ﺑﻮرﺗﺮﻳﻪ ﻣﺴﺮﺣﻲ ﻟﺸﺎﺑﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﻴﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻠﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ اﳌﻐﺎرﺑﺔ
ﺻـــﺪرت ﻋــﻦ دار »اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﻟــــﻠــــﻨــــﺸــــﺮ« ﺑــــﻄــــﻨــــﺠــــﺔ، اﻟـــﻨـــﺴـــﺨـــﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻮﻧﻮدراﻣﺎ »دﻧﻴﺎ« ﻟﻠﻜﺎﺗﺐ واﻟﺸﺎﻋﺮ اﳌﻐﺮﺑﻲ اﳌﻘﻴﻢ ﺑـــﺒـــﺮوﻛـــﺴـــﻞ ﻃــــﻪ ﻋـــــﺪﻧـــــﺎن، اﻟــﺘــﻲ ﻳﺮﺳﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻮرﺗﺮﻳﻬﴼ ﻣﺴﺮﺣﻴﴼ ﻟﺸﺎﺑﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﻴﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻠﻬﺠﺮة أﺿﺎﻋﺖ ﺑﻮﺻﻠﺔ اﻟﻬﻮﻳﺔ؛ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺮؤﻳﺔ ﺣﺴﺎﺳﺔ وﻧﻈﺮة ﺛــﺎﻗــﺒــﺔ وﻫـــﻲ ﺗــﺴــﺎﺋــﻞ وﺟــﻮدﻫــﺎ اﳌــــﺘــــﺄرﺟــــﺢ ﺑــــﲔ أﺻــــــﻞ ﻣــﻐــﺮﺑــﻲ »إﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ« واﻧﺘﻤﺎء ﺑﻠﺠﻴﻜﻲ »ﺗﻘﺮﻳﺒﴼ«.
وﺳـﺒـﻖ ﻟـﻬـﺬه اﳌﺴﺮﺣﻴﺔ أن ﺻﺪرت ﻓﻲ ﺗﺮﺟﻤﺘﻬﺎ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺿــﻤــﻦ ﻣـــﻨـــﺸـــﻮرات »ﻻﻧــﺴــﻤــﺎن« اﻟﺒﻠﺠﻴﻜﻴﺔ اﳌﺨﺘﺼﺔ ﺑﺎﳌﺴﺮح ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ ٠٢٠٢، ﻛﻤﺎ ﺗـﻢ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻧﺴﺨﺘﻬﺎ اﻟﻜﺎﺗﺎﻟﻮﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﺒﺮاﻳﺮ )ﺷـــﺒـــﺎط( اﳌـــﺎﺿـــﻲ ﻋــﻠــﻰ ﺧﺸﺒﺔ اﳌــــﺴــــﺮح اﻟـــﻘـــﻮﻣـــﻲ اﻟــﻜــﺎﺗــﺎﻟــﻮﻧــﻲ ﺑﺒﺮﺷﻠﻮﻧﺔ.
وﻳـــــﺘـــــﻴـــــﺢ ﻃــــــﻪ ﻋــــــﺪﻧــــــﺎن ﻓــﻲ ﻫـــﺬه اﳌـــﻮﻧـــﻮدراﻣـــﺎ، اﳌــﻜــﻮﻧــﺔ ﻣﻦ ٨١ ﻣﺸﻬﺪﴽ، ﻟﺒﻄﻠﺘﻪ »دﻧـﻴـﺎ«، أن »ﺗﺘﺠﺎوز ﺛﻘﻞ اﳌﺎﺿﻲ وﺿﻐﻂ اﻟــﻮاﻗــﻊ اﳌــﻠــﻲء ﺑــﺎﻹﺣــﺒــﺎط، ﻓﻬﻲ ﺗﺜﻮر ﺿﺪ وﻃﺄة اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺄﻧﻬﺎ »ﻧــﺘــﻴــﺠــﺔ ﺧـــﻄـــﺄ ﻓــــﻲ اﻟـــﺤـــﺴـــﺎب، وﺛﻤﺮة ﺣﻤﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﻏﻮب ﻓﻴﻪ«. وﻗـــﺪ زاد ﻣــﻦ ﻋـﺰﻟـﺘـﻬـﺎ ﺻـﺮاﻋـﻬـﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻟﺠﻴﻠﻲ داﺧﻞ أﺳﺮﺗﻬﺎ، وﻏـــﻴـــﺎب اﻟـــﺤـــﻮار ﻣـــﻊ واﻟـــﺪﻳـــﻬـــﺎ. وﺗﻌﺘﺮف »دﻧﻴﺎ« ﻓﻲ ﻣﻘﻄﻊ ﻣﻦ ﻫﺬا اﳌﻮﻧﻮﻟﻮج ﺑﻤﺎ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺿﻴﺎع وﺣﻴﺮة: »أن ﺗﻌﻴﺶ وﺳﻂ أﺳﺮة ﻏﻔﻴﺮة وﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻮﺣﺪة، ﺷـــــــﻲء ﻟــــﻪ ﻃـــﻌـــﻢ ﻧـــﻜـــﺘـــﺔ ﻣــــﺮﻳــــﺮة. ﻣـﻨـﺬ اﻟـﺼـﺮﺧـﺔ اﻷوﻟـــــﻰ، ﺷـﻌـﺮت ﺑﺎﻟﻴﺘﻢ. ﻛﻤﺎ ﻟﻮ وﻟﺪﺗﻨﻲ ﺟﺪﺗﻲ. أﻣـﺎ أﻣــﻲ، ﻓﻼ وﺟــﻮد ﻟﻬﺎ«. ﻫﺬه اﻟـﻄـﻔـﻮﻟـﺔ اﻟـﺼـﻌـﺒـﺔ اﳌـــﺠـــﺮدة ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻃﻔﺔ، ﺣﺴﺒﻤﺎ ﻧﻘﺮأ ﻓﻲ ﻇﻬﺮ ﻏـــﻼف اﻟــﻜــﺘــﺎب، دﻓــﻌــﺖ »دﻧــﻴــﺎ« إﻟﻰ »اﳌﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ إﺛﺎرة اﻻﻧﺘﺒﺎه إﻟﻰ ﺣﻀﻮرﻫﺎ اﻷﻧﺜﻮي وﺗﺄﻛﻴﺪ ﻛــﻴــﻨــﻮﻧــﺘــﻬــﺎ اﻟــــﻔــــﺮدﻳــــﺔ«، ﺑـﻴـﻨـﻤـﺎ ﻛـــــﺎن زواﺟــــﻬــــﺎ ﻣـــﺠـــﺮد »ذرﻳـــﻌـــﺔ ﻟـــــﻺﻓـــــﻼت ﻣـــــﻦ ﺑــــﻴــــﺖ اﻷﺳــــــــــﺮة«، وﻣﺤﺾ »ﺻﻔﻘﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺴﻮﺑﺔ اﻟﻌﻮاﻗﺐ«.
ﻧـــﻘـــﺮأ ﻓـــﻲ اﳌــﺸــﻬــﺪ اﻷﺧـــﻴـــﺮ، ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن اﻟﺒﻄﻠﺔ: »ﻣﺎ ﻋﻠﻲ اﻵن إﻻ أن أﻗﺒﻞ دور اﻟﺒﻄﻮﻟﺔ اﻟﻨﺎﻗﺼﺔ ﻓـــﻲ ﻫــــﺬه اﻟــﺤــﻠــﻘــﺔ اﻟـــﻄـــﺎرﺋـــﺔ ﻣﻦ ﻣﺴﻠﺴﻞ ﺣﻴﺎﺗﻲ اﻟﺮﺗﻴﺒﺔ. ﺣﻴﺎة ﺑــﻼ ﻣـﺠـﺪ وﻻ ﺑــﺮﻳــﻖ. ﺳﺄﺗﺮﻛﻬﺎ ﺗﻨﺒﺢ ﻓﻲ إﺛﺮي ﻣﺜﻞ ﺟﺮو ﺿﺎل. ﻷﻧﺘﻈﺮ ﺑﺮوز ﺑﻄﻨﻲ اﻟﻔﺎﺟﺮ ﻣﺜﻞ ﻓــﻀــﻴــﺤــﺔ. ﻣــﺜــﻞ ﺛـــﻤـــﺮة ﺧﻄﻴﺌﺔ ﺧـﻨـﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﻔﺴﻲ أﻧـــﺎ. أﺣﻴﺎﻧﴼ أﺷﻌﺮ ﺑﺄن ﻫﺬه ﻟﻴﺴﺖ ﺣﻴﺎﺗﻲ؛ ﺑﻞ ﻣﺠﺮد ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ أؤدﻳﻬﺎ أﻣﺎم ﺟـﻤـﻬـﻮر ﻟـــﻢ ﻳـﺠــﺪ ﺷـﻴـﺌـﴼ أﻓـﻀـﻞ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﻫﺬا اﳌﺴﺎء. أﺣﺴﻨﻲ ﻣﺜـﻞ ﻗﻨﺒﻠـﺔ ﻣﻮﻗﻮﺗـﺔ؛ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺪﻧﻮ ﻣـــﻨـــﻲ أن ﻳـــﺤـــﺴـــﻦ اﺳـــﺘـــﺨـــﺪاﻣـــﻲ ﺟﻴﺪﴽ، وإﻻ ﺳﺄﻧﻔﺠﺮ ﻓﻲ وﺟﻬﻪ ﻣﻦ أول اﺣﺘﻜﺎك«.
وﻛــﺎن ﻃﻪ ﻋﺪﻧﺎن ﻗﺪ أﺻﺪر ﻓـﻲ اﻟﺸﻌﺮ: »وﻟــﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻨﺎﻛﺐ أﺧـــــﺮى«، و»ﺑـــﻬـــﻮاء ﻛــﺎﻟــﺰﺟــﺎج«، و»أﻛــــــــــﺮه اﻟـــــﺤـــــﺐ«، و»ﺑـــﺴـــﻤـــﺘـــﻚ أﺟﻠﻰ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﻮﻃﻨﻲ«. وﻓﻲ اﳌﺴﺮح: »ﺑﺎي ﺑﺎي ﺟﻴﻠﻮ«. ﻛﻤﺎ أﺷﺮف ﻋﻠﻰ إﺻﺪارﻳﻦ ﺟﻤﺎﻋﻴﲔ: »ﺑـــﺮوﻛـــﺴـــﻞ اﳌـــﻐـــﺮﺑـــﻴـــﺔ«، و»ﻫــــﺬه ﻟـﻴـﺴـﺖ ﺣــﻘــﻴــﺒــﺔ: ﺳـــــﺮود ﻋـﺮﺑـﻴـﺔ ﺗﺤﺖ ﺳﻤﺎء ﺑﻠﺠﻴﻜﻴﺔ«.