Asharq Al-Awsat Saudi Edition

اﻟﻘﻀﺎء اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻳﺼﺪر اﻟﻴﻮم ﻗﺮاره إزاء ﻧﺸﺎﻃﺎت »ﻻﻓﺎرج« ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ

- ﺑﺎرﻳﺲ - ﻟﻨﺪن: »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ«

ﻳـﻌـﻠـﻦ اﻟــﻘــﻀــ­ﺎء اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـ­ﻲ اﻟـﻴـﻮم )اﻟــــﺨـــ­ـﻤــــﻴـــ­ـﺲ(، ﻗـــــــــ­ﺮاره اﻟــــﺤـــ­ـﺎﺳــــﻢ ﻣــﻦ ﻣـﺨـﺘـﻠـﻒ اﻟــﻄــﻌــ­ﻮن اﳌــﻘــﺪﻣـ­ـﺔ ﻓـــﻲ إﻃـــﺎر اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻓﻲ أﻧﺸﻄﺔ ﺷﺮﻛﺔ اﻹﺳﻤﻨﺖ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ »ﻻﻓــﺎرج« ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ ﺣﺘﻰ ﻋﺎم ٤١٠٢، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺑﺸﺄن إﻟﻐﺎء ﺗﻬﻤﺔ »اﻟﺘﻮاﻃﺆ ﻓﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﺿﺪ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ«.

ﻳــﺘــﻌــﲔ ﻋــﻠــﻰ ﻣــﺤــﻜــﻤ­ــﺔ اﻟــﻨــﻘــ­ﺾ، وﻫﻲ اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ، أن ﺗﻘﺮر ﺑﺸﺄن ﺳﺘﺔ ﻃﻌﻮن.

ﻓـــﻤـــﻦ ﻧــــﺎﺣـــ­ـﻴــــﺔ، ﺗـــﻄـــﻌـ­ــﻦ ﻣــﻨــﻈــﻤ­ــﺔ »ﺷــﻴــﺮﺑــ­ﺎ« ﻏــﻴــﺮ اﻟـﺤـﻜـﻮﻣـ­ﻴـﺔ و»اﳌــﺮﻛــﺰ اﻷوروﺑــــ­ـــــــــﻲ ﻟـــﻠـــﺤـ­ــﻘـــﻮق اﻟـــﺪﺳـــ­ﺘـــﻮرﻳـــ­ﺔ وﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن« ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﺣﺪ ﻋﺸﺮ ﻣﻮﻇﻔﴼ ﺳﺎﺑﻘﲔ ﻓﻲ »ﻻﻓﺎرج« ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ، ﻣﻨﺬ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ( ٩١٠٢، ﻓــﻲ إﻟــﻐــﺎء ﻏـﺮﻓـﺔ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻓﻲ ﻣـﺤـﻜـﻤـﺔ اﺳــﺘــﺌــ­ﻨــﺎف ﺑـــﺎرﻳـــ­ﺲ ﺗـﻮﺟـﻴـﻪ اﻟـــﺘـــﻬ­ـــﻤـــﺔ إﻟـــــــﻰ اﳌــــﺠـــ­ـﻤــــﻮﻋــ­ــﺔ ﻓـــــﻲ ﻫــــﺬا اﻟﺘﻮﺻﻴﻒ اﻟﺠﻨﺎﺋﻲ اﻟﺜﻘﻴﻞ.

ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻒ اﻟﺠﻤﻌﻴﺎت ﺿﺪ رﻓﺾ اﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ أﻃﺮاﻓﴼ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﻤﻨﻌﻬﺎ ﻣﻦ اﻻﻃﻼع ﻋﻠﻰ اﳌﻠﻒ وﻣﻦ أن ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﻗﻀﺎة اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ إﺟﺮاء ﺗﺤﻘﻴﻘﺎت، وﻣـــــﻦ أن ﺗـــﺄﻣـــﻞ ﻓــــﻲ اﻟـــﺤـــﺼ­ـــﻮل ﻋـﻠـﻰ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻹداﻧﺔ.

وﺗـــﻘـــﻒ ﻓــــﻲ اﻟـــﻨـــﺎ­ﺣـــﻴـــﺔ اﻟــﺜــﺎﻧـ­ـﻴــﺔ، ﺷـــﺮﻛـــﺔ ﺻــﻨــﺎﻋــ­ﺔ اﻹﺳـــﻤـــ­ﻨـــﺖ اﻟـــﺘـــﻲ ﻣـﺎ زاﻟــــــﺖ ﺗــــﻮاﺟــ­ــﻪ ﺗـــﻬـــﻢ »ﺗـــﻤـــﻮﻳ­ـــﻞ ﺷــﺮﻛــﺔ إرﻫــﺎﺑــﻴ­ــﺔ« و»ﺗــﻌــﺮﻳــ­ﺾ ﺣــﻴــﺎة آﺧـﺮﻳـﻦ ﻟﻠﺨﻄﺮ« و»اﻧﺘﻬﺎك ﺣﻈﺮ«، وﻣﺴﺆوﻻن ﺳﺎﺑﻘﺎن ﻓﻲ اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ اﺳﺘﺄﻧﻔﺎ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺪﻋﺎوى ﺿﺪﻫﻤﺎ وﻫﻤﺎ اﳌﺪﻳﺮ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻷﻣﻦ اﻟﺸﺮﻛﺔ ﺟﺎن - ﻛﻠﻮد ﻓﻴﺎر وأﺣﺪ اﳌـــﺪﻳـــ­ﺮﻳـــﻦ اﻟــﺴــﺎﺑـ­ـﻘــﲔ ﻟـــﻔـــﺮع اﻟــﺸــﺮﻛـ­ـﺔ اﻟﺴﻮرﻳﺔ ﻓﺮﻳﺪﻳﺮﻳﻚ ﺟﻮﻟﻴﺒﻮا.

ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ اﻟﺬي ﺑﻮﺷﺮ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮان( ٧١٠٢ ﻳﺸﺘﺒﻪ ﻓﻲ أن اﻟﺸﺮﻛﺔ دﻓﻌﺖ ﻓﻲ ﻋﺎﻣﻲ ٣١٠٢ و٤١٠٢ ﻋﺒﺮ ﻓﺮﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ ﻣﺎ ﻳﻘﺮب ﻣﻦ ٣١ ﻣﻠﻴﻮن ﻳﻮرو ﻟﺠﻤﺎﻋﺎت إرﻫﺎﺑﻴﺔ ﺑﻴﻨﻬﺎ »داﻋﺶ« ووﺳﻄﺎء ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺎط ﻣﺼﻨﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ اﻟﻐﺎرﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﺮب.

ﻛــﻤــﺎ ﻳــﺸــﺘــﺒ­ــﻪ ﻓـــﻲ أن اﳌــﺠــﻤــ­ﻮﻋــﺔ ﺑـــﺎﻋـــﺖ اﻹﺳــﻤــﻨـ­ـﺖ ﻣـــﻦ ﻣـﺼـﻨـﻌـﻬـ­ﺎ ﻓﻲ ﺳــﻮرﻳــﺎ ﻟﻠﺘﻨﻈﻴﻢ اﻹرﻫـــﺎﺑـ­ــﻲ ودﻓـﻌـﺖ ﻟﻮﺳﻄﺎء ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﳌـﻮاد اﻟﺨﺎم ﻣﻦ ﻓﺼﺎﺋﻞ ﻣﺘﻄﺮﻓﺔ.

وﺳــﻠــﻂ ﺗـﻘـﺮﻳـﺮ داﺧــﻠــﻲ ﺑﺘﻜﻠﻴﻒ ﻣـﻦ »ﻻﻓـــﺎرج - ﻫﻮﻟﺴﻴﻢ« اﻟـﺘـﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﻋــﻠــﻰ اﻧــــﺪﻣــ­ــﺎج »ﻻﻓــــــــ­ـﺎرج« اﻟــﻔــﺮﻧـ­ـﺴــﻴــﺔ و»ﻫــﻮﻟــﺴــ­ﻴــﻢ« اﻟــﺴــﻮﻳـ­ـﺴــﺮﻳــﺔ ﻓـــﻲ ﻋــﺎم ٥١٠٢ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻮﻳﻞ أﻣــﻮال ﻣﻦ ﻓــﺮع »ﻻﻓــــﺎرج« اﻟــﺴــﻮري إﻟــﻰ وﺳﻄﺎء ﻟـﻠـﺘـﻔـﺎو­ض ﻣــﻊ »ﺟــﻤــﺎﻋــ­ﺎت ﻣﺴﻠﺤﺔ«. ﻟـﻜـﻦ »ﻻﻓــــﺎرج« ﻓــﻲ ﺳــﻮرﻳــﺎ ﻧﻔﺖ ﻋﻠﻰ اﻟـﺪوام أي ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻋﻦ وﺻﻮل ﻫﺬه اﻷﻣﻮال إﻟﻰ ﻣﻨﻈﻤﺎت إرﻫﺎﺑﻴﺔ.

ﺧــــﻼل ﺟــﻠــﺴــﺔ اﻻﺳـــﺘـــ­ﻤـــﺎع ﻓـــﻲ ٨ ﻳﻮﻧﻴﻮ أﻣﺎم اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ ﳌﺤﻜﻤﺔ اﻟـﻨـﻘـﺾ، ﺷــﺪد ﺑـﺎﺗـﺮﻳـﺲ ﺳﺒﻴﻨﻮﺳﻲ ﻣـــﺤـــﺎﻣ­ـــﻲ »ﻻﻓــــــــ­ــــــﺎرج«، ﻋـــﻠـــﻰ أن ﻧــﻴــﺔ اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة ﻛﺎﻧﺖ »ﻣﻮاﺻﻠﺔ ﻧﺸﺎط ﻣﺼﻨﻊ اﻹﺳﻤﻨﺖ«.

وأﺿــﺎف أن ﻫــﺬا »أﻛـﺜـﺮ ﻣـﻦ ﻛـﺎف ﻟﺘﺒﺮﻳﺮ أﻧـﻪ ﻻ ﺻﻠﺔ ﻟــ)ﻻﻓـﺎرج( ﺑﺨﻄﺔ ﻣـــﻨـــﺴـ­ــﻘـــﺔ ﻟـــﻠـــﻘـ­ــﻀـــﺎء ﻋـــﻠـــﻰ ﻣــﺠــﻤــﻮ­ﻋــﺔ ﻣــﻦ اﻟــﺴــﻜــ­ﺎن اﳌــﺪﻧــﻴـ­ـﲔ ﻣــﻦ ﺧـــﻼل ﺷﻦ ﻫـــﺠـــﻤـ­ــﺎت ﻋـــﺎﻣـــﺔ وﻣـــﻨـــﻬ­ـــﺠـــﻴــ­ـﺔ«؛ وﻫـــﻮ اﻟﺘﻮﺻﻴﻒ اﻟــﺬي ﻳـﻌـﺮف اﻟﺘﻮاﻃﺆ ﻓﻲ ارﺗﻜﺎب ﺟﺮاﺋﻢ ﺿﺪ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ.

ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻪ، أوﺻـﻰ اﻟﻨﺎﺋﺐ اﻟﻌﺎم ﺑـــﺮﻓـــﺾ اﺳـــﺘـــﺌ­ـــﻨـــﺎف اﳌـــﻨـــﻈ­ـــﻤـــﺎت ﻏـﻴـﺮ اﻟــﺤــﻜــ­ﻮﻣــﻴــﺔ واﻷﻃــــــ­ـﺮاف اﳌــﺪﻧــﻴـ­ـﺔ؛ ﻓﻘﺪ ﻻﺣﻆ، ﻣﺜﻠﻤﺎ أﺷﺎرت ﻏﺮﻓﺔ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ، أن اﺳﺘﺨﺪام اﳌﺒﺎﻟﻎ اﳌﺪﻓﻮﻋﺔ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ »داﻋــــﺶ« اﻟـــﺬي ﻛــﺎن ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺸﻜﻞ اﻟــﻌــﻨــ­ﺼــﺮ اﳌــــــﺎد­ي ﻟــﻠــﺘــﻮ­اﻃــﺆ »ﻣــــﺎ زال ﻏﻴﺮ ﻣـﺤـﺪد«. ﻣـﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ أﺧــﺮى، رأى اﻟﻨﺎﺋﺐ اﻟـﻌـﺎم أن اﻟﺸﺮﻛﺔ »ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺗﺠﺎﻫﻞ اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻹرﻫﺎﺑﻲ ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺎت اﳌﺴﺘﻔﻴﺪة ﻣـﻦ اﳌــﺪﻓــﻮﻋ­ــﺎت«، ﻣﻘﺘﺮﺣﴼ رﻓــﺾ اﺳـﺘـﺌـﻨـﺎ­ف »ﻻﻓـــــﺎرج« اﺗﻬﺎﻣﻬﺎ »ﺑﺘﻤﻮﻳﻞ ﻣﺸﺮوع إرﻫﺎﺑﻲ«.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia