ﻟﺒﻨﺎن: اﺷﺘﺒﺎك ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻳﺤﺎﺻﺮ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻧﺘﺨﺎب وﻳﻬﺪد اﻻﺳﺘﺤﻘﺎق اﻟﻨﻴﺎﺑﻲ
اﳊﻜﻮﻣﺔ أوﻟﻰ ﺿﺤﺎﻳﺎ »اﻟﻌﺎﺻﻔﺔ اﻟﺪﻣﻮﻳﺔ« ﰲ اﻟﻄﻴﻮﻧﺔ
ﺗﺘﺨﻮف ﻣــﺼــﺎدر ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑـــــﺎرزة ﻣــﻦ أن ﻳــﺘــﺤــﻮل اﻟــﺒــﺮﳌــﺎن إﻟــﻰ ﺳـﺎﺣـﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻟﻼﺷﺘﺒﺎك اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺑـﺪﻋـﻮة رﺋﻴﺴﻪ ﻧﺒﻴﻪ ﺑﺮي، اﻟﻠﺠﺎن اﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ اﳌﺸﺘﺮﻛﺔ ﻟﻼﺟﺘﻤﺎع ﻏﺪﴽ )اﻟﺜﻼﺛﺎء(، ﻟﻠﻨﻈﺮ ﻓﻲ رد رﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻣﻴﺸﺎل ﻋـــﻮن، ﻟـﻘـﺎﻧـﻮن اﻟـﺘـﻌـﺪﻳـﻼت ﻋﻠﻰ ﻗـــﺎﻧـــﻮن اﻻﻧــﺘــﺨــﺎب اﻟـــــﺬي أﻗــﺮﺗــﻪ ﻫــﻴــﺌــﺘــﻪ اﻟـــﻌـــﺎﻣـــﺔ ﻓــــﻲ ﺟـﻠـﺴـﺘـﻬـﺎ اﻟـﺘـﺸــﺮﻳـﻌـﻴــﺔ اﻷﺳـــﺒـــﻮع اﳌــﺎﺿــﻲ وﺗــﺒــﻨــﻰ ﻓــﻴــﻪ ﺣــﺮﻓــﻴــﴼ ﻣــﻀــﺎﻣــﲔ اﻻﻋـــــﺘـــــﺮاﺿـــــﺎت اﻟــــﺘــــﻲ ﺳــﺠــﻠــﻬــﺎ ورﻳﺜﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ رﺋﻴﺲ »اﻟﺘﻴﺎر اﻟـﻮﻃـﻨـﻲ اﻟــﺤــﺮ« اﻟـﻨـﺎﺋـﺐ ﺟـﺒـﺮان ﺑـــﺎﺳـــﻴـــﻞ، ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺘــﻌــﺪﻳــﻼت ﻓـﻲ ﻣــــﺪاﺧــــﻠــــﺘــــﻪ اﻻﻋـــــﺘـــــﺮاﺿـــــﻴـــــﺔ ﻓــﻲ اﻟــﺠــﻠــﺴــﺔ ﻣــــﻦ دون أن ﻳـﺤـﻈـﻰ ﺑـــﺘـــﺄﻳـــﻴـــﺪ اﻟـــﻐـــﺎﻟـــﺒـــﻴـــﺔ اﻟــﻨــﻴــﺎﺑــﻴــﺔ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﺣﻠﻴﻔﻪ »ﺣــﺰب اﻟﻠﻪ«، وإن ﻛــــﺎن ﺗــﻤــﺎﻳــﺰ ﻋــﻨــﻪ ﺑـﺘـﺄﻳـﻴـﺪه إﺟــﺮاء اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ ٧٢ ﻣﺎرس )آذار( ٢٢٠٢ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺗﻨﺎﻏﻤﻪ ﻣﻌﻪ ﺑﺘﺨﺼﻴﺺ داﺋـﺮة اﻧــﺘــﺨــﺎﺑــﻴــﺔ ﻟـﻠـﻤـﻘـﻴـﻤـﲔ ﻓـــﻲ ﺑــﻼد اﻻﻏــﺘــﺮاب ﻻﻧﺘﺨﺎب ٦ ﻧــﻮاب، ﻣﺎ ﻳﺮﻓﻊ ﻋــﺪد أﻋـﻀـﺎء اﻟـﺒـﺮﳌـﺎن إﻟﻰ ٤٣١ ﻧﺎﺋﺒﴼ.
وﺗﻠﻔﺖ اﳌـﺼـﺎدر اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟــــــ»اﻟـــــﺸـــــﺮق اﻷوﺳـــــــــــﻂ« إﻟــــــﻰ أن اﻟــﺨــﻼف ﺣــﻮل اﻟـﺘـﻌـﺪﻳـﻼت اﻟﺘﻲ أﻗﺮﺗﻬﺎ اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻐﺎﻟﺒﻴﺘﻬﺎ اﻟـﻨـﻴـﺎﺑـﻴـﺔ أوﺟـــﺪ ﻣـــﻮاد ﻣﺸﺘﻌﻠﺔ ﺳﺘﻄﻐﻰ ﻋﻠﻰ اﺟـﺘـﻤـﺎع اﻟﻠﺠﺎن اﳌﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﻌﺪ أن ﻣﻬﺪ ﻟﻬﺎ »اﻟﺘﻴﺎر اﻟــــﻮﻃــــﻨــــﻲ« ﺑـــﻬـــﺠـــﻮم ﺳــﻴــﺎﺳــﻲ ﺻـﺎﻋـﻖ اﺳـﺘـﻬـﺪف ﺣـﺮﻛـﺔ »أﻣــﻞ« ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﺑــﺮي، ﻣﺎ اﺿﻄﺮﻫﺎ إﻟﻰ اﻟـــﺮد ﻋﻠﻴﻪ ﺑـﻬـﺠـﻮم ﻣـﻤـﺎﺛـﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮق ﻟﻢ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺳﻴﻞ وإﻧـــﻤـــﺎ اﻧــﺴــﺤــﺐ ﻣــﺒــﺎﺷــﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﻮن وﻓﺮﻳﻘﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺑﺘﺮﻛﻴﺰه ﻋﻠﻰ »اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﺴﻮداء« اﻟــﺘــﻲ ﻳــﺪﻳــﺮﻫــﺎ اﻟـــﻮزﻳـــﺮ اﻟـﺴـﺎﺑــﻖ ﺳــﻠــﻴــﻢ ﺟـــﺮﻳـــﺼـــﺎﺗـــﻲ ﻣــــﻦ ﺧـــﻼل اﳌﺤﻘﻖ اﻟﻌﺪﻟﻲ ﻓﻲ اﻧﻔﺠﺎر ﻣﺮﻓﺄ ﺑﻴﺮوت اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻃﺎرق اﻟﺒﻴﻄﺎر.
وﺗـﺆﻛـﺪ أن اﻧﻌﻘﺎد اﺟﺘﻤﺎع اﻟﻠﺠﺎن اﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ اﻷﺟﻮاء اﳌﻜﻬﺮﺑﺔ اﳌﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﻌﺎم واﻟﺘﻲ ﺳﺘﻜﻮن ﺣﺎﺿﺮة ﺑﺎﻣﺘﻴﺎز ﻓﻲ ﻣﺪاﺧﻼت اﻟــــﻨــــﻮاب ﺣــــﻮل اﻟــﺘــﻌــﺪﻳــﻼت ﻓﻲ ﺿﻮء اﻣﺘﻨﺎع ﻋﻮن ﻋﻦ اﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻋـﻠـﻴـﻬـﺎ، ﻳــﺘــﺰاﻣــﻦ ﻫـــﺬه اﳌــــﺮة ﻣﻊ اﺳـــــﺘـــــﻤـــــﺮار ﺗـــﻌـــﻄـــﻴـــﻞ ﺟـــﻠـــﺴـــﺎت ﻣــﺠــﻠــﺲ اﻟــــــــﻮزراء ﻋــﻠــﻰ ﺧـﻠـﻔـﻴـﺔ ﻣــﻄــﺎﻟــﺒــﺔ »اﻟــﺜــﻨــﺎﺋــﻲ اﻟــﺸــﻴــﻌــﻲ« ﺑﺘﻨﺤﻴﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺒﻴﻄﺎر وﻛﻒ ﻳــﺪه ﻋـﻦ ﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻓﻲ ﻣﻠﻒ اﻧﻔﺠﺎر ﻣﺮﻓﺄ ﺑﻴﺮوت، ﻓﻴﻤﺎ ﻟــــﻢ ﻳــﺘــﻮﺻــﻞ ﻣــﺠــﻠــﺲ اﻟــﻘــﻀــﺎء اﻷﻋــــﻠــــﻰ إﻟــــــﻰ اﺑـــــﺘـــــﺪاع ﺗــﺴــﻮﻳــﺔ ﻹﻋــــــﺎدة اﻟــــــﺮوح إﻟــــﻰ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ اﳌﻌﻄﻠﺔ ﻓﻲ ﺿﻮء إﺻﺮار رﺋﻴﺲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻧﺠﻴﺐ ﻣﻴﻘﺎﺗﻲ، ﻋﻠﻰ ﻋــﺪم اﻟـﺘـﺪﺧـﻞ ﺗﻘﻴﺪﴽ ﻣﻨﻪ ﺑﻤﺒﺪأ اﻟﻔﺼﻞ ﺑﲔ اﻟﺴﻠﻄﺎت.
وﺗﻨﻘﻞ اﳌـﺼـﺎدر ﻋـﻦ ﻣﺼﺪر ﻧـﻴـﺎﺑـﻲ ﺑـــﺎرز ﻗـﻮﻟـﻪ إن اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﳌﻴﻘﺎﺗﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﻦ أوﻟــﻰ ﺿﺤﺎﻳﺎ »اﻟﻌﺎﺻﻔﺔ اﻟﺪﻣﻮﻳﺔ« اﻟﺘﻲ أﺻﺎﺑﺖ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻄﻴﻮﻧﺔ ﻓــﻲ اﻟﻀﺎﺣﻴﺔ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻟــﺒــﻴــﺮوت، وﺗــﻘــﻮل إن اﳌﺤﺎوﻻت ﺟﺎرﻳﺔ ﻹﺧﺮاﺟﻬﺎ ﻣﻦ دواﻣــــﺔ اﻟﺘﻌﻄﻴﻞ ﺑـﻌـﺪ أن ﻛــﺎدت ﺗﺘﺤﻮل ﻗﺒﻞ ﺑﻠﻮﻏﻬﺎ اﻟﺸﻬﺮ اﻷول ﻣﻦ وﻻدﺗﻬﺎ إﻟﻰ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺗﺼﺮﻳﻒ أﻋﻤﺎل، وﻫﺬا ﻣﺎ دﻋﺖ إﻟﻴﻪ ﻛﺘﻠﺔ »اﻟﻮﻓﺎء ﻟﻠﻤﻘﺎوﻣﺔ« - »ﺣﺰب اﻟﻠﻪ« ﻓــﻲ اﺟــﺘــﻤــﺎﻋــﻬــﺎ اﻷﺧــﻴــﺮ ﺑــﺪﻋــﻮة اﻟـﻮزراء إﻟﻰ ﺗﻔﻌﻴﻞ إﻧﺘﺎﺟﻴﺘﻬﻢ، ﻟـﻜـﻦ ﻛـﻴـﻒ وﻣـﺘـﻰ وﻫـــﺬا ﻣــﺎ ﺑﻘﻲ ﻋﺎﻟﻘﴼ؟
وﺗــــــــــــﺮى -ﺣــــــﺴــــــﺐ اﳌـــــﺼـــــﺪر اﻟـﻨـﻴـﺎﺑـﻲ- أن ﻗــﻮل وزﻳــﺮ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺮﺗﻀﻰ ﺑﺎﺳﻢ اﻟـــﺜـــﻨـــﺎﺋـــﻲ إﻧــــــﻪ وزﻣـــــــــــﻼءه ﻋــﻠــﻰ اﺳـــــﺘـــــﻌـــــﺪاد ﳌـــــــﻌـــــــﺎودة ﺣـــﻀـــﻮر ﺟــﻠــﺴــﺎت ﻣــﺠــﻠــﺲ اﻟـــــــــﻮزراء ﻓـﻲ ﺣﺎل ﻗﺮر ﻣﻴﻘﺎﺗﻲ ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻟﺪﻋﻮة ﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺟﻠﺴﺎﺗﻪ، ﻻ ﻳﺼﺮف
ﻓـــــﻲ ﻣـــــﻜـــــﺎن ﻷﻧـــــــﻪ ﻳـــــــــﺪرك ﺟـــﻴـــﺪﴽ وﺳـﻠـﻔــﴼ أﻧـــﻪ ﻟــﻦ ﻳـﻐـﺎﻣـﺮ ﺑـﺪﻋـﻮﺗـﻪ ﻟﺌﻼ ﻳﻨﻘﻞ اﻻﺷـﺘـﺒـﺎك اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ إﻟﻰ داﺧﻞ ﺟﻠﺴﺎﺗﻪ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ ﻳﺰال ﻳﻠﺘﺰم ﺑﺘﺪوﻳﺮ اﻟﺰواﻳﺎ ﻟﻌﻠﻪ ﻳــﺪﻓــﻊ ﺑــﺎﺗــﺠــﺎه إﻧـــﻘـــﺎذ ﺣـﻜـﻮﻣـﺘـﻪ ﻣــﻦ اﻟــﺘــﻌــﻄــﻴــﻞ، ﺧــﺼــﻮﺻــﴼ أﻧـﻬـﺎ ﺗـــﻌـــﺪ ﻣـــﻦ »أﺳـــــــﺮع« اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺎت ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ ﻟﺒﻨﺎن اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺼﺮف ﺧــﻼل ﻣﻬﻠﺔ زﻣﻨﻴﺔ ﻗﺼﻴﺮة إﻟﻰ ﺗــﺼــﺮﻳــﻒ اﻷﻋــــﻤــــﺎل ﻓــــﻲ اﻟــﻮﻗــﺖ اﻟﺬي ﻳﺄﻣﻞ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺠﻤﻴﻊ وﺑﺪﻋﻢ دوﻟﻲ أن ﺗﻌﺪ ﻣﺎ اﻟﺘﺰﻣﺖ ﺑﻪ ﻟﺠﻬﺔ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ إﻧﻘﺎذ اﻟﺒﻠﺪ واﻧﺘﺸﺎﻟﻪ ﻣﻦ اﻻﻧﻬﻴﺎر ﺑﺪﻻ ﻣﻦ أن ﻳﺘﺪﺣﺮج ﻧﺤﻮ اﻻﻧﺤﺪار.
وﺗــﺮى اﳌـﺼـﺎدر اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ أن ارﺗﻔﺎع ﻣﻨﺴﻮب اﻻﺷﺘﺒﺎﻛﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻷﻣﻨﻴﺔ واﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ اﻻﻧﻜﻤﺎش اﻻﻗﺘﺼﺎدي
واﳌــــﻌــــﻴــــﺸــــﻲ اﻟــــــــــﺬي ﻳـــﺤـــﺎﺻـــﺮ اﻟــﻠــﺒــﻨــﺎﻧــﻴــﲔ اﻟـــﺬﻳـــﻦ ﻻ ﻳــﺠــﺪون ﻣﻦ ﺣﻠﻮل ﳌﺸﻜﻼﺗﻬﻢ وأزﻣﺎﺗﻬﻢ اﳌﺘﺮاﻛﻤﺔ، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻗﺎﺋﻤﴼ ﻟﻮ أن اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﻮن ﺑﺎدر ﻣﻨﺬ اﻧﺘﺨﺎﺑﻪ رﺋـــــﻴـــــﺴـــــﴼ ﻟــــﻠــــﺠــــﻤــــﻬــــﻮرﻳــــﺔ إﻟـــــﻰ اﻟﺘﻤﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﺑﲔ اﻟﻘﻮى اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑـﺪﻻ ﻣﻦ أن ﻳــﺘــﺼــﺮف ﻋــﻠــﻰ أﻧـــﻪ ﻻ ﻳــﺰال ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻌﻪ ﻗﺒﻞ اﻧﺘﺨﺎﺑﻪ رﺋﻴﺴﴼ ﻟــ»اﻟـﺘـﻴـﺎر اﻟــﻮﻃــﻨــﻲ«، ﻣــﺎ أﻓـﻘـﺪه وﺑﻤﻞء إرادﺗــﻪ دوره اﻟﺘﻮﻓﻴﻘﻲ اﻟــــــــﺬي ﻳـــﺘـــﻴـــﺢ ﻟـــــﻪ اﻟـــﺠـــﻤـــﻊ ﺑــﲔ اﻟـﻠـﺒـﻨـﺎﻧـﻴـﲔ واﻟــﺘــﻮاﺻــﻞ ﻣﻌﻬﻢ ﻟـــﺌـــﻼ ﻳــﺒــﻘــﻰ ﻛـــﻤـــﺎ ﻫــــﻮ ﺣــﺎﺻــﻞ اﻵن ﺑـﻤـﻨـﺄى ﻋــﻦ اﻟــﺘــﻮاﺻــﻞ ﻣﻊ ﺧـﺼـﻮﻣـﻪ اﻟــﺬﻳــﻦ ﻫــﻢ ﻓــﻲ ﻧﻔﺲ اﻟــﻮﻗــﺖ ﻋـﻠـﻰ ﺧــﻼف ﻣــﻊ ورﻳـﺜـﻪ اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻲ اﻟـــﺬي ﻧــﺼــﺐ ﻧﻔﺴﻪ رﺋـــﻴـــﺴـــﴼ ﻟــﻠــﻈــﻞ ﺑـــﻤـــﻮاﻓـــﻘـــﺔ ﻋـﻤـﻪ
واﻟـــﻔـــﺮﻳـــﻖ اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻲ اﳌــﺤــﻴــﻂ ﺑـــﻪ اﻟـــــﺬي ﻻ ﻳـــﺤـــﺮك ﺳــﺎﻛــﻨــﴼ ﻣﺎ ﻟــﻢ ﻳـﺘـﻠـﻖ اﻟــﻀــﻮء اﻷﺧــﻀــﺮ ﻣﻦ ﺑﺎﺳﻴﻞ.
وﺗﺆﻛﺪ أن ﻋﻮن ﻫﻮ ﻣﻦ أوﻗﻊ رﺋﺎﺳﺔ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻓﻲ ﻋﺰﻟﺔ ﻋﻦ ﺧﺼﻮﻣﻪ، وﻗﺮر أن ﻳﺒﺘﻌﺪ ﻋﻨﻬﻢ وﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﻦ ﻫﻢ ﻟﻪ ﺳﻮى إﻋﺎدة ﺗﻌﻮﻳﻢ ﺑﺎﺳﻴﻞ، وﺗـﺴـﺄل: ﳌــﺎذا ﻻ ﻳـﺘـﺪﺧــﻞ وأﻳــــﻦ ﺗـﻜـﻤـﻦ ﻣﺼﻠﺤﺘﻪ ﻓــﻲ ﺗـــﺮك اﻷﻣـــــﻮر ﻋــﻠــﻰ ﻏــﺎرﺑــﻬــﺎ؟ وﺗــﻘــﻮل إن ﻛــﻞ ﻫـــﺬه اﻷزﻣـــــﺎت ﻻ ﻳــﻤــﻜــﻦ أن ﺗـــﺘـــﺮاﻛـــﻢ ﻟـــﻮ أﻧــــﻪ أﺧــﺬ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ اﻟﺘﺼﺮف ﺑﺤﻴﺎدﻳﺔ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ أن ﻳﻄﻠﻖ ﻳﺪ ﺻﻬﺮه ﺑﻌﺪ أن ﻣـﻨـﺤـﻪ ﺻـﻼﺣـﻴـﺔ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﺗﻌﻄﻴﻞ ﺟﻠﺴﺎت ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء ﺳــﺎﺑــﻘــﴼ وأﺧــــﻴــــﺮﴽ ﻓــــﻲ ﺗــﻔــﻮﻳــﻀــﻪ ﻟـﺘـﺴـﻤـﻴـﺔ وزراﺋـــــﻪ ﻓــﻲ اﻟـﺤـﻜـﻮﻣـﺔ اﳌﻴﻘﺎﺗﻴﺔ اﻟﺬﻳﻦ أﺧﻀﻌﻮا ﻗﺒﻠﻬﺎ ﻻﻣــﺘــﺤــﺎﻧــﺎت ﻛــﺸــﺮط ﻟـﺪﺧـﻮﻟـﻬـﻢ ﻓﻴﻬﺎ.
وﺗﻠﻔﺖ إﻟﻰ أن ﻋﻮن ﻳﺘﺤﻤﻞ ﻣـﺴـﺆوﻟـﻴـﺔ أوﻟـــﻰ ﻓــﻲ أﺧــﺬ اﻟﺒﻠﺪ إﻟﻰ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺄزم ﺑﻌﺪ أن ﻫﺪم اﻟــﺠــﺴــﻮر اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ ﻟـﻠـﺘـﻼﻗـﻲ ﻣـﻊ أﺑــﺮز اﳌـﻜـﻮﻧـﺎت ﻓـﻲ اﻟﺒﻠﺪ ﻣﺎ أدى إﻟــﻰ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﻣﺒﻨﻰ »اﻟﺘﻴﺎر اﻟــــﻮﻃــــﻨــــﻲ« ﻓـــــﻲ ﺳـــﻨـــﺘـــﺮ ﻣــﻴــﺮﻧــﺎ ﺷــﺎﻟــﻮﺣــﻲ إﻟــــﻰ ﻏـــﺮﻓـــﺔ ﻋـﻤـﻠـﻴـﺎت ﺗـــــﺪﻳـــــﺮ اﻟـــــــﺸـــــــﺆون اﻟـــﺴـــﻴـــﺎﺳـــﻴـــﺔ واﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ آن ﻣﻌﴼ.
ﻟــــــــﺬﻟــــــــﻚ ﻓــــــــــــﺈن اﻻﺷــــــﺘــــــﺒــــــﺎك اﻟـــﺴـــﻴـــﺎﺳـــﻲ ﻳـــﺤـــﺎﺻـــﺮ اﺟــﺘــﻤــﺎع اﻟﻠﺠﺎن اﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ ﻏﺪﴽ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻏﻴﺎب أي ﻣـﺤـﺎوﻟـﺔ ﻟﺘﻄﻮﻳﻖ ﺟـﺮ اﻟﺒﻠﺪ إﻟﻰ أزﻣﺔ ﻣﺴﺘﻌﺼﻴﺔ ﻣﻊ ﺗﻨﺎﻣﻲ اﻟــﺸــﻜــﻮك ﺑـــﺈﺟـــﺮاء اﻻﻧــﺘــﺨــﺎﺑــﺎت اﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﻋﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺿﻮء إﻗـﺤـﺎم اﻟـﺒـﺮﳌـﺎن ﻓـﻲ اﻧﻘﺴﺎم أﻳﻦ ﻣﻨﻪ اﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ وﻋﺪم اﻟـــﺮﻫـــﺎن ﻋــﻠــﻰ اﻟــﻀــﻐــﻂ اﻟــﺪوﻟــﻲ ﻹﻧـﺠـﺎزﻫـﺎ ﻓـﻲ ﻣـﻮﻋـﺪﻫـﺎ ﺑﻌﺪ أن ﺗﺒﲔ ﻟﻠﻘﺎﺻﻲ واﻟﺪاﻧﻲ أن إﺻﺮار اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻠﻮﻳﺢ ﺑﻔﺮض ﻋﻘﻮﺑﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﻦ اﺗﻬﻤﻪ ﺑﻌﺮﻗﻠﺔ ﺗﺸﻜﻴﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ وﻻﺣﻘﴼ ﺑﺘﻌﻄﻴﻞ اﻻﺳﺘﺤﻘﺎق اﻟﻨﻴﺎﺑﻲ ﻣﺎ ﻫﻮ إﻻ ﻗﻨﺒﻠﺔ ﺻﻮﺗﻴﺔ ﻻ ﻣﻔﺎﻋﻴﻞ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻬﺎ.
وﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق، وﻓﻲ ﻏﻴﺎب أي ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﺗﺴﻮﻳﺔ ﻟــﺘــﻔــﺎدي اﻻﺷـــﺘـــﺒـــﺎك اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻲ داﺧﻞ اﻟﻠﺠﺎن اﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ، ﻓﺈن ﻋﺪم ﺗﺸﻐﻴﻞ اﳌﺤﺮﻛﺎت ﺣﺘﻰ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﻹﻧــﻘــﺎذ اﳌــﻮﻗــﻒ ﻳـﻌـﻨـﻲ ﺣـﻜـﻤـﴼ أن اﻻﺻـــﻄـــﻔـــﺎف اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻲ داﺧـــﻞ اﻟـﺒـﺮﳌـﺎن اﻟــﺬي ﻛــﺎن وراء إدﺧــﺎل اﻟﺘﻌﺪﻳﻼت ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻧﺘﺨﺎب اﻟﺬي ﻻ ﻳﺰال ﻧﺎﻓﺬﴽ، ﺳﻴﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻪ وﻟﻦ ﻳﺒﺪل ﻓﻲ ﻣﻴﺰان اﻟﻘﻮى ﻟـﻠـﺮﻫـﺎن ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺎﻫﻢ ﻳــﺆدي إﻟﻰ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺪﻳﻼت اﳌﻘﺘﺮﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻧﻮن.
وﻳــــﺒــــﻘــــﻰ اﻟــــــﺴــــــﺆال ﺑــﻠــﺴــﺎن اﳌــــــــــﺼــــــــــﺎدر اﻟـــــﺴـــــﻴـــــﺎﺳـــــﻴـــــﺔ ﻋـــﻦ اﻟـــﺴـــﻴـــﻨـــﺎرﻳـــﻮ اﻟــــــــﺬي ﻳـــﻤـــﻜـــﻦ أن ﻳـﺸـﻬـﺪه اﺟـﺘـﻤـﺎع اﻟــﻠــﺠــﺎن، وﻫـﻞ ﺳﻴﻨﺘﻬﻲ إﻟــﻰ ﺗﺄﻛﻴﺪ اﳌـﺆﻛـﺪ ﻓﻲ اﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﻤﺎ أﻗﺮﺗﻬﺎ اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺮﳌﺎن ﻓﻲ ﺣﺎل ﺗﻘﺮر دﻋﻮﺗﻬﺎ ﻻﺟﺘﻤﺎع ﻳﻌﻘﺪ اﻟﺨﻤﻴﺲ اﳌـــﻘـــﺒـــﻞ ﻟـــﻌـــﺪم اﳌــــﺴــــﺎس ﺑــﺎﳌــﻬــﻞ اﻟـﻘـﺎﻧـﻮﻧـﻴـﺔ ﻹﺟـــﺮاء اﻻﻧـﺘـﺨـﺎﺑـﺎت ﻓﻲ ٧٢ ﻣــﺎرس وﺑﻤﻮاﻓﻘﺔ ﻧﺼﻒ ﻋـﺪد اﻟـﻨـﻮاب زاﺋــﺪ واﺣــﺪ، أي ٥٦ ﻧــﺎﺋــﺒــﴼ؟ أم أن ﻫـــﻨـــﺎك ﻣـــﺪاﺧـــﻼت ﻟــﻴــﺴــﺖ ﻣــﺮﺋــﻴــﺔ ﺳــﺘــﻔــﺘــﺢ اﻟــﺒــﺎب أﻣـــــــــﺎم اﻟــــــﻮﺻــــــﻮل إﻟـــــــﻰ ﺗــﺴــﻮﻳــﺔ ﺑﺎﻟﺘﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺨﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺪﻳﻼت، وﻫﺬا ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻣﻮاﻓﻘﺔ ﻧﺼﻒ ﻋﺪد ﺣﻀﻮر اﻟﺠﻠﺴﺔ زاﺋﺪ واﺣــﺪ ﺷـﺮط أن ﻳﺘﺄﻣﻦ اﻟﻨﺼﺎب ﻻﻧﻌﻘﺎدﻫﺎ؟
إﻻ أن ﻛـــﻞ ﻫــــﺬه اﻟــﺘــﻮﻗــﻌــﺎت ﻣــﺎ ﻫــﻲ إﻻ ﺗـﻜـﻬـﻨـﺎت -ﻛـﻤـﺎ ﺗﻘﻮل اﳌﺼﺎدر ﻟـ»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ«- ﳌﺎ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺨﺎوف ﻣﻦ أن ﺗﺸﻬﺪ ﺟــﻠــﺴــﺔ اﻟـــﻠـــﺠـــﺎن ﻧـــﻘـــﺎﺷـــﴼ ﺣــــﺎدﴽ ﻳﻤﻬﺪ ﻟﺪﺧﻮل »اﻟﺘﻴﺎر اﻟﻮﻃﻨﻲ« ﻓــﻲ ﻣـﻌـﺮﻛـﺔ ﻛـﺴـﺮ ﻋـﻈـﻢ ﺗﺘﺠﺎوز ﺑــــﺮي إﻟــــﻰ اﻷﻛـــﺜـــﺮﻳـــﺔ اﻟــﻨــﻴــﺎﺑــﻴــﺔ، ﺧــﺼــﻮﺻــﴼ أن ﺑــﺎﺳــﻴــﻞ ﻛــــﺎن ﻓﻲ ﻏــﻨــﻰ ﻋــﻦ اﺳـــﺘـــﺪراج »أﻣـــــﻞ« إﻟــﻰ اﺷﺘﺒﺎك ﺻﺎروﺧﻲ ﻟﻮ أﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺧﺼﻮﻣﻪ إﺟـﺮاء اﻻﻧــﺘــﺨــﺎﺑــﺎت ﻓــﻲ ﻣــﻮﻋــﺪﻫــﺎ ﺑــﺪﻻ ﻣﻦ أن ﻳﺸﻌﻞ اﻟﺘﺤﻀﻴﺮ ﻟﺠﻠﺴﺔ اﻟﻠﺠﺎن ﺑﻤﻮاد ﻣﺸﺘﻌﻠﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗــﻨــﺘــﻬــﻲ إﻻ ﺑــﻄــﻐــﻴــﺎن ﻓــﺮﻳــﻖ ﻋـﻠـﻰ آﺧـــﺮ ﻓـﻴـﻤـﺎ ﺗـﻘـﻒ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﳌــﻴــﻘــﺎﺗــﻴــﺔ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺤــﻴــﺎد ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺴﻌﻰ »ﺣـﺰب اﻟﻠﻪ« إﻟﻰ ﻣﺮاﻋﺎة ﺑﺎﺳﻴﻞ وإﻧﻤﺎ ﻣﻦ دون أي ﺻﺨﺐ ﺳـﻴـﺎﺳـﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳـﻬـﺰ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺤﻠﻴﻔﻪ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﺮي أو ﻳﻬﺪدﻫﺎ.
وﻋــﻠــﻴــﻪ ﻓـــﺈن ﺑــﺎﺳــﻴــﻞ اﺧــﺘــﺎر »أﻣﻞ« ﻟﻴﺼﻮب ﻧﻴﺮاﻧﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﺮي ﺑﻌﺪ أن أدرك -ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮل اﳌـــــﺼـــــﺎدر- أﻧـــــﻪ ﻓـــﻲ ﺣـــﺎﺟـــﺔ إﻟــﻰ اﺳــﺘــﺤــﻀــﺎر ﺧــﺼــﻢ ﻟﻠﺘﺤﺮﻳﺾ ﻋـــﻠـــﻴـــﻪ ﻓـــــﻲ اﻟـــــﺸـــــﺎرع اﳌــﺴــﻴــﺤــﻲ ﻛــﺒــﺪﻳــﻞ ﻋـــﻦ »اﻟــــﻘــــﻮات« ﻟــﺘــﻔــﺎدي اﻹﺣﺮاج ﻣﺴﻴﺤﻴﴼ ﻛﻮﻧﻪ ﻳﺘﻌﺮض إﻟــــﻰ »ﺣــــﺮب إﻟـــﻐـــﺎء« ﻣـــﻦ »ﺣـــﺰب اﻟـﻠـﻪ« وأﻳـﻀـﴼ ﻋـﻦ ﺗـﻴـﺎر »اﳌـــﺮدة« ﻓﻲ ﺿﻮء اﻟﺨﻄﻮط اﻟﺤﻤﺮ اﻟﺘﻲ رﺳﻤﻬﺎ ﻟﻪ أﻣﲔ ﻋﺎم »ﺣﺰب اﻟﻠﻪ« ﺣﺴﻦ ﻧﺼﺮ اﻟﻠﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﺘﻨﻮﻳﻬﻪ ﺑـــــﺪوره ﻓــﺤــﺴــﺐ، وإﻧــﻤــﺎ ﺑﻤﻨﻌﻪ اﳌﺴﺎس ﺑﻪ.
وﻳـــــﺒـــــﻘـــــﻰ اﻟـــــــــﺴـــــــــﺆال: ﻛــﻴــﻒ ﺳـــﻴـــﻜـــﻮن ﻋـــﻠـــﻴـــﻪ اﻹﻃـــــــــﺎر اﻟـــﻌـــﺎم ﻟــــﻘــــﺎﻧــــﻮن اﻻﻧــــﺘــــﺨــــﺎب ﻓـــــﻲ ﺣـــﺎل أن اﻟـﻬـﻴـﺌـﺔ اﻟــﻌــﺎﻣــﺔ ﻓــﻲ اﻟـﺒـﺮﳌـﺎن ﺗـﻤـﺴـﻜـﺖ ﺑـﺤـﺮﻓـﻴـﺔ اﻟـﺘـﻌـﺪﻳـﻼت؟ وﻫﻞ ﻳﻠﺠﺄ ﺑﺎﺳﻴﻞ ﺑﻌﺪ أن ﻳﺼﺒﺢ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻧـﺎﻓـﺬﴽ إﻟــﻰ اﻟﻄﻌﻦ ﻓﻴﻪ؟ وﻣـــﺎ اﻟـﻀـﻤـﺎﻧـﺔ ﻣــﻦ أن ﻳﻨﺴﺤﺐ اﻟﺨﻼف ﻋﻠﻰ اﳌﺠﻠﺲ اﻟﺪﺳﺘﻮري ﻓـﻲ ﺣـﺎل اﻧﻌﻘﺎده ﻟﻠﻨﻈﺮ ﻓﻴﻪ أو ﺗﻌﺬر اﺟﺘﻤﺎﻋﻪ ﻟﺘﻔﺎدي إﻗﺤﺎﻣﻪ ﻓﻲ اﻧﻘﺴﺎم ﻃﺎﺋﻔﻲ وﻣﺬﻫﺒﻲ؟