ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺗﺆﻛﺪ ﻣﻮاﺻﻠﺔ دﻋﻤﻬﺎ ﻟﻠﺴﺮاج »ﻣﻬﻤﺎ ﺣﺪث«
اﻧﺘﻘﺎدات ﻹﺻﺮارﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﻘﻴﺐ ﰲ ﺷﺮق اﻟﺒﺤﺮ اﳌﺘﻮﺳﻂ
أﻛـــــــــﺪت ﺗــــﺮﻛــــﻴــــﺎ ﻋــــﺰﻣــــﻬــــﺎ ﻋــﻠــﻰ ﻣـﻮاﺻـﻠـﺔ دﻋـﻤـﻬـﺎ ﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟـﻮﻓـﺎق اﻟــﻠــﻴــﺒــﻴــﺔ، ﺑــﺮﺋــﺎﺳــﺔ ﻓــﺎﺋــﺰ اﻟـــﺴـــﺮاج، ﺿﺪ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﻠﻴﺒﻲ، اﻟﺬي ﻳﻘﻮده اﳌﺸﻴﺮ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺣﻔﺘﺮ »ﻣﻬﻤﺎ ﺣـــــــﺪث«، ﻣــــﺆﻛــــﺪة أﻧـــﻬـــﺎ ﺳــﺘــﻮاﺻــﻞ وﺟــﻮدﻫــﺎ وأﻋـﻤـﺎﻟـﻬـﺎ ﻟﻠﺘﻨﻘﻴﺐ ﻋﻦ اﻟـــﻨـــﻔـــﻂ واﻟــــﻐــــﺎز ﻓــــﻲ ﺷـــــﺮق اﻟــﺒــﺤــﺮ اﳌــﺘــﻮﺳــﻂ، وذﻟــــﻚ ﺑــﻤــﻮﺟــﺐ ﻣــﺬﻛــﺮة اﻟﺘﻔﺎﻫﻢ اﳌﻮﻗﻌﺔ اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ ﻣﻊ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﺴﺮاج.
وﻗــــــﺎل ﻓــــــﺆاد أوﻛـــــﻄـــــﺎي، ﻧــﺎﺋــﺐ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺘﺮﻛﻲ، إن ﺑﻼده ﺳﺘﻮاﺻﻞ دﻋــﻤــﻬــﺎ ﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ اﻟـــﺴـــﺮاج »ﻣـﻬـﻤـﺎ ﺣﺪث، وﻟﻦ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﻐﻤﻮض ﺟﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺷﺮق اﻟﺒﺤﺮ اﳌﺘﻮﺳﻂ، وﺳﺘﻘﻮم ﺑﺪورﻫﺎ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻠﻴﺒﻴﺔ«.
وأﺿـــــــــــــــﺎف أوﻛـــــــــﻄـــــــــﺎي ﺧـــــﻼل ﻣﺸﺎرﻛﺘﻪ ﻟﻴﻞ اﻟﺠﻤﻌﺔ - اﻟﺴﺒﺖ ﻓﻲ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﻧﻈﻤﻬﺎ اﳌﺠﻠﺲ اﻷﻃﻠﺴﻲ
وﻣـــﻨـــﻈـــﻤـــﺔ اﻟــــــﺘــــــﺮاث اﻟــــﺘــــﺮﻛــــﻲ ﻋــﺒــﺮ ﺗﻘﻨﻴﺔ »اﻟـﻔـﻴـﺪﻳـﻮ ﻛــﻮﻧــﻔــﺮاﻧــﺲ«، أن ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺳﺘﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ أن اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓﻲ ﻃﺮاﺑﻠﺲ ﻻ ﺗﺘﻌﺮض ﻷي ﺗﻬﺪﻳﺪ... »وﺳﻨﻜﻮن ﻫﻨﺎك )ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ( ﻣﻬﻤﺎ ﻛـﺎﻧـﺖ اﻟــﻨــﺘــﺎﺋــﺞ... ﻧـﺤـﻦ ﻣﺼﻤﻤﻮن ﻋـﻠـﻰ ذﻟـــــﻚ... ﻓـﺘـﺮﻛـﻴـﺎ ﻗــﺪﻣــﺖ اﻟـﺪﻋـﻢ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ، وﻻ ﺑﺪ أن ﻳﻘﺒﻞ ﺣـﻔـﺘـﺮ وداﻋـــﻤـــﻮه ﺑــﻮﺟــﻮد ﺣـﻜـﻮﻣـﺔ واﺣــﺪة ﻓـﻲ اﻟـﺒـﻼد ﻣﻌﺘﺮف ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة«.
ﻓﻲ ﺳﻴﺎق ﻣﺘﺼﻞ، أﻋﻠﻦ وزﻳﺮ اﻟﻄﺎﻗﺔ واﳌـﻮارد اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ اﻟﺘﺮﻛﻲ، ﻓــﺎﺗــﺢ دوﻧــــﻤــــﺎز، ﻋـــﻦ ﺑــــﺪء ﻋـﻤـﻠـﻴـﺎت اﻟﺘﻨﻘﻴﺐ ﻋﻦ اﻟﻨﻔﻂ واﻟﻐﺎز ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻣـﺬﻛـﺮة اﻟﺘﻔﺎﻫﻢ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻨﻔﻮذ اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ، اﳌﻮﻗﻌﺔ ﻣﻊ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﺴﺮاج ﻓﻲ ٧٢ ﻣﻦ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ( ٩١٠٢، ﻓﻲ ﻏﻀﻮن ٣ إﻟﻰ ٤ أﺷﻬﺮ.
وﻗـــــــــﺎل دوﻧـــــــﻤـــــــﺎز إن ﺳــﻔــﻴــﻨــﺔ »اﻟــــﻘــــﺎﻧــــﻮﻧــــﻲ« ﻟــﻠــﺘــﻨــﻘــﻴــﺐ ﺳـﺘـﺒـﺤـﺮ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻓــﻲ اﻟﺒﺤﺮ اﳌـﺘـﻮﺳـﻂ ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟـــــــــــﻰ »ﺑـــــﻌـــــﺪ إﺟـــــــــــﺮاء ﻋــﻤــﻠــﻴــﺎت اﻟـﺘـﺤـﺪﻳـﺚ ﻋـﻠـﻴـﻬـﺎ«، ﻣـﺸـﻴـﺮا إﻟــﻰ أن
أﻧﺸﻄﺔ اﻟﺘﻨﻘﻴﺐ اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﻣﺘﻮاﺻﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ اﳌﺘﻮﺳﻂ ﻋﺒﺮ ﺳﻔﻴﻨﺘﻲ ﻣﺴﺢ ﺟﻴﻮﻟﻮﺟﻲ وﺳﻔﻴﻨﺘﻲ ﺗﻨﻘﻴﺐ.
وأﺿــــــﺎف دوﻧــــﻤــــﺎز، ﻓـــﻲ ﻛـﻠـﻤـﺔ أول ﻣــﻦ أﻣــــﺲ، ﺧـــﻼل ﺣــﻔــﻞ إﺑــﺤــﺎر ﺳﻔﻴﻨﺔ اﻟﺘﻨﻘﻴﺐ »اﻟﻔﺎﺗﺢ« ﺑﺎﺗﺠﺎه اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺳــﻮد، ﺗﺰاﻣﻨﺎ ﻣﻊ اﻟﺬﻛﺮى ٧٦٥ ﻟﻔﺘﺢ إﺳﻄﻨﺒﻮل، أن ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﺒﺘﺮول اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﺗﻘﺪﻣﺖ ﺑﻄﻠﺐ ﻣﻦ أﺟــﻞ اﻟﺘﻨﻘﻴﺐ ﻋـﻦ اﻟﻨﻔﻂ ﻓـﻲ اﳌﻴﺎه اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ، ﻓـﻲ إﻃــﺎر ﻣـﺬﻛـﺮة اﻟﺘﻔﺎﻫﻢ ﻣﻊ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﺴﺮاج، وﺳﺘﻘﺪم ﺧﻼل أوﻟــﻰ اﻟـﺨـﻄـﻮات ﻓـﻲ ﻏﻀﻮن ٣ إﻟﻰ ٤ أﺷـــﻬـــﺮ، وذﻟــــــﻚ ﺑــــﺈﺟــــﺮاء اﳌــﺴــﻮح اﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ، وأﻋﻤﺎل اﻟﺘﻨﻘﻴﺐ ﻋﻦ اﻟـﻨـﻔـﻂ ﻓــﻲ اﻟـﺒـﺤـﺮ اﳌــﺘــﻮﺳــﻂ، ﺑـﻨـﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻠﻴﻞ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت. ﻣﺸﻴﺮا إﻟﻰ أن ﺳـﻔـﻴـﻨـﺔ »اﻟـــﻔـــﺎﺗـــﺢ« ﺳــﺘــﺒــﺪأ أول أﻋﻤﺎل اﻟﺘﻨﻘﻴﺐ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺳﻮد، اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ ٥١ ﻳﻮﻟﻴﻮ )ﺗﻤﻮز( اﳌﻘﺒﻞ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻊ »ﺗﻮﻧﺎ ١«.
وﻛﺎﻧﺖ ﺷﺮﻛﺔ اﻟﺒﺘﺮول اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﻗــﺪ ﻗــﺪﻣــﺖ ﻃﻠﺒﺎ إﻟــﻰ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻣﺆﺧﺮﴽ ﻟــﻠــﺤــﺼــﻮل ﻋـــﻠـــﻰ إذن ﺑــﺎﻟــﺘــﻨــﻘــﻴــﺐ ﻓـــﻲ ﺷــــﺮق اﻟــﺒــﺤــﺮ اﳌـــﺘـــﻮﺳـــﻂ، ﻛـﻤـﺎ
ﺑﺤﺚ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺘﺮﻛﻲ رﺟــﺐ ﻃﻴﺐ إردوﻏــــــــــﺎن ﻣــــﻊ اﻟــــﺴــــﺮاج اﻷﺳـــﺒـــﻮع ﻗــﺒــﻞ اﳌـــﺎﺿـــﻲ، ﻫــﺎﺗــﻔــﻴــﺎ، اﻟــﺨــﻄــﻮات اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﳌـﺬﻛـﺮﺗـﻲ اﻟـﺘـﻔـﺎﻫـﻢ اﻟﺘﻲ وﻗﻌﻬﺎ اﻟﺒﻠﺪان ﻓﻲ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ اﳌﺎﺿﻲ، واﻟــــﺘــــﻲ ﺗـــﺨـــﺺ اﻟــــﺘــــﻌــــﺎون اﻷﻣـــﻨـــﻲ واﻟــــﻌــــﺴــــﻜــــﺮي، وﺗــــﺤــــﺪﻳــــﺪ ﻣــﻨــﺎﻃــﻖ اﻟﻨﻔﻮذ اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ اﳌﺘﻮﺳﻂ، ووﺟﻪ اﻟﺪﻋﻮة ﻟﻠﺴﺮاج ﻟﺰﻳﺎرة ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻗﺮﻳﺒﺎ.
وﺗﻌﺘﻘﺪ ﺗﺮﻛﻴﺎ أﻧﻪ إذا ﺳﻴﻄﺮت ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎت ﺣـﻜـﻮﻣـﺔ اﻟــﺴــﺮاج ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﺮﻫﻮﻧﺔ ﻓـﻲ اﻟﻔﺘﺮة اﳌﻘﺒﻠﺔ، ﻓــﺈن ﺣﻔﺘﺮ ﺳﻴﻔﻘﺪ أي ﺳﻴﻄﺮة ﻓﻲ ﻏــﺮب ﻟﻴﺒﻴﺎ، وﺑــﺎﻟــﺘــﺎﻟــﻲ، ﺳﺘﻀﻤﻦ ﺑــــﻘــــﺎء اﻟـــﺤـــﻜـــﻮﻣـــﺔ اﻟـــﺤـــﻠـــﻴـــﻔـــﺔ ﻟـــﻬـــﺎ، واﳌﻌﺘﺮف ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة.
وأﺛﺎر اﻹﻋﻼن اﻟﺘﺮﻛﻲ ﻋﻦ ﻗﺮب ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﻨﻘﻴﺐ ﻋﻦ اﻟﻨﻔﻂ ﻓﻲ ﺷﺮق اﻟﺒﺤﺮ اﳌﺘﻮﺳﻂ ردود ﻓﻌﻞ ﻏﺎﺿﺒﺔ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺠـﺎﻧـﺒـﲔ اﳌــﺼــﺮي واﻟﻠﻴﺒﻲ، أﻣـــــــــﺲ، إذ ﺣـــــــﺬر ﻋــــﻀــــﻮ ﻣــﺠــﻠــﺲ اﻟــﻨــﻮاب ﻋـﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻜﻔﺮة )ﺟﻨﻮب ﺷـــــﺮﻗـــــﻲ(، ﺟـــﺒـــﺮﻳـــﻞ أوﺣــــــﻴــــــﺪة، ﻣــﻦ ﻣﺤﺎوﻻت أﻧﻘﺮة اﳌﺴﺘﻤﺮة ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻻﺳﺘﻐﻼل ﺛﺮوات ﻟﻴﺒﻴﺎ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ، ﺑﻞ أﻳﻀﺎ ﻓﻲ إﻗﺤﺎﻣﻬﺎ ﻓﻲ »ﺗﻮﺗﺮات وﺻﺮاﻋﺎت إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ودوﻟﻴﺔ ﻟﺨﺪﻣﺔ ﻣﺸﺮوﻋﻬﺎ اﻟﺘﻮﺳﻌﻲ«.
وأﺿــﺎف أوﺣـﻴـﺪة ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﻟــــ»اﻟـــﺸـــﺮق اﻷوﺳـــــــﻂ« أن ﻣــﺬﻛــﺮﺗــﻲ اﻟــﺘــﻔــﺎﻫــﻢ اﻟــﻠــﺘــﲔ وﻗـﻌـﻬـﻤـﺎ اﻟــﺴــﺮاج ﻣـﻊ اﻟﺮﺋﻴﺲ إردوﻏـــﺎن »ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻤﺎ أي ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ، وﻻ ﻳﻌﺪان إﻻ ﻓﺮﺿﴼ ﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻷﻣﺮ اﻟﻮاﻗﻊ«، ﻻﻓﺘﴼ إﻟــﻰ أن ﺗﺮﻛﻴﺎ »ﺗـﻮاﺻـﻞ ﺳﻴﺎﺳﺘﻬﺎ اﳌـــﻔـــﻀـــﻠـــﺔ، وﻫــــــﻲ اﻟـــﻠـــﻌـــﺐ ﺑـــﺎﻟـــﻨـــﺎر ﺣــﺘــﻰ ﻟــﻮ أدى ذﻟـــﻚ ﻟـﺘـﻌـﺮﻳـﺾ أﻣــﻦ ﻣـﻨـﻄـﻘـﺔ ﺷـــﺮق اﳌــﺘــﻮﺳــﻂ ﻟـﻠـﺨـﻄـﺮ«، وأن ﻟـــﻴـــﺒـــﻴـــﺎ »ﺳــــﺘــــﻜــــﻮن ﻣــﻀــﻄــﺮة ﳌــﻮاﺟــﻬــﺔ اﻟــﺘــﺪاﻋــﻴــﺎت اﻟـﻨـﺎﺟـﻤـﺔ ﻋﻦ ﻛــــﻞ ذﻟـــــــﻚ، واﻟــــﺘــــﺼــــﺪي ﻟــﻠــﺘــﺤــﺎﻟــﻒ اﻟﻘﻄﺮي - اﻟﺘﺮﻛﻲ، اﻟـﺬي ﻳﺴﺘﻬﺪف ﺗـﻨـﻔـﻴـﺬ ﻣـــﺸـــﺮوع اﻟـﺘـﻨـﻈـﻴـﻢ اﻟــﺪوﻟــﻲ ﻟـ)اﻹﺧﻮان( ﺑﺎﳌﻨﻄﻘﺔ، واﻟﺬي ﻳﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻰ أن ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺑﻼدﻧﺎ ﺑﻴﺖ ﻣﺎل ﻟﻪ ﺧﻼل اﻟﺨﻤﺴﲔ ﻋﺎﻣﴼ اﳌﻘﺒﻠﺔ«.
وﺗــﺴــﺎءل أوﺣــﻴــﺪة ﺑﺎﺳﺘﻨﻜﺎر ﻋـــــــﻦ ﺳـــــــﺮ »اﻟـــــﺼـــــﻤـــــﺖ اﻷوروﺑـــــــــــــﻲ واﻷﻣﻴﺮﻛﻲ إزاء اﻟﺘﺤﺮﻛﺎت اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ، اﻟﻠﻬﻢ إﻻ إذا ﻛﺎن ﻳﺨﺘﺒﺊ وراء ﻫﺬا اﻟﺼﻤﺖ ﺻﻔﻘﺎت ﻋﻘﺪت ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب ﻣــﺼــﻠــﺤــﺔ ﻟــﻴــﺒــﻴــﺎ ودول ﺟـــﻮارﻫـــﺎ ﺑﺎﻟﺸﻤﺎل اﻷﻓﺮﻳﻘﻲ«.
ﻓــﻲ اﻟــﺴــﻴــﺎق ذاﺗــــﻪ، ﻗـــﺎل ﻋﻀﻮ ﻣﺠﻠﺲ اﻟــﻨــﻮاب اﳌـﺼـﺮي ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺑﻜﺮي، إن اﻷﻫـﺪاف اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﳌﺬﻛﺮة اﻟــﺘــﻔــﺎﻫــﻢ ﻏــﻴــﺮ اﻟــﺸــﺮﻋــﻴــﺔ، اﳌــﻮﻗــﻌــﺔ ﺑﲔ إردوﻏــﺎن واﻟﺴﺮاج ﺑﺨﺼﻮص ﺗــﺮﺳــﻴــﻢ اﻟـــﺤـــﺪود اﻟــﺒــﺤــﺮﻳــﺔ، ﺑـــﺪأت ﺗﺘﻀﺢ ﺗﺪرﻳﺠﻴﴼ، ﺑﺪاﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺘﺮﻛﻲ ﻋﺒﺮ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺴﻼح واﳌﺮﺗﺰﻗﺔ ﻟــــﺤــــﻜــــﻮﻣــــﺔ »اﻟــــــــــﻮﻓــــــــــﺎق«، وأﺧـــــﻴـــــﺮﴽ اﻻﺳـﺘـﻌـﺪاد ﻟﻠﺒﺪء ﻓـﻲ اﻟﺘﻨﻘﻴﺐ ﻋﻦ اﻟــﻐــﺎز ﻓــﻲ ﺷــﺮق اﳌــﺘــﻮﺳــﻂ، ﻣﺸﻴﺮﴽ إﻟﻰ أن ﻫﺬه »اﻟﺨﻄﻮة ﺳﺘﺜﻴﺮ أﻃﺮاﻓﴼ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ، وﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﻢ ﻣﺼﺮ وﻗﺒﺮص واﻟﻴﻮﻧﺎن«.
وأرﺟــــــﻊ اﻟــﻨــﺎﺋــﺐ اﳌـــﺼـــﺮي ﻓﻲ ﺗــــﺼــــﺮﻳــــﺢ ﻟـــــــ»اﻟــــــﺸــــــﺮق اﻷوﺳــــــــــﻂ« »اﻟﺼﻤﺖ اﻷوروﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﺮﻛﺎت اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ إﻟﻰ ﺗﺄﺛﺮ اﻟﺒﻌﺾ ﺑﺎﻟﻀﻐﻮط اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ، وﺗﻠﻮﻳﺤﻬﺎ اﳌﺴﺘﻤﺮ ﺑﻮرﻗﺔ ﻓﺘﺢ اﻟﺤﺪود أﻣﺎم اﻟﻼﺟﺌﲔ اﻟﺮاﻏﺒﲔ ﻓﻲ اﻟﻌﺒﻮر ﻧﺤﻮ اﻟﻘﺎرة اﻷوروﺑﻴﺔ«، ﻣـﺸـﻴـﺮا إﻟـــﻰ أن »ﻣــﻄــﺎﻣــﻊ إردوﻏــــﺎن ﺑﺎﻟﻨﻔﻂ واﻟﻐﺎز ﻋﺒﺮت ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻹﺟﺮاء ات اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺨﺬ ﺣﺎﻟﻴﴼ«.
ﻣــــــــﻦ ﺟـــــﻬـــــﺘـــــﻪ، رأى اﳌــــﺤــــﻠــــﻞ اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻠﻴﺒﻲ ﻋﻴﺴﻰ رﺷﻮان أن اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﺔ اﻟـﺘـﺮﻛـﻴـﺔ ﻋــﺮﻓــﺖ ﻋﻠﻰ ﻣـــــﺪار اﻟــﺘــﺎرﻳــﺦ ﺑــﻜــﻮﻧــﻬــﺎ »ﺳــﻴــﺎﺳــﺔ اﻻﺳـــﺘـــﻨـــﺰاف ﻻﻗــﺘــﺼــﺎدﻳــﺎت اﻟــــﺪول اﻟـــﺘـــﻲ ﺗـــﺤـــﺘـــﻠـــﻬـــﺎ«، ﻣــــﺤــــﺬرﴽ ﻣــــﻦ أن اﻟــﺘــﺤــﺮك اﻟــﺘــﺮﻛــﻲ اﻷﺧــﻴــﺮ ﺳﻴﺠﻠﺐ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺗﺮات ﺑﺎﳌﻨﻄﻘﺔ، وﻣﻦ أن »ﺣـــــﺮوب اﻟــﻐــﺎز اﳌـﺘـﻮﺳـﻄـﻴـﺔ ﻗﺪ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﺣﺮوب ﺑﺎردة، ﺛﻢ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻟﻜﻞ ﻫﺬه اﻟﺪول ﻣﻊ ﺗﺮﻛﻴﺎ«.
وﻳﺮى ﻣﺘﺎﺑﻌﻮن ﻟﻠﺸﺄن اﻟﻠﻴﺒﻲ أن ﻋﺪم وﺟـﻮد رد رﺳﻤﻲ، أو ﺣﺘﻰ ﺗﻌﻠﻴﻖ ﻣﻦ ﻗﻴﺎدات ﺣﻜﻮﻣﺔ »اﻟﻮﻓﺎق« ﺣــﻮل اﻵﺛـــﺎر واﻟــﺘــﻮﺗــﺮات اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ اﳌﺘﻮﻗﻌﺔ ﻟﻠﺨﻄﻮة اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﻣﺮﺟﻌﻪ اﻟــــﺪﻋــــﻢ اﻟـــﻌـــﺴـــﻜـــﺮي، اﻟــــــﺬي ﺗــﻘــﺪﻣــﻪ أﻧـﻘـﺮة ﻟﻘﻮاﺗﻬﺎ ﻣـﻦ أﺳﻠﺤﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ و»ﻣـــــﺮﺗـــــﺰﻗـــــﺔ«، واﻟـــــــﺬي ﻣــﻜــﻨــﻬــﺎ ﻣـﻦ ﺗــﺤــﻘــﻴــﻖ اﻧــــﺘــــﺼــــﺎرات ﻧـــﻮﻋـــﻴـــﺔ ﻓـﻲ اﻟﻔﺘﺮة اﻷﺧﻴﺮة ﺑﻤﻮاﺟﻬﺔ »اﻟﺠﻴﺶ اﻟــــــﻮﻃــــــﻨــــــﻲ«، أﻫــــﻤــــﻬــــﺎ اﻟـــﺴـــﻴـــﻄـــﺮة ﻋــــﻠــــﻰ ﻗــــــﺎﻋــــــﺪة اﻟـــــﻮﻃـــــﻴـــــﺔ اﻟـــﺠـــﻮﻳـــﺔ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ.
إﻟﻰ ذﻟﻚ، ﺑﺤﺚ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﳌﺼﺮي ﻋﺒﺪ اﻟﻔﺘﺎح اﻟﺴﻴﺴﻲ، ﻓـﻲ اﺗﺼﺎل ﻫﺎﺗﻔﻲ، أﻣﺲ، ﻣﻊ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ إﻳـﻤـﺎﻧـﻮﻳـﻞ ﻣــﺎﻛــﺮون، ﺗــﻄــﻮرات ﻋﺪد ﻣﻦ اﳌﻠﻔﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ واﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ، ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ اﻟﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ.
وﺣــــﺴــــﺐ اﳌــــﺘــــﺤــــﺪث اﻟـــﺮﺳـــﻤـــﻲ ﻟــﻠــﺮﺋــﺎﺳــﺔ اﳌــﺼــﺮﻳــﺔ، اﻟــﺴــﻔـﻴـﺮ ﺑـﺴـﺎم راﺿـــﻲ، ﻓﻘﺪ أﻛــﺪ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺣـﺮﺻـﻪ ﻋﻠﻰ ﺗـﺒـﺎدل وﺟـﻬـﺎت اﻟﻨﻈﺮ واﻟـــــﺮؤى ﻣــﻊ اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ اﻟـﺴـﻴـﺴـﻲ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد، ﻓﻲ ﺿﻮء اﻟﺪور اﳌﺼﺮي اﳌﺤﻮري اﻟﻔﺎﻋﻞ ﻓﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ. وﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق، أﻛﺪ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺴﻴﺴﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﻣـﺼـﺮ اﻻﺳـﺘـﺮاﺗـﻴـﺠـﻲ اﻟـﺜـﺎﺑـﺖ ﺗﺠﺎه اﻷزﻣﺔ اﻟﻠﻴﺒﻴﺔ، واﳌﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﺳﺘﻌﺎدة أرﻛــﺎن وﻣـﺆﺳـﺴـﺎت اﻟـﺪوﻟـﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟــﻠــﻴــﺒــﻴــﺔ، وإﻧـــﻬـــﺎء ﻓــﻮﺿــﻰ اﻧــﺘــﺸــﺎر اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻹﺟﺮاﻣﻴﺔ واﳌﻴﻠﻴﺸﻴﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ، وﻣﻨﺢ اﻷوﻟﻮﻳﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻻﺳﺘﻘﺮار واﻷﻣﻦ، ووﺿﻊ ﺣﺪ ﻟﺤﺠﻢ اﻟﺘﺪﺧﻼت اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻏﻴﺮ اﳌﺸﺮوﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﺄن اﻟﻠﻴﺒﻲ.