Asharq Al-Awsat Saudi Edition

ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﻣﺪﻳﺪة وﻣﺆﳌﺔ ﻧﺤﻮ دول وﺧﺮاﺋﻂ أﺧﺮى

- ﺣﺎزم ﺻﺎﻏﻴﺔ

ﻗــــﺒــــ­ﻞ أﻳــــــــ­ـــــﺎم، ﻗـــــﺎﻟــ­ـــﺖ ﻣــــﺪﻳـــ­ـﺮة اﳌــﺨــﺎﺑـ­ـﺮات اﻟـﻮﻃـﻨـﻴـ­ﺔ اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻴ­ـﺔ، أﻓــــﺮﻳــ­ــﻞ ﻫـــﺎﻳـــﻨ­ـــﺰ، أﻣــــــﺎم ﻟــﺠــﻨــﺔ ﻓـﻲ اﻟـﻜـﻮﻧـﻐـ­ﺮس، إن اﻟـﺼـﲔ »ﺗﺴﻌﻰ إﻟـــﻰ أن ﺗـﺒـﻨـﻲ ﺟـﻴـﺸـﴼ ﻗــــﺎدرﴽ ﻋﻠﻰ اﻧﺘﺰاع ﺗﺎﻳﻮان«، ورأت أن اﻟﺨﻄﺮ اﻟـــﺬي ﺳﺘﺒﻘﻰ ﺗـﻮاﺟـﻬـﻪ اﻟـﺠـﺰﻳـﺮة ﻣـــﺎ ﺑـــﲔ ﻳــﻮﻣــﻨــ­ﺎ و٠٣٠٢ ﺳـﻴـﻜـﻮن »ﺣﺎدﴽ«.

ﺑــــــﻐــ­ــــﺾ اﻟـــــﻨــ­ـــﻈـــــﺮ ﻋـــــــﻦ ﻣـــــﺪى ﺻﺤﺔ ﻫﺬا اﻟﺘﻮﻗﻊ، ﻓﻨﺤﻦ ﻧﺸﻬﺪ اﻟـﻴـﻮم ﺣـﺮب روﺳـﻴـﺎ ﻋﻠﻰ أوﻛﺮاﻧﻴﺎ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻌﻬﺎ إﻻ ﻗﻠﻴﻠﻮن. اﻟﺤﺮب ﻫﺬه، وﻫﻲ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻏﻀﻮن ﺳﺒﻌﺔ أﻋﻮام ﻓﻘﻂ، ﺗﺮاﻓﻘﺖ ﻣﻊ ﺗﻌﺪﻳﻼت ﺟﻐﺮاﻓﻴﺔ ﺻﺮﻳﺤﺔ ﺗﻄﻮل ﺷـﺮق اﻟﺒﻼد وﺟﺰﻳﺮة اﻟﻘﺮم. وﻣـﻦ ﻳــﺪري ﻋﻠﻰ أي ﺷﻜﻞ ﺳﻮف ﺗﺴﺘﻘﺮ اﻟﺨﺮﻳﻄﺔ اﻷوﻛﺮاﻧﻴﺔ ﺑﻌﺪ أن ﺗﺴﻜﺖ اﳌﺪاﻓﻊ واﻟﺼﻮارﻳﺦ.

إﺛــﻴــﻮﺑـ­ـﻴــﺎ ﻫـــﻲ اﻷﺧــــــﺮ­ى ﺷـــﻬـــﺪت ﻣــﻨــﺬ أواﺧــــﺮ ٠٢٠٢ ﺣﺮﺑﴼ ﺷﺮﺳﺔ واﻛﺒﻬﺎ اﻻﺳﺘﻌﺮاض اﳌﻔﺠﻊ، واﳌﺄﻟﻮف ﻓﻲ ﻗﺮن أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، ﻟﻠﻤﻮت واﻟﺠﻮع واﻟﻘﻬﺮ واﻟﻠﺠﻮء واﻟﺠﻔﺎف واﻟﺘﺼﺤﺮ. اﻟﻴﻮم ﻳﻘﺎل، ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺸﻚ اﳌﺒﺮر وﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﻀﻤﺎﻧﺎت اﻟﺼﻠﺒﺔ، إن »اﳌﻌﺎﻫﺪة اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ« اﻟﺘﻲ أﻋﻠﻨﺘﻬﺎ أدﻳﺲ أﺑﺎﺑﺎ ﻓﻲ ٥٢ ﻣﺎرس )آذار( اﳌﺎﺿﻲ ﺳﻮف ﺗﻨﻬﻲ اﻟﻨﺰاع. ﻟﻜﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﺮب، أي ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺑﲔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ وإﻗﻠﻴﻢ ﺗﻴﻐﺮاي، ﺗﻮﺣﻲ أن ﺗﻮﻗﻒ اﻟﻘﺘﺎل ﻗﺪ ﻳﻔﺘﺢ اﻟﺒﺎب ﻟﺘﻌﺪﻳﻼت أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺨﺮﻳﻄﺔ. ﺷﻲء ﻛﻬﺬا ﻻ ﻳﺴﺘﺒﻌﺪ اﻣﺘﺪاده إﻟﻰ اﻟﺠﺎرة اﻟﺼﻮﻣﺎﻟﻴﺔ ذات اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ اﻟﻌﺮﻳﻖ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﺘﺖ واﻟﺘﻨﺎزع اﻷﻫﻠﻴﲔ.

أﺣـــﻮال ﺑـﻠـﺪان ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻛﺜﻴﺮة ﺗـﻨـﻢ ﻋـﻦ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺧﺮاﺋﻄﻴﺔ، واﻟﺒﻠﺪان ﺗﻠﻚ ﻗﺪ ﻻ ﺗﺨﺮج ﻣﻦ أﻧﻔﺎﻗﻬﺎ اﳌﻈﻠﻤﺔ، وﻫﺬا إذا ﺧﺮﺟﺖ، ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﺪل ﺧﺮاﺋﻄﻬﺎ. ﺳﻮرﻳﺎ واﻟﻴﻤﻦ وﻟﻴﺒﻴﺎ اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪت ﺛﻮرات ﺷﻌﺒﻴﺔ أﺟﻬﻀﺖ، ﺗﻠﺘﻬﺎ ﺣﺮوب أﻫﻠﻴﺔ وﺗﺪﺧﻼت ﺧﺎرﺟﻴﺔ، أﻣﺜﻠﺔ ﻧﺎﻓﺮة ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ. ﻟﻜﻦ ﻟﺒﻨﺎن واﻟﻌﺮاق، ﺣﻴﺚ اﻟــﺘــﺪﺧـ­ـﻞ اﻟــﺨــﺎرﺟ­ــﻲ ﺑــﺎﻟــﻎ اﻟــﻬــﻤــ­ﺔ ﻓـﻴـﻤـﺎ اﻹﺟــﻤــﺎع اﻟﺪاﺧﻠﻲ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﻜﺴﻞ، ﻣﺜﺎﻻن ﺿﺎﻣﺮان. اﻟﺪﻋﻮات إﻟﻰ اﻟﻔﻴﺪراﻟﻴﺔ واﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳﺔ وﺳﻮاﻫﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﺼﻴﻎ ﺑــﺮاﻫــﲔ ﻛـﺎﻓـﻴـﺔ ﻋـﻠـﻰ ﻧـﻘـﺺ اﻟــﻜــﻔــ­ﺎءة ﻓــﻲ اﻟﺼﻴﻎ اﳌﻌﻤﻮل ﺑﻬﺎ راﻫﻨﴼ.

ﻗـــﺪ ﻳــﻘــﻮل ﻗــﺎﺋــﻞ إﻧـــﻨـــﺎ ﻧـﻌـﻴـﺶ اﻟـــﻴـــﻮ­م ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻧﺘﻘﺎل ﻣﺪﻳﺪة وﻣﺆﳌﺔ ﻣﻦ ﺧﺮاﺋﻂ إﻟﻰ أﺧﺮى. ﻫﺬا اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻟﻪ اﺳﻢ ﻣﺤﺪد: ﻣﺮور اﻟﺒﻠﺪان اﳌﺬﻛﻮرة ﻓﻲ ﻃﻮر »اﻟﺴﺎﺣﺎت« ﺣﻴﺚ ﺗﺘﻘﺎﺗﻞ ﻗﻮى داﺧﻠﻴﺔ وﻗﻮى ﺧﺎرﺟﻴﺔ ﻻ ﺣﺼﺮ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ وﻗﺖ واﺣﺪ: ﻣﺜﻼ، ﻻﺣﻆ ﻣـﺆﺧـﺮﴽ أﺣـﺪ اﳌﺮاﻗﺒﲔ أﻧــﻪ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺗﻘﺼﻒ اﻟﻘﻨﻴﻄﺮة ﻓـﻲ اﻟـﺠـﻨـﻮب اﻟــﺴــﻮري، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺗﻘﺼﻒ ﻋﲔ اﻟﻌﺮب ﻓﻲ اﻟﺸﻤﺎل اﻟﺴﻮري، وإﻳﺮان ﺗﻘﺼﻒ أرﺑﻴﻞ ﻓﻲ اﻟﺸﻤﺎل اﻟﻌﺮاﻗﻲ. ﻫﻜﺬا ﺗﻜﻮن ﻣﺮاﺣﻞ اﻻﻧﺘﻘﺎل اﻟﻘﻠﻖ، وﻋﻠﻰ إﻳﻘﺎع ﻛﻬﺬا ﺗﻌﻴﺶ »اﻟﺴﺎﺣﺎت«.

واﻟـــﺤـــ­ﺎل أن إﻋـــــﺎدا­ت اﻟـﻨـﻈـﺮ ﺑــﺨــﺮاﺋـ­ـﻂ اﻟـــﺪول ﻏﺎﻟﺒﴼ ﻣﺎ ﺗﻠﻲ اﻟﺤﺮوب اﻟﻜﺒﺮى واﺷﺘﻐﺎل ﻣﺒﻀﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﻨﺪﺳﺔ اﻟﻌﺎﻟﻢ: ﺑﻌﺪ اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻷوﻟـﻰ، وﻛﻤﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﺟﻴﺪﴽ، اﻧﻬﺎرت إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺎ­ت ﺗﻔﺮﻋﺖ ﻣـﺴـﺎﺣـﺎﺗـ­ﻬـﺎ اﻟـﺸـﺎﺳـﻌـ­ﺔ إﻟـــﻰ دول ﺟــــﺪﻳـــ­ـﺪة. ﺑـــﻌـــﺪ اﻟــــﺤـــ­ـﺮب اﻟــﻌــﺎﳌـ­ـﻴــﺔ اﻟـــﺜـــﺎ­ﻧـــﻴـــﺔ، ﻧـــﺸـــﺄت دول ﻣـﺴـﺘـﻘـﻠـ­ﺔ ﻛـﺎﻧـﺖ ﻣﺴﺘﻌﻤﺮات ﻗــﺒــﻠــﺬ­اك. ﺑﻌﺪ اﻟــﺤــﺮب اﻟـــﺒـــﺎ­ردة، اﻧــﻬــﺎر اﻻﺗــﺤــﺎد اﻟـــــﺴــ­ـــﻮﻓـــــ­ﻴـــــﺎﺗــ­ـــﻲ وﻳــــﻮﻏــ­ــﺴــــﻼﻓـ­ـــﻴــــﺎ اﻻﺗــــﺤــ­ــﺎدﻳــــﺔ وﺗـــﻔـــﺴ­ـــﺨـــﺎ، وﻋـــــﺎدت ﺗﺸﻴﻜﻮﺳﻠﻮﻓﺎ­ﻛﻴﺎ إﻟـﻰ ﻣﻜﻮﻧﻴﻬﺎ اﻟــﺘــﺸــ­ﻴــﻜــﻲ واﻟـــﺴـــ­ﻠـــﻮﻓـــﺎ­ﻛـــﻲ، ﻓﻴﻤﺎ اﺳـــﺘـــﻌ­ـــﺎدت أﳌـــﺎﻧـــ­ﻴـــﺎ، ﻓـــﻲ اﳌــﻘــﺎﺑـ­ـﻞ، وﺣــﺪﺗــﻬـ­ـﺎ اﻟــﺴــﺎﺑـ­ـﻘــﺔ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺤــﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ. ﻟﻜﻦ اﻧﺘﻬﺎء اﻟﺤﺮب اﻟﺒﺎردة ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﺗﺄﺛﻴﺮات أﺧﺮى ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺘﻨﺎ وﻓﻲ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﳌﺸﺎﺑﻬﺔ ﻟﻬﺎ، ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﻧﻠﻤﺴﻬﺎ اﻟﻴﻮم ﺑﻘﻮة. ﻓﺎﻟﺪول اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ أن ﺗـﻌـﺰز وﺟـﻮدﻫـﺎ ﺑــﺄي ﺷﺮﻋﻴﺔ داﺧﻠﻴﺔ ﺗﺘﻌﺪى اﻹﻓﺎدة ﻣﻦ ﺗﻮازﻧﺎت اﻟﺤﺮب اﻟﺒﺎردة واﺳﺘﻘﻄﺎﺑﻬﺎ، ﺳﻘﻄﺖ أو ﺗﺮﻧﺤﺖ، وﻟـﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻔﺎﺟﺌﴼ أن اﻟﻔﺘﺮة ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻫــﻲ ﺗﻠﻚ اﻟـﺘـﻲ ﺳـــﻚ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻌﺒﻴﺮ »اﻟـــﺪول اﻟﻔﺎﺷﻠﺔ« اﻟـــﺬي ﺗـﻤـﺪد اﻧـﺘـﺸـﺎره واﻟـﻌـﻤـﻞ ﺑـﻪ ﻋﻠﻰ ﻧــﻄــﺎق اﻟـــﻘـــﺎ­رات ﺟـﻤـﻴـﻌـﴼ. ﻟــﻜــﻦ ﻣــﺎ ﺟـﻌـﻞ اﻟـﺘـﺤـﺪي أﺻــﻌــﺐ ﻋـﻠـﻰ دول ﺿﻌﻴﻔﺔ وﻛــﻴــﺎﻧـ­ـﺎت ﻳﻔﺘﻚ ﺑﻬﺎ ﺧﻠﻴﻂ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺒﺪاد واﻟﻔﻘﺮ واﻟﺘﻨﺎزع اﻷﻫﻠﻲ أن اﻟﻌﻮﳌﺔ زادت ﻓﻲ إﺿﻌﺎف ﺗﻠﻚ اﻷﺟﺴﺎم وإﺿﻌﺎف وﻇــﺎﺋــﻔـ­ـﻬــﺎ. ﻫــﻜــﺬا ﻟـــﻢ ﺗــﻌــﺪ اﻟـــﺪوﻟــ­ـﺔ - اﻷﻣــــــﺔ، اﻟـﺘـﻲ ﺳــﺎدت ﻛﻮﻧﻴﴼ ﺑـﲔ أواﺳـــﻂ اﻷرﺑﻌﻴﻨﺎت وأواﺳــﻂ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎت، ﻫﻲ اﻟـﻮﺣـﺪات »اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ« ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ – اﻻﻗﺘﺼﺎدي. أﻣﺎ اﻟﺘﺤﺪﻳﺚ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﳌﺘﻔﺮﻋﺔ ﻋﻨﻪ )ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﺷﺘﺮاﻛﻴﺔ( ﻓﻠﻢ ﺗﻌﺪ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﻗﺎﻃﺮﺗﻬﻤﺎ أو أداﺗﻬﻤﺎ.

ذاك أن اﻟﻌﻮﳌﺔ ﻓﻲ إﻧﺘﺎج اﻟﺜﺮوة ﻟﻢ ﺗﺮاﻓﻘﻬﺎ ﻋﻮﳌﺔ ﻓﻲ ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﺜﺮوة، وﻻ ﻋﻮﳌﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺣــﺎﻛــﻤــ­ﻴــﺔ اﻟــﻌــﺎﻟـ­ـﻢ. ﻫـــﺬا ﻣـــﺎ ﻳــﻮﺿــﺤــ­ﻪ، ﻓـــﻲ أﺻـﻔـﻰ أﺷـﻜـﺎﻟـﻪ، ﺿـﻌـﻒ اﻷﻣـــﻢ اﳌـﺘـﺤـﺪة اﻟــﺮاﻫــﻦ وﺿﻌﻒ ﻣﻨﻈﻤﺎﺗﻬﺎ وأﺟﻬﺰﺗﻬﺎ.

وﻟﺌﻦ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺰاﻋﺎت، إﺑـﺎن اﻟﺤﺮب اﻟﺒﺎردة، ﺗﺤﻞ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻘﻮى اﳌﺤﻠﻴﺔ اﳌﺘﺼﺎرﻋﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ إﺷﺮاف، ﻣﺒﺎﺷﺮ أو ﻣﺪاور، ﻣﻦ »اﻟﺠﺒﺎرﻳﻦ« اﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﻔﻮﺿﺎن اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة، ﻓﺨﻼل اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎت أﺟﺎز ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ أرﺑﻌﲔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻟﺤﻔﻆ اﻟﺴﻼم ﻓﻲ أرﺟﺎء اﳌﻌﻤﻮرة.

وإﻟﻰ ﻫﺬا ﻛﻠﻪ، وﻓﻲ اﻧﺘﻈﺎر أن ﺗﺘﺒﻠﻮر ﻣﻨﺎﺧﺎت ﻣــﺎ ﺑﻌﺪ اﻟــﺤــﺮب اﻷوﻛــﺮاﻧـ­ـﻴــﺔ، ﻳﻔﻌﻞ ﻓﻌﻠﻪ ﺗﺮاﺧﻲ اﻟـــﻮﻻﻳــ­ـﺎت اﳌـﺘـﺤـﺪة ﻓــﻲ اﻻﺳـﺘـﺠـﺎﺑ­ـﺔ ﳌﺴﺆوﻟﻴﺘﻬﺎ اﻟــﻜــﻮﻧـ­ـﻴــﺔ، وﺗــﻨــﺎﻣـ­ـﻲ ﻧــﺰﻋــﺔ اﻻﻧـــﻌـــ­ﺰال واﻻﻧــﺴــﺤ­ــﺎب ﻟﺪﻳﻬﺎ إﻻ ﻣﻦ »ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻹرﻫﺎب«. وﻫﺬا، ﻓﻲ أﻏﻠﺐ اﻟﻈﻦ، ووﻓﻖ اﳌﻤﺎرﺳﺔ اﳌﻌﻬﻮدة ﻟﻠﻤﻔﻬﻮم اﳌﺬﻛﻮر، ﻳــﻀــﺎﻋــ­ﻒ اﻟــﺘــﺼــ­ﺪﻋــﺎت واﻻﺧــــﺘـ­ـــﻼﻻت ﻓـــﻲ اﻟــــﺪول ﻛﻤﺎ ﻓـﻲ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت، وﻳـﺮﻓـﻊ اﻷﻛـــﻼف اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﳌﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻄﺎرد اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ وﺗﻔﻮﺗﻬﺎ اﻷﺳﺒﺎب.

وﻓــﻲ اﻟــﺤــﺎﻻت ﻛــﺎﻓــﺔ، وﻣــﻦ دون أن ﻧﺤﺘﺴﺐ ﻣﻼﻳﲔ اﻟﺬﻳﻦ ﻫﺠﺮوا ﺑﻠﺪاﻧﻬﻢ أو ﻫـﺠـﺮوا ﻣﻨﻬﺎ، ﻳﺰﻳﺪ ﻳﻮﻣﴼ ﺑﻴﻮم ﻋﺪد اﳌﻘﻴﻤﲔ ﻓﻲ ﺑﻠﺪاﻧﻬﻢ ﻣﻤﻦ ﻳﺘﺴﺎءﻟﻮن: ﻣﺎ اﺳﻢ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﻨﺤﻤﻞ اﺳﻤﻬﺎ ﻳﻮم ﻏﺪ؟

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia