ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻟﻌﻤﻼء إﻳﺮاﻧﻴﲔ ﻓﻲ ﺑﻠﺠﻴﻜﺎ ﺑﺘﻬﻤﺔ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻌﻤﻞ إرﻫﺎﺑﻲ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ
اﻻدﻋﺎء: اﻟﻌﻘﻞ اﳌﺪﺑﺮ »دﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ« ﺑﺴﻔﺎرة ﻃﻬﺮان ﰲ ﻓﻴﻴﻨﺎ رﻓﺾ اﳊﻀﻮر
اﺳﻤﻪ أﺳﺪ اﻟﻠﻪ أﺳﺪي وﻋﻤﺮه ٨٤ ﻋﺎﻣﴼ. ﻫﻮ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺪور ﺣﻮﻟﻬﺎ اﳌﺤﺎﻛﻤﺔ اﻟﺘﻲ اﻧﻄﻠﻘﺖ ﺻـﺒـﺎح أﻣــﺲ ﻓـﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ أﻧﻔﺮس )أﻧﺘﻮﻳﺮب( اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﺷﻤﺎل ﺑﻠﺠﻴﻜﺎ.
رﺳــﻤــﻴــﴼ، وﻇــﻴــﻔــﺔ أﺳــــﺪي أﻧــﻪ اﻟـــﺴـــﻜـــﺮﺗـــﻴـــﺮ اﻟـــﺜـــﺎﻟـــﺚ ﺑـــﺎﻟـــﺴـــﻔـــﺎرة اﻹﻳــــــﺮاﻧــــــﻴــــــﺔ ﻓــــــﻲ ﻓـــﻴـــﻴـــﻨـــﺎ. وﻟـــﻜـــﻦ اﳌـــﺨـــﺎﺑـــﺮات اﻟــﻐــﺮﺑــﻴــﺔ ﻓـــﻲ ﻓـﺮﻧـﺴـﺎ وأﳌﺎﻧﻴﺎ وﺑﻠﺠﻴﻜﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮ أن ﻫﺬه اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﻻ ﺗﺘﻌﺪى ﻛﻮﻧﻬﺎ »ﻏﻄﺎء ﳌﻬﺎﻣﻪ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ« اﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻣﺮاﻗﺒﺔ اﳌـﻌـﺎرﺿـﺔ اﻹﻳــﺮاﻧــﻴــﺔ ﻓــﻲ أوروﺑـــﺎ. وﻫـﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﻣﻮﻗﻮف ﻣﻨﺬ ﺻﻴﻒ ﻋﺎم ٨١٠٢ ﺑﺘﻬﻤﺔ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻌﻤﻞ إرﻫـــﺎﺑـــﻲ ﺿـــﺪ ﺗــﺠــﻤــﻊ اﳌــﻌــﺎرﺿــﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻟــﺬي ﻳﻠﺘﺌﻢ ﺳﻨﻮﻳﴼ ﻓﻲ ﻣﺤﻠﺔ ﻓـﻴـﻠـﺒـﺎﻧـﺖ، اﻟــﻮاﻗــﻌــﺔ ﺷﻤﺎل ﺑـــــﺎرﻳـــــﺲ. وﻗــــﺒــــﻞ ﻋـــــﺎﻣـــــﲔ، ﻧــﺠــﺢ »اﳌـــﺠـــﻠـــﺲ اﻟــــﺜــــﻮري ﻟــﻠــﻤــﻌــﺎرﺿــﺔ اﻹﻳــــــــﺮاﻧــــــــﻴــــــــﺔ«، أي »ﻣــــﺠــــﺎﻫــــﺪي ﺧــﻠــﻖ«، ﻓــﻲ ﺣـﺸـﺪ ﻋــﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ واﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ واﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻬﺮﺟﺎﻧﻪ ﻳﻮم ٠٣ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮان(، وﻫﻮ اﻟﻴﻮم اﻟﺬي اﺧﺘﺎره اﻟﻌﻤﻴﻞ اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻟﻮ ﻧﺠﺤﺖ ﻟﻜﺎﻧﺖ أوﻗﻌﺖ ﻋــــﺪدﴽ ﻻ ﻳـﺤـﺼـﻰ ﻣــﻦ اﻟـﻀـﺤـﺎﻳـﺎ. إﻻ أﻧـﻬـﺎ ﻓﻀﺤﺖ وأﻟــﻘــﻲ اﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ أﺳــﺪي ﻓـﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ )ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﺑــــﺎﻓــــﺎرﻳــــﺎ(، وﻫـــــﻮ ﻳـــﻘـــﻮد ﺳـــﻴـــﺎرة ﻣـــﺴـــﺘـــﺄﺟـــﺮة، وﺣـــﺠـــﺘـــﻪ أﻧــــــﻪ ﻛـــﺎن ﻳﻘﻮم ﺑﺴﻴﺎﺣﺔ. وﺟــﺎء ﻓـﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻟﻠﻤﺨﺎﺑﺮات اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ اﻟﺒﻠﺠﻴﻜﻴﺔ أن »ﺧــﻄــﺔ اﻟــﻬــﺠــﻮم ﺗــﻢ ﺗـﺪﺑـﻴـﺮﻫـﺎ ﺑﺎﺳﻢ إﻳﺮان، وﺑﺪﻓﻊ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺎﺗﻬﺎ، وﻟـﻴـﺴـﺖ ﻣــﺒــﺎدرة ﻓــﺮدﻳــﺔ ﻣــﻦ أﺳـﺪ اﻟـﻠـﻪ أﺳــــﺪي«. وﺣـﺴـﺐ ﺧـﻼﺻـﺎت اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ، ﻓـﺈن اﻟﺠﻬﺔ اﳌﺤﺮﻛﺔ ﻫﻲ وزارة اﳌﺨﺎﺑﺮات واﻷﻣﻦ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ. وﻫﺬه اﻟﺨﻼﺻﺔ ﻫﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺻﻞ إﻟﻴﻬﺎ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ، إذ إن ﺑـﺎرﻳـﺲ اﺗﻬﻤﺖ رﺳﻤﻴﴼ ﻓﻲ أﻛـــﺘـــﻮﺑـــﺮ )ﺗـــﺸـــﺮﻳـــﻦ اﻷول( ٨١٠٢ اﻟــــــﻮزارة ﻧـﻔـﺴـﻬـﺎ ﺑــﺎﻟــﻮﻗــﻮف وراء ﺧـﻄـﺔ اﻟـﻬـﺠـﻮم اﻟــﻔــﺎﺷــﻞ، وﻋـﻤـﺪت إﻟـــﻰ ﻓـــﺮض ﺟـﻤـﻠـﺔ ﻋــﻘــﻮﺑــﺎت ﻋﻠﻰ ﺷــﺨــﺼــﻴــﺎت ﻓــﺎﻋــﻠــﺔ ﻓـــﻲ اﻟــــــﻮزارة اﳌﻌﻨﻴﺔ. ﻟﻜﻦ ﻃــﻬــﺮان ﻧﻔﺖ ﺑﺸﺪة أن ﺗﻜﻮن ﻟﻬﺎ أي ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺤﺎدﺛﺔ. وأﺷﺎر ﻣﺼﺪر دﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ ﻓﺮﻧﺴﻲ إﻟــﻰ أﻧــﻪ »ﺗــﻢ اﻟﺘﻌﺮف ﺑـﺪﻗـﺔ« ﻋﻠﻰ اﻟــﺪﺑــﻠــﻮﻣــﺎﺳــﻲ أﺳـــﺪ اﻟــﻠــﻪ أﺳـــﺪي، اﻟﺬي ﻳﻮاﺟﻪ ﺣﻜﻤﴼ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ﻣﺪى اﻟـــﺤـــﻴـــﺎة. ﺑــﻴــﺪ أن اﻷﺧـــﻴـــﺮ ﻳـﻨـﻔـﻲ اﻟﺘﻬﻢ اﳌﻮﺟﻬﺔ إﻟﻴﻪ ﺑﺄﻧﻪ »ﻋﻤﻴﻞ ﻟــــﻼﺳــــﺘــــﺨــــﺒــــﺎرات«، وﻳـــــﺆﻛـــــﺪ أﻧـــﻪ دﺑــﻠــﻮﻣــﺎﺳــﻲ، وﻣـــﻦ ﺣــﻘــﻪ اﻟﺘﻤﺘﻊ ﺑــﺎﻟــﺤــﺼــﺎﻧــﺔ اﻟـــﺪﺑـــﻠـــﻮﻣـــﺎﺳـــﻴـــﺔ، ﻻ ﺑـﻞ إﻧــﻪ ﺷﻜﻚ ﺑﺸﺮﻋﻴﺔ ﻣﺤﺎﻛﻤﺘﻪ ورﻓﺾ أﻣﺲ اﳌﺜﻮل أﻣﺎم اﳌﺤﻜﻤﺔ، ﺣﻴﺚ ﻗﺎم ﻣﺤﺎﻣﻴﻪ ﺑﺘﻤﺜﻴﻠﻪ.
وﻧﻘﻠﺖ ﻋﻨﻪ وﻛﺎﻟﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻗﻮﻟﻪ إن »ﻣﻮﻛﻠﻲ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻲ أن أﻣﺜﻠﻪ اﻟـﻴـﻮم. إﻧـﻪ ﻳﺤﺘﺮم ﻫﺬه اﳌﺤﻜﻤﺔ، ﻟﻜﻦ ﺑﻤﺎ أﻧﻪ ﻳﺮى أﻧﻪ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﺤﺼﺎﻧﺔ، ﻓـﺈن اﳌﺤﻜﻤﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺨﻮﻟﺔ ﺑﻤﻘﺎﺿﺎﺗﻪ«. وأﺿﺎف: »ﻣﻦ ﺣﻘﻪ أن ﻳﻤﺜﻠﻪ ﻣﺤﺎﻣﻴﻪ، وﻫﺬا ﻣﺎ ﺳﺄﻓﻌﻠﻪ«.
ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ، ﻛــﺎن رد إﻳــﺮان اﻟﺘﻲ ﻛــــﺎن رﺋــﻴــﺴــﻬــﺎ ﺣــﺴــﻦ روﺣـــﺎﻧـــﻲ، ﻓــﻲ اﻟـﻔـﺘـﺮة ﻋﻴﻨﻬﺎ، ﻳـﻘـﻮم ﺑـﺰﻳـﺎرة إﻟــﻰ أوروﺑـــﺎ، اﻟﻨﻔﻲ اﻟﻘﺎﻃﻊ، وﻗﺪ اﻧﺘﻘﺪت ﻻﺣﻘﴼ »اﻧﺘﻬﺎك اﻟﺤﺼﺎﻧﺔ اﻟـﺪﺑـﻠـﻮﻣـﺎﺳـﻴـﺔ« ﻷﺳــــﺪي، وأﻛـــﺪت أن اﻋﺘﻘﺎﻟﻪ »ﻏﻴﺮ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ«. وﻛﺮر ﻣــﺤــﺎﻣــﻴــﻪ اﻟــﺒــﻠــﺠــﻴــﻜــﻲ دﻳــﻤــﺘــﺮي دي ﺑﻴﻜﻮ، اﻟﺠﻤﻌﺔ، ﻫــﺬه اﻟﺤﺠﺔ ﻟﺘﺒﺮﻳﺮ ﻏﻴﺎﺑﻪ. واﻟـــﺮد اﻟﺒﻠﺠﻴﻜﻲ أن اﻟــﺤــﺼــﺎﻧــﺔ اﻟــﺪﺑــﻠــﻮﻣــﺎﺳــﻴــﺔ ﻻ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ أﺳﺪي إﻻ ﻓﻲ اﳌﻬﻤﺎت اﻟــﺪﺑــﻠــﻮﻣــﺎﺳــﻴــﺔ وﻓـــﻲ اﻟــﺒــﻠــﺪ اﻟــﺬي اﻧﺘﺪب ﻓﻴﻪ. واﻟﺤﺎل أﻧﻪ اﻋﺘﻘﻞ ﻓﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ اﻟﺘﻲ ﺳﺎرﻋﺖ إﻟﻰ ﺗﺴﻠﻴﻤﻪ ﻟﺒﻠﺠﻴﻜﺎ. وﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﻋﻴﻨﻬﺎ ﻗﺎﻣﺖ
ﺑﺎرﻳﺲ ﺑﺎﻋﺘﻘﺎل ﺛﻼﺛﺔ أﺷﺨﺎص ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺳﻮى ﻣﻮﻗﻮف واﺣــــﺪ ورﺟــــﻞ ﻳـﻌـﺘـﻘـﺪ أﻧـــﻪ ﺷـﺮﻳـﻚ ﻟــــﻪ ﻫــــﻮ ﻣـــــﻬـــــﺮداد ﻋــــﺎرﻓــــﺎﻧــــﻲ )٧٥ ﻋــﺎﻣــﴼ(. واﻷﺧــﻴــﺮ ﻗـﺒـﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻣــﺮآب ﻟﻠﺴﻴﺎرات ﻗﺮﻳﺒﴼ ﻣـﻦ ﻣﻜﺎن اﻟﺘﺠﻤﻊ ﻓﻲ ﻓﻴﻠﺒﺎﻧﺖ، وﻋﺜﺮ ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺳـﺘـﺮة واﻗـﻴـﺔ ﻣـﻦ اﻟـﺮﺻـﺎص وﻣﺴﺠﻞ ﺻـﻮﺗـﻲ ﺻﻐﻴﺮ اﻟﺤﺠﻢ ﻣـﺠـﻬـﺰ ﺑــﻤــﻴــﻜــﺮوﻓــﻮن ﻳـﻌـﻠـﻖ ﻋﻠﻰ رﺑــﻄــﺔ اﻟــﻌــﻨــﻖ. وﻳـــﻮاﺟـــﻪ اﻷرﺑــﻌــﺔ ﺗﻬﻢ »ﻣﺤﺎوﻻت اﻏﺘﻴﺎل إرﻫﺎﺑﻴﺔ«، و»اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ أﻧﺸﻄﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ إرﻫــﺎﺑــﻴــﺔ«، وﻋــﻘــﻮﺑــﺎﺗــﻬــﺎ اﻟﺴﺠﻦ ﻣﺪى اﻟﺤﻴﺎة.
إذا ﻛـــــﺎن أﺳــــــﺪي ﻫــــﻮ اﻟــﻌــﻘــﻞ اﳌــﺨــﻄــﻂ اﻟــﻐــﺎﺋــﺐ، ﻓـــﺈن اﳌﺘﻬﻤﲔ ﺑﺎﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺛﻼﺛﺔ، وﺟﻤﻴﻌﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا داﺧــــﻞ ﻗــﺎﻋــﺔ اﳌــﺤــﻜــﺔ أﻣــــﺲ: أﻣـﻴـﺮ ﺳﻌﺪوﻧﻲ )٨٣ ﻋﺎﻣﴼ( إﻳﺮاﻧﻲ اﻷﺻﻞ
وﻳــﺤــﻤــﻞ اﻟــﺠــﻨــﺴــﻴــﺔ اﻟـﺒـﻠـﺠـﻴـﻜـﻴـﺔ وزوﺟـــــﺘـــــﻪ ﻧــﺴــﻴــﻤــﺔ ﻧـــﻌـــﺎﻣـــﻲ )٣٣ ﻋﺎﻣﴼ(. وﻫﺬا اﻟﺰوﺟﻲ ﻗﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ اﻟــﺴــﺎﻋــﺔ ١١ ﺻـﺒـﻴـﺤـﺔ ٠٣ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣــــــﺰﻳــــــﺮان( ﻋـــﻠـــﻰ ﻃـــﺮﻳـــﻖ ﺳــﺮﻳــﻊ ﻣــﺴــﺘــﺨــﺪﻣــﴼ ﺳـــﻴـــﺎرة ﻣــﺮﺳــﻴــﺪس، ﻳــــــﺆدي إﻟـــــﻰ ﺑــــﺎرﻳــــﺲ، وﻋـــﺜـــﺮ ﻓـﻲ ﺣـــﻘـــﻴـــﺒـــﺔ اﻟـــــــﺰوﺟـــــــﺔ اﻟــﺸــﺨــﺼــﻴــﺔ ﻋـﻠـﻰ ﻗﻨﺒﻠﺔ ﻣـﺨـﺒـﺄة ﻳـﺒـﻠـﻎ وزﻧـﻬـﺎ ٠٠٥ ﻏـــــﺮام. وﻟـــﻢ ﻳــﻜــﻦ ﺗﻮﻗﻴﻔﻬﻤﺎ ﻣــﺠــﺮد ﺻــﺪﻓــﺔ، إذ إن اﳌــﺨــﺎﺑــﺮات اﻟــﺒــﻠــﺠــﻴــﻜــﻴــﺔ ﻛـــﺎﻧـــﺖ ﺗــﺮاﻗــﺒــﻬــﻤــﺎ، وﻛــﺎﻧــﺖ ﺣــﺎﺿــﺮة ﻗـﺒـﻞ ﻳــﻮﻣــﲔ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ أﻧﻔﺮس، ﺣﻴﺚ ﻳﻈﻦ أﻧﻬﻤﺎ ﺗــﺴــﻠــﻤــﺎ اﻟــﻘــﻨــﺒــﻠــﺔ ﻣـــﻦ أﺳـــــﺪي ﻓـﻲ ﻣﻄﻌﻢ »ﺑﻴﺘﺰا ﻫﻮت« ﻓﻲ ﺿﺎﺣﻴﺔ أﻧـــــــﻒ رس. وﺗـــﻔـــﻴـــﺪ ﺗـــﺴـــﺮﻳـــﺒـــﺎت أﻣﻨﻴﺔ ﺑـﺄن اﳌﺨﺎﺑﺮات اﻟﺒﻠﺠﻴﻜﻴﺔ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ »ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻦ ﺟﻬﺎز اﺳﺘﺨﺒﺎري ﺻﺪﻳﻖ« ﻣﺎ ﺳﻤﺢ ﻟﻬﺎ ﺑﺄن ﺗﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ اﻟﺰوﺟﲔ، وﺗﻠﻘﻲ اﻟـﻘـﺒـﺾ ﻋـﻠـﻴـﻪ. وﺣــﺴــﺐ اﻟـﺸـﺮﻃـﺔ اﻟﺒﻠﺠﻴﻜﻴﺔ، ﻓــﺈن اﻟﻘﻨﺒﻠﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ اﻟﻨﻮع ﺑﺪاﺋﻲ اﻟﺼﻨﻊ، إذ إﻧﻬﺎ ﺗﻔﺠﺮ ﻋــﻦ ﺑﻌﺪ وﺟــﻬــﺎز اﻟﺘﻔﺠﻴﺮ ﺟﻬﺰ ﺑﻄﺎﺑﻌﺔ ﺛﻼﺛﻴﺔ اﻷﺑــﻌــﺎد ﻣﺎ ﻳــﺘــﻄــﻠــﺐ اﺣــﺘــﺮاﻓــﻴــﺔ ﻣــﺘــﻘــﺪﻣــﺔ ﻓﻲ ﺗــﺼــﻨــﻴــﻊ اﳌـــﺘـــﻔـــﺠـــﺮات واﻷﺟـــﻬـــﺰة ﻣــﺎ ﻳﻌﻨﻲ أﻧـﻬـﺎ ﻣــﻦ ﺻـﻨـﻊ أﺟـﻬـﺰة ﻣﺨﺎﺑﺮات.
وﺑﲔ ﺗﻔﺤﺺ ﺟﻬﺎز اﻟﻬﺎﺗﻒ اﻟــﺨــﻠــﻴــﻮي ﻷﺳــــﺪي أﻧـــﻪ ﻛـــﺎن ﻋﻠﻰ ﺗﻮاﺻﻞ ﻣﻊ اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻋﺒﺮ ﻋﺪة أرﻗﺎم ﻟﻠﻬﺎﺗﻒ، ﻛﻤﺎ أن اﻟﺸﺮﻃﺔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﻟﻘﺖ اﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﻋــﺜــﺮت ﻣــﻌــﻪ ﻋــﻠــﻰ دﻓــﺘــﺮ ﻳﺘﻀﻤﻦ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﺆﺷﺮات ﺣﻮل ﻣﻮﻗﻊ اﻟــﺘــﻔــﺠــﻴــﺮ واﻟــــﻔــــﻨــــﺎدق اﳌــﺤــﻴــﻄــﺔ، ﺣﻴﺚ ﻣﻦ اﳌﻔﺘﺮض أن ﺗﻨﺰل ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ.
ﺛـﻤـﺔ اﻋـﺘـﻘـﺎد أن اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺗــﺪﺑــﻴــﺮ رﺳــﻤــﻲ إﻳـــﺮاﻧـــﻲ، وﻫـــﻮ ﻣﺎ ﺗــﺴــﻌــﻰ اﳌــﺤــﺎﻛــﻤــﺔ ﻟــﺘــﺒــﻴــﺎﻧــﻪ ﻋﺒﺮ ﺷﺨﺼﻴﺔ اﳌـﺘـﻬـﻢ اﻟـﺮﺋـﻴـﺴـﻲ أﺳـﺪ اﻟـــﻠـــﻪ أﺳـــــــﺪي. وﺣـــﺴـــﺐ اﳌــﺤــﺎﻣــﻲ ﺟـﻮرج ﻫﻨﺮي ﺑﻮﺗﻴﻪ، اﻟـﺬي ﻳﻤﺜﻞ اﻻدﻋـــــــــــﺎء اﳌــــــﺪﻧــــــﻲ، ﻓـــــــﺈن ﺗــﻔــﺠــﻴــﺮ
٠٠٥ ﻏــــﺮام ﻣــﻦ ﻣــــﺎدة ﺑﻴﺮوﻛﺴﻴﺪ اﻷﺳــــﻴــــﺘــــﻮن ﺷـــــﺪﻳـــــﺪة اﻻﻧـــﻔـــﺠـــﺎر اﳌـﻌـﺮوﻓـﺔ ﺑــ»ﺗـﻲ آي ﺗـﻲ ﺑــﻲ« ﻛﺎن ﺳﻴﻮﻗﻊ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ أوﻻ ﺑــﺴــﺒــﺐ اﻻﻧـــﻔـــﺠـــﺎر ﻧــﻔــﺴــﻪ، ﺛـﺎﻧـﻴـﴼ
ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻬﻠﻊ اﻟﺬي ﻛﺎن ﺳﻴﺘﺴﺒﺐ ﺑــــﻪ، وﻣــــﺎ ﻛــــﺎن ﺳــﻴــﻨــﺘــﺞ ﻋــﻨــﻪ ﻣـﻦ ﺗﺪاﻓﻊ. وﺧﻼﺻﺔ اﳌﺤﺎﻣﻲ اﳌﺬﻛﻮر أن ﻣﺎ ﺧﻄﻂ ﻟﻪ ﻳﻌﺪ »إرﻫﺎب دوﻟﺔ«. وﻗــــﺎل اﳌــﺤــﺎﻣــﻲ وﻟــﻴــﺎم ﺑـــــﻮردون، وﻫـــﻮ أﻳــﻀــﴼ أﺣـــﺪ وﻛــــﻼء اﻻدﻋــــﺎء اﳌﺪﻧﻲ »إﻧﻬﺎ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ«، ﻣـﻀـﻴـﻔـﴼ: »ﻫـــﺬه ﻫــﻲ اﳌـــﺮة اﻷوﻟـــﻰ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻒ ﻓﻲ ﻗﻔﺺ اﻻﺗﻬﺎم ﻧﻈﺎم اﳌــﻼﻟــﻲ ﻧـﻔـﺴـﻪ، وﻳـﺤـﻜـﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل دﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﻴﻪ اﳌﺰﻋﻮﻣﲔ«.
واﳌـﺤـﺎﻛـﻤـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗـﺠـﺮى ﻓﻲ ﻣــﺪﻳــﻨــﺔ أﻧـــﻔـــﺮس ﺗــﺤــﻔــﻞ ﺑــﺠــﻬــﺎت اﻻدﻋﺎء اﳌﺪﻧﻲ اﻟﺘﻲ ﻳﺼﻞ ﻋﺪدﻫﺎ إﻟﻰ ٥٢ ﺟﻬﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ، وﻛﻠﻬﺎ ﻣﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ اﳌﺤﻜﻤﺔ.
ﻣـــﻨـــﺬ اﻟــــﺒــــﺪاﻳــــﺔ، ﻛـــــﺎن ﻣــﻮﻗــﻒ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻟﻨﻔﻲ اﻟﻘﺎﻃﻊ ﻷي ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ، ﻻ ﺑﻞ إﻧﻬﺎ ﺗﺤﺪﺛﺖ ﻋـــﻦ »ﻣــــﺆاﻣــــﺮة« دﺑــﺮﺗــﻬــﺎ »ﺑــﻌــﺾ اﻟــﺪواﺋــﺮ« ﻟـﻺﺿـﺮار ﺑﻬﺎ ﻓـﻲ اﳌﻠﻒ اﻟﻨﻮوي. واﻟﺴﺆال اﳌﻄﺮوح اﻟﻴﻮم ﻳـﺘـﻨـﺎول ﻣــﺎ ﺗـﻨـﻮي ﻃــﻬــﺮان اﻟﻘﻴﺎم ﺑــﻪ إزاء ﺑـﻠـﺠـﻴـﻜـﺎ، وﻣـــﺎ إذا ﻛـﺎﻧـﺖ ﺗﺤﻀﺮ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ »ﺗــﺒــﺎدل« ﻣـﺎ ﻛﻤﺎ درﺟــــﺖ ﻋــﻠــﻰ ذﻟــــﻚ ﻣــﻨــﺬ ﺳــﻨــﻮات، وﻛﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﺣﺪﻳﺜﴼ ﺣﻴﺚ أﻃﻠﻘﺖ ﻃــﻬــﺮان ﺳـــﺮاح ﺑـﺎﺣـﺜـﺔ أﺳـﺘـﺮاﻟـﻴـﺔ ﺑــﺮﻳــﻄــﺎﻧــﻴــﺔ ﻛــﺎﻧــﺖ ﻣــﺴــﺠــﻮﻧــﺔ ﻓﻲ إﻳــﺮان ﺑﺘﻬﻤﺔ اﻟﺘﺠﺴﺲ ﻟﺤﺴﺎب إﺳﺮاﺋﻴﻞ، ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ إﻃﻼق ﺳﺮاح ﺛﻼﺛﺔ إﻳﺮاﻧﻴﲔ ﻣﺮﺗﺒﻄﲔ ﺑﻬﺠﻮم إرﻫـﺎﺑـﻲ ﻓﺎﺷﻞ ﻓﻲ ﺑﺎﻧﻜﻮك. وﻣﻦ اﳌﻘﺮر أن ﺗﺴﺘﻤﺮ اﳌﺤﺎﻛﻤﺔ ﻳﻮﻣﻲ اﻟﺠﻤﻌﺔ واﻟﺨﻤﻴﺲ اﳌﻘﺒﻠﲔ، ﻋﻠﻰ أن ﻳﺼﺪر اﻟﺤﻜﻢ ﻣﻄﻠﻊ ١٢٠٢.
ﻣﺤﺎﻣﻲ اﻻدﻋﺎء ﻗﺎل إن ﻣﺎ ﺧﻄﻂ ﻟﻪ ﻳﻌﺪ »إرﻫﺎب دوﻟﺔ«... وﰲ ﻗﻔﺺ اﻻﺗﻬﺎم ﻳﻘﻒ ﻧﻈﺎم اﳌﻼﻟﻲ ﻧﻔﺴﻪ
ﻃﻬﺮان ﻧﻔﺖ أي ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ وﲢﺪﺛﺖ ﻋﻦ »ﻣﺆاﻣﺮة« دﺑﺮﺗﻬﺎ »ﺑﻌﺾ اﻟﺪواﺋﺮ« ﻟﻺﺿﺮار ﺑﺎﳌﻠﻒ اﻟﻨﻮوي