ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ اﻟﺮاﻋﻲ ﺑﺈﺣﻴﺎء ﻣﺸﺮوع اﻟﺪوﻟﺔ ﺗﺤﺮج اﻟﺜﻨﺎﺋﻲ ﻋﻮن و»ﺣﺰب اﻟﻠﻪ«
ﺷـــــﺪد ﻗــﻄــﺐ ﺳــﻴــﺎﺳــﻲ ﻟـﺒـﻨـﺎﻧـﻲ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ »ﻣﻦ ﻏﻴﺮ اﻟﺠﺎﺋﺰ« اﻋﺘﺒﺎر أن ﻣﺎ أورده اﻟﺒﻄﺮﻳﺮك اﳌﺎروﻧﻲ ﺑﺸﺎرة اﻟـــﺮاﻋـــﻲ ﻓـــﻲ ﺧــﻄــﺎﺑــﻪ أﻣــــﺎم اﻟــﺤــﺸــﻮد اﻟﺘﻲ زﺣﻔﺖ إﻟﻰ اﻟﺼﺮح اﻟﺒﻄﺮﻳﺮﻛﻲ ﻓـﻲ ﺑﻜﺮﻛﻲ ﺗﻀﺎﻣﻨﴼ ﻣـﻊ دﻋـﻮﺗـﻪ إﻟﻰ ﺣﻴﺎد ﻟﺒﻨﺎن وﻣﻄﺎﻟﺒﺘﻪ ﺑﻌﻘﺪ ﻣﺆﺗﻤﺮ دوﻟﻲ ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة، ﺳﻴﺒﻘﻰ ﻓﻲ ﺣﺪود ﺗﺴﺠﻴﻞ اﳌﻮاﻗﻒ وﻟﻦ ﺗﻜﻮن ﻟﻪ ﻣﻦ ﺗﺪاﻋﻴﺎت ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻞ اﻟﻮﺿﻊ ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪ.
وأﻛـﺪ ﻟـ»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳــﻂ« أن ﻣﺎ ﻃﺮﺣﻪ اﻟﺮاﻋﻲ »ﺳﻴﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺎوﻟﺔ وإن ﻛﺎن ﻳﺘﻌﺬر ﺣﺎﻟﻴﴼ ﺗﺪوﻳﻞ اﻷزﻣﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻻﻋﺘﺒﺎرات ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻔﺎوت اﳌــﻮاﻗــﻒ ﻓــﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣـــﻦ اﻟــﺪوﻟــﻲ، وﺗﺤﺪﻳﺪﴽ ﺑـﲔ اﻟــﺪول ذات اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ اﻟﺪاﺋﻤﺔ«.
وﻟـﻔـﺖ اﻟﻘﻄﺐ اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻲ، اﻟـﺬي ﻓﻀﻞ ﻋﺪم ذﻛﺮ اﺳﻤﻪ، إﻟﻰ أن اﻟﻌﻨﻮان اﻟـﻜـﺒـﻴـﺮ ﻟـﺨـﻄـﺎب اﻟــﺮاﻋــﻲ »ﻳـﻜـﻤـﻦ ﻓﻲ
ﺿـــــﺮورة اﺳــــﺘــــﺮداد ﻣـــﺸـــﺮوع اﻟــﺪوﻟــﺔ اﻟــــﺬي ﻳــﺸــﻜــﻞ ﻧـﻘـﻄـﺔ ارﺗـــﻜـــﺎز ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋــﻦ اﻟـﺤـﻠـﻮل ﻟﻠﻤﺸﻜﻼت واﻟـﺸـﻮاﺋـﺐ اﻟــﺘــﻲ ﺗـﻌـﻴـﻖ اﺳــــﺘــــﺮداده«، ﻻﻓــﺘــﴼ إﻟــﻰ أن ﻣـــﺎ أورده »ﻳــﻠــﻘــﻰ ﺗــﺄﻳــﻴــﺪﴽ ﻋـﺮﺑـﻴـﴼ ودوﻟـــــﻴـــــﴼ وﻳـــﻤـــﻜـــﻦ ﺗــﻮﻇــﻴــﻔــﻪ ﻛـــﻮرﻗـــﺔ ﺿﻐﻂ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻟﺮﻓﻊ اﻟﺸﺮوط اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗــﺰال ﺗﺆﺧﺮ ﺗﺸﻜﻴﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ووﻗﻒ اﻻﺳﺘﻘﻮاء ﺑﺎﻟﺨﺎرج ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ، ﺧﺼﻮﺻﴼ أن اﻟﺮﻫﺎن ﻋﻠﻰ اﳌـــﺒـــﺎدرة اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـﻴـﺔ ﻛـﻤـﻤـﺮ إﺟــﺒــﺎري ﻹﻧـــﻘـــﺎذ ﻟــﺒــﻨــﺎن واﻧـــﺘـــﺸـــﺎﻟـــﻪ ﻣـــﻦ ﻗـﻌـﺮ اﻻﻧﻬﻴﺎر اﻟﺸﺎﻣﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ إﻻ وﺟﻪ ﻣﻦ وﺟﻮه اﻟﺘﺪوﻳﻞ«.
ورأى أن اﳌـــــﺒـــــﺎدرة اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻴــﺔ ﺗﺤﻈﻰ ﺑﺘﺄﻳﻴﺪ أوروﺑﻲ وﻻ ﺗﺘﻌﺎرض ﻣﻊ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺑﻌﺪ أن أﻋﺎدت اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻔﻬﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻮر اﻧﺘﺨﺎب ﺟــﻮ ﺑــﺎﻳــﺪن. وﻗـــﺎل إﻧــﻬــﺎ ﺗـﺘـﻨـﺎﻏـﻢ ﻣﻊ ﻣﻮﻗﻒ اﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎن ﺑﺨﻼف ﻣﺎ ﻳﺸﻴﻌﻪ ﻣـــﻦ ﺣـــﲔ ﻵﺧــــﺮ اﻟـــﻔـــﺮﻳـــﻖ اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻲ اﳌـﺤـﺴـﻮب ﻋـﻠـﻰ رﺋـﻴـﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻣﻴﺸﺎل ﻋﻮن ورﺋﻴﺲ »اﻟﺘﻴﺎر اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﺤﺮ« اﻟﻨﺎﺋﺐ ﺟﺒﺮان ﺑﺎﺳﻴﻞ، وإﻻ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﺮاﻋﻲ ﻣﻀﻄﺮﴽ ﻟﺘﻮﺟﻴﻪ اﻟﺸﻜﺮ ﻣﺮارﴽ إﻟﻰ اﻟﺒﺎﺑﺎ ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻔﻪ اﻟﺪاﻋﻢ ﻟﻠﺠﻬﻮد اﻟﺮاﻣﻴﺔ ﻹﻧﻘﺎذ ﻟﺒﻨﺎن.
واﻋــﺘــﺒــﺮ اﻟــﻘــﻄــﺐ اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻲ أن اﻟﺮاﻋﻲ ﻓﻲ ﻣﻄﺎﻟﻌﺘﻪ اﻟﺘﻲ رﻛـﺰ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺳــﺒــﺎب اﻟـﺘـﻲ ﺗﻌﻴﻖ اﺳـﺘـﺮداد ﻣﺸﺮوع اﻟﺪوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب اﻟﺪوﻳﻼت ووﻗﻒ اﻻﻧﻘﻼب ﻋﻠﻴﻪ »ﻟﻢ ﻳﺨﺮج ﻋﻦ ﺻﻤﺘﻪ ﻷﻧـﻪ ﺳﺒﻖ أن ﻗـﺎل اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻓﻲ ﻫـــﺬا اﻟــﺴــﻴــﺎق ﻓــﻲ ﻋــﻈــﺎﺗــﻪ وﻫـــﻮ أراد ﺗﺠﻤﻴﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻻﺋﺤﺔ اﺗﻬﺎﻣﻴﺔ واﺣﺪة وﺿـﻌـﻬـﺎ ﺑـﺘـﺼـﺮف اﻟـﻠـﺒـﻨـﺎﻧـﻴـﲔ، وﻟـﻢ ﻳـــﺘـــﺮدد ﻓـــﻲ ﺗــﺴــﻤــﻴــﺔ ﻣـــﻦ ﻳـــﺼـــﺎدرون اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻬﻢ وﻟﻮ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮة«.
وﺗــــﻮﻗــــﻒ أﻣــــــﺎم ﺗــﺬﻛــﻴــﺮ اﻟـــﺮاﻋـــﻲ ﺑﺈﻋﻼن ﺑﻌﺒﺪا اﻟﺬي ﺻﺪر ﻓﻲ اﺟﺘﻤﺎع ﻟـــﻠـــﻤـــﻜـــﻮﻧـــﺎت اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ اﻟــﺮﺋــﻴــﺴــﺔ أﺛﻨﺎء ﺗﻮﻟﻲ ﻣﻴﺸﺎل ﺳﻠﻴﻤﺎن رﺋﺎﺳﺔ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ، وﻗــﺎل إﻧـﻪ ﻏﻤﺰ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻣﻦ ﻗﻨﺎة اﻟﺜﻨﺎﺋﻲ »ﺣﺰب اﻟﻠﻪ« و»اﻟﺘﻴﺎر اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﺤﺮ« اﻟﻠﺬﻳﻦ اﻧﻘﻠﺒﺎ ﻋـﻠـﻰ ﻣﻮاﻓﻘﺘﻬﻤﺎ ﻋـﻠـﻰ ﺣﻴﺎد ﻟــﺒــﻨــﺎن واﻟــــﻨــــﺄي ﺑـــﻪ ﻋـــﻦ اﻟــﺼــﺮاﻋــﺎت اﻟــﺪاﺋــﺮة ﻓــﻲ اﳌـﻨـﻄـﻘـﺔ. وأﺷـــﺎر إﻟــﻰ أن اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﻃﺮﺣﻪ »ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﻣﻄﺎﻟﺒﺘﻪ ﺑﺘﻘﻮﻳﺔ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻻﺳﺘﻴﻌﺎب اﻟــﻄــﺎﻗــﺎت اﻟـﻌـﺴـﻜـﺮﻳـﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﲔ ﻓﻲ وﺿــــــﻊ اﻻﺳـــﺘـــﺮاﺗـــﻴـــﺠـــﻴـــﺔ اﻟـــﺪﻓـــﺎﻋـــﻴـــﺔ ﻟﻴﺘﻮﻟﻰ وﺣـــﺪه اﻟــﺪﻓــﺎع وﻳـﺒـﻘـﻰ ﻗــﺮار اﻟﺴﻠﻢ واﻟﺤﺮب ﺑﻴﺪ اﻟﺪوﻟﺔ«.
وﺣــــــــــﺬر ﻣـــــﻦ »اﻻﻟـــــﺘـــــﻔـــــﺎف ﻋــﻠــﻰ اﻟﺜﻮاﺑﺖ« اﻟﺘﻲ ﻃﺮﺣﻬﺎ اﻟﺮاﻋﻲ »اﻟﺬي ﻧـﻄـﻖ ﺑــﺎﺳــﻢ اﻷﻛــﺜــﺮﻳــﺔ اﻟـﺴـﺎﺣـﻘـﺔ ﻣﻦ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﲔ واﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ وﻛﺄﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ«، ﻣﻌﺘﺒﺮﴽ أن اﻟﺒﻄﺮﻳﺮك »ﺣﺸﺮ ﻋـــﻮن ﻓــﻲ اﻟــــﺰاوﻳــــﺔ«، ﻣــﻊ أﻧـــﻪ ﺗـﺠـﻨـﺐ ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ أﺳﻮة ﺑﻌﺪم ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ﻟـ »ﺣﺰب اﻟﻠﻪ«. ورأى أن »ﻫﻨﺎك أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻌﻨﻰ ﻟـﻐـﻴـﺎب اﳌﺴﻠﻤﲔ وﻋـــﺪم ﻣﺸﺎرﻛﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﺧﺼﺼﺖ ﻟﻠﺘﻀﺎﻣﻦ ﻣﻊ ﺑﻜﺮﻛﻲ«.
وﻋــــــــــﺰا اﻟـــــﺤـــــﻀـــــﻮر اﻹﺳـــــﻼﻣـــــﻲ اﻟــﺮﻣــﺰي واﳌــﺤــﺪود اﻟـــﺬي ﻏـﺎﺑـﺖ ﻋﻨﻪ ﻗﻴﺎدات ﻣﻦ اﻟﺼﻒ اﻷول أو ﻣﻦ ﻳﻤﺜﻠﻬﻢ
إﻟﻰ وﺟﻮد ﻗﺮار ﺑﻌﺪم اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﻟﻘﻄﻊ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺤﺎول ﺑﺄن ﻳﺘﺬرع ﺑــﺤــﻀــﻮرﻫــﻢ ﻟـﻠـﺘـﻘـﻠـﻴـﻞ ﻣـــﻦ اﻷﻫــﻤــﻴــﺔ اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ ﻟﻠﺤﺸﺪ اﳌﺴﻴﺤﻲ اﻟــﺬي ﻏﺎﺑﺖ ﻋﻨﻪ ﻗﻴﺎدات ﻣﻦ اﻟﺼﻒ اﻷول، »وإن ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻌﺾ اﻷﻃﺮاف اﺳﺘﻐﻠﺖ اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ وأﻃﻠﻘﺖ ﻫﺘﺎﻓﺎت ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻓﻲ ﻣﺤﻠﻬﺎ«.
وأﻛــــــﺪ أن »اﻟـــﻐـــﻴـــﺎب اﻹﺳـــﻼﻣـــﻲ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ أﺑــﺪﴽ أن ﻫـﻨـﺎك ﻣـﻦ ﻳﻌﺘﺮض ﻋـــﻠـــﻰ اﳌـــﻀـــﺎﻣـــﲔ اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ اﻟــﺘــﻲ أوردﻫــــﺎ اﻟــﺮاﻋــﻲ ﻓــﻲ ﺧـﻄـﺎﺑـﻪ ﺑﻤﻘﺪار ﻣﺎ أﻧﻪ ﻳﻨﻢ ﻋﻦ رﻏﺒﺔ ﺑﺈﺧﻼء اﻟﺴﺎﺣﺔ ﻟﻠﻤﺴﻴﺤﻴﲔ وﻣﻌﻬﻢ اﻟـﺤـﺮاك اﳌﺪﻧﻲ ﻟﻴﻜﻮن ﻓﻲ ﻣﻘﺪورﻫﻢ وﺑﻤﻞء إرادﺗﻬﻢ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻌﺒﺚ ﺑﻤﺸﺮوع اﻟﺪوﻟﺔ ﻟﻌﻮن وﺑﺎﺳﻴﻞ وإن ﻛﺎن ﺗﺠﻨﺐ ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﻤﺎ ﺑﺎﻻﺳﻢ«.
وﻗﺎل إن ﻋﺪم اﻟﺤﻀﻮر اﻹﺳﻼﻣﻲ »ﻣـﻦ اﻟﻌﻴﺎر اﻟﺜﻘﻴﻞ« ﻛـﺎن »ﻓـﻲ ﻣﺤﻠﻪ ﻟـــﺌـــﻼ ﻳــــﻘــــﺎل ﻻﺣــــﻘــــﴼ ﺑـــــــﺄن اﳌــﺴــﻠــﻤــﲔ ﻳــﺨــﻄــﻄــﻮن ﻻﻧـــــﺘـــــﺰاع اﻟــﺼــﻼﺣــﻴــﺎت اﳌﻨﺎﻃﺔ ﺑﺮﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ وإﺿﻌﺎف ﻣــﻮﻗــﻌــﻪ ﻓـــﻲ اﻟــﺘــﺮﻛــﻴــﺒــﺔ اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ، وإﻧﻤﺎ ﺑﻮاﺟﻬﺔ ﻣﺴﻴﺤﻴﺔ«. ورأى أن اﻟﻘﺮار اﻟﺬي اﺗﺨﺬه »ﺗﻴﺎر اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ« واﻟــــﺤــــﺰب »اﻟـــﺘـــﻘـــﺪﻣـــﻲ اﻻﺷـــﺘـــﺮاﻛـــﻲ« ﺑﻌﺪم اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﻛــﺎن ﺻﺎﺋﺒﴼ، »وﻫﻤﺎ ﻳـــﻠـــﺘـــﻘـــﻴـــﺎن ﻓــــــﻲ ﻫــــــــﺬا اﻟـــــﺴـــــﻴـــــﺎق ﻣــﻊ اﻟﻘﻴﺎدات اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وأﺑﺮزﻫﻢ رؤﺳﺎء اﻟـــﺤـــﻜـــﻮﻣـــﺎت اﻟــﺴــﺎﺑــﻘــﺔ ﻣــــﻦ دون أن ﻳﻨﻘﻄﻊ ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ ﻋــﻦ اﻟــﺘــﻮاﺻــﻞ ﻣﻊ اﻟﺮاﻋﻲ« اﻟـﺬي ﻳﻠﺘﻘﻲ اﻟﻴﻮم وﻓـﺪﴽ ﻣﻦ ﻛﺘﻠﺔ »اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ« اﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﻋﻦ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﳌﻜﻠﻒ ﺗﺸﻜﻴﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺳﻌﺪ اﻟﺤﺮﻳﺮي ﺑﻌﺪ أن اﻟﺘﻘﻰ ﺳﺎﺑﻘﴼ ﻣـــﻮﻓـــﺪ رﺋـــﻴـــﺲ »اﻟـــﺘـــﻘـــﺪﻣـــﻲ« اﻟـــﻮزﻳـــﺮ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻏﺎزي اﻟﻌﺮﻳﻀﻲ.
وﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق، ﻋﻠﻤﺖ »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳـــــﻂ« ﻣــﻦ ﻣــﺼــﺎدر ﺳـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ أن اﻟــﺤــﺸــﻮد اﳌـﺴـﻴـﺤـﻴـﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺣـﻀـﺮت إﻟـــﻰ ﺑــﻜــﺮﻛــﻲ ﻟـﻠـﺘـﻀـﺎﻣـﻦ ﻣـــﻊ اﻟــﺮاﻋــﻲ »أرادت ﺗﺤﻤﻴﻞ رﺋـﻴـﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺗﻮﻓﻴﺮ اﻟﻐﻄﺎء اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟـ)ﺣﺰب اﻟﻠﻪ(، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﳌﺸﻬﺪ اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻲ ﺑــﻌــﺪ ﺧــﻄــﺎب اﻟـــﺮاﻋـــﻲ ﻟﻢ ﻳـــﻌـــﺪ ﻛـــﻤـــﺎ ﻛـــــﺎن ﻣــــﻦ ﻗـــﺒـــﻞ ﻷﻧـــــﻪ ﻓـﺘـﺢ اﻟـﺒـﺎب ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮاﻋﻴﻪ أﻣــﺎم اﺣﺘﻤﺎل ﺣﺼﻮل ﺗﺤﻮل ﻓﻲ اﻟﺸﺎرع اﳌﺴﻴﺤﻲ ﻓـﻲ ﻣـﻮاﺟـﻬـﺔ ﻣـﺤـﻮر اﳌﻤﺎﻧﻌﺔ، وﻫـﺬا ﻣـــﺎ ﻳــــﺆدي إﻟـــﻰ ﺣــﺸــﺮ ﻋـــﻮن وورﻳــﺜــﻪ اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻲ ﺑـــﺎﺳـــﻴـــﻞ، ﺧــﺼــﻮﺻــﴼ أن اﻟــﺼــﺮاع ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ إﻟـــﻰ ﺗـﻔـﺎﻋـﻞ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳـﺘـﻄـﻮر ﺑـﺎﺗـﺠـﺎه ﺗﻜﺮﻳﺲ اﻧﻘﺴﺎم ﻋﻤﻮدي ﺑﲔ ﺳﺎﺣﺘﲔ: اﻷوﻟﻰ ﻳﺮﻋﺎﻫﺎ اﻟﺮاﻋﻲ واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﺈﺷﺮاف ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻣﻦ ﻋـــﻮن وﺣــﻠــﻔــﺎﺋــﻪ، إﻻ إذا ارﺗـــــﺄوا ﻋـﺪم اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ ﺳﺠﺎل ﻳﺮﻓﻊ ﻣﻦ ﻣﻨﺴﻮب اﻟﺘﺄزم ﺑﲔ اﻟﺴﺎﺣﺘﲔ«.
ﻟـﺬﻟـﻚ، ﻓــﺈن »اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ« ﻳﺤﺘﻔﻆ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺑـﺮﺑـﻂ ﻧـﺰاﻋـﻪ ﺑـــ»ﺣــﺰب اﻟـﻠـﻪ«، ﻓﻴﻤﺎ ﻋﻼﻗﺔ اﻷﺧﻴﺮ ﺑـ »اﻟﺘﻘﺪﻣﻲ« ﺗﺄﺧﺬ ﺑﻌﲔ اﻻﻋﺘﺒﺎر ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻻﺧﺘﻼف ﻣﻦ دون أن ﻳــﻠــﻮح ﻓـــﻲ اﻷﻓـــــﻖ ﻣـــﺎ ﻳـﻤـﻬـﺪ ﻟﻠﺨﺮوج ﻋﻦ ﻫﺬه اﻟﺜﻮاﺑﺖ واﻟﺸﺮوع ﻓـــﻲ ﺗـــﺒـــﺎدل اﻟـــﺤـــﻤـــﻼت ﺣـــﺮﺻـــﴼ ﻋـﻠـﻰ ﺿﺒﻂ اﻟﺨﻄﺎب اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﺘﻄﻮﻳﻖ إﻣـــﻜـــﺎﻧـــﻴـــﺔ اﻟـــــﻌـــــﻮدة إﻟــــــﻰ اﻻﺣـــﺘـــﻘـــﺎن اﳌــﺬﻫــﺒــﻲ واﻟــﻄــﺎﺋــﻔــﻲ، ﻓـﻴـﻤـﺎ اﻷﺑـــﻮاب ﻣـــــﺎ زاﻟـــــــــﺖ ﻣـــﻔـــﺘـــﻮﺣـــﺔ أﻣـــــــــﺎم إﺧـــــــﺮاج ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗـﺄﻟـﻴـﻒ اﻟـﺤـﻜـﻮﻣـﺔ ﻣــﻦ اﻟــﺘــﺄزم اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻲ اﻟــــﺬي ﻳــﺤــﺎﺻــﺮﻫــﺎ ﺑــﻘــﺮار ﻣــﻦ ﻋــﻮن وﺑـﺎﺳـﻴـﻞ اﻟـﻠـﺬﻳـﻦ ﻳــﺪرﺳــﺎن اﻵن اﻟــﺨــﻄــﻮات اﻟـــﻮاﺟـــﺐ اﻋـﺘـﻤـﺎدﻫـﺎ ﻟﻠﺮد ﻋﻠﻰ ﺑﻜﺮﻛﻲ ﻓﻲ ﺿﻮء ﻣﺎ ﺗﺮدد ﺑــــﺄن »اﻟـــﺘـــﻴـــﺎر اﻟـــﻮﻃـــﻨـــﻲ« ﻳــﻤــﻴــﻞ إﻟــﻰ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻣـﻬـﺮﺟـﺎن ﻣـﻀـﺎد ﻟﻠﻤﻬﺮﺟﺎن اﻟﺘﻀﺎﻣﻨﻲ ﻣﻊ اﻟﺮاﻋﻲ.
ﻛﻤﺎ ﺗـﺮدد أن »ﺣﺰب اﻟﻠﻪ« ﻳﻤﻴﻞ إﻟـــﻰ ﺣــﺼــﺮ اﻟــــﺮد ﺣــﺘــﻰ إﺷـــﻌـــﺎر آﺧــﺮ ﺑـﻔـﺮﻳـﻖ رﺋــﻴــﺲ اﻟـﺠـﻤـﻬـﻮرﻳـﺔ وﺗــﻴــﺎره اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، ﻷن ﻣﺠﺮد دﺧﻮﻟﻪ ﻛﻄﺮف ﻋـﻠـﻰ ﺧــﻂ ﺑـﻌـﺒـﺪا - ﺑـﻜـﺮﻛـﻲ ﻳﻤﻜﻦ أﻻ ﻳـﺨـﺪم ﺣﻠﻴﻔﻪ ﺑﻌﺪ أن ﺑﻠﻎ اﻟـﻔـﺮز ﻓﻲ اﻟــﺸــﺎرع اﳌﺴﻴﺤﻲ ذروﺗــــﻪ، وﻟــﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﻤﻜﻨﴼ اﻟﻠﻌﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺗﺮ اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﻓﻲ ﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻟﺘﺤﺮﻳﺾ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮﻳﺮي ﺑــﺎﺗــﻬــﺎﻣــﻪ ﺑـــﻤـــﺼـــﺎدرة ﻣـــﺎ ﺗــﺒــﻘــﻰ ﻣـﻦ ﺻﻼﺣﻴﺎت ﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ﺑﻌﺪ أن ارﺗـــﺪت ﻛــﺮة اﻟﺘﻌﻄﻴﻞ إﻟــﻰ ﻣﺮﻣﺎه وﺑــــﺎت ﻳـﻔـﺘـﻘـﺪ إﻟـــﻰ راﻓـــﻌـــﺔ ﻣﺴﻴﺤﻴﺔ ﻻﺳﺘﺮداد زﻣﺎم اﳌﺒﺎدرة.