اﻟﻨﻮاب اﳌﺴﺘﻘﻠﻮن ﻳﺪﺧﻠﻮن ﻃﺮﻓﴼ ﻓﻲ ﻣﻌﺎدﻟﺔ »ﻛﺴﺮ اﻹرادات« ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق
ﺑﺎرزاﻧﻲ ﻳﺆﺟﻞ إﻃﻼق ﻣﺒﺎدرﺗﻪ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎر ﻣﻮﻗﻒ »اﻻﲢﺎد اﻟﻮﻃﲏ«
ﻳﻨﺘﻈﺮ اﻟﺸﺎرع اﻟﻌﺮاﻗﻲ ﻣﺒﺎدرة ﺟﺪﻳﺪة ﻳﻄﻠﻘﻬﺎ اﻟﻨﻮاب اﳌﺴﺘﻘﻠﻮن ﻳــﻤــﻜــﻦ أن ﺗــﻤــﺜــﻞ ﺣــﻠــﺤــﻠــﺔ ﻟـــﻸزﻣـــﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﳌﺴﺘﻤﺮة ﻓﻲ اﻟﺒﻼد ﻣﻨﺬ ٧ أﺷﻬﺮ، ﻓﻲ ﻇﻞ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﺗﺤﺪﺛﺖ ﻋـــﻦ ﺧـــﻼﻓـــﺎت ﺑــــﺮزت ﻓـــﻲ اﻟـﻠـﺤـﻈـﺎت اﻷﺧﻴﺮة ﺣﺎﻟﺖ دون إﻃﻼﻗﻬﺎ ﺣﺘﻰ اﻵن.
وﻟــﻢ ﻳﻌﻠﻦ اﻟــﻨــﻮاب اﳌﺴﺘﻘﻠﻮن رﺳــــﻤــــﻴــــﴼ ﻓــــﺸــــﻞ ﻣــــﺒــــﺎدرﺗــــﻬــــﻢ اﻟـــﺘـــﻲ أﻋﻠﻨﻮا، أول ﻣﻦ أﻣـﺲ، أﻧﻬﺎ ﺳﻮف ﺗــﻄــﻠــﻖ، اﻟــﺴــﺒــﺖ، ﻣـــﻦ داﺧــــﻞ ﻣﺒﻨﻰ اﻟــﺒــﺮﳌــﺎن ﺑــــﺪﻻ ﻣـــﻦ ﻳـــﻮم اﻟـﺨـﻤـﻴـﺲ، ﻟﻜﻦ ﻗﺴﻤﴼ ﻣﻨﻬﻢ أﻋﻠﻦ أﻧﻪ ﺗﻢ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻟﺠﻨﺔ ﻹﻧﻘﺎذ اﳌﺒﺎدرة، ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻟﺘﺰم آﺧــــﺮون ﻣﻨﻬﻢ اﻟـﺼـﻤـﺖ دﻻﻟـــﺔ ﻋﻠﻰ ﺑـــﺮوز ﺧـﻼﻓـﺎت ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻴﻞ ﻃﺮف ﻣﻨﻬﻢ إﻟﻰ »اﻟﺘﺤﺎﻟﻒ اﻟﺜﻼﺛﻲ« )اﻟﺘﻴﺎر اﻟﺼﺪري وﺗﺤﺎﻟﻒ اﻟﺴﻴﺎدة اﻟـــﺴـــﻨـــﻲ واﻟــــــﺤــــــﺰب اﻟـــﺪﻳـــﻤـــﻘـــﺮاﻃـــﻲ اﻟﻜﺮدﺳﺘﺎﻧﻲ(، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻤﻴﻞ ﻃﺮف آﺧﺮ إﻟﻰ »اﻹﻃﺎر اﻟﺘﻨﺴﻴﻘﻲ«.
وﻓــﻴــﻤــﺎ ﻓــﺸــﻠــﺖ ﻛـــﻞ اﳌــــﺒــــﺎدرات اﻟـــﺴـــﺎﺑـــﻘـــﺔ اﻟـــﺘـــﻲ ﻃــﺮﺣــﺘــﻬــﺎ اﻟـــﻘـــﻮى اﻟـﺘـﻘـﻠـﻴـﺪﻳـﺔ ﻓـــﻲ اﻟــﺘــﻮﺻــﻞ إﻟــــﻰ ﺣﻞ ﻟــــــﻸزﻣــــــﺔ اﻟـــــﺘـــــﻲ ﺗـــﻌـــﻴـــﺸـــﻬـــﺎ اﻟــــﺒــــﻼد واﻟــﻨــﺎﺟــﻤــﺔ ﻋـــﻦ ﻋـــﺪم ﻗــﺪرﺗــﻬــﺎ ﻋﻠﻰ ﺗـــﺸـــﻜـــﻴـــﻞ ﺣــــﻜــــﻮﻣــــﺔ ﺑــــﻌــــﺪ ٧ أﺷـــﻬـــﺮ ﻋـﻠـﻰ إﺟــــﺮاء اﻻﻧــﺘــﺨــﺎﺑــﺎت، ﻓــﻲ ﻇﻞ ﻣﻌﺮﻛﺔ »ﻛـﺴـﺮ إرادات« ﺑـﲔ اﻟﻘﻮى اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ اﳌــﺘــﻨــﺎﻓــﺴــﺔ، ﻓــــﺈن ﻋــﺪم ﻗﺪرة اﻟﻨﻮاب اﳌﺴﺘﻘﻠﲔ ﻋﻠﻰ إﻃﻼق ﻣﺒﺎدرﺗﻬﻢ، ﺑﻌﺪ أن ﺗﻢ ﺗﺄﺟﻴﻠﻬﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮة، ﻳﻌﻨﻲ أن اﻟﻨﻮاب اﳌﺴﺘﻘﻠﲔ اﻟــﺬﻳــﻦ ﻛـﺎﻧـﺖ اﻵﻣــــﺎل ﻣـﻌـﻘـﻮدة ﻋﻠﻰ ﻣـﺎ ﺗﺘﻀﻤﻨﻪ ﻣﺒﺎدرﺗﻬﻢ ﻣـﻦ ﺣﻠﻮل ﻷزﻣﺔ اﻻﻧﺴﺪاد اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ أﺻﺒﺤﻮا ﺑــــﺪورﻫــــﻢ ﺟــــــﺰءﴽ ﻣــــﻦ ﻋــﻤــﻠــﻴــﺔ ﻛـﺴـﺮ اﻹرادات، ﻃـﺒـﻘـﴼ ﳌــﺎ ﻳــــﺮاه ﻣـﺮاﻗـﺒـﻮن
وﻣــــﺘــــﺎﺑــــﻌــــﻮن ﻟــــﻠــــﺸــــﺄن اﻟـــﺴـــﻴـــﺎﺳـــﻲ اﻟـــــﻌـــــﺮاﻗـــــﻲ. وﻃـــﺒـــﻘـــﴼ ﻟــﻠــﻤــﻌــﻠــﻮﻣــﺎت اﳌﺴﺮﺑﺔ ﻣﻦ اﻟﻠﻘﺎء ات واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎت اﻟﺘﻲ أﺟﺮﻳﺖ ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة اﳌﺎﺿﻴﺔ ﺳـــــــــﻮاء ﺑــــــﲔ اﻟـــــــﻨـــــــﻮاب اﳌـــﺴـــﺘـــﻘـــﻠـــﲔ أﻧـــﻔـــﺴـــﻬـــﻢ أو ﺑـــﻴـــﻨـــﻬـــﻢ وﺑــــــﲔ ﻗـــﻮى ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ أﺧﺮى، ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﻳﺒﺪو ﻗﺪ اﻧﻘﺴﻤﻮا إﻟـﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﻗـﺴـﺎم... ﻗﺴﻢ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺆﻳﺪ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻋﻠﻰ أﻻ ﻳﺸﺎرك اﳌﺴﺘﻘﻠﻮن ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺄي ﻣﻨﺼﺐ ﺗﻨﻔﻴﺬي، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻫــﻢ ﻣــﻦ ﻳـﺴـﻬـﻢ إﺳــﻬــﺎﻣــﴼ ﻓــﺎﻋــﻼ ﻓﻲ ﺗﺮﺷﻴﺢ أﻋﻀﺎء اﻟﻮزارة ﺑﺪءﴽ ﺑﺮﺋﻴﺲ اﻟﻮزراء واﻟﻮزراء. ﻓﻲ اﳌﻘﺎﺑﻞ، ﻫﻨﺎك ﻗﺴﻢ آﺧـﺮ ﻳﻔﻀﻞ ﺧﻴﺎر »اﻟﺘﺤﺎﻟﻒ اﻟــﺜــﻼﺛــﻲ« ﺑـﻤـﺎ ﻓــﻲ ذﻟـــﻚ اﻻﻧـﻀـﻤـﺎم إﻟــــــﻴــــــﻪ ﺑــــــﻬــــــﺪف إﻛـــــــﻤـــــــﺎل اﻟــــﻨــــﺼــــﺎب وﺗﺸﻜﻴﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ أﻏﻠﺒﻴﺔ وﻃﻨﻴﺔ. ﻓــﻲ ﺣــﲔ ﻳﻔﻀﻞ ﻗـﺴـﻢ ﺛـﺎﻟـﺚ ﻣﻨﻬﻢ اﻟــﺬﻫــﺎب ﺑـﺎﺗـﺠـﺎه ﺣـﻜـﻮﻣـﺔ اﻟـﺘـﻮاﻓـﻖ اﻟﺘﻲ ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻬﺎ »اﻹﻃﺎر اﻟﺘﻨﺴﻴﻘﻲ« اﻟﺸﻴﻌﻲ. وﺗﻔﻴﺪ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ« ﺑﺄن ﻧﻮاﺑﴼ ﻣـــﺴـــﺘـــﻘـــﻠـــﲔ ﻳــــﻌــــﺘــــﺒــــﺮون أن ﻫـــﻨـــﺎك ﻣــــﻦ ﺑــﻴــﻨــﻬــﻢ ﻣــــﻦ ﻓــــﻀــــﻞ »اﻟــﺘــﻔــﻜــﻴــﺮ ﺑــﻤــﺼــﻠــﺤــﺘــﻪ اﻟـــﺸـــﺨـــﺼـــﻴـــﺔ«، وﻫـــﻮ ﻣــــﺎ ﻳــﻌــﻨــﻲ اﻟـــﺤـــﺼـــﻮل ﻋـــﻠـــﻰ ﻣــﻮﻗــﻊ ﺗـــﻨـــﻔـــﻴـــﺬي، ﺑــﻴــﻨــﻤــﺎ ﻫـــﻨـــﺎك ﻣــــﻦ ﻓــﻜــﺮ ﺑــﻤــﺼــﻠــﺤــﺔ اﳌــــﺬﻫــــﺐ أو اﻟـــﻄـــﺎﺋـــﻔـــﺔ، وﺑـﺎﻟـﺘـﺎﻟـﻲ ﺧـﻀـﻊ ﻟـﻠـﻀـﻐـﻮط اﻟﺘﻲ ﻣــــﻮرﺳــــﺖ ﻋـــﻠـــﻰ اﳌـــﺴـــﺘـــﻘـــﻠـــﲔ ﺧـــﻼل اﻷﻳـــﺎم اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﳌﺎﺿﻴﺔ ﻟﻠﺴﻴﺮ ﻣﻊ إﺣـــﺪى اﻟــﻘــﻮى اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة اﳌﺘﻨﺎﻓﺴﺔ. ﻳﻀﺎف إﻟﻰ ذﻟـﻚ، ﻃﺒﻘﴼ ﻟـﻠـﻤـﻌـﻠـﻮﻣـﺎت اﳌــﺴــﺮﺑــﺔ، ﻓـــﺈن ﺑﻌﺾ اﻟــﻨــﻮاب اﳌﺴﺘﻘﻠﲔ رأى أن اﻟـﺸـﺮط اﻟــــﺬي أدرج ﻓــﻲ ﻣـــﺒـــﺎدرة ﻣـﻄـﺮوﺣـﺔ وﻳــــﻘــــﻀــــﻲ ﺑــــﻌــــﺪم ﺗـــﺴـــﻠـــﻢ »اﻟــــﺘــــﻴــــﺎر اﻟـﺼـﺪري« أو »اﻹﻃـــﺎر اﻟﺘﻨﺴﻴﻘﻲ« أي وزارة ﻣـــــــﻦ ﺑـــــــﲔ اﻟـــــــــــــــﻮزارات اﻟــﺸــﻴــﻌــﻴــﺔ اﻟــــــــــ٢١، ﻓــــﻲ ﺣــــﲔ ﺗـﺒـﻘـﻰ اﻟﻮزارات اﻟﺴﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﺼﺔ ﺗﺤﺎﻟﻒ »اﻟﺴﻴﺎدة« واﻟـــﻮزارات اﻟﻜﺮدﻳﺔ ﻣﻦ ﺣﺼﺔ اﻷﺣﺰاب اﻟﻜﺮدﻳﺔ، ﻳﻤﺜﻞ ﻇﻠﻤﴼ ﻟﻸﺣﺰاب اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة.
إﻟﻰ ذﻟﻚ، أرﺟﺄ اﻟﺰﻋﻴﻢ اﻟﻜﺮدي ﻣﺴﻌﻮد ﺑــﺎرزاﻧــﻲ إﻃـــﻼق ﻣﺒﺎدرﺗﻪ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻌﺮف ﻧﺼﻮﺻﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺑﺮﻏﻢ ﺗﻜﺮار اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻷوﺳـﺎط اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ. وﻃــﺒــﻘــﴼ ﻟـﻠـﻤـﻌـﻠـﻮﻣـﺎت اﻟــــﺘــــﻲ ﺣـــﺼـــﻠـــﺖ ﻋـــﻠـــﻴـــﻬـــﺎ »اﻟــــﺸــــﺮق اﻷوﺳــــﻂ«، ﻣــﻦ ﻣـﺼـﺪر ﻛـــﺮدي، ﻓﺈن ﺳﺒﺐ ﺗﺄﺟﻴﻞ اﳌﺒﺎدرة ﻳﻌﻮد إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ »اﻟﺘﻔﺎﻫﻢ اﻷﺧـﻴـﺮ« ﻣﻊ »اﻻﺗﺤﺎد اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﻜﺮدﺳﺘﺎﻧﻲ« ﺑﺸﺄن ﻣﻨﺼﺐ رﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ، ﺣﻴﺚ ﺗــﻢ إرﺳـــﺎل وﻓــﺪ ﻣــﻦ »اﻟـﺤـﺰب اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ اﻟﻜﺮدﺳﺘﺎﻧﻲ« ﺑﺰﻋﺎﻣﺔ ﻣﺴﻌﻮد ﺑـﺎرزاﻧـﻲ إﻟـﻰ اﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻧﻴﺔ ﻟــــﻠــــﻘــــﺎء وﻓـــــــﺪ »اﻻﺗـــــــﺤـــــــﺎد اﻟـــﻮﻃـــﻨـــﻲ اﻟـــــﻜـــــﺮدﺳـــــﺘـــــﺎﻧـــــﻲ« ﺑــــﺮﺋــــﺎﺳــــﺔ ﺑـــﺎﻓـــﻞ ﻃﺎﻟﺒﺎﻧﻲ. وﻓﻴﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﺮف ﺑﻌﺪ ﻣﺎ إذا ﻛـﺎن اﻟﺤﺰﺑﺎن أﺟﺮﻳﺎ ﻣﺒﺎﺣﺜﺎت
وﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﻲ ﺗﻢ اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻴﻬﺎ، ﻓﺈﻧﻪ وﻃﺒﻘﴼ ﻟﻠﻤﺼﺪر اﻟﻜﺮدي، ﻓـــــﺈن »ﻣـــــﺒـــــﺎدرة ﺑـــــﺎرزاﻧـــــﻲ ﺳــﺘــﻜــﻮن ﻣــــﺮﻫــــﻮﻧــــﺔ ﺑــــﻤــــﺨــــﺮﺟــــﺎت اﺟـــﺘـــﻤـــﺎع اﻟﺤﺰﺑﲔ اﻟﻜﺮدﻳﲔ ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻧﻴﺔ، ﻓﻔﻲ ﺣــﺎل ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻓـﺈن ﺑـﺎرزاﻧـﻲ ﻳﻄﻠﻖ ﻣﺒﺎدرﺗﻪ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺘﺒﻨﺎﻫﺎ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟــﻜــﺮدﺳــﺘــﺎﻧــﻲ ﻓــﻲ ﺣـــﺎل ﺻـﺒـﺖ ﻓﻲ ﻣــﺼــﻠــﺤــﺘــﻪ. أﻣـــــﺎ ﻓــــﻲ ﺣـــــﺎل ﻓـﺸـﻠـﺖ اﳌـــﺒـــﺎﺣـــﺜـــﺎت ﺑــــﲔ اﻟـــﺤـــﺰﺑـــﲔ ﻓــﺈﻧــﻬــﺎ ﺳﺘﻜﻮن ﻋﻠﻰ اﻷرﺟﺢ آﺧﺮ ﻣﺒﺎﺣﺜﺎت ﺑﲔ اﻟﺤﺰﺑﲔ وﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺸﻬﺪ ﻃﻼﻗﴼ أﺑﺪﻳﴼ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ، وﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎل ﻟﻦ ﻳﻄﻠﻖ ﺑﺎرزاﻧﻲ أي ﻣﺒﺎدرة ﻷﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﺤﻘﻖ أي ﻫﺪف وﺗﺬﻫﺐ ﺳﺪى ﻣﺜﻞ ﺳﻮاﻫﺎ ﻣﻦ اﳌـﺒـﺎدرات اﻟﺘﻲ أﻃﻠﻘﺖ ﻣﺆﺧﺮﴽ«.
واﻋـــﺘـــﺒـــﺮ اﳌـــﺼـــﺪر اﻟــــﻜــــﺮدي أن »ﺣﻞ اﻷزﻣﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺄﻟﺔ أﺳﺎﺳﻴﺔ واﺣﺪة وﻫﻲ ﺗﻨﺎزل اﻟﺤﺰب اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ اﻟﻜﺮدﺳﺘﺎﻧﻲ ﻋــــﻦ ﻣــﻨــﺼــﺐ رﺋـــﻴـــﺲ اﻟــﺠــﻤــﻬــﻮرﻳــﺔ ﻟﻼﺗﺤﺎد اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﻜﺮدﺳﺘﺎﻧﻲ ﻟﻬﺬه اﻟﺪورة اﻟﺒﺮﳌﺎﻧﻴﺔ ﻓﻘﻂ، وﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻳﺠﺮي اﻟﺘﻔﺎﻫﻢ ﻣﺠﺪدﴽ ﻋﻠﻰ ﻛﻴﻔﻴﺔ إدارة اﳌــﻨــﺎﺻــﺐ ﺑـــﲔ اﻟــﺤــﺰﺑــﲔ ﻓﻲ ﺑﻐﺪاد وأرﺑﻴﻞ«. وأﺿﺎف أن »اﻟﺰﻋﻴﻢ اﻟﻜﺮدي ﻣﺴﻌﻮد ﺑﺎرزاﻧﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن، ﻟﻮ ﻓﻌﻞ ذﻟﻚ ﺣﻘﴼ )أي اﻟﺘﻨﺎزل ﻋـــﻦ اﻟــــﺮﺋــــﺎﺳــــﺔ(، ﻣــﻔــﺘــﺎﺣــﴼ ﺣﻘﻴﻘﻴﴼ ﻟﺤﻞ أزﻣـﺔ اﻻﻧـﺴـﺪاد اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﻌﻮد ﻫﻮ زﻋﻴﻤﴼ ﻓﺎﻋﻼ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺗﻐﻴﻴﺮ اﳌﻌﺎدﻻت اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ ﻓــﻲ اﻟـــﺒـــﻼد، ﺑـﺎﻹﺿـﺎﻓـﺔ إﻟــﻰ أﻧــﻪ ﺳﻴﻌﻴﺪ اﻷﻛــــﺮاد ﻣﻮﺣﺪﻳﻦ ﻣﺮة أﺧﺮى ﺑﻌﺪ أن ﺗﺤﻮﻟﺖ ﻓﺮﻗﺘﻬﻢ إﻟـــﻰ ﻣــﺼــﺪر ﺷــﻤــﺎﺗــﺔ ﻟـﻜـﺜـﻴـﺮﻳـﻦ ﻓﻲ اﻷوﺳﺎط اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ«.
ﻋـــﻠـــﻰ ﺻـــﻌـــﻴـــﺪ آﺧـــــــﺮ، ﻋـــﺜـــﺮ ﻓـﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ اﻟﻨﺠﻒ ﻓﻲ ﺟﻨﻮب اﻟﻌﺮاق ﻋــﻠــﻰ ﻣــﻘــﺒــﺮة ﺟــﻤــﺎﻋــﻴــﺔ ﺗـــﻌـــﻮد إﻟــﻰ ﺗﺴﻌﻴﻨﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ، أﺧﺮج ﻣــﻨــﻬــﺎ ٥١ ﺟــﺜــﻤــﺎﻧــﴼ ﻣـــﻦ أﺻــــﻞ ٠٠١ ﻳﻌﺘﻘﺪ أﻧـﻬـﺎ دﻓـﻨـﺖ ﻓـﻴـﻬـﺎ، ﻋـﻠـﻰ ﻣﺎ ﻧﻘﻠﺖ وﻛــﺎﻟــﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻋـــــﻦ ﻣــــــﺴــــــﺆول، أﻣـــــــﺲ )اﻟــــﺴــــﺒــــﺖ(. وﻋﺜﺮ ﻋﻠﻰ اﳌﻘﺒﺮة اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ أﺛﻨﺎء إﻧﺸﺎء ﻣﺠﻤﻊ ﺳﻜﻨﻲ ﺟﻨﻮب ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻨﺠﻒ ﻓﻲ أﺑﺮﻳﻞ )ﻧﻴﺴﺎن(، وﻳﻌﻮد ﺗـﺎرﻳـﺨـﻬـﺎ إﻟـــﻰ ﻣـﺮﺣـﻠـﺔ اﻻﻧـﺘـﻔـﺎﺿـﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٩١ ﺿﺪ ﺻﺪام ﺣﺴﲔ اﻟﺘﻲ أﺳﻔﺮت ﻋﻦ ﻣﻘﺘﻞ ﻧﺤﻮ ٠٠١ أﻟﻒ ﺷﺨﺺ.
وأﻣــــــــﺎم ﻣــــﺒــــﺎن ﻗـــﻴـــﺪ اﻹﻧــــﺸــــﺎء، ﺷﺎﻫﺪ ﺻﺤﺎﻓﻲ ﻓﻲ وﻛﺎﻟﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟـــﻔـــﺮﻧـــﺴـــﻴـــﺔ اﻟــــﻌــــﻈــــﺎم واﻟـــﺠـــﻤـــﺎﺟـــﻢ اﻟـــﺒـــﺸـــﺮﻳـــﺔ ﻣــــﻮزﻋــــﺔ وﻣـــﺮﻗـــﻤـــﺔ ﻋـﻠـﻰ اﻷرض.
وﻗــﺎل ﻋﺒﺪ اﻹﻟــﻪ اﻟﻨﺎﺋﻲ، ﻣﺪﻳﺮ ﻣـﺆﺳـﺴـﺔ اﻟــﺸــﻬــﺪاء وﻫـــﻲ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺣـــﻜـــﻮﻣـــﻴـــﺔ ﻣـــﻌـــﻨـــﻴـــﺔ ﺑـــﻔـــﺘـــﺢ اﳌـــﻘـــﺎﺑـــﺮ اﻟــﺠــﻤــﺎﻋــﻴــﺔ، إن »ﻓــــﻲ ﻫــــﺬه اﳌـﻘـﺒـﺮة أﻛـــﺜـــﺮ ﻣــــﻦ ﻣـــﺎﺋـــﺔ رﻓـــــــﺎت. ﻫـــــﺬا ﻋـــﺪد ﺗــﻘــﺮﻳــﺒــﻲ وﻳــﻤــﻜــﻦ أن ﻳـــﻜـــﻮن اﻟــﻌــﺪد أﻛـﺜـﺮ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أن ﻣـﺴـﺮح اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﻛﺒﻴﺮ ﺟﺪﴽ«.
وأﺿـــــﺎف ﺧــــﻼل إﺣـــﻴـــﺎء اﻟــﻴــﻮم اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﻤﻘﺎﺑﺮ اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ أن ﻫﺬه اﳌﻘﺒﺮة »ﺗﻌﻮد إﻟﻰ ذﻛﺮى اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٩١... اﻟﻌﺸﺮات ﻣﻦ اﳌﻘﺎﺑﺮ اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﺘﺸﻒ ﺣﺘﻰ اﻵن«.
وﺷــﻬــﺪ اﻟــــﻌــــﺮاق، ﻣــﻨــﺬ اﻟــﺤــﺮب ﻣــﻊ إﻳــــﺮان ﻓــﻲ ﻋـــﺎم ٠٨٩١، ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣـــﻦ اﻟـــﻨـــﺰاﻋـــﺎت. وﺗـــﻘـــﻮل اﻟـﺴـﻠـﻄـﺎت إﻧــﻪ ﺑــﲔ ﻋـﺎﻣـﻲ ٠٨٩١ و٠٩٩١، ﻓﻘﺪ أﻛﺜﺮ ﻣـﻦ ﻣﻠﻴﻮن ﺷﺨﺺ ﻻ ﻳﻌﺮف ﻣــﺼــﻴــﺮ ﻏـﺎﻟـﺒـﻴـﺘـﻬـﻢ ﻓـــﻲ ﻇــــﻞ ﻧـﻈـﺎم ﺻــﺪام ﺣﺴﲔ اﻟــﺬي أﺳﻘﻄﻪ اﻟﻐﺰو اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻓﻲ ﻋﺎم ٣٠٠٢.
وﺗــــﺮك ﺗﻨﻈﻴﻢ »داﻋـــــﺶ« اﻟــﺬي دﺣــﺮه اﻟـﻌـﺮاق ﻓﻲ ﻋـﺎم ٧١٠٢ ﺧﻠﻔﻪ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٠٢ ﻣﻘﺒﺮة ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ ﻳﻌﺘﻘﺪ أﻧــﻬــﺎ ﺗــﻀــﻢ ﻣــﺎ ﻳـﺼـﻞ إﻟـــﻰ ٢١ أﻟـﻒ ﺟﺜﻤﺎن، ﺑﺤﺴﺐ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة.