اﺗﻬﺎﻣﺎت ﻻﻧﻘﻼﺑﻴﻲ اﻟﻴﻤﻦ ﺑﺈﺟﺒﺎر أﺗﺒﺎﻋﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻻﺣﺘﺸﺎد ﻟﺰﻳﺎرة ﻣﻘﺎﺑﺮ ﻗﺘﻼﻫﻢ
ﻟـــــــﻢ ﺗــــﻠــــﺘــــﻔــــﺖ اﳌـــﻴـــﻠـــﻴـــﺸـــﻴـــﺎت اﻟـــﺤـــﻮﺛـــﻴـــﺔ ﻓـــــﻲ ﺻـــﻨـــﻌـــﺎء وﺑــﻘــﻴــﺔ اﳌــــﻨــــﺎﻃــــﻖ اﻟـــﺨـــﺎﺿـــﻌـــﺔ ﻟــــﻬــــﺎ، إﻟـــﻰ اﳌﺨﺎﻃﺮ اﳌﺤﺪﻗﺔ ﺑﺤﻴﺎة اﻟﻴﻤﻨﻴﲔ ﺟــــــــﺮاء ﺗـــﻔـــﺸـــﻲ اﻷوﺑـــــﺌـــــﺔ وﻧــﻘــﺺ اﻹﻣــــــــﺪادات اﻟــﻐــﺬاﺋــﻴــﺔ واﻟــﺪواﺋــﻴــﺔ واﻟﻮﻗﻮد، وﻋﻮﺿﴼ ﻋﻦ ذﻟﻚ أﺟﺒﺮوا أﺗــﺒــﺎﻋــﻬــﻢ ﻋــﻠــﻰ اﻻﺣــﺘــﺸــﺎد ﺑﺸﻜﻞ ﻳـــﻮﻣـــﻲ ﻟــــﺰﻳــــﺎرة ﻣـــﻘـــﺎﺑـــﺮ ﻗــﺘــﻼﻫــﻢ، ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺿـﺮﻳـﺢ رﺋـﻴـﺲ ﻣﺠﻠﺲ ﺣﻜﻤﻬﻢ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺼﻤﺎد.
وﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق اﺗﻬﻢ ﺷﻬﻮد ﻓـــﻲ ﺻــﻨــﻌــﺎء اﻟــﺠــﻤــﺎﻋــﺔ اﻟـﺤـﻮﺛـﻴـﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ اﺳﺘﻤﺮت ﻋﻠﻰ ﻣﺪار أﺳﺒﻮع ﻛـﺎﻣـﻞ ﻓـﻲ ﺣﺸﺪ أﺗﺒﺎﻋﻬﺎ وﺳﻜﺎن اﻷﺣـــﻴـــﺎء ﻓـــﻲ اﻟــﻌــﺎﺻــﻤــﺔ، ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ زﻳـــــــــــــــﺎرات ﺟــــﻤــــﺎﻋــــﻴــــﺔ وﺻـــﻔـــﺘـــﻬـــﺎ ﺑـــــ»اﻟــــﻌــــﻴــــﺪﻳــــﺔ« ﳌـــﻘـــﺎﺑـــﺮ ﻗـــﺘـــﻼﻫـــﺎ، وﺧﺼﻮﺻﴼ ﺿﺮﻳﺢ رﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ ﺣﻜﻤﻬﺎ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺼﻤﺎد.
وﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﺗﻮاﺻﻞ ﻓﻴﻪ اﳌﻴﻠﻴﺸﻴﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﻀﺾ، وﻧﺘﻴﺠﺔ ﺿــﻐــﻮط وﺗـــﺤـــﺬﻳـــﺮات ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﺔ وﻃــــﺒــــﻴــــﺔ داﺧـــــﻠـــــﻴـــــﺔ وﺧـــــﺎرﺟـــــﻴـــــﺔ، إﻏــﻼق ﺣﺪﻳﻘﺔ اﻟﺴﺒﻌﲔ، وأﻣﺎﻛﻦ ﺗــﺮﻓــﻴــﻬــﻴــﺔ أﺧـــــــﺮى ﻳـــﻘـــﻊ ﺑـﻌـﻀـﻬـﺎ ﺑـــﺎﻟـــﻘـــﺮب ﻣــــﻦ ﻣــــﻴــــﺪان اﻟــﺴــﺒــﻌــﲔ؛ ﺣﻴﺚ ﻗﺒﺮ اﻟﺼﻤﺎد، ﺑﺤﺠﺔ ﺗﻔﺸﻲ »ﻛــﻮﻓــﻴــﺪ- ٩١«، ﻻ ﺗـــﺰال اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺗـﻤـﺎرس ﺿﻐﻮﻃﻬﺎ واﻧﺘﻬﺎﻛﺎﺗﻬﺎ ﺑﺤﻖ اﻟﺴﻜﺎن ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ ﺑﺼﻨﻌﺎء، ﻹﺟﺒﺎرﻫﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺰﻳﺎرات ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻘﺒﺮ.
وﺗــــــــﺤــــــــﺖ ﻗـــــــــــــﻮة اﻟـــــﺘـــــﻬـــــﺪﻳـــــﺪ واﻟﺤﺮﻣﺎن ﻣﻦ ﻣﻮاد أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻛﻐﺎز اﻟﻄﻬﻲ وﻏﻴﺮﻫﺎ، وﺣﺜﻬﺎ اﻟﻴﻤﻨﻴﲔ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻐﻼل أوﻗﺎت ﻓﺮاﻏﻬﻢ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻟﺠﻠﻮس ﻓﻲ اﳌﻨﺎزل، ﺗﺴﺘﻬﺪف اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻛﻞ ﻳﻮم ﺳﻜﺎن ﺣﻲ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺻﻨﻌﺎء، وﺗﺠﺒﺮﻫﻢ ﻋﻠﻰ زﻳﺎرة ﻣــﻘــﺎﺑــﺮ ﻗـــﺘـــﻼﻫـــﺎ، ﺑــﺤــﺴــﺐ ﺗــﺄﻛــﻴــﺪ اﳌﺼﺎدر.
وأﻛــــــــــــﺪ ﺳــــــﻜــــــﺎن ﻟـــــــ»اﻟــــــﺸــــــﺮق اﻷوﺳــــــــﻂ«، أﻧــﻬـــﻢ رﻏــــﻢ اﻟــﺘــﺰاﻣــﻬــﻢ ﻓــﻲ اﻟــﺒــﻘــﺎء ﺑـﻤـﻨـﺎزﻟـﻬـﻢ ﺧـﺸـﻴـﺔ ﻣﻦ اﻹﺻــﺎﺑــﺔ ﺑــﺎﻟــﻮﺑــﺎء اﳌـﺴـﺘـﺠـﺪ، ﻓـﺈن ﻣــــﺸــــﺮﻓــــﻲ اﳌـــﻴـــﻠـــﻴـــﺸـــﻴـــﺎت وﻋــــﻘــــﺎل اﻟــــــﺤــــــﺎرات اﻟـــﺘـــﺎﺑـــﻌـــﲔ ﻟــﻠــﺠــﻤــﺎﻋــﺔ أﺟـﺒـﺮوﻫـﻢ ﻣـﻊ ﺳـﻜـﺎن اﻷﺣــﻴــﺎء ﻓﻲ ﻣــﻨــﺎﻃــﻖ ﻣــﺘــﻔــﺮﻗــﺔ ﻣـــﻦ اﻟــﻌــﺎﺻــﻤــﺔ ﺑــﺎﻟــﻘــﻮة، ﻋــﻠــﻰ اﻟـــﺨـــﺮوج ﺑــﺼــﻮرة ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﺎزﻟﻬﻢ، وزﻳﺎرة ﻗﺒﺮ اﻟﻘﻴﺎدي اﻟﺤﻮﺛﻲ.
وﺑـــــﺤـــــﺴـــــﺐ اﻟــــــﺴــــــﻜــــــﺎن، ﻧــﻘــﻞ اﳌﺸﺮﻓﻮن اﻟﺤﻮﺛﻴﻮن ﺳﻜﺎن ﺑﻌﺾ اﻟــﺤــﺎرات رﺟـــﺎﻻ وﻧـﺴـﺎء وأﻃــﻔــﺎﻻ، ﻋـﺒـﺮ ﺣــﺎﻓــﻼت ﻛــﺎﻧــﻮا ﻧﻬﺒﻮﻫﺎ ﻓﻲ اﻟــــﺴــــﺎﺑــــﻖ ﻣـــــﻦ ﻣـــﺒـــﺎﻧـــﻲ رﺋـــﺎﺳـــﺘـــﻲ اﻟـــﺠـــﻤـــﻬـــﻮرﻳـــﺔ واﻟــــــــــــــﻮزراء، أﺛـــﻨـــﺎء اﻗﺘﺤﺎﻣﻬﻢ ﺑﻘﻮة اﻟﺴﻼح اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺻﻨﻌﺎء.
وأﺷـــﺎر ﻋــﺪد ﻣــﻦ اﻟـﺴـﻜـﺎن ﻓﻲ ﺣـﺪﻳـﺜـﻬـﻢ ﻣــﻊ »اﻟـــﺸـــﺮق اﻷوﺳــــﻂ« إﻟــﻰ ﺳﻌﻲ اﳌﻴﻠﻴﺸﻴﺎت ﻣـﻦ ﺧﻼل ﺧﻄﻮﺗﻬﺎ ﻫــﺬه، أوﻻ إﻟــﻰ ﺗﻀﻠﻴﻞ وﺧــــــــﺪاع اﻟــــــــﺮأي اﻟــــﻌــــﺎم اﻟـــﺪاﺧـــﻠـــﻲ واﻟـــــــﺨـــــــﺎرﺟـــــــﻲ، ﺑـــــــــﺄن ﺻـــﺮﻳـــﻌـــﻬـــﺎ اﻟـــﺼـــﻤـــﺎد ﻳــﺤــﻈــﻰ ﺑــﺸــﻌــﺒــﻴــﺔ ﻓـﻲ
أوﺳــﺎط اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﻴﻤﻨﻲ، وﺛﺎﻧﻴﴼ ﻟﻠﺘﻀﺤﻴﺔ ﺑﺴﻜﺎن اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻣﻦ ﺧـﻼل ﻣﻤﺎرﺳﺎﺗﻬﺎ وﺿﻐﻮﻃﺎﺗﻬﺎ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻛﺎﻓﺔ أواﻣﺮﻫﺎ وﺗﻮﺟﻬﺎﺗﻬﺎ وأﻫـــــﺪاﻓـــــﻬـــــﺎ، وﻟــــــﻮ ﻋـــﻠـــﻰ ﺣــﺴــﺎب ﺻﺤﺘﻬﻢ وﺣﻴﺎﺗﻬﻢ.
وﺗﻄﺮق اﻟﺴﻜﺎن اﳌﺤﻠﻴﻮن ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺜﻬﻢ إﻟﻰ أن اﺳﺘﻤﺮار اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻓـــــــﻲ ﺣـــــﺸـــــﺪ اﻟـــــــﻨـــــــﺎس ﺑـــﺼـــﻨـــﻌـــﺎء ﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎﺗﻬﺎ وأﻧﺸﻄﺘﻬﺎ اﻟﺴﻼﻟﻴﺔ اﳌﺘﻨﻮﻋﺔ، ﻳﺆﻛﺪ أﻧﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻜﺘﺮﺛﺔ اﻟﺒﺘﺔ ﺑﺤﺠﻢ اﻟﻮﻓﻴﺎت واﻹﺻﺎﺑﺎت اﳌــﺮﺗــﻔــﻌــﺔ اﻟــﻨــﺎﺟــﻤــﺔ ﺟــــﺮاء ﺗﻔﺸﻲ ﻓــﻴــﺮوس »ﻛـــﻮروﻧـــﺎ« ﻓــﻲ ﺻﻨﻌﺎء، وﻣـــــــﺪن ﻳــﻤــﻨــﻴــﺔ أﺧـــــــﺮى ﺧــﺎﺿــﻌــﺔ ﻟﺴﻴﻄﺮﺗﻬﺎ.
وﻓــــــﻲ اﻟــــﺴــــﻴــــﺎق ذاﺗــــــــــﻪ، أﻓـــــﺎد ﻣــﻮاﻃــﻦ ﺑـﺤــﻲ ﺷـﻤـﻴـﻠـﺔ ﺑـﺼـﻨـﻌـﺎء، ﺑــــﺄن اﻟــﺠــﻤــﺎﻋــﺔ اﻻﻧــﻘــﻼﺑــﻴــﺔ ﻧﻘﻠﺖ وﺑــــﺼــــﻮرة إﺟـــﺒـــﺎرﻳـــﺔ ﺛـــﺎﻟـــﺚ أﻳــــﺎم اﻟﻌﻴﺪ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٥٥ ﺷﺨﺼﴼ، ﺑﻴﻨﻬﻢ أﻃــﻔــﺎل وﻧـــﺴـــﺎء، ﻓــﻲ ﺣــﺎﻓــﻼت ﻣﻦ ﺣﻲ ﺷﻤﻴﻠﺔ إﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺴﺒﻌﲔ، ﺑﻬﺪف زﻳﺎرة ﻗﺒﺮ اﻟﺼﻤﺎد.
وﻗــﺎل: »ﻋﻨﺪ وﺻﻮﻟﻨﺎ ﻣﻴﺪان اﻟﺴﺒﻌﲔ ﺗﻔﺎﺟﺄﻧﺎ ﺑﻮﺟﻮد أﻋـﺪاد ﻛــــﺒــــﻴــــﺮة ﻣـــــﻦ اﻟـــــﻨـــــﺎس أﺟـــﺒـــﺮﺗـــﻬـــﻢ اﻟــﺠــﻤــﺎﻋــﺔ ﻛــﻤــﺎ ﻓـﻌـﻠـﺖ ﻣـﻌـﻨـﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺰﻳﺎرة واﻟﺘﻘﺎط اﻟﺼﻮر اﻟﺘﺬﻛﺎرﻳﺔ، واﻟﺘﺒﺮك ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺨﻤﻴﻨﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﺑﻘﺒﺮ اﻟﻘﺘﻴﻞ اﻟﺤﻮﺛﻲ«.
وأﺷـــــﺎر اﳌـــﻮاﻃـــﻦ اﻟـــــﺬي ﻃﻠﺐ ﻋــــﺪم اﻟــﻜــﺸــﻒ ﻋـــﻦ اﺳـــﻤـــﻪ ﺧـﺸـﻴـﺔ اﻟــﺒــﻄــﺶ ﺑـــﻪ، إﻟـــﻰ أن اﻻﻧـﻘـﻼﺑـﻴـﲔ اﻛﺘﻔﻮا ﺑﺈﻳﺼﺎل اﻟﻨﺎس إﻟﻰ ﻣﻴﺪان اﻟﺴﺒﻌﲔ، وﺑﻴﻨﻬﻢ أﻃﻔﺎل وﻧﺴﺎء، وﻋــﻘــﺐ اﻧــﺘــﻬــﺎء اﻟــــﺰﻳــــﺎرة واﳌــﻬــﻤــﺔ ﺗــﺮﻛــﻮﻫــﻢ ﻳــﻌــﻮدون إﻟـــﻰ أﺣﻴﺎﺋﻬﻢ وﻣﻨﺎزﻟﻬﻢ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ.
ورﻏﻢ اﻟﺘﺤﺬﻳﺮات اﻟﻄﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻃﺮ اﺳﺘﻤﺮار ﺗﻔﺸﻲ »ﻛﻮروﻧﺎ« ﻓــﻲ أوﺳــــﺎط اﻟــﺴــﻜــﺎن اﻟﺨﺎﺿﻌﲔ ﻟـﻠـﺠـﻤـﺎﻋـﺔ اﻟــﺤــﻮﺛــﻴــﺔ ﻓــﻲ ﺻـﻨـﻌـﺎء وﻣــﺤــﺎﻓــﻈــﺎت ﻳـﻤـﻨـﻴـﺔ أﺧـــــﺮى، ﻓــﺈن اﺳﺘﻬﺘﺎر اﳌﻴﻠﻴﺸﻴﺎت وﺗﻐﺎﺿﻴﻬﺎ دﻓﻊ اﻟﺴﻜﺎن وﺑﺘﺸﺠﻴﻊ ﻣﻨﻬﺎ إﻟﻰ اﻟــﺘــﺠــﻤــﻌــﺎت أﺛـــﻨـــﺎء زﻳــــــﺎرة ﻣـﻘـﺎﺑـﺮ ﻗــﺘــﻼﻫــﺎ اﳌــﻨــﺘــﺸــﺮة ﺑــﻤــﻨــﺎﻃــﻖ ﻋــﺪة ﻣــــﻦ اﻟـــﻌـــﺎﺻـــﻤـــﺔ ﺻـــﻨـــﻌـــﺎء، وﺳـــﻂ ﺗﺤﺬﻳﺮات ﻣﻦ اﻟﻜﺎرﺛﺔ اﻟﻮﺑﺎﺋﻴﺔ.
وﻟـﻢ ﺗﻜﺘﻒ اﳌﻴﻠﻴﺸﻴﺎت ﺑﻬﺬا اﻟﻘﺪر ﻣﻦ اﻟﻼﻣﺒﺎﻻة ﺑﺤﻴﺎة وﺻﺤﺔ اﻟﻴﻤﻨﻴﲔ، ﻓﻌﻠﻰ ﻣﺪى اﻷﻳﺎم اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﳌﺎﺿﻴﺔ وﻓـﻲ ﻇـﻞ ﺗﻔﺸﻲ ﺟﺎﺋﺤﺔ »ﻛﻮروﻧﺎ«، أﺟﺒﺮت اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﻨﺘﺴﺒﻲ أﺟﻬﺰة اﻟﺪوﻟﺔ واﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟــﺨــﺎﺿــﻌــﲔ ﻟــﻬــﺎ ﻣـــﻦ ﻣــﺴــﺆوﻟــﲔ وﻣﻮﻇﻔﲔ ﻓﻲ ﺻﻨﻌﺎء، ﻋﻠﻰ زﻳﺎرة ﻗﺒﺮ ﺻﺮﻳﻌﻬﺎ اﻟﺼﻤﺎد.
وﻓـــــــﻲ ﺳــــﻴــــﺎق ذﻟـــــــــﻚ، ﻧـــﺸـــﺮت وﺳــــﺎﺋــــﻞ إﻋــــــﻼم ﺣـــﻮﺛـــﻴـــﺔ أﺧـــﺒـــﺎرﴽ وﻣﻘﺎﻃﻊ ﻓﻴﺪﻳﻮ ﻋﺪة، ﺗﻮﺿﺢ ﺣﺠﻢ اﻟــﺘــﺠــﻤــﻬــﺮ ﳌـــﺴـــﺆوﻟـــﻲ وﻣــﻮﻇــﻔــﻲ اﻟﻬﻴﺌﺎت واﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ، وﻫﻢ ﻳﺘﺠﻤﻌﻮن ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ اﻟﻘﺒﺮ ﻓﻲ ﻣﻴﺪان اﻟﺴﺒﻌﲔ.
وﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي أﺟﺒﺮت ﻓﻴﻪ اﻟــﺠــﻤــﺎﻋــﺔ اﳌــﻮاﻃــﻨــﲔ وﻣــﺴــﺆوﻟــﻲ
وﻣـــﻮﻇـــﻔـــﻲ اﻟـــﺠـــﻬـــﺎز اﻹداري ﻓـﻲ ﺻﻨﻌﺎء، ﻣﻤﻦ ﻻ ﻳﻨﺘﻤﻮن ﻟﻠﺴﻼﻟﺔ اﻟﺤﻮﺛﻴﺔ، ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺎﻟﺰﻳﺎرات اﻟــﻌــﻴــﺪﻳــﺔ ﳌــﻘــﺎﺑــﺮ ﻗــﺘــﻼﻫــﺎ، ﻟـﻮﺣـﻆ ﻏﻴﺎب ﻗﺎدة اﳌﻴﻠﻴﺸﻴﺎت وأﻗﺎرﺑﻬﻢ ﻋـــــﻦ اﻟــــﺤــــﻀــــﻮر واﳌـــــﺸـــــﺎرﻛـــــﺔ ﻓــﻲ اﻟـﻔـﻌـﺎﻟـﻴـﺎت اﻟـﺤـﻮﺛـﻴـﺔ، ﻓــﻲ ﺳﻴﺎق ﻣـــﺎ ﻳـﻌـﺘـﻘـﺪ أﻧــــﻪ ﺧــــﻮف ﻣــﻨــﻬــﻢ ﻣﻦ اﻹﺻـﺎﺑـﺔ ﺑﺎﻟﻔﻴﺮوس اﻟــﺬي ﺗﺸﻴﺮ اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ اﳌﺤﻠﻴﺔ إﻟﻰ ﺗﻔﺸﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻧـــﻄـــﺎق واﺳــــــﻊ ﻓــــﻲ أﻏـــﻠـــﺐ أﺣــﻴــﺎء وﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ.
وﻣـــــــﻊ وﻓـــــــــﺎة اﻟـــــﻌـــــﺸـــــﺮات ﻣــﻦ اﻟــﻴــﻤــﻨــﻴــﲔ ﻳــﻮﻣــﻴــﴼ ﺟــــــﺮاء ﺗـﻔـﺸـﻲ »ﻛـــــــــﻮروﻧـــــــــﺎ« اﳌــــﺴــــﺘــــﺠــــﺪ، وﺳــــﻂ ﻋــﺠــﺰ اﳌــﺴــﺘــﺸــﻔــﻴــﺎت ﻋــــﻦ ﺗــﻘــﺪﻳــﻢ اﻟـــﺮﻋـــﺎﻳـــﺔ ﻟـــــﻶﻻف ﻣـــﻦ اﳌــﺼــﺎﺑــﲔ، ﻳـــﻮاﺻـــﻞ اﻻﻧـــﻘـــﻼﺑـــﻴـــﻮن اﳌـــﺮاوﻏـــﺔ وإﺧﻔﺎء اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺄﻋﺪاد اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻣﻦ إﺻﺎﺑﺎت ووﻓﻴﺎت.
وﺗﺸﻴﺮ ﺗﻘﺪﻳﺮات ﻓﻲ ﺻﻨﻌﺎء إﻟــﻰ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﻧﺤﻮ ٠٠٤ وﻓــﺎة ﻓﻲ اﳌﺪﻳﻨﺔ وﺣﺪﻫﺎ، ﻣﻊ اﺳﺘﻤﺮار ﺗﻜﺘﻢ اﻟــﺠــﻤــﺎﻋــﺔ ﻋــﻠــﻰ ﻋـــﺪد اﻹﺻـــﺎﺑـــﺎت، ﻓﻲ وﻗﺖ وﺻﻠﺖ ﻓﻴﻪ ﻧﺴﺒﺔ أﻋﺪاد اﻟﻮﻓﻴﺎت -وﻓﻖ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮات- إﻟﻰ ٠٤ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﳌﺼﺎﺑﲔ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺳﻴﻄﺮة ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎ اﻟﺤﻮﺛﻲ، ﻣﻘﺎﺑﻞ ٠٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺳﻴﻄﺮة اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ، وﻫــﻲ ﻧﺴﺒﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﺟﺪﴽ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﻧﻈﻴﺮاﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ، وإن ﻛﺎﻧﺖ اﻷرﻗﺎم دوﻣﴼ ﻣﻜﺎن ﺗﺸﻜﻴﻚ ﻓﻲ اﻟﻴﻤﻦ.
ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ آﺧﺮ، واﺳﺘﻤﺮارﴽ ﻻﻧﺘﻬﺎﻛﺎت اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ اﳌﺘﻜﺮرة ﻓﻲ ﺣـــﻖ اﻟــﻴــﻤــﻨــﻴــﲔ، ﻛــﺸــﻔــﺖ ﻣــﺼــﺎدر ﻣـــﺤـــﻠـــﻴـــﺔ ﺑـــﺼـــﻨـــﻌـــﺎء ﻟــــــ»اﻟـــــﺸـــــﺮق اﻷوﺳـــــــــــــﻂ«، ﻋـــــﻦ ﺣـــــﺮﻣـــــﺎن ﻋــﻘــﺎل اﻟــــــﺤــــــﺎرات اﳌـــــﻮاﻟـــــﲔ ﻟــﻠــﺤــﻮﺛــﻴــﲔ ﻓــﻲ أﺣــﻴــﺎء ﻋــﺪة ﺑـﺼـﻨـﻌـﺎء، ﻣﺌﺎت اﳌــــﻮاﻃــــﻨــــﲔ ﻣــــﻦ اﻟـــﺤـــﺼـــﻮل ﻋـﻠـﻰ ﻣــــﺎدة اﻟــﻐــﺎز اﳌــﻨــﺰﻟــﻲ اﳌﺨﺼﺼﺔ ﻟﻬﻢ، واﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﻜﻢ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺗﻮزﻳﻌﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ اﻧﺘﻘﺎﺋﻴﺔ.
وﻗـــﺎﻟـــﺖ اﳌـــﺼـــﺎدر إن ﺗــﻮزﻳــﻊ اﻟــﺤــﻮﺛــﻴــﲔ ﳌـــــﺎدة اﻟـــﻐـــﺎز اﳌــﻨــﺰﻟــﻲ اﻗــﺘــﺼــﺮت وﺑــﻤــﻮﺟــﺐ ﻛــﺸــﻮﻓــﺎت، ﻋﻠﻰ اﳌﻮاﻃﻨﲔ اﻟﺬﻳﻦ دﻓﻌﻮا زﻛﺎة اﻟـﻔـﻄـﺮ ﻟـﻌـﻘـﺎل اﻟــﺤــﺎرات اﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﻟﻬﺎ ﻓﻘﻂ.
وأﻓــــــــــﺎد )أﺣــــــﻤــــــﺪ. س( وﻫـــﻮ ﻣﻮاﻃﻦ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺣﺰﻳﺰ )ﺟﻨﻮب اﻟـﻌـﺎﺻـﻤـﺔ( ﻟـــ »اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳـــﻂ«، ﺑــﺄن ﻋﺎﻗﻞ اﻟـﺤـﺎرة اﳌﻌﲔ ﻣـﻦ ﻗﺒﻞ اﻟـــﺠـــﻤـــﺎﻋـــﺔ ﻓــــﻲ ﻣــﻨــﻄــﻘــﺘــﻪ، رﻓـــﺾ ﻣﻨﺤﻪ أﺳﻄﻮاﻧﺔ ﻏﺎز ﺗﺨﺼﺺ ﻟﻪ أﺳﻮة ﺑﺒﻘﻴﺔ أﺑﻨﺎء اﳌﻨﻄﻘﺔ، ﺑﺘﻬﻤﺔ رﻓـﻀـﻪ دﻓــﻊ زﻛـــﺎة اﻟـﻔـﻄـﺮ ﻟﺠﻴﻮب اﳌﻴﻠﻴﺸﻴﺎت.
وﻧـــــﻘـــــﻞ أﺣـــــﻤـــــﺪ ﻋــــــﻦ اﻟـــﻌـــﺎﻗـــﻞ اﻟــﺤــﻮﺛــﻲ ﻗــﻮﻟــﻪ ﻟـــﻪ: »ﺣــﺼــﺘــﻚ ﻣﻦ اﻟﻐﺎز ﻫﺬه اﳌﺮة اذﻫﺐ وﺧﺬﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ دﻓﻌﺖ ﻟﻬﻢ زﻛﺎة اﻟﻔﻄﺮ. أﻣﺎ أﻧﺎ ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻚ ﺷﻲء ﻋﻨﺪي«.
وﻛــــــﺎن أﺣـــﻤـــﺪ ﻗــــﺪ أﺧــــــﺮج ﻓـﻲ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﻌﻴﺪ زﻛﺎة اﻟﻔﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﻃـﻌـﺎم، وﻗــﺎم ﺑﺘﻮزﻳﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺪد ﻣــﻦ اﻟــﻔــﻘــﺮاء ﻣــﻦ ﺟــﻴــﺮاﻧــﻪ، ﻋﻮﺿﴼ ﻋـﻦ دﻓــﻊ اﻟــﺰﻛــﺎة ﻧـﻘـﺪﴽ إﻟــﻰ ﻣﺸﺮف اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ اﻟﺤﻮﺛﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻲ.