أﻧﻮر اﻟﺒﻨﻲ... ﺣﻘﻮﻗﻲ ﺳﻮري ﻗﻀﻰ وﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ٣٧ ﺳﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻮن
ﻗﺎل اﳌﺤﺎﻣﻲ اﻟﺴﻮري أﻧﻮر اﻟﺒﻨﻲ ﻟـ»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳــﻂ« إن ﻗــﺮار ﻣﺤﻜﻤﺔ أﳌـــﺎﻧـــﻴـــﺔ ﺑــﺴــﺠــﻦ ﻋــﻨــﺼــﺮ ﺳـــﺎﺑـــﻖ ﻓـﻲ اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات اﻟﺴﻮرﻳﺔ أرﺑﻊ ﺳﻨﻮات وﻧﺼﻒ اﻟﺴﻨﺔ »ﺗﺎرﻳﺨﻲ ﻷﻧﻬﺎ اﳌﺮة اﻷوﻟﻰ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺎﻛﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﺨﺺ ﻣﻦ ﻧﻈﺎم ﻻ ﻳﺰال ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻄﺔ«.
وأداﻧـــــــــــــــــﺖ ﻣــــﺤــــﻜــــﻤــــﺔ ﻛـــﻮﺑـــﻠـــﻨـــﺰ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ، اﻟﺴﻮري إﻳﺎد اﻟﻐﺮﻳﺐ )٤٤ ﻋﺎﻣﴼ( ﺑﺎﳌﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻋﺘﻘﺎل ﺛﻼﺛﲔ ﻣﺘﻈﺎﻫﺮﴽ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻓﻲ دوﻣﺎ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ دﻣﺸﻖ، ﻓﻲ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ )أﻳــﻠــﻮل( أو أﻛـﺘـﻮﺑـﺮ )ﺗـﺸـﺮﻳـﻦ اﻷول( ١١٠٢، وﻧـﻘـﻠـﻬـﻢ إﻟـــﻰ ﻣــﺮﻛــﺰ اﺣـﺘـﺠـﺎز
ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻼﺳﺘﺨﺒﺎرات.
وأﺧـــــﻔـــــﻰ اﻟــــﻐــــﺮﻳــــﺐ وﺟــــﻬــــﻪ ﻋــﻦ اﻟﻜﺎﻣﻴﺮات ﺑﻤﻠﻒ واﺳﺘﻤﻊ إﻟﻰ اﻟﺤﻜﻢ ﺑﺼﻤﺖ واﺿـﻌـﴼ ﻛﻤﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ وﺟﻬﻪ. وﺟـــﺎء ﺣـﻜـﻢ اﳌﺤﻜﻤﺔ أﻗــﻞ ﻣـﻤـﺎ ﻃﻠﺒﻪ اﻻدﻋﺎء وﻛﺎن اﻟﺴﺠﻦ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮات وﻧﺼﻒ اﻟﺴﻨﺔ.
وﻣــﻊ اﻗــﺘــﺮاب اﻟــﺬﻛــﺮى اﻟـﻌـﺎﺷـﺮة ﻻﻧـــﻄـــﻼق اﻻﻧــﺘــﻔــﺎﺿــﺔ اﻟـﺸـﻌـﺒـﻴـﺔ ﻓﻲ ﺳــﻮرﻳــﺎ ﻓــﻲ ٥١ ﻣــﺎرس )آذار( ١١٠٢، ﻫﺬه أول ﻣﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺗﺼﺪر ﻓﻴﻬﺎ ﻣـﺤـﻜـﻤـﺔ ﺣـﻜـﻤـﴼ ﻓــﻲ ﻗـﻀـﻴـﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻘﻤﻊ اﻟـﻮﺣـﺸـﻲ واﻟــﺪاﻣــﻲ ﻣــﻦ ﻗﺒﻞ دﻣﺸﻖ ﻟﻼﺣﺘﺠﺎﺟﺎت ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺤﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺟﺮت ﻓﻲ إﻃﺎر »اﻟﺮﺑﻴﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ«.
وإﻳــﺎد اﻟﻐﺮﻳﺐ )٤٤ ﻋﺎﻣﴼ( ﻣﺘﻬﻢ
ﺑﺎﻟﺘﻮاﻃﺆ ﻓﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﺿﺪ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ. وﻫـــﻮ ﻣـﺘـﻬـﻢ ﺑــﺎﳌــﺸــﺎرﻛــﺔ ﻓـــﻲ اﻋـﺘـﻘـﺎل وﺣﺒﺲ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ ﺛﻼﺛﲔ ﻣﺘﻈﺎﻫﺮﴽ ﻓﻲ دوﻣﺎ، ﻛﺒﺮى ﻣﺪن اﻟﻐﻮﻃﺔ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ دﻣﺸﻖ، ﻓﻲ ﻣﻌﺘﻘﻞ ﺳﺮي ﺗـﺎﺑـﻊ ﻟﻠﻨﻈﺎم وﻳﺴﻤﻰ »اﻟــﻔــﺮع ١٥٢« أو »اﻟﺨﻄﻴﺐ« ﻓﻲ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ وأﻛﺘﻮﺑﺮ ١١٠٢.
وﻫﻮ اﻷول ﺑﲔ ﻣﺘﻬﻤﲔ ﻳﻤﺜﻼن ﻣﻨﺬ ٣٢ أﺑﺮﻳﻞ )ﻧﻴﺴﺎن( أﻣﺎم اﳌﺤﻜﻤﺔ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﻛﻮﺑﻠﻨﺰ )ﻏﺮب(، اﻟــﺬﻳــﻦ ﻳــﺼــﺪر اﻟـﺤـﻜـﻢ ﺑـﺤـﻘـﻪ ﺑـﻌـﺪ أن اﺧﺘﺎر اﻟﻘﻀﺎة ﺗﻘﺴﻴﻢ اﻹﺟﺮاء ات إﻟﻰ ﻗﺴﻤﲔ. أﻣﺎ اﳌﺘﻬﻢ اﻟﺜﺎﻧﻲ أﻧﻮر رﺳﻼن )٨٥ ﻋـــﺎﻣـــﴼ(، ﻓـﻴـﻌـﺪ أﻛــﺜــﺮ أﻫــﻤــﻴــﺔ ﻓﻲ ﺟﻬﺎز اﻷﻣﻦ اﻟﺴﻮري اﻟﻮاﺳﻊ وﻣﻼﺣﻖ
ﺑﺘﻬﻤﺔ ارﺗﻜﺎب ﺟﺮاﺋﻢ ﺿﺪ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﺘﻞ ٨٥ ﺷﺨﺼﴼ وﺗﻌﺬﻳﺐ أرﺑﻌﺔ آﻻف ﻣﻌﺘﻘﻞ. وﻣـﻦ اﳌﺘﻮﻗﻊ أن ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﻫﺬا اﻟﻌﻘﻴﺪ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ أﻛﺘﻮﺑﺮ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ. وﺗﻮﻗﻊ اﻟـﺒـﻨـﻲ أن ﻳـﻜـﻮن اﻟـﺤـﻜـﻢ ﺿــﺪ رﺳــﻼن »أﻛﺒﺮ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﺑﺤﺠﻢ ﺟﺮاﺋﻤﻪ«.
وﻗـــﺎل اﳌـﺤـﺎﻣـﻲ اﻟــﺴــﻮري، اﻟــﺬي ﻟﻌﺐ دورﴽ ﻫـﻮ وزﻣـــﻼؤه ﻓـﻲ اﻹﻋــﺪاد ﻟـﻬـﺬا اﳌــﻠــﻒ، إن اﻟـﺤـﻜـﻢ ﺿــﺪ اﻟﻐﺮﻳﺐ »ﺗــــﺎرﻳــــﺨــــﻲ ﻟـــﺴـــﺒـــﺒـــﲔ: اﻷول، أول ﻣـــﺮة ﻓــﻲ اﻟــﺘــﺎرﻳــﺦ ﻳــــﺪان ﺷـﺨـﺺ ﻣﻦ اﻟــﻨــﻈــﺎم اﻟــــﺴــــﻮري ﺑـﺘـﺴـﻬـﻴـﻞ ﺟــﺮاﺋــﻢ ﺿـــﺪ اﻹﻧــﺴــﺎﻧــﻴــﺔ. اﻵﺧــــــﺮ، ﻷول ﻣــﺮة ﻓـﻲ اﻟـﺘـﺎرﻳـﺦ ﻳــﺪان ﺷﺨﺺ ﻣـﻦ ﻧﻈﺎم ﻻ ﻳــﺰال ﻓـﻲ اﻟﺴﻠﻄﺔ، إذ إﻧــﻪ ﻓـﻲ ﺗﻠﻚ اﻟــﺤــﺎﻻت ﻛـﺎﻧـﺖ اﻹداﻧـــﺔ ﺗﺤﺼﻞ ﺑﻌﺪ ﺳﻘﻮط اﻷﻧﻈﻤﺔ«.
وأﺿـﺎف أن ﻫﺬا ﺣﺼﻞ »ﺑﻔﻀﻞ ﺟــﻬــﻮد ﻛــﺒــﻴــﺮة ﻣـــﻦ ﺳـــﻮرﻳـــﲔ وﺛــﻘــﻮا اﻟــﺠــﺮاﺋــﻢ ﻣــﻨــﺬ ١١٠٢ ﺑــﺄﻓــﻀــﻞ وأدق أﻧــﻮاع اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ، ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﺗﺠﺎرب ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻛﺎن ﻳﺤﺼﻞ اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ ﻻﺣﻘﴼ. وﺣـﺼـﻞ أﻳـﻀـﴼ ﺑﻔﻀﻞ أﳌـﺎﻧـﻴـﺎ ودول أوروﺑـــﻴـــﺔ ﻟــﺪﻳــﻬــﺎ اﻟــﺸــﺠــﺎﻋــﺔ وﺗــﺆﻣــﻦ ﺑﻤﺒﺎدئ اﻟﻌﺪاﻟﺔ«.
وأﺷﺎر إﻟﻰ أن ﺗﻄﺒﻴﻖ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻛﻤﺘﻬﻤﺎ ﻣﺒﺪأ اﻟﻮﻻﻳﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ اﻟــﻌــﺎﳌــﻴــﺔ ﺳــﻤــﺢ ﺑـﻤـﺤـﺎﻛـﻤـﺔ ﻣﺮﺗﻜﺒﻲ أﺧـــﻄـــﺮ اﻟـــﺠـــﺮاﺋـــﻢ ﺑـــﻐـــﺾ اﻟــﻨــﻈــﺮ ﻋـﻦ ﺟﻨﺴﻴﺘﻬﻢ وﻣـﻜـﺎن ﺣــﺪوث اﻟﺠﺮاﺋﻢ، ﻻﻓﺘﴼ إﻟﻰ أن اﻟﺴﻮﻳﺪ واﻟﻨﺮوﻳﺞ أﻳﻀﴼ ﺳﻤﺤﺘﺎ ﺑﺬﻟﻚ.
واﻟــﺒــﻨــﻲ ﻫــﻮ ﻣــﺤــﺎم ﺳـــﻮري ﺑـﺪأ ﻣﻨﺬ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎت ﺑﺎﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻧﺸﻄﺎء وأﺷــﺨــﺎص ﺑﺼﺮف اﻟـــﻨـــﻈـــﺮ ﻋــــﻦ اﻧــﺘــﻤــﺎﺋــﻬــﻢ اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻲ. وأﻣﻀﻰ ﻫﻮ وأﻓــﺮاد ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ٣٧ ﺳﻨﺔ ﻓــﻲ ﺳــﺠــﻮن اﻟــﻨــﻈــﺎم اﻟـــﺴـــﻮري ﺑﺘﻬﻢ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ وﺣﻘﻮﻗﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ.
وﻣــــــــﺎذا ﻳــــﺮﻳــــﺪ اﻟـــﺒـــﻨـــﻲ؟ أﺟــــــﺎب: »أرﻳــــــﺪ ﺳـــﻮرﻳـــﺎ دﻳــﻤــﻘــﺮاﻃــﻴــﺔ ﻣـﺪﻧـﻴـﺔ ﺗﺤﺘﺮم ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن واﻟﻘﻴﻢ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ. وﻻ أرﻳﺪ أن ﻳﻌﻴﺶ أوﻻدي اﻟﺤﺎل اﻟﺬي ﻋﺸﺘﻪ أﻧﺎ«. وزاد: »ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻧﻈﺮ إﻟﻰ اﳌـﺮآة أرﻳـﺪ أن أرى ﺷﺨﺼﴼ أﺣﺘﺮﻣﻪ«.