳﺎدة ﺗــــﺠــــﺎوزت ٠٣١ ﻣـــﻠـــﻴـــﺎرا ﻋـــﻦ أﺳـــﻮأ ﺗﻘﺪﻳﺮات ﻟﺨﺒﺮاء أﻣﻤﲔ وﺳﻮرﻳﲔ ﻗــﺒــﻞ ﺳــﻨــﺘــﲔ. ﻛــﻤــﺎ ﺗـــﻀـــﺮر ٠٤ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﻣﺎ ﺗﺴﺒﺐ ﻓــــﻲ ﺧــــﺴــــﺎرة ﺣــــﻮاﻟــــﻲ ٥٦ ﻣــﻠــﻴــﺎرﴽ، وﺑﻠﻎ ﻣﻌﺪل اﻟﻔﻘﺮ ٦٨ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﺑﲔ اﻟﺴﻮرﻳﲔ اﻟﺒﺎﻟﻎ ﻋﺪدﻫﻢ ﺣﻮاﻟﻲ ٢٢ ﻣﻠﻴﻮﻧﴼ.
ﺑـــﺸـــﺮﻳـــﴼ، ﺑـــﻠـــﻎ ﻋـــــﺪد اﻟـــﻮﻓـــﻴـــﺎت اﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻨﺰاع ٠٩٦ أﻟﻒ ﺷﺨﺺ ﺑﻴﻨﻬﻢ ٠٧٥ أﻟﻔﺎ ﻗﺘﻠﻮا ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻟﻨﺰاع اﻟﺬي أدى إﻟﻰ ﺧﺮوج ٣١ ﻣــﻠــﻴــﻮﻧــﺎ ﻣـــﻦ ﺑــﻴــﻮﺗــﻬــﻢ ﻧــﺎزﺣــﲔ وﻻﺟــــﺌــــﲔ، ﻓــــﻲ وﻗـــــﺖ ﻳــﻌــﻴــﺶ ٤٫٢ ﻣﻠﻴﻮن ﻃﻔﻞ ﺧــﺎرج اﳌـــﺪارس داﺧـﻞ اﻟﺒﻼد، اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻠﻢ ﺳﺘﺔ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﻓﻲ »ﻣــﻨــﺎﻃــﻖ اﻟــﻨــﻔــﻮذ« اﳌـﺨـﺘـﻠـﻔـﺔ. وﻫـﻢ ﺣﻮاﻟﻲ ٥٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻷﻃﻔﺎل ﻓﻲ ﺳﻦ اﻟﺪراﺳﺔ، ﻳﻀﺎف إﻟﻰ ذﻟﻚ ﻧﺴﺐ ﻋﺪم اﻟﺘﺤﺎق ﺑﺎﳌﺪارس ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ اﻟﻠﺠﻮء ﺧﺎرج ﺳﻮرﻳﺎ.
ﻛــﺎﻧــﺖ ﻫــــﺬه ﺑــﻌــﺾ ﺧــﻼﺻــﺎت ﺑــــﺤــــﺚ أﻋــــــــــﺪه »اﳌـــــــﺮﻛـــــــﺰ اﻟـــــﺴـــــﻮري ﻟــــﺒــــﺤــــﻮث اﻟـــــﺴـــــﻴـــــﺎﺳـــــﺎت« وﺗـــﻌـــﻠـــﻦ ﻧـﺘـﺎﺋـﺠـﻪ ﻓــﻲ ﺑــﻴــﺮوت اﻟـــﻴـــﻮم. وﻗــﺎل اﻟـــﺒـــﺎﺣـــﺚ ﻓــــﻲ اﳌــــﺮﻛــــﺰ رﺑـــﻴـــﻊ ﻧـﺼـﺮ ﻟـ»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳـﻂ« أﻣﺲ، إﻧﻪ أﻣﺎم ﻫــﺬه اﳌــﺆﺷــﺮات »ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋـــﻦ إﻋــــــﺎدة اﻹﻋـــﻤـــﺎر ﻗــﺒــﻞ ﻣـﻌـﺎﻟـﺠـﺔ ﺟــﺬور اﻟـﻨـﺰاع وأﻫﻤﻬﺎ اﻟﻈﻠﻢ اﻟـﺬي ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻈﻠﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ واﻟﻈﻠﻢ اﻻﻗـﺘـﺼـﺎدي واﻟﻈﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ«، ﻣـﻀـﻴـﻔـﴼ »اﻷﻫـــــﻢ ﻣـــﻦ اﻹﻋــــﻤــــﺎر، ﻫﻮ ﺗــﺠــﺎوز اﻟـــﻨـــﺰاع. ﻫـــﺬا ﻳــﺘــﻢ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ اﻷﺟﻞ وﺗﺪرﻳﺠﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل رﻓـــــﻊ اﳌـــﻈـــﻠـــﻮﻣـــﻴـــﺎت وﻓـــﺘـــﺢ اﳌـــﺠـــﺎل ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟـﻠـﻤـﺸـﺎرﻛـﺔ ﺑـﻤـﺤـﻮ آﺛــﺎر اﻟﻨﺰاع وﺑﻨﺎء ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺟﺪﻳﺪ«.
ﻛﺎن ﻣﺴﺆوﻟﻮن روس ﺗﺤﺪﺛﻮا ﻗﺒﻞ ﺳﻨﺘﲔ ﻋــﻦ ٠٠٤ ﻣﻠﻴﺎر ﺗﻜﻠﻔﺔ اﻟــــﺪﻣــــﺎر ﻓــــﻲ ﺳــــﻮرﻳــــﺎ. وﻻ ﺷــــﻚ أن اﻷرﻗــــــﺎم اﻟـــﺠـــﺪﻳـــﺪة، ﺗــﺸــﻜــﻞ ﺗـﺤـﺪﻳـﺎ ﻛﺒﻴﺮﴽ ﻷي ﻣﺨﻄﻂ ﻹﻋـﻤـﺎر ﺳﻮرﻳﺎ ﺧـــــﺼـــــﻮﺻـــــﴼ ﻓـــــــﻲ ﺿـــــــــﻮء اﻟـــــﻮﺿـــــﻊ اﻟﺪاﺧﻠﻲ واﻷزﻣﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺗﺤﺪﻳﺪا ﻣﻊ وﺑﺎء »ﻛﻮروﻧﺎ«. وﻗـﺎل أﺣـﺪ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ: »ﻫـﺬه اﻷرﻗـﺎم ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ اﻹﻋﻤﺎر أﻗﺮب إﻟﻰ اﻟﻮﻫﻢ«.
واﻟــﺘــﻘــﺮﻳــﺮ، اﻟـــﺬي أﻋـــﺪه ﺧـﺒـﺮاء ﺳﻮرﻳﻮن ﻋﺒﺮ ﺷﻐﻞ وﻋﻼﻗﺔ ﻋﻤﻴﻘﲔ ﻓﻲ اﻟﺪاﺧﻞ اﻟﺴﻮري، ﺟﺰء ﻣﻦ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺗﻨﺎوﻟﺖ اﻷﺑﻌﺎد ﻵﺛﺎر اﻟﻨﺰاع اﳌﺴﻠﺢ ﻓــﻲ ﺳــﻮرﻳــﺎ ﺑــﲔ ١١٠٢ و٩١٠٢، ﻓﻲ ﺿﻮء دراﺳﺔ اﻟﻮﺿﻌﲔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻻﻗﺘﺼﺎدي، واﻷداء اﳌﺆﺳﺴﺎﺗﻲ ﻟـــﻠـــﺒـــﻼد. وﻳـــﻄـــﺮح اﺳــﺘــﺮاﺗــﻴــﺠــﻴــﺎت ﺑــــﺪﻳــــﻠــــﺔ ﻟـــــﻺﻋـــــﻤـــــﺎر »ﻗـــــﺎﺋـــــﻤـــــﺔ ﻋــﻠــﻰ ﺗﻔﻜﻴﻚ اﻗﺘﺼﺎدات اﻟﻨﺰاع وﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﺘﻮاﻓﻘﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﳌﺆﺳﺴﺎت ﻋﺎدﻟﺔ وﺗﻀﻤﻴﻨﻴﺔ«.
اﻟﻈﻠﻢ اﻻﻗﺘﺼﺎدي
أدى اﻟـــــــــﻨـــــــــﺰاع إﻟــــــــــﻰ ﻇــــﻬــــﻮر اﻗﺘﺼﺎدات ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ وﻣﺠﺰأة »داﺧﻞ اﻟﺪوﻟﺔ اﳌﺘﺸﻈﻴﺔ«. وأﻇﻬﺮت أﻧﻈﻤﺔ اﻟﺤﻮاﻓﺰ ﻓﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎدات اﻟﺠﺪﻳﺪة أن واﺣــــﺪة ﻣــﻦ اﳌــﺼــﺎﻟــﺢ اﳌـﺸـﺘـﺮﻛـﺔ اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ، ﺑﲔ اﻟﻘﻮى اﳌﺘﻨﺎﻓﺴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻴﻄﺮة، ﻛﺎﻧﺖ إﺳــﺎءة اﺳﺘﺨﺪام اﳌﻮارد اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﳌﺼﻠﺤﺔ ﻧﺨﺒﺔ اﻟــــــﻨــــــﺰاع ﻋــــﻠــــﻰ ﺣــــﺴــــﺎب اﻷﻧـــﺸـــﻄـــﺔ اﻻﻗـــﺘـــﺼـــﺎدﻳـــﺔ اﻹﻧـــﺘـــﺎﺟـــﻴـــﺔ، ﺣـﺴـﺐ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ، اﻟـﺬي ﻳﻘﻮل: »إﻧﻬﺎ ﺣﻮﻟﺖ اﳌﻘﻮﻣﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ إﻟﻰ ﻣﺼﺎدر ﻻﺳﺘﺪاﻣﺔ اﻟﻌﻨﻒ، ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺪﻣﻴﺮ ﺟﺰء ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ رأس اﳌـﺎل، أو إﻋﺎدة ﺗـــﺨـــﺼـــﻴـــﺼـــﻪ ﻷﻧــــﺸــــﻄــــﺔ ﻣــﺮﺗــﺒــﻄــﺔ ﺑﺎﻟﻨﺰاع«.
وﻳــــــﻘــــــﺪر اﻟـــﺘـــﻘـــﺮﻳـــﺮ اﻟــﺨــﺴــﺎﺋــﺮ اﻻﻗــﺘــﺼــﺎدﻳــﺔ ﻟــﻠــﻨــﺰاع ﺣــﺘــﻰ ﻧـﻬـﺎﻳـﺔ ﻋـــﺎم ٩١٠٢ ﺑــﺤــﻮاﻟــﻲ ١٫٠٣٥ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر، ﺑـــﺎﳌـــﻘـــﺎرﻧـــﺔ ﺑــﺎﻟــﺴــﻴــﻨــﺎرﻳــﻮ اﻻﺳﺘﻤﺮاري، ﻣﺎ ﻳﻌﺎدل ٧٫٩ ﺿﻌﻒ ﻟﻠﻨﺎﺗﺞ اﳌﺤﻠﻲ اﻹﺟﻤﺎﻟﻲ ﻟﻌﺎم ٠١٠٢ ﺑــﺎﻷﺳــﻌــﺎر اﻟــﺜــﺎﺑــﺘــﺔ. وﻳــﺸــﻤــﻞ ﻫــﺬا اﻟﺮﻗﻢ، اﻟﺨﺴﺎرة ﻓﻲ اﻟﻨﺎﺗﺞ اﳌﺤﻠﻲ اﻹﺟـــﻤـــﺎﻟـــﻲ اﻟــﺒــﺎﻟــﻐــﺔ ٩٫٠٢٤ ﻣـﻠـﻴـﺎر واﻟــــﺰﻳــــﺎدة ﻓـــﻲ اﻹﻧـــﻔـــﺎق اﻟـﻌـﺴـﻜـﺮي ﺑﺤﻮاﻟﻲ ٨٫٧٣ ﻣﻠﻴﺎر واﻷﺿﺮار اﻟﺘﻲ ﻟﺤﻘﺖ ﺑﻤﺨﺰون رأس اﳌﺎل وﻗﺪرﻫﺎ ٦٫٤٦ ﻣﻠﻴﺎر، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻹﻧﺘﺎج ﻏﻴﺮ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻨﻔﻂ واﻟﻐﺎز، اﳌﻘﺪر ﺑـ٩٫٩ ﻣﻠﻴﺎر. وﺧــﻼل اﻟﻔﺘﺮة ذاﺗﻬﺎ، ﺷﻬﺪ اﻟــﺪﻋــﻢ اﻟـﺤـﻜـﻮﻣـﻲ ﺗــﺮاﺟــﻌــﴼ ﻣــﻄــﺮدﴽ، ﻛﻨﺴﺒﺔ ﻣـﺌـﻮﻳـﺔ ﻣــﻦ اﻟـﻨـﺎﺗـﺞ اﳌﺤﻠﻲ ﺑــﺎﻷﺳــﻌــﺎر اﻟــﺠــﺎرﻳــﺔ، ﻣــﻦ ٢٫٠٢ ﻓﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ ﻓـﻲ ١١٠٢ إﻟــﻰ ٩٫٤ ﻓـﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻓﻲ ٩١٠٢. وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ، اﻧﺨﻔﺾ ﻋﺠﺰ اﳌﻮازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻊ اﻟﺪﻋﻢ ﻣﻦ ﺧــﺎرج اﳌــﻮازﻧــﺔ ﻣـﻦ ٦٫٣٢ ﻓـﻲ اﳌﺎﺋﺔ إﻟﻰ ٨٫٨ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ.
ورﻏـــﻢ اﻧــﺨــﻔــﺎض ﻗـﻴـﻤـﺔ اﻟـﻠـﻴـﺮة ﺑــــﺪءا ﻣــﻦ ١١٠٢، ﻋــﻨــﺪﻣــﺎ ﻛــﺎﻧــﺖ ٦٤ ﻟﻴﺮة ﻟﻠﺪوﻻر، ﺷﻬﺪت ﻣﻮﺟﺔ أﺧﺮى ﻣـــﻦ اﻻﻧـــﺨـــﻔـــﺎض وﺑــﻨــﺴــﺒــﺔ ٣٤ ﻓـﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻓﻲ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ )أﻳﻠﻮل( اﳌﺎﺿﻲ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺸﻬﺮ ﻳﻮﻟﻴﻮ )ﺗﻤﻮز( ٨١٠٢، إذ ﺳــﺠــﻠــﺖ اﻟـــﻔـــﺘـــﺮة ﺑــــﲔ أﻛــﺘــﻮﺑــﺮ )ﺗــــﺸــــﺮﻳــــﻦ اﻷول( ٩١٠٢ وﻳـــﻨـــﺎﻳـــﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ( ٠٢٠٢ ﺗﺴﺎرﻋﴼ ﻓﻲ ﺗﺪﻫﻮر ﻗﻴﻤﺔ اﻟﻌﻤﻠﺔ ﻟﻴﺼﻞ إﻟﻰ ٦٩ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻓﻲ ٦١ ﻳﻨﺎﻳﺮ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ٧١ أﻛـﺘـﻮﺑـﺮ اﳌــﺎﺿــﻲ. وﻳﺒﻠﻎ ﺳﻌﺮ اﻟـﺼـﺮف ﺣﺎﻟﻴﺎ ﺣـﻮاﻟـﻰ ٠٠٧١ ﻟﻴﺮة ﻟﻠﺪوﻻر اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ. وﺳﺠﻞ إﺟﻤﺎﻟﻲ اﻟﻌﻤﺎﻟﺔ اﻧﺨﻔﺎﺿﴼ ﺣــﺎدﴽ ﻓـﻲ أﺛﻨﺎء اﻟــــﻨــــﺰاع ﻣـــﻦ ٤٨١٫٥ ﻣــﻠــﻴــﻮن ﻋــﺎﻣــﻞ إﻟــﻰ ٨٥٠٫٣ ﻣـﻠـﻴـﻮن. وارﺗــﻔــﻊ ﻣﻌﺪل اﻟــﺒــﻄــﺎﻟــﺔ ﻣـــﻦ ٩٫٤١ ﻓـــﻲ اﳌـــﺎﺋـــﺔ إﻟــﻰ ٣٫٢٤ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ. وﻓﻘﺪ ﺳـﻮق اﻟﻌﻤﻞ ٧٫٣ ﻣــﻠــﻴــﻮن ﻓــﺮﺻــﺔ ﻋــﻤــﻞ، ورﻓــﻌــﺖ اﻟـﺨـﺴـﺎرة اﻟﻀﺨﻤﺔ ﻟـﻔـﺮص اﻟﻌﻤﻞ ﻧﺴﺒﺔ اﻹﻋﺎﻟﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻣﻦ ٣١٫٤ ﺷﺨﺺ ﻟﻜﻞ ﻣﺸﺘﻐﻞ ﻓﻲ ﻋﺎم ٠١٠٢ إﻟﻰ ٤٫٦ ﺷﺨﺺ ﻓﻲ ﻋﺎم ٩١٠٢.
اﻟﻈﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ارﺗــــﻔــــﻊ ﻋــــــﺪد اﻟـــﺴـــﻜـــﺎن داﺧــــﻞ ﺳــﻮرﻳــﺎ، ﺑﻤﻌﺪل ٩٫٠ ﻓـﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ ﻓﻲ ﻋــﺎم ٨١٠٢ و١٫١ ﻓـﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ ﻓـﻲ ﻋﺎم ٩١٠٢، ﻟﻴﺼﻞ اﻟــﻌــﺪد إﻟــﻰ ٤٨٥٫٩١ ﻣــﻠــﻴــﻮن ﻧــﺴــﻤــﺔ ﻓــــﻲ اﻟــــﻌــــﺎم ٩١٠٢، وﺗـﺴـﺒـﺐ اﻟــﻨــﺰاع ﻓــﻲ ﻧـــﺰوح ﻗﺴﺮي ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٦٫٥ ﻣﻠﻴﻮن ﺷﺨﺺ ﺑﺤﺜﴼ ﻋـــﻦ اﻷﻣـــــــﺎن ﻓـــﻲ ﻟـــﺒـــﻨـــﺎن، وﺗــﺮﻛــﻴــﺎ، واﻷردن، ودول ﻣــﻀــﻴــﻔــﺔ أﺧــــﺮى. ووﺻــــــﻞ ﻋـــــﺪد اﻟـــﻨـــﺎزﺣـــﲔ داﺧــﻠــﻴــﴼ ﺑــﺤــﻠــﻮل أﻏــﺴــﻄــﺲ )آب( اﳌــﺎﺿــﻲ ٤١٫٦ ﻣﻠﻴﻮن، و»ﻫــﻮ أﻛﺒﺮ ﻋـﺪد ﻣﻦ اﻟﻨﺎزﺣﲔ داﺧﻠﻴﴼ ﺑﺴﺒﺐ ﻧــﺰاع ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ«.
وﻳﺴﺘﻤﺮ اﻟﺴﻮرﻳﻮن ﻓﻲ »ﻓﻘﺪان ﻣﻼﻳﲔ اﻟﺴﻨﲔ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ«، إذ ﺑﻠﻎ ﻋﺪد اﻷﻃﻔﺎل ﻣﻤﻦ ﻳﺘﺮاوح ﻋﻤﺮﻫﻢ ﺑــﲔ ٥ أﻋــــﻮام و٧١ ﻋــﺎﻣــﴼ، ﻣـﻤـﻦ ﻫﻢ ﺧﺎرج اﳌﺪرﺳﺔ، ﺣﻮاﻟﻲ ٤٫٢ ﻣﻠﻴﻮن ﻓـــﻲ ﻋــــﺎم ٩١٠٢. وﻳـــﻘـــﻮل اﻟــﺒــﺎﺣــﺚ: »ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﺤﺼﻴﻠﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻛﺎرﺛﻴﺔ ﻷن ﻣﻼﻳﲔ اﻷﻃﻔﺎل ﺳﻴﻌﺎﻧﻮن ﻣﻦ ﻧﻘﺺ اﳌﻬﺎرات واﳌﻌﺮﻓﺔ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻵﺛﺎر اﻷﺧﺮى ﻟﻠﻨﺰاع. ﻛﻤﺎ ﺧﻠﻒ اﻟــﻨــﺰاع ﻓـﻘـﺪاﻧـﴼ ﻓــﻲ اﺗــﺴــﺎق اﳌﻨﺎﻫﺞ اﻟﺪراﺳﻴﺔ ﻓﻲ أﻧﺤﺎء ﺳﻮرﻳﺎ، ﺑﺴﺒﺐ إﻧﺸﺎء أﻧﻈﻤﺔ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺑﺤﺴﺐ اﻟﻘﻮى اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﻓـﻴـﻬـﺎ، ووﺟـــﻮد ٦ ﻣـﻨـﺎﻫـﺞ دراﺳـﻴـﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗـﺴـﺘـﺨـﺪم ﻓــﻲ اﳌــــﺪارس«. وﻫﻨﺎك ﻋﺪد ﻣﺸﺎﺑﻪ ﺧﺎرج ﺳﻮرﻳﺎ. وﻳﻮﺿﺢ: »ﺿﺎﻋﺖ ٤٢ ﻣﻠﻴﻮن ﺳﻨﺔ ﺗﺪرﻳﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻮرﻳﲔ، وﻫﺬا ﻳﻌﻘﺪ ﻓﺮص اﻟﻨﻬﻮض ﻓﻲ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ«.
وﻳـــﻜـــﺸـــﻒ اﻟـــﺘـــﻘـــﺮﻳـــﺮ ارﺗــــﻔــــﺎع ﻣﻌﺪل اﻟﻮﻓﻴﺎت اﻟﺨﺎم ﻣﻦ ٤٫٤ ﻟﻜﻞ أﻟــﻒ ﻧﺴﻤﺔ ﻓـﻲ ﻋــﺎم ٠١٠٢ إﻟــﻰ ٩٫٩ ﻟﻜﻞ أﻟﻒ ﻧﺴﻤﺔ ﻓﻲ ٧١٠٢ و٠٫٧ ﻟﻜﻞ أﻟﻒ ﻓﻲ ﻋﺎم ٩١٠٢. وﻳﻘﻮل: »ﻫﻨﺎك ٠٧٥ أﻟﻒ ﻗﺘﻴﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ و٠٢١ أﻟﻔﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﻏﻴﺎب اﳌﻌﺪات واﻷدوﻳﺔ وﻇـﺮوف اﳌﻌﻴﺸﺔ اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ«. وﺑﻠﻎ ﻣﻌﺪل اﻟﻔﻘﺮ اﻹﺟﻤﺎﻟﻲ ذروﺗــﻪ ﻋﻨﺪ ٤٫٩٨ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻋﺎم ٦١٠٢، واﻧﺨﻔﺾ ﻓﻲ ﻋﺎم ٩١٠٢ إﻟﻰ ٦٨ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ. وأدت اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن إﻟﻰ ﺗﻔﺎﻗﻢ اﻟﻮﺿﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ. وﻣﻦ اﳌﺘﻮﻗﻊ أن ﻳﺆدي »ﻗﺎﻧﻮن ﻗﻴﺼﺮ« اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ اﻟﺬي ﻳﺒﺪأ ﺗﻨﻔﻴﺬه ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﺸﻬﺮ اﳌﻘﺒﻞ، إﻟـــﻰ إﺿـــﺎﻓـــﺔ أﻋـــﺒـــﺎء إﺿــﺎﻓــﻴــﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺿﻌﲔ اﳌﻌﻴﺸﻲ واﻻﻗﺘﺼﺎدي.
وﺗـــــﺸـــــﺘـــــﺮط دول أوروﺑـــــــﻴـــــــﺔ وأﻣـــﻴـــﺮﻛـــﺎ ﺗــﺤــﻘــﻴــﻖ ﺣــــﻞ ﺳــﻴــﺎﺳــﻲ ﺑﻤﻮﺟﺐ اﻟﻘﺮار ٤٥٢٢، ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻄﺎﻟﺐ ﻣﻮﺳﻜﻮ ودﻣـﺸـﻖ ﺑﺮﻓﻊ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻻﻗــــﺘــــﺼــــﺎدﻳــــﺔ. وﻣــــــﻦ اﳌــــﻘــــﺮر ﻋـﻘـﺪ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﻟﻠﻤﺎﻧﺤﲔ ﻓﻲ ﺑﺮوﻛﺴﻞ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺸﻬﺮ اﳌﻘﺒﻞ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﺗﻌﻬﺪات ﻣﺎﻟﻴﺔ وﺑﺤﺚ اﳌﻠﻒ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ. ﻛﻤﺎ ﻳﺒﺤﺚ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣــﻦ اﻟـﺪوﻟـﻲ ﺑﻌﺪ أﺳﺎﺑﻴﻊ ﻣﻮﺿﻮع إﻳﺼﺎل ﻣﺴﺎﻋﺪات إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ إﻟـﻰ ﺳـﻮرﻳـﺎ ﻋﺒﺮ ﺑﻮاﺑﺎت اﻟــــﺤــــﺪود وﺳـــــﻂ ﺧـــــﻼف روﺳــــــﻲ - ﻏﺮﺑﻲ.