ﻣﺴﻴﺤﻴﻮ اﻟﻌﺮاق... ﺣﻴﺮة ﺑﲔ اﻟﺒﻘﺎء واﻟﺮﺣﻴﻞ
ﻻ ﻳﺘﻮﻗﻌﻮن أن ﺗﺘﻤﺨﺾ زﻳﺎرة اﻟﺒﺎﺑﺎ ﻋﻦ ﲢﺴﲔ أوﺿﺎﻋﻬﻢ
ﻻ ﺗـــــــــــﺰال ﻋـــــــﺒـــــــﺎرة »اﻟـــــــﺪوﻟـــــــﺔ اﻹﺳــــــﻼﻣــــــﻴــــــﺔ ﺑـــــﺎﻗـــــﻴـــــﺔ« ﻣـــﻜـــﺘـــﻮﺑـــﺔ ﺑـﺄﺣـﺮﻓـﻬـﺎ ﻛـﺎﻣـﻠـﺔ ﻋـﻠـﻰ ﺑـــﺎب ﻣﻨﺰل اﳌﺴﻴﺤﻲ اﻟـﻌـﺮاﻗـﻲ ذﻧـــﻮن ﻳﺤﻴﻰ؛ ﻛﺘﺒﻬﺎ اﳌــﺘــﺸــﺪدون اﻟــﺬﻳــﻦ اﺣﺘﻠﻮا ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻓﻲ اﳌﻮﺻﻞ ﺑﺸﻤﺎل اﻟﻌﺮاق ﻟــــﺜــــﻼث ﺳـــــﻨـــــﻮات ﻋـــﻨـــﺪﻣـــﺎ ﻛـــﺎﻧـــﻮا ﻳﺤﻜﻤﻮن اﳌﺪﻳﻨﺔ.
ﻳـﺮﻓـﺾ ﻳﺤﻴﻰ ﻣﺤﻮ اﻟﻌﺒﺎرة اﻧـــﻄـــﻼﻗـــﴼ ﻣــــﻦ رﻏـــﺒـــﺘـــﻪ ﻓــــﻲ إﻇـــﻬـــﺎر اﻟﺘﺤﺪي ﻟﻠﻤﺴﻠﺤﲔ اﻟﺬﻳﻦ ﻫﺰﻣﺘﻬﻢ اﻟﻘﻮات اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﳌﻄﺎف، وﻟﻠﺘﺬﻛﻴﺮ أﻳﻀﴼ ﺑﺄن وﺟﻮد اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ اﳌﺴﻴﺤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻮزع أﻓﺮادﻫﺎ ﻓﻲ أﻧﺤﺎء ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺮاق ﺑﺄﻋﺪاد آﺧﺬة ﻓﻲ اﻟﺘﻀﺎؤل ﻻ ﻳﺰال ﻣﻬﺪدﴽ.
ﻗﺎل اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺒﺎﻟﻎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ٩٥ ﻋﺎﻣﴼ، ﻓﻲ اﳌﻨﺰل اﻟﺬي اﺳﺘﺮده ﺑﻌﺪ ﻃﺮد ﺗﻨﻈﻴﻢ داﻋﺶ ﻓﻲ ٧١٠٢: »ﻟﻘﺪ ذﻫﺒﻮا. ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﻢ إﻳﺬاؤﻧﺎ، ﻟــﻜــﻦ ﻟــﻢ ﻳــﺒــﻖ ﻣــﻨــﺎ ﻛــﺜــﻴــﺮون؛ ﺟﻴﻞ اﻟﺸﺒﺎب ﻳﺮﻏﺒﻮن ﻓﻲ اﻟﺮﺣﻴﻞ«.
وﺣـــــﺴـــــﺐ ﺗـــــﻘـــــﺎرﻳـــــﺮ ﻟــــﻮﻛــــﺎﻟــــﺔ »روﻳــﺘــﺮز«، ﺳﻴﻜﻮن اﻟﺨﻴﺎر اﻟـﺬي ﻳﻮاﺟﻪ ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻣﻦ ﻣﺴﻴﺤﻴﻲ اﻟﻌﺮاق ﺑﲔ اﻟﺒﻘﺎء واﻟﺮﺣﻴﻞ ﺣﺎﺿﺮﴽ ﺑﻘﻮة ﻓﻲ أﺛﻨﺎء أول زﻳﺎرة ﻳﻘﻮم ﺑﻬﺎ ﺑﺎﺑﺎ اﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎن ﻟـﻠـﻌـﺮاق ﻋﻠﻰ اﻹﻃــﻼق. وﺗﺴﺘﻤﺮ رﺣـﻠـﺔ اﻟـﺒـﺎﺑـﺎ ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﺨﺎﻣﺲ إﻟﻰ اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻣﻦ ﻣﺎرس )آذار(، وﺳـﺘـﻜـﻮن اﳌــﻮﺻــﻞ إﺣــﺪى ﻣﺤﻄﺎﺗﻬﺎ.
وﻗﺪ ﺑﺎع ﻳﺤﻴﻰ ورﺷﺔ أﺷﻐﺎل ﻣﻌﺪﻧﻴﺔ ﺗﻤﻠﻜﻬﺎ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻛﻲ ﻳﺪﻓﻊ ﻓـــﺪﻳـــﺔ ﻋــــﻦ ﺷــﻘــﻴــﻘــﻪ اﻟـــــــﺬي ﺧـﻄـﻔـﻪ ﻣﺴﻠﺤﻮ ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﻘﺎﻋﺪة ﻓﻲ ٤٠٠٢، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن اﳌﺴﻴﺤﻴﻮن ﻳﺘﻌﺮﺿﻮن ﻟــﻠــﺨــﻄــﻒ واﻹﻋــــــــــــﺪام. وﻣـــﻨـــﺬ ذﻟـــﻚ اﻟــﺤــﲔ، ﺗـﺤـﻮل ﻳﺤﻴﻰ إﻟــﻰ ﺷﺎﻫﺪ ﻋــﻠــﻰ اﻟـــﺮﺣـــﻴـــﻞ، إذ رأى أﺷـــﻘـــﺎءه ﻳﺴﺎﻓﺮون إﻟﻰ دول أﺟﻨﺒﻴﺔ، ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﺮاﺟﻊ اﻟﻌﻤﻞ وﻳﺸﺢ اﻟـﺪﺧـﻞ ﻓﻲ اﻟــﻌــﺮاق. وﻣــﻦ ﺑـﲔ ٠٢ ﻣـﻦ اﻷﻗــﺎرب ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻓﻲ اﻟﺤﻲ، ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﺳﻮى ﻳﺤﻴﻰ وﻋﺎﺋﻠﺘﻪ اﳌﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ ٦ أﻓﺮاد.
وﻗـــــــﺪ ﻋـــﺼـــﻔـــﺖ اﺿــــﻄــــﺮاﺑــــﺎت ﺑــﻤــﺴــﻴــﺤــﻴــﻲ اﻟـــــﻌـــــﺮاق ﻋـــﻠـــﻰ ﻣـــﺪى
ﻗــــــــــــــﺮون، ﻟـــــﻜـــــﻦ ﻣــــــﻮﺟــــــﺔ اﻟــــــﻨــــــﺰوح اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻟــﻢ ﺗـﺒـﺪأ إﻻ ﺑﻌﺪ اﻟﻐﺰو اﻟــﺬي ﻗﺎدﺗﻪ اﻟـﻮﻻﻳـﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻓﻲ ٣٠٠٢، وﺗــﺴــﺎرﻋــﺖ وﺗــﻴــﺮﺗــﻬــﺎ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺗﻨﻈﻴﻢ داﻋﺶ اﻟﺬي ﻟﻢ ﺗﻔﺮق وﺣﺸﻴﺘﻪ ﺑﲔ اﻷﻗﻠﻴﺎت واﳌﺴﻠﻤﲔ. وﻏـــﺎدر ﻣـﺌـﺎت اﻵﻻف إﻟــﻰ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﳌﺠﺎورة وإﻟﻰ اﻟﺪول اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ.
وﻋﺒﺮ ﺳﻬﻞ ﻧﻴﻨﻮى ﻓﻲ ﺷﻤﺎل اﻟـــﻌـــﺮاق، وﻫـــﻮ ﻣــﻮﻃــﻦ ﻟـﺒـﻌـﺾ ﻣﻦ أﻗﺪم اﻟﻜﻨﺎﺋﺲ واﻷدﻳﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻳﻌﻴﺶ أﻏـﻠـﺐ اﳌﺴﻴﺤﻴﲔ اﻟﺒﺎﻗﲔ ﻧﺎزﺣﲔ ﻓﻲ ﻗﺮى ﺳﻘﻄﺖ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻓﻲ ﻗﺒﻀﺔ »داﻋــﺶ« ﻓﻲ ٤١٠٢، أو داﺧــﻞ ﺟﻴﻮب ﻓـﻲ ﻣــﺪن أﻛـﺒـﺮ، ﻣﺜﻞ اﳌﻮﺻﻞ واﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻜﺮدﻳﺔ اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ.
واﻧــــﺘــــﻬــــﻰ ﺣـــﻜـــﻢ اﳌـــﺘـــﺸـــﺪدﻳـــﻦ اﻟــﺬﻳــﻦ اﺗـــﺨـــﺬوا اﳌــﻮﺻــﻞ ﻋـﺎﺻـﻤـﺔ ﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻘﺮب ﻣﻦ ﺛﻠﺚ أراﺿﻲ اﻟــــﻌــــﺮاق ﻓـــﻲ ٧١٠٢، ﺑــﻌــﺪ ﻣــﻌــﺮﻛــﺔ ﻣﺪﻣﺮة ﻣﻊ ﻗﻮات اﻷﻣﻦ، ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺰال اﻟﺪﻣﺎر اﳌﺎدي واﻟﺨﺮاب اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻣﺎﺛﻼ ﻟﻠﻌﻴﺎن. وﺗﻮاﺟﻪ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ ﺻﻌﻮﺑﺎت ﻓﻲ إﻋﺎدة ﺑﻨﺎء اﳌــﻨــﺎﻃــﻖ اﻟـــﺘـــﻲ دﻣــﺮﺗــﻬــﺎ اﻟـــﺤـــﺮب، وﺗـــﺘـــﻨـــﺎﻓـــﺲ ﺟــــﻤــــﺎﻋــــﺎت ﻣــﺴــﻠــﺤــﺔ ﺧﺎرﺟﺔ ﻋﻦ ﺳﻴﻄﺮة اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرض واﳌـــﻮارد، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟـﻚ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻗﻞ اﳌﺴﻴﺤﻴﲔ.
ﻳـﻘـﻮل اﳌﺴﻴﺤﻴﻮن إﻧـﻬـﻢ أﻣـﺎم ﻣﻌﻀﻠﺔ: إﻣﺎ اﻟﻌﻮدة إﻟﻰ ﻣﻨﺎزﻟﻬﻢ اﳌــــﺪﻣــــﺮة وإﻣــــــﺎ إﻋـــــــﺎدة ﺗـﻮﻃـﻴـﻨـﻬـﻢ ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ أﺧــﺮى ﻓﻲ اﻟـﻌـﺮاق وإﻣﺎ اﻟـﻬـﺠـﺮة ﻣـﻦ ﺑﻠﺪ أﺛﺒﺘﺖ اﻟﺘﺠﺎرب أﻧــﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺣﻤﺎﻳﺘﻬﻢ. وﻗــﺎل اﻟﻜﺎردﻳﻨﺎل ﻟﻮﻳﺲ ﺳﺎﻛﻮ، رﺋﻴﺲ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﻜﻠﺪاﻧﻴﺔ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴﺔ ﻓـــﻲ اﻟــــﻌــــﺮاق: »ﻓــــﻲ ٤١٠٢، اﻋـﺘـﻘـﺪ اﳌﺴﻴﺤﻴﻮن أن ﻧﺰوﺣﻬﻢ ﺳﻴﺴﺘﻤﺮ ﺑﻀﻌﺔ أﻳـﺎم ﻓﺤﺴﺐ، ﻟﻜﻨﻪ اﺳﺘﻤﺮ ٣ ﺳــــﻨــــﻮات. ﻓــﻘــﺪ ﻛـــﺜـــﻴـــﺮون اﻷﻣـــﻞ وﻫﺎﺟﺮوا؛ ﻻ أﻣﻦ وﻻ اﺳﺘﻘﺮار«.
وﻳـــﻘـــﺪر ﻋـــﺪد اﳌـﺴـﻴـﺤـﻴـﲔ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق ﺑﻨﺤﻮ ٠٠٣ أﻟﻒ، أي ٠٢ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻓﺤﺴﺐ ﻣﻦ ﻣﻠﻴﻮن وﻧﺼﻒ اﳌـــﻠـــﻴـــﻮن ﻣــﺴــﻴــﺤــﻲ اﻟــــﺬﻳــــﻦ ﻛــﺎﻧــﻮا ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻓﻲ اﻟﺒﻼد ﻗﺒﻞ اﻟﻐﺰو اﻟﺬي أﻃــــﺎح ﺑــﺼــﺪام ﺣــﺴــﲔ ﻓــﻲ ٣٠٠٢. ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻨﻌﻤﻮن ﺑﺎﻟﺘﺴﺎﻣﺢ وﺣﺴﻦ اﳌﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺣﻜﻢ ﺻﺪام، ﻟﻜﻨﻬﻢ أﺻﺒﺤﻮا أﻫـﺪاﻓـﴼ ﻟﻌﻤﻠﻴﺎت ﺧﻄﻒ وﻗــﺘــﻞ ﻓــﻲ اﻟـﻌـﻨـﻒ اﻟـﻄـﺎﺋـﻔـﻲ اﻟــﺬي ﺗﻔﺠﺮ ﻣﻨﺬ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻌﻘﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﺤﺎدي واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ.
وﻣــــﻦ اﳌـــﻘـــﺮر أن ﻳــﻘــﻮم اﻟــﺒــﺎﺑــﺎ ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ ﺑﺰﻳﺎرة ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻟﻠﻌﺮاق اﺳﺘﻌﺼﺖ ﻋﻠﻰ أﺳﻼﻓﻪ اﻟﺴﺎﺑﻘﲔ. وﺳﻴﺼﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺿﺤﺎﻳﺎ اﻟﺼﺮاع ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻊ ﺑﺎﳌﻮﺻﻞ دﻣﺮت ﻛﻨﺎﺋﺴﻪ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ اﻟﺘﻲ اﺗﺨﺬ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻨﻈﻴﻢ داﻋﺶ ﻣﻘﺮﴽ ﳌﺤﺎﻛﻤﻪ.
ﻳــﺮﺣــﺐ اﳌــﺴــﻴــﺤــﻴــﻮن ﺑــﺰﻳــﺎرة اﻟــﺒــﺎﺑــﺎ، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻻ ﻳـﻌـﺘـﻘـﺪون أﻧﻬﺎ ﺳﺘﺘﻤﺨﺾ ﻋــﻦ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻟﺘﺤﺴﲔ أوﺿﺎﻋﻬﻢ. ﻳﻘﻮل ﻳﺤﻴﻰ: »اﻟﺒﺎﺑﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻨﺎ... اﻟﻌﻮن ﻣﻦ اﻟﺮب وﺣﺪه«.
ﻋــــﺎﺋــــﻠــــﺔ ﻳـــﺤـــﻴـــﻰ اﻟـــــﺘـــــﻲ ﻓــــﺮت إﻟـــﻰ إﻗـﻠـﻴـﻢ ﻛــﺮدﺳــﺘــﺎن ﺧـــﻼل ﺣﻜﻢ »داﻋﺶ« واﺣﺪة ﻣﻦ ﺑﻀﻊ ﻋﺸﺮات ﻣﻦ اﻷﺳﺮ اﻟﺘﻲ ﻋﺎدت إﻟﻰ اﳌﻮﺻﻞ ﻣـــﻦ اﻟـــﺴـــﻜـــﺎن اﳌــﺴــﻴــﺤــﻴــﲔ اﻟــﺒــﺎﻟــﻎ ﻋـــــﺪدﻫـــــﻢ ﻧـــﺤـــﻮ ٠٥ أﻟـــــﻔـــــﴼ، ﺣــﺴــﺐ ﺗﻘﺪﻳﺮات رﺟﺎل دﻳﻦ ﻣﺤﻠﻴﲔ.
وﻳــــــﻘــــــﺪم اﺑــــــﻨــــــﺎه اﳌـــــﺮاﻫـــــﻘـــــﺎن اﳌــﺴــﺎﻋــﺪة ﻓــﻲ اﻟـﻜـﻨـﻴـﺴـﺔ اﳌـﺤـﻠـﻴـﺔ، وﻫـــــﻲ اﻟــﻜــﻨــﻴــﺴــﺔ اﻟـــﻮﺣـــﻴـــﺪة اﻟــﺘــﻲ رﻣﻤﺖ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻓﻲ اﳌﻮﺻﻞ، واﻟﺘﻲ ﻳﺼﻞ ﻋــﺪد اﻟـﺤـﺎﺿـﺮﻳـﻦ ﻓﻴﻬﺎ إﻟﻰ ﻧﺤﻮ ﻧﺼﻒ ﻃﺎﻗﺘﻬﺎ اﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ أﻳﺎم اﻷﺣﺪ. وﻻ ﻳﺠﺪ اﺑﻨﻪ اﻷﻛﺒﺮ ﻓـــﺮاس ﻋــﻤــﻼ أﻛــﺜــﺮ ﻣــﻦ ﻳـــﻮم واﺣــﺪ ﻓﻲ اﻷﺳـﺒـﻮع، وﻻ ﻳـﺮى ﻟﻨﻔﺴﻪ أي ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻓـﻲ اﳌـﻮﺻـﻞ، ﺛﺎﻧﻲ أﻛﺒﺮ ﻣــﺪﻳــﻨــﺔ ﻓــﻲ اﻟـــﻌـــﺮاق، وﻳـــﻘـــﻮل: »ﻟــﻮ أردت اﻟـــﺰواج، ﺳﺄﺿﻄﺮ ﻟﻠﺮﺣﻴﻞ. ﻓـــﺎﳌـــﺴـــﻴـــﺤــﻴـــﺎت ﻫـــﻨـــﺎ ﻧــــﺰﺣــــﻦ إﻟـــﻰ ﻣـــﻨـــﺎﻃـــﻖ أﺧــــــــﺮى، وﻻ ﻳـــﺮﻏـــﱭ ﻓـﻲ اﻟـــﻌـــﻮدة؛ أﻓــﻀــﻞ ﺷـــﻲء ﻫــﻮ اﻟﺴﻔﺮ ﻟﻠﻐﺮب«.
وﺗـــﻔـــﺨـــﺮ ﺑــــﻠــــﺪة اﻟـــﺤـــﻤـــﺪاﻧـــﻴـــﺔ اﳌﺴﻴﺤﻴﺔ اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﺑﻮﺟﻮد ﻓﺼﻴﻞ ﻣﺴﻠﺢ ﻣﻦ أﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻳﻘﻮل ﻣﺴﺆوﻟﻮن ﻣـــﺤـــﻠـــﻴـــﻮن إن وﺟـــــــــﻮده ﺿــــــﺮورة ﺑـﺴـﺒـﺐ اﻧــﺘــﺸــﺎر ﻓــﺼــﺎﺋــﻞ ﺷﻴﻌﻴﺔ ﺷـﺒـﻪ ﻋـﺴـﻜـﺮﻳـﺔ ﺗـﺴـﻌـﻰ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮة ﻋـﻠـﻰ اﻷرض، وﻣـﻘـﺎﺗـﻠـﻲ »داﻋـــﺶ« اﻟـــــﺬﻳـــــﻦ ﻣـــــﺎ زاﻟــــــــــﻮا ﻳـــﻜـــﻤـــﻨـــﻮن ﻓــﻲ ﻣﺨﺎﺑﺊ ﺑﺸﻤﺎل اﻟﻌﺮاق. وﻗﺎل زﻋﻴﻢ ﻟﻠﻔﺼﻴﻞ اﳌﺴﻠﺢ اﳌﺤﻠﻲ، ﻃﻠﺐ ﻋﺪم ﻧـﺸـﺮ اﺳــﻤــﻪ: »ﻟـــﻮﻻ وﺟـــﻮد ﻓﺼﻴﻞ ﻣﺴﻴﺤﻲ ﻣﺴﻠﺢ ﻫﻨﺎ، ﻣﺎ ﻋﺎد أﺣﺪ. ﳌــﺎذا ﻧﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻗــﻮات ﺧﺎرﺟﻴﺔ ﻟﺤﻤﺎﻳﺘﻨﺎ؟!«.
وﻓــــﻲ اﻟــﻘــﺮﻳــﺔ اﳌــــﺠــــﺎورة، ﻗــﺎل اﻟـــــﻜـــــﺎردﻳـــــﻨـــــﺎل ﺳــــﺎﻛــــﻮ إن ﻣــﻌــﻈــﻢ اﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻋـﺎﺟـﺰون ﻋﻦ اﻟﻌﻮدة، أو ﻏــﻴــﺮ راﻏــﺒــﲔ ﻓــﻴــﻬــﺎ، ﺧــﻮﻓــﴼ ﻣﻦ اﻟﻔﺼﺎﺋﻞ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ اﳌﺤﻠﻴﺔ، وﻷن ﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺗﻬﻢ اﺷﺘﺮاﻫﺎ آﺧــﺮون ﻏﻴﺮ ﻣـﺴـﻴـﺤـﻴـﲔ ﻓـــﻲ ﻏــﻴــﺎﺑــﻬــﻢ. وأﺑــــﺪى ﺑﻌﻀﻬﻢ رﻏـﺒـﺔ ﻓـﻲ اﻻﺳـﺘـﻘـﺮار ﻓﻲ اﻟﺤﻤﺪاﻧﻴﺔ، ﻟﻜﻦ ﻣﺴﺆوﻟﲔ ﻣﺤﻠﻴﲔ ﻳﺮﻓﻀﻮن ﻫـﺬا ﺑﺸﻜﻞ ﻋـﺎم، ﺧﺸﻴﺔ أن ﻳـﺘـﺮﺗـﺐ ﻋـﻠـﻴـﻪ إﺿــﻌــﺎف وﺟــﻮد اﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق. وﻗﺎل ﻗﺎﺋﻢ ﻣــﻘــﺎم ﻗــﻀــﺎء اﻟــﺤــﻤــﺪاﻧــﻴــﺔ، ﻋـﺼـﺎم دﻋـــﺒـــﻮل: »إذا اﻧــﺘــﻘــﻞ اﻟـــﻨـــﺎس إﻟــﻰ ﻫﻨﺎ ﻣﻦ ﻗﺮاﻫﻢ، ﻓﺈن ذﻟﻚ ﻳﻔﺮغ ﺗﻠﻚ اﳌﻨﺎﻃﻖ ﻣﻦ اﳌﺴﻴﺤﻴﲔ«، وأﺿﺎف: »ﻫـــﺬا ﻳـﻬـﺪد وﺟــﻮدﻧــﺎ ﻓــﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻋﺸﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ اﻷﺟﻴﺎل«.