ﺛﻼﺛﺔ أرﺑﺎع ﺛﺮوة اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻲ ﻳﺪ ٠١٪ ﻣﻦ اﻟﺒﺸﺮ
ﻛﺸﻒ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻋﺪم اﳌﺴﺎواة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟــﺬي ﺻـﺪر ﻳـﻮم اﻟﺜﻼﺛﺎء، ﻋﻦ أن ﻋﺪم اﳌﺴﺎواة ﺗﻔﺎﻗﻢ ﺧﻼل »أزﻣـــــــﺔ ﻛـــــﻮروﻧـــــﺎ« ﻣــــﻊ اﺳــﺘــﻤــﺮار ﺗــــﻮﺳــــﻊ اﻟـــﻔـــﺠـــﻮة ﺑــــﲔ اﻷﺛــــﺮﻳــــﺎء واﻟﻔﻘﺮاء ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ دول اﻟﻌﺎﻟﻢ.
وأﺷــﺎر اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ، اﻟــﺬي ﻧﻘﻠﺖ ﺻــﺤــﻴــﻔــﺔ »ذا ﻫـــﻴـــﻞ« اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ ﻣﻘﺘﻄﻔﺎت ﻣﻨﻪ، إﻟـﻰ أن أﻏﻨﻰ ٠١ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﻣــﻦ اﻟــﻨــﺎس ﻳﻤﺘﻠﻜﻮن ٦٧ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺛﺮوة اﻟﺒﺸﺮ، ﺑﻴﻨﻤﺎ أﻓﻘﺮ ٠٥ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻳﻤﺘﻠﻜﻮن ٢ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺛﺮوة اﻟﻌﺎﻟﻢ.
وأوﺿــــــﺢ اﻟــﺘــﻘــﺮﻳــﺮ، أن ذﻟــﻚ ﻳــﺠــﻌــﻞ اﻷﺷـــــﺨـــــﺎص ﻋـــﻠـــﻰ رأس
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﺪﺧﻞ اﻟﺴﻨﻮي ﻋﺎﳌﻴﴼ ﻟﺪى ﻛﻞ ﻓﺮد ﻣﻨﻬﻢ ﻗﻮة ﺷﺮاﺋﻴﺔ ﺗﻌﺎدل ٠٥٥ أﻟــﻒ دوﻻر أﻣـﻴـﺮﻛـﻲ، ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻷﺷــــﺨــــﺎص ﻓـــﻲ أﺳـــﻔـــﻞ اﻟــﻘــﺎﺋــﻤــﺔ ﺗـﻘـﺪر اﻟـﻘـﻮة اﻟﺸﺮاﺋﻴﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻨﺤﻮ ٠٠١٤ دوﻻر أﻣﻴﺮﻛﻲ.
وﻟﻔﺘﺖ ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ أﻳﻀﴼ إﻟــﻰ أن أﻋـﻠـﻰ ١٠٫٠ ﻓـﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس دﺧــﻼ، أو ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ أﻏﻨﻰ ٠٢٥ أﻟﻒ ﺷﺨﺺ ﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻳﻤﺘﻠﻜﻮن ﺣﺎﻟﻴﴼ ١١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﺛﻮرة اﻟﺒﺸﺮ، وذﻟﻚ ﻓﻲ ارﺗﻔﺎع ﻣﻦ ٧ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﻓــﻲ ٥٩٩١، ﻓــﻲ ﺣﲔ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﻣــﻠــﻴــﺎردﻳــﺮات اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ ٥٫٣ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﻣــﻦ ﻛــﻞ ﺛــــﺮوة اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ، ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻣﺘﻼﻛﻬﻢ ٥٫٠ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻓﻘﻂ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺎم ٥٩٩١.
وﺗﻀﻴﻒ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺪراﺳﺔ إﻟﻰ اﻟــﺠــﺪل اﻟـــﺪاﺋـــﺮ ﺣـــﻮل ﺗــﻔــﺎﻗــﻢ ﻋــﺪم اﳌﺴﺎواة أﺛﻨﺎء أزﻣﺔ وﺑﺎء ﻛﻮروﻧﺎ اﻟـــــﺘـــــﻲ أﺿـــــــــﺮت ﺑــــﺎﻻﻗــــﺘــــﺼــــﺎدات اﻟــــﻨــــﺎﻣــــﻴــــﺔ، واﻟـــــﺘـــــﻲ ﺗـــﻔـــﺘـــﻘـــﺮ إﻟـــﻰ اﻟــــﻠــــﻘــــﺎﺣــــﺎت واﳌــــــــــــــــﻮارد اﳌـــﺎﻟـــﻴـــﺔ ﻟﻠﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ اﻟﻀﺮﺑﺔ اﻟﻮﺑﺎﺋﻴﺔ. وﺣﺘﻰ داﺧﻞ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻐﻨﻲ أﻳﻀﴼ، ارﺗﻔﻌﺖ اﻷﺳـﻮاق اﳌﺎﻟﻴﺔ وأﺳﻌﺎر اﻟﻌﻘﺎرات ﻣﻦ أﻋﻤﺎق اﻟﺮﻛﻮد اﻟﻌﺎم اﳌــــﺎﺿــــﻲ؛ ﻣــﻤــﺎ أدى إﻟــــﻰ اﺗــﺴــﺎع اﻟﻔﺠﻮات اﳌﺤﻠﻴﺔ.
وﻗــــــــــــــــــــﺎل أﺣــــــــــــــــﺪ ﻣـــــﺆﻟـــــﻔـــــﻲ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ، ﻟـﻮﻛـﺎس ﺗﺸﺎﻧﺴﻴﻞ، إن اﳌﻠﻴﺎردﻳﺮات ﺟﻤﻌﻮا ١٫٤ ﺗﺮﻳﻠﻴﻮن دوﻻر ﻣﻦ اﻟﺜﺮوة ﺧﻼل أزﻣﺔ ﻳﻘﺪر ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺒﻨﻚ اﻟﺪوﻟﻲ أن ﻧﺤﻮ ٠٠١ ﻣﻠﻴﻮن ﺷﺨﺺ وﻗﻌﻮا ﻓﻲ ﺑﺮاﺛﻦ اﻟﻔﻘﺮ اﳌﺪﻗﻊ.
وﺑﺸﻜﻞ ﻋــﺎم، ﻛـﺎﻧـﺖ اﻟﺒﻠﺪان اﻷﻓﻘﺮ ﺗﻠﺤﻖ ﺑﺎﻟﺒﻠﺪان اﻷﻛﺜﺮ ﺛﺮاء، وﻟﻜﻦ داﺧــﻞ ﺗﻠﻚ اﻟــﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ، رﻓﻊ ﻣﻌﺪل ﻋﺪم اﳌﺴﺎواة. وﺗﻤﺜﻞ اﻟــﺘــﻔــﺎوﺗــﺎت ﺑــﲔ اﻟــﺒــﻠــﺪان ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻵن أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻠﺜﻲ ﻋﺪم اﳌﺴﺎواة اﻟــﻌــﺎﳌــﻴــﺔ، ارﺗـــﻔـــﺎﻋـــﴼ ﻣـــﻦ اﻟـﻨـﺼـﻒ ﺗـﻘـﺮﻳـﺒـﴼ ﻓــﻲ ﻋـــﺎم ٠٠٠٢، وﻓــﻘــﴼ ﳌﺎ ذﻛﺮﺗﻪ »ﺑﻠﻮﻣﺒﺮغ«.
ﻛــــﻤــــﺎ أﺷــــــــــﺎر اﻟــــﺘــــﻘــــﺮﻳــــﺮ إﻟــــﻰ أن آﺳــــﻴــــﺎ اﻟــــﻮﺳــــﻄــــﻰ، وأﻣـــﻴـــﺮﻛـــﺎ اﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ واﻟـﺸـﺮق اﻷوﺳـــﻂ، ﻣﻦ أﻛـﺜـﺮ اﳌـﻨـﺎﻃـﻖ ﻏﻴﺮ اﳌﺘﻜﺎﻓﺌﺔ ﻓﻲ اﻟـــﻌـــﺎﻟـــﻢ، ﺣــﻴــﺚ ﻳـﻤـﺘـﻠـﻚ اﻟـــــــ٠١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ اﻷﻛﺜﺮ ﺛﺮاء، أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٥٧ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻟﺜﺮوة. وﻗﺎل ﺗﺸﺎﻧﺴﻴﻞ، إن اﻻﻗﺘﺼﺎدات اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ اﻷﺧﺮى ﻣـﺜـﻞ اﻟـﻬـﻨـﺪ ﻣــﺎ زاﻟــــﺖ ﺗـﻌـﺎﻧـﻲ ﻣﻦ »ﻃﺒﻘﺔ وﺳـﻄـﻰ ﻣــﻔــﻘــﻮدة«، ﺣﻴﺚ »ﺗــــــﻢ اﺳــــﺘــــﺒــــﺪال ﻋــــــﺪم اﳌـــــﺴـــــﺎواة اﻻﺳﺘﻌﻤﺎرﻳﺔ ﺑﻌﺪم اﳌـﺴـﺎواة ﻓﻲ اﻟﺴﻮق«.
وﺑﺤﺴﺐ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ، ﻓﺈن أوروﺑﺎ ﻫــــﻲ اﳌــﻨــﻄــﻘــﺔ اﻷﻛــــﺜــــﺮ إﻧـــﺼـــﺎﻓـــﴼ، ﺑـﺎﻟـﻘـﻴـﺎس إﻟـــﻰ اﻟــﺪﺧــﻞ واﻟــﺜــﺮوة، ﺣﻴﺚ ﻳﻤﺜﻞ اﻟﻨﺼﻒ اﻷﻛـﺜـﺮ ﻓﻘﺮﴽ ﻧـﺤـﻮ ٩١ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﻣــﻦ إﺟـﻤـﺎﻟـﻲ اﻟﺪﺧﻞ، وﻣﻦ اﳌﺤﺘﻤﻞ أن ﺗﺴﺎﻋﺪ اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﺎت اﻟــﻮﺑــﺎﺋــﻴــﺔ ﻣــﺜــﻞ دﻋــﻢ اﻟﺪﺧﻞ ﻟﻠﻌﻤﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﻃــﺮدوا ﻣﻦ وﻇﺎﺋﻔﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻊ ﻫﺬه اﻟﻔﺠﻮة ﻣﻦ اﻻﺗﺴﺎع أﻛﺜﺮ.