رﻫﺎﻧﺎت ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺴﺎﺣﻞ
ﺑﺎرﻳﺲ ﺗﺮﻳﺪ إﻏﻼق ﺛﻼث ﻗﻮاﻋﺪ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﰲ ﺷﻤﺎل ﻣﺎﻟﻲ
إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻤﺔ ﺣﺎﺟﺔ إﺿﺎﻓﻴﺔ ﻹﺑـــــﺮاز ﻣـــﺪى ﺗــﻌــﻮﻳــﻞ ﺑــﺎرﻳــﺲ ﻋﻠﻰ ﻗـﻮة اﻟﻜﻮﻣﺎﻧﺪوس اﻷوروﺑـﻴـﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻳﺪﻫﺎ أن ﺗﻤﻸ وﻟﻮ ﺟﺰﺋﻴﴼ اﻟﻔﺮاغ اﳌــﺘــﺮﺗــﺐ ﻋــﻠــﻰ اﻧــﺘــﻬــﺎء ﻣــﻬــﻤــﺔ ﻗــﻮة »ﺑﺮﺧﺎن« ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺴﺎﺣﻞ، ﻓﺈن اﻟﻌﺮض اﻟﻌﺴﻜﺮي اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي اﻟﺬي ﺟﺮى أﻣﺲ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﻌﻴﺪ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﺟﺎء ﺑﺎﻟﺪﻟﻴﻞ اﻟﻘﺎﻃﻊ. ﻓﻘﺪ ﺣﺮﺻﺖ اﻟــﻘــﻴــﺎدة اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـﻴـﺔ ﻋـﻠـﻰ أن ﺗـﻜـﻮن ﻛﺘﻴﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻮة اﻷوروﺑﻴﺔ اﳌﺴﻤﺎة »ﺗــﺎﻛــﻮﺑــﺎ« ﻫــﻲ ﻣــﻦ ﺗﻔﺘﺘﺢ اﻟﻌﺮض اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﺠﻮي واﻟﺒﺮي اﻟـﺬي ﺟﺮى ﻋﻠﻰ ﺟـﺎدة اﻟﺸﺎﻧﺰﻟﻴﺰﻳﻪ، ﺑﺤﻀﻮر اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ وﻛــﻞ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳌﺪﻧﻴﺔ واﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ. وأﻣﺲ، أﻋﻠﻨﺖ وزارة اﻟــﺪﻓــﺎع اﻟـﻨـﺮوﻳـﺠـﻴـﺔ ﻋﺰﻣﻬﺎ ﻋـــﻠـــﻰ إرﺳـــــــــﺎل وﺣــــــــﺪة »ﺻـــﻐـــﻴـــﺮة« ﻟﻼﻧﻀﻤﺎم إﻟﻰ ﻗﻮة »ﺗﺎﻛﻮﺑﺎ« وﻟﻜﻦ ﻓﻲ إﻃﺎر اﳌﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺴﻮﻳﺪﻳﺔ.
واﻋﺘﺒﺮ وزﻳﺮ اﻟﺪﻓﺎع اﻟﻨﺮوﻳﺠﻲ أن اﻟـــــــﻮﺿـــــــﻊ ﻓـــــــﻲ ﻣــــــﺎﻟــــــﻲ »ﺑـــــﺎﻟـــــﻎ اﻟﺼﻌﻮﺑﺔ« وأن »اﻟﺤﻀﻮر اﻟﺪوﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻈﺮوف اﻟﺮاﻫﻨﺔ ﺗﺒﺮز أﻫﻤﻴﺘﻪ ﻛﺎﻣﻠﺔ«. ﺑﻴﺪ أن اﻻﻧﻀﻤﺎم اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻠﻮﺣﺪة اﻟﻨﺮوﻳﺠﻴﺔ، رﻏﻢ ﺗﻮاﺿﻌﻪ، ﻟــــﻦ ﻳــﺘــﻢ »ﻗـــﺒـــﻞ ﻋـــــﺪة أﺷــــﻬــــﺮ« وﻓــﻖ أوﺳــﻠــﻮ. وﺗـﺄﻣـﻞ ﺑـﺎرﻳـﺲ ﺑﺎﻧﻀﻤﺎم اﻟــﺪﻧــﻤــﺎرك وروﻣــﺎﻧــﻴــﺎ ﺳــﺮﻳــﻌــﴼ إﻟــﻰ اﻟﻘﻮة اﻷوروﺑﻴﺔ اﳌﺸﺘﺮﻛﺔ. ووﻋﺪت اﻷوﻟـﻰ ﺑﺈرﺳﺎل ٠٠١ رﺟﻞ واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺧــﻤــﺴــﲔ. ﺣــﺘــﻰ اﻟــــﻴــــﻮم، ﻣــــﺎ زاﻟــــﺖ ﻗـﻮة »ﺗﺎﻛﻮﺑﺎ« اﳌﺸﻜﻠﺔ ﻣﻦ وﺣـﺪات ﺗﺘﺒﻊ ﻟـﺜـﻤـﺎﻧـﻲ ﺟـﻨـﺴـﻴـﺎت أوروﺑــﻴــﺔ ﻣﺘﻮاﺿﻌﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ وﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﺪﻳﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ٠٠٦ ﻓﺮد ﻧﺼﻔﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﲔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺘﻤﻮن ﺑﺸﻜﻞ رﺋﻴﺴﻲ إﻟﻰ ﻗﻮة اﻟﻜﻮﻣﺎﻧﺪوس اﳌﺴﻤﺎة »ﺳﺎﺑﺮ« »اﻟـﺴـﻴـﻒ« واﳌﺘﺨﺼﺼﺔ ﺑﻤﻼﺣﻘﺔ رؤوس اﻟــﺘــﻨــﻈــﻴــﻤــﺎت اﻹرﻫـــﺎﺑـــﻴـــﺔ اﻟﻨﺎﺷﻄﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺴﺎﺣﻞ.
ووﻓﻖ وزارة اﻟﺪﻓﺎع اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ، ﻓـــﺈن ﺗـﺮﻛـﻴـﺰ »ﺗــﺎﻛــﻮﺑــﺎ« اﻟــﺘــﻲ ﺗـﻌـﻮد ﻗــﻴــﺎدﺗــﻬــﺎ ﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻲ ﺳــﻴــﻜــﻮن ﻋﻠﻰ »ﻣـــﻮاﻛـــﺒـــﺔ« ﻗــــــﻮات اﻟــﺠــﻴــﺶ اﳌــﺎﻟــﻲ ﻓـــﻲ ﻋــﻤــﻠــﻴــﺎﺗــﻪ اﻟــﻌــﺴــﻜــﺮﻳــﺔ إﺿــﺎﻓــﺔ إﻟــــﻰ ﻋـﻤـﻠـﻴـﺔ اﻟــﺘــﺄﻫــﻴــﻞ واﻟـــﺘـــﺪرﻳـــﺐ. وﺗﺄﻣﻞ ﺑﺎرﻳﺲ أن ﺗﺮﺗﻔﻊ أﻋﺪاد ﻫﺬه اﻟـﻘـﻮة ﺳﺮﻳﻌﴼ ﺑﺎﻧﻀﻤﺎم ﻣـﺰﻳـﺪ ﻣﻦ اﻷوروﺑﻴﲔ إﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ إﻃﺎر ﺳﻌﻴﻬﺎ ﻟــﺒــﻨــﺎء »ﺗـــﺤـــﺎﻟـــﻒ دوﻟــــــﻲ« ﳌــﺤــﺎرﺑــﺔ اﻹرﻫـــﺎب ﻓـﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺴﺎﺣﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻢ ﺧﻤﺴﺔ ﺑﻠﺪان ﻫﻲ ﻣﻮرﻳﺘﺎﻧﻴﺎ وﻣـﺎﻟـﻲ واﻟﻨﻴﺠﺮ وﺑﻮرﻛﻴﻨﺎ ﻓﺎﺳﻮ وﺗــﺸــﺎد. واﻟـﺤـﻠـﻘـﺔ اﻷﺿــﻌــﻒ، وﻓـﻖ اﳌـــﺴـــﺆوﻟــﲔ اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻴــﲔ، ﻓـــﻲ ﻫــﺬه اﳌــــﻨــــﻈــــﻮﻣــــﺔ ﻫـــــﻲ ﺑـــــﻼ ﺷـــــﻚ ﻣــــﺎﻟــــﻲ. وﺗـــﺠـــﺪر اﻹﺷـــــــﺎرة إﻟــــﻰ أن ﺑــﺎرﻳــﺲ
أرﺳﻠﺖ ﻗﻮاﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺎم ٣١٠٢ ﻟﻘﻄﻊ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﻠﻰ ﻧــﺰول ﻗــﻮات إرﻫﺎﺑﻴﺔ واﻧـــﻔـــﺼـــﺎﻟـــﻴـــﺔ ﺑـــﺎﺗـــﺠـــﺎه اﻟــﻌــﺎﺻــﻤــﺔ ﺑــﺎﻣــﺎﻛــﻮ. وﺑــﺤــﺴــﺐ ﻣــــﺎﻛــــﺮون، ﻓــﺈن اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ وﻗــﻮة »ﺑـﺮﺧـﺎن« اﻟﺘﻲ أﻃﻠﻘﺖ ﺑﺪاﻳﺔ ٤١٠٢ ﻫﻤﺎ »ﳌﻨﻊ ﻗﻴﺎم )ﺧﻼﻓﺔ( )داﻋﺸﻴﺔ( ﻓﻲ )ﻣﻨﻄﻘﺔ( اﻟـــﺴـــﺎﺣـــﻞ«. وﺳـــﺒـــﻖ ﻟـــﻪ أن اﺳـﺘـﻨـﺪ إﻟـﻰ ﻫـﺬه اﻟﺤﺠﺔ اﻷﺳـﺒـﻮع اﳌﺎﺿﻲ ﻟﺘﺄﻛﻴﺪ أن »ﺑﺮﺧﺎن« أﻧﺠﺰت اﳌﻬﻤﺔ اﻟــﺘــﻲ أﻧــﺸــﺌــﺖ ﻣـــﻦ أﺟــﻠــﻬــﺎ. وﻗــﺎﻟــﺖ وزﻳــــــﺮة اﻟــــﺪﻓــــﺎع ﻓـــﻠـــﻮراﻧـــﺲ ﺑــﺎرﻟــﻲ إن »ﺗــﺎﻛــﻮﺑــﺎ« ﺳــﻮف ﺗﺤﺘﻞ ﻣﻮﻗﻌﴼ أﺳﺎﺳﻴﴼ »ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ« ﻓــﻲ اﻷﺷــﻬــﺮ واﻟــﺴــﻨــﻮات اﻟــﻘــﺎدﻣــﺔ«. ﻟــﻜــﻦ ﺑـــﺎرﻟـــﻲ ﺳـــﺎرﻋـــﺖ إﻟــــﻰ ﺗـﺤـﺬﻳـﺮ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳌـﺎﻟـﻴـﺔ اﻟـﺠـﺪﻳـﺪة إﻟــﻰ أن اﻟﻘﻮة اﳌﺬﻛﻮرة »ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻬﻤﺘﻬﺎ أن ﺗﻘﺎﺗﻞ ﻣﻜﺎن اﻟﻘﻮات اﳌﺎﻟﻴﺔ«.
ﻓﻲ ﻛﻠﻤﺘﻪ إﻟـﻰ ﻣﻤﺜﻠﻲ اﻟﻘﻮات اﻟـــﻌـــﺴـــﻜـــﺮﻳـــﺔ اﳌــﺨــﺘــﻠــﻔــﺔ ﺑــﻤــﻨــﺎﺳــﺒــﺔ اﻻﺣـﺘـﻔـﺎل اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي اﻟــﺬي ﻳﻘﺎم ﻛﻞ ﻋــــﺎم، ﻓــﻲ ﻫـــﺬا اﻟـــﻮﻗـــﺖ، ﻓــﻲ ﺣــﺪاﺋــﻖ وزارة اﻟﺪﻓﺎع، أﻛﺪ ﻣﺎﻛﺮون ﻣﺎ ﺳﺒﻖ أن أﺷـــــﺎر إﻟـــﻴـــﻪ اﻷﺳــــﺒــــﻮع اﳌــﺎﺿــﻲ ﺑـﺨـﺼـﻮص »ﺑـــﺮﺧـــﺎن« ﻣــﻊ اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ إﺿﺎﻓﻴﺔ. ﻓﻘﺪ أﻋﻠﻦ أن اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﳌﺬﻛﻮرة »ﺳﻴﻮﺿﻊ ﺣﺪ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎم ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﻣﻦ ﻋﺎم ٢٢٠٢«. ﻟﻜﻨﻪ ﺳﺎرع إﻟﻰ اﻟﻘﻮل إن ذﻟﻚ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ اﻻﻧﺴﺤﺎب ﻣﻦ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻔﺮﻧﺴﺎ وﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﻓﻲ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ. وﺗﺨﻄﻂ ﺑﺎرﻳﺲ ﻟﺨﻔﺾ ﻋﺪد ﻗﻮاﺗﻬﺎ اﻟﺒﺎﻟﻎ ﺣﺎﻟﻴﴼ ٠٠١٥ رﺟﻞ إﻟﻰ ٠٠٥٢ أو ٠٠٠٣ رﺟﻞ، أي إﻟﻰ ﻧﺼﻒ اﻟﻌﺪد اﻟﺤﺎﻟﻲ ﺑـﺪءﴽ ﺑﺈﻏﻼق ﺛﻼث ﻗﻮاﻋﺪ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺗﻘﻊ ﻛﻠﻬﺎ ﺷﻤﺎل ﻣﺎﻟﻲ وﻫﻲ ﻛﻴﺪال وﺗﻴﺴﺎﻟﻴﺖ وﺗﻤﺒﻮﻛﺘﻮ. وﻣﻦ اﳌﻘﺮر أن ﺗﺘﻢ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻹﻏــﻼق ﻓـﻲ اﻷﺷﻬﺮ اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﻋﻦ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻌﺎم اﻟﺠﺎري. وﺑــﺤــﺴــﺐ ﻗـــــﺮاءة ﻋـﺴـﻜـﺮﻳـﺔ ﳌﻌﺎﻧﻲ ﺧـــــﻄـــــﻮة اﻻﻧـــــﺴـــــﺤـــــﺎب اﻟـــﻔـــﺮﻧـــﺴـــﻴـــﺔ ﻣــﻦ اﻟــﻘــﻮاﻋــﺪ اﻟـــﺜـــﻼث، ﻓـــﺈن ﺑـﺎرﻳـﺲ ﺗﺘﺨﻠﻰ ﻋــﻦ ﺳﻌﻴﻬﺎ، ﻣـﻨـﺬ اﻧـﻄـﻼق »ﺑـــــﺮﺧـــــﺎن«، ﻹﺧـــــــﺮاج اﻟــﺘــﻨــﻈــﻴــﻤــﺎت اﳌﺴﻠﺤﺔ واﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ وإﻋــﺎدة ﺳــﻠــﻄــﺎت ﺑــﺎﻣــﺎﻛــﻮ وﺧــﺪﻣــﺎﺗــﻬــﺎ ﻓﻲ ﻣـﻨـﻄـﻘـﺔ ﺷـﺎﺳـﻌـﺔ ﻟـﺼـﺎﻟـﺢ اﻟـﺘـﺮﻛـﻴـﺰ ﻋـﻠـﻰ ﻣـﻼﺣـﻘـﺔ اﻹرﻫــﺎﺑــﻴــﲔ وﻋﺮﻗﻠﺔ أﻧﺸﻄﺘﻬﻢ. وﺑﺎﻟﺘﻮازي، ﻓﺈن اﻟﻄﺮف اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـﻲ ﻳــﺮﻳــﺪ ﻣـﻮاﺟـﻬـﺔ اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ اﻟـــــﻜـــــﺎﻣـــــﻦ ﻓـــﻴـــﻤـــﺎ ﻳـــﺴـــﻤـــﻰ ﻣــﻨــﻄــﻘــﺔ »اﻟــــــﺤــــــﺪود اﳌـــﺜـــﻠـــﺜـــﺔ« »ﺑــــــﲔ ﻣــﺎﻟــﻲ واﻟﻨﻴﺠﺮ وﺑﻮرﻛﻴﻨﺎ ﻓﺎﺳﻮ«، ﺣﻴﺚ ﺗــﺘــﺰاﻳــﺪ أﻧــﺸــﻄــﺔ ﻫـــﺬه اﳌــﺠــﻤــﻮﻋــﺎت وﻫﻮ ﻳﺮاﻫﻦ، إﻟﻰ ﺣﺪ ﺑﻌﻴﺪ، ووﻓﻖ اﻟـﺨـﻄـﻂ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟـﺠـﺪﻳـﺪة ﻋﻠﻰ اﻟـــــﺪور اﻟــــﺬي ﻳــﻔــﺘــﺮض أن ﺗــﻘــﻮم ﺑﻪ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ اﻟﻘﻮة اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ اﳌﺴﻤﺎة »ﺟـــﻲ ٥« اﳌـﺸـﻜـﻠـﺔ ﻣــﻦ وﺣــــﺪات ﻣﻦ دول اﻟـــﺴـــﺎﺣـــﻞ اﻟـــﺨـــﻤـــﺲ. وﻋــﺒــﺮت ﺑـﺎرﻳـﺲ ﻣـﺆﺧـﺮﴽ ﻋـﻦ ارﺗﻴﺎﺣﻬﺎ إﻟﻰ إرﺳﺎل ﺗﺸﺎد ﻗﻮة ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣﻦ أﻟﻒ رﺟــﻞ ﻟﺘﻨﻀﻢ إﻟــﻰ اﻟــﻘــﻮة اﳌﺸﺘﺮﻛﺔ وﻟـــﺘـــﻌـــﻤـــﻞ ﻓـــــﻲ ﻣــﻨــﻄــﻘــﺔ »اﻟـــــﺤـــــﺪود اﳌﺜﻠﺜﺔ« ﺑﻌﺪ اﳌﺨﺎوف اﻟﺘﻲ اﻧﺘﺎﺑﺘﻬﺎ ﻋـــﻘـــﺐ ﻣـــﻘـــﺘـــﻞ اﻟـــﺮﺋـــﻴـــﺲ اﻟـــﺘـــﺸـــﺎدي إدرﻳﺲ دﺑﻲ ﻓﻲ اﳌﻮاﺟﻬﺔ ﻣﻊ ﻗﻮات ﻣـــﺘـــﻤـــﺮدة ﻧـــﺰﻟـــﺖ ﺻــــﻮب اﻟــﻌــﺎﺻــﻤــﺔ ﻣــﻦ اﻟــﺠــﻨــﻮب اﻟــﻠــﻴــﺒــﻲ. ﻫــﻜــﺬا ﺗـﺒـﺮز ﺧـﻄـﻮط اﻻﺳـﺘـﺮاﺗـﻴـﺠـﻴـﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ اﻟــﺠــﺪﻳــﺪة ﻓــﻲ اﻟــﺴــﺎﺣــﻞ: ﻣــﻦ ﺟـﻬـﺔ، ﺗـﻌـﻮﻳـﻞ ﻋـﻠـﻰ ﺗـﺤـﻮﻳـﻞ اﻟــﺤــﺮب ﻋﻠﻰ اﻟـﺘـﻨـﻈـﻴـﻤـﺎت اﻹرﻫــﺎﺑــﻴــﺔ اﳌــﻮﺟــﻮدة ﻓــﻴــﻬــﺎ ﻣـــﻦ ﻓــﺮﻧــﺴــﻴــﺔ إﻟــــﻰ أوروﺑـــﻴـــﺔ ﻋـــﺒـــﺮ إﺷـــــــﺮاك ﻣـــﺰﻳـــﺪ ﻣــــﻦ اﻟـــﺸـــﺮﻛـــﺎء اﻷوروﺑــــﻴــــﲔ ﻣــﻦ ﺧـــﻼل »ﺗــﺎﻛــﻮﺑــﺎ«. وﺑــﺎﻟــﺘــﻮازي، اﺳــﺘــﻤــﺮار اﻻﺳــﺘــﻔــﺎدة ﻣــﻦ اﻟــﺪﻋــﻢ اﻟﻌﺴﻜﺮي اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻲ إن اﻟﻠﻮﺟﻴﺴﺘﻲ أو اﻻﺳﺘﺨﺒﺎري اﻟﺬي وﻋﺪت واﺷﻨﻄﻦ ﺑﻤﻮاﺻﻠﺘﻪ. وﻟﻬﺬا اﻟـــﻐـــﺮض، ﺳـــﺎﻓـــﺮت وزﻳــــــﺮة اﻟـــﺪﻓـــﺎع إﻟـﻰ واﺷﻨﻄﻦ ﻹﺑــﺮام اﺗﻔﺎﻗﺎت ﺑﻬﺬا اﳌﻌﻨﻰ ﻣـﻊ ﻧﻈﻴﺮﻫﺎ اﻟﺠﻨﺮال ﻟﻮﻳﺪ أوﺳﱳ.
وﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ، ﺗﺮﻳﺪ ﺑﺎرﻳﺲ ﻟﻠﻘﻮة اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ اﳌﺸﺘﺮﻛﺔ دورﴽ أﻛﺒﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣﻊ ﺗﻮﻓﻴﺮ اﻟﺪﻋﻢ ﻟﻬﺎ إن ﺗﺪرﻳﺒﴼ أو ﺗﺴﻠﻴﺤﴼ أو ﻋﺘﺎدﴽ وﻫﻲ ﺗﻌﻮل ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺎﻫﻤﺎت اﻟـــﺪوﻟـــﻴـــﺔ وﻣــﻨــﻬــﺎ ﺧــﻠــﻴــﺠــﻴــﺔ. وﻓــﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻋﻴﻨﻪ، ﺗﺴﻌﻰ ﻟﻄﻤﺄﻧﺔ ﻗﻴﺎدات اﻟﺴﺎﺣﻞ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻨﻮي اﻻﻧﺴﺤﺎب ﻋــــﻠــــﻰ اﻟــــﻄــــﺮﻳــــﻘــــﺔ اﻷﻣــــﻴــــﺮﻛــــﻴــــﺔ ﻣــﻦ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن ﺑﻞ ﺗﻌﻤﺪ ﻓﻘﻂ ﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺧــﻄــﻄــﻬــﺎ ودورﻫـــــــﺎ ﺣــﺘــﻰ ﻻ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﺘﺤﻤﻠﺔ ﻟﻠﻌﺐء اﻷﻛﺒﺮ اﻟﺬي ﻳﻜﻠﻔﻬﺎ ﺳﻨﻮﻳﴼ ﻣﺎ ﻳﻘﺎرب اﳌﻠﻴﺎر ﻳﻮرو ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺗﻜﻠﻔﺘﻪ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ.