»اﻷﺑﺪ ﻫﻮ اﻵن«... ﻣﺠﺴﻤﺎت ﻓﻨﻴﺔ ﺗﻌﺎﻧﻖ اﻷﻫﺮاﻣﺎت
ﻣﻌﺮض ﺟﻤﺎﻋﻲ دوﻟﻲ ﰲ ﻣﺼﺮ ﺑﻤﺸﺎرﻛﺔ ﺳﻌﻮدﻳﺔ
ﻛﻒ ﻣﻌﺪﻧﻴﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ، ﺗﺘﺄﻟﻖ ﺗﺤﺖ ﺿﻮء اﻟﺸﻤﺲ، ﺗﻤﺘﺪ ﺑﺸﻐﻒ ﻟﺘﻌﺎﻧﻖ ﻛﻔﴼ أﺧﺮى ﻓﻲ ﻣﺸﻬﺪ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﺮوﻋﺔ ﻳـــﺤـــﺒـــﺲ اﻷﻧــــــﻔــــــﺎس ﺗـــﺤـــﺖ ﻋـــﻨـــﻮان »ﻣــﻌــﴼ«. ﻳـــﺪ ﻋـﻤـﻼﻗـﺔ ﺑـﻴـﻀـﺎء اﻟـﻠـﻮن ﺗــﺨــﺮج ﻣـــﻦ وﺳــــﻂ اﻟـــﺮﻣـــﺎل ﻟﺘﺤﻤﻞ ﻗﻄﻌﺘﲔ ﻫﺎﺋﻠﺘﲔ ﻣﻦ اﻟﺼﺨﻮر ﻓﻲ إﺷــﺎرة إﻟـﻰ ﻗــﺪرة اﻟﺒﺸﺮ ﻋﻠﻰ ﺻﻨﻊ اﳌﺴﺘﺤﻴﻞ. ﺳﻔﻴﻨﺔ ﺿﺨﻤﺔ ﺗﺒﺤﺮ ﻓﻲ وﺳﻂ اﻟﺼﺤﺮاء ﻣﺴﺘﻠﻬﻤﺔ أﺳﻄﻮرة »ﻣـــﺮاﻛـــﺐ اﻟــﺸــﻤــﺲ« ﻋــﻠــﻰ اﻟـﻄـﺮﻳـﻘـﺔ اﻟـــﻔـــﺮﻋـــﻮﻧـــﻴـــﺔ. ﻫـــــﺬه ﺑـــﻌـــﺾ ﻣــﻼﻣــﺢ اﳌــﻌــﺮض اﻟــﺪوﻟــﻲ »اﻷﺑـــﺪ ﻫــﻮ اﻵن«، اﻟـﺬي ﻳﻘﺎم ﻟﻠﻤﺮة اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﺑﻤﺸﺎرﻛﺔ ﺳﻌﻮدﻳﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓـﻲ اﻷﻣـﻴـﺮ اﻟﻔﻨﺎن ﺳــﻠــﻄــﺎن ﺑـــﻦ ﻓــﻬــﺪ، وﻫــــﻲ اﳌــﺸــﺎرﻛــﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺗﺴﻌﺔ ﻓﻨﺎﻧﲔ ﻳﻤﺜﻠﻮن ﻣﺼﺮ وﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ واﻟـــــــــﻮﻻﻳـــــــــﺎت اﳌـــــﺘـــــﺤـــــﺪة وروﺳـــــﻴـــــﺎ واﻟﺒﺮازﻳﻞ وإﻳﻄﺎﻟﻴﺎ وﻓﺮﻧﺴﺎ.
اﺧـﺘـﺎر ﻣﻨﻈﻤﻮ اﳌـﻌـﺮض ﻣﻜﺎﻧﴼ ﻣﺪﻫﺸﴼ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺳﻔﺢ اﻷﻫﺮاﻣﺎت ﻟـــــﺘـــــﻌـــــﺮض ﻓـــــﻴـــــﻪ اﻷﻋـــــــــﻤـــــــــﺎل اﻟــــﺘــــﻲ ﺗﻨﺘﻤﻲ إﻟــﻰ ﻧـﻮﻋـﻴـﺔ »اﻟــﻔــﻦ اﳌـﺮﻛـﺐ« و»اﳌــﺠــﺴــﻤــﺎت« ﺣــﺘــﻰ اﻟــﺴــﺎﺑــﻊ ﻣﻦ ﻧـﻮﻓـﻤـﺒـﺮ )ﺗــﺸــﺮﻳــﻦ اﻟــﺜــﺎﻧــﻲ( اﳌـﻘـﺒـﻞ. وﺣﺴﺐ ﻧﺎدﻳﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻐﻔﺎر ﻣﺆﺳﺴﺔ »أرت دي اﻳﺠﻴﺒﺖ« - اﻟﺠﻬﺔ اﳌﻨﻈﻤﺔ - ﻓﺈن »اﺧﺘﻴﺎر ﻫﺬا اﳌﻜﺎن ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻓﻲ ﺣﺪ ذاﺗﻪ إﻧﺠﺎزﴽ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮق، ﻓﻬﻲ اﳌﺮة اﻷوﻟﻰ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻘﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻌﺮض ﺟﻤﺎﻋﻲ دوﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ دﻗﺎﺋﻖ ﻣﻦ اﻟﻬﺮم اﻷﻛﺒﺮ ووﺳﻂ رواﺋﻊ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻹﻧـــﺴـــﺎﻧـــﻲ اﻟـــﺘـــﻲ ﻇـــﻬـــﺮت ﻟــﻠــﻮﺟــﻮد ﻗــﺒــﻞ أﻛـــﺜـــﺮ ﻣـــﻦ أرﺑـــﻌـــﺔ آﻻف ﻋــــﺎم«. وﺗــﻀــﻴــﻒ ﻧـــﺎدﻳـــﻦ ﻋــﺒــﺪ اﻟــﻐــﻔــﺎر ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﺎص ﻟـ »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ«: »ﻫــﺬا ﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮد ﻣﻌﺮض ﺑـﻞ ﺣﻠﻢ ﻣـــﺎ ﻛــــﺎن ﻟــﻴــﺮى اﻟـــﻨـــﻮر ﺳــــﻮى ﺑـﺪﻋـﻢ ﺟـﻬـﺎت ﻣﻤﻴﺰة ﻋﻠﻰ رأﺳــﻬــﺎ وزارﺗـــﺎ اﻟــﺨــﺎرﺟــﻴــﺔ واﻟــﺴــﻴــﺎﺣــﺔ ﻓـــﻲ ﻣﺼﺮ وﻫﻴﺌﺔ اﻟﻴﻮﻧﻴﺴﻜﻮ«.
وإذا ﻛــﺎن اﻟـﺨـﻠـﻮد ﻫـﻮ ﻫﺎﺟﺲ أﺳـــﺎﺳـــﻲ ﺗــﻨــﻄــﻖ ﺑـــﻪ رواﺋـــــــﻊ اﻵﺛــــﺎر اﳌﺼﺮﻳﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻓـﻲ ﻫــﺬه اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟــﺸــﻬــﻴــﺮة ﻋــﺎﳌــﻴــﴼ، ﻓـــﺈﻧـــﻪ اﻟــﻬــﺎﺟــﺲ ﻧﻔﺴﻪ اﻟـــﺬي اﻧﺘﻘﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻳـﺒـﺪو إﻟﻰ اﻷﻋــﻤــﺎل اﳌـﺸـﺎرﻛـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺣـﺎوﻟــﺖ أن ﺗﻘﻴﻢ ﺟﺴﺮﴽ ﺑﲔ اﳌﺎﺿﻲ واﻟﺤﺎﺿﺮ ﻣﺴﺘﻠﻬﻤﺔ روح اﻟﻌﻈﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻴﺰ اﻟﻔﻦ اﻟﻔﺮﻋﻮﻧﻲ. ﻫﻜﺬا ﺳﺘﺠﺪ اﻷﻣﻴﺮ اﻟﻔﻨﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ ﻓﻬﺪ اﺧﺘﺎر اﺳﻤﴼ ﻻﻓﺘﴼ ﻟﻌﻤﻠﻪ وﻫﻮ »رﻣﺴﻴﺲ اﻟﺜﺎﻟﺚ« اﳌﻄﺒﻮع ﺑﺄﺣﺮف ذﻫﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﺎﻫﺔ ﺗــــﺒــــﺪو ﻻ ﻧـــﻬـــﺎﺋـــﻴـــﺔ ﻣـــــﻦ اﳌــﻜــﻌــﺒــﺎت اﻟﺤﺠﺮﻳﺔ. وﻳﻮﺿﺢ اﳌﻠﺼﻖ اﳌﺮاﻓﻖ ﻟﻠﻌﻤﻞ، أن ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﻳﻌﺪ ﻣﺤﺎﻛﺎة ﻓﻨﻴﺔ ﻷﺣﺠﺎر اﻛﺘﺸﻔﺖ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻓﻲ ﻣــﺪﻳــﻨــﺔ »ﺗـــﻴـــﻤـــﺎء« اﻟــﺴــﻌــﻮدﻳــﺔ ﻋﻠﻰ ﻧــﺤــﻮ ﻳــﻜــﺸــﻒ ﻋـــﻦ ﺗـــﺎرﻳـــﺦ ﻣـﺠـﻬـﻮل ﻳـﺮﺑـﻂ ﺑــﲔ ﺣــﻀــﺎرة ﻣﺼﺮ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ واﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﻗﺪﻳﻢ اﻟﺰﻣﻦ، ﻻ ﺳــﻴــﻤــﺎ أن اﻷﺑـــﺤـــﺎث اﻟـﺘـﺎرﻳـﺨـﻴـﺔ ﻛﺸﻔﺖ ﻋﻦ وﺟﻮد آﺛﺎر ﻓﻲ »ﺗﻴﻤﺎء« ﻳﻌﻮد ﺑﻌﻀﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺤﺠﺮي اﻟﺤﺪﻳﺚ.
اﻟـــﻔـــﻨـــﺎن اﻹﻳــــﻄــــﺎﻟــــﻲ ﻟـــﻮرﻳـــﻨـــﺰو ﻛﻮﻳﻦ اﺳﺘﻄﺎع ﻟﻔﺖ ﻧﻈﺮ اﻟﺠﻤﻬﻮر ﺑﻘﻮة إﻟﻰ ﻋﻤﻠﻪ »ﻣﻌﴼ«، اﻟﺬي ﻳﺼﻮر ﻛـــﻔـــﲔ ﻣــﺘــﻌــﺎﻧــﻘــﲔ إذ ﺑـــــﺪت ﻓــﻜــﺮﺗــﻪ ﺑﺴﻴﻄﺔ وﻗـﺮﻳـﺒـﺔ ﻣــﻦ اﳌـﺘـﻠـﻘـﻲ، ﻓﻬﻲ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﺴﻼم واﻟﺘﻌﺎون واﻟﺘﻘﺎرب ﺑﲔ اﻟﺸﻌﻮب واﻟﺜﻘﺎﻓﺎت، ﻛﻤﺎ أن اﻟﺒﺮاﻋﺔ ﻓﻲ ﺗﺠﺴﻴﺪ اﻷﺻﺎﺑﻊ اﻟﻌﻤﻼﻗﺔ ﺑﻤﻌﺪن ﻻﻣﻊ ﻓﻀﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺿﻮع ﺗﻘﺪﻳﺮ. ﻫـﺬا اﻟﻮﺿﻮح ﻓﻲ اﳌـﻌـﻨـﻰ واﻟــﺮﺳــﺎﻟــﺔ واﻟــﻔــﻜــﺮة ﺗـﺮاﺟـﻊ إﻟــﻰ ﺣــﺪ ﻣــﺎ ﻓــﻲ أﻋــﻤــﺎل أﺧـــﺮى، ﻛﻤﺎ ﻓــــﻲ »ﺧـــﻄـــﺔ درب اﻟـــــﻨـــــﻮر« ﻟــﻠــﻔــﻨــﺎن اﻟـﺒـﺮﻳـﻄـﺎﻧـﻲ »ﺷــﻮﺳــﺘــﺮ«، وزوﺟــﺘــﻪ اﻟﻔﻨﺎﻧﺔ »ﻣـﻮﺳـﻠـﻲ« اﻟـﻠـﺬﻳـﻦ ﺗﻌﺎوﻧﺎ ﺳـﻮﻳـﴼ ﻓــﻲ إﻧــﺠــﺎز ﻫــﺬا اﻟـﻌـﻤـﻞ اﻟــﺬي ﻳﺒﺪو ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﺨﻠﻖ ﻫــﺮم زﺟﺎﺟﻲ ﻣــﻮاز ﻟﻠﻬﺮم اﻷﻛﺒﺮ و»ﻫــﺎ ﻗﺪ ﻋﺪت« ﻟﻠﻔﻨﺎﻧﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻣﻦ أﺻﻞ ﻣﺼﺮي »ﺷﻴﺮﻳﻦ ﺟﺮﺟﺲ«، اﻟﺬي ﺟﺎء ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺷﻜﻞ ﺷﺒﻪ ﻫﻨﺪﺳﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺪد اﳌـﻌـﺎﻟـﻢ ﻣــﻦ أﺿـــﻼع ﺧﺸﺒﻴﺔ ﺗﺤﻤﻞ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﺮاﺋﻂ اﻟﺴﻮداء واﻟﺤﻠﻘﺎت اﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ.
ﻫﺬا اﻟﻐﻤﻮض اﻟﺬي اﺳﺘﻌﺼﻰ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺠــﻤــﻬــﻮر ﺣــــﺎوﻟــــﺖ ﺷــﻴــﺮﻳــﻦ ﺟﺮﺟﺲ أن ﺗﻔﻀﻪ ﺑﻘﻮﻟﻬﺎ إن اﻟﻌﻤﻞ ﻳــﻜــﺸــﻒ ﻋـــﻦ »اﳌـــﺴـــﻴـــﺮة اﻟــﺘــﺎرﻳــﺨــﻴــﺔ ﻟـﻠـﻤـﺮأة اﳌـﺼـﺮﻳـﺔ وإﻧــﺠــﺎزاﺗــﻬــﺎ ﻋﺒﺮ اﻟﻌﺼﻮر«.
واﻟـــﻼﻓـــﺖ أن ﻫــــﺬه اﻷﻋـــﻤـــﺎل ﻟﻢ ﺗــﻌــﺮض ﻓــﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ واﺣـــﺪة ﺑﺠﻮار ﺑﻌﻀﻬﺎ اﻟﺒﻌﺾ ﻛﻤﺎ ﺟـﺮت اﻟﻌﺎدة ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﻣﻦ اﳌﻌﺎرض، وإﻧــــــﻤــــــﺎ اﻗـــﺘـــﻀـــﻰ اﻷﻣـــــــــﺮ اﻟـــﺘـــﺤـــﺮك
ﺑــﺎﻟــﺤــﺎﻓــﻼت اﻟـــﺘـــﻲ ﺗــﺤــﻤــﻞ اﻟـــﻮﻓـــﻮد اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻳــﻮم اﻻﻓــﺘــﺘــﺎح ﺣـﻴـﺚ ﻛـﺎن ﻳﻔﺼﻞ ﺑــﲔ اﻟـﻌـﻤـﻞ واﻵﺧـــﺮ ﻣﺴﻴﺮة ﻋﺸﺮ دﻗﺎﺋﻖ ﻓﻲ اﳌﺘﻮﺳﻂ، اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻧﺘﺞ ﻋﻨﻪ إﺟﻬﺎد ﺷﺪﻳﺪ ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﻴﲔ ﺗــﺤــﺖ ﻗــﻴــﻆ اﻟــﺸــﻤــﺲ ﺣــﻴــﺚ ﺳـــﺎروا ﻃـﻮﻳـﻼ ﻋﻠﻰ اﻷﻗـــﺪام وﺳــﻂ اﻟـﺮﻣـﺎل، ﻓـﻀـﻼ ﻋــﻦ اﻻﻧــﺘــﻈــﺎر اﻟـﻄـﻮﻳـﻞ اﻟــﺬي ﺳﺒﻖ ذﻟﻚ ﻗﺒﻞ أن ﺗﺒﺪأ وﻗﺎﺋﻊ اﳌﺆﺗﻤﺮ اﻟﺼﺤﺎﻓﻲ.