ﻫﻞ أﻣﻴﺮﻛﺎ ﺟﺎﻫﺰة ﻟﻘﻴﺎدة اﻟﻌﺎﻟﻢ؟
ﺧـــــﻼل اﻟــﻜــﻠــﻤــﺔ اﻟـــﺘـــﻲ وﺟـــﻬـــﻬـــﺎ اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ اﳌﻨﺘﺨﺐ ﺟﻮزﻳﻒ ﺑﺎﻳﺪن إﻟﻰ اﻷﻣﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻋﻴﺪ اﻟﺸﻜﺮ، ﻧﻬﺎر اﻷرﺑﻌﺎء اﳌﻨﺼﺮم، اﺳﺘﻤﻊ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﻮن واﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺮﻣﺘﻪ إﻟﻰ رؤﻳﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻀﻲ ﺑﻀﺮورة رأب اﻟﺼﺪع ﺑــﲔ اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻴــﲔ، ﻋﻄﻔﴼ ﻋـﻠـﻰ ﺗﺼﺮﻳﺤﻪ ﺑـﺄن أﻣﻴﺮﻛﺎ ﺟﺎﻫﺰة ﻟﻘﻴﺎدة اﻟﻌﺎﻟﻢ، وأﻧﻬﺎ ﺗﺼﺒﺢ أﻛﺜﺮ ﻗﻮة ﺣﲔ ﺗﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﺣﻠﻔﺎﺋﻬﺎ.
وﻓﻲ وﻗﺖ ﺳﺎﺑﻖ ﺣﲔ ﻗﺪم ﺑﺎﻳﺪن ﺑﻌﻀﴼ ﻣﻦ أﻓــﺮاد إدارﺗــﻪ اﳌﺮﺗﻘﺒﺔ، أﻛـﺪ ﻧﻔﺲ اﳌﻌﻨﻰ، ﻣـﺸـﻴـﺮﴽ إﻟــﻰ أن ﻓـﺮﻳـﻘـﻪ ﻳﻌﻜﺲ ﻋـــﻮدة أﻣﻴﺮﻛﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ، وﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ أن ﺟﻌﻠﻬﺎ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺗﺮﻣﺐ ﻣﻨﻌﺰﻟﺔ ووﺣﻴﺪة، وأن أﻋﻀﺎء اﻟﻔﺮﻳﻖ ﺳـﻴـﻌـﻴـﺪون ﺑــﻨــﺎء اﻟــــﺮوح اﳌـﻌـﻨـﻮﻳـﺔ ﻟـﻠـﻮﻻﻳـﺎت اﳌــﺘــﺤــﺪة وﻳــﺒــﺜــﻮن اﻟـــﺘـــﻔـــﺎؤل ﻟــــﺪى اﻟــﺤــﻠــﻔــﺎء، ورﺑﻤﺎ اﳌﺼﻄﻠﺢ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﺧﺸﻲ ﺑﺎﻳﺪن ﻣﻦ اﻻﻗﺘﺮاب ﻣﻨﻪ، ﻫﻮ ﺗﻌﺒﻴﺮ »أﻣﻴﺮﻛﺎ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﻮق ﺟﺒﻞ«، اﻟﺬي ﻳﻤﺜﻞ ﻋﻤﻖ اﻹﻳﻤﺎن اﻟﺮؤﻳﻮي ﻟﻠﺪور اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﺣﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ.
ﺑـــﺪاﻳـــﺔ ﻧــﺘــﻤــﻨــﻰ ﻹدارة اﻟـــﺮﺋـــﻴـــﺲ ﺑــﺎﻳــﺪن ﻛـــﻞ اﻟــﺘــﻮﻓــﻴــﻖ، وأن ﺗــﻜــﻮن إدارة ﺗﺼﺎﻟﺤﻴﺔ وﺗﺴﺎﻣﺤﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺪاﺧﻞ واﻟﺨﺎرج، ﻏﻴﺮ أن واﻗﻊ اﻟﺤﺎل ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ اﻟﺘﺴﺎؤل ﻋﻤﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻹدارة ﺗﻤﺘﻠﻚ ﺣﺠﺮ اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ اﻟﺬي ﻳﺠﻴﺐ ﻋﻦ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ واﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻛﺎﻓﺔ، أم أن ﺣﻠﻢ ﻗﻴﺎدة اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﺘﺠﺎوز اﻟﻄﺮح اﻟﻴﻮﺗﻮﺑﻲ، إﻟﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﳌﺨﻄﻂ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ، وإن ﻛﺎن ﺑـﺄدوات ﻣﻐﺎﻳﺮة ﻋﻦ أدوات اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟــــــﺬي ﺧـــــﺮج ﻋــــﻦ ﺧــــﻂ اﻟــﻬــﻴــﻤــﻨــﺔ اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ اﳌﻄﻠﻮب واﳌﺮﻏﻮب... ﻣﺎذا ﻧﻌﻨﻲ ﺑﺬﻟﻚ؟
ﺧــﻼل ﺣـﺪﻳـﺚ ﻋـﻴـﺪ اﻟـﺸـﻜـﺮ ﺗـﻮﻗـﻒ ﺑـﺎﻳـﺪن ﻋﻨﺪ ﻓﻜﺮة ﺗﺮﺟﻊ إﻟﻰ أواﺧﺮ ﺗﺴﻌﻴﻨﺎت اﻟﻘﺮن اﳌﺎﺿﻲ، إذ أﻛﺪ أن اﻟﻘﺮن اﻟﺤﺎدي واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻳﺘﻮﺟﺐ أن ﻳﻜﻮن ﻗﺮﻧﴼ أﻣﻴﺮﻛﻴﴼ.
ﻛـﻠـﻤـﺎت ﺑــﺎﻳــﺪن ﻫــﻲ رﺟــﻊ ﺻــﺪى ﻟﻮﺛﻴﻘﺔ اﻟــﻘــﺮن اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻲ اﻟــﺘــﻲ ﺑــﻠــﻮرﻫــﺎ اﳌـﺤـﺎﻓـﻈـﻮن اﻟــﺠــﺪد ﻋـــﺎم ٧٩٩١. وﻛــــﺎن وﻻ ﻳــــﺰال اﻟـﻐـﺮض ﻣﻨﻬﺎ ﺻﺒﻎ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺼﺒﻐﺔ أﻣﻴﺮﻛﻴﺔ، وﻗﻄﻊ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻄﺒﻴﺔ اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ اﻟﻘﺎدﻣﺔ، وﻣﻨﻊ اﻟﻘﻴﺼﺮ اﻟﺮوﺳﻲ ﻣﻦ اﺳﺘﺮداد ﻗﻄﺒﻴﺘﻪ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺑﺪرﺟﺔ أو ﺑﺄﺧﺮى.
وﻣـــــﻊ ذﻟـــــﻚ وﺑـــﻌـــﻴـــﺪﴽ ﻋـــﻦ اﻟــﺘــﻔــﻜــﻴــﺮ اﻟـــﺬي ﻳــــــﺮاه اﻟــﺒــﻌــﺾ ﺗـــﺂﻣـــﺮﻳـــﴼ ﻟـــﻠـــﺘـــﺎرﻳـــﺦ، ﻓـــﻲ ﺣـﲔ أﻧــــﻪ اﺳــﺘــﺮاﺗــﻴــﺠــﻴــﺎت ﻣــﺮﺳــﻮﻣــﺔ وﻣـــﺪروﺳـــﺔ، أﻫﺪاﻓﻬﺎ ﻻ ﺗﻐﻴﺐ ﻋﻦ أﻋﲔ واﺿﻌﻬﺎ، وإن ﻟﻢ ﻳﻘﺪر ﻟﻪ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﺧﻄﻮط ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺔ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻠﺘﻒ ﻣﻦ ﺣﻮل اﻟﺘﻀﺎرﻳﺲ اﳌﺎﻧﻌﺔ، وﻳﺪور رﺑﻤﺎ ﻣﻊ اﻟﺰﻣﺎن، ﻟﻴﺼﻞ إﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﳌﺸﻬﺪ، ﻧﻘﻮل ﺑﻌﻴﺪﴽ ﻋﻦ ذﻟﻚ وﻣﻊ اﻓــﺘــﺮاض ﺣـﺴـﻦ اﻟـﻨـﻴـﺔ ﻋـﻨـﺪ ﺑــﺎﻳــﺪن وﻓـﺮﻳـﻘـﻪ، ﻳﺒﻘﻰ اﻟــﺘــﺴــﺎؤل؛ ﻫــﻞ اﻹدارة اﻟــﻘــﺎدﻣــﺔ، وﺑﻤﺎ ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺻﺨﺐ ﻗﺪ ﻳﺆﺛﺮ ﺑﺸﻜﻞ أو ﺑﺂﺧﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺮوﻋﻴﺘﻬﺎ، ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎدة اﻟﻌﺎﻟﻢ؟
ﺑـــﺪاﻳـــﺔ وﻣــــﻦ ﻏــﻴــﺮ ﺗــﻄــﻮﻳــﻞ ﻣـــﻤـــﻞ، ﻓــﺈﻧــﻨــﺎ ﻧــﺮى ﺑـﺎﻳـﺪن، وﻗــﺪ ﺗﺤﺪث ﻃـﻮﻳـﻼ ﻋـﻦ اﻟﺪاﺧﻞ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ، وﺣﺎﻟﻪ اﻟﻴﻮم ﻳﻐﻨﻲ ﻋﻦ ﺳﺆاﻟﻪ، وﻻ ﺳﻴﻤﺎ أن اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺟﺪﴽ، وأﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﻋﻦ ﻣﺠﺮد ﺳﺒﺎق اﻧﺘﺨﺎﺑﻲ.
رﺑﻤﺎ ﻳﺪرك ﺑﺎﻳﺪن وإدارﺗﻪ أن ﻫﻨﺎك ﺷﺮﺧﴼ ﺣﺪث ﻓﻲ ﺟﺪار اﻟﻨﺴﻴﺞ اﳌﺠﺘﻤﻌﻲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ، ذﻟﻚ أن اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﲔ اﻟﻴﻮم ﻓﻲ اﻧﺸﻘﺎق داﺧﻠﻲ ﺑﲔ ﻓﺮﻳﻘﲔ؛ اﻷول ﺿﺪ اﻟﺜﺎﻧﻲ، واﻷﺧﻴﺮ ﻳﺤﻤﻞ أﺣﻘﺎدﴽ ﻫﻮﻳﺎﺗﻴﺔ ﺿﺪ اﻷول.
اﻟـــﻔـــﺮﻳـــﻖ اﻷول ﻫــــﻢ أﺻــــﺤــــﺎب اﻟــﻌــﻨــﺼــﺮ اﻷﺑﻴﺾ اﻷﻧﻐﻠﻮﺳﺎﻛﺴﻮﻧﻲ اﻟﺒﺮوﺗﺴﺘﺎﻧﺘﻲ، أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ »اﻟﻮاﺳﺐ«، واﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺘﺒﺮون أﻧﻔﺴﻬﻢ أﺻﺤﺎب اﻟﺤﻖ اﻹﻟﻬﻲ ﻓﻲ أرض ﻛﻨﻌﺎن اﻟﺠﺪﻳﺪة أو أرض اﳌﻴﻌﺎد اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ.
واﻟــــﻔــــﺮﻳــــﻖ اﻵﺧـــــــﺮ ﻫــــﻢ اﻟــــﺬﻳــــﻦ ﻳـــﻌـــﺮﻓـــﻮن ﺑﺎﻟﺠﺎﻛﺴﻮﻧﻴﲔ ﻧﺴﺒﺔ إﻟــﻰ اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ أﻧــﺪرو ﺟــﺎﻛــﺴــﻮن، اﻟــﺮﺟــﻞ اﻟــــﺬي أﺛــــﺎر ﺷـﻐـﺒـﴼ ﻓﻜﺮﻳﴼ واﺳﻌﴼ وﻻ ﻳﺰال، ﻣﻦ ﺣﻴﺚ رﻓﺾ ﻓﻜﺮة أﻣﻴﺮﻛﺎ ﺑﻮﺗﻘﺔ اﻻﻧﺼﻬﺎر أو ﺣﺴﺎء اﻟﻄﻤﺎﻃﻢ، واﻟﻘﻮل ﺑﺄن أﻣﻴﺮﻛﺎ ﻓﺴﻴﻔﺴﺎء ﻣﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، وأﻧـﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﺎ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﺻﺎﺣﺒﺔ اﻟﻌﺮﻗﻴﺎت اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ.
ﻫـﺬا ﻫﻮ اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ اﻟــﺬي ﻳﻮاﺟﻪ وﻳﺠﺎﺑﻪ إدارة ﺑﺎﻳﺪن وﻫﻲ ﺗﺮى أن اﻟﻔﺎرق ﺑﲔ اﻟﺬﻳﻦ ﺻﻮﺗﻮا ﻟﻪ، وﻣﻦ اﻗﺘﺮع ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺗﺮﻣﺐ، ﻓﺎرق ﺿﺌﻴﻞ ﻳﻌﻜﺲ ﻣﺪى اﻟﺘﻤﺬﻫﺐ واﻟﺘﺤﺰب اﻟﻌﻘﺪي واﻟﻌﺮﻗﻲ وﻟﻴﺲ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﺤﺴﺐ.
واﻟـــﺜـــﺎﺑـــﺖ أﻧـــــﻪ ﻗـــﺒـــﻞ ﻛــﻠــﻤــﺔ ﻋـــﻴـــﺪ اﻟــﺸــﻜــﺮ وﺧـﻄـﺎب اﻟﺘﻌﻴﻴﻨﺎت اﻟـﺠـﺪﻳـﺪة ﻓـﻲ دﻳـﻼوﻳـﺮ، ﺣـــﺎول ﺑــﺎﻳــﺪن ﻋﺒﺮ ﻣﺠﻠﺔ اﻟـﻔـﻮرﻳـﻦ ﺑﻮﻟﻴﺴﻲ ﻓﻲ ﻋﺪدﻫﺎ اﻷﺧﻴﺮ، أﻛﺘﻮﺑﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻷول(/ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ(، ﻣﺸﺎﻏﺒﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﲔ واﻟﻌﺎﻟﻢ ﻋﺒﺮ ﻣﻘﺎل ﻳﺤﻤﻞ ﻧﻔﺲ اﻟﻌﻨﻮان: »ﳌﺎذا ﻋﻠﻰ أﻣﻴﺮﻛﺎ أن ﺗﻘﻮد ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ؟«.
اﻟـــﻌـــﻨـــﻮان ﻳــﺤــﻤــﻞ ﻓــﻜــﺮة اﻟــﺘــﻨــﺒــﺆات اﻟـﺘـﻲ ﺗﺴﻌﻰ ﻟﻔﺘﺢ ﻣﺴﺎراﺗﻬﺎ وﺗﻌﺒﻴﺪ ﻣﺴﺎﻗﺎﺗﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ، وﻛﺄﻧﻬﺎ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺎﻧﻌﺔ وﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺳـﻮى اﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻌﻬﺎ، ﺑﻞ رﺑﻤﺎ اﻟﺮﺿﻮخ ﻟﻬﺎ.
ﻓــﻲ ﺳــﻄــﻮره ﺧـﻠـﻂ ﺑــﺎﻳــﺪن ﺑــﲔ اﻟـﻘـﻮﺗـﲔ، اﻟـﻨـﺎﻋـﻤـﺔ واﻟــﺨــﺸــﻨــﺔ، ﻹﻇــﻬــﺎر أﻣــﻴــﺮﻛــﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ وﺣﺪﻫﺎ اﻟﻘﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺤﻠﻢ اﻟﻴﻮﺗﻮﺑﻲ وﻟـﻮ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ اﻟﺤﻠﻔﺎء، ﻣﻌﺘﺒﺮﴽ أﻧـﻪ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة أن ﺗﻘﻮد اﻟﻄﺮﻳﻖ، إذ ﻻ ﺗــﻮﺟــﺪ – ﺣـﺴـﺐ ﺗـﻌـﺒـﻴـﺮه – ﻗـــﻮة أﺧــﺮى ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻫﺬه اﻟﻘﺪرة.
ﺣـﺴـﻨـﴼ ﻛــﺘــﺐ اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ اﳌـﻨـﺘـﺨـﺐ ﺑــﺎﻳــﺪن، ﻟﻜﻦ ﻣﺤﺎﻣﻲ اﻟﺸﻴﻄﺎن ﻳﻘﻔﺰ ﻣﻦ ﺑﲔ ﺳﻄﻮره ﻣﺘﺴﺎﺋﻼ: »ﻛﻴﻒ ﻷﻣﻴﺮﻛﺎ أن ﺗﻘﻮد اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺟــﺪﻳــﺪ ﺑــﻌــﺪ إﺗــﻤــﺎم اﻧـﺴـﺤـﺎﺑـﻬـﺎ ﻣــﻦ ﻣـﻌـﺎﻫـﺪة اﻷﺟﻮاء اﳌﻔﺘﻮﺣﺔ، وﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﺎ اﻻﻧﺴﺤﺎب ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻫﺪة اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻟـﺼـﻮارﻳـﺦ اﻟﻘﺼﻴﺮة واﳌـــﺘـــﻮﺳـــﻄـــﺔ اﳌـــــــــﺪى، وﻛـــــﺬﻟـــــﻚ ﻣـــــﻦ ﻣــﻨــﻈــﻤــﺔ اﻟـﻴـﻮﻧـﻴـﺴـﻜـﻮ، وﻣــﻦ ﻣﺠﻠﺲ ﺣــﻘــﻮق اﻹﻧــﺴــﺎن اﻟــﺘــﺎﺑــﻊ ﻟـﻬـﻴـﺌـﺔ اﻷﻣــــﻢ اﳌــﺘــﺤــﺪة، وﻣـــﻦ ﺷــﺮاﻛــﺔ اﳌﺤﻴﻂ اﻟﻬﺎدي؟«.
ﻋﲔ ﺑﺎﻳﺪن وزﻳﺮ ﺧﺎرﺟﻴﺔ أوﺑﺎﻣﺎ اﻟﺴﺎﺑﻖ، ﺟـــﻮن ﻛــﻴــﺮي ﻣـﻤـﺜـﻼ ﺧــﺎﺻــﴼ ﻟــﺸــﺆون اﳌــﻨــﺎخ، وﺟــﻴــﺪ ﻓـﻌـﻞ اﻟــﺮﺟــﻞ، ﻟـﻜـﻦ اﻟـﺤـﻘـﻴـﻘـﺔ ﺗﻘﺘﻀﻲ اﻟﺒﺤﺚ ﻓﻴﻤﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻹدارة اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻟـﻮﻗـﻮف ﻓـﻲ وﺟــﻪ ﺟﻤﺎﻋﺔ اﻟﻜﺮﺑﻮن ﻓﻲ اﻟــﺪاﺧــﻞ اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻲ، وﻫــﻞ ﻳﻤﻜﻦ اﻟــﻌــﻮدة إﻟـﻰ اﺗـﻔـﺎﻗـﻴـﺎت اﳌــﻨــﺎخ، وﻻ ﺳﻴﻤﺎ اﺗــﻔــﺎق ﺑـﺎرﻳـﺲ، ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻮﻗﻮد اﻷﺣﻔﻮري.
ﺗﺘﺤﺪث اﻟﺴﻴﺪة ﻟﻴﻨﺪا ﺗﻮﻣﺎس ﻏﺮﻳﻨﻔﻴﻠﺪ، اﳌﺮﺷﺤﺔ ﻛﻤﻨﺪوب ﻟﺪى اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪ ﻋﻦ »ﻋﻮدة اﻟﺘﻌﺪدﻳﺔ اﻟﻘﻄﺒﻴﺔ واﻷدوات اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ إﻟﻰ ﺳﻤﺎء واﺷﻨﻄﻦ«، وﻫﺬا ﺧﻄﺎب ﺗﻨﻈﻴﺮي ﺟﻴﺪ، ﻟﻜﻦ أﻻ ﻳﺘﻌﺎرض ذﻟﻚ ﻣﻊ اﻟﺮؤﻳﺔ اﻟﻔﻮﻗﻴﺔ ﻟﺒﺎﻳﺪن ﻋﻦ ﻗﻴﺎدة أﻣﻴﺮﻛﺎ ﳌﺎ ﺳﻤﺎه ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ اﻟﺤﺮ...
اﻟـﺨـﻼﺻـﺔ... ﻓـﻜـﺮة اﻟﺠﺎﻫﺰﻳﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻟﻘﻴﺎدة اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺗﺒﺪو ﻣﺸﻜﻮﻛﴼ ﻓﻴﻬﺎ.