أﺳﻮاق اﻟﺤﺒﻮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺗﻮاﺟﻪ أزﻣﺔ ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ
روﺳﻴﺎ ﺗﻠﻮح ﺑﺘﻌﺪﻳﻞ ﻗﻴﻮد ﺗﺼﺪﻳﺮ اﻷﻏﺬﻳﺔ
ﺗـــﻮاﺟـــﻪ أﺳـــــﻮاق اﻟــﺤــﺒــﻮب اﻟــﻌــﺎﳌــﻴــﺔ، ﺧـــﺼـــﻮﺻـــﴼ اﻟـــﻘـــﻤـــﺢ، أزﻣــــــﺔ ﻣــﺤــﺘــﻤــﻠــﺔ ﻓـﻲ اﻷﻓﻖ، ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻗﺎل وزﻳﺮ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺮوﺳﻲ ﻣﻜﺴﻴﻢ رﻳﺸﻴﺘﻨﻴﻜﻮف إن اﻟـﻮزارة ﺗﺪرس »إﺟـــﺮاءات ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ« ﻟﻠﺤﺪ ﻣـﻦ ﺻــﺎدرات اﻷﻏﺬﻳﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻬﺪ زﻳـﺎدات ﻗﻮﻳﺔ وﺳﻂ ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﻐﺬاء واﻟﺴﻠﻊ اﻷوﻟﻴﺔ.
وﺗـــﺘـــﻨـــﺎﻓـــﺲ روﺳـــــﻴـــــﺎ ﻣـــــﻊ اﻻﺗــــﺤــــﺎد اﻷوروﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺻﺪارة ﻣﺼﺪري اﻟﻘﻤﺢ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ، وﺧﻼل اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧﻴﺮة ﺗﻤﻜﻨﺖ اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺤﻮاذ ﻋﻠﻰ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ ﺳـﻮق اﻟﻘﻤﺢ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ، ﺑﻌﺪ أن ﺗﻀﺎﻋﻔﺖ ﺣﺼﺘﻬﺎ ﻓــﻲ ﺳــﻮق اﻟﻘﻤﺢ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ أرﺑــﻊ ﻣـﺮات ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﺑﲔ ﻋﺎﻣﻲ ٨١٠٢ و٠٢٠٢ ﺑـﻔـﻀـﻞ زﻳــــﺎدة اﻷراﺿــــﻲ اﳌـــﺰروﻋـــﺔ ودﻋــﻢ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ.
وﻓــﻲ اﳌـﻘـﺎﺑـﻞ، ﺗﺸﻬﺪ روﺳــﻴــﺎ، ﺧﻼل اﻟـــﺸـــﻬـــﻮر اﻷﺧــــﻴــــﺮة، ﺑــﺎﻟــﻔــﻌــﻞ ارﺗـــﻔـــﺎﻋـــﺎت ﻣﻄﺮدة ﻓﻲ أﺳﻌﺎر أﻏﻠﺐ اﻟﺴﻠﻊ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ، ﻣـﺎ دﻓــﻊ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ إﻟــﻰ اﺗـﺨـﺎذ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻹﺟـــــﺮاءات ﺑﻘﺒﻀﺔ ﺣـﺪﻳـﺪﻳـﺔ ﻣـﺜـﻞ ﻓـﺮض
رﺳــﻮم ﻋﻠﻰ ﺗﺼﺪﻳﺮ اﻟﻘﻤﺢ واﻟـﻌـﺪﻳـﺪ ﻣﻦ ﻣﻨﺘﺠﺎت اﻟـﺤـﺒـﻮب، واﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓــﻲ وﺿﻊ ﻗﻴﻮد ﻋﻠﻰ ﺗﺼﺪﻳﺮ اﻟﺒﻨﺰﻳﻦ.
وﻗــﺎل اﻟـﻮزﻳـﺮ رﻳﺸﻴﺘﻨﻴﻜﻮف، ﻣﺴﺎء اﻟﺨﻤﻴﺲ، إن وزارة اﻻﻗـﺘـﺼـﺎد ﺳﺘﺪرس ﻣﺪى اﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗﻌﺪﻳﻞ اﻟﻘﻴﻮد اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻓﻲ ﺿﻮء ﺗﺴﺎرع ﻣﻌﺪﻻت اﻟﺘﻀﺨﻢ ﻋﺎﳌﻴﴼ. وأﺑـــﻠـــﻎ اﻟــﺼــﺤــﺎﻓــﻴــﲔ أن »ﻣــﺒــﻌــﺚ ﻗـﻠـﻘـﻨـﺎ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻫـﻮ أن أﺳـﻌـﺎر اﻟـﻐـﺬاء واﻟﺴﻠﻊ، ﻋـﻤـﻮﻣـﴼ، ﻗــﺪ ﻋـــﺎودت ارﺗـﻔـﺎﻋـﻬـﺎ ﻓــﻲ أﺑﺮﻳﻞ )ﻧـﻴـﺴـﺎن( اﳌــﺎﺿــﻲ«. وأﺿـــﺎف أن روﺳـﻴـﺎ واﺻـﻠـﺖ ﺗﺼﺪﻳﺮ اﻷﻏـﺬﻳـﺔ ﻓـﻲ أﺑـﺮﻳـﻞ رﻏﻢ »زﻳﺎدة ﻛﺒﻴﺮة« ﻋﻠﻰ رﺳﻮم اﻟﺘﺼﺪﻳﺮ.
وﺗﺎﺑﻊ أن اﻟــﻮزارة ﻟﻢ ﺗﻐﻴﺮ ﺗﻮﻗﻌﻬﺎ ﳌــﻌــﺪل ﺗــﻀــﺨــﻢ روﺳــــﻲ ﺳـﻴـﺒـﻠـﻎ ٣٫٤ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﺑﻨﻬﺎﻳﺔ اﻟﻌﺎم، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ ﺗﻮﻗﻊ اﻟﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي اﻟـﺬي ﻳـﺪور ﺑﲔ ٧٫٤ و٢٫٥ ﻓﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ. وﻛــﺎن ارﺗـﻔـﺎع اﻟﺘﻀﺨﻢ، ﺑﻔﻌﻞ ﺗﺮاﺟﻊ اﻟﺮوﺑﻞ، ﺣﺪا ﺑﺎﻟﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي إﻟﻰ اﻟـﺘـﺮاﺟـﻊ ﻋــﻦ ﺳـﻴـﺎﺳـﺔ اﻟﺘﻴﺴﻴﺮ اﻟـﻨـﻘـﺪي، ﻟﻴﺮﻓﻊ أﺳـﻌـﺎر اﻟﻔﺎﺋﺪة ﻣﺮﺗﲔ ﻫـﺬا اﻟﻌﺎم، وﻳﻠﻮح ﺑﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺰﻳﺎدات اﳌﺤﺘﻤﻠﺔ، رﻏﻢ اﳌﺨﺎﻃﺮ اﻟﺘﻲ ﻳﻔﺮﺿﻬﺎ اﻟﺘﺸﺪﻳﺪ اﻟﻨﻘﺪي ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻤﻮ اﻻﻗﺘﺼﺎدي.
ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻪ، دﻋﺎ اﻟﻨﺎﺋﺐ اﻷول ﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﻮزراء اﻟﺮوﺳﻲ أﻧﺪرﻳﻪ ﺑﻴﻠﻮﺳﻮف وزراء اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ إﻟــﻰ ﺗﺴﺮﻳﻊ وﺗــﻴــﺮة اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ إﻧــﺸــﺎء ﻧـﻈـﺎم ﻳـﻬـﺪف إﻟــﻰ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ أﺳﻌﺎر اﳌــﻮاد اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ﻓـﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻤﻜﻦ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ ﻣـــﻦ ﺗـﺤـﻠـﻴـﻞ اﻟــﺘــﺪاﻋــﻴــﺎت ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻮاق اﻟﺮوﺳﻴﺔ، واﺗﺨﺎذ رد ﻓﻌﻞ ﺳﺮﻳﻊ، ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﻧﻘﻠﺘﻪ وﻛﺎﻟﺔ أﻧﺒﺎء »إﻧﺘﺮﻓﺎﻛﺲ« اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﻋﻦ ﺑﻴﺎن ﺣﻜﻮﻣﻲ.
ورﻏـﻢ ﺗﺄﺛﺮ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ إﺟـﺮاءات ﻋﺰل »ﻛﻮﻓﻴﺪ – ٩١« ﺧﻼل اﻟﻌﺎم اﳌــﺎﺿــﻲ، ﻓـﻘـﺪ ﻋـــﺰزت روﺳــﻴــﺎ ﺻـﺎدراﺗـﻬـﺎ اﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻤﺢ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٠٢ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﺧﻼل ٠٢٠٢، وﻓﻘﴼ ﻷﺣﺪث ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺻﺪر ﻋﻦ ﻫﻴﺌﺔ اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ.
وارﺗــــــﻔــــــﻌــــــﺖ ﺻــــــــــــــﺎدرات اﻟـــﺤـــﺒـــﻮب اﻟﺮوﺳﻴﺔ إﻟﻰ ٥٫٧٥ ﻣﻠﻴﻮن ﻃﻦ، واﺣﺘﻠﺖ ﺻــــﺎدرات اﻟـﻘـﻤـﺢ، اﻟـﺒـﺎﻟـﻐـﺔ ٣٫٨٣ ﻣﻠﻴﻮن ﻃـــﻦ، ﺻــــﺪارة ﻗـﺎﺋـﻤـﺔ ﺻــــﺎدرات اﻟـﺤـﺒـﻮب اﻹﺟــﻤــﺎﻟــﻴــﺔ. وﺑــﻠــﻐــﺖ ﺻـــــﺎدرات اﻟﺸﻌﻴﺮ واﻟـﺬرة ١٫٦ ﻣﻠﻴﻮن ﻃﻦ و٧٫٣ ﻣﻠﻴﻮن ﻃﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮاﻟﻲ.