ﺛﻠﺜﺎ اﻟﺴﻮرﻳﲔ ﻓﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻳﻌﺘﻤﺪون ﻋﻠﻰ دﻋﻢ ﺣﻜﻮﻣﻲ
أﻋــــﻠــــﻨــــﺖ اﻟـــــﻮﻛـــــﺎﻟـــــﺔ اﻻﺗــــﺤــــﺎدﻳــــﺔ ﻟﻠﺘﺸﻐﻴﻞ ﻓﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ أن ﻣﺎ ﻳﻘﺮب ﻣﻦ ﺛــﻠــﺜــﻲ ﺟــﻤــﻴــﻊ اﻟـــﺴـــﻮرﻳـــﲔ اﻟــﻌــﺎﻣــﻠــﲔ ﻓـﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻳﻌﺘﻤﺪون ﻛﻠﻴﺎ أو ﺟﺰﺋﻴﺎ ﻋﻠﻰ إﻋﺎﻧﺎت اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ اﳌﻌﺮوﻓﺔ ﺑﺎﺳﻢ »ﻫﺎرﺗﺲ ﻓﻴﺮ«.
وأﻇــــﻬــــﺮت إﺣــﺼــﺎﺋــﻴــﺔ ﻟــﻠــﻮﻛــﺎﻟــﺔ ﻧﺸﺮت اﻷرﺑﻌﺎء أن ﻧﺴﺒﺔ ﻣﺘﻠﻘﻲ اﻟﺪﻋﻢ اﻟﺤﻜﻮﻣﻲ ﺑـﲔ اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ اﻟﺴﻮرﻳﲔ ﺑﻠﻐﺖ ٥٦ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻓﻲ ﻣــﺎرس )آذار( اﳌﺎﺿﻲ، وﻫﻲ ﺗﻔﻮق ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻧﺴﺐ ﺑﺎﻗﻲ اﻟـﻼﺟـﺌـﲔ اﳌـﺘـﺤـﺪرﻳـﻦ ﻣــﻦ دول ﻣﻨﺸﺄ رﺋﻴﺴﻴﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﺼﻮﻣﺎل أو أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن.
ووﻓﻘﺎ ﻟﻺﺣﺼﺎﺋﻴﺔ، ﺣﺼﻞ ١.٧٣ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﻣــﻦ اﻟـﺼـﻮﻣـﺎﻟـﻴـﲔ ﻓــﻲ ﺳﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ إﻋﺎﻧﺎت »ﻫﺎرﺗﺲ ﻓﻴﺮ« ﻓﻲ ﻣـــﺎرس اﳌــﺎﺿــﻲ. وﻛــﺎﻧــﺖ اﻟﻨﺴﺒﺔ ﺑﲔ اﻷﻓﻐﺎن ٧.٣٤ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ.
وﺗــﺴــﺘــﻨــﺪ إﺣـــﺼـــﺎﺋـــﻴـــﺔ اﻟـــﻮﻛـــﺎﻟـــﺔ اﻻﺗﺤﺎدﻳﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ إﻟﻰ ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻟﺴﺠﻞ اﳌﺮﻛﺰي ﻟﻸﺟﺎﻧﺐ، ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻢ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﻃﺎﻟﺒﻲ اﻟﻠﺠﻮء وﻛﺬﻟﻚ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﺟﺎﻧﺐ اﳌﻘﻴﻤﲔ ﻓﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ.
وﺑـﺤـﺴـﺐ اﻟــﺒــﻴــﺎﻧــﺎت، اﻧﺨﻔﻀﺖ ﻧﺴﺒﺔ اﳌﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﺪﻋﻢ اﻟﺤﻜﻮﻣﻲ ﺑﲔ اﻟﺴﻮرﻳﲔ ﻓﻲ ﺳﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﺸﻬﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ، ﺣﻴﺚ ﻛـﺎﻧـﺖ ﺗﺒﻠﻎ ﻧﺴﺒﺘﻬﻢ ﻓــﻲ ذﻟــﻚ اﻟﺤﲔ ﻧﺤﻮ ٠٧ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ.
وﻗﺎل ﺧﺒﻴﺮ اﻟﺸﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻜﺘﻠﺔ اﻟﺒﺮﳌﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﺘﺤﺎﻟﻒ اﳌﺴﻴﺤﻲ، ﻣﺎﺗﻴﺎس ﻣﻴﺪﻟﺒﺮغ: »اﻷرﻗﺎم اﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ اﻻﺗﺤﺎدﻳﺔ ﻟﻠﺘﺸﻐﻴﻞ ﺗﻈﻬﺮ أﻧــﻪ ﻻ ﻳــﺰال أﻣﺎﻣﻨﺎ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻓـﻲ ﻣﺠﺎل اﻻﻧــــﺪﻣــــﺎج«، ﻣــﺸــﻴــﺮا إﻟـــﻰ أن اﻟـﻨـﺴـﺒـﺔ اﳌﺮﺗﻔﻌﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ اﻟﺴﻮرﻳﲔ ﻣﻦ اﻟــﺪﻋــﻢ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﻲ »ﻻﻓــﺘــﺔ ﻟـﻠـﻨـﻈـﺮ ﻓﻲ ﺿـــﻮء ارﺗــﻔـــﺎع ﻓـــﺮص اﻟــﺤــﺼــﻮل ﻋﻠﻰ ﺣـﻤـﺎﻳـﺔ )ﺑــﲔ اﻟــﺴــﻮرﻳــﲔ( ﻓــﻲ أﳌـﺎﻧـﻴـﺎ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻮﻓﺮ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﺟﻴﺪة ﻟﻠﺒﻘﺎء ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺠﻨﺴﻴﺎت أﺧﺮى«.
وذﻛـــﺮ ﻣـﻴـﺪﻟـﺒـﺮغ أﻧـــﻪ ﻻ ﻳــﺒــﺪو أن اﻻﻋــﺘــﻘــﺎد اﻟــﻘــﺎﺋــﻞ ﺑــــﺄن ﺗــﻮﻓــﻴــﺮ وﺿــﻊ إﻗﺎﻣﺔ أﻛﺜﺮ أﻣﺎﻧﺎ ﻟﻠﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﺳﻴﺆدي إﻟﻰ إﺳﺮاع ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻻﻧﺪﻣﺎج ﻏﻴﺮ ﻣﺆﻛﺪ ﻫﻨﺎ، وﻗﺎل: »ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪه ﺣـﺰب اﻟﺨﻀﺮ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﺣﻮاﻓﺰ ﻟﺠﺬب ﻣﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻣﻦ ذوي اﳌﺆﻫﻼت اﳌﺤﺪودة أو ﻏﻴﺮ اﳌﺆﻫﻠﲔ، ﻳﺘﻌﲔ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺘﺤﻘﲔ ﻟﻠﺤﻤﺎﻳﺔ اﳌﻘﻴﻤﲔ ﻫﻨﺎ
ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ وﺗﻜﺜﻴﻒ ﺟﻬﻮدﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻻﻧﺪﻣﺎج ﻓﻲ ﺳﻮق اﻟﻌﻤﻞ«.
وﺑــــﺤــــﺴــــﺐ ﺑـــــﻴـــــﺎﻧـــــﺎت اﻟــــﻮﻛــــﺎﻟــــﺔ اﻻﺗــﺤــﺎدﻳــﺔ ﻟﻠﺘﺸﻐﻴﻞ، ﻓـــﺈن ٤.٧٢ ﻓﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﻣــﻦ اﻟــﺴــﻮرﻳــﲔ ﻓــﻲ ﺳــﻦ اﻟﻌﻤﻞ و٨.٦٤ ﻓـﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ ﻣـﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﺟﺎﻧﺐ و١.٣٦ ﻓـــﻲ اﳌـــﺎﺋـــﺔ ﻣـــﻦ اﻷﳌــــــﺎن ﻛــﺎﻧــﻮا ﻣﻨﺨﺮﻃﲔ ﻓﻲ ﺳﻮق اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ أﺑﺮﻳﻞ )ﻧﻴﺴﺎن( اﳌﺎﺿﻲ.
وﻗــــــــﺎل ﺑــــﺎﻧــــﻮ ﺑـــــﻮﺗـــــﻔـــــﺎرا، ﻋــﻀــﻮ اﳌــــﺠــــﻠــــﺲ اﻻﺳـــــﺘـــــﺸـــــﺎري ﻟــــﻼﻧــــﺪﻣــــﺎج واﻟﻬﺠﺮة: »ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل ﺑﻮﺟﻪ ﻋﺎم إن ﻣـﻌـﺪل اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺑـﲔ اﻟـﻼﺟـﺌـﲔ ﻣﺮﺗﻔﻊ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ داﺋﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﻹﻗﺎﻣﺔ«. وذﻛﺮ ﺑﻮﺗﻔﺎرا أن ﺿﺂﻟﺔ ﻧﺴﺒﺔ اﻟــﻌــﺎﻣــﻠــﲔ ﺑـــﲔ اﻟــﻼﺟــﺌــﲔ اﻟــﺴــﻮرﻳــﲔ ﻣــﻘــﺎرﻧــﺔ ﺑـﺠـﻨـﺴـﻴـﺎت أﺧـــﺮى ﻗــﺪ ﻳﻜﻮن ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻬﺬا، وﻛﺬﻟﻚ ﺑﻨﺴﺒﺔ اﻟﻨﺴﺎء اﳌﺮﺗﻔﻌﺔ ﻓـﻲ ﻫــﺬه اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ، ﻣﺸﻴﺮا إﻟﻰ أن اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء اﻟﺴﻮرﻳﺎت ﻟﺤﻘﻦ ﺑﻌﺎﺋﻼﺗﻬﻦ ﻓﻲ إﻃﺎر ﻟﻢ اﻟﺸﻤﻞ، وﺑــﺎﻟــﺘــﺎﻟــﻲ ﻟـــﻢ ﻳـﻤـﻀــﲔ ﻓــﺘــﺮة ﻃـﻮﻳـﻠـﺔ ﻓـﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﺑﻌﺪ، ﻣﻀﻴﻔﺎ أﻧﻬﻦ ﻛﺜﻴﺮا ﻣــﺎ ﻳـﻜـﻦ ﻏـﻴـﺮ ﻣـﺘـﺎﺣـﺎت ﻟـﺴـﻮق اﻟﻌﻤﻞ ﺑــﺴــﺒــﺐ رﻋـــﺎﻳـــﺘـــﻬـــﻦ ﻷﻃــــﻔــــﺎل ﺻـــﻐـــﺎر، وﻛﺬﻟﻚ ﻷﺳﺒﺎب ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ.