ﻣﻘﻄﻊ ﻣﻦ ﻛﺘﺎب »ﻋﻠﻰ اﶈﻚ« ﻟﻨﺴﻴﻢ ﻃﺎﻟﺐ ﻳﺒﺼﺮ اﻟﻨﻮر ﻗﺮﻳﺒﴼ
ﺻﺎﺣﺐ »اﻟﺒﺠﻌﺔ اﻟﺴﻮداء« ﻳﺮى أن »اﻷﻛﺜﺮ ﺛﺮاء ﻫﻢ اﻷﺳﻬﻞ ﺧﺪاﻋﴼ«
ﻛﺘﺎب ﺟﺪﻳﺪ ﻟﺼﺎﺣﺐ »اﻟﺒﺠﻌﺔ اﻟـﺴـﻮداء« ﻳـﺒـﺼـﺮ اﻟــﻨــﻮر ﺑـﺎﻟـﻠـﻐـﺔ اﻟـﻌـﺮﺑـﻴـﺔ، إذ ﻳــﺼــﺪر ﺑﻌﺪ أﻳﺎم ﻋﻦ دار »ﻫﺎﺷﻴﺖ - أﻧﻄﻮان« ﺑﻌﻨﻮان »ﻋﻠﻰ اﳌﺤﻚ«.
ﻧـﺴـﻴـﻢ ﻃــﺎﻟــﺐ ﻳــﻀــﻲء ﻓــﻲ ﻛـﺘـﺎﺑـﻪ ﻫـــﺬا ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ دروس أﺳﺎﺳﻴﺔ: أوﻟﻬﺎ أن اﻷﻗﻠﻴﺔ ﻏﺎﻟﺒﴼ ﻣﺎ ﺗﺤﻜﻢ اﻷﻛﺜﺮﻳﺔ، وﺛﺎﻧﻴﻬﺎ أن ﻣﺤﻘﻘﻲ اﻟﻨﺠﺎﺣﺎت اﻷﻛــﻔــﺎء ﻣـﺮﻫـﻮﻧـﻮن ﺑﻘﻄﺎع ﻋﻤﻠﻬﻢ، وﺛﺎﻟﺜﻬﺎ أن اﻷﻛﺜﺮ ﺛـﺮاء ﻫﻢ اﻷﺳﻬﻞ ﺧﺪاﻋﴼ، ﻷن ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺨﺴﺮوه ﻳﻘﻞ ﻋﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﺨﺴﺮه اﻟﺒﺎﻋﺔ اﻟﺬﻳﻦ أﺗﻮا إﻟﻴﻬﻢ.
ﻳﺒﺤﺚ ﻃـﺎﻟـﺐ ﻋــﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، وﻳـﺘـﺤـﺪث ﻋﻦ ﺿﺮورة اﳌﺴﺎء ﻟﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ اﻹﻧﺴﺎن. ﻳﺤﻠﻞ ﺑﺎﻋﺘﻤﺎد اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ، ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺮﺳﻢ ﺻﻮرﴽ ﺣﻴﺔ، وﻳﺴﺮد رواﻳﺎت ﻣﺸﻮﻗﺔ ﺑﺄﺳﻠﻮب ﻻذع.
واﻟﻜﺘﺎب ﻫﻮ اﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺳﻠﺴﻠﺔ »إﻧﺴﺮﺗﻮ« اﳌــﻌــﺎﻟــﺠــﺔ ﳌــﻮاﺿــﻴــﻊ اﻟــﻌــﻘــﻼﻧــﻴــﺔ، واﻻرﺗــــﻴــــﺎب، واﻹﺣـــــــﺼـــــــﺎء ات، واﻻﻗــــﺘــــﺼــــﺎد، واﳌـــﻌـــﻠـــﻮﻣـــﺎت، واﳌـــﺨـــﺎﻃـــﺮة واﻷﺧـــﻼﻗـــﻴـــﺎت. ﻟــﻜــﻨــﻪ أﻳــﻀــﴼ أﻛـﺜـﺮ أﻋـﻤـﺎل ﻧﺴﻴﺐ ﻃﺎﻟﺐ ﻋﻤﻠﻴﺔ، إذ ﻳﻠﺠﺄ ﻓﻴﻪ إﻟﻰ أﺳـﻠـﻮب ﺳـﺮد اﻟـﻄـﺮاﺋـﻒ، واﻋﺘﻤﺎد اﻟﺘﺸﺒﻴﻬﺎت ﻟــﺘــﺴــﻠــﻴــﻂ اﻟـــﻀـــﻮء ﻋــﻠــﻰ ﺗــﺄﺛــﻴــﺮ أي ﻧــﻘــﺺ ﻓـﻲ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﳌﺬﻛﻮرة أﻋﻼه ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ. ﻫــﻜــﺬا، ﻳـــﺒـــﺮز اﻟــﺘــﺒــﺎﻳــﻨــﺎت اﻟــﺨــﻔــﻴــﺔ ﻓــﻲ اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ، وﻳﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﻛﺒﺎر اﻟﺨﺎﺳﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﳌﻮاﻗﻒ اﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ، وﻳﺴﺎﻋﺪﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﺗﺨﺎذ ﻗﺮارات أﻓﻀﻞ، واﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﻲ ﻧﺘﻤﻨﺎﻫﺎ.
وﻧﺴﻴﻢ ﻃﺎﻟﺐ أدﻳﺐ ﺑﺎﺣﺚ إﺑﺴﺘﻤﻮﻟﻮﺟﻲ ﻟﺒﻨﺎﻧﻲ - أﻣﻴﺮﻛﻲ، وأﻛﺎدﻳﻤﻲ ﻣﺘﻌﺪد اﳌﻌﺎرف، ﻣــﺘــﺨــﺼــﺺ ﻓــــﻲ أﻣـــــــﻮر اﳌـــﻌـــﺮﻓـــﺔ وﻋــﻼﻗــﺘــﻬــﺎ ﺑﺎﻟﻌﺸﻮاﺋﻴﺔ، وﻫــﻮ أﺳـﺘـﺎذ ﺟﺎﻣﻌﻲ اﻵن ﻓﻲ ﻫـﻨـﺪﺳـﺔ اﳌــﺨــﺎﻃــﺮة. اﺷـﺘـﻬـﺮ ﻛـﺘـﺎﺑـﻪ »اﻟﺒﺠﻌﺔ اﻟــــﺴــــﻮداء« اﻟـــــﺬي ﻳــﺘــﺤــﺪث ﻋـــﻦ اﻷﻣـــــﻮر اﻟـﺘـﻲ ﻳﺼﻌﺐ اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑـﻬـﺎ، وﻋــﻦ اﻷﺣـــﺪاث اﻟـﻨـﺎدرة اﻟــﺘــﻲ ﺗــﻘــﻮم ﻋــﻠــﻰ ﻧــﺤــﻮ ﻳــﺨــﺎﻟــﻒ اﻟــﺘــﻮﻗــﻌــﺎت، وﺗـــﺆدي ﻟﻌﻮاﻗﺐ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ أو ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻣﺆﺛﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻈﺎم ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ.
وﻫــﻨــﺎ، ﻣﻘﻄﻊ ﻣــﻦ ﻛـﺘـﺎﺑـﻪ اﻟـﺠـﺪﻳـﺪ »ﻋﻠﻰ اﳌﺤﻚ«:
أﺳﻴﺎد اﳊﺮب ﻻ ﻳﺰاﻟﻮن ﺑﻴﻨﻨﺎ
إن ﻓــﻜــﺮة اﳌــﺨــﺎﻃــﺮة ﺑـــﺎﻟـــﺬات راﺳـــﺨـــﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺬي ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن ﺟﻤﻴﻊ أﺳﻴﺎد اﻟﺤﺮب واﻟـــﺪﻋـــﺎة ﻟــﻬــﺎ ﻛـــﺎﻧـــﻮا أﻧــﻔــﺴــﻬــﻢ ﻣـــﻦ اﳌــﺤــﺎرﺑــﲔ، ﺑـﺎﺳـﺘـﺜـﻨـﺎء ﺑــﻌــﺾ اﻟـــﺤـــﺎﻻت اﻟــﻐــﺮﻳــﺒــﺔ، ﻓﻜﺎﻧﺖ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﺤﻜﻢ أﺷﺨﺎص أﻗﺒﻠﻮا ﻋﻠﻰ اﳌﺨﺎﻃﺮ، وﻟﻢ ﻳﺤﻮروا أي ﻣﺨﺎﻃﺮ إﻟﻰ اﻵﺧﺮﻳﻦ.
ﻛـــــﺎن اﻷﺷــــﺨــــﺎص اﳌــــﺮﻣــــﻮﻗــــﻮن ﻳــﻘــﺒــﻠــﻮن ﻋــﻠــﻰ اﳌــﺨــﺎﻃــﺮ اﻟــﺘــﻲ ﺗــﻔــﻮق أﻋـــﺪادﻫـــﺎ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﺗـﻠـﻚ اﻟــﺘــﻲ ﻳـﻮاﺟـﻬـﻬـﺎ اﳌــﻮاﻃــﻨــﻮن اﻟــﻌــﺎدﻳــﻮن. واﻟــﺤــﺎل أن اﻹﻣــﺒــﺮاﻃــﻮر اﻟــﺮوﻣــﺎﻧــﻲ ﻳـﻮﻟـﻴـﺎن اﳌــﺮﺗــﺪ اﻟـــﺬي ﺳـﻨـﺘـﺤـﺪث ﻋـﻨـﻪ ﻓــﻲ وﻗــﺖ ﻻﺣـﻖ ﻗــــﺪ ﻣــــــﺎت ﻋـــﻠـــﻰ أرض اﳌـــﻌـــﺮﻛـــﺔ ﻣـــﻘـــﺎﺗـــﻼ ﻓـﻲ ﺣــﺮب ﻃﻮﻳﻠﺔ اﻷﻣـــﺪ ﻋﻠﻰ اﻟــﺤــﺪود اﻟﻔﺎرﺳﻴﺔ - ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛــﺎن إﻣــﺒــﺮاﻃــﻮرﴽ. وﻻ ﻳﺴﻌﻨﺎ ﺳﻮى إﻃـــﻼق اﻟﺘﺨﻤﻴﻨﺎت ﺑـﺸـﺄن ﻳـﻮﻟـﻴـﻮس ﻗﻴﺼﺮ واﻹﺳﻜﻨﺪر اﻷﻛﺒﺮ وﻧﺎﺑﻠﻴﻮن، ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻛﺜﺮة اﻷﺳﺎﻃﻴﺮ اﻟﺘﻲ ﺣﺎﻛﻬﺎ اﳌﺆرﺧﻮن ﺣﻮﻟﻬﻢ، إﻻ أن اﻷدﻟـﺔ ﻫﻨﺎ ﻣﻘﻨﻌﺔ. وﻣﺎ ﻣﻦ دﻟﻴﻞ ﺗﺎرﻳﺨﻲ أﻓﻀﻞ وأﻛﺒﺮ ﻋﻠﻰ وﻗﻮف إﻣﺒﺮاﻃﻮر ﻓﻲ اﻟﺨﻂ اﻷﻣــﺎﻣــﻲ ﻣــﻦ ﻛــﻮن ﺳـﻬـﻢ ﻓــﺎرﺳــﻲ ﻗــﺪ زرع ﻓﻲ ﺻﺪره )إذ ﻧﺴﻲ ﻳﻮﻟﻴﺎن أن ﻳﻀﻊ درﻋﴼ واﻗﻴﺔ(. وﻛــــﺎن أﺣـــﺪ أﺳـــﻼﻓـــﻪ، ﻓــﺎﻟــﻴــﺮﻳــﺎن، ﻗــﺪ اﺣـﺘـﺠـﺰ رﻫﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺪود ﻋﻴﻨﻬﺎ، وﻗﻴﻞ إن ﺳﺎﺑﻮر اﻟﻔﺎرﺳﻲ اﺳﺘﻌﻤﻠﻪ ﻣﺴﻨﺪﴽ ﺑﺸﺮﻳﴼ ﻟﻘﺪﻣﻴﻪ ﻛﻠﻤﺎ اﻣﺘﻄﻰ ﺣﺼﺎﻧﻪ. أﻣــﺎ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮر اﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻲ اﻷﺧﻴﺮ، ﻗﺴﻄﻨﻄﲔ اﻟﺤﺎدي ﻋﺸﺮ ﺑﺎﻟﻴﻮﻟﻮغ، ﻓﺮأوه آﺧﺮ ﻣﺮة ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺰع ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺗﻮﺟﺘﻪ اﻟﺒﻨﻔﺴﺠﻴﺔ، ﺛﻢ اﻧﻀﻢ إﻟﻰ ﻳﻮﺣﻨﺎ اﻟﺪاﳌﺎﺳﻲ وﻧــﺴــﻴــﺒــﻪ ﺛــﻴــﻮﻓــﻴــﻠــﻮس ﺑــﺎﻟــﻴــﻮﻟــﻮغ ﳌـﺠـﺎﺑـﻬـﺔ اﻟــﺠــﻴــﻮش اﻟــﺘــﺮﻛــﻴــﺔ، راﻓــﻌــﲔ ﺳـﻴـﻮﻓـﻬـﻢ ﻓــﻮق رؤوﺳــــﻬــــﻢ، ﻣــﻔــﺘــﺨــﺮﻳــﻦ ﺑــﻤــﻮاﺟــﻬــﺘــﻬــﻢ اﳌـــﻮت اﳌﺤﺘﻢ. ﺑﻴﺪ أن اﻷﺳﻄﻮرة ﺗﻔﻴﺪ ﺑﺄن ﻗﺴﻄﻨﻄﲔ ﺗﻠﻘﻰ ﻋﺮض ﺻﻔﻘﺔ إذا ﻣﺎ ﻗﺮر اﻻﺳﺘﺴﻼم، ﻣﻊ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﺻﻔﻘﺎت ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺒﻴﻞ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺼﻤﻤﺔ ﻷي ﻣﻠﻚ ﻳﺤﺘﺮم ﻧﻔﺴﻪ.
ﻟـﻴـﺴـﺖ ﻫـــﺬه ﺣــــﻮادث ﻣــﻨــﻔــﺮدة. واﳌـﺤـﻠـﻞ اﳌﻨﻄﻘﻲ اﳌﺴﺘﻨﺪ إﻟـﻰ اﻹﺣـﺼـﺎءات، اﳌﺘﺨﻔﻲ ﺧﻠﻒ ﻗﻨﺎع ﻣﺆﻟﻒ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب، ﻣﻘﺘﻨﻊ ﺗﻤﺎﻣﴼ ﺑﺄن أﻗﻞ ﻣﻦ ﺛﻠﺚ اﻷﺑﺎﻃﺮة اﻟﺮوﻣﺎن ﻣﺎﺗﻮا ﻓﻲ ﺳﺮﻳﺮﻫﻢ - وﻗﺪ ﻧﺒﺮر ذﻟﻚ ﺑﺎﻟﻘﻮل إﻧﻪ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ أن ﻗﻠﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻘﻂ ﻣﺎﺗﻮا ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺘﻘﺪم ﻓﻲ اﻟﺴﻦ، ﻛﺎﻧﻮا ﺳﻴﺴﻘﻄﻮن ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻖ اﻷﺣﻮال، إﻣــﺎ ﺑﺴﺒﺐ اﻧــﻘــﻼب أو ﻋﻠﻰ أرض ﻣﻌﺮﻛﺔ أو ﻟﻜﻮﻧﻬﻢ ﻋﺎﺷﻮا ﻓﺘﺮة أﻃﻮل.
وﺣــــﺘــــﻰ ﻳـــﻮﻣـــﻨـــﺎ ﻫـــــــﺬا، ﻳــﺴــﺘــﻨــﺒــﻂ اﳌـــﻠـــﻮك ﺷﺮﻋﻴﺘﻬﻢ ﻣـﻦ ﻋﻘﺪ اﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻳﺘﻄﻠﺐ اﻹﻗﺒﺎل ﻋﻠﻰ اﳌﺨﺎﻃﺮ اﻟﺠﺴﺪﻳﺔ. وﻗـﺪ ﺣﺮﺻﺖ اﻷﺳـﺮة اﳌﺎﻟﻜﺔ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ أن ﻳﻘﺒﻞ أﺣﺪ أﺑﻨﺎﺋﻬﺎ، اﻷﻣﻴﺮ أﻧـﺪرو، ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺎﻃﺮ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻳﻮاﺟﻬﻬﺎ »ﻋﺎﻣﺔ اﻟﺸﻌﺐ« ﻓﻲ ﺣﺮب اﻟﻔﻮﻟﻜﻼﻧﺪ ﺳــﻨــﺔ ٢٨٩١. ﻓــﺘــﺼــﺪرت ﻣــﺮوﺣــﻴــﺘــﻪ اﻟـﺨـﻄـﻮط اﻷﻣﺎﻣﻴﺔ. ﳌﺎذا؟ ﻷن ﻫﺬا ﻣﻦ ﺷﻴﻢ اﻟﻨﺒﻼء، ﺣﻴﺚ إن ﻣــﻘــﺎم اﻟـــﻠـــﻮرد ﺑــﺤــﺪ ذاﺗــــﻪ ﻧــﺎﺑــﻊ ﻣــﻦ ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻵﺧـــﺮﻳـــﻦ، وﻣـــﻦ ﻣــﺒــﺎدﻟــﺔ اﳌــﺨــﺎﻃــﺮ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺑﺎﳌﻘﺎم اﻟﺮﻓﻴﻊ -واﻟﺤﺎل أﻧﻬﻢ ﻳﺘﺬﻛﺮون ﻫﺬا اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺣﺘﻰ اﻵن- وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻣﻦ اﳌﺴﺘﺤﻴﻞ أن ﻳﻜﻮن اﳌﺮء ﻟﻮردﴽ إن ﻟﻢ ﻳﺘﺼﺮف ﻛﻠﻮرد.
ﲡﺎرة ﲢﻮﻳﺮ اخملﺎﻃﺮ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺑﻮب روﺑﻦ
ﻳﺮى ﺑﻌﻀﻬﻢ أن ﺗﺤﺮرﻧﺎ ﻣﻦ اﳌﺤﺎرﺑﲔ ﻋﻠﻰ رأس اﻟﻬﺮم ﻫﻮ دﻟﻴﻞ ﺣﻀﺎرة وﺗﻘﺪم، ﺑﻴﺪ أن اﻷﻣﺮ ﻟﻴﺲ ﻛـﺬﻟـﻚ. وﺗـﺄﻛـﻴـﺪﴽ ﻟـﺬﻟـﻚ، اﻟﺒﻴﺮوﻗﺮاﻃﻴﺔ ﻫﻲ ﺗﺮﻛﻴﺒﺔ ﻳﻔﺼﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﺨﺺ ﻋﻦ ﺗﺪاﻋﻴﺎت أﻓﻌﺎﻟﻪ ﻟﺪواع ﻋﻤﻠﻴﺔ. وﻳﺜﻴﺮ ذﻟﻚ ﺳﺆاﻻ ﻋﻤﺎ ﻳﺴﻌﻨﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﻣﻊ ﻧﻈﺎم ﻣﺮﻛﺰي ﺳﻴﺘﻄﻠﺐ ﺣﺘﻤﴼ أﺷﺨﺎﺻﴼ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻜﺸﻔﲔ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻋﻠﻰ ﺛﻤﻦ أﺧﻄﺎﺋﻬﻢ.
ﻓــﻲ اﻟـــﻮاﻗـــﻊ، ﻻ ﺧــﻴــﺎر أﻣــﺎﻣــﻨــﺎ ﻏـﻴـﺮ اﻋـﺘـﻤـﺎد اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻼﻣﺮﻛﺰي، أو إن اﺳﺘﻌﻤﻠﻨﺎ ﺗﻌﺒﻴﺮﴽ أﻛﺜﺮ رزاﻧﺔ: ﺗﻘﻠﻴﻞ ﻋﺪد ﺻﻨﺎع اﻟﻘﺮار اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻤﺘﻌﻮن ﺑﺤﺼﺎﻧﺔ. ﺗﺴﺘﻨﺪ اﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳﺔ إﻟﻰ ﻣﻔﻬﻮم ﺑﺴﻴﻂ، ﻣـﻔـﺎده أن اﻹﻗـــﺪام ﻋﻠﻰ اﻟـﺨـﺰﻋـﺒـﻼت ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎق ﺷــﺎﻣــﻞ ﻳــﻜــﻮن أﺳــﻬــﻞ ﻣـﻤـﺎ ﻫــﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﻋـﻠـﻰ ﻧﻄﺎق ﻣﺼﻐﺮ. واﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﺗﺤﺪ ﻣﻦ ﺣﺠﻢ اﻟﺘﺒﺎﻳﻨﺎت اﻟﺒﻨﻴﻮﻳﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة.
ﻟـــﻜـــﻦ ﻻ داﻋــــــــﻲ ﻟـــﻠـــﻘـــﻠـــﻖ، ﻓــــــﺈن ﻟـــــﻢ ﻧــﻌــﺘــﻤــﺪ اﻟــﻼﻣــﺮﻛــﺰﻳــﺔ واﻟــﺘــﻮزﻳــﻊ اﳌـــﺴـــﺆول، ﻓﺴﻴﺤﺼﻞ ذﻟﻚ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﴼ، ﺑﺄﻗﺴﻰ اﻟﻄﺮق ﻋﻠﻰ اﻹﻃـﻼق، ﻷن ﻧـﻈـﺎﻣـﴼ ﺗﻨﻘﺼﻪ آﻟــﻴــﺔ ﻣـﺨـﺎﻃـﺮة ﺑــﺎﻟــﺬات، وﺗﻜﺜﺮ ﻓﻴﻪ ﻣﻮاﻃﻦ ﻋﺪم اﻻﺗـﺰان، ﺳﻴﻨﻔﺠﺮ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ وﻳــﺮﻣــﻢ ذاﺗـــﻪ ﺑـﻬـﺬه اﻟـﻄـﺮﻳـﻘـﺔ، ﻫــﺬا إن ﻧـﺠـﺢ ﻓﻲ ﺿﻤﺎن اﺳﺘﻤﺮارﻳﺘﻪ.
ﻋــﻠــﻰ ﺳــﺒــﻴــﻞ اﳌــــﺜــــﺎل، ﺣــﺼــﻠــﺖ اﻻﻧـــﻬـــﻴـــﺎرات اﳌﺼﺮﻓﻴﺔ ﺳﻨﺔ ٨٠٠٢ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺮاﻛﻢ اﳌﺨﺎﻃﺮ اﻟﺨﻔﻴﺔ ﻏﻴﺮ اﳌﺘﺴﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺎم، ﻓﺘﻤﻜﻦ رؤﺳﺎء اﳌﺼﺎرف، وﻫـــﻢ أﻫــــﻢ ﻣــﻦ ﺣــــﻮر اﳌــﺨــﺎﻃــﺮ، ﻣــﻦ ﺟــﻨــﻲ أﻣـــﻮال ﺑﺎﻧﺘﻈﺎم ﻣـﻦ ﻃﺒﻘﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣـﻦ اﳌﺨﺎﻃﺮ اﻟﺨﻔﻴﺔ اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﻧﻔﺠﺎر، واﺳﺘﻌﺎﻧﻮا ﺑﻨﻤﺎذج ﻣﺨﺎﻃﺮ أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﻻ ﺗﻨﻔﻊ إﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﻮرق )ﻷن اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﲔ ﻳﻜﺎدون ﻳﺠﻬﻠﻮن ﺗﻤﺎﻣﴼ ﻣﺎﻫﻴﺔ اﳌﺨﺎﻃﺮ(، وﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﺘﻜﻠﻤﻮن ﻋﻦ اﻻرﺗﻴﺎب ﻓﻲ أﻋﻘﺎب اﻻﻧﻬﻴﺎر )ﺗﻠﻚ اﻟﺒﺠﻌﺔ اﻟﺴﻮداء ﻏﻴﺮ اﳌﻨﻈﻮرة اﳌﻔﺎﺟﺌﺔ ﻋﻴﻨﻬﺎ، وذاك اﳌﺆﻟﻒ اﻟﻌﻨﻴﺪ ﻧﻔﺴﻪ(، وﻳﺤﺘﻔﻈﻮن ﺑﺎﻟﺪﺧﻞ اﻟـﺬي ﺟﻨﻮه ﺳﺎﺑﻘﴼ - ﻓﻴﻤﺎ ﺳﻤﻲ ﺗﺠﺎرة ﺗﺤﻮﻳﺮ اﳌﺨﺎﻃﺮ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺑﻮب روﺑﻦ.
ﻣﺎ ﻫﻲ ﺗﺠﺎرة ﺗﺤﻮﻳﺮ اﳌﺨﺎﻃﺮ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺑــــﻮب روﺑــــــﻦ؟ روﺑــــــﺮت روﺑـــــﻦ ﻫـــﻮ وزﻳـــــﺮ ﺧــﺰاﻧــﺔ أﻣـﻴـﺮﻛـﻴـﺔ ﺳــﺎﺑــﻖ، وﻣـــﻦ اﻷﺷــﺨــﺎص اﻟــﺬﻳــﻦ ﺗـﺮى ﺗﻮﻗﻴﻌﻬﻢ ﻋـﻠـﻰ اﻷﻣــــﻮال اﻟـﻨـﻘـﺪﻳـﺔ اﻟـﺘـﻲ دﻓﻌﺘﻬﺎ ﻟﺘﺸﺮب ﻗﻬﻮﺗﻚ، وﻗﺪ ﺟﻤﻊ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٢١ ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر ﺗﻌﻮﻳﻀﴼ ﻣـﻦ »ﺳﻴﺘﻲ ﺑﻨﻚ« ﺧــﻼل اﻟﻌﻘﺪ اﻟـﺬي ﺳﺒﻖ اﻻﻧﻬﻴﺎر اﳌﺼﺮﻓﻲ اﻟـﺬي ﺷﻬﺪه ﻋﺎم ٨٠٠٢. وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﻤﺪ اﳌﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﻀﺮاﺋﺐ اﳌﺬﻛﻮر إﻟـﻰ إﻧﻘﺎذ اﳌﺼﺮف اﻟــﺬي ﻛـﺎن ﻓﻌﻠﻴﴼ ﻣﻔﻠﺴﴼ، ﻟﻢ ﻳﺤﺮر أي ﺷﻴﻚ، ﻣﻌﻠﻼ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻻرﺗﻴﺎب اﻟﺴﺎﺋﺪ. وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ، ﺗﺮاه ﻓﻲ اﻟﻮاﺟﻬﺔ ﻓﺎﺋﺰﴽ، وﻓﻲ اﻟﺨﻠﻒ ﻳــﺼــﺮخ »ﺑــﺠــﻌــﺔ ﺳــــــﻮداء«. ﻛــﺬﻟــﻚ، ﻟــﻢ ﻳــﻘــﺮ ﺑــﻮب روﺑــــﻦ ﺑــﺄﻧــﻪ ﺣــــﻮر اﳌــﺨــﺎﻃــﺮ إﻟـــﻰ اﳌـﻜـﻠـﻔــﲔ ﺑـﺪﻓـﻊ اﻟﻀﺮاﺋﺐ: ﻓﺎﻟﺤﺎل أن أﺳﺎﺗﺬة ﻗﻮاﻋﺪ إﺳﺒﺎﻧﻴﺔ، وأﺳـــﺎﺗـــﺬة ﻣـــــﺪراس ﻣــﻌــﺎوﻧــﲔ، وﻣــﺸــﺮﻓــﲔ ﻋﻠﻰ اﻹﻧـــﺘـــﺎج ﻓــﻲ ﻣــﺼــﺎﻧــﻊ اﳌــﻌــﻠــﺒــﺎت، وﻣـﺴـﺘـﺸـﺎرﻳـﻦ ﻓﻲ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ اﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ، ورؤﺳــﺎء أﻗــﻼم اﻟﻨﻴﺎﺑﺎت اﻟــﻌــﺎﻣــﺔ اﻹﻗـﻠـﻴـﻤـﻴـﺔ ﻛــﺎﻧــﻮا »ﻳـﻜـﺒـﺤـﻮن ﺟـﻤـﺎﺣـﻪ«، أي ﻳﺘﺤﻤﻠﻮن ﻋـــﺐء ﻣــﺨــﺎﻃــﺮه، وﻳــﺪﻓــﻌــﻮن ﺛﻤﻦ ﺧـﺴـﺎﺋـﺮه. ﻟﻜﻦ أﺳــﻮأ اﳌـﺘـﻀـﺮرﻳـﻦ ﻋﻠﻰ اﻹﻃــﻼق ﻛـــﺎن اﻷﺳــــﻮاق اﻟــﺤــﺮة، ﻷن اﻟــﻌــﻤــﻮم اﻟـــﺬي ﻳﻤﻴﻞ أﺻــﻼ إﻟــﻰ ﻛــﺮه اﳌـﻤـﻮﻟـﲔ، ﻗــﺮر ﻋــﺪم اﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ﺑﲔ اﻷﺳﻮاق اﻟﺤﺮة وأﻧﻤﺎط اﻟﻔﺴﺎد واﳌﺤﺴﻮﺑﻴﺔ، ﻣﻊ أن ﻧﻘﻴﺾ ذﻟﻚ ﻫﻮ اﻟﺼﺤﻴﺢ. ذﻟﻚ أن اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﻻ اﻷﺳﻮاق، ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻞ ﻫﺬه اﻷﻣﻮر ﻣﻤﻜﻨﺔ، ﺑﻔﻀﻞ آﻟﻴﺎت اﻹﻧﻘﺎذ اﳌﺎﻟﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪﻫﺎ. وﻻ ﻳﻘﺘﺼﺮ اﻷﻣــﺮ ﻋﻠﻰ اﻹﻧـﻘـﺎذ اﳌـﺎﻟـﻲ، ﻓﺎﻟﺤﻜﻮﻣﺎت ﺗﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ اﻷﻧـﻤـﺎط اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة ﻟﻠﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻣﻔﻬﻮم اﳌﺨﺎﻃﺮة ﺑﺎﻟﺬات.
أﻣﺎ اﻟﺨﺒﺮ اﻟﺴﺎر، ﻓﻬﻮ أﻧﻪ رﻏﻢ ﺟﻬﻮد إدارة أوﺑـــﺎﻣـــﺎ اﳌــﺘــﻮاﻃــﺌــﺔ اﻟــﺘــﻲ أرادت ﺣـﻤـﺎﻳـﺔ اﻟﻠﻌﺒﺔ واﳌــــﺴــــﺆوﻟــــﲔ اﳌــﺼــﺮﻓــﻴــﲔ اﻟـــﺴـــﺎﻋـــﲔ ﻟـﺘـﺤـﻘـﻴـﻖ اﳌﻨﻔﻌﺔ، ﺑـﺪأ اﳌﻘﺒﻠﻮن ﻋﻠﻰ اﳌﺨﺎﻃﺮ اﳌﺤﺘﺮﻓﻮن ﻳﻨﺘﻘﻠﻮن ﻧﺤﻮ ﺗﺮﻛﻴﺒﺎت ﺻﻐﻴﺮة ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﺗﻌﺮف ﺑﺎﺳﻢ ﺻﻨﺎدﻳﻖ اﻟﺘﺤﻮط. أﻣـﺎ اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻬﺬه اﻟﺨﻄﻮة، ﻓﻜﺎن اﻟﺒﻴﺮوﻗﺮاﻃﻴﺔ اﳌﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﻓﺮﺿﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻈﺎم، ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ أن ﻣﻮﻇﻔﻲ اﳌﻜﺎﺗﺐ )اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺨﺎﻟﻮن أن اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﻌﻈﻤﻪ ﻫﻮ ﻋــﺒــﺎرة ﻋــﻦ ﻏـﺮﺑـﻠـﺔ ﻟــــــﻸوراق( أﻏـــﺮﻗـــﻮا اﳌــﺼــﺎرف ﺑﺎﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎت - ﻣـﻊ أﻧـﻬـﻢ ﻧﺠﺤﻮا، ﻓـﻲ اﻟﻘﻮاﻧﲔ اﻹﺿــﺎﻓــﻴــﺔ اﳌــﻤــﺘــﺪة ﻋــﻠــﻰ آﻻف اﻟــﺼــﻔــﺤــﺎت، ﻓﻲ ﺗﺠﻨﺐ اﻟﺘﻄﺮق إﻟـﻰ ﻣﻮﺿﻮع اﳌﺨﺎﻃﺮة ﺑﺎﻟﺬات ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ أو ﺑﺄﺧﺮى. وﻓﻲ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت ﺻﻨﺎدﻳﻖ اﻟﺘﺤﻮط اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳﺔ، وﺿﻊ ﻣﺎﻟﻜﻮ اﻟﺼﻨﺎدﻳﻖ وﻣﺸﻐﻠﻮﻫﺎ، ﻋﻠﻰ أﻗﻞ ﺗﻘﺪﻳﺮ، ﻧﺼﻒ ﺛﺮوﺗﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ، ﻣﻨﻜﺸﻔﲔ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﳌﺨﺎﻃﺮ أﻛﺜﺮ ﻣـﻦ أي ﻣـﻦ ﻋﻤﻼﺋﻬﻢ، ﻏـﺎرﻗـﲔ ﻫـﻢ أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻊ اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ.