ﻟﻘﺎح ﻣﻨﺎﻋﺔ ﻟﻠﻤﻤﺎﻧﻌﺔ!
ﻣﺎ زال ﻛﺒﺎر ﻛﺘﺎب اﻷﻋـﻤـﺪة ﻓﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻳــﺘــﺤــﺪﺛــﻮن ﻋـــﻦ أﺣـــــﺪث ﺻــﻔــﻘــﺔ ﺗـــﺒـــﺎدل ﺟــﺮت ﺑﻮﺳﺎﻃﺔ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺮوﺳﻲ ﻓﻼدﻳﻤﻴﺮ ﺑﻮﺗﲔ، اﻟﺘﻲ ﺑﻤﻘﺘﻀﺎﻫﺎ ﺗﻢ ﺗﺤﺮﻳﺮ راﻋﻴﲔ ﺳﻮرﻳﲔ ﻣﻦ اﻟﺴﺠﻮن اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺗﺤﺮﻳﺮ اﻟﻔﺘﺎة اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻏﺎﻣﺮت ﺑﺎﺧﺘﺮاق ﺳﻴﺎﺣﻲ ﻟﻠﺤﺪود وﻓﻖ ﻣﺒﺪأ... »ﻛﻠﻬﺎ ﺑﻼد اﻟﻠﻪ اﻟﻮاﺳﻌﺔ«.
ﺳـــــﻌـــــﺪت ﺷـــﺨـــﺼـــﻴـــﴼ ﺑــــﻨــــﺠــــﺎح اﻟـــﺼـــﻔـــﻘـــﺔ؛ وﺗــﺤــﺪﻳــﺪﴽ ﺑـﺤـﺼـﻮل اﻟــﺮاﻋــﻴــﲔ اﻟﺸﻘﻴﻘﲔ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮﻳﺔ، ﻣﻤﺎ ﻳﻔﺘﺢ ﺑﺎﺑﴼ ﻟﻠﺘﻔﺎؤل ﺑﻨﺠﺎح ﺻﻔﻘﺔ أﻛﺒﺮ ﺑﲔ »ﺣﻤﺎس« وإﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺳﻴﻜﻮن اﳌﺤﺮرون ﻓﻴﻬﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﺛﻨﲔ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ.
ﻛﺬﻟﻚ ﺳﺮﻧﻲ أن ﻳﺴﺘﺨﺪم ﻓﻲ اﻟﺼﻔﻘﺔ؛ ﻋﻠﻰ ﺗﻮاﺿﻌﻬﺎ، ﻟﻘﺎح »ﺳﺒﻮﺗﻨﻴﻚ« ﺛﻤﻨﴼ إﻧﺴﺎﻧﻴﴼ؛ أو ﻫﻜﺬا ﻳﻘﺎل، ﻟﻠﺘﺒﺎدل، ذﻟﻚ أن اﳌﺎل ذﻫﺐ إﻟﻰ ﺧﺰﻳﻨﺔ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ اﻟﺼﺪﻳﻘﺔ، واﻟﻠﻘﺎح ذﻫﺐ إﻟﻰ ﺑﻌﺾ أﺑﻨﺎء ﺟﻠﺪﺗﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﺮب اﻟﺴﻮرﻳﲔ، وﻻ ﻳﻬﻢ ﻛﺜﻴﺮﴽ إن ﻛﺎن اﳌﺒﻠﻎ ﻣﺘﻮاﺿﻌﴼ ﻛﻤﺎ ﻋﺮف )ﻣﻠﻴﻮن وﻧﺼﻒ اﳌﻠﻴﻮن دوﻻر(.
ﺳــــﺮوري ﺑـﻤـﺎ ﺟــﺮى ﻟــﻢ ﻳـﻘـﺎﺑـﻠـﻪ ﺳـــﺮور ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ ﻣﻦ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﲔ، وﻷن اﻟﺼﻔﻘﺔ ﺗﻤﺖ ﺑﲔ ﻳﺪي »ﻋﻴﺪ اﳌﺴﺎﺧﺮ«، اﻟﺬي ﻫﻮ ﻣﻦ أﻫﻢ اﻷﻋـﻴـﺎد اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ، ﻓﻘﺪ أﻟــﻒ ﻣﻨﺘﻘﺪو اﻟﺼﻔﻘﺔ ﻋﻨﻮاﻧﴼ ﻟﻬﺎ ﻳﻨﻄﻮي ﻋﻠﻰ ﻃﺮاﻓﺔ ﻻ ﺗﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﻟﺆم، واﻟـﻐـﺮض ﻣﻨﻪ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺣـﺮﻣـﺎن ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻤﺘﺎع ﺑﺈﻧﺠﺎزه وﻫﻮ ﻋﻠﻰ أﺑﻮاب اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻏﻴﺮ ﻣﻀﻤﻮﻧﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻪ، ذﻟﻚ أن اﻟﺮﺟﻞ ﺳﻮق ﳌــﺎ ﻓــﻌــﻞ ﻋــﻠــﻰ أﻧـــﻪ ﺛــﻤــﺮة ﺻــﺪاﻗــﺘــﻪ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﻘﻮﻳﺔ ﻣﻊ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﻮﺗﲔ ﻓﺄﻋﺎد ﻓﺘﺎة إﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ إﻟــﻰ أﺣـﻀـﺎن أﻫﻠﻬﺎ، ﺛـﻢ ﻣــﺎذا ﻳﻌﻨﻲ ﻓـﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺼﺮاع ﻣﻊ ﺳﻮرﻳﺎ إﻃﻼق ﺳﺮاح راﻋﻴﲔ دﺧﻼ ﺳﻌﻴﴼ وراء اﻟﻜﻸ ﻓﻲ أرض اﻟﺠﻮﻻن، ﻣﻊ أﻧﻬﻤﺎ ﻗﺪﻣﺎ أول اﻷﻣـﺮ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﻤﺎ رﺟﻼ اﺳﺘﺨﺒﺎرات ﻳﺘﺨﻔﻴﺎن ﺑﻤﻈﻬﺮ اﻟﺮﻋﺎة؟
ﻛــﺎن ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻨﺘﻨﻴﺎﻫﻮ أن ﻳﺤﺼﺪ ﻋﺸﺮات اﻷﺻﻮات أو اﳌﺌﺎت ﻟﻮ »ﻇﻞ اﻟﻄﺎﺑﻖ ﻣﺴﺘﻮرﴽ«؛ أي ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﺴﺮب أﺣﺪ اﳌﻄﻠﻌﲔ ﻋﻠﻰ ﺧﺒﺎﻳﺎ اﻟﺼﻔﻘﺔ ذﻟــﻚ اﻟﺒﻨﺪ اﻟـﺴـﺮي اﻟــﺬي ﻗﻠﺐ اﻷﻣــﺮ رأﺳــﴼ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺐ، وأدى إﻟﻰ أن ﻳﺤﺼﻞ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻒ راﺑــﻊ ﻳﻀﺎف إﻟــﻰ اﳌﻠﻔﺎت اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮي ﻣﺤﺎﻛﻤﺘﻪ ﺑﻬﺎ. واﻟﺮاﺑﻊ؛ وإن ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺳﺒﻴﻠﻪ إﻟﻰ اﻟﻘﻀﺎء، ﻗﺪ وﺟـﺪ اﻧﺘﺸﺎرﴽ واﺳﻌﴼ ﻓﻲ أوﺳـﺎط اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم، وﻋﻨﻮاﻧﻪ، وﻳﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻋﻨﻮان ﻣﺸﻮق وﻣﺜﻴﺮ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻮﺻﻒ ﺑـ »ﻋﻨﻮان اﳌﻮﺳﻢ«، ﻫﻮ: »ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ ﻳﺰود اﳌﻤﺎﻧﻌﺔ ﺑﻠﻘﺎح اﳌﻨﺎﻋﺔ«.
ﺗــﻌــﺮض اﻟـــﺮﺟـــﻞ اﻟـــﺤـــﺎذق؛ اﻟــــﺬي ﻳـﻮﺻـﻒ ﺑـ»اﻟﺴﺎﺣﺮ«، ﻹﺣﺮاج ﻣﺰدوج، وﺟﻬﻪ اﻷول أﻧﻪ زود اﻟﺨﺼﻢ ﺑﻠﻘﺎح ﺳﻴﺘﻌﺎﻃﺎه ﻣـﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮن ﻋــﻠــﻰ أﻃــﻘــﻢ اﳌـــﻀـــﺎدات اﻷرﺿـــﻴـــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗﻄﻠﻖ اﻟﺼﻮارﻳﺦ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺎﺋﺮات اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ اﳌﻐﻴﺮة، ﻓــﺈن ﻟـﻢ ﺗﺴﻘﻄﻬﺎ ﺗﺸﻮش ﻋﻠﻴﻬﺎ، وﻫــﺬا اﺗﻬﺎم وﺟﻬﻪ اﻟﺠﻨﺮاﻻت اﳌﺘﻌﺎﻃﻔﻮن ﻣﻊ ﻏﺎﻧﺘﺲ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺘﻬﻢ.
أﻣـــــﺎ اﻟــــﻮﺟــــﻪ اﻟـــﺜـــﺎﻧـــﻲ ﻟـــــﻺﺣـــــﺮاج، ﻓـــﻬـــﻮ أن ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ اﻟﺤﺎذق اﺿﻄﺮ ﻟﻠﻜﺬب وﻟﻴﺲ ﺑﺒﺮاﻋﺔ؛ ﺑﻞ ﺑﺴﺬاﺟﺔ ﻫـﺬه اﳌــﺮة، ﻓﺄﻧﻜﺮ أﻧـﻪ زود ﺳﻮرﻳﺎ ﺑﺎﻟﻠﻘﺎح، إﻻ إﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻨﻜﺮ أﻧﻪ دﻓﻊ ﺛﻤﻨﻪ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻗـــﺎم ﺑــﻮﺗــﲔ ﺑــﺈرﺳــﺎﻟــﻪ ﻟــﻠــﺴــﻮرﻳــﲔ، وﻛـــﺄن اﻷﻣــﺮ ﻣﺠﺮد ﺻﻔﻘﺔ ﺗﺠﺎرﻳﺔ ﻛﺎن ﺑﻮﺗﲔ اﻟﻮﺳﻴﻂ ﻓﻴﻬﺎ، وﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ داﻓﻊ اﻟﺜﻤﻦ، واﻟﺰﺑﻮن اﻟﺴﻮري ﻗﺒﺾ اﻟﻠﻘﺎح.
ﻓﻲ زﻣﻦ »ﻛﻮروﻧﺎ« ﻛﻞ ﺷﻲء ﺟﺎﺋﺰ، وﻛﻞ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﺤﺮﻣﴼ ﺻﺎر ﻣﺒﺎﺣﴼ؛ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ »أن ﻳﺰود ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ دوﻟﺔ اﳌﻤﺎﻧﻌﺔ ﺑﻠﻘﺎح اﳌﻨﺎﻋﺔ«، وﻻ ﻳﻀﺮ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ أن ﻳﻘﺪم ﻧﻔﺴﻪ ﻫﺬه اﳌﺮة ﻋﻠﻰ أﻧﻪ »اﻷم ﺗﻴﺮﻳﺰا« ﺑﻌﺪ أن وﺻﻒ اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ﻣﻦ أوﻟﻬﺎ إﻟﻰ آﺧﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ »ﻣﺤﺾ إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ«.